كل يوم بدعي ربنا وأقول هيستجيب لي النهارده وبرضه مفيش فايدة
ج/ نحن ندعو ربنا لننكسر بين يديه وينفعنا الله بدعائنا حسنة نجدها في ميزاننا يوم القيامة، فإن تفضل الله علينا فأجابنا إلى ما نشتهي فنرجو أن يكون خيرًا عجله الله لنا، وإلا فكثير من الشهوة تكون في إجابتها الشقوة.
وإن لم يجبنا رجونا أن يكون ذلك خيرًا لنا، وجعلنا فوات ما نشتهي بابًا للصبر يفتح الله لنا خلاله أعظم وأنفع مما نشتهي، وسبحان من كان في منعه العطاء.
ومما يروى عن عيسى عليه السلام قوله: إن العبدَ لا يُجرب ربه.
ومن وجوه تفسير خصلة النفاق التي في قوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا}.
أنه خبر عن الذين كلما صلحت أحوالهم في الدنيا= قالوا: هذا دين مبارك.
وإذا أصابتهم شدة أو مصيبة= عابوا الدين وسخطوه.
ج/ نحن ندعو ربنا لننكسر بين يديه وينفعنا الله بدعائنا حسنة نجدها في ميزاننا يوم القيامة، فإن تفضل الله علينا فأجابنا إلى ما نشتهي فنرجو أن يكون خيرًا عجله الله لنا، وإلا فكثير من الشهوة تكون في إجابتها الشقوة.
وإن لم يجبنا رجونا أن يكون ذلك خيرًا لنا، وجعلنا فوات ما نشتهي بابًا للصبر يفتح الله لنا خلاله أعظم وأنفع مما نشتهي، وسبحان من كان في منعه العطاء.
ومما يروى عن عيسى عليه السلام قوله: إن العبدَ لا يُجرب ربه.
ومن وجوه تفسير خصلة النفاق التي في قوله تعالى: {كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا}.
أنه خبر عن الذين كلما صلحت أحوالهم في الدنيا= قالوا: هذا دين مبارك.
وإذا أصابتهم شدة أو مصيبة= عابوا الدين وسخطوه.
ومما أتلمسه كلما سمعته= أدعية العامة؛ فإن فيها من صدق الإبانة، وحرارة الطلب ما لا تجده في تكلف متفاصحي المحاريب.
ولا شيء أقرب إلى ربك من انصراف الكلام من قلبك إلى لسانك لا تتكلف فصاحته ولا إعرابه، ففي صدق البيان وحراراة اللجوء ما يغنيك عن تشقيق الألفاظ.
أطلق لسانك اليوم بالدعاء، بمأثور الوحي وكلام رسول الله، وبما تفيض به نفسك ويلمس خضوع قلبك وإن لم يكن مزينًا ومحبرًا ومتفاصحًا.
ومن بديع كلام شيخ الإسلام رحمه الله: إن أصل الدعاء من القلب، واللسان تابع للقلب، ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه أضعف توجه قلبه.
ولا شيء أقرب إلى ربك من انصراف الكلام من قلبك إلى لسانك لا تتكلف فصاحته ولا إعرابه، ففي صدق البيان وحراراة اللجوء ما يغنيك عن تشقيق الألفاظ.
أطلق لسانك اليوم بالدعاء، بمأثور الوحي وكلام رسول الله، وبما تفيض به نفسك ويلمس خضوع قلبك وإن لم يكن مزينًا ومحبرًا ومتفاصحًا.
ومن بديع كلام شيخ الإسلام رحمه الله: إن أصل الدعاء من القلب، واللسان تابع للقلب، ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه أضعف توجه قلبه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ في منهاج السنة النبوية:
وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ ظَلَمَةٌ فَسَقَةٌ، وَمُظْهِرُونَ لِأَنْوَاعٍ مِنَ الْبِدَعِ الَّتِي هِيَ أَعْظَمُ مِنْ سَبِّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، لَكَانَ الْعَاقِلُ يَنْظُرُ فِي خَيْرِ الْخَيْرَيْنِ وَشَرِّ الشَّرَّيْنِ، أَلَا تَرَى أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ وَإِنْ كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مَا يَقُولُونَ، لكن لَا يُعَاوِنُونَ الْكُفَّارَ عَلَى دِينِهِمْ، وَلَا يَخْتَارُونَ ظُهُورَ الْكُفْرِ وَأَهْلِهِ عَلَى ظُهُورِ بِدْعَةٍ دُونَ ذَلِكَ.
وقال:
فإنه ليس فيما يأمر الله به رسوله أن يأتي بالكفار المشركين وأهل الكتاب لقتل المسلمين وسبيهم وأخذ أموالهم لأجل ذنوب فعلوها ويجعل الدار تعبد بها الأوثان ويضرب فيها بالنواقيس ويقتل قراء القرآن وأهل العلم بالشرع ويعظم النجسية علماء المشركين وقساوسة النصارى وأمثال ذلك ؛ فإن هؤلاء أعظم عداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم وهم من جنس مشركي العرب الذين قاتلوه يوم أحد وأولئك عصاة من عصاة أمته وإن كان فيهم منافقون كثيرون فالمنافقون يبطنون نفاقهم.
وقال:
((وَسُئِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
عَنْ رَجُلٍ يُفَضِّلُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَلَى الرَّافِضَةِ؟
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، كُلُّ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ كُلِّ مَنْ كَفَرَ بِهِ؛ وَإِنْ كَانَ فِي الْمُؤْمِنِ بِذَلِكَ نَوْعٌ مِنْ الْبِدْعَةِ سَوَاءٌ كَانَتْ بِدْعَةَ الْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ وَالْمُرْجِئَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ أَوْ غَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى كُفَّارٌ كُفْرًا مَعْلُومًا بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ. وَالْمُبْتَدِعُ إذَا كَانَ يَحْسَبُ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا مُخَالِفٌ لَهُ لَمْ يَكُنْ كَافِرًا بِهِ؛ وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ يَكْفُرُ فَلَيْسَ كُفْرُهُ مِثْلَ كُفْرِ مَنْ كَذَّبَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ ظَلَمَةٌ فَسَقَةٌ، وَمُظْهِرُونَ لِأَنْوَاعٍ مِنَ الْبِدَعِ الَّتِي هِيَ أَعْظَمُ مِنْ سَبِّ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ، لَكَانَ الْعَاقِلُ يَنْظُرُ فِي خَيْرِ الْخَيْرَيْنِ وَشَرِّ الشَّرَّيْنِ، أَلَا تَرَى أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ وَإِنْ كَانُوا يَقُولُونَ فِي الْخَوَارِجِ وَالرَّوَافِضِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ مَا يَقُولُونَ، لكن لَا يُعَاوِنُونَ الْكُفَّارَ عَلَى دِينِهِمْ، وَلَا يَخْتَارُونَ ظُهُورَ الْكُفْرِ وَأَهْلِهِ عَلَى ظُهُورِ بِدْعَةٍ دُونَ ذَلِكَ.
وقال:
فإنه ليس فيما يأمر الله به رسوله أن يأتي بالكفار المشركين وأهل الكتاب لقتل المسلمين وسبيهم وأخذ أموالهم لأجل ذنوب فعلوها ويجعل الدار تعبد بها الأوثان ويضرب فيها بالنواقيس ويقتل قراء القرآن وأهل العلم بالشرع ويعظم النجسية علماء المشركين وقساوسة النصارى وأمثال ذلك ؛ فإن هؤلاء أعظم عداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم وهم من جنس مشركي العرب الذين قاتلوه يوم أحد وأولئك عصاة من عصاة أمته وإن كان فيهم منافقون كثيرون فالمنافقون يبطنون نفاقهم.
وقال:
((وَسُئِلَ - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -:
عَنْ رَجُلٍ يُفَضِّلُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى عَلَى الرَّافِضَةِ؟
فَأَجَابَ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ، كُلُّ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ خَيْرٌ مِنْ كُلِّ مَنْ كَفَرَ بِهِ؛ وَإِنْ كَانَ فِي الْمُؤْمِنِ بِذَلِكَ نَوْعٌ مِنْ الْبِدْعَةِ سَوَاءٌ كَانَتْ بِدْعَةَ الْخَوَارِجِ وَالشِّيعَةِ وَالْمُرْجِئَةِ وَالْقَدَرِيَّةِ أَوْ غَيْرِهِمْ؛ فَإِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى كُفَّارٌ كُفْرًا مَعْلُومًا بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ. وَالْمُبْتَدِعُ إذَا كَانَ يَحْسَبُ أَنَّهُ مُوَافِقٌ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا مُخَالِفٌ لَهُ لَمْ يَكُنْ كَافِرًا بِهِ؛ وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ يَكْفُرُ فَلَيْسَ كُفْرُهُ مِثْلَ كُفْرِ مَنْ كَذَّبَ الرَّسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)).
"هذا الوقت سيمضي... ربما كعبور شاحنة ضخمة فوق روحك، لكنه سيمضي."
Good Will Hunting (1997).
Good Will Hunting (1997).
أم هند خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، تزوجها رسول الله وكانت أكبر منه سنًا، تزوجت قبله رجلين وهو الثالث مسك الختام عليه الصلاة والسلام، فعز بها وهو عزيز ونصرته وهو منصور، وواسته بمالها فكان أعز آخذ وخير شاكر، فاللهم ارض عن خديجة وكثر في بنات المسلمين من يأتمون بها، وفي رجال المسلمين من يكرمون وفادة زوجاتهم كزوجها.
الجرح والعطب وندوب الأيام، تلك أشياء تعمنا كلنا، عقلية الضحية لا تشفيك، الكبت والعدو في الأيام علها تنسيك هو أيضًا لا يشفيك.
التخدير بالإدمانات، هذا لا يشفيك وفوق ذلك يُبليك.
البطل المستحق للتشريف الإلهي، هو من يبصر جراحه، ويقر بها، ويداويها مستعينًا بربه، ويعلم الآخرين كيفية مداواتها، هذا هو طريق الذين أنعم الله عليهم، وغير ذلك يُشقيك ولا يُنجيك.
التخدير بالإدمانات، هذا لا يشفيك وفوق ذلك يُبليك.
البطل المستحق للتشريف الإلهي، هو من يبصر جراحه، ويقر بها، ويداويها مستعينًا بربه، ويعلم الآخرين كيفية مداواتها، هذا هو طريق الذين أنعم الله عليهم، وغير ذلك يُشقيك ولا يُنجيك.
بسم الله
عن مصر والمصريين نتحدث
الذي يتابعني، يعلم جيدًا أني لست شوفينيًا (مبالغًا في الوطنية والقومية ومدح التراب؛ فإن الأرض لا تُقدس أحدً، وإنما يرفع الإنسان عمله).
لكن الله يحب العدل ويكره الظلم، ويحب أن ننتظر للمظلوم، ومن هذا المنطلق أقول:
أثبت المصريون عبر تاريخهم الطويل، عبر آلاف السنين التي شكلت أقدم دولة في العالم؛ أنهم شعب كريم مضياف معطاء.
أفاضت مصر الفرعونية على الشام في مجاعة حدثت لهم.
لم يقاتل المصريون غالبًا إلا دفاعًا عن أو طانهم ونادر ما غزوا أحدًا.
بغض النظر عن صنيع الملك المخزي إلا أن مصر أحسنت ضيافة خليل الله إبراهيم، وخرج من مصر وبصحبته هاجر، أم إسماعيل، أبو العرب كلهم.
بغض النظر عن صنيع امرأة العزيز المخزي، إلا أن مصر رفعت غريبًا حتى جعلته وزيرًا، وترأس يوسف عليه السلام تغطية احتياج المنطقة الإقليمية في المجاعة التي ألمت بهم فوفد علي مصر الشاميون وغيرهم يتلمسون زادهم في قحط شمل البلاد المجاورة.
بغض النظر صن صنيع فرعون المخزي إلا أن موسى عليه السلام نشأ وترعرع في أحضان امرأة مصرية كريمة عظيمة حفظ القرآن اسمها مادحًا لها، وليس لدينا معلومات كافية عن معاملة المصريين لبني إسرائيل بقطع النظر عن معاملة الحكام لهم، إلا أني أظن أنها صنعت توازنًا أبقى بني إسرائيل في مصر وإلا لفروا منها.
ترعرع عيسى عليه السلام مع أمه مريم في مصر، وزرعت أول بذرة للمسيحية دين الله وقتها في هذه الأراضي المباركة، وبغض النظر عن صنيع حكام الرومان إلا أن مصر ظلت جوهر ضيافة المسيحية قبل أوروبا لقرون طويلة.
لما راسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكام الأرض يدعوهم على الإسلام كان واحدًا من الردود النادرة الحسنة هو رد المقوقس نائب الحكم في مصر، والذي أحسن القول، وأهدى رسول الله جاريتين أنجب رسول الله بالتسري من أحدهما ولده إبراهيم (وفي قول أنه تزوجها).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط [وهي مصر وقتها] فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا)) رواه مسلم في صحيحه.
وعند الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي والألباني، قال رسول الله: ((إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمة)).
استضافت مصر آلاف الأندلسيين الفارين بدينهم بعد سقوط الأندلس.
لا يمل القارئ في كتب تراجم العلماء من العبارة الفخمة: (ونزل مصر فسكنها أو استوطنها).
وفي بدء الدولة الحديثة امتلأت مصر بالشاميين والأتراك حتى فاضت ولا زالت الأنساب الشامية وتركية في مصر إلى الآن (ومن التركية زوجتي بالمناسبة)، ولولا المكائد لاتحدت مصر وسوريا، وسارت في العراق في طريق الوحدة مع مصر لولا أطماع راغبي الملك.
وفي الفترة المعاصرة استضافت مصر على الترتيب أبناء هذه الدول عندما حلت في أراضيهم المحن: الفلسطينيين ثم الكويتيين ثم العراقيين ثم السوريين ثم السودانيين.
استضافوهم استضافة فخمة في حدود قدراتهم ويقسم غالبية أبناء هذه الدول أنهم لم يلقوا هذا الاستضافة بهذا الشكل وتلك الأعداد في أي بلد عربي آخر.
نعم توجد استثناءات، لو تتبعت فقرات كلامي السابقة لوجد غالبها من الملوك والحكم، وإن الملوك إذا دخلوا أرضًا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وليس من العدل أن تؤاخذ الشعوب بصنيع ملوكها.
توجد استثناءات في الشعوب نفسها، تجدها في المذمة التي كتبها المقريزي، وفي عنصريات هنا وهناك، لكن العقل الرشيد لا يحاكم شعبًا وأمة ولا أي ظاهر للاستثناءات، وإنما الحكم للغالب المهيمن.
فلسطين؟
ما حلت بأرض فلسطين في العصر الحديث قوافل دعم شعبية بلا أجر ولا مقابل ولا مصلحة مثلما حل بهم من المصريين.
لو كسرت هذه السياج الملكية لا أقول لك سيحارب المصريون، لكنهم سينزعون اللقمة من أفواه عيالهم ويعطونها للفلسطينيين، ولو شاء الفلسطينيون سكنى مصر لأسكنهم المصريون بيتوهم على ضيقها بأهلها، جهد المقل وكذلك عبر التاريخ يفعلون.
في كل أرض سمحت الظروف بأن يذهب المصريون حماة مدافعين= كانوا درة تاج المجاهدين إلا من غلبهم هواهم ولا يسلم من ذلك أحد.
مصر شعب مسالم (ولعل في ذلك بعض العيب) شعب كريم معطاء، يفتح صدره لكل غريب.
مصر مع الشام والعراق هم قلب العالم الإسلامي وثغوره ورعاة شعلته الباقية حتى لا تنطفئ.
العطاء والكرم والضيافة والشهامة متجذرة في المصريين حتى النخاع، وليس من العدل والله أن يُسب هذا الشعب لصنيع من أعلم وتعلمون.
والحمد لله الحكم العدل، لا يُظلم عنده فرد ولا أمة.
عن مصر والمصريين نتحدث
الذي يتابعني، يعلم جيدًا أني لست شوفينيًا (مبالغًا في الوطنية والقومية ومدح التراب؛ فإن الأرض لا تُقدس أحدً، وإنما يرفع الإنسان عمله).
لكن الله يحب العدل ويكره الظلم، ويحب أن ننتظر للمظلوم، ومن هذا المنطلق أقول:
أثبت المصريون عبر تاريخهم الطويل، عبر آلاف السنين التي شكلت أقدم دولة في العالم؛ أنهم شعب كريم مضياف معطاء.
أفاضت مصر الفرعونية على الشام في مجاعة حدثت لهم.
لم يقاتل المصريون غالبًا إلا دفاعًا عن أو طانهم ونادر ما غزوا أحدًا.
بغض النظر عن صنيع الملك المخزي إلا أن مصر أحسنت ضيافة خليل الله إبراهيم، وخرج من مصر وبصحبته هاجر، أم إسماعيل، أبو العرب كلهم.
بغض النظر عن صنيع امرأة العزيز المخزي، إلا أن مصر رفعت غريبًا حتى جعلته وزيرًا، وترأس يوسف عليه السلام تغطية احتياج المنطقة الإقليمية في المجاعة التي ألمت بهم فوفد علي مصر الشاميون وغيرهم يتلمسون زادهم في قحط شمل البلاد المجاورة.
بغض النظر صن صنيع فرعون المخزي إلا أن موسى عليه السلام نشأ وترعرع في أحضان امرأة مصرية كريمة عظيمة حفظ القرآن اسمها مادحًا لها، وليس لدينا معلومات كافية عن معاملة المصريين لبني إسرائيل بقطع النظر عن معاملة الحكام لهم، إلا أني أظن أنها صنعت توازنًا أبقى بني إسرائيل في مصر وإلا لفروا منها.
ترعرع عيسى عليه السلام مع أمه مريم في مصر، وزرعت أول بذرة للمسيحية دين الله وقتها في هذه الأراضي المباركة، وبغض النظر عن صنيع حكام الرومان إلا أن مصر ظلت جوهر ضيافة المسيحية قبل أوروبا لقرون طويلة.
لما راسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكام الأرض يدعوهم على الإسلام كان واحدًا من الردود النادرة الحسنة هو رد المقوقس نائب الحكم في مصر، والذي أحسن القول، وأهدى رسول الله جاريتين أنجب رسول الله بالتسري من أحدهما ولده إبراهيم (وفي قول أنه تزوجها).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط [وهي مصر وقتها] فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا)) رواه مسلم في صحيحه.
وعند الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي والألباني، قال رسول الله: ((إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمة)).
استضافت مصر آلاف الأندلسيين الفارين بدينهم بعد سقوط الأندلس.
لا يمل القارئ في كتب تراجم العلماء من العبارة الفخمة: (ونزل مصر فسكنها أو استوطنها).
وفي بدء الدولة الحديثة امتلأت مصر بالشاميين والأتراك حتى فاضت ولا زالت الأنساب الشامية وتركية في مصر إلى الآن (ومن التركية زوجتي بالمناسبة)، ولولا المكائد لاتحدت مصر وسوريا، وسارت في العراق في طريق الوحدة مع مصر لولا أطماع راغبي الملك.
وفي الفترة المعاصرة استضافت مصر على الترتيب أبناء هذه الدول عندما حلت في أراضيهم المحن: الفلسطينيين ثم الكويتيين ثم العراقيين ثم السوريين ثم السودانيين.
استضافوهم استضافة فخمة في حدود قدراتهم ويقسم غالبية أبناء هذه الدول أنهم لم يلقوا هذا الاستضافة بهذا الشكل وتلك الأعداد في أي بلد عربي آخر.
نعم توجد استثناءات، لو تتبعت فقرات كلامي السابقة لوجد غالبها من الملوك والحكم، وإن الملوك إذا دخلوا أرضًا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وليس من العدل أن تؤاخذ الشعوب بصنيع ملوكها.
توجد استثناءات في الشعوب نفسها، تجدها في المذمة التي كتبها المقريزي، وفي عنصريات هنا وهناك، لكن العقل الرشيد لا يحاكم شعبًا وأمة ولا أي ظاهر للاستثناءات، وإنما الحكم للغالب المهيمن.
فلسطين؟
ما حلت بأرض فلسطين في العصر الحديث قوافل دعم شعبية بلا أجر ولا مقابل ولا مصلحة مثلما حل بهم من المصريين.
لو كسرت هذه السياج الملكية لا أقول لك سيحارب المصريون، لكنهم سينزعون اللقمة من أفواه عيالهم ويعطونها للفلسطينيين، ولو شاء الفلسطينيون سكنى مصر لأسكنهم المصريون بيتوهم على ضيقها بأهلها، جهد المقل وكذلك عبر التاريخ يفعلون.
في كل أرض سمحت الظروف بأن يذهب المصريون حماة مدافعين= كانوا درة تاج المجاهدين إلا من غلبهم هواهم ولا يسلم من ذلك أحد.
مصر شعب مسالم (ولعل في ذلك بعض العيب) شعب كريم معطاء، يفتح صدره لكل غريب.
مصر مع الشام والعراق هم قلب العالم الإسلامي وثغوره ورعاة شعلته الباقية حتى لا تنطفئ.
العطاء والكرم والضيافة والشهامة متجذرة في المصريين حتى النخاع، وليس من العدل والله أن يُسب هذا الشعب لصنيع من أعلم وتعلمون.
والحمد لله الحكم العدل، لا يُظلم عنده فرد ولا أمة.
بسم الله
عن مصر والمصريين نتحدث
الذي يتابعني، يعلم جيدًا أني لست شوفينيًا (مبالغًا في الوطنية والقومية ومدح التراب؛ فإن الأرض لا تُقدس أحدً، وإنما يرفع الإنسان عمله).
لكن الله يحب العدل ويكره الظلم، ويحب أن ننتصر للمظلوم، ومن هذا المنطلق أقول:
أثبت المصريون عبر تاريخهم الطويل، عبر آلاف السنين التي شكلت أقدم دولة في العالم؛ أنهم شعب كريم مضياف معطاء.
أفاضت مصر الفرعونية على الشام في مجاعة حدثت لهم.
لم يقاتل المصريون غالبًا إلا دفاعًا عن أوطانهم ونادر ما غزوا أحدًا.
بغض النظر عن صنيع الملك المخزي إلا أن مصر أحسنت ضيافة خليل الله إبراهيم، وخرج من مصر وبصحبته هاجر، أم إسماعيل، أبو العرب كلهم.
بغض النظر عن صنيع امرأة العزيز المخزي، إلا أن مصر رفعت غريبًا حتى جعلته وزيرًا، وترأس يوسف عليه السلام تغطية احتياج المنطقة الإقليمية في المجاعة التي ألمت بهم فوفد علي مصر الشاميون وغيرهم يتلمسون زادهم في قحط شمل البلاد المجاورة.
بغض النظر عن صنيع فرعون المخزي إلا أن موسى عليه السلام نشأ وترعرع في أحضان امرأة مصرية كريمة عظيمة حفظ القرآن اسمها مادحًا لها، وليس لدينا معلومات كافية عن معاملة المصريين لبني إسرائيل بقطع النظر عن معاملة الحكام لهم، إلا أني أظن أنها صنعت توازنًا أبقى بني إسرائيل في مصر وإلا لفروا منها.
ترعرع عيسى عليه السلام مع أمه مريم في مصر، وزُرعت أول بذرة للمسيحية دين الله وقتها في هذه الأراضي المباركة، وبغض النظر عن صنيع حكام الرومان إلا أن مصر ظلت جوهر ضيافة المسيحية قبل أوروبا لقرون طويلة.
لما راسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكام الأرض يدعوهم إلى الإسلام كان واحدًا من الردود النادرة الحسنة هو رد المقوقس نائب الحكم في مصر، والذي أحسن القول، وأهدى رسول الله جاريتين أنجب رسول الله بالتسري من أحدهما ولده إبراهيم (وفي قول أنه تزوجها).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط [وهي مصر وقتها] فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا)) رواه مسلم في صحيحه.
وعند الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي والألباني، قال رسول الله: ((إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمة)).
كثير من هجرات المقادسة في الحروب الصليبية كانت إلى مصر.
استضافت مصر آلاف الأندلسيين الفارين بدينهم بعد سقوط الأندلس.
ولا يمل القارئ في كتب تراجم العلماء من العبارة الفخمة: (ونزل مصر فسكنها أو استوطنها).
وفي بدء الدولة الحديثة امتلأت مصر بالشاميين والأتراك حتى فاضت ولا زالت الأنساب الشامية وتركية في مصر إلى الآن، ورعت مصر الحجاز حق رعاية زمنًا طويلًا.
ولولا المكائد لحصلت. الوحدة بين مصر وسوريا، وسارت العراق في طريق الوحدة مع مصر لولا أطماع راغبي الملك.
وفي الفترة المعاصرة استضافت مصر على الترتيب أبناء هذه الدول عندما حلت في أراضيهم المحن: الفلسطينيين ثم الكويتيين ثم العراقيين ثم السوريين ثم السودانيين.
استضافوهم استضافة فخمة في حدود قدراتهم ويقسم غالبية أبناء هذه الدول أنهم لم يلقوا هذا الاستضافة بهذا الشكل وتلك الأعداد في أي بلد عربي آخر.
نعم توجد استثناءات، لو تتبعت فقرات كلامي السابقة لوجد غالبها من الملوك والحكام، وإن الملوك إذا دخلوا أرضًا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وليس من العدل أن تؤاخذ الشعوب بصنيع ملوكها.
توجد استثناءات في الشعوب نفسها، تجدها في المذمة التي كتبها المقريزي، وفي عنصريات هنا وهناك، لكن العقل الرشيد لا يحاكم شعبًا وأمة ولا أي ظاهرة للاستثناءات، وإنما الحكم للغالب المهيمن.
فلسطين؟
ما حلت بأرض فلسطين في العصر الحديث قوافل دعم شعبية بلا أجر ولا مقابل ولا مصلحة مثلما حل بهم من المصريين.
لو كسرت هذه السياج الملكية لا أقول لك سيحارب المصريون، لكنهم سينزعون اللقمة من أفواه عيالهم ويعطونها للفلسطينيين، ولو شاء الفلسطينيون سكنى مصر لأسكنهم المصريون بيتوهم على ضيقها بأهلها، جهد المقل وكذلك عبر التاريخ يفعلون.
في كل أرض سمحت الظروف بأن يذهب المصريون حماة مدافعين= كانوا درة تاج المجاهدين وأحسنوا هناك وصدقوا النصرة إلا من غلبهم هواهم ولا يسلم من ذلك أحد.
مصر شعب مسالم (ولعل في ذلك بعض العيب) شعب كريم معطاء، يفتح صدره لكل غريب.
مصر مع الشام والعراق هم قلب العالم الإسلامي وثغوره ورعاة شعلته الباقية حتى لا تنطفئ.
العطاء والكرم والضيافة والشهامة متجذرة في المصريين حتى النخاع، وليس من العدل والله أن يُسب هذا الشعب لصنيع من أعلم وتعلمون.
والحمد لله الحكم العدل، لا يُظلم عنده فرد ولا أمة.
عن مصر والمصريين نتحدث
الذي يتابعني، يعلم جيدًا أني لست شوفينيًا (مبالغًا في الوطنية والقومية ومدح التراب؛ فإن الأرض لا تُقدس أحدً، وإنما يرفع الإنسان عمله).
لكن الله يحب العدل ويكره الظلم، ويحب أن ننتصر للمظلوم، ومن هذا المنطلق أقول:
أثبت المصريون عبر تاريخهم الطويل، عبر آلاف السنين التي شكلت أقدم دولة في العالم؛ أنهم شعب كريم مضياف معطاء.
أفاضت مصر الفرعونية على الشام في مجاعة حدثت لهم.
لم يقاتل المصريون غالبًا إلا دفاعًا عن أوطانهم ونادر ما غزوا أحدًا.
بغض النظر عن صنيع الملك المخزي إلا أن مصر أحسنت ضيافة خليل الله إبراهيم، وخرج من مصر وبصحبته هاجر، أم إسماعيل، أبو العرب كلهم.
بغض النظر عن صنيع امرأة العزيز المخزي، إلا أن مصر رفعت غريبًا حتى جعلته وزيرًا، وترأس يوسف عليه السلام تغطية احتياج المنطقة الإقليمية في المجاعة التي ألمت بهم فوفد علي مصر الشاميون وغيرهم يتلمسون زادهم في قحط شمل البلاد المجاورة.
بغض النظر عن صنيع فرعون المخزي إلا أن موسى عليه السلام نشأ وترعرع في أحضان امرأة مصرية كريمة عظيمة حفظ القرآن اسمها مادحًا لها، وليس لدينا معلومات كافية عن معاملة المصريين لبني إسرائيل بقطع النظر عن معاملة الحكام لهم، إلا أني أظن أنها صنعت توازنًا أبقى بني إسرائيل في مصر وإلا لفروا منها.
ترعرع عيسى عليه السلام مع أمه مريم في مصر، وزُرعت أول بذرة للمسيحية دين الله وقتها في هذه الأراضي المباركة، وبغض النظر عن صنيع حكام الرومان إلا أن مصر ظلت جوهر ضيافة المسيحية قبل أوروبا لقرون طويلة.
لما راسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حكام الأرض يدعوهم إلى الإسلام كان واحدًا من الردود النادرة الحسنة هو رد المقوقس نائب الحكم في مصر، والذي أحسن القول، وأهدى رسول الله جاريتين أنجب رسول الله بالتسري من أحدهما ولده إبراهيم (وفي قول أنه تزوجها).
وقال عليه الصلاة والسلام: ((إنكم ستفتحون أرضًا يذكر فيها القيراط [وهي مصر وقتها] فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا)) رواه مسلم في صحيحه.
وعند الحاكم في مستدركه وصححه الذهبي والألباني، قال رسول الله: ((إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا فإن لهم ذمة ورحمة)).
كثير من هجرات المقادسة في الحروب الصليبية كانت إلى مصر.
استضافت مصر آلاف الأندلسيين الفارين بدينهم بعد سقوط الأندلس.
ولا يمل القارئ في كتب تراجم العلماء من العبارة الفخمة: (ونزل مصر فسكنها أو استوطنها).
وفي بدء الدولة الحديثة امتلأت مصر بالشاميين والأتراك حتى فاضت ولا زالت الأنساب الشامية وتركية في مصر إلى الآن، ورعت مصر الحجاز حق رعاية زمنًا طويلًا.
ولولا المكائد لحصلت. الوحدة بين مصر وسوريا، وسارت العراق في طريق الوحدة مع مصر لولا أطماع راغبي الملك.
وفي الفترة المعاصرة استضافت مصر على الترتيب أبناء هذه الدول عندما حلت في أراضيهم المحن: الفلسطينيين ثم الكويتيين ثم العراقيين ثم السوريين ثم السودانيين.
استضافوهم استضافة فخمة في حدود قدراتهم ويقسم غالبية أبناء هذه الدول أنهم لم يلقوا هذا الاستضافة بهذا الشكل وتلك الأعداد في أي بلد عربي آخر.
نعم توجد استثناءات، لو تتبعت فقرات كلامي السابقة لوجد غالبها من الملوك والحكام، وإن الملوك إذا دخلوا أرضًا أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وليس من العدل أن تؤاخذ الشعوب بصنيع ملوكها.
توجد استثناءات في الشعوب نفسها، تجدها في المذمة التي كتبها المقريزي، وفي عنصريات هنا وهناك، لكن العقل الرشيد لا يحاكم شعبًا وأمة ولا أي ظاهرة للاستثناءات، وإنما الحكم للغالب المهيمن.
فلسطين؟
ما حلت بأرض فلسطين في العصر الحديث قوافل دعم شعبية بلا أجر ولا مقابل ولا مصلحة مثلما حل بهم من المصريين.
لو كسرت هذه السياج الملكية لا أقول لك سيحارب المصريون، لكنهم سينزعون اللقمة من أفواه عيالهم ويعطونها للفلسطينيين، ولو شاء الفلسطينيون سكنى مصر لأسكنهم المصريون بيتوهم على ضيقها بأهلها، جهد المقل وكذلك عبر التاريخ يفعلون.
في كل أرض سمحت الظروف بأن يذهب المصريون حماة مدافعين= كانوا درة تاج المجاهدين وأحسنوا هناك وصدقوا النصرة إلا من غلبهم هواهم ولا يسلم من ذلك أحد.
مصر شعب مسالم (ولعل في ذلك بعض العيب) شعب كريم معطاء، يفتح صدره لكل غريب.
مصر مع الشام والعراق هم قلب العالم الإسلامي وثغوره ورعاة شعلته الباقية حتى لا تنطفئ.
العطاء والكرم والضيافة والشهامة متجذرة في المصريين حتى النخاع، وليس من العدل والله أن يُسب هذا الشعب لصنيع من أعلم وتعلمون.
والحمد لله الحكم العدل، لا يُظلم عنده فرد ولا أمة.