ما أطلب من الحياة إلا أن تمنحني الأشياء بميزانها الحق؛ لا أكثر فتغدو عبئًا، ولا أقل فتتحول حرمانًا. إنما أرجوها في وقتها الذي تُقدَّر لي فيه، فإن أُعطيت قبل الأوان أفسدتني، وإن أُخّرت عن حينها كسرتني. وما الإنسان يا ترى إلا كائنٌ يتألم من الفائض كما يتألم من الفقد، ويحتاج إلى الاعتدال كما يحتاج إلى الهواء؟

ألا تعلم هذه الدنيا أني لا أطيق عذابًا يُزاد فوق طاقتي؟ وما العذاب إلا دواء إذا جاء بقدره، وداءٌ إذا جاوز حده. إنما أريد من أقداري أن تكون رحيمةً بضعفي، عادلةً في عطائها، فلا تُرغمني على الانتظار حتى ييبس الرجاء، ولا تُسرف في منحي حتى تفسد لذة الرجاء.

وإنّي ما طلبتُ المستحيل، ولا رغبتُ في خوارق المعجزات، وإنما سألتُ أشيائي في حدود إنسانيتي، أن تجيء حين تشتد الحاجة إليها، وألا تُتركني وحيدًا مع صبري الذي يشيخ كلما طال عليه الطريق. فما جدوى الأماني إذا كانت لا تأتي إلا بعد أن يفنى القلب الذي انتظرها؟ وما جدوى العطايا إذا هبطت بعد أن يكون العمر قد صعد؟

كتب جلال أمين في كتابه ماذا علمتني الحياة:"لقد عرفت عيوبي وقبلتها،ولم أعد أُعذب نفسي بأن أتمنى أن أكون شخصا آخر أو الحصول على ما أعرف أن من المستحيل تحقيقه،أصبحت مستعدًا لأن أقبل بسهولة أن هناك من هو أفضل مني في هذا الأمر أو ذاك ،قانعا بأن لديّ من هذا الشيء أو ذاك ما يكفيني وزيادة."

الرافعي في رسائل الأحزان،
" تستطيعُ أن تُشعرني أنها فيَّ وإن كان بيننا من الهجر بُعد المشرقين، وأن تَنزلَ بالسلامِ علىٰ قلبي وإن كانت هيَّ نفسها الحرب، وأن تجعلني أُحبها وإن كان بُغضها يأكل من جوانحي "

https://www.instagram.com/reel/DPwQl_2CKwD/?igsh=MWJvbXdsMmQyMDd5Zw==
ريل جديد ، رأيكم💚💚

ثمّة أماكن تُشبهك
فتسكنك للأبد
تتشبّث برَوحك كما تتشبّث الأضواء الخافتة هذه بجدران هذا المكان
ومثلما كتب غاستون باشلار ؛
" المكان لا يكون حقًا مكانًا إلا إذا حملَ بعضًا من ذاتنا "

وكذلك لايكاتكم😂💚

صباح الخير، استيقظت ولم يجل في بالي إلا نص أبي العلاء:
«حمداً لك إلهي، لا أعلم وقت إسكانك لي في دار البلاء، وقد عشت فيها ما شئت، وأعيش ما تشاء، وأنا شاكٍ إليك أثقال الزمن، فإذا قضيت عنها الرحلة فأعني على تلك الغصص والغمرات، فإني منها فَرِق، وَبي من الحياةِ مَلل»

وكذلك المُحبّ، يتأوَّل لكلمةٍ من حبيبِه فيُخرِج منها تهاويلَ وتهاويل، وربما قضى ليلةً إلى الصباح في تفسيرِ لفظةٍ أو إشارة أو قرينة من محبوبِه، وقد لا يكونُ فيها غير معناها!
- الرافعيّ.

إنَّ المعاركَ تُهذِّبُ الإنسانَ، وتُصقِلُ شخصيَّته، وتُريه النِّعَمَ التي لم يستشعِرْها من قبل ..
للمعاركِ فضلٌ واسعٌ علينا، وإن قلَّ اعترافُنا به .
-رَغَد علي .

كل إنسان سيشرب من ذات الكأس الذي أسقَى منه سواه، مَن أكرَم غيره سيُكرَم، ومَن أهان غيره سيُهَان، ومَن قَدَّم الخير سيعود إليه، ومَن بَذَل الشَرّ سينعكس عليه، ومَن ظلَم سيُظلَم، ومَن أحسَن سيُحسَن إليه، والعاقل يحرص بشِدّة على سلامة ونقاء أفعاله في هذه الحياة.

"المؤمن إذا تعرّضت له نفحَات من الرحمة، وأحسّ بقُرب الفرَج؛ فليستبشر خيرًا، فإنّ هذه النّفحَات مُقدّمات لنعم ستأتي في القريب العاجل، يعقوب عليه السّلام حين شعر بقُرب عودة ابنه يوسف؛ قال: ﴿إنّي لأجد ريحَ يوسف﴾، والقلب له دليلٌ ونظر، ودليله حسن ظنّه بربّه، ورؤيته لمَعاني الفأل، ولله رحمَات يُتابعها على عبده بصنوف الأسباب الغيبيّة والأسباب الدنيويّة، وأنّه من أعظم الأرزاق التي يؤتيها الله عبده؛ أن يرزقه الفأل واستشعار بوَادر الفرج، حتى وإن كانت جميع الأسباب حوله تُوحي له بانعدامها!"

‏"التعبُ الذي تتجنّبُه لا يتلاشى بل يبتعِد، فإنْ تفاديتَ خوضَه اليوم كان لا بدَّ منه يومَ غَد، سواءً كان التعب جُهدًا تبذلُه أو شعورًا تحملُه."