💢 خطبة الجمعة غداً بتاريخ ٧ رمضان ١٤٤٦ هـ ـ الموافق ٧ مارس ٢٠٢٥م.
💢 تحت عنوان (( تَعْزِيزُ الهُوِيَّةِ وَدَوْرُهَا فِي صِنَاعَةِ الحَضَارَةِ )).
💢 لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ/أَبْي مَرْيَمَ أَيْمَنِ بْنِ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي -حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
💢 العنوان / مسجد النور- شرق المحطة- بجوار محطة مترو كوتسيكا.
💢 تحت عنوان (( تَعْزِيزُ الهُوِيَّةِ وَدَوْرُهَا فِي صِنَاعَةِ الحَضَارَةِ )).
💢 لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ/أَبْي مَرْيَمَ أَيْمَنِ بْنِ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي -حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
💢 العنوان / مسجد النور- شرق المحطة- بجوار محطة مترو كوتسيكا.
💢 خطبة الجمعة بتاريخ ٢٩ شعبان ١٤٤٦ هـ ـ الموافق ٢٨ فبراير ٢٠٢٥م.
بعنوان (( يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ )).
بعنوان (( يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ )).
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
*¦{ قناة نبراس تقدم لكم اللقاء الرابع من دقيقة رمضانية }¦*
عايز تتوب؟!! والتوبة تقبل منك!! تب قبل فوات الأوان!!، تب قبل أن تغرغر!!، تب قبل أن تعاين الموت!!، تب قبل طلوع الشمس من مغربها!!، تب قبل أن لا تنفع التوبة!!.
عايز تتوب؟!! والتوبة تقبل منك!! تب قبل فوات الأوان!!، تب قبل أن تغرغر!!، تب قبل أن تعاين الموت!!، تب قبل طلوع الشمس من مغربها!!، تب قبل أن لا تنفع التوبة!!.
*¦{ ما لا تعرفه عن ملك الإسلام معاوية بن أبي سفيان-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- اقرأ بتأني للآخر }¦*
🔲من المؤسِف أن يقع البعضُ في الصحابة الأخيار، وأن ينال ممَّن صحبوا الرسول الكريم ﷺ وشهد لهم كبارُ هذه الأمَّة بعد رسولها ﷺ بالخير والصلاح، ونصَّبوهم المناصبَ العالية في دولتهم، وسيَّروهم على الجُيوشِ الفاتحة لبلاد العالَم آنذاك.
🔲ومِن هؤلاء الصحابة الكرام:
🔳الصحابيُّ الجليل، الخليفة والملك القائد، صاحب الفتوحات الإسلاميَّة، والقائد المحنَّك، وداهيةُ زمانه: معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه وأرضاه.
🔳خالُ المؤمنين، وكاتبُ وحي رسول ربِّ العالمين، وكاتب رسائل النبي ﷺ لرؤساء القبائل العربيَّة.
🔳روى عن رسول الله ﷺ أحاديثَ كثيرة؛ في الصحيحين وغيرهما من السُّنن والمسانيد.
🔳شَهِد حنينًا، وشهد اليمامة، وكان رضي الله عنه عاقلاً في دُنياه، لبيبًا عالِمًا حليمًا، مَلِكًا قويًّا، حسنَ التدبير عاقلاً حكيمًا، فصيحًا بليغًا، وكان كريمًا باذلاً للمال يَحلُم في موْضع الحِلم، ويشتدُّ في موضع الشِّدة، إلاَّ أنَّ الحلم كان أغلبَ عليه، وكان يُضرب بحلمه المَثل، قال ابن عون: "كان الرَّجل يقول لمعاوية: واللهِ لتستقيمنَّ بنا يا معاويةُ، أو لنُقومنَّك، فيقول: بماذا؟ فيقول: بالخشب فيقول: إذًا نستقيم".
🔳وقال قبيصةُ بن جابر: صحبتُ معاويةَ، فما رأيتُ رجلاً أثقل حِلمًا، ولا أبطأ جهلاً، ولا أبعد أناةً منه، شهد له الصحابة بالصُّحبة والفِقه؛ فعن ابن أبي مُليكةَ قال: "أوتر معاويةُ بعدَ العشاء بركعة، وعنده مولًى لابن عبَّاس، فأتى ابن عبَّاس، فقال : دعه؛ فإنَّه قد صحب رسولَ الله ﷺ"؛ رواه البخاري.
🔳وعن معاوية -رضي الله عنه-، قال: "إنَّكم لتصلُّون صلاةً، لقد صَحبْنا رسولَ الله ﷺ فما رأيناه يُصلِّيها، ولقد نهى عنهما؛ يعني: الركعتين بعد العصر"؛ رواه البخاري.
🔳قال عنه ابن المبارك - رحمه الله-: "معاوية عندنا مِحنة؛ فمَن رأيناه ينظر إليه شَزرًا اتهمناه على القوم؛ يعني: الصحابة"؛ "البداية والنهاية"،
🔳وعن أبي إسحاقَ قال: "كان معاوية؛ وما رأينا بعدَه مثله".
🔳دعا له النبي ﷺ، فقال: ((اللهمَّ اجعلْه هاديًا مهديًّا))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
🔳وأخرج أحمد في مسنده عن العِرباض بن سارية - رضي الله عنه-، أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: ((اللهم عَلِّم معاويةَ الكتاب والحساب، وقِهِ العَذاب)).
🔳وأخرج ابن أبي شيبةَ في المصنَّف، والطبرانيُّ في الكبير، عن عبدالملك بن عمير قال: قال معاوية: "ما زِلتُ أطمع في الخِلافة منذ قال لي رسول الله ﷺ: ((يا معاويةُ، إذا ملكتَ فأَحسِن)).
🔳قال عنه عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "يذكرون كِسرى وقيصر ودَهاءَهما، وعندكم معاوية!".
🔳ولولا فضلُ معاويةَ ومكانتُه عند الصحابة، لَمَا استعمله أميرُ المؤمنين عمر خلفًا لأخيه يزيدَ بعد موته بالشَّام، فكان في الشَّام خليفةً عشرين سنة، وملِكًا عشرين سنة، وكان سلطانُه قويًّا.
🔳سُئل عبدالله بن المبارك: أيهما أفضل: معاويةُ بن أبي سفيان، أم عمرُ بن عبدالعزيز؟، فقال: والله إنَّ الغُبار الذي دَخَل في أنف معاويةَ مع رسول الله ﷺ أفضل مِن عُمرَ بألف مرَّة؛ صلَّى معاوية - رضي الله عنه-، خَلفَ رسول الله ﷺ، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربَّنا ولك الحمد، فما بعد هذا؟!
🔳عن أبي أُسامة، قيل له: أيُّهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: "أصحاب رسول الله ﷺ لا يُقاس بهم أحد"،
🔳قال الإمام النووي: "وأمَّا معاوية فهو مِن العدول الفضلاء، والصحابة النُّجباء"؛ شرح النووي على صحيح مسلم.
🔳ولَمَّا مات علي - رضي الله عنه-، ذهب الناس إلى الحسنِ بن علي - رضي الله عنهما - ليبايعوه، فبايعوا الحسن، فتنازل الحسنُ عن الأمر لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه-، وحَقن دماءَ المسلمين، وحقَّق ما قاله مِن قبلُ الصادق المصدوق ﷺ فقد جاء في "صحيح البخاري": أنَّه ﷺ صَعد يومًا على المنبر، وأجلس إلى جانبه الحسنَ بن علي، ثم نظر النبي ﷺ إلى الناس ونظر إلى الحسن، وقال: ((أيُّها الناس، إنَّ ابني هذا سيِّدٌ، سيصلح الله به بين فِئتين عظيمتَين مِن المسلمين)).
🔳وكانت خلافة معاوية خيرًا للمسلمين؛ انطفأتِ بها الفِتنة، واجتمع المسلمون على رايةٍ واحدة، وعادتِ الفُتوحات، وسار معاوية - رضي الله عنه-، سِيرةً حسنة بالناس، فقرَّب البعيد، ولم يبقَ في أيَّامه معارضٌ؛ سوى قلَّة من الخوارج، وفي عهده اشتهر ما يُسمَّى بالصوائف والشواتي، وهي غزوة الشِّتاء والصيف.
🔲من المؤسِف أن يقع البعضُ في الصحابة الأخيار، وأن ينال ممَّن صحبوا الرسول الكريم ﷺ وشهد لهم كبارُ هذه الأمَّة بعد رسولها ﷺ بالخير والصلاح، ونصَّبوهم المناصبَ العالية في دولتهم، وسيَّروهم على الجُيوشِ الفاتحة لبلاد العالَم آنذاك.
🔲ومِن هؤلاء الصحابة الكرام:
🔳الصحابيُّ الجليل، الخليفة والملك القائد، صاحب الفتوحات الإسلاميَّة، والقائد المحنَّك، وداهيةُ زمانه: معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه وأرضاه.
🔳خالُ المؤمنين، وكاتبُ وحي رسول ربِّ العالمين، وكاتب رسائل النبي ﷺ لرؤساء القبائل العربيَّة.
🔳روى عن رسول الله ﷺ أحاديثَ كثيرة؛ في الصحيحين وغيرهما من السُّنن والمسانيد.
🔳شَهِد حنينًا، وشهد اليمامة، وكان رضي الله عنه عاقلاً في دُنياه، لبيبًا عالِمًا حليمًا، مَلِكًا قويًّا، حسنَ التدبير عاقلاً حكيمًا، فصيحًا بليغًا، وكان كريمًا باذلاً للمال يَحلُم في موْضع الحِلم، ويشتدُّ في موضع الشِّدة، إلاَّ أنَّ الحلم كان أغلبَ عليه، وكان يُضرب بحلمه المَثل، قال ابن عون: "كان الرَّجل يقول لمعاوية: واللهِ لتستقيمنَّ بنا يا معاويةُ، أو لنُقومنَّك، فيقول: بماذا؟ فيقول: بالخشب فيقول: إذًا نستقيم".
🔳وقال قبيصةُ بن جابر: صحبتُ معاويةَ، فما رأيتُ رجلاً أثقل حِلمًا، ولا أبطأ جهلاً، ولا أبعد أناةً منه، شهد له الصحابة بالصُّحبة والفِقه؛ فعن ابن أبي مُليكةَ قال: "أوتر معاويةُ بعدَ العشاء بركعة، وعنده مولًى لابن عبَّاس، فأتى ابن عبَّاس، فقال : دعه؛ فإنَّه قد صحب رسولَ الله ﷺ"؛ رواه البخاري.
🔳وعن معاوية -رضي الله عنه-، قال: "إنَّكم لتصلُّون صلاةً، لقد صَحبْنا رسولَ الله ﷺ فما رأيناه يُصلِّيها، ولقد نهى عنهما؛ يعني: الركعتين بعد العصر"؛ رواه البخاري.
🔳قال عنه ابن المبارك - رحمه الله-: "معاوية عندنا مِحنة؛ فمَن رأيناه ينظر إليه شَزرًا اتهمناه على القوم؛ يعني: الصحابة"؛ "البداية والنهاية"،
🔳وعن أبي إسحاقَ قال: "كان معاوية؛ وما رأينا بعدَه مثله".
🔳دعا له النبي ﷺ، فقال: ((اللهمَّ اجعلْه هاديًا مهديًّا))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
🔳وأخرج أحمد في مسنده عن العِرباض بن سارية - رضي الله عنه-، أنه قال: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: ((اللهم عَلِّم معاويةَ الكتاب والحساب، وقِهِ العَذاب)).
🔳وأخرج ابن أبي شيبةَ في المصنَّف، والطبرانيُّ في الكبير، عن عبدالملك بن عمير قال: قال معاوية: "ما زِلتُ أطمع في الخِلافة منذ قال لي رسول الله ﷺ: ((يا معاويةُ، إذا ملكتَ فأَحسِن)).
🔳قال عنه عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "يذكرون كِسرى وقيصر ودَهاءَهما، وعندكم معاوية!".
🔳ولولا فضلُ معاويةَ ومكانتُه عند الصحابة، لَمَا استعمله أميرُ المؤمنين عمر خلفًا لأخيه يزيدَ بعد موته بالشَّام، فكان في الشَّام خليفةً عشرين سنة، وملِكًا عشرين سنة، وكان سلطانُه قويًّا.
🔳سُئل عبدالله بن المبارك: أيهما أفضل: معاويةُ بن أبي سفيان، أم عمرُ بن عبدالعزيز؟، فقال: والله إنَّ الغُبار الذي دَخَل في أنف معاويةَ مع رسول الله ﷺ أفضل مِن عُمرَ بألف مرَّة؛ صلَّى معاوية - رضي الله عنه-، خَلفَ رسول الله ﷺ، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربَّنا ولك الحمد، فما بعد هذا؟!
🔳عن أبي أُسامة، قيل له: أيُّهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: "أصحاب رسول الله ﷺ لا يُقاس بهم أحد"،
🔳قال الإمام النووي: "وأمَّا معاوية فهو مِن العدول الفضلاء، والصحابة النُّجباء"؛ شرح النووي على صحيح مسلم.
🔳ولَمَّا مات علي - رضي الله عنه-، ذهب الناس إلى الحسنِ بن علي - رضي الله عنهما - ليبايعوه، فبايعوا الحسن، فتنازل الحسنُ عن الأمر لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه-، وحَقن دماءَ المسلمين، وحقَّق ما قاله مِن قبلُ الصادق المصدوق ﷺ فقد جاء في "صحيح البخاري": أنَّه ﷺ صَعد يومًا على المنبر، وأجلس إلى جانبه الحسنَ بن علي، ثم نظر النبي ﷺ إلى الناس ونظر إلى الحسن، وقال: ((أيُّها الناس، إنَّ ابني هذا سيِّدٌ، سيصلح الله به بين فِئتين عظيمتَين مِن المسلمين)).
🔳وكانت خلافة معاوية خيرًا للمسلمين؛ انطفأتِ بها الفِتنة، واجتمع المسلمون على رايةٍ واحدة، وعادتِ الفُتوحات، وسار معاوية - رضي الله عنه-، سِيرةً حسنة بالناس، فقرَّب البعيد، ولم يبقَ في أيَّامه معارضٌ؛ سوى قلَّة من الخوارج، وفي عهده اشتهر ما يُسمَّى بالصوائف والشواتي، وهي غزوة الشِّتاء والصيف.
🔳عن أمِّ حرامٍ: أنَّها سمعت رسول اللَّه ﷺ، يقول: ((أوَّلُ جيشٍ من أمَّتي يغزون هذا البحرَ قد أوجبوا))، فقالت أمُّ حرامٍ: يا رسولَ اللَّه، أنا منهم؟، فقال: ((أنتِ منهم))، ثمَّ قال رسولُ اللَّه ﷺ: ((أوَّل جيشٍ من أمَّتي يغزون مدينةَ قيصر مغفورٌ لهم))، فقالت أمُّ حرامٍ: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: ((لا))؛ رواه البخاري،
🔳قال الحافظ ابن حجر: "قال المهلَّب: في هذا الحديث منقبةٌ لمعاويةَ؛ لأنَّه أوَّل مَن غزا البحر، ومنقبةٌ لولده يزيد؛ لأنَّه أوَّل مَن غزا مدينةَ قيصر" ا.هـ.
🔳وفي عهده أقام دارًا لصناعة السُّفن في مصر، وفتح القسطنطينية، وفتح تكريت، ورودوس، وبنزرت، وسوسة، وسجستان، وقوهستان، وبلاد السند، وبَنَى القيروان، وتحوَّلت الخلافة في عهده إلى مُلك؛ فعن سفينة - رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله ﷺ: ((خلافة النبوَّة ثلاثون سنة، ثم يُؤتِي اللهُ الملكَ مَن يشاء، أو مُلكَه مَن يشاء))؛ رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن صحيح.
◾ومِن أقواله وحِكمه - رضي الله عنه-: "لا حَكيمَ إلاَّ ذُو تَجرِبَة".
◾وكان يقول: "كلُّ الناس أَقدِرُ على رضاه، إلاَّ حاسد نعمة؛ فإنَّه لا يُرضيه إلاَّ زوالها"، وكان معاوية رضي الله عنه محبًّا لآلِ بيت رسول الله ﷺ.
🔳يقول ضرار بن الحارث الصدائي - أحد أهل العراق من جيش علي بن أبي طالب -: " دخلت على معاويةَ وهو خليفةٌ بعد ما قُتل أبو الحسن - رضي الله عنه وأرضاه - فعرَف أنِّي من جيش علي - رضي الله عنه-، فقال: يا ضرارُ، حدِّثني عن علي بن أبي طالب، قال: فتحرَّجتُ أن أحدِّثه؛ لأنَّهما تقاتلاَ، فقلت: اعفني يا أميرَ المؤمنين، قال: عزمتُ عليك إلاَّ حدَّثتني عن علي؛ فإنِّي أحبُّ الحديث عنه، قال ضرار: أمَا إنْ سألتني يا أميرَ المؤمنين، فوالله لقد صاحبتُ عليًّا فوجدته عابدًا عالمًا زاهدًا، والله لقد رأيتُه في اللَّيل الدامس - أي: المظلم - يقبض على لحيته بيديه، وهو يقول: "يا دُنيا يا دَنية، طلَّقتُك ثلاثًا، زادُك حقير، وعمرُك قصير، وسَفرُك طويل، آهٍ من قلَّة الزَّادِ، وبُعدِ السفر، ولقاء الموت!"، فبكى معاوية حتى تغيَّر على جلسائه، وسالت بالدُّموع لحيته، ثم قال: رَحِم الله أبا الحسن، ثم قال: صدق الله: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: ١٥ - ١٦].
🔳ولَمَّا حضر معاويةَ بن أبي سفيان الموتُ، نزل مِن على كُرسيه، وكشف البِساط، ومرَّغ وجهه بالتراب، وقال: صدق الله: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: ١٥ - ١٦].
◾فينبغي على كلِّ مسلم عبادَ الله عدمُ الخوض فيما دار بين الصحابة، فلا نخوض فيما شَجَر بينهم؛ بل نتولاَّهم جميعًا - رضي الله عنهم - ونترضَّى عنهم؛ قال سبحانه:﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: ١٠].
🔳وسُئل عمر بن عبدالعزيز عمَّا وقع بين الصحابة مِن فتنٍ وحوادثَ وحروب، قال: "تلك أمورٌ سلَّم الله منها سيوفَنا من دمائهم، فلماذا لا نُسلِّم ألسنتنا من الخوض فيها؟!"،
🔳وقال الإمام أحمد: "ومِن السُّنَّة ذِكْرُ محاسن أصحاب رسول الله ﷺ كلِّهم أجمعين، والكفُّ عن الذي شَجَر بينهم، فمن سبَّ أصحاب رسولَ الله ﷺ أو واحدًا، فهو مبتدعٌ رافضي، حبُّهم سُنَّة، والدُّعاء لهم قُربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآرائهم فَضيلة"؛ السُّنة للإمام أحمد.
*هَذَا وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ*
*✒️أَبُو مَرْيَمَ أَيْمَنُ بْنُ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي*
*غَفَرَ اللَّـهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ*
🔳قال الحافظ ابن حجر: "قال المهلَّب: في هذا الحديث منقبةٌ لمعاويةَ؛ لأنَّه أوَّل مَن غزا البحر، ومنقبةٌ لولده يزيد؛ لأنَّه أوَّل مَن غزا مدينةَ قيصر" ا.هـ.
🔳وفي عهده أقام دارًا لصناعة السُّفن في مصر، وفتح القسطنطينية، وفتح تكريت، ورودوس، وبنزرت، وسوسة، وسجستان، وقوهستان، وبلاد السند، وبَنَى القيروان، وتحوَّلت الخلافة في عهده إلى مُلك؛ فعن سفينة - رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله ﷺ: ((خلافة النبوَّة ثلاثون سنة، ثم يُؤتِي اللهُ الملكَ مَن يشاء، أو مُلكَه مَن يشاء))؛ رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن صحيح.
◾ومِن أقواله وحِكمه - رضي الله عنه-: "لا حَكيمَ إلاَّ ذُو تَجرِبَة".
◾وكان يقول: "كلُّ الناس أَقدِرُ على رضاه، إلاَّ حاسد نعمة؛ فإنَّه لا يُرضيه إلاَّ زوالها"، وكان معاوية رضي الله عنه محبًّا لآلِ بيت رسول الله ﷺ.
🔳يقول ضرار بن الحارث الصدائي - أحد أهل العراق من جيش علي بن أبي طالب -: " دخلت على معاويةَ وهو خليفةٌ بعد ما قُتل أبو الحسن - رضي الله عنه وأرضاه - فعرَف أنِّي من جيش علي - رضي الله عنه-، فقال: يا ضرارُ، حدِّثني عن علي بن أبي طالب، قال: فتحرَّجتُ أن أحدِّثه؛ لأنَّهما تقاتلاَ، فقلت: اعفني يا أميرَ المؤمنين، قال: عزمتُ عليك إلاَّ حدَّثتني عن علي؛ فإنِّي أحبُّ الحديث عنه، قال ضرار: أمَا إنْ سألتني يا أميرَ المؤمنين، فوالله لقد صاحبتُ عليًّا فوجدته عابدًا عالمًا زاهدًا، والله لقد رأيتُه في اللَّيل الدامس - أي: المظلم - يقبض على لحيته بيديه، وهو يقول: "يا دُنيا يا دَنية، طلَّقتُك ثلاثًا، زادُك حقير، وعمرُك قصير، وسَفرُك طويل، آهٍ من قلَّة الزَّادِ، وبُعدِ السفر، ولقاء الموت!"، فبكى معاوية حتى تغيَّر على جلسائه، وسالت بالدُّموع لحيته، ثم قال: رَحِم الله أبا الحسن، ثم قال: صدق الله: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: ١٥ - ١٦].
🔳ولَمَّا حضر معاويةَ بن أبي سفيان الموتُ، نزل مِن على كُرسيه، وكشف البِساط، ومرَّغ وجهه بالتراب، وقال: صدق الله: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: ١٥ - ١٦].
◾فينبغي على كلِّ مسلم عبادَ الله عدمُ الخوض فيما دار بين الصحابة، فلا نخوض فيما شَجَر بينهم؛ بل نتولاَّهم جميعًا - رضي الله عنهم - ونترضَّى عنهم؛ قال سبحانه:﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: ١٠].
🔳وسُئل عمر بن عبدالعزيز عمَّا وقع بين الصحابة مِن فتنٍ وحوادثَ وحروب، قال: "تلك أمورٌ سلَّم الله منها سيوفَنا من دمائهم، فلماذا لا نُسلِّم ألسنتنا من الخوض فيها؟!"،
🔳وقال الإمام أحمد: "ومِن السُّنَّة ذِكْرُ محاسن أصحاب رسول الله ﷺ كلِّهم أجمعين، والكفُّ عن الذي شَجَر بينهم، فمن سبَّ أصحاب رسولَ الله ﷺ أو واحدًا، فهو مبتدعٌ رافضي، حبُّهم سُنَّة، والدُّعاء لهم قُربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآرائهم فَضيلة"؛ السُّنة للإمام أحمد.
*هَذَا وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ*
*✒️أَبُو مَرْيَمَ أَيْمَنُ بْنُ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي*
*غَفَرَ اللَّـهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ*
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
*¦{ قناة نبراس تقدم لكم اللقاء الخامس من دقيقة رمضانية }¦*
عايز تتوب؟!! والتوبة تقبل منك!! كلما فعلت ذنب سارع بالتوبة!!، التوب التوب!!، العود العود!!، الأوب الأوب!!.
عايز تتوب؟!! والتوبة تقبل منك!! كلما فعلت ذنب سارع بالتوبة!!، التوب التوب!!، العود العود!!، الأوب الأوب!!.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
*¦{ قناة نبراس تقدم لكم اللقاء السادس من دقيقة رمضانية }¦*
عايز تتوب؟!! والتوبة تقبل منك!! لا تيأس من رحمة الرحيم!!.
عايز تتوب؟!! والتوبة تقبل منك!! لا تيأس من رحمة الرحيم!!.
💢 خطبة الجمعة غداً بتاريخ ١٤ رمضان ١٤٤٦ هـ ـ الموافق ١٤ مارس ٢٠٢٥م.
💢 تحت عنوان (( وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ )).
💢 لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ/أَبْي مَرْيَمَ أَيْمَنِ بْنِ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي -حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
💢 العنوان / مسجد النور- شرق المحطة- بجوار محطة مترو كوتسيكا.
💢 تحت عنوان (( وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ )).
💢 لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ/أَبْي مَرْيَمَ أَيْمَنِ بْنِ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي -حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
💢 العنوان / مسجد النور- شرق المحطة- بجوار محطة مترو كوتسيكا.
*¦{ القول الكامل في حكم ما يلعب به الأطفال من القنابل }¦*
*رسالة لكل أب وأم ولكل تاجر وبائع أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمُ، تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا اقترفت أَيْدِيكُمْ*
🔲الْجَوَابُ:
🔲أَقُوْلُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيْقُ:
🔳اختلف أهل العلم المعاصرون في حكم استعمال الألعاب والمفرقعات النارية في المناسبات المباحة، فمنهم من ذهب إلى المنع مطلقاً، ومنهم من أجازها بشروط.
🔳وأما المنع فقد ذهب إليه العلاّمة محمد بن صالح العثيمين فقد سئل - رحمه الله-:ما حكم بيع وشراء واستعمال المفرقعات النارية ، والتي تسمى ( الطرطعان ) ؟ .
◾فأجاب:" الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
◾الذي أرى أن بيعها وشراءها حرام ، وذلك لوجهين:
🔲الوجه الأول: أنها إضاعة للمال ، وإضاعة المال محرمة ، لنهي النبي ﷺ عن ذلك.
🔲والوجه الثاني: أن فيها أذية للناس بأصواتها المزعجة ، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق ، وهي حية لم تطفأ.
🔳فمن أجل هذين الوجهين نرى أنها حرام ، وأنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها" انتهى." مجموع الفتاوى " الصادرة من " مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة " (٣ / ٣)، وتاريخ الفتوى: ٥ / ١٠ / ١٤١٣ هـ.
🔲قلت: أنظر رعاك الله إلي تاريخ الفتوى من قرابة ٣٣ سنة، فما بالك لو رأي الشيخ تلكم القنابل التي يصنعونها في زماننا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
🔳وللمنع أصل في كتب الحنابلة المتقدمين ، ففي كتبهم إشارة إلى ما يُصنع في هذا الزمان من هذه المفرقعات النارية ، وأنها تضييع للمال.
🔲ففي " شرح منتهى الإرادات " (٢/ ١٧٢):جعل من شروط الرشد وهو حسن التصرف في المال: "أن يحفظ كل ما في يده عن صرفه فيما لا فائدة فيه ، كحرق نفطٍ يشتريه للتفرج عليه ، ونحوه" انتهى.
🔲وهناك من ذهبوا إلى الجواز بشروط فقالوا:" الألعاب النارية هي شأنها شأن أي شيء آخر يكون فيه أضرار ، وقد يكون فيه بعض المنافع، ولكن ننبه في هذا الأمر إلى شيئين:
🔳أولاً: الحذر الشديد من أذية المسلمين عن طريق هذه الأصوات.
🔳الأمر الثاني: الحذر من أذية الإنسان لنفسه ، فيكون الطفل إذا لعب بمثل هذه الألعاب أن يكون بمحضر ولي أمره وقربه حتى لا يؤذي الآخرين.
🔳الأمر الثالث هو: ألا تتسبب مثل هذه الألعاب إلى شيء من الحرائق ، وأن يكون هذا في الأماكن المكشوفة - في البر مثلاً - أو في أماكن مكشوفة ، لا يكون فيها تأثير على الناس في ممتلكاتهم ، ولا في إزعاجهم في منامهم.
🔲ويبقى شيء آخر:
🔳قضية المنع ، إذا كان في هذا منع: فعلى الناس الامتناع عنه إذا كان ممنوعاً من الجهات والسلطات المختصة من بيعه وتداوله" انتهى." فتاوي الجواب الكافي ".
🔲 قلت: وبالتأمل في الشروط التي ذكروها نجد أن العابثين بهذه المفرقعات لا يلتزمون بها ، فأذيتها بنارها على اللاعب بها وعلى غيره متحققة جدّاً ، والصحف اليومية لا تكاد تخلو من ذِكر حوادث حرائق أو انفجارات كان سببها تلك المفرقعات النارية ، وهناك إحصائيات متعددة في دول متفرقة لتلك الحوادث ، وبعضها كان سبباً لوفيات كثيرة.
🔳وتتعدى أذيتها إلى السمع بسبب أصواتها المؤذية ، كما تتعدى إلى البصر بسبب شررها وضوئها ، كما يتعدى إلى الجلد بسبب رمادها ، وكلام الاختصاصيين في هذا المجال كثير وموثق بحالات وأرقام في دول متعددة.
🔳ونرى أيضاً من يعبث بها لا يأتي إلى أماكن مكشوفة كالبرِّ – مثلاً – بل يكون استعمالها بين البيوت وفي أماكن تجمعات الناس .
🔳وشرط استعمال الأطفال لها بحضور ولي أمره أيضاً متخلف غالباً ، فغالب من يستعملها من الأطفال يكون أثناء البعد عن أهاليهم.
🔳والشرط الأخير وهو منع الدولة لاستعمالها شرط مهم ، حيث يتعدى كثير من الناس على القانون الذي يحفظ حياة الناس وصحتهم ، فيخالفون النظام والقانون ، والقانون الذي يحقق مصلحة وليس فيه مضرة ولا مخالفة للشرع يجب الالتزام به.
🔳ويضاف إلى ما ذكروه شرط آخر وهو عدم بذل أموال طائلة في شرائها ، والملاحظ أن ثمنها مرتفع ، ولا يستفيد مشتريها والعابث بها شيئا سوى الضرر والأذية له ولغيرها ، وهو من تضييع المال وصرفه في غير وجهه الشرعي.
ويضاف – أيضاً – شرط آخر وهو عدم ترويع الآمنين ، حيث يعمد الكبار والصغار إلى إطلاق هذه المفرقعات على المارة أو على بيوت الناس لترويعهم وإدخال الخوف إلى قلوبهم ، وهذا محرَّم حتى لو كان على سبيل المزاح ، فكيف لو كان جادّاً ؟! .
🔲والخلاصة:
🔳أننا نرى الحرمة في بيعها وشرائها ، كما أفتى بذلك العلامة العثيمين-رحمه الله- ، وأن القول بالجواز بالشروط لا يرتقي للقبول: وذلك أن التزام الناس به يعسر ، والأضرار منه متحققة.
*هَذَا وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ*
*✒️أَبُو مَرْيَمَ أَيْمَنُ بْنُ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي*
*غَفَرَ اللَّـهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ*
👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇
*رسالة لكل أب وأم ولكل تاجر وبائع أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمُ، تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا اقترفت أَيْدِيكُمْ*
🔲الْجَوَابُ:
🔲أَقُوْلُ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيْقُ:
🔳اختلف أهل العلم المعاصرون في حكم استعمال الألعاب والمفرقعات النارية في المناسبات المباحة، فمنهم من ذهب إلى المنع مطلقاً، ومنهم من أجازها بشروط.
🔳وأما المنع فقد ذهب إليه العلاّمة محمد بن صالح العثيمين فقد سئل - رحمه الله-:ما حكم بيع وشراء واستعمال المفرقعات النارية ، والتي تسمى ( الطرطعان ) ؟ .
◾فأجاب:" الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
◾الذي أرى أن بيعها وشراءها حرام ، وذلك لوجهين:
🔲الوجه الأول: أنها إضاعة للمال ، وإضاعة المال محرمة ، لنهي النبي ﷺ عن ذلك.
🔲والوجه الثاني: أن فيها أذية للناس بأصواتها المزعجة ، وربما يحدث منها حرائق إذا وقعت على شيء قابل للاحتراق ، وهي حية لم تطفأ.
🔳فمن أجل هذين الوجهين نرى أنها حرام ، وأنه لا يجوز بيعها ولا شراؤها" انتهى." مجموع الفتاوى " الصادرة من " مركز الدعوة والإرشاد بعنيزة " (٣ / ٣)، وتاريخ الفتوى: ٥ / ١٠ / ١٤١٣ هـ.
🔲قلت: أنظر رعاك الله إلي تاريخ الفتوى من قرابة ٣٣ سنة، فما بالك لو رأي الشيخ تلكم القنابل التي يصنعونها في زماننا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
🔳وللمنع أصل في كتب الحنابلة المتقدمين ، ففي كتبهم إشارة إلى ما يُصنع في هذا الزمان من هذه المفرقعات النارية ، وأنها تضييع للمال.
🔲ففي " شرح منتهى الإرادات " (٢/ ١٧٢):جعل من شروط الرشد وهو حسن التصرف في المال: "أن يحفظ كل ما في يده عن صرفه فيما لا فائدة فيه ، كحرق نفطٍ يشتريه للتفرج عليه ، ونحوه" انتهى.
🔲وهناك من ذهبوا إلى الجواز بشروط فقالوا:" الألعاب النارية هي شأنها شأن أي شيء آخر يكون فيه أضرار ، وقد يكون فيه بعض المنافع، ولكن ننبه في هذا الأمر إلى شيئين:
🔳أولاً: الحذر الشديد من أذية المسلمين عن طريق هذه الأصوات.
🔳الأمر الثاني: الحذر من أذية الإنسان لنفسه ، فيكون الطفل إذا لعب بمثل هذه الألعاب أن يكون بمحضر ولي أمره وقربه حتى لا يؤذي الآخرين.
🔳الأمر الثالث هو: ألا تتسبب مثل هذه الألعاب إلى شيء من الحرائق ، وأن يكون هذا في الأماكن المكشوفة - في البر مثلاً - أو في أماكن مكشوفة ، لا يكون فيها تأثير على الناس في ممتلكاتهم ، ولا في إزعاجهم في منامهم.
🔲ويبقى شيء آخر:
🔳قضية المنع ، إذا كان في هذا منع: فعلى الناس الامتناع عنه إذا كان ممنوعاً من الجهات والسلطات المختصة من بيعه وتداوله" انتهى." فتاوي الجواب الكافي ".
🔲 قلت: وبالتأمل في الشروط التي ذكروها نجد أن العابثين بهذه المفرقعات لا يلتزمون بها ، فأذيتها بنارها على اللاعب بها وعلى غيره متحققة جدّاً ، والصحف اليومية لا تكاد تخلو من ذِكر حوادث حرائق أو انفجارات كان سببها تلك المفرقعات النارية ، وهناك إحصائيات متعددة في دول متفرقة لتلك الحوادث ، وبعضها كان سبباً لوفيات كثيرة.
🔳وتتعدى أذيتها إلى السمع بسبب أصواتها المؤذية ، كما تتعدى إلى البصر بسبب شررها وضوئها ، كما يتعدى إلى الجلد بسبب رمادها ، وكلام الاختصاصيين في هذا المجال كثير وموثق بحالات وأرقام في دول متعددة.
🔳ونرى أيضاً من يعبث بها لا يأتي إلى أماكن مكشوفة كالبرِّ – مثلاً – بل يكون استعمالها بين البيوت وفي أماكن تجمعات الناس .
🔳وشرط استعمال الأطفال لها بحضور ولي أمره أيضاً متخلف غالباً ، فغالب من يستعملها من الأطفال يكون أثناء البعد عن أهاليهم.
🔳والشرط الأخير وهو منع الدولة لاستعمالها شرط مهم ، حيث يتعدى كثير من الناس على القانون الذي يحفظ حياة الناس وصحتهم ، فيخالفون النظام والقانون ، والقانون الذي يحقق مصلحة وليس فيه مضرة ولا مخالفة للشرع يجب الالتزام به.
🔳ويضاف إلى ما ذكروه شرط آخر وهو عدم بذل أموال طائلة في شرائها ، والملاحظ أن ثمنها مرتفع ، ولا يستفيد مشتريها والعابث بها شيئا سوى الضرر والأذية له ولغيرها ، وهو من تضييع المال وصرفه في غير وجهه الشرعي.
ويضاف – أيضاً – شرط آخر وهو عدم ترويع الآمنين ، حيث يعمد الكبار والصغار إلى إطلاق هذه المفرقعات على المارة أو على بيوت الناس لترويعهم وإدخال الخوف إلى قلوبهم ، وهذا محرَّم حتى لو كان على سبيل المزاح ، فكيف لو كان جادّاً ؟! .
🔲والخلاصة:
🔳أننا نرى الحرمة في بيعها وشرائها ، كما أفتى بذلك العلامة العثيمين-رحمه الله- ، وأن القول بالجواز بالشروط لا يرتقي للقبول: وذلك أن التزام الناس به يعسر ، والأضرار منه متحققة.
*هَذَا وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ*
*✒️أَبُو مَرْيَمَ أَيْمَنُ بْنُ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي*
*غَفَرَ اللَّـهُ لَهُ، ولِوَالدَيْهِ*
👇👇👇👇👇👇👇👇👇👇
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
💢 خطبة الجمعة بتاريخ ٧ رمضان ١٤٤٦ هـ ـ الموافق ٧ مارس ٢٠٢٥م.
💢 تحت عنوان (( تَعْزِيزُ الهُوِيَّةِ وَدَوْرُهَا فِي صِنَاعَةِ الحَضَارَةِ )).
💢 لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ/أَبْي مَرْيَمَ أَيْمَنِ بْنِ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي -حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
💢 تحت عنوان (( تَعْزِيزُ الهُوِيَّةِ وَدَوْرُهَا فِي صِنَاعَةِ الحَضَارَةِ )).
💢 لِفَضِيلَةِ الشَّيْخِ/أَبْي مَرْيَمَ أَيْمَنِ بْنِ دِيَابٍ اَلْعَابِدِينِي -حَفِظَهُ اللَّهُ تَعَالَى.