Telegram Web Link
قلت للحائط: أما آن لك أن تستريح
وتجلس ككنبة مريحة لماذا تظل واقفا للحياة ونحن نخرج ونعود نسير ونتوقف؟
أريد أن آخذك معي أعلق عليك ورقة
بها آخر قصائدي فربما يقرؤها أحد ونحن نتمشى في الشوارع أو عندما نركب الباص أو حين نجلس في المقهى
نحتسي الشاي يا صديقي قلت لك:
أنا تزعجني الأشياء الثابتة
نتسكع أنا والموت كغريبين وكأعداء شرفاء نجلس على طاولة واحدة
أقول له:
لدي أشياء لم أقم بعملها أن آخذ حقي من البلاد التي
والبلاد التي
والبلاد البلاد
جبل في أقاصي قلبها لم أتسلقه نص عن ضوضاء الصمت حين تزمجر الوحدة
شراء ملابس لرجل يسكن الرصيف عناق مؤجل وديون على هيئة قبلات صفعات يدي التي لم تصل لوجوه كنت أريد أن أعاتبها على طريقتي
ظلي هذا الذي يتسكع كل يوم عند بيتها أريد أن أفهمه إنه مضى كل شيء إلى غايته أريد أن أهندس كل هذه الفوضى
أيها الموت يا حبيبي لدي أشياء كثيرة
أود أن أفعلها
يقول: وانت حبيبي والله
نجلس في صمت وينتظر كل منا
على من يحاسب هذه المرة.
‏يبدو أن الليل رطب وثمة حزن في قلوب الآخرين أيضاً غير أن حزني حزن محزن..!
‏لربما شخصك المفضل الان يتبادل الحديث مع شخصه المفضل
يا الله خذ بيدي فهذا التعب أكبر مني
من يثق يكون مثل قابض الماء تخونه فروق الأصابع
لهفة البدايات تعميك عن حقيقة أنك ستُنبَذُ كأنك لم تكن
لم يكن يجب على عينيك أن تنظر إلي بتلك الطريقة و إلا ما فقدت قلبي
مثل صورة قديمة
أعلّق وجهي على الجدار،
على الباب ..
على المنافذ وداخل الدولاب،
كي لا أتعب وأنا
أبحث عنّي.
كنت أريد أنْ يصبح هذا الحب بيتاً
أو قصيدة أو رقصة باليه، لا أعرف
ما الذي حوله إلى سكاكين...!!؟
يا إلهي
لا أريد مفاتيحا لكل الأبواب
ولا معرفة أي حكمة في ذلك
أريد أن تفتح بوجهي
بابا واحدا فقط ...
أرمي فيه تعبي حين يغلبني حبي
هذا قلبي
وهذا أنا..
لا أحد منا يشبه الآخر..
لا أحد منا سعيد !
يا الهي
لقد مللت من رسم قلبي داخل قوالب الشمس ..
أريد أن أنجو من الصباح والليل معا غير أنني يا الله لا أعرف طريقة فعالة للاحتفاظ بالأشياء التي أحبها
في مكان آخر
غير قلبي
بدافعٍ آخر غير الحب سيركض نحوك شخص خائف لأنك أمانه الوحيد..!
أفكر بالذين تنازلوا عن أفكارهم من أجل الآخرين كيف استطاعوا العيش برجل واحدة !
تغادرينني كما تغادرني كل الأشياء التي أحبها ياراء
تسحبينني من يدي إلى عالمٍ لا يُشبه عالمنا،
ثم تُفلتين يدي في منتصف الطريق،
لأعود إلى عالمي المقيت، إلى غرفتي الغارقة بالحزن.

تتركينني وفي رأسي ألف سؤال عنكِ، ولكِ.
تُشعرينني بدفء صوتكِ للحظات معدودة،
ثم تتركينني من جديد لصقيع وحدتي.

كل شيء من حولي يدفعني لأكون غير عادي،
وأول أسبابي هو أنتِ؛
فأنا لم أعتد على محادثة أمثالك،
ولم أرَ انعكاسي في أحدٍ قبلك.

فكرة جنونية تراودني في كل مرة أُحلّق فيها في فضاء عينيكِ،
وأشياء أخرى أعجز عن وصفها لكِ.

لكني مُدرك لفكرة واحدة تتشظّى منها آلاف الأفكار:
أنكِ مختلفة إلى حد لا أقوى على تحمّله،
ومذهلة إلى الحد الذي جعل البريق يفيض من حدقة عينيّ
تتبادل الشتائم مع نفسك وأحيانًا تقسو عليها وكثيرًا ما تلومها على كل تعثراتك وخيباتك ومع ذلك في كل مرة لا تقوى على تغييرها ومهما حاولت تبقى عالقًا في متاهة لا مخرج منها

وما يُشقيك أكثر هو كل هذه الغوغائية والعبثية التي لا تجد لها تفسيرًا منطقيًا سوى أنك تنظر إلى الأمور بشكل مختلف ومعقّد لأنك لا تعرف كيف تكون عاديًا ولا تنعم بنعمة البساطة أو الزهد

لقد اعتدت منذ الصغر أن تكون فظًا مع مجريات الحياة لا تفوتك أبسط الأشياء وأتفهها
وهذه في النهاية هي خطيئتك التي لا تُغتفر
لا يلتئم الجرح حتى ينزف ويُخرج كُلّ القيح والجراثيم منه..!!
الحزن لا ينال رواجاً واسعاً مثل السعادة
وما أحوجنا للحزن
ولولاه لمَ نِلنا إنشاً واحداً من جغرافيا السعادة
قلتها لها لأبرر حماقاتي،
وكنتُ أعلم أن الآوان قد فات
وبأن كل كلمات الكون لن تُغيّر شيء
ولن تُبدل الطعم المُر لنهايتنا الحزينة،
ولكني قلتها كي أخفف وطأة الحنين لماضينا السعيد
ولأقنعها بأن حُزني ما هو إلا جسرٌ نعبر فوقه لنصل لعالم آخر
لا يُشبه عالمنا وبأنه قناع أخفي خلفه كل ندباتي وانكساري
ولكنها لم تستطع أن تستئصل الشك المتعشعش داخل صدرها
ولم تقوى على الخوض معي في رحلة لا عودة منها إلا حطام
أوهمتُ نفسي كثيراً بأننا قادرين على البدء من جديد
وظننتُ أنَّ الحُبّ قادر على صنع المعجزات
وخاب ظني وتلاشت كُلّ أحلامي الواهية
و اِضمحلَّت آمالي
فما عاد يُجدي بيننا شيء ولم نعد كما كنا
لا أنا ولا هي ..
2025/07/02 00:54:43
Back to Top
HTML Embed Code: