توسع سورة التوبة مفهوم التوبة ليشمل التوبة من كل تعلّق أرضي دنيوي يعيق المؤمن عن النفير لنصرة دين الله، وتبين لنا أن المؤمن -الذي يريد الله به الخير- إذا التفت إلى الأرض أو اغتر بالكثرة= قد تضيق عليه الأرض بما رحبت، رحمةً به ليعلم أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وأنّ الذين صبروا على ساعة العُسرة وجاهدوا أنفسهم وكان الله ورسوله أحبَّ إليهم ممّا سواهما= فأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون.
لقد قطعت سورة التوبة كل الأغلال الأرضية والعلائق الاجتماعية التي تحول دون النفير في سبيل الله، بل ووسّعت مسالك النفير ليشمل التفقّه في الدين ومواطئ إغاظة الكافرين.
يخرج المؤمن من هذه السورة وقد تحرّر من هذه العوائق، واستعد للنفير حتى لو تولّى عنه كل الناس، فالله حسبه، لا إله إلا هو، عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.
لقد قطعت سورة التوبة كل الأغلال الأرضية والعلائق الاجتماعية التي تحول دون النفير في سبيل الله، بل ووسّعت مسالك النفير ليشمل التفقّه في الدين ومواطئ إغاظة الكافرين.
يخرج المؤمن من هذه السورة وقد تحرّر من هذه العوائق، واستعد للنفير حتى لو تولّى عنه كل الناس، فالله حسبه، لا إله إلا هو، عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم.
Forwarded from هدى للناس
05 تفسير سورة ق 1 هدى للناس د. أحمد عبد المنعم
https://www.youtube.com/watch?v=VGoX7TLwLRA
https://www.youtube.com/watch?v=VGoX7TLwLRA
YouTube
05 تفسير سورة ق (1) | تخاطب وتحاصر المعرضين حتى يتوبوا | هدى للناس | د أحمد عبد المنعم
تابعونا من خلال منصات البرنامج على السوشيال ميديا :
يوتيوب: https://www.youtube.com/@huda_lennas
فيسبوك: https://www.facebook.com/hudalennas/
انستجرام: https://www.instagram.com/huda_lennas/
ساوند كلاود: https://soundcloud.com/huda_lennas
تيك توك: https…
يوتيوب: https://www.youtube.com/@huda_lennas
فيسبوك: https://www.facebook.com/hudalennas/
انستجرام: https://www.instagram.com/huda_lennas/
ساوند كلاود: https://soundcloud.com/huda_lennas
تيك توك: https…
Forwarded from 🌿 حديث اليمامة 🌿
وجاء أمر الله في سورة هود:
ـ فيصبر نوح عليه السلام ويصنع الفلك ويتحمل سخرية قومه حتى جاء أمر ربه فينجو ومن معه في السفينة:
﴿حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِیهَا مِن كُلࣲّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣱ﴾
ـ وبينما يغرق الجميع في موج كالجبال ينادي نوح ابنه ليركب معه فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم:
﴿قَالَ سَـَٔاوِیۤ إِلَىٰ جَبَلࣲ یَعۡصِمُنِی مِنَ ٱلۡمَاۤءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡیَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَیۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِینَ﴾
ـ لكنه يأبى فيهلك مع قومه ويقضى الأمر:
﴿وَقِیلَ یَـٰۤأَرۡضُ ٱبۡلَعِی مَاۤءَكِ وَیَـٰسَمَاۤءُ أَقۡلِعِی وَغِیضَ ٱلۡمَاۤءُ وَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِیِّۖ وَقِیلَ بُعۡدࣰا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾
ـ وينجو هود عليه السلام والذين آمنوا معه بنفس الطريقة لما جاء أمر ربه:
﴿وَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا هُودࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَنَجَّیۡنَـٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِیظࣲ﴾
ـ وهنا ثمة مفارقة، لأن عادا الذين جحدوا أمر ربهم حتى جاءهم كانوا في نفس الوقت يتبعون أمر كل جبار عنيد:
﴿وَتِلۡكَ عَادࣱۖ جَحَدُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡا۟ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدࣲ﴾
ـ صالح عليه السلام يعد قومه ثلاثة أيام قبل نزول العذاب، فلما جاء أمر ربه أخذهم الصيحة ونُجي صالح والذين آمنوا معه برحمة الله:
﴿فَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا صَـٰلِحࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡیِ یَوۡمِىِٕذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡعَزِیزُ﴾
ـ قبل الانتقال إلى أمر الله الذي جاء قوم لوط ثمة أمر منفرد هنا، أمر الله لنبي الله إبراهيم عليه السلام وزوجه بأن يكون لهما الذرية في هذه السن وبعد كل هذا العمر، إنها البشرى التي تعجبت لها السيدة سارة حتى تساءلت الملائكة:
﴿قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُۥ عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِیدࣱ مَّجِیدࣱ﴾
ـ ثم جاء قوم لوط أمر الله فأهلكوا وكان موعدهم الصبح ومرة أخرى سؤال (أليس الصبح بقريب):
﴿فَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَـٰلِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَیۡهَا حِجَارَةࣰ مِّن سِجِّیلࣲ مَّنضُودࣲ﴾
ـ ومرة أخيرة يجيء أمر الله في السورة مع قوم شعيب عليه السلام:
﴿وَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا شُعَیۡبࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ٱلصَّیۡحَةُ فَأَصۡبَحُوا۟ فِی دِیَـٰرِهِمۡ جَـٰثِمِینَ﴾
ـ وتنويه أخير كذلك إلى إعراض الكفار عن أمر الله واتباعهم أمر المفسدين وما أمرهم برشيد:
﴿إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِی۟هِۦ فَٱتَّبَعُوۤا۟ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَۖ وَمَاۤ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِیدࣲ﴾
ثم تختم السورة كل تلك القصص التي جاء فيها أمر الله بآيتين جامعتين:
- إحداهما في آخر القصص تلخص العبرة منها:
﴿وَمَا ظَلَمۡنَـٰهُمۡ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَاۤ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِی یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَیۡءࣲ لَّمَّا جَاۤءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَیۡرَ تَتۡبِیبࣲ﴾
ـ والأخرى في ختام السورة كلها تجمع خلاصتها وأهم هداياتها:
﴿وَلِلَّهِ غَیۡبُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَیۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾
🔸في كل هذه الآيات التي تؤكد أن الأمر كله لله، وأنه ما على المؤمن إلا أن يؤمن به وينتظره، تتبين لنا عدة معانٍ غاية في الأهمية لابد أن تظل في القلب وعلى البال:
الأول: أن أمر الله متلازم مع رحمته لا ينفك عنها، فهو وبال على الكافرين رحمة بالمؤمنين، تذكر (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) ثم راجع كل الآيات التي وردت سابقا تجد أمر الله دوما يجيء ومعه رحمة منه (برحمة منا)، بل تجد في خطاب الملائكة للسيدة سارة يتتابع أمر الله ورحمت الله:
﴿قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُۥ عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِیدࣱ مَّجِیدࣱ﴾
ـ فيصبر نوح عليه السلام ويصنع الفلك ويتحمل سخرية قومه حتى جاء أمر ربه فينجو ومن معه في السفينة:
﴿حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِیهَا مِن كُلࣲّ زَوۡجَیۡنِ ٱثۡنَیۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَیۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَاۤ ءَامَنَ مَعَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣱ﴾
ـ وبينما يغرق الجميع في موج كالجبال ينادي نوح ابنه ليركب معه فلا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم:
﴿قَالَ سَـَٔاوِیۤ إِلَىٰ جَبَلࣲ یَعۡصِمُنِی مِنَ ٱلۡمَاۤءِۚ قَالَ لَا عَاصِمَ ٱلۡیَوۡمَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَۚ وَحَالَ بَیۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ فَكَانَ مِنَ ٱلۡمُغۡرَقِینَ﴾
ـ لكنه يأبى فيهلك مع قومه ويقضى الأمر:
﴿وَقِیلَ یَـٰۤأَرۡضُ ٱبۡلَعِی مَاۤءَكِ وَیَـٰسَمَاۤءُ أَقۡلِعِی وَغِیضَ ٱلۡمَاۤءُ وَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ وَٱسۡتَوَتۡ عَلَى ٱلۡجُودِیِّۖ وَقِیلَ بُعۡدࣰا لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾
ـ وينجو هود عليه السلام والذين آمنوا معه بنفس الطريقة لما جاء أمر ربه:
﴿وَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا هُودࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَنَجَّیۡنَـٰهُم مِّنۡ عَذَابٍ غَلِیظࣲ﴾
ـ وهنا ثمة مفارقة، لأن عادا الذين جحدوا أمر ربهم حتى جاءهم كانوا في نفس الوقت يتبعون أمر كل جبار عنيد:
﴿وَتِلۡكَ عَادࣱۖ جَحَدُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ رَبِّهِمۡ وَعَصَوۡا۟ رُسُلَهُۥ وَٱتَّبَعُوۤا۟ أَمۡرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِیدࣲ﴾
ـ صالح عليه السلام يعد قومه ثلاثة أيام قبل نزول العذاب، فلما جاء أمر ربه أخذهم الصيحة ونُجي صالح والذين آمنوا معه برحمة الله:
﴿فَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا صَـٰلِحࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَمِنۡ خِزۡیِ یَوۡمِىِٕذٍۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡقَوِیُّ ٱلۡعَزِیزُ﴾
ـ قبل الانتقال إلى أمر الله الذي جاء قوم لوط ثمة أمر منفرد هنا، أمر الله لنبي الله إبراهيم عليه السلام وزوجه بأن يكون لهما الذرية في هذه السن وبعد كل هذا العمر، إنها البشرى التي تعجبت لها السيدة سارة حتى تساءلت الملائكة:
﴿قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُۥ عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِیدࣱ مَّجِیدࣱ﴾
ـ ثم جاء قوم لوط أمر الله فأهلكوا وكان موعدهم الصبح ومرة أخرى سؤال (أليس الصبح بقريب):
﴿فَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَـٰلِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَیۡهَا حِجَارَةࣰ مِّن سِجِّیلࣲ مَّنضُودࣲ﴾
ـ ومرة أخيرة يجيء أمر الله في السورة مع قوم شعيب عليه السلام:
﴿وَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا نَجَّیۡنَا شُعَیۡبࣰا وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ بِرَحۡمَةࣲ مِّنَّا وَأَخَذَتِ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ ٱلصَّیۡحَةُ فَأَصۡبَحُوا۟ فِی دِیَـٰرِهِمۡ جَـٰثِمِینَ﴾
ـ وتنويه أخير كذلك إلى إعراض الكفار عن أمر الله واتباعهم أمر المفسدين وما أمرهم برشيد:
﴿إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِی۟هِۦ فَٱتَّبَعُوۤا۟ أَمۡرَ فِرۡعَوۡنَۖ وَمَاۤ أَمۡرُ فِرۡعَوۡنَ بِرَشِیدࣲ﴾
ثم تختم السورة كل تلك القصص التي جاء فيها أمر الله بآيتين جامعتين:
- إحداهما في آخر القصص تلخص العبرة منها:
﴿وَمَا ظَلَمۡنَـٰهُمۡ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَاۤ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِی یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَیۡءࣲ لَّمَّا جَاۤءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَیۡرَ تَتۡبِیبࣲ﴾
ـ والأخرى في ختام السورة كلها تجمع خلاصتها وأهم هداياتها:
﴿وَلِلَّهِ غَیۡبُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَیۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾
🔸في كل هذه الآيات التي تؤكد أن الأمر كله لله، وأنه ما على المؤمن إلا أن يؤمن به وينتظره، تتبين لنا عدة معانٍ غاية في الأهمية لابد أن تظل في القلب وعلى البال:
الأول: أن أمر الله متلازم مع رحمته لا ينفك عنها، فهو وبال على الكافرين رحمة بالمؤمنين، تذكر (لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم) ثم راجع كل الآيات التي وردت سابقا تجد أمر الله دوما يجيء ومعه رحمة منه (برحمة منا)، بل تجد في خطاب الملائكة للسيدة سارة يتتابع أمر الله ورحمت الله:
﴿قَالُوۤا۟ أَتَعۡجَبِینَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُۥ عَلَیۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَیۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِیدࣱ مَّجِیدࣱ﴾
Forwarded from 🌿 حديث اليمامة 🌿
والثاني: أنه حتى يجيء أمر الله لابد من وقت يمر، ثلاثة أيام وعدها صالح عليه السلام قومه، والصبح انتظره لوط عليه السلام، ونوح عليه السلام يصنع الفلك حتى جاء أمر الله، هذا يعيدنا كما ترى إلى أول السورة والمشركون يستبعدون العذاب ﴿وَلَىِٕنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰۤ أُمَّةࣲ مَّعۡدُودَةࣲ لَّیَقُولُنَّ مَا یَحۡبِسُهُۥۤۗ أَلَا یَوۡمَ یَأۡتِیهِمۡ لَیۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا۟ بِهِۦ یَسۡتَهۡزِءُونَ﴾ وهذا يحملنا أيضا إلى ختام السورة والوعد بالانتظار ﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢) ﴾والانتظار يعني أنه ثمة وقت يفصل بيننا وبين أمر الله علينا أن نحتمله ونصبر عليه موقنين أن العاقبة للمتقين (فاصبر إن العاقبة للمتقين)
الثالث: أنه في خلال هذا الانتظار ومع الصبر هناك أعمال (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) (وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون) وهناك إيمان بالغيب وتوكل على الله وثقة مطلقة بأسمائه وصفاته ووعده الحق:
قال هود عليه السلام ﴿إِنِّی تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّی وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَاۤبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِیَتِهَاۤۚ إِنَّ رَبِّی عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾وقال شعيب عليه السلام﴿وَیَـٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُوا۟ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّی عَـٰمِلࣱۖ سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن یَأۡتِیهِ عَذَابࣱ یُخۡزِیهِ وَمَنۡ هُوَ كَـٰذِبࣱۖ وَٱرۡتَقِبُوۤا۟ إِنِّی مَعَكُمۡ رَقِیبࣱ﴾
وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿وَلِلَّهِ غَیۡبُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَیۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾
🔸فالمؤمن الذي يقرأ سورة هود يخرج منها وقد امتلأ قلبه بمعرفة ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله مشاهدا إياها في كل قصة من قصص المرسلين، فيوقن أن لله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فلا يعبد إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه، وحينئذ يقف ـ مهما طال الزمن واشتد البلاء ـ في مواجهة الذين لا يؤمنون ثابتا واثقا عاملا منتظرا انتظار يقين
﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢) ﴾
#سورة_هود
#شهر_رمضان
#طوفان_الأقصى
الثالث: أنه في خلال هذا الانتظار ومع الصبر هناك أعمال (ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون) (وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون) وهناك إيمان بالغيب وتوكل على الله وثقة مطلقة بأسمائه وصفاته ووعده الحق:
قال هود عليه السلام ﴿إِنِّی تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّی وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَاۤبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِیَتِهَاۤۚ إِنَّ رَبِّی عَلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ﴾وقال شعيب عليه السلام﴿وَیَـٰقَوۡمِ ٱعۡمَلُوا۟ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنِّی عَـٰمِلࣱۖ سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ مَن یَأۡتِیهِ عَذَابࣱ یُخۡزِیهِ وَمَنۡ هُوَ كَـٰذِبࣱۖ وَٱرۡتَقِبُوۤا۟ إِنِّی مَعَكُمۡ رَقِیبࣱ﴾
وقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:
﴿وَلِلَّهِ غَیۡبُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَیۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ﴾
🔸فالمؤمن الذي يقرأ سورة هود يخرج منها وقد امتلأ قلبه بمعرفة ربه بأسمائه وصفاته وأفعاله مشاهدا إياها في كل قصة من قصص المرسلين، فيوقن أن لله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر كله فلا يعبد إلا إياه ولا يتوكل إلا عليه، وحينئذ يقف ـ مهما طال الزمن واشتد البلاء ـ في مواجهة الذين لا يؤمنون ثابتا واثقا عاملا منتظرا انتظار يقين
﴿وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (١٢١) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٢٢) ﴾
#سورة_هود
#شهر_رمضان
#طوفان_الأقصى
قناة أحمد عبد المنعم
انظر إلى خطاب العزة في سورة الأنبياء: (لَا یُسۡـَٔلُ عَمَّا یَفۡعَلُ وَهُمۡ یُسۡـَٔلُونَ) (وَمَن یَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّیۤ إِلَـٰهࣱ مِّن دُونِهِۦ فَذَ ٰلِكَ نَجۡزِیهِ جَهَنَّمَۚ كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلظَّـٰلِمِینَ) (قُلۡنَا یَـٰنَارُ كُونِی بَرۡدࣰا وَسَلَـٰمًا…
الطريقة القرآنية لبناء التوحيد في قلب المؤمن= مغايرة لأي كلام بشري.
انظر إلى حديث سورة الأنبياء عن احتياج الأنبياء لخالقهم، وكيف استجاب الله دعاءهم، وجعل ذلك ذكرى للعابدين وبشرى للمؤمنين.
فيتعلم المؤمن أن يلجأ إلى الله وحده في كل أموره ويدعوه وحده سبحانه وتعالى.
انظر إلى حديث سورة الأنبياء عن احتياج الأنبياء لخالقهم، وكيف استجاب الله دعاءهم، وجعل ذلك ذكرى للعابدين وبشرى للمؤمنين.
فيتعلم المؤمن أن يلجأ إلى الله وحده في كل أموره ويدعوه وحده سبحانه وتعالى.
Forwarded from المُشوِّق إلى القُرآن | عمرو الشرقاوي
«ينبغي لكل قوم جمعهم عمل أن يفهم بعضهم بعضًا، كما ينبغي أن يفهموا العمل الذي هم متعاونون عليه = ليكونوا في سيرهم على بصيرة من أنفسهم وعملهم.
فقد يجتمع قوم على عمل مع اختلاف منازعهم فيأخذ كل واحد ليجذب إلى ناحية فتقع الخصومة ما بينهم، وينقطع حبل عملهم، وربما انتهى بهم الأمر إلى افتراق وعدوان، ولو أنهم في أول الأمر تفاهموا، لما تخاصموا!».
[آثار ابن باديس: (3/ 233)].
فقد يجتمع قوم على عمل مع اختلاف منازعهم فيأخذ كل واحد ليجذب إلى ناحية فتقع الخصومة ما بينهم، وينقطع حبل عملهم، وربما انتهى بهم الأمر إلى افتراق وعدوان، ولو أنهم في أول الأمر تفاهموا، لما تخاصموا!».
[آثار ابن باديس: (3/ 233)].
كل الناس يغدو، وكل الناس أصحاب همّ وحرث.
وكلٌّ يختار معركته وحرثه في الحياة، فمن الناس من معركته ضد أعداء الله من اليهود والمنافقين، ومنهم من معركته مع الملاحدة المجرمين، ومنهم من يدلّ الناس على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنهم يجاهد نفسه وهواه، ومنهم من انشغل بإخوانه المسلمين وطعن في دينهم وأعراضهم، ومنهم من صرف الناس عن عبادة الله وشغلهم بالتفاهة أو بالمناكفات، ومنهم ومنهم..
وجعلنا بعضكم لبعض فتنة.
فلا تنشغل عن أعداء الله، ولا تكونن من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وابحث عن ثغرة في صف المسلمين لتسدها، وخذّل عنا ما استطعت، وكن لَبِنَةً في بناء الحق، ولا تكونن كالخُشُب المُسَنّدَة التي لا خير فيها ولا نفع.
وكلٌّ يختار معركته وحرثه في الحياة، فمن الناس من معركته ضد أعداء الله من اليهود والمنافقين، ومنهم من معركته مع الملاحدة المجرمين، ومنهم من يدلّ الناس على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنهم يجاهد نفسه وهواه، ومنهم من انشغل بإخوانه المسلمين وطعن في دينهم وأعراضهم، ومنهم من صرف الناس عن عبادة الله وشغلهم بالتفاهة أو بالمناكفات، ومنهم ومنهم..
وجعلنا بعضكم لبعض فتنة.
فلا تنشغل عن أعداء الله، ولا تكونن من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، وابحث عن ثغرة في صف المسلمين لتسدها، وخذّل عنا ما استطعت، وكن لَبِنَةً في بناء الحق، ولا تكونن كالخُشُب المُسَنّدَة التي لا خير فيها ولا نفع.
Forwarded from إنه القرآن ( القناة الرسمية )
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
خصوا إخوانكم في غزة بالدعاء، فلمّا ينقطع عنهم عدوان الكافرين، فلا تغفُلوا عنهم في ساعات الإجابة.
ولا تستقلُّنَّ الدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن وعدو البلاء ونور السماوات والأرض.
ولا تستقلُّنَّ الدعاء، فالدعاء سلاح المؤمن وعدو البلاء ونور السماوات والأرض.
Forwarded from أيوب الجهني (أيوب الجهني)
دمٌ طاهر ما يزال موَّارًا جاريًا، ليُنبتَنَّ عمَّا قليلٍ زقُّومًا وعلقمًا.
دمٌ طاهر ما يزال مسفوحًا، ليستحيلَنَّ عمَّا قليلٍ نارًا تلظَّى.
دم لا يغسله إلا الدم، ونار لا تطفئها غير النار، وحقد لا يسكّنه إلا غضْبَةٌ مؤمنة.
فاللهم انتقم!
دمٌ طاهر ما يزال مسفوحًا، ليستحيلَنَّ عمَّا قليلٍ نارًا تلظَّى.
دم لا يغسله إلا الدم، ونار لا تطفئها غير النار، وحقد لا يسكّنه إلا غضْبَةٌ مؤمنة.
فاللهم انتقم!
Forwarded from قناة كريم حلمي
وما تغني العهود مع من لا يخشى نقضها؟! .. فلا هو يتقي الله سبحانه، ولا هو يَرهَب آخذًا على يديه، دافعًا لبطشه، معاقبًا له على نقضه، بل يرى من سواه أحقر من أن يُلتَفَت إليه وأجبن وأذل!
[كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً] فلا يرقبون الله فيكم ولا يرقبون عهدًا أو ميثاقًا [يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ] كذبًا وزورًا [وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ] فهي مملوءة بالغل والغش والبغضاء [وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ] ..
[وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ] أي: لا عهود لهم ولا صدق ولا شَرَف [لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (١٢)] إن هم رأوا بأسكم وقوتكم في نصرتكم لدينكم [أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ] ويلحق بذلك كل هَمٍّ بإخراج أهل الإيمان من أرض الله سبحانه [وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤)]!
اللهم اشف صدور قوم مؤمنين، وثبّت أقدام عبادك الصابرين، وتقبّل شهداء المسلمين، وانتقم من أعدائهم الملاعين، واخز كل من خذلهم وأعان عليهم، وجنبنا عذابك وسخطك!
وإنا لله وإنا إليه راجعون!
[كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً] فلا يرقبون الله فيكم ولا يرقبون عهدًا أو ميثاقًا [يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ] كذبًا وزورًا [وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ] فهي مملوءة بالغل والغش والبغضاء [وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ] ..
[وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمَانَ لَهُمْ] أي: لا عهود لهم ولا صدق ولا شَرَف [لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (١٢)] إن هم رأوا بأسكم وقوتكم في نصرتكم لدينكم [أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ] ويلحق بذلك كل هَمٍّ بإخراج أهل الإيمان من أرض الله سبحانه [وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (١٤)]!
اللهم اشف صدور قوم مؤمنين، وثبّت أقدام عبادك الصابرين، وتقبّل شهداء المسلمين، وانتقم من أعدائهم الملاعين، واخز كل من خذلهم وأعان عليهم، وجنبنا عذابك وسخطك!
وإنا لله وإنا إليه راجعون!
المعنى القرآني معنی متکاثر في قلب العبد الذي هو أهلٌ لتلقيه، كلما زاده تدبرا زاده عطاء متجددا، فهو معنى لا يخلق على كثرة الرد، وإن عطاء المرء منه على قدر وعائه (قلبه) وطهارته وعلى قدر مهارته المعرفية في التلقي.
وفي هذا حث للعبد على أن يهيأ قلبه لأن يكون أهلا لتلقي فيوض العطاء من القرآن.
د محمود توفيق سعد رحمه الله تعالى
وفي هذا حث للعبد على أن يهيأ قلبه لأن يكون أهلا لتلقي فيوض العطاء من القرآن.
د محمود توفيق سعد رحمه الله تعالى
وإِنَّ سلوك سبيل الوصلة بالصَّلاة له هو الحَرِيُّ بِصَرْف كلِ العناية إليه، وفي هذا إيماء إلى أنَّ توجيه الهِمَّة إلى الوقوف بالخدمة، وملاحظة الهيبة بحفظ الحُرْمَة، هو اللائق بمقام من استخلصه لنفسه، وطَهَّره من كُدُورات البشريَّة، وصَفاهُ من شوائب النَّظر لِمَا سِوَاهِ، فَأَمَرَهُ بالاشتغال بأعظم العبادات البدنية، وهي الصَّلاةُ الجامعة لأنواع القُرَب، المُحَصِلة للقُرْب، التي عَمُودُها الحضور مع الرَّبِّ، وفيها قطعُ مَوَادِ الشَّواغِل عنه، ودَفْعُ الخواطر، وإفراد المحبوب بالذكر، ومُلابَسَةُ التعظيمِ النَّاشِئ عن معرفة الجَلالِ والعَظَمَةِ، وحَقارَة النَّفْسِ.
ومَن رَسَخ في العِرفان لم يزل مُتَرقِّيًا في مقامات الشوق، مُتلقيًا مِن لطائف المدد ما لا ينتهي إلى أمد، ولا يقف عند حد، ولا تنتهي سُرادقاتُ التَّجلّيات، ولا ينقضي الترقي في المقامات.
ولم يَلْزَمِ العبدُ فيها (أي الصلاة) أسلوبًا واحدًا، للإشارة إلى أنَّ المواهب متنوعة، والمقاماتِ مُتباينة، فالمُصلي ينتقل من الاعتدال الذي هو المثول بالقلب، إلى خَفْضِ جَناحَ الذُّلَ ولُبْسِ ثَوْبِ التّواضع والانكسار، والانحناء في الرُّكوع، ثمَّ يتدرّج في مقام الذُّلِ فَيَرْقَى إلى ما هو فوق ذلك، مِن وَضْع الجبهة على التراب في السجود ليذكر مبدأه وما إليه مرجعه، وبوصُوله إلى هذا المقام من التَواضع= أُهّل للجلوس بالحضرة والمخاطبة بالتَحيّة.
عقود الدّر والجوهر في نبذة من أسرار سورة الكوثر، لأبي إسحاق، برهان الدين، إبراهيم بن محمد بن أبي بكر المقدسي المصري الشافعي، المعروف بابن أبي الشريف.
ومَن رَسَخ في العِرفان لم يزل مُتَرقِّيًا في مقامات الشوق، مُتلقيًا مِن لطائف المدد ما لا ينتهي إلى أمد، ولا يقف عند حد، ولا تنتهي سُرادقاتُ التَّجلّيات، ولا ينقضي الترقي في المقامات.
ولم يَلْزَمِ العبدُ فيها (أي الصلاة) أسلوبًا واحدًا، للإشارة إلى أنَّ المواهب متنوعة، والمقاماتِ مُتباينة، فالمُصلي ينتقل من الاعتدال الذي هو المثول بالقلب، إلى خَفْضِ جَناحَ الذُّلَ ولُبْسِ ثَوْبِ التّواضع والانكسار، والانحناء في الرُّكوع، ثمَّ يتدرّج في مقام الذُّلِ فَيَرْقَى إلى ما هو فوق ذلك، مِن وَضْع الجبهة على التراب في السجود ليذكر مبدأه وما إليه مرجعه، وبوصُوله إلى هذا المقام من التَواضع= أُهّل للجلوس بالحضرة والمخاطبة بالتَحيّة.
عقود الدّر والجوهر في نبذة من أسرار سورة الكوثر، لأبي إسحاق، برهان الدين، إبراهيم بن محمد بن أبي بكر المقدسي المصري الشافعي، المعروف بابن أبي الشريف.
Forwarded from قناة مشاري بن سعد الشثري
"أوقاتُ أهلِ الحق أشرفُ من أن تُقطَع بباطل المتباطل"
جمال الدين القاسمي
جمال الدين القاسمي
﴿إن ٱلذین یتلون كتـٰب ٱلله وأقاموا ٱلصلوٰة وأنفقوا مما رزقنـٰهم سرا وعلانیة یرجون تجـٰرة لن تبور﴾ [فاطر ٢٩]
﴿يرجون﴾ أي في الدنيا والآخرة ﴿تجارة﴾ أي: بما عملوا ﴿لن تبور﴾؛ أي: تكسد وتهلك، بل هي باقية؛ لأنها دُفعت إلى من لا تضيع لديه الودائع.
البقاعي
﴿يرجون﴾ أي في الدنيا والآخرة ﴿تجارة﴾ أي: بما عملوا ﴿لن تبور﴾؛ أي: تكسد وتهلك، بل هي باقية؛ لأنها دُفعت إلى من لا تضيع لديه الودائع.
البقاعي
ومَن كان مستوحشا مع الله بمعصيته إيَّاه في هذه الدَّار فوحشته معه في البرزخ ويوم المعاد أعظم وأشد.
ومن قَرَّتْ عينه به في الدُّنيا، قرَّت عينه به يوم المعاد، فيموتُ العبد على ما عاش عليه، ويُبعث على ما مات عليه، ويعود عليه جزاءُ عمله بعينه فيتنعم به ظاهرا وباطنا، أو يُعذِّب به ظاهرًا وباطنا،
فيكون تنعّمه بعمله بحسب كماله ومتابعته وإخلاصه، وبلوغ مرتبة الإحسان فيه، وبحسَبِ تنوُّعه ؛ فمَن تنوعت أعماله المُرضِيَةُ لله المحبوبة إليه في هذه الدار= تنوّعت له الأجور والأقسام الَّتي يتنعم بها، ويلتذ بها في تلك الدَّار، وكثرت له بحسب كثرة أعماله هنا، وكان مزيده من تنوُّعها والابتهاج بها والالتذاذ على حسب مزيده من الأعمال وتنوعها في هذه الدار.
ابن القيم
ومن قَرَّتْ عينه به في الدُّنيا، قرَّت عينه به يوم المعاد، فيموتُ العبد على ما عاش عليه، ويُبعث على ما مات عليه، ويعود عليه جزاءُ عمله بعينه فيتنعم به ظاهرا وباطنا، أو يُعذِّب به ظاهرًا وباطنا،
فيكون تنعّمه بعمله بحسب كماله ومتابعته وإخلاصه، وبلوغ مرتبة الإحسان فيه، وبحسَبِ تنوُّعه ؛ فمَن تنوعت أعماله المُرضِيَةُ لله المحبوبة إليه في هذه الدار= تنوّعت له الأجور والأقسام الَّتي يتنعم بها، ويلتذ بها في تلك الدَّار، وكثرت له بحسب كثرة أعماله هنا، وكان مزيده من تنوُّعها والابتهاج بها والالتذاذ على حسب مزيده من الأعمال وتنوعها في هذه الدار.
ابن القيم
«أعوذ بك من شر ما صنعت»، فاستعاذته بالله الالتجاء إليه والتحصن به والهروب إليه من المستعاذ منه، كما يتحصن الهارب من العدو بالحصن الذي ينجيه منه. وفيه إثبات فعل العبد وكسبه، وأن الشر مضاف إلى فعله هو، لا إلى ربه، فقال: «أعوذ بك من شر ما صنعت». فالشر إنما هو من العبد، وأما الرب فله الأسماء الحسنى، وكل أوصافه صفات كمال، وكل أفعاله حكمة ومصلحة.
ثم قال: «أبوء بنعمتك علي» أي أعترف بأمر كذا، أي أقر به، أي فأنا معترف لك بإنعامك علي، وإني أنا المذنب، فمنك الإحسان ومني الإساءة. فأنا أحمدك على نعمك، وأنت أهل لأن تحمد، وأستغفرك لذنوبي.
ولهذا قال بعض العارفين: ينبغي للعبد أن تكون أنفاسُه كلها نَفَسين: نفَسا يحمد فيه ربه، ونفسا يستغفره من ذنبه.
ومتى شهد العبد هذين الأمرين= استقامت له العبودية، وترقى في درجات المعرفة والإيمان، وتصاغرت إليه نفسه، وتواضع لربه. وهذا هو كمال العبودية، وبه يبرأ من العجب والكبر وزينة العمل.
ابن تيمية
ثم قال: «أبوء بنعمتك علي» أي أعترف بأمر كذا، أي أقر به، أي فأنا معترف لك بإنعامك علي، وإني أنا المذنب، فمنك الإحسان ومني الإساءة. فأنا أحمدك على نعمك، وأنت أهل لأن تحمد، وأستغفرك لذنوبي.
ولهذا قال بعض العارفين: ينبغي للعبد أن تكون أنفاسُه كلها نَفَسين: نفَسا يحمد فيه ربه، ونفسا يستغفره من ذنبه.
ومتى شهد العبد هذين الأمرين= استقامت له العبودية، وترقى في درجات المعرفة والإيمان، وتصاغرت إليه نفسه، وتواضع لربه. وهذا هو كمال العبودية، وبه يبرأ من العجب والكبر وزينة العمل.
ابن تيمية
Forwarded from قناة : أحمد ياسين
تقريب_شعب_الإيمان_مفهرس_الطبعة_الثالثة_١٤٤٦هـ.pdf
46.4 MB
الحمد لله وحده..
نسخة مِن كتاب: (تقريب الجامع لشعب الإيمان) للإمام البيهقي، ط3، 1446، مفهرسة إلكترونيًّا، مهداة مِن مركز معارج للبحوث والدراسات.
نفع الله به، وكتب له القبول.
نسخة مِن كتاب: (تقريب الجامع لشعب الإيمان) للإمام البيهقي، ط3، 1446، مفهرسة إلكترونيًّا، مهداة مِن مركز معارج للبحوث والدراسات.
نفع الله به، وكتب له القبول.
Forwarded from المُشوِّق إلى القُرآن | عمرو الشرقاوي
قناة أحمد عبد المنعم
تقريب_شعب_الإيمان_مفهرس_الطبعة_الثالثة_١٤٤٦هـ.pdf
هذا كتابٌ مباركٌ، وفيه من أصول تزكية النفس والترقي في معارج الإيمان ما يحتاج إليه كل مسلم عامة، وطالب علم خاصة.
وهو من الكتب التي يمكن أن تقرأ في المجالس العامة في المساجد.
ويمكن أن يتدارسها طلبةُ العلم لتزكية نفوسهم.
وقد اطلعت على أكثر من تهذيب لأصله، فوجدت هذا أنفعها وأدقها، مع عناية بضبط المشكِل، وبيان الغريب.
مع زيادات لا يستغني عنها مُطَالِع الكتاب.
ومن البركات أنهم نشروه في العيد، ولعل منتفعًا به يبدأ في الترقي في شعبه إلى رمضان القادم.
جزى الله شيخنا أبا المنذر، وأخانا أبا معاذ (أحمد ياسين) على نشر الكتاب، وسائر من عمل فيه من الإخوة الكرام.
وهو من الكتب التي يمكن أن تقرأ في المجالس العامة في المساجد.
ويمكن أن يتدارسها طلبةُ العلم لتزكية نفوسهم.
وقد اطلعت على أكثر من تهذيب لأصله، فوجدت هذا أنفعها وأدقها، مع عناية بضبط المشكِل، وبيان الغريب.
مع زيادات لا يستغني عنها مُطَالِع الكتاب.
ومن البركات أنهم نشروه في العيد، ولعل منتفعًا به يبدأ في الترقي في شعبه إلى رمضان القادم.
جزى الله شيخنا أبا المنذر، وأخانا أبا معاذ (أحمد ياسين) على نشر الكتاب، وسائر من عمل فيه من الإخوة الكرام.