ومن مظاهر هذه العناية في هذا الجانب جهود #الحافظ_ابن_الجزري رحمه الله في علم القراءات، وكأن الله سبحانه وتعالى اصطفاه لضبط هذا العلم، وتأطيره بإطار معين، بحيث أصبح هذا الإطار الذي حدده ابن الجزري معيناً ثَراً يغرف منه كل من جاء بعده؛ إذ نظر رحمه الله إلى كتب القراءات التي في تلك الحقبة؛ أي: في القرنين الثامن والتاسع الهجريين؛ لأنه عاش بين سنة (751) -إذ كانت ولادته سنة وفاة ابن القيم نعم رحمه الله- إلى عام (833)، ففى هذه الفترة الرحبة من حياته وقف على أهم كتب القراءات في زمنه، فسبر ما يقارب (57) كتاباً كتب القراءات فمخضها، ودقق في أسانيدها، واشترط شرطاً عالياً -لم يشترطه أحد قبله ممَّن صنَّف في علم القراءة- وهو أن يكون كلُّ راوِِ عن الآخر في سند القراءة ثبت لقيُّه له وصحت معاصرته له، فضلاً أن يكون هذا الراوي عَدْلاً ثقة فيما يقول ويروي في باب في علم القراءات¹.
فهذا شرط لم يلتزمه أحد قبل ابن الجزري رحمه الله، فجمع كتاباً عظيماً في القراءات هو كتاب "#النشر_في_القراءات_العشر"²، الذي ألفه في نحو عشرة أشهر في تركيا في مدينة بورصة سنة (799)³ -التي كانت دار مُلك السلطان العثماني الرابع المعروف ببايزيد⁴ وهي مدينة جميلة وهادئة معروفة إلى الآن بهذا الاسم، وغدا هذا المصنف أهم كتاب من كتب القراءات، من التاريخ الذي ألفه غيه ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر، فكلُّ من اعتنى بعلوم القراءات لا بدَّ أن يعود إلى هذا الكتاب وينتفع منه ويستفيد.
ص 38 - 39
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - انظر: النشر في القراءات العشر (1/ 192 - 193).
2 - لكتاب النشر عدة طبعات منها:
- تحقيق محمد أحمد الدهمان في مجلدين مطبعة التوفيق بدمشق سنة 1345 وهي من أقدم النسخ ومن أحسنها وقد يغفل عليها كثير من المهتمين.
- تحقيق السالم محمد محمود الشنقيطي في 06 مجلدات طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- تحقيق خالد حسن أبو الجود طباعة ابن حزم - دار المحسن في 05 مجلدات.
- تحقيق أيمن رشدي سويد بدار الغوثاني للدراسات القرآنية في خمس مجلدات.
وللأسف ما زال الكتاب يحتاج لمزيد من العناية التدقيق.
رابط تحميل طبعات الكتاب:
3 - انظر: النشر في القراءات العشر (469/2).
4 - انظر: جامع أسانيد ابن الجزري (53).
فهذا شرط لم يلتزمه أحد قبل ابن الجزري رحمه الله، فجمع كتاباً عظيماً في القراءات هو كتاب "#النشر_في_القراءات_العشر"²، الذي ألفه في نحو عشرة أشهر في تركيا في مدينة بورصة سنة (799)³ -التي كانت دار مُلك السلطان العثماني الرابع المعروف ببايزيد⁴ وهي مدينة جميلة وهادئة معروفة إلى الآن بهذا الاسم، وغدا هذا المصنف أهم كتاب من كتب القراءات، من التاريخ الذي ألفه غيه ابن الجزري إلى عصرنا الحاضر، فكلُّ من اعتنى بعلوم القراءات لا بدَّ أن يعود إلى هذا الكتاب وينتفع منه ويستفيد.
ص 38 - 39
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - انظر: النشر في القراءات العشر (1/ 192 - 193).
2 - لكتاب النشر عدة طبعات منها:
- تحقيق محمد أحمد الدهمان في مجلدين مطبعة التوفيق بدمشق سنة 1345 وهي من أقدم النسخ ومن أحسنها وقد يغفل عليها كثير من المهتمين.
- تحقيق السالم محمد محمود الشنقيطي في 06 مجلدات طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
- تحقيق خالد حسن أبو الجود طباعة ابن حزم - دار المحسن في 05 مجلدات.
- تحقيق أيمن رشدي سويد بدار الغوثاني للدراسات القرآنية في خمس مجلدات.
وللأسف ما زال الكتاب يحتاج لمزيد من العناية التدقيق.
رابط تحميل طبعات الكتاب:
3 - انظر: النشر في القراءات العشر (469/2).
4 - انظر: جامع أسانيد ابن الجزري (53).
👍2❤1
موقع الإمام الآجري
Photo
ص 45
تعريف الوحي:
تدلُّ كلمة الوحي في اللغة العربية على الإعلام الخَفِيّ، وسُمِّيَ نزولُ جبريلَ بالقرآنِ على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وَحْياً؛ لأنه أَسَرَّهُ عن الناس وخص به النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا ريب أن موضوع الوحي أمرٌ غَيْبي، لا يمكن البشرَ أن يدركوا حقيقته بحواسهم، أو أن يكشفوا عن طبيعته بعقولهم المجردة، ولهذا فإن المصدر الوحيد الصحيح لمعرفة حقيقة الوحي هو القرآن المُنَزَّلُ من عند الله، ورسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] الذي نزل عليه الوحي، وقد تحدث القرآن عن الوحي، وبين أنه ليس من شأن البشر التلقي عن الله تعالى مباشرة، حين قال : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)} [سورة الشورى: 51- 53].
ولما كانت النفس البشرية تتطلع إلى معرفة أسرار هذه الظاهرة العجيبة الخارقة للعادة، سأل بعضُ الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عنها ، فبَيَّنَ لهم ما يتعلق بالجانب الخفي منها وشاهد الصحابة آثارها المحسوسة ووصفوها، وحَفِظَتْ كُتُبُ السُّنَّةِ هذا الوصف وذلك البيان.
فمن ذلك سؤال الصحابي الجليل الحارث بن هشام رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوحي، فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أَحْيَانًا يَأْتِينِى مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَىَّ فَيَفْصِمُ1 عَنِّى وَقَدْ وَعَيْتُ [عَنْهُ] مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِىَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِى فَأَعِي مَا يَقُولُ".2
والوحيُ في لسان العربِ له معانِِ متعدِّدةٌ، يجمعُها الإعلامُ3.
أما الوحي من حيث الاصطلاح الشرعي: فهو إعلامُ اللهِ تعالى لأنبيائه صلواتُ الله وسلامه عليهم بما يريدُ إبلاغَه لهم من شرعِِ (أي: من التشريع) أو كتابِِ، بالكيفيةِ التي يريدُها الله سبحانه وتعالى.
فالوحيُ الذي أُنزِلَ على النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم إذا أُطلق، ونزل به جبريل عليه السلام، باعتبار أنه الألفاظُ الحقيقية المعجزةُ، من أول سورة الفاتحةِ إلى آخر سورة الناس.
وتلك الألفاظ هي كلام الله سبحانه وتعالى وحده، ليس لجبريلَ عليه السلام فيها دخلٌ ولا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، لا من حيثُ إنشاؤها، ولا من حيث ترتيبُها، بل الذي رتَّبها أولاً هو الله سبحانه وتعالى، ولذلك تُنسَبُ له دون سواه، وإن نطق بها جبريلُ أو محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فالكلام البشريُّ يُنسَبُ إلى من أنشأه ورتَّبه في نفسه أولاً؛ فيقال: كلام الطبري، وكلام الشافعي، وإن تردَّد بعد ذلك على ألسنة كثير من الناس، إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومَن عليها.
وكان الصحابة إذا جاء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخفى حاله عليهم، فكانت تغشاه حينئذ السكينة، فإذا انجلى عنه الوحي قرأ على الصحابة ما نزل عليه من القرآن وأمَرَ كَتَبَةَ الوحي بكتابته، فعن عثمان رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الآيَاتُ، فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: ضَعْ هَذِهِ الآيَةَ فِى السُّورَةِ الَّتِى يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الآيَةُ وَالآيَتَانِ فَيَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ"4.
وتكرر نزول جبريل عليه السلام بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة، وكانت نتيجة ذلك النزول هذا القرآن العظيم، فقد كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يحفظه حين ينزل عليه، ثم يأمر بكتابته، ويُعَلِّمُهُ أصحابه، فكان منهم مَن يحفظه كُلَّه5، ومنهم من يحفظ بعضه، ثم كتبوه في المصاحف، وجمعوا بين في الصدور، وتدوينه في السطور.
----------------------
1 - أي: يُقلع. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر (452/3 - مادة "فصم").
2 - أخرجه البخاري في صحيحه ح(2) ، ومسلم في صحيحه ح (2333).
3 - انظر: مادة (و ح ي) في مقاييس اللغة (93/6)، ولسان العرب (379/15).
4 - رواه أبو داود ح(786)، والترمذي ح(3086)، والنسائي في كتابه فضائل القرآن ح (32)، وغيرهم.
5 - كعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم.
تعريف الوحي:
تدلُّ كلمة الوحي في اللغة العربية على الإعلام الخَفِيّ، وسُمِّيَ نزولُ جبريلَ بالقرآنِ على رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وَحْياً؛ لأنه أَسَرَّهُ عن الناس وخص به النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا ريب أن موضوع الوحي أمرٌ غَيْبي، لا يمكن البشرَ أن يدركوا حقيقته بحواسهم، أو أن يكشفوا عن طبيعته بعقولهم المجردة، ولهذا فإن المصدر الوحيد الصحيح لمعرفة حقيقة الوحي هو القرآن المُنَزَّلُ من عند الله، ورسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] الذي نزل عليه الوحي، وقد تحدث القرآن عن الوحي، وبين أنه ليس من شأن البشر التلقي عن الله تعالى مباشرة، حين قال : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)} [سورة الشورى: 51- 53].
ولما كانت النفس البشرية تتطلع إلى معرفة أسرار هذه الظاهرة العجيبة الخارقة للعادة، سأل بعضُ الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، عنها ، فبَيَّنَ لهم ما يتعلق بالجانب الخفي منها وشاهد الصحابة آثارها المحسوسة ووصفوها، وحَفِظَتْ كُتُبُ السُّنَّةِ هذا الوصف وذلك البيان.
فمن ذلك سؤال الصحابي الجليل الحارث بن هشام رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوحي، فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أَحْيَانًا يَأْتِينِى مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَىَّ فَيَفْصِمُ1 عَنِّى وَقَدْ وَعَيْتُ [عَنْهُ] مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِىَ الْمَلَكُ رَجُلاً فَيُكَلِّمُنِى فَأَعِي مَا يَقُولُ".2
والوحيُ في لسان العربِ له معانِِ متعدِّدةٌ، يجمعُها الإعلامُ3.
أما الوحي من حيث الاصطلاح الشرعي: فهو إعلامُ اللهِ تعالى لأنبيائه صلواتُ الله وسلامه عليهم بما يريدُ إبلاغَه لهم من شرعِِ (أي: من التشريع) أو كتابِِ، بالكيفيةِ التي يريدُها الله سبحانه وتعالى.
فالوحيُ الذي أُنزِلَ على النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن الكريم إذا أُطلق، ونزل به جبريل عليه السلام، باعتبار أنه الألفاظُ الحقيقية المعجزةُ، من أول سورة الفاتحةِ إلى آخر سورة الناس.
وتلك الألفاظ هي كلام الله سبحانه وتعالى وحده، ليس لجبريلَ عليه السلام فيها دخلٌ ولا للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، لا من حيثُ إنشاؤها، ولا من حيث ترتيبُها، بل الذي رتَّبها أولاً هو الله سبحانه وتعالى، ولذلك تُنسَبُ له دون سواه، وإن نطق بها جبريلُ أو محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فالكلام البشريُّ يُنسَبُ إلى من أنشأه ورتَّبه في نفسه أولاً؛ فيقال: كلام الطبري، وكلام الشافعي، وإن تردَّد بعد ذلك على ألسنة كثير من الناس، إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومَن عليها.
وكان الصحابة إذا جاء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخفى حاله عليهم، فكانت تغشاه حينئذ السكينة، فإذا انجلى عنه الوحي قرأ على الصحابة ما نزل عليه من القرآن وأمَرَ كَتَبَةَ الوحي بكتابته، فعن عثمان رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يَنْزِلُ عَلَيْهِ الآيَاتُ، فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: ضَعْ هَذِهِ الآيَةَ فِى السُّورَةِ الَّتِى يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا، وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الآيَةُ وَالآيَتَانِ فَيَقُولُ مِثْلَ ذَلِكَ"4.
وتكرر نزول جبريل عليه السلام بالقرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث وعشرين سنة، وكانت نتيجة ذلك النزول هذا القرآن العظيم، فقد كان رسول الله [صلى الله عليه وسلم] يحفظه حين ينزل عليه، ثم يأمر بكتابته، ويُعَلِّمُهُ أصحابه، فكان منهم مَن يحفظه كُلَّه5، ومنهم من يحفظ بعضه، ثم كتبوه في المصاحف، وجمعوا بين في الصدور، وتدوينه في السطور.
----------------------
1 - أي: يُقلع. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر (452/3 - مادة "فصم").
2 - أخرجه البخاري في صحيحه ح(2) ، ومسلم في صحيحه ح (2333).
3 - انظر: مادة (و ح ي) في مقاييس اللغة (93/6)، ولسان العرب (379/15).
4 - رواه أبو داود ح(786)، والترمذي ح(3086)، والنسائي في كتابه فضائل القرآن ح (32)، وغيرهم.
5 - كعبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبي موسى الأشعري رضي الله عنهم.
👍5
قال تعالى: ( فيها يُفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم)
أي: يفصل ويميز ويكتب كل أمر قدري وشرعي حكم الله به، وهذه الكتابة والفرقان، الذي يكون في ليلة القدر أحد الكتابات التي تكتب وتميز فتطابق الكتاب الأول الذي كتب الله به مقادير الخلائق وآجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وأحوالهم، ثم إن الله تعالى قد وكل ملائكة تكتب ما سيجري على العبد وهو في بطن أمه، ثم وكلهم بعد وجوده إلى الدنيا وكل به كراما كاتبين يكتبون ويحفظون عليه أعماله، ثم إنه تعالى يقدر في ليلة القدر ما يكون في السنة، وكل هذا من تمام علمه وكمال حكمته وإتقان حفظه واعتنائه تعالى بخلقه.
الآية(4) من سورة الدخان- تفسير السعدي- رحمه الله.
أي: يفصل ويميز ويكتب كل أمر قدري وشرعي حكم الله به، وهذه الكتابة والفرقان، الذي يكون في ليلة القدر أحد الكتابات التي تكتب وتميز فتطابق الكتاب الأول الذي كتب الله به مقادير الخلائق وآجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وأحوالهم، ثم إن الله تعالى قد وكل ملائكة تكتب ما سيجري على العبد وهو في بطن أمه، ثم وكلهم بعد وجوده إلى الدنيا وكل به كراما كاتبين يكتبون ويحفظون عليه أعماله، ثم إنه تعالى يقدر في ليلة القدر ما يكون في السنة، وكل هذا من تمام علمه وكمال حكمته وإتقان حفظه واعتنائه تعالى بخلقه.
الآية(4) من سورة الدخان- تفسير السعدي- رحمه الله.
❤4
قصص محزنة ومؤلمة في تلف مكتبات علماء مكة ومؤلَّفاتهم
- كتبه إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
فإن للمكتبات العلمية شأن عظيم في تاريخ الحضارات العلمية؛ لِمَا لها من أهمية كبيرة في حفظ العلم وتداوله على مر العصور والأزمان، وقد بذل الكثير من العلماء غاية جهدهم في جمع مكتبات لهم، ما بين مُقلٍّ ومُستكثر، وبلغ الشغف ببعضهم في تحصيل الكتب أن أصبح مضرب المثل في ضخامة مكتبته، وما تحوي عليه في جنباتها من مختلف مُصنَّفات العلوم والمعارف، وكانوا يبذلون وسعهم في الحفاظ عليها مُدَّة حياتهم؛ وقد أُفرد في هذا العديد من المُؤلَّفات قديمًا وحديثًا.
وما يستوقفنا الحديث عنه، هنا تلك الصور المأساوية التي تعرَّضت لها بعض تلك المكتبات في حياة أصحابها، أو بعد وفاتهم؛ حيث تعرَّض الكثير منها للتلف بواسطة الأَرَضَة، أو الضياع لأسباب مختلفة، منها ما يعود إلى الورثة، ممَّن لا يعرفون قيمتها ونفاستها؛ فقاموا -لجهلهم- ببيعها؛ فتفرَّقت بها أيادي الضياع هنا وهناك، وللأسف أنَّ بعض النُّسخ من تلك الكتب والمُؤلَّفات، كانت تُعدُّ من الفرائد التي لا ثاني لها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسوف أستعرض في هذه المقالة ما آل إليه بعض مكتبات علماء مكة على وجه الخصوص، وما حلَّ بالآلاف من تلك الكتب، التي كانت تضمُّها في خزائنهم، ولاسِيَّما وأنَّها تحتوي على العديد من مُؤلَّفات علماء مكة الكبار.
فمن أوائل هذه المكتبات التي يحزننا خبرُ انعدامها: مكتبةُ مُؤرِّخ مكة العظيم، الحافظ تقي الدين الفاسيِّ (ت: 832هـ)، والتي تولَّى الوصاية عليها بعد وفاته أخوه لأُمِّه، الخطيب أبي اليُمن النويريُّ، فكان يُعيرها للآفاقيين في شكل أجزاءٍ ناقصةٍ، حتى ضاع أكثرُها، وانعدمت كذلك جُلُّ مُؤلَّفاته؛ قال المُؤرِّخ النجم ابن فهد المكيُّ (ت: 885هـ): «ومُصنَّفات تقي الدين الفاسي كثيرة جدًّا، صارت جميعها كالعدم؛ لأنَّه أوقفها في مرض موته على طلبة العلم الشَّريف، واستثنى أهلَ مكة».
ومنها: مكتبة العلَّامة المُؤرِّخ قطب الدين بن محمد النهرواليِّ المكيِّ (ت: 990هـ)، والتي كانت تُعدُّ من أنفس المكتبات وأضخمها، إذ كانت تحتوي على ألفٍ وخمسمائة مُجلَّدٍ، والمُجلَّد الواحد قد يحتوي على عِدَّة كتب؛ وقد وصف العلَّامة الشوكانيُّ نفاسة ما في مكتبة العلَّامة النهرواليِّ بقوله: «كان يشتري نفائس الكتب ويبذلها لمَن يحتاجها، واجتمع عنده ما لم يجتمع عند غيره».
والمُحزن أنَّ هذه المكتبة النفيسة تعرَّضت لحريقٍ التَهَمَ كلَّ ما فيها من نفيس الكتب والمُؤلَّفات؛ وقد حكى لنا قصة مأساتها صاحبُها قطب الدين بن محمد النهرواليُّ في أحد مُؤلَّفاته، بقوله: «لقد توجَّهت ليلة الثلاثاء، تاسع عشر ربيع الأول، سنة تسع وخمسين وتسعمائة، إلى بركة ماجد، مع بعض الأصحاب للتَّنزُّه، فوقع الحريق في داري بمكة، لا أدري كيف وقع، غير أنَّه ابتدأ من القاعة التي بها أسبابي وكتبي، وكانت زُهاء ألفٍ وخمسمائة مُجلَّدٍ من نفائس الكتب التي ملكتها، وورثتُ بعضها عن أبي –رحمه الله– فذهبت كلُّها، وذهب جميع ما في البيت من جليل وحقير، ولم يسلم لي غير الثياب التي على بدني».
ولعلَّ من أقوى العوامل -أيضًا- التي أسهمت في ضياع الكثير من مُصنَّفات علماء مكة، حجبُها عن أهل العلم، وعدمُ تمكين العلماء من نسخها، أو إعارتها لهم؛ وفي هذا يحكي لنا المُؤرِّخ عبد الله ميرداد المكيُّ (ت: 1343هـ) قائلًا: «كان أبو بكر كغيره من أهالي البيوت القديمة بمكة؛ فقد حازوا الكتب الكثيرة المُعتبرة، ولاسِيَّما تآليف أهل مكة، كتآليف بيت الطبريِّ، وبيت الحطاب، والمفتي الشيخ محمد جار الله بن ظهيرة، وابنه المفتي الشيخ علي، والمُلَّا علي القاريِّ، والقطبيِّ، وبيت عَلَّان، والشيخ عبد الرحمن المرشديِّ، وابنه الشيخ حنيف الدين، والعفيف الكازرونيِّ، وبيت فروخ، وبيت عتاقي زاده، والبيريِّ، وبيت العجيميِّ، وبيت الريس، وبيت القلعيِّ، وبيت سنبل، وبيت الميرغنيِّ، والشيخ عبد الرحمن الفتنيِّ؛ وكانت رائجةً في زمانهم، ولا يضنُّون بها على أهلها.
أما الآن فقد دُثِرَتْ، ولم يَبْقَ منها إلا نَزْرٌ من جمٍّ؛ لحصول التصاريف فيها؛ وذلك بسبب بُخل ذُرِّيَّتهم؛ من عدم إعارتها لأهلها؛ لأجل القراءة فيها، أو نسخها؛ حتى تصيرَ منها نسخٌ عديدة.
أما بيت المفتي فقد أكلت الأَرَضَة كتبهم.
وأما بيت الميرغنيِّ، وبيت شمس، وبيت ميرداد؛ فقد أحرقت النارُ كتبهم؛ بسبب حريقٍ حصل عندهم.
وأما بيت الريس، وبيت الزرعة؛ فقد باعوا كتبهم على أهل الهند وأشباههم.
وكان يختلج في خاطري أنَّهم آثمون بسبب البُخل المذكور، ثم إنِّي رأيتُ العلَّامة الشيخ محمد الحفني في «حاشيته على الجامع الصغير»، عند حديث: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»()، تعرَّض لذلك؛ حيث قال: «ويدخل في كتمه منع إعارة الكتب».
- كتبه إبراهيم بن منصور الهاشمي الأمير
فإن للمكتبات العلمية شأن عظيم في تاريخ الحضارات العلمية؛ لِمَا لها من أهمية كبيرة في حفظ العلم وتداوله على مر العصور والأزمان، وقد بذل الكثير من العلماء غاية جهدهم في جمع مكتبات لهم، ما بين مُقلٍّ ومُستكثر، وبلغ الشغف ببعضهم في تحصيل الكتب أن أصبح مضرب المثل في ضخامة مكتبته، وما تحوي عليه في جنباتها من مختلف مُصنَّفات العلوم والمعارف، وكانوا يبذلون وسعهم في الحفاظ عليها مُدَّة حياتهم؛ وقد أُفرد في هذا العديد من المُؤلَّفات قديمًا وحديثًا.
وما يستوقفنا الحديث عنه، هنا تلك الصور المأساوية التي تعرَّضت لها بعض تلك المكتبات في حياة أصحابها، أو بعد وفاتهم؛ حيث تعرَّض الكثير منها للتلف بواسطة الأَرَضَة، أو الضياع لأسباب مختلفة، منها ما يعود إلى الورثة، ممَّن لا يعرفون قيمتها ونفاستها؛ فقاموا -لجهلهم- ببيعها؛ فتفرَّقت بها أيادي الضياع هنا وهناك، وللأسف أنَّ بعض النُّسخ من تلك الكتب والمُؤلَّفات، كانت تُعدُّ من الفرائد التي لا ثاني لها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسوف أستعرض في هذه المقالة ما آل إليه بعض مكتبات علماء مكة على وجه الخصوص، وما حلَّ بالآلاف من تلك الكتب، التي كانت تضمُّها في خزائنهم، ولاسِيَّما وأنَّها تحتوي على العديد من مُؤلَّفات علماء مكة الكبار.
فمن أوائل هذه المكتبات التي يحزننا خبرُ انعدامها: مكتبةُ مُؤرِّخ مكة العظيم، الحافظ تقي الدين الفاسيِّ (ت: 832هـ)، والتي تولَّى الوصاية عليها بعد وفاته أخوه لأُمِّه، الخطيب أبي اليُمن النويريُّ، فكان يُعيرها للآفاقيين في شكل أجزاءٍ ناقصةٍ، حتى ضاع أكثرُها، وانعدمت كذلك جُلُّ مُؤلَّفاته؛ قال المُؤرِّخ النجم ابن فهد المكيُّ (ت: 885هـ): «ومُصنَّفات تقي الدين الفاسي كثيرة جدًّا، صارت جميعها كالعدم؛ لأنَّه أوقفها في مرض موته على طلبة العلم الشَّريف، واستثنى أهلَ مكة».
ومنها: مكتبة العلَّامة المُؤرِّخ قطب الدين بن محمد النهرواليِّ المكيِّ (ت: 990هـ)، والتي كانت تُعدُّ من أنفس المكتبات وأضخمها، إذ كانت تحتوي على ألفٍ وخمسمائة مُجلَّدٍ، والمُجلَّد الواحد قد يحتوي على عِدَّة كتب؛ وقد وصف العلَّامة الشوكانيُّ نفاسة ما في مكتبة العلَّامة النهرواليِّ بقوله: «كان يشتري نفائس الكتب ويبذلها لمَن يحتاجها، واجتمع عنده ما لم يجتمع عند غيره».
والمُحزن أنَّ هذه المكتبة النفيسة تعرَّضت لحريقٍ التَهَمَ كلَّ ما فيها من نفيس الكتب والمُؤلَّفات؛ وقد حكى لنا قصة مأساتها صاحبُها قطب الدين بن محمد النهرواليُّ في أحد مُؤلَّفاته، بقوله: «لقد توجَّهت ليلة الثلاثاء، تاسع عشر ربيع الأول، سنة تسع وخمسين وتسعمائة، إلى بركة ماجد، مع بعض الأصحاب للتَّنزُّه، فوقع الحريق في داري بمكة، لا أدري كيف وقع، غير أنَّه ابتدأ من القاعة التي بها أسبابي وكتبي، وكانت زُهاء ألفٍ وخمسمائة مُجلَّدٍ من نفائس الكتب التي ملكتها، وورثتُ بعضها عن أبي –رحمه الله– فذهبت كلُّها، وذهب جميع ما في البيت من جليل وحقير، ولم يسلم لي غير الثياب التي على بدني».
ولعلَّ من أقوى العوامل -أيضًا- التي أسهمت في ضياع الكثير من مُصنَّفات علماء مكة، حجبُها عن أهل العلم، وعدمُ تمكين العلماء من نسخها، أو إعارتها لهم؛ وفي هذا يحكي لنا المُؤرِّخ عبد الله ميرداد المكيُّ (ت: 1343هـ) قائلًا: «كان أبو بكر كغيره من أهالي البيوت القديمة بمكة؛ فقد حازوا الكتب الكثيرة المُعتبرة، ولاسِيَّما تآليف أهل مكة، كتآليف بيت الطبريِّ، وبيت الحطاب، والمفتي الشيخ محمد جار الله بن ظهيرة، وابنه المفتي الشيخ علي، والمُلَّا علي القاريِّ، والقطبيِّ، وبيت عَلَّان، والشيخ عبد الرحمن المرشديِّ، وابنه الشيخ حنيف الدين، والعفيف الكازرونيِّ، وبيت فروخ، وبيت عتاقي زاده، والبيريِّ، وبيت العجيميِّ، وبيت الريس، وبيت القلعيِّ، وبيت سنبل، وبيت الميرغنيِّ، والشيخ عبد الرحمن الفتنيِّ؛ وكانت رائجةً في زمانهم، ولا يضنُّون بها على أهلها.
أما الآن فقد دُثِرَتْ، ولم يَبْقَ منها إلا نَزْرٌ من جمٍّ؛ لحصول التصاريف فيها؛ وذلك بسبب بُخل ذُرِّيَّتهم؛ من عدم إعارتها لأهلها؛ لأجل القراءة فيها، أو نسخها؛ حتى تصيرَ منها نسخٌ عديدة.
أما بيت المفتي فقد أكلت الأَرَضَة كتبهم.
وأما بيت الميرغنيِّ، وبيت شمس، وبيت ميرداد؛ فقد أحرقت النارُ كتبهم؛ بسبب حريقٍ حصل عندهم.
وأما بيت الريس، وبيت الزرعة؛ فقد باعوا كتبهم على أهل الهند وأشباههم.
وكان يختلج في خاطري أنَّهم آثمون بسبب البُخل المذكور، ثم إنِّي رأيتُ العلَّامة الشيخ محمد الحفني في «حاشيته على الجامع الصغير»، عند حديث: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ»()، تعرَّض لذلك؛ حيث قال: «ويدخل في كتمه منع إعارة الكتب».
👍3
فأنت ترى كيف آلت تلك المكتبات إلى الضياع والتلف؛ من الأَرَضَة، أو الحرائق، وبُخل أهلها في إعارتها؛ وهذا مخالفٌ لما ينبغي أن يكون عليه العالم، من بذل العلم للنَّاس وعدم كتمانه، بل إنَّ جماعة من العلماء قد ذهبوا إلى القول بوجوب إعارة الكتب لمَن هو أهله؛ فقد قال الإمام الحافظ سفيان الثوري (ت: 161هـ): «مَن بَخِل بعلمه ابتُلي بثلاث: إمَّا أن ينساه ولا يُحفظ، وإمَّا أن يموت ولا يُنتفع به، وإمَّا أن تذهب كتبُه».
ولهذا نجد أنَّ بعض العلماء قد صان مكتبته من عوادي الزمن؛ بما كانت تسخا به نفسه بإعارتها لأهل العلم وطلبته؛ لنَقْل نصوصٍ منها؛ إذ بهذا النقل تُحفظ معالم الكتاب إن فُقِد؛ أو لأجل نَسخ الكتاب كاملًا؛ وبذلك تنتشر نُسخ الكتاب ويُؤمن بقاؤه وعدم ضياعه؛ ومن الأمثلة على ذلك: العلَّامة الحسن بن محمد بن حمدون (ت: 562هـ)؛ كان -رحمه الله- جوادًا في إعارة كتبه، ومع ذلك لم يفقد كتابًا منها قطُّ؛ فقد قال عنه المُؤرِّخ ياقوت الحمويُّ (ت: 626هـ): «كان من المُحبِّين للكتب واقتنائها، والمبالغين في تحصيلها وشرائها، وحصل له من أصولها المُتقنة، وأُمَّهاتها المُعيَّنة، ما لم يحصل لكثير أحد... وكان مع اغتباطه بالكتب ومنافسته ومناقشته فيها، جوادًا بإعارتها؛ ولقد قال لي يومًا، وقد عجبتُ من مسارعته إلى إعارتها للطلبة: «ما بَخِلتُ بإعارة كتاب قطُّ، ولا أخذتُ عليه رهنًا؛ ولا أعلم أنِّي مع ذلك فقدتُ كتابًا في عارية قطُّ»، فقلتُ: الأعمال بالنِّيات، وخلوص نيتك في إعارتها لله حفظها عليك».
وها هو حافظ مكة ومُحدِّثها تقي الدين ابن فهد المكيُّ (ت: 871هـ)، كانت له مكتبةٌ كبيرةٌ يقصدها أهل العلم من أهل بلده والغرباء، ويُعيرها لهم بسماحة، كما قال ولده المؤرخ النجم ابن فهد (ت: 885هـ) بأنَّه: «اقتنى من الكتب الحِسَان والأصول، ما لم يُحصَ لأحدٍ من أهل بلده، وكان سَمْحَ العارية بها لأهل بلده وغيرهم من الغرباء، مَن عَرف ومَن لا يَعرف؛ وهذا شيءٌ لا يُعرف لأهل بلده؛ وأوقف كتبه على أولاده الذكور وأولادهم؛ لتستمرَّ العارية على عادتها؛ وليحصل له الثواب والأجر»()، وكانت مكتبته -رحمه الله- محطَّ أنظار العلماء والباحثين في ذلك الزمن، واستفاد منها جمعٌ كبيرٌ منهم، كالمُؤرِّخ تقي الفاسي المكيِّ (ت: 832هـ)، والمُؤرِّخ السخاويِّ (ت: 902هـ)، وابن الشَّمَّاع الحلبيِّ (ت: 936هـ)، وغيرهم.
ولاشكَّ أن بفَقْد الكتب وتلف المكتبات العلمية يفوت على النَّاس خيرٌ كثيرٌ، وبحفظ الكُتب يُحفظ العلم وينتشر ويُستفاد منه، وهذا من الأجور والحسنات المستمرِّة لصاحبها في حياته وبعد مماته، والتوفيق من الله سبحانه.
ولهذا نجد أنَّ بعض العلماء قد صان مكتبته من عوادي الزمن؛ بما كانت تسخا به نفسه بإعارتها لأهل العلم وطلبته؛ لنَقْل نصوصٍ منها؛ إذ بهذا النقل تُحفظ معالم الكتاب إن فُقِد؛ أو لأجل نَسخ الكتاب كاملًا؛ وبذلك تنتشر نُسخ الكتاب ويُؤمن بقاؤه وعدم ضياعه؛ ومن الأمثلة على ذلك: العلَّامة الحسن بن محمد بن حمدون (ت: 562هـ)؛ كان -رحمه الله- جوادًا في إعارة كتبه، ومع ذلك لم يفقد كتابًا منها قطُّ؛ فقد قال عنه المُؤرِّخ ياقوت الحمويُّ (ت: 626هـ): «كان من المُحبِّين للكتب واقتنائها، والمبالغين في تحصيلها وشرائها، وحصل له من أصولها المُتقنة، وأُمَّهاتها المُعيَّنة، ما لم يحصل لكثير أحد... وكان مع اغتباطه بالكتب ومنافسته ومناقشته فيها، جوادًا بإعارتها؛ ولقد قال لي يومًا، وقد عجبتُ من مسارعته إلى إعارتها للطلبة: «ما بَخِلتُ بإعارة كتاب قطُّ، ولا أخذتُ عليه رهنًا؛ ولا أعلم أنِّي مع ذلك فقدتُ كتابًا في عارية قطُّ»، فقلتُ: الأعمال بالنِّيات، وخلوص نيتك في إعارتها لله حفظها عليك».
وها هو حافظ مكة ومُحدِّثها تقي الدين ابن فهد المكيُّ (ت: 871هـ)، كانت له مكتبةٌ كبيرةٌ يقصدها أهل العلم من أهل بلده والغرباء، ويُعيرها لهم بسماحة، كما قال ولده المؤرخ النجم ابن فهد (ت: 885هـ) بأنَّه: «اقتنى من الكتب الحِسَان والأصول، ما لم يُحصَ لأحدٍ من أهل بلده، وكان سَمْحَ العارية بها لأهل بلده وغيرهم من الغرباء، مَن عَرف ومَن لا يَعرف؛ وهذا شيءٌ لا يُعرف لأهل بلده؛ وأوقف كتبه على أولاده الذكور وأولادهم؛ لتستمرَّ العارية على عادتها؛ وليحصل له الثواب والأجر»()، وكانت مكتبته -رحمه الله- محطَّ أنظار العلماء والباحثين في ذلك الزمن، واستفاد منها جمعٌ كبيرٌ منهم، كالمُؤرِّخ تقي الفاسي المكيِّ (ت: 832هـ)، والمُؤرِّخ السخاويِّ (ت: 902هـ)، وابن الشَّمَّاع الحلبيِّ (ت: 936هـ)، وغيرهم.
ولاشكَّ أن بفَقْد الكتب وتلف المكتبات العلمية يفوت على النَّاس خيرٌ كثيرٌ، وبحفظ الكُتب يُحفظ العلم وينتشر ويُستفاد منه، وهذا من الأجور والحسنات المستمرِّة لصاحبها في حياته وبعد مماته، والتوفيق من الله سبحانه.
👍3
موقع الإمام الآجري
Photo
أنواع الوحي
أما أنواعُ الوحيِ التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء فيجمعُها قوله تعالى في آخر سورة الشورى [الآية: 51]: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}، فهذه الأنواع الثلاثة لعموم الوحي:
النوع الأول: الوحي القلبي، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿إِلَّا وَحْيََا}:
ويشمل النَّفْثَ في الرُّوْع؛ وهو القلبُ، والمقصود هنا: إلقاء المعنى المراد القاؤه في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث: "إِنَّ رُوحَ القُدُسِ (أي: جبريل) نَفَثَ في رُوعي أنَّ نفساً لن تموتَ حتى تستكمل أجلها وتستوعِبَ رزقها، فأجمِلوا في الطَّلَب، ولا يحملَنَّ أحدكم استبطاءُ الرِّزْقِ أن يطلبَه بمعصيةِِ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عنده إلا بطاعته"1، فهذا من الوحي القلبي، فقوله تعالى: ﴿إِلَّا وَحْيًًا} يَشْمَلُ النَّفْثَ في الرُّوع.
ويَشْمَلُ كذلك الرؤيا الصادقة؛ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "أولُ ما بُدِئَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثلَ فَلَقِ الصُّبْح"2.
والرؤيا الصالحةُ جزءٌ من ستة وأربعين جزءاً من النبوة3.
فهذا النوع الأول: ﴿إلَّا وَحْيًًا} يشمل حالتين من الوحي، هما: النَّفثُ في الرُّوع، والرؤيا الصادقة.
النوع الثاني: الوحي التكليمي، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}:
وقد حدث لموسى عليه السلام إذ كلمه الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [سورة الأعراف: 144].
وكما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء، إذ كلّمه الله وفرض عليه وعلى أمَّتِه الصلاة، كما جاء في حديث الإسراء: "فنودي: إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنةَ عشراً".4
النوع الثالث: إرسال الملك:
وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} وإرسال الملَكِ يكون على ثلاث صور:
الصورة الأولى: مجيء الملَكِ في صورةِِ بشريةٍ، كما كان جبريل عليه السلام يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة رجل من العربِ؛ هو دِحْيَة الكلبي، فيُعلِّم الرسولَ صلى الله عليه وسلم، ويَعلَم الرسولُ صلى الله عليه وسلم أنه جبريل عليه السلام، ويراه الصحابةُ ومن حضر مجلسَ النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث سؤالِ جبريلَ عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وعن الساعة5.
الصورة الثانية: مجيءُ الملَكِ على صورته الملائكيَّةِ الحقيقيَّة، وهذا حدث للنبي صلى الله عليه وسلم مرَّتَين6:
مرّة في بداية الوحي بعد حادثة غار حِرَاء من ناحية المشرق في مكة من جهة الطائف، وهي الواردة في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [سورة التكوير: 23]،
والمرَّة الثانية: في ليلة المعراج، وهي المنصوص عليها في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ(13)عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ} [سورة النجم: 13-14].
الصورة الثالثة: من صور مجيء الملَكِ إلى الأنبياء: هي مجيء الملَكِ على حالةِِ غير مرئيّة، تصحبُها علاماتٌ دالَّةٌ عليها، وقد كان جبريلُ عليه السلام يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم كثيراً بحالته المستَتِرةِ هذه، وقد وصف صلى الله عليه وسلم الوحيَ وبَدْأَه حين سأله الحارثُ بن هشام رضي الله عنه بقوله: كيف يأتيك الوحيُ؟، فقال صلى الله عليه وسلم: "أحياناً يأتيني مثلَ صَلْصَلَةِ الجَرَس، وهو أشدُّه عَلَيَّ، فيَفصِمُ7 عني وقد وعيتُ عنه ما قال"8.
وكما وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها من هذه الحالةَ: "ولقد رأيتُه ينزلُ عليه الوحيُ في اليومِ الشديدِ البردِ، فيَفصِمُ عنه وإنَّ جبينَه لِيَتَفَصَّدُ9 عَرَقاً"10.
وهذه الحالةُ هي غالبُ ما كان ينزلُ على النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي.
أما بالنسبة للوحي القلبي -وهو ما كان مناماً أو نَفْثاً في الرُّوع- فلم ينزل شيءٌ من القرآن في هذه الحالة، وما قيل: إنَّ من القرآن ما نزل مناماً، فهذا محمول على أنَّ النبيَّ الله حدثت له إغفاءةٌ خفيفةٌ11، وهي الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي -ويقال لها: "بُرَحاء الوحي"-، فقد كان يُؤخذ عن الدنيا، فظَنَّ مَن ظَنَّ أَنَّ القرآن ما نزل مناماً .
فهذه هي أنواعُ الوحيِ أنواع الوحي الموجودة في الجملة، وفق آية الشورى التي قد ذكرتها قبل قليل.
فالقرآن الكريم وحي الله سبحانه وتعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد علم الناس أجمعونَ علماً لا يخالطه شكٌّ أنَّ هذا الكتاب العزيز جاء إلى رجل عربي أُمِّي، وُلِدَ بمكة في القرن السادس الميلادي، اسمه: محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلب، صلوات الله وسلامه عليه.
أما أنواعُ الوحيِ التي حصلت للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من الأنبياء فيجمعُها قوله تعالى في آخر سورة الشورى [الآية: 51]: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ}، فهذه الأنواع الثلاثة لعموم الوحي:
النوع الأول: الوحي القلبي، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿إِلَّا وَحْيََا}:
ويشمل النَّفْثَ في الرُّوْع؛ وهو القلبُ، والمقصود هنا: إلقاء المعنى المراد القاؤه في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث: "إِنَّ رُوحَ القُدُسِ (أي: جبريل) نَفَثَ في رُوعي أنَّ نفساً لن تموتَ حتى تستكمل أجلها وتستوعِبَ رزقها، فأجمِلوا في الطَّلَب، ولا يحملَنَّ أحدكم استبطاءُ الرِّزْقِ أن يطلبَه بمعصيةِِ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عنده إلا بطاعته"1، فهذا من الوحي القلبي، فقوله تعالى: ﴿إِلَّا وَحْيًًا} يَشْمَلُ النَّفْثَ في الرُّوع.
ويَشْمَلُ كذلك الرؤيا الصادقة؛ كما قالت عائشة رضي الله عنها: "أولُ ما بُدِئَ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثلَ فَلَقِ الصُّبْح"2.
والرؤيا الصالحةُ جزءٌ من ستة وأربعين جزءاً من النبوة3.
فهذا النوع الأول: ﴿إلَّا وَحْيًًا} يشمل حالتين من الوحي، هما: النَّفثُ في الرُّوع، والرؤيا الصادقة.
النوع الثاني: الوحي التكليمي، وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}:
وقد حدث لموسى عليه السلام إذ كلمه الله سبحانه وتعالى بقوله: ﴿قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [سورة الأعراف: 144].
وكما حدث للنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء، إذ كلّمه الله وفرض عليه وعلى أمَّتِه الصلاة، كما جاء في حديث الإسراء: "فنودي: إني قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنةَ عشراً".4
النوع الثالث: إرسال الملك:
وهو المذكور في قوله تعالى: ﴿أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِي بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} وإرسال الملَكِ يكون على ثلاث صور:
الصورة الأولى: مجيء الملَكِ في صورةِِ بشريةٍ، كما كان جبريل عليه السلام يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة رجل من العربِ؛ هو دِحْيَة الكلبي، فيُعلِّم الرسولَ صلى الله عليه وسلم، ويَعلَم الرسولُ صلى الله عليه وسلم أنه جبريل عليه السلام، ويراه الصحابةُ ومن حضر مجلسَ النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث سؤالِ جبريلَ عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وعن الساعة5.
الصورة الثانية: مجيءُ الملَكِ على صورته الملائكيَّةِ الحقيقيَّة، وهذا حدث للنبي صلى الله عليه وسلم مرَّتَين6:
مرّة في بداية الوحي بعد حادثة غار حِرَاء من ناحية المشرق في مكة من جهة الطائف، وهي الواردة في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} [سورة التكوير: 23]،
والمرَّة الثانية: في ليلة المعراج، وهي المنصوص عليها في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ(13)عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ} [سورة النجم: 13-14].
الصورة الثالثة: من صور مجيء الملَكِ إلى الأنبياء: هي مجيء الملَكِ على حالةِِ غير مرئيّة، تصحبُها علاماتٌ دالَّةٌ عليها، وقد كان جبريلُ عليه السلام يأتي النبيَّ صلى الله عليه وسلم كثيراً بحالته المستَتِرةِ هذه، وقد وصف صلى الله عليه وسلم الوحيَ وبَدْأَه حين سأله الحارثُ بن هشام رضي الله عنه بقوله: كيف يأتيك الوحيُ؟، فقال صلى الله عليه وسلم: "أحياناً يأتيني مثلَ صَلْصَلَةِ الجَرَس، وهو أشدُّه عَلَيَّ، فيَفصِمُ7 عني وقد وعيتُ عنه ما قال"8.
وكما وصفت السيدة عائشة رضي الله عنها من هذه الحالةَ: "ولقد رأيتُه ينزلُ عليه الوحيُ في اليومِ الشديدِ البردِ، فيَفصِمُ عنه وإنَّ جبينَه لِيَتَفَصَّدُ9 عَرَقاً"10.
وهذه الحالةُ هي غالبُ ما كان ينزلُ على النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي.
أما بالنسبة للوحي القلبي -وهو ما كان مناماً أو نَفْثاً في الرُّوع- فلم ينزل شيءٌ من القرآن في هذه الحالة، وما قيل: إنَّ من القرآن ما نزل مناماً، فهذا محمول على أنَّ النبيَّ الله حدثت له إغفاءةٌ خفيفةٌ11، وهي الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي -ويقال لها: "بُرَحاء الوحي"-، فقد كان يُؤخذ عن الدنيا، فظَنَّ مَن ظَنَّ أَنَّ القرآن ما نزل مناماً .
فهذه هي أنواعُ الوحيِ أنواع الوحي الموجودة في الجملة، وفق آية الشورى التي قد ذكرتها قبل قليل.
فالقرآن الكريم وحي الله سبحانه وتعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقد علم الناس أجمعونَ علماً لا يخالطه شكٌّ أنَّ هذا الكتاب العزيز جاء إلى رجل عربي أُمِّي، وُلِدَ بمكة في القرن السادس الميلادي، اسمه: محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عبدِ المُطَّلب، صلوات الله وسلامه عليه.
👍3
موقع الإمام الآجري
Photo
هذا القَدْرُ لا خلاف فيه بين مؤمن وملحدٍ؛ لأنَّ شهادة التاريخ المتواتر شهدت به، ولا يماثلها ولا يُدانيها شهادة لكتاب غيره، ولا لحدث غير هذا الحدث، وهي ظاهرةُ الوحي على وجه البسيطةِ.
فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد أن جاء بهذا الوحي قَبِلَه مَن قَبِلَه، واستنارت به سريرتُه، واطمأنَّ به قلبه، واهتدى بهدى الله سبحانه وتعالى.
ومنهم من استكبر وتعالى، فأعرض عما أنزله الله سبحانه وتعالى، ورفض هُدى الله الذي بعث به نبيه صلى الله وعليه وسلم، وإن كان في قلبه موقناً بأنه من عند الله.
ص48 - 51
--------------------------------
1 - أخرجه بهذا اللفظ أبو نعيم في الحلية (27/10) [والطبراني في الكبير (2013/6) ح7694] من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.
والحديث مروي عن جماعة من الصحابة [أبو ذر وأبي هريرة وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود] بألفاظ متقاربة يرقى بمجموعها إلى الحسن. [الذي يهمنا نحن الآن الشاهد وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي" والحقيقة أن هذه الزيادة لا توجد في جميع الطرق فهي مذكورة في:
1 - حديث عبد الله بن مسعود رواه الحاكم في المستندرك (162/3) ط التأصيل بسند ضعيف فيه راويان لا يعرفان، والقضاعي في مسند الشهاب(185/2) ح1151 وفي سنده من أبهم، ورواه أبو بكر الشافعي كما في الجزء الثالث عشر من الفوائد المنتقاة إنتقاء أبي حفص المصري برقم 18، وفي الزهد لهناد (281/1) ح493 بسند مرسل كذلك.
2 - حديث حذيفة بن اليمان رواه البزار في مسنده وفيه قدامة بن زائدة مجهول.
3 - وفي حديث مرسل رواه الشافعي كما في مسنده وهو حسن إلى من أرسله،
وفي حديث آخر مرسل [حسن] عن المطلب عند إسماعيل بن جعفر المدني (ت180) في حديث علي بن حجر السعدي ص427 ح368]
انظر: السلسلة الصحيحة (865/6) برقم (2866) .
2 - رواه البخاري في صحيحه ح(3) ، ومسلم في صحيحه ح (160) .
3 - ثبت ذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري (6989) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً : الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة».
وأخرج مسلم مثله من حديث أبي هريرة به برقم (2263).
4 - أخرجه البخاري في صحیحه ح (3207) .
5 - أخرجه البخاري في صحيحه ح (50) من حديث أبي هريرة الله، ومسلم في صحيـحه ح (8 من حديث عمررضي الله عنه، وهو أشهر .
6 - ثبت ذلك في حديث مسروق عن عائشة الذي أخرجه مسلم في صحيحه ح(177)، قال مسروق: ألم يقل الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ} فقالت (عائشة): أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنما هو جبريلُ، لم أرَهُ على صورته التي خُلِقَ عليها غير هاتين المرَّتَينِ، رأيتُه مُنهَبِطاً من السماء، ساداً عِظَم خلقه ما بين السماء إلى الأرض".
7 - أي: يُقلع انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (452/3 - مادة فصم) .
8 - أخرجه البخاري في صحيحه ح(2) ، ومسلم في صحيحه ح (2333).
9 - أي: يسيل ويتصبب عرقاً. انظر : مشارق الأنوار (2/ 160- مادة (فصد).
10 - أخرجه البخاري في صحيحه ح(2).
11 - كما في حديث أنس الله الله في صحيح مسلم ح (400).
فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم بعد أن جاء بهذا الوحي قَبِلَه مَن قَبِلَه، واستنارت به سريرتُه، واطمأنَّ به قلبه، واهتدى بهدى الله سبحانه وتعالى.
ومنهم من استكبر وتعالى، فأعرض عما أنزله الله سبحانه وتعالى، ورفض هُدى الله الذي بعث به نبيه صلى الله وعليه وسلم، وإن كان في قلبه موقناً بأنه من عند الله.
ص48 - 51
--------------------------------
1 - أخرجه بهذا اللفظ أبو نعيم في الحلية (27/10) [والطبراني في الكبير (2013/6) ح7694] من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.
والحديث مروي عن جماعة من الصحابة [أبو ذر وأبي هريرة وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وحذيفة بن اليمان وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود] بألفاظ متقاربة يرقى بمجموعها إلى الحسن. [الذي يهمنا نحن الآن الشاهد وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي" والحقيقة أن هذه الزيادة لا توجد في جميع الطرق فهي مذكورة في:
1 - حديث عبد الله بن مسعود رواه الحاكم في المستندرك (162/3) ط التأصيل بسند ضعيف فيه راويان لا يعرفان، والقضاعي في مسند الشهاب(185/2) ح1151 وفي سنده من أبهم، ورواه أبو بكر الشافعي كما في الجزء الثالث عشر من الفوائد المنتقاة إنتقاء أبي حفص المصري برقم 18، وفي الزهد لهناد (281/1) ح493 بسند مرسل كذلك.
2 - حديث حذيفة بن اليمان رواه البزار في مسنده وفيه قدامة بن زائدة مجهول.
3 - وفي حديث مرسل رواه الشافعي كما في مسنده وهو حسن إلى من أرسله،
وفي حديث آخر مرسل [حسن] عن المطلب عند إسماعيل بن جعفر المدني (ت180) في حديث علي بن حجر السعدي ص427 ح368]
انظر: السلسلة الصحيحة (865/6) برقم (2866) .
2 - رواه البخاري في صحيحه ح(3) ، ومسلم في صحيحه ح (160) .
3 - ثبت ذلك في الحديث الذي أخرجه البخاري (6989) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً : الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة».
وأخرج مسلم مثله من حديث أبي هريرة به برقم (2263).
4 - أخرجه البخاري في صحیحه ح (3207) .
5 - أخرجه البخاري في صحيحه ح (50) من حديث أبي هريرة الله، ومسلم في صحيـحه ح (8 من حديث عمررضي الله عنه، وهو أشهر .
6 - ثبت ذلك في حديث مسروق عن عائشة الذي أخرجه مسلم في صحيحه ح(177)، قال مسروق: ألم يقل الله عز وجل: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ} ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ} فقالت (عائشة): أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إنما هو جبريلُ، لم أرَهُ على صورته التي خُلِقَ عليها غير هاتين المرَّتَينِ، رأيتُه مُنهَبِطاً من السماء، ساداً عِظَم خلقه ما بين السماء إلى الأرض".
7 - أي: يُقلع انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (452/3 - مادة فصم) .
8 - أخرجه البخاري في صحيحه ح(2) ، ومسلم في صحيحه ح (2333).
9 - أي: يسيل ويتصبب عرقاً. انظر : مشارق الأنوار (2/ 160- مادة (فصد).
10 - أخرجه البخاري في صحيحه ح(2).
11 - كما في حديث أنس الله الله في صحيح مسلم ح (400).
👍3
كان السلفُ الصالحُ: يجتهدون في إتمام العمل، وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعدَ ذلك بقبوله: ويخافون من ردِّه، وهؤلاء الذين يُؤتُون ما آتو وقلوبهم وجلة،
كتاب وظائف رمضان- ص73.
كتاب وظائف رمضان- ص73.
❤4👍1
وروى الطبراني عن علي رضي الله عنه أنه - صلى الله عليه وسلم -: كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان، وكلَّ صغيرٍ وكبيرٍ يطيق الصلاة.
كتاب وظائف رمضان- ص56.
كتاب وظائف رمضان- ص56.
❤4
موقع الإمام الآجري
Photo
#نزول_القرآن_على_سبعة_أحرف
نزل القرآن الكريم في بيئة معروفة بكثرة قبائلها ولهجاتها، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : "أقرأني جبريل على حرف، فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف"1 ، وفي حديث مسلم: "إن الله يأمرك أن تقرأ أمتُك القرآن على سبعة أحرف، فأي حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا"2.
ولو نزل القرآن على حرف واحد لشقَّ ذلك على هذه الأمة ذات اللغات واللهجات، فإنَّ ما يَسْهُل النطق به على بعض العرب قد يصعب على آخرين منهم، قال ابن قتيبة: "ولو أنَّ كلَّ فريق من هؤلاء أُمِرَ أن يزول عن لغته، وما جرى عليه اعتيادُه طفلاً وناشئاً وكهلاً؛ لاشتدَّ ذلك عليه، وعظُمت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان، وقطع للعادة"3.
فكان من رحمة الله بهذه الأمة نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف؛ رفعاً للحرج وتيسيراً لقراءته وحفظه، وقد كانت هذه التوسعة في حدود ما نزل به جبريل عليه السلام، وما سمعه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يُعَقِّب على قراءة الصحابي بقوله: "هكذا أنزلت"4، وعلى قراءة الصحابي الثاني الذي يقرأ بوجه آخر: "هكذا أنزلت"5.
ولذلك فليس لكل أحد أن يقرأ بما يسهل عليه من غير أن يكون ما يقرؤه مسموعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مضت الأمة على هذه التوسعة.
وقد اختلفت أفهام العلماء في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف، وليس منها قول يَلْزَمُ المصير إليه؛ لذلك قال ابن العربي المالكي: "لم يأت في معنى السبع نص ولا أثر"6.
وتنحصر أقاويل أهل العلم في معنى الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها في أربعة مسارات:
المسار الأول:
من يرى أنها من المشكل الذي لا يُدْرى معناه؛ لأن الحرف يَصْدُق لغة على حرف الهجاء، وعلى الكلمة، وعلى المعنى، وعلى الجهة.
وهو قول ابن سَعْدان النحوي7، ومن تبعه كالسيوطي في شرحه على سنن النسائي8، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي9.
المسار الثاني:
من يرى أنَّ الأحرف السبعة والقراءة بها كانت في أول الأمر خاصة للضرورة؛ لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع القبائل بلغة واحدة، فلما كثر الناس والكُتّاب ارتفعت الضرورة فكانت قراءة واحدة، وترجع إلى حرف واحد.
وهو قول الطبري، والطحاوي، وابن عبد البر10.
المسار الثالث:
من يرى أن حقيقة العدد غير مقصودة، بل المراد بالحديث التوسعة على قارئ التنزيل من دون حصر.
وذهب لهذا القاضي عياض11، ومن المتأخرين جمال الدين القاسمي12.
المسار الرابع:
من قال بمفهوم العدد، وأن المراد سبع على الحقيقة، وإن اختلفوا في تفسير هذه السبع، بين كون الأحرف سبعةَ معانٍ أو سبعة ألفاظ، وهو مذهبُ كلِّ من حاول أن يفسِّر المراد بالأحرف السبعة من السلف والخلف.
والمراد بالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن -في رأي كثير من العلماء13- لهجات من لهجات العرب في كلمات القرآن الكريم، وليس معنى هذا أن كل كلمة كانت تقرأ بسبعة لهجات، بل المراد أن ذلك أقصى ما ينتهي إليه الاختلاف في تأدية المعنى المراد في بعض ألفاظ القرآن الكريم.
ص59 - 61
----------------------
1 - رواه البخاري في صحيحه ح(219)، ومسلم في صحيحه ح(819)، والإمام أحمد في المسند ح(2375)، وغيرهم.
2 - صحیح مسلم ح (821).
3 - تأويل مشكل القرآن (39 - 40).
4 - كما قال لهشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه.
5 - كما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وحديثهما رواه البخاري في صحيحه ح(4992)، ومسلم في صحيحه ح (81، وغيرهما.
6 - القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (400/1).
7 - انظر: المرشد الوجيز لأبي شامة (93).
8 - زهر الربى على المجتبى (152/2).
9 - انظر: حديث الأحرف السبعة للقاري (5).
10 - انظر: جامع البيان (25/1 - 2، وشرح مشكل الآثار (191/4 - 192)، والتمهيد (290/8 -294).
11 - انظر: كتابه إكمال المعلم بفوائد مسلم (187/2).
12 - انظر محاسن التأويل (287/1).
13 - كأبي عُبَيد القاسم بن سلام، وثَعلب، وأبي حاتم السِّجستاني، وأبي منصور الأزهري، ومكي بن أبي طالب القَيْسي، والبيهقي، وابن عطية، وابن الجوزي، وأبي السعادات بن الأثير، وعدد من المتأخرين.
انظر: الإتقان للسيوطي (320/1) ، وعلوم القرآن بين البرهان والإتقان (408-409) .
نزل القرآن الكريم في بيئة معروفة بكثرة قبائلها ولهجاتها، وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : "أقرأني جبريل على حرف، فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف"1 ، وفي حديث مسلم: "إن الله يأمرك أن تقرأ أمتُك القرآن على سبعة أحرف، فأي حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا"2.
ولو نزل القرآن على حرف واحد لشقَّ ذلك على هذه الأمة ذات اللغات واللهجات، فإنَّ ما يَسْهُل النطق به على بعض العرب قد يصعب على آخرين منهم، قال ابن قتيبة: "ولو أنَّ كلَّ فريق من هؤلاء أُمِرَ أن يزول عن لغته، وما جرى عليه اعتيادُه طفلاً وناشئاً وكهلاً؛ لاشتدَّ ذلك عليه، وعظُمت المحنة فيه، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان، وقطع للعادة"3.
فكان من رحمة الله بهذه الأمة نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف؛ رفعاً للحرج وتيسيراً لقراءته وحفظه، وقد كانت هذه التوسعة في حدود ما نزل به جبريل عليه السلام، وما سمعه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يُعَقِّب على قراءة الصحابي بقوله: "هكذا أنزلت"4، وعلى قراءة الصحابي الثاني الذي يقرأ بوجه آخر: "هكذا أنزلت"5.
ولذلك فليس لكل أحد أن يقرأ بما يسهل عليه من غير أن يكون ما يقرؤه مسموعاً من النبي صلى الله عليه وسلم، وقد مضت الأمة على هذه التوسعة.
وقد اختلفت أفهام العلماء في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف، وليس منها قول يَلْزَمُ المصير إليه؛ لذلك قال ابن العربي المالكي: "لم يأت في معنى السبع نص ولا أثر"6.
وتنحصر أقاويل أهل العلم في معنى الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها في أربعة مسارات:
المسار الأول:
من يرى أنها من المشكل الذي لا يُدْرى معناه؛ لأن الحرف يَصْدُق لغة على حرف الهجاء، وعلى الكلمة، وعلى المعنى، وعلى الجهة.
وهو قول ابن سَعْدان النحوي7، ومن تبعه كالسيوطي في شرحه على سنن النسائي8، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي9.
المسار الثاني:
من يرى أنَّ الأحرف السبعة والقراءة بها كانت في أول الأمر خاصة للضرورة؛ لاختلاف لغة العرب ومشقة أخذ جميع القبائل بلغة واحدة، فلما كثر الناس والكُتّاب ارتفعت الضرورة فكانت قراءة واحدة، وترجع إلى حرف واحد.
وهو قول الطبري، والطحاوي، وابن عبد البر10.
المسار الثالث:
من يرى أن حقيقة العدد غير مقصودة، بل المراد بالحديث التوسعة على قارئ التنزيل من دون حصر.
وذهب لهذا القاضي عياض11، ومن المتأخرين جمال الدين القاسمي12.
المسار الرابع:
من قال بمفهوم العدد، وأن المراد سبع على الحقيقة، وإن اختلفوا في تفسير هذه السبع، بين كون الأحرف سبعةَ معانٍ أو سبعة ألفاظ، وهو مذهبُ كلِّ من حاول أن يفسِّر المراد بالأحرف السبعة من السلف والخلف.
والمراد بالأحرف السبعة التي نزل بها القرآن -في رأي كثير من العلماء13- لهجات من لهجات العرب في كلمات القرآن الكريم، وليس معنى هذا أن كل كلمة كانت تقرأ بسبعة لهجات، بل المراد أن ذلك أقصى ما ينتهي إليه الاختلاف في تأدية المعنى المراد في بعض ألفاظ القرآن الكريم.
ص59 - 61
----------------------
1 - رواه البخاري في صحيحه ح(219)، ومسلم في صحيحه ح(819)، والإمام أحمد في المسند ح(2375)، وغيرهم.
2 - صحیح مسلم ح (821).
3 - تأويل مشكل القرآن (39 - 40).
4 - كما قال لهشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه.
5 - كما قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وحديثهما رواه البخاري في صحيحه ح(4992)، ومسلم في صحيحه ح (81، وغيرهما.
6 - القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (400/1).
7 - انظر: المرشد الوجيز لأبي شامة (93).
8 - زهر الربى على المجتبى (152/2).
9 - انظر: حديث الأحرف السبعة للقاري (5).
10 - انظر: جامع البيان (25/1 - 2، وشرح مشكل الآثار (191/4 - 192)، والتمهيد (290/8 -294).
11 - انظر: كتابه إكمال المعلم بفوائد مسلم (187/2).
12 - انظر محاسن التأويل (287/1).
13 - كأبي عُبَيد القاسم بن سلام، وثَعلب، وأبي حاتم السِّجستاني، وأبي منصور الأزهري، ومكي بن أبي طالب القَيْسي، والبيهقي، وابن عطية، وابن الجوزي، وأبي السعادات بن الأثير، وعدد من المتأخرين.
انظر: الإتقان للسيوطي (320/1) ، وعلوم القرآن بين البرهان والإتقان (408-409) .
👍3
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى :
والناس في آخر الليل يكون في قلوبهم من التوجّه، والتقرّب، والرِّقة ما لايوجد في غير ذلك الوقت، وهذا مناسب لنزوله إلى سماء الدنيا
وقوله: «هل من داعٍ؟
هل من سائل؟
هل من تائب؟»
📚مجموع الفتاوى( ٥\١٣٠).
والناس في آخر الليل يكون في قلوبهم من التوجّه، والتقرّب، والرِّقة ما لايوجد في غير ذلك الوقت، وهذا مناسب لنزوله إلى سماء الدنيا
وقوله: «هل من داعٍ؟
هل من سائل؟
هل من تائب؟»
📚مجموع الفتاوى( ٥\١٣٠).
👍9❤1
#همسة في أذن من يصلي للمسجد ولا يدخل بل يفضل البقاء خارجه أو يدخل لكن يشتغل بغير ذكر الله فانظر وتأمل هذا الحديث الذي رواه مسلم في صحيح في كتاب المسافرين وقصرها [باب فضل قراءة القرآن في الصلاة وتعلمه] قال:
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَىٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِى الصُّفَّةِ فَقَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِىَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِى غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ قَالَ أَفَلاَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ.
غريب الحديث:
#الصفة: موضع مضلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منزل يسكنه.
#يغدو: السير أول النهار، والمراد به "يذهب".
#بطحاء: اسم وادٍ في المدينة، موضعٌ معروفٌ في المدينة، واسعٌ، مُنبسطٌ.
#العقيق: المرادَ هنا العقيق الأصغر، وهو على ثلاثة أميال، أو على ميلين من المدينة.
وقد كانا أي: #بطحاء و #العقيق موضعان لسوق الإبل لأهل المدينة.
ناقتين #كوماوين: ناقتين طويلتين، هي الناقة العظيمة الضخمة وهي أفضل أوصاف الإبل، وهي خيار أموال العرب.
فانظر إلى هذا الفصل العظيم الذي تفوته يا أخا الإسلام، قراءة آيتين من كتاب الله ومعرفة تفسيرها أفضل عند الله من الحصول على ناقتين وليس هذا فحسب فامتلاك مثل هذه الناقتين سيعود على صاحبها بالخير الكثير، فقراءة آيتين وفقهها تعود على صاحبها بأفضل مِن مَن عنده تلك الناقتين.
وكلما زاد من عدد الآيات في علمها أو قراءتها، كان له بعدد تلك الآيات أفضل من مثلها من الإبل.
وفي الحديث دلالة على أن تعلم القرآن أفضل من طلب المال، وهذا على العموم، وهو أولى لمن كان عنده وقت فراغ، فلا يفهم من الكلام أن تمكث في البيت ولا دخل لك ولا مال تتطلب العلم وليس عندك ما تقتات به أنت ومن تعولهم، وإنما الكلام على وقت الفراغ الذي مغبون فيه كثير من الناس.
وفي الحديث كذلك فضل طلب العلم، وفضل تعلم القرآن الذي هو رأس العلوم.
وفي الحديث كذاك تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالموعظة والإرشاد، وفي هذا تعليم لمن رزقه الله المسؤولية ومن كان له رعية؛ ليتأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعاملهم مع رعيتهم.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل القرآنَ ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا، اللّهم ذكّرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوتَه آناء الليل وأطراف النَّهار على الوجه الذي يُرضيك عنا،
آمين آمين آمين
هذا ما أحببت الإشارة إليه لما رأيت من هذه العادة المنتشرة أمام المساجد، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَىٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِى يُحَدِّثُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِى الصُّفَّةِ فَقَالَ أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ فَيَأْتِىَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِى غَيْرِ إِثْمٍ وَلاَ قَطْعِ رَحِمٍ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ نُحِبُّ ذَلِكَ قَالَ أَفَلاَ يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمَ أَوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاَثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ.
غريب الحديث:
#الصفة: موضع مضلل في مسجد المدينة كان يأوي إليه فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منزل يسكنه.
#يغدو: السير أول النهار، والمراد به "يذهب".
#بطحاء: اسم وادٍ في المدينة، موضعٌ معروفٌ في المدينة، واسعٌ، مُنبسطٌ.
#العقيق: المرادَ هنا العقيق الأصغر، وهو على ثلاثة أميال، أو على ميلين من المدينة.
وقد كانا أي: #بطحاء و #العقيق موضعان لسوق الإبل لأهل المدينة.
ناقتين #كوماوين: ناقتين طويلتين، هي الناقة العظيمة الضخمة وهي أفضل أوصاف الإبل، وهي خيار أموال العرب.
فانظر إلى هذا الفصل العظيم الذي تفوته يا أخا الإسلام، قراءة آيتين من كتاب الله ومعرفة تفسيرها أفضل عند الله من الحصول على ناقتين وليس هذا فحسب فامتلاك مثل هذه الناقتين سيعود على صاحبها بالخير الكثير، فقراءة آيتين وفقهها تعود على صاحبها بأفضل مِن مَن عنده تلك الناقتين.
وكلما زاد من عدد الآيات في علمها أو قراءتها، كان له بعدد تلك الآيات أفضل من مثلها من الإبل.
وفي الحديث دلالة على أن تعلم القرآن أفضل من طلب المال، وهذا على العموم، وهو أولى لمن كان عنده وقت فراغ، فلا يفهم من الكلام أن تمكث في البيت ولا دخل لك ولا مال تتطلب العلم وليس عندك ما تقتات به أنت ومن تعولهم، وإنما الكلام على وقت الفراغ الذي مغبون فيه كثير من الناس.
وفي الحديث كذلك فضل طلب العلم، وفضل تعلم القرآن الذي هو رأس العلوم.
وفي الحديث كذاك تعاهد النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالموعظة والإرشاد، وفي هذا تعليم لمن رزقه الله المسؤولية ومن كان له رعية؛ ليتأسوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في تعاملهم مع رعيتهم.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل القرآنَ ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا، اللّهم ذكّرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوتَه آناء الليل وأطراف النَّهار على الوجه الذي يُرضيك عنا،
آمين آمين آمين
هذا ما أحببت الإشارة إليه لما رأيت من هذه العادة المنتشرة أمام المساجد، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.
👍7❤1
وفي حديث أبي هريرة: ويغفر فيه إلا لمن أبى.
قالوا: يا أبا هريرة ومن يأبى؟ قال: يأبى أن يستغفر الله.
كتاب وظائف رمضان-ص75
قالوا: يا أبا هريرة ومن يأبى؟ قال: يأبى أن يستغفر الله.
كتاب وظائف رمضان-ص75
👍4🔥1
موقع الإمام الآجري
Photo
وكان نفر من الصحابة يكتب القرآن الكريم، عُرفوا بكُتاَّب الوحي، واشتهر منهم رضي الله عنهم بكتابته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عثمان بن عفان،
وعلي بن أبي طالب،
وأبي بن كعب،
والزبير بن العَوَّام،
ومعاوية بن أبي سفيان،
وعبد الله بن سعد بن أبي السَّرْح،
وزيد بن ثابت الذي يقول: "كنت جار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا نزل الوحي أرسل إليَّ، فكتبتُ الوحي"1.
وهذا يدلُّ على حرصه صلى الله عليه وسلم على كتابته وتقييد حفظه بالكتابة، وهو مظهرٌ من مظاهر حفظ الوحي الكريم.
وتأكيداً لهذا الحرص فقد منع صحابته أول العهد النبوي أن يكتبوا شيئا عنه غير القرآن، خشية أن يختلط حديثه بآيات القرآن2، فقال لصحابته: "لا تكتبوا عني، فمن كتب عني غير القرآن فلَيمْحُه"3.
وعندما استقرت أمور كتابة القرآن، وعُرِف أسلوبه، وميَّز الصحابة بين آياته وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أذِن لهم بكتابة السُّنَّة.
...
وبدأت الكتاب تزدهر في عهده صلى الله عليه وسلم، وبدأ الخط ينتشر بين الناس، وقد حرَص رسول الله صلى الله عليه وسلم على نشر الكتابة بين أصحابه، وجعل فدية مَنْ يكتب من أسرى قريش يوم غزوة بدر تعليم الكتابة عشرة من أولاد الأنصار4.
---------------------
1 - رواه ابن أبي داود في المصاحف (158/1) ح5، والطبراني في المعجم الكبير (140/5) ح4882. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (17/9): رواه الطبراني وإسناده حسن.
[أخرج الحديث كذلك الترمذي في الشمائل والحارث في مسنده وابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الدلائل وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى اله عليه وسلم وما قاله الهثمي ليس بصحيح ففي الإسناد سليمان بن خارجة مجهول تفرد ابن حبان في ذكره في ثقاته والبخاري في التاريخ الكبير وقال روى عن أبيه]
2 - قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (81/3): والظاهر أن النهي كان أولاً لتتوفر هممهم على القرآن وحده، وليمتاز القرآن بالكتابة عما سواه من السنن النبوية، فيُؤْمَنُ اللَّبس، فلما زال المحذور واللبس، ووضح أن القرآن لا يشبه بكلام الناس أَذِن في كتابة العلم. والله أعلم.
3 - رواه مسلم في صحيحه ح3004 واللفظ له، والإمام أحمد في المسند ح11085، وغيرهما [كالترمذي في جامعه والدارمي في مسنده].
4 - رواه الإمام أحمد في المسند ح2216، وسنده حسن[أما سند الإمام أحمد فضعيف لضعف علي بن عاصم لكن تابعه خالد الطحان روى حديثه الحاكم في المستدرك [وعنه البيهقي في السنن الكبير] بسند حسن رواته رواة الصحيحين إلا راوي روى له مسلم وأخرج له البخاري تعليقا وليس في طريق الحاكم أن الفدية تعليم عشرة أولاد]. أنظر: البداية والنهاية لابن كثير (256/5).
ص66-67
عثمان بن عفان،
وعلي بن أبي طالب،
وأبي بن كعب،
والزبير بن العَوَّام،
ومعاوية بن أبي سفيان،
وعبد الله بن سعد بن أبي السَّرْح،
وزيد بن ثابت الذي يقول: "كنت جار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا نزل الوحي أرسل إليَّ، فكتبتُ الوحي"1.
وهذا يدلُّ على حرصه صلى الله عليه وسلم على كتابته وتقييد حفظه بالكتابة، وهو مظهرٌ من مظاهر حفظ الوحي الكريم.
وتأكيداً لهذا الحرص فقد منع صحابته أول العهد النبوي أن يكتبوا شيئا عنه غير القرآن، خشية أن يختلط حديثه بآيات القرآن2، فقال لصحابته: "لا تكتبوا عني، فمن كتب عني غير القرآن فلَيمْحُه"3.
وعندما استقرت أمور كتابة القرآن، وعُرِف أسلوبه، وميَّز الصحابة بين آياته وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أذِن لهم بكتابة السُّنَّة.
...
وبدأت الكتاب تزدهر في عهده صلى الله عليه وسلم، وبدأ الخط ينتشر بين الناس، وقد حرَص رسول الله صلى الله عليه وسلم على نشر الكتابة بين أصحابه، وجعل فدية مَنْ يكتب من أسرى قريش يوم غزوة بدر تعليم الكتابة عشرة من أولاد الأنصار4.
---------------------
1 - رواه ابن أبي داود في المصاحف (158/1) ح5، والطبراني في المعجم الكبير (140/5) ح4882. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (17/9): رواه الطبراني وإسناده حسن.
[أخرج الحديث كذلك الترمذي في الشمائل والحارث في مسنده وابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في الدلائل وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى اله عليه وسلم وما قاله الهثمي ليس بصحيح ففي الإسناد سليمان بن خارجة مجهول تفرد ابن حبان في ذكره في ثقاته والبخاري في التاريخ الكبير وقال روى عن أبيه]
2 - قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (81/3): والظاهر أن النهي كان أولاً لتتوفر هممهم على القرآن وحده، وليمتاز القرآن بالكتابة عما سواه من السنن النبوية، فيُؤْمَنُ اللَّبس، فلما زال المحذور واللبس، ووضح أن القرآن لا يشبه بكلام الناس أَذِن في كتابة العلم. والله أعلم.
3 - رواه مسلم في صحيحه ح3004 واللفظ له، والإمام أحمد في المسند ح11085، وغيرهما [كالترمذي في جامعه والدارمي في مسنده].
4 - رواه الإمام أحمد في المسند ح2216، وسنده حسن[أما سند الإمام أحمد فضعيف لضعف علي بن عاصم لكن تابعه خالد الطحان روى حديثه الحاكم في المستدرك [وعنه البيهقي في السنن الكبير] بسند حسن رواته رواة الصحيحين إلا راوي روى له مسلم وأخرج له البخاري تعليقا وليس في طريق الحاكم أن الفدية تعليم عشرة أولاد]. أنظر: البداية والنهاية لابن كثير (256/5).
ص66-67
👍4
قال مالكٌ: بلغني أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أُريَ أعمارَ الناس قبلَه، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أُمته أن لا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر.
كتاب وظائف رمضان- ص61-62.
كتاب وظائف رمضان- ص61-62.
👍7❤1
