Telegram Web Link
567- كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ نَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقَالَ: أما إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا، لا تُضَامُّونَ - أوْ لا تُضَاهُونَ - في رُؤْيَتِهِ فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا ثُمَّ قَالَ: وسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا [طه: 130].
الراوي : جرير بن عبدالله.
المحدث : صحيح البخاري..الرقم: 573.
-----------------
كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِي البَدْرَ - فَقَالَ: إنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ، لا تُضَامُّونَ في رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا علَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وقَبْلَ الغُرُوبِ} [ق: 39]، قَالَ إسْمَاعِيلُ: افْعَلُوا لا تَفُوتَنَّكُمْ.
الراوي: جرير بن عبدالله.
المحدث:صحيح البخاري..الرقم: 554.
------------------
شرح الحديث:
حَثَّ الشَّرعُ على شُهودِ الصَّلواتِ عامَّةً في الجَماعةِ، وعلى شُهودِ صَلاتَيِ العَصرِ والفَجرِ خاصَّةً؛ وإنَّما خَصَّ هاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ؛ لِاجتِماعِ المَلائِكةِ فيهما، ولِرَفعِهم أعمالَ العِبادِ.وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جَريرُ بنُ عَبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنَظَرَ إلى القَمَرِ لَيلةَ البَدرِ، وهي لَيلةُ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهرِ الهِجريِّ، فقال: إنَّكم -أيُّها المُؤمِنونَ- ستُرَونَ رَبَّكم يَومَ القيامةِ كما تَرَوْنَ هذا القَمَرَ رُؤيةً مُحقَّقةٌ لا شَكَّ فيها، وقوله: «لا تَضامُّونَ» رُوِيَ بفَتحِ التاءِ والميمِ المُشدَّدةِ، ومَعناه: لا يَنضَمُّ بَعضُكم إلى بَعضٍ في وَقتِ النَّظَرِ، كما تَفعَلونَ في وَقتِ النَّظَرِ لإشكالِه وخَفائِه كما تَفعَلون عندَ النَّظَرِ إلى الهلالِ ونحْوِه، ويُروَى: «تُضامُونَ» بضَمِّ التَّاءِ وتَخفيفِ المِيمِ، أيْ: لا يُصيبُكم ظُلمٌ في رُؤيَتِه ولا تَعَبٌ، فلا يَراه بَعضُكم دُونَ بَعضٍ، بل كُلُّكم تَشتَرِكونَ في الرُّؤيةِ، ويُروَى: «تُضامُّونَ» بضَمِّ التاءِ وتَشديدِ الميمِ، أي: لا تَتزاحمون ولا تَختلِفون.ثمَّ حَثَّهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «فإنِ استَطَعتُم ألَّا تُغلَبوا»، بأنْ يَكونَ لكمُ استِعدادٌ لِتَلافي أسبابِ الغَلَبةِ التي تُنافي الاستِطاعةَ؛ مِن نَومٍ، أو الاشتِغالِ بالأشياءِ التي تَمنَعُ عنِ الصَّلاةِ، فلا تَغفُلوا عن صَلاةٍ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ، وهِيَ الفَجرُ، وقَبلَ غُروبِها، وهي العَصرُ، فافعَلوا؛ يَعني: أنْ تُصَلُّوا هاتَيْنِ الصَّلاتَيْنِ في هَذَيْنِ الوَقْتَيْنِ، ثمَّ قَرأَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39].وفي الحَديثِ: فَضلُ أداءِ صَلاتَيِ الصُّبحِ والعَصرِ.

..
567- كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَغْتَسِلُ في القَدَحِ وهو الفَرَقُ، وكُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا وهو في الإنَاءِ الوَاحِدِ وفي حَديثِ سُفْيانَ: مِن إنَاءٍ واحِدٍ.قالَ قُتيْبةُ: قالَ سُفْيانُ: والْفَرَقُ ثَلَاثَةُ آصُعٍ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث :صحيح مسلم..الرقم: 319.
----------------------
قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ، فأمَرَنِي أنْ أنْزِعَهُ، فَنَزَعْتُهُ.
وَكُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إنَاءٍ واحِدٍ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث:صحيح البخاري..الرقم: 5955.
------------------
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخوِّفُ أصْحابَه ممَّا يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ، ومن ذلك التصاويرُ التي يُقصَدُ بها مُشابَهةُ خَلقِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، واتخاذُ هذه الصُّوَرِ في الأستارِ والملابِسِ ونَحوِها.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه لَمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وَجَدها رضِيَ اللهُ عنها قدْ علَّقَتْ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ -وهو ما يُصنَعُ ويُصَوَّرُ مُشَبَّهًا بخَلْقِ اللهِ تعالى من ذواتِ الرُّوحِ-، فأمَرَها أنْ تَنْزِعَه، فنَزَعَتْه رضِيَ اللهُ عنها، والدُّرْنُوكُ: ثوبٌ غليظٌ إذا فُرِشَ فهو بِساطٌ، وإذا عُلِّقَ فهو سِترٌ.
فالنَّهيُ عن تصويرِ ما فيه رُوحٌ، وتعليقِه على حائطٍ، أو لُبسِه في ثوبٍ، أو عمامةٍ، أو نحوِ ذلك؛ فكُلُّ هذا منهيٌّ عنه. وأمَّا الوِسادةُ ونَحوُها ممَّا يُمتَهَنُ فلا شَيْءَ فيه، وقد ورد ذلك في حديثٍ آخَرَ في الصَّحيحينِ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَتَكَهُ، وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ».
وفي الحَديثِ: إنكارُ المُنكَرِ في وَقتِ رُؤيتِه وعَدَمُ التراخي في ذلك.
ثم أخبَرَت أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنها كانت تغتَسِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجَنابةِ أو غيرِها مِن إنَاءٍ واحِدٍ، وتشاركُه فيه، فيأخُذانِ منه معًا.
وفي الحَديثِ: حُسْنُ أخْلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع أهْلِه ولُطفُ مُعاشَرَتِه. وفيه: عدَمُ التَّكلُّفِ في الغُسلِ مِن أكثرَ مِن إناءٍ للرَّجُلِ وزَوجتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ اغتِسالِ الرَّجُلِ مع زوجتِه.

..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
568- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ،
الراوي : أبو موسى الأشعري.
المحدث : صحيح البخاري..الرقم: 574.
-------------------
شرح الحديث :
فضَّلَ الله عزَّ وجلَّ بحِكمتِه بعضَ العِباداتِ على بعضٍ؛ لِما تتميَّزُ به، وجعَلَها سَببًا لدُخولِ الجنَّةِ، ومِن تِلك الأعمالِ ما ذَكَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ عن فَضلِ صَلاتَيِ البَرْدَيْنِ، وهُما الفَجرُ والعَصرُ، وسُمِّيَتا بهذا الاسمِ؛ لأنَّهما يَقعانِ في وقتِ إبرادِ الجَوِّ وتلَطُّفِه في الصَّباحِ حيثُ تَظهرُ رُطوبةُ الهواءِ وبُرودَتُه، وعندَ العصرِ حيثُ يَظهرُ انكِسارُ حرارةِ النَّهارِ والدُّخولُ في وقتِ اعتدالِ الجَوِّ، حيثُ بَيَّنَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن صلَّى هاتَينِ الصَّلاتَينِ بِحقِّهِما دخَلَ الجنَّةَ.وخصَّ هنا الفَجرَ والعصرَ؛ لأنَّ الفَجرَ يكونُ عندَ لذَّةِ النَّومِ، والعصرَ يكونُ عندَ اشتِغالِ الإنسانِ بعَملِه، فمَن حافَظَ عليهِما كان مِن بابِ أَوْلى أنْ يُحافِظَ على بقيَّةِ الصَّلواتِ. وقيل: إنَّما خُصَّتَا بالذِّكْرِ والتأكيدِ؛ لفَضْلِهما باجتِماعِ مَلائكةِ اللَّيلِ وملائكةِ النَّهارِ فيهما، وتعاقُبِهم وصُعودِهم إلى السَّماءِ فيُخبِرون اللهَ بأحوالِ العِبادِ وهو أعلَمُ بهم؛ فالأَولى أن يَكونَ العبدُ على طاعةٍ في هذَينِ الوقتَينِ لِيَفوزَ بالجَنَّةِ، وقد قال تعالى مِصْداقًا لذلك: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39].وفي الحديثِ: فَضلُ المحافَظةِ على صَلاتَيِ الفَجرِ والعصرِ.وفيه: عِظَمُ أجرِ العِبادةِ وقْتَ التَّشاغُلِ والغَفلةِ.

..
568- أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَغْتَسِلُ مِن إنَاءٍ -هو الفَرَقُ- مِنَ الجَنَابَةِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث : صحيح مسلم..الرقم: 319.
--------------------
قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ، فأمَرَنِي أنْ أنْزِعَهُ، فَنَزَعْتُهُ.
وَكُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إنَاءٍ واحِدٍ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث: صحيح البخاري..الرقم: 5955.
------------------
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخوِّفُ أصْحابَه ممَّا يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ، ومن ذلك التصاويرُ التي يُقصَدُ بها مُشابَهةُ خَلقِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، واتخاذُ هذه الصُّوَرِ في الأستارِ والملابِسِ ونَحوِها.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه لَمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وَجَدها رضِيَ اللهُ عنها قدْ علَّقَتْ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ -وهو ما يُصنَعُ ويُصَوَّرُ مُشَبَّهًا بخَلْقِ اللهِ تعالى من ذواتِ الرُّوحِ-، فأمَرَها أنْ تَنْزِعَه، فنَزَعَتْه رضِيَ اللهُ عنها، والدُّرْنُوكُ: ثوبٌ غليظٌ إذا فُرِشَ فهو بِساطٌ، وإذا عُلِّقَ فهو سِترٌ.
فالنَّهيُ عن تصويرِ ما فيه رُوحٌ، وتعليقِه على حائطٍ، أو لُبسِه في ثوبٍ، أو عمامةٍ، أو نحوِ ذلك؛ فكُلُّ هذا منهيٌّ عنه. وأمَّا الوِسادةُ ونَحوُها ممَّا يُمتَهَنُ فلا شَيْءَ فيه، وقد ورد ذلك في حديثٍ آخَرَ في الصَّحيحينِ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَتَكَهُ، وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ».
وفي الحَديثِ: إنكارُ المُنكَرِ في وَقتِ رُؤيتِه وعَدَمُ التراخي في ذلك.
ثم أخبَرَت أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنها كانت تغتَسِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجَنابةِ أو غيرِها مِن إنَاءٍ واحِدٍ، وتشاركُه فيه، فيأخُذانِ منه معًا.
وفي الحَديثِ: حُسْنُ أخْلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع أهْلِه ولُطفُ مُعاشَرَتِه. وفيه: عدَمُ التَّكلُّفِ في الغُسلِ مِن أكثرَ مِن إناءٍ للرَّجُلِ وزَوجتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ اغتِسالِ الرَّجُلِ مع زوجتِه.

..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
569- أنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قَامُوا إلى الصَّلَاةِ، قُلتُ: كَمْ بيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أوْ سِتِّينَ، يَعْنِي آيَةً.
الراوي : زيد بن ثابت.
المحدث :صحيح البخاري..الرقم: 575.
-----------------------
أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وزَيْدَ بنَ ثَابِتٍ: تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِن سَحُورِهِمَا، قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى، قُلْنَا لأنَسٍ: كَمْ كانَ بيْنَ فَرَاغِهِما مِن سَحُورِهِما ودُخُولِهِما في الصَّلَاةِ؟ قالَ: قَدْرُ ما يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.
الراوي: أنس بن مالك.
المحدث:صحيح البخاري..الرقم: 576.
------------------
شرح الحديث:
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم أحرَصَ النَّاسِ على اقتِفاءِ أثَرِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ شُؤونِه؛ ولذا كانوا حَريصِينَ على الوقوفِ على تفاصيلِ أفعالِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليُوافِقوا سُنَّتَه، وفي هذا الحَديثِ يَحكي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَسحَّرَ مع زَيدِ بنِ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه، والسُّحورُ هو تَناوُلُ الطَّعامِ قبْلَ دُخولِ الفَجرِ لِمَنْ نَوى الصِّيامَ، وبعْدَ فَراغِهما مِن السُّحورِ قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى صَلاةِ الصُّبحِ، فسأل الحاضِرونَ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه عن الوقتِ بيْنَ سُحورِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبيْنَ صَلاةِ الفَجرِ، فأجابهم بأنَّه كان بقَدْرِ قِراءةِ خَمسينَ آيةً على قِراءتِهم المُعتادةِ.وفي الحديثِ: حُسنُ عِشرةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه، حيثُ كان يأكُلُ معهم. وفيه: تأخيرُ السُّحورِ إلى قَريبٍ مِن الفَجرِ. وفيه: الاجتِماعُ على السُّحورِ. وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ أوقاتَهم كانتْ مُستغرَقةً بالعِبادةِ.وفيه: بيانُ أوَّلِ وقتِ الصُّبحِ، وهو طُلوعُ الفَجرِ؛ لأنَّه الوقتُ الَّذي يَحرُمُ فيه الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائمِ.وفيه: تقديرُ الوَقتِ بقَدْرِ قِراءةِ الآياتِ وأَعمالِ الأبدانِ، والعربُ تُقدِّرُ الأوقاتَ بالأعمالِ، فيَقولون: قَدْر حَلْبِ شاةٍ، ونَحوَ ذلك.

..
569- دَخَلْتُ علَى عَائِشَةَ أنَا وأَخُوهَا مِنَ الرَّضَاعَةِ. فَسَأَلَهَا عن غُسْلِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَدَعَتْ بإنَاءٍ قَدْرِ الصَّاعِ فَاغْتَسَلَتْ وبيْنَنَا وبيْنَهَا سِتْرٌ وأَفْرَغَتْ علَى رَأْسِهَا ثلَاثًا قالَ: وكانَ أزْوَاجُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَأْخُذْنَ مِن رُؤُوسِهِنَّ حتَّى تَكُونَ كَالْوَفْرَةِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث :صحيح مسلم..الرقم: 320.
-------------------------
دَخَلْتُ أنَا وأَخُو عَائِشَةَ علَى عَائِشَةَ، فَسَأَلَهَا أخُوهَا عن غُسْلِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَدَعَتْ بإنَاءٍ نَحْوًا مِن صَاعٍ، فَاغْتَسَلَتْ، وأَفَاضَتْ علَى رَأْسِهَا، وبيْنَنَا وبيْنَهَا حِجَابٌ. وقال : يزيد بن هارون وبهز والجدي عن شعبة قدر صاع
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث: صحيح البخاري..الرقم: 251.
------------------
شرح الحديث:
في هذا الحديثِ تُبيِّنُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها صِفةَ غُسلِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والمرادُ بغُسلِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو الذي يَرتفِعُ به حُكمُ الجَنابةِ؛ مِن نُزولِ مَنِيٍّ أو جِماعٍ؛ فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَغتسِلُ بقدْرٍ مِن الماءِ الذي يَملَأُ الصَّاعَ، والصَّاعُ كَيلٌ يَسَعُ أربعةَ أمْدادٍ، أو ثَمانيةَ أرْطالٍ، واختُلِفَ في مِقدارِ الرِّطْلِ بالمقاديرِ الحديثةِ؛ فقِيل: إنَّه حَوالَي 380 جِرامًا، أي: أقلَّ مِن نِصفِ لِترٍ، وقيل: إنَّه يَزِنُ 538 جِرامًا، أي: أكثرَ مِن نِصفِ لِترٍ قليلًا.ثمَّ ذكَرَ أبو سَلَمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عَوفٍ أنَّ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها بيَّنَت له ولأخيها عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ، وقيل: هو عبدُ اللهِ بنُ يَزيدَ أخوها مِن الرَّضاعِ، بَيانًا عَمليًّا في كَيفيَّةِ غُسلِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بهذا القدْرِ مِن الماءِ، فطَلَبَت إناءً على قدْرِ الصَّاعِ به ماءٌ، فاغتَسَلَت هي به.وكان بيْنها وبيْنهما حِجابٌ؛ لذلك لم يَرَيَا إلَّا إفاضةَ الماءِ على رَأسِها، وقد كان أبو سَلَمةَ ابنَ أختِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها مِن الرَّضاعةِ، أرضَعَتْه أمُّ كلثومٍ ابنةُ أبي بكرٍ، فكان الحاضرانِ اثنينِ مِن مَحارمِها؛ ولذلك لم يُشاهدَا مِن غُسلِها إلَّا إفاضةَ الماء على رَأسِها، وهو ما يَحِلُّ لِذَوي المحارمِ النَّظرُ إليه مِن ذاتِ المَحرَمِ، ولولا أنَّهما شاهَدا ذلك ورَأيَاه، لم يكُنْ لاستدعائِها الماءَ وطَهارتِها بحَضْرتِهما معنًى؛ إذ لو فعَلَتْ ذلك كلَّه في سُترةٍ عنهما، لَاكتَفَتْ بتَعليمِهما بالقولِ، وإنَّما فعَلَتِ السِّترَ لِيَستُرَ أسافلَ البدَنِ، وما لا يَحِلُّ للمَحرَمِ النَّظَرُ إليه.

..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
570- أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وزَيْدَ بنَ ثَابِتٍ: تَسَحَّرَا فَلَمَّا فَرَغَا مِن سَحُورِهِمَا، قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى، قُلْنَا لأنَسٍ: كَمْ كانَ بيْنَ فَرَاغِهِما مِن سَحُورِهِما ودُخُولِهِما في الصَّلَاةِ؟ قالَ: قَدْرُ ما يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً.
الراوي : أنس بن مالك.
المحدث :صحيح البخاري..الرقم: 576.
--------------------
شرح الحديث :
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم أحرَصَ النَّاسِ على اقتِفاءِ أثَرِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ شُؤونِه؛ ولذا كانوا حَريصِينَ على الوقوفِ على تفاصيلِ أفعالِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليُوافِقوا سُنَّتَه، وفي هذا الحَديثِ يَحكي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَسحَّرَ مع زَيدِ بنِ ثابتٍ رَضيَ اللهُ عنه، والسُّحورُ هو تَناوُلُ الطَّعامِ قبْلَ دُخولِ الفَجرِ لِمَنْ نَوى الصِّيامَ، وبعْدَ فَراغِهما مِن السُّحورِ قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى صَلاةِ الصُّبحِ، فسأل الحاضِرونَ أنسَ بنَ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه عن الوقتِ بيْنَ سُحورِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وبيْنَ صَلاةِ الفَجرِ، فأجابهم بأنَّه كان بقَدْرِ قِراءةِ خَمسينَ آيةً على قِراءتِهم المُعتادةِ.وفي الحديثِ: حُسنُ عِشرةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه، حيثُ كان يأكُلُ معهم. وفيه: تأخيرُ السُّحورِ إلى قَريبٍ مِن الفَجرِ. وفيه: الاجتِماعُ على السُّحورِ. وفيه: إشارةٌ إلى أنَّ أوقاتَهم كانتْ مُستغرَقةً بالعِبادةِ.وفيه: بيانُ أوَّلِ وقتِ الصُّبحِ، وهو طُلوعُ الفَجرِ؛ لأنَّه الوقتُ الَّذي يَحرُمُ فيه الطَّعامُ والشَّرابُ على الصَّائمِ.وفيه: تقديرُ الوَقتِ بقَدْرِ قِراءةِ الآياتِ وأَعمالِ الأبدانِ، والعربُ تُقدِّرُ الأوقاتَ بالأعمالِ، فيَقولون: قَدْر حَلْبِ شاةٍ، ونَحوَ ذلك.
..
570- أنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هي والنبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في إنَاءٍ واحِدٍ، يَسَعُ ثَلَاثَةَ أمْدَادٍ، أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث :صحيح مسلم..الرقم: 321.
---------------------
قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ، فأمَرَنِي أنْ أنْزِعَهُ، فَنَزَعْتُهُ.
وَكُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إنَاءٍ واحِدٍ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث: صحيح البخاري..الرقم: 5955.

------------------
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخوِّفُ أصْحابَه ممَّا يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ، ومن ذلك التصاويرُ التي يُقصَدُ بها مُشابَهةُ خَلقِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، واتخاذُ هذه الصُّوَرِ في الأستارِ والملابِسِ ونَحوِها.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه لَمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وَجَدها رضِيَ اللهُ عنها قدْ علَّقَتْ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ -وهو ما يُصنَعُ ويُصَوَّرُ مُشَبَّهًا بخَلْقِ اللهِ تعالى من ذواتِ الرُّوحِ-، فأمَرَها أنْ تَنْزِعَه، فنَزَعَتْه رضِيَ اللهُ عنها، والدُّرْنُوكُ: ثوبٌ غليظٌ إذا فُرِشَ فهو بِساطٌ، وإذا عُلِّقَ فهو سِترٌ.
فالنَّهيُ عن تصويرِ ما فيه رُوحٌ، وتعليقِه على حائطٍ، أو لُبسِه في ثوبٍ، أو عمامةٍ، أو نحوِ ذلك؛ فكُلُّ هذا منهيٌّ عنه. وأمَّا الوِسادةُ ونَحوُها ممَّا يُمتَهَنُ فلا شَيْءَ فيه، وقد ورد ذلك في حديثٍ آخَرَ في الصَّحيحينِ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَتَكَهُ، وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ».
وفي الحَديثِ: إنكارُ المُنكَرِ في وَقتِ رُؤيتِه وعَدَمُ التراخي في ذلك.
ثم أخبَرَت أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنها كانت تغتَسِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجَنابةِ أو غيرِها مِن إنَاءٍ واحِدٍ، وتشاركُه فيه، فيأخُذانِ منه معًا.
وفي الحَديثِ: حُسْنُ أخْلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع أهْلِه ولُطفُ مُعاشَرَتِه. وفيه: عدَمُ التَّكلُّفِ في الغُسلِ مِن أكثرَ مِن إناءٍ للرَّجُلِ وزَوجتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ اغتِسالِ الرَّجُلِ مع زوجتِه.
..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
571- كُنْتُ أتَسَحَّرُ في أهْلِي، ثُمَّ يَكونُ سُرْعَةٌ بي، أنْ أُدْرِكَ صَلَاةَ الفَجْرِ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : سهل بن سعد الساعدي.
المحدث : صحيح البخاري..الرقم: 577.
---------------
شرح الحديث :
تأخيرُ السُّحورِ وتَعجيلُ صَلاةِ الفَجرِ مِن هدْيِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى هذا سارَ أصحابُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورضيَ الله عنهم أجمعينَ، وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ سَهْلُ بنُ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهُ كان يَتسحَّرُ في أهْلِه وهُمْ مِن بَني ساعِدةَ، وكانتْ مَنازِلُهم شَمالَ المَسجدِ النَّبويِّ وقَريبةً منه، والسُّحُورُ: هو تَناوُلُ الطَّعامِ قبْلَ دُخولِ الفَجرِ لِمَنْ نَوى الصِّيامَ. ثُمَّ أخْبَر سَهْلٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه بعْدَ التَّسحُّرِ يُسرِعُ في ذَهابِه إلى المسجِدِ؛ ليُدرِكَ صَلاةَ الفَجْرِ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَسْجدِه، والمُرادُ: بَيانُ تَأخيرِه للسُّحورِ، وبيانُ تَعجيلِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لصَلاةِ الفَجرِ أيضًا وأنَّه كان يُصلِّي صَلاةِ الفَجرِ بعدَ طُلوعِ الفَجرِ مُباشَرةً؛ لأنَّ سَهْلَ بنَ سَعدٍ رَضيَ اللهُ عنهما كان لا يُدرِكُ صَلاةَ الصُّبحِ في مَسجدِ النبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إلَّا إذا ذهَبَ بعدَ السُّحورِ بسُرعةٍ مع أنَّه يَسكُنُ بجوارِ المَسجدِ وقَريبًا منه.
..
571- كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن إنَاءٍ واحِدٍ، تَخْتَلِفُ أيْدِينَا فيه مِنَ الجَنَابَةِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث :صحيح مسلم..الرقم: 321.
------------------
قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ، فأمَرَنِي أنْ أنْزِعَهُ، فَنَزَعْتُهُ.
وَكُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إنَاءٍ واحِدٍ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث:صحيح البخاري..الرقم: 5955.
------------------
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخوِّفُ أصْحابَه ممَّا يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ، ومن ذلك التصاويرُ التي يُقصَدُ بها مُشابَهةُ خَلقِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، واتخاذُ هذه الصُّوَرِ في الأستارِ والملابِسِ ونَحوِها.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه لَمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وَجَدها رضِيَ اللهُ عنها قدْ علَّقَتْ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ -وهو ما يُصنَعُ ويُصَوَّرُ مُشَبَّهًا بخَلْقِ اللهِ تعالى من ذواتِ الرُّوحِ-، فأمَرَها أنْ تَنْزِعَه، فنَزَعَتْه رضِيَ اللهُ عنها، والدُّرْنُوكُ: ثوبٌ غليظٌ إذا فُرِشَ فهو بِساطٌ، وإذا عُلِّقَ فهو سِترٌ.
فالنَّهيُ عن تصويرِ ما فيه رُوحٌ، وتعليقِه على حائطٍ، أو لُبسِه في ثوبٍ، أو عمامةٍ، أو نحوِ ذلك؛ فكُلُّ هذا منهيٌّ عنه. وأمَّا الوِسادةُ ونَحوُها ممَّا يُمتَهَنُ فلا شَيْءَ فيه، وقد ورد ذلك في حديثٍ آخَرَ في الصَّحيحينِ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَتَكَهُ، وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ».
وفي الحَديثِ: إنكارُ المُنكَرِ في وَقتِ رُؤيتِه وعَدَمُ التراخي في ذلك.
ثم أخبَرَت أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنها كانت تغتَسِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجَنابةِ أو غيرِها مِن إنَاءٍ واحِدٍ، وتشاركُه فيه، فيأخُذانِ منه معًا.
وفي الحَديثِ: حُسْنُ أخْلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع أهْلِه ولُطفُ مُعاشَرَتِه. وفيه: عدَمُ التَّكلُّفِ في الغُسلِ مِن أكثرَ مِن إناءٍ للرَّجُلِ وزَوجتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ اغتِسالِ الرَّجُلِ مع زوجتِه.

..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
572- كُنَّ نِسَاءُ المُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَاةَ الفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلَاةَ، لا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الغَلَسِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث : صحيح البخاري..الرقم: 578.
----------------
لقَدْ كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي الفَجْرَ، فَيَشْهَدُ معهُ نِسَاءٌ مِنَ المُؤْمِنَاتِ مُتَلَفِّعَاتٍ في مُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ ما يَعْرِفُهُنَّ أحَدٌ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث:صحيح البخاري..الرقم: 372.
------------------
شرح الحديث:
الإسلامُ دِينُ السَّترِ والصِّيانةِ والعَفافِ، وقدْ أمَرَ بسَتْرِ جسَدِ المرأةِ، وأمَر بالحِجابِ والثِّيابِ السابِغةِ الَّتي لا تُظهِرُ جسَدَها، ولا تفصِّلُ أجزاءَه؛ حِفظًا لها، وصِيانةً للمُجتمَعِ كلِّه مِن آثارِ التبرُّجِ والسُّفورِ الخطيرةِ المُهلِكةِ للمُجتمَعاتِ.وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النِّساءَ كُنَّ يَخرُجْنَ لصَلاةِ الفَجرِ إلى المسجِدِ فيَشهَدْنَ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ، ثُمَّ يَنصرِفْنَ إلى بُيوتِهنَّ مُتلفِّعاتٍ بمُروطِهنَّ، أي: مُغطِّياتٍ رؤوسَهُنَّ وأجسادَهُنَّ بِالملاحفِ، فلا يُعرَفْنَ مِن سِترِهنَّ، وهو ما أمَرَ اللهُ تعالى به المرأةَ مِنَ الحجابِ. والْمُروطُ جمْعُ مِرطٍ، وهو الثَّوبُ مِنَ الصُّوفِ أو غيرِه، وهو يُشبِهُ المِلحَفةَ، وكان نِساءُ الصِّحابةِ رَضيَ اللهُ عنهنَّ بعْدَ فرْضِ الحِجابِ يَلتزِمْنَ به، ولا يُبدِينَ مِن زينتِهنَّ إلَّا ما أمَرَ اللهُ به.وفي روايةِ الصَّحيحَينِ: «لا يَعرِفُهُنَّ أحدٌ مِنَ الغَلَسِ» وهو ظُلمةُ آخِرِ اللَّيلِ بعْدَ طُلوعِ الفَجرِ، وهذا كِنايةٌ عن صَلاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للفَجرِ في أوَّلِ وقْتِه.وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ خروجِ النِّساءِ للصَّلاةِ في المساجِدِ باللَّيلِ.
..
572- كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن إنَاءٍ بَيْنِي وبيْنَهُ واحِدٍ، فيُبَادِرُنِي حتَّى أقُولَ: دَعْ لِي، دَعْ لِي. قالَتْ: وهُما جُنُبَانِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين.
المحدث :صحيح مسلم..الرقم: 321.
------------------------
قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ، فأمَرَنِي أنْ أنْزِعَهُ، فَنَزَعْتُهُ.
وَكُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إنَاءٍ واحِدٍ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث:صحيح البخاري..الرقم: 5955.
------------------
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخوِّفُ أصْحابَه ممَّا يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ، ومن ذلك التصاويرُ التي يُقصَدُ بها مُشابَهةُ خَلقِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، واتخاذُ هذه الصُّوَرِ في الأستارِ والملابِسِ ونَحوِها.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه لَمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وَجَدها رضِيَ اللهُ عنها قدْ علَّقَتْ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ -وهو ما يُصنَعُ ويُصَوَّرُ مُشَبَّهًا بخَلْقِ اللهِ تعالى من ذواتِ الرُّوحِ-، فأمَرَها أنْ تَنْزِعَه، فنَزَعَتْه رضِيَ اللهُ عنها، والدُّرْنُوكُ: ثوبٌ غليظٌ إذا فُرِشَ فهو بِساطٌ، وإذا عُلِّقَ فهو سِترٌ.
فالنَّهيُ عن تصويرِ ما فيه رُوحٌ، وتعليقِه على حائطٍ، أو لُبسِه في ثوبٍ، أو عمامةٍ، أو نحوِ ذلك؛ فكُلُّ هذا منهيٌّ عنه. وأمَّا الوِسادةُ ونَحوُها ممَّا يُمتَهَنُ فلا شَيْءَ فيه، وقد ورد ذلك في حديثٍ آخَرَ في الصَّحيحينِ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَتَكَهُ، وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ».
وفي الحَديثِ: إنكارُ المُنكَرِ في وَقتِ رُؤيتِه وعَدَمُ التراخي في ذلك.
ثم أخبَرَت أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنها كانت تغتَسِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجَنابةِ أو غيرِها مِن إنَاءٍ واحِدٍ، وتشاركُه فيه، فيأخُذانِ منه معًا.
وفي الحَديثِ: حُسْنُ أخْلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع أهْلِه ولُطفُ مُعاشَرَتِه. وفيه: عدَمُ التَّكلُّفِ في الغُسلِ مِن أكثرَ مِن إناءٍ للرَّجُلِ وزَوجتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ اغتِسالِ الرَّجُلِ مع زوجتِه.
..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
573- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، ومَن أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ العَصْرَ.
الراوي : أبو هريرة.
المحدث :صحيح البخاري..الرقم: 579.
--------------------
شرح الحديث :
الصَّلاةُ عِبادةٌ توقيفيَّةٌ، وقدْ حدَّد النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مواقيتَها وبيَّنَ أوَّلَ وقتِها وآخِرَه، وكيف تُدرَكُ.وفي هذا الحَديثِ بيانٌ لجانبٍ مِن تَيسيرِ شريعةِ الإسلامِ في إدراكِ الوَقتِ، حيثُ يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن أَدرَكَ مِن صَلاةِ الصُّبْحِ -وهي صَلاةُ الفَجرِ- رَكْعةً قبْلَ أنْ تَطلُعَ الشَّمسُ، وذلك إنْ كان المصَلِّي بدَأ الصلاةَ قبْلَ طُلوعِ الشمسِ وأدْرَك منها رَكعةً ثُمَّ طَلَعتِ الشَّمسُ، فَقَد صلَّى الصلاةَ كلَّها في وَقتِها أداءً، وكذلِك مَن أَدرَكَ رَكعةً مِن صَلاةِ العَصرِ قبْلَ أن تَغرُبَ الشَّمسُ، وذلك إنْ كان المصَلِّي بدَأ الرَّكعةَ قبْلَ الغُروبِ ثُمَّ وهو يُتِمُّ صَلاتَه بالثَّلاثِ الرَّكعاتِ المُتبقِّيةِ غَرَبتْ الشَّمسُ، فقد صلَّاها في وقتِها أداءً، ولم يَخرُجْ به الوقتُ، وعلى هذا فهو مدرِكٌ للفضلِ والأجرِ. والمُرادُ بالرَّكعةِ هنا الرَّكعةُ الكاملةُ، برُكوعِها وسُجودِها، والصَّلاةُ قد تُسَمَّى ركُوعًا كما سُمِّيتْ سجودًا. وقيل: إنَّ المرادَ بالرَّكعةِ في قولِه: «مَن أَدْركَ مِن الصُّبحِ رَكْعةً» حقيقةُ الرُّكوعِ لا الركعةُ الكامِلةُ، والإدراكُ إذا تَعلَّقَ به حُكمٌ في الصَّلاةِ يَستوي فيه الركعةُ وما دُونها فيُجزِئُ الإدراكُ بتكبيرةِ الإحرامِ؛ فهو إدراكُ حُرمةٍ فاستوَى فيه الركعةُ والتكبيرةُ.وهذا في حَقِّ مَن كان مَعذورًا عن إدراكِ وَقتِ الفَريضةِ في أوَّلِه، فله أنْ يُصلِّيَ في آخِرِه ويُدرِكَ أداءَ الصَّلاةِ قبْلَ الشُّروقِ وقبْلَ الغُروبِ، وإلَّا فإنَّ أفْضلَ الأعمالِ الصَّلاةُ على وقتِها.وقيل: إنَّ المُرادَ مِن الحَديثِ: أنَّ مَن كان بصِفةِ المكلَّفِينَ وأدرَكَ مِقدارَ رَكعةٍ مِن الوقتِ قبْلَ أن تَطلُعَ الشَّمسُ فقد أدرَك وُجوبَ الصُّبحِ، وإنَّما ذلك في أهلِ الأعذارِ؛ الحائضِ تَطهُرُ، والمجنونِ يُفيقُ، والنَّصرانيِّ يُسلِمُ، والصبيِّ يَحتلِمُ، وعلى هذا فهو مدرِكٌ لوُجوبِ الصَّلاةِ.وفي الحديثِ: أنَّ مَن صلَّى رَكعةً مِن الفَجرِ ثمَّ طلعَتِ الشمسُ قبْلَ أن يُتِمَّ صَلاتَه فقد أدرَكَ الوقتَ وصحَّتْ صَلاتُه أداءً، وكذلك العَصرُ.
..
573- كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ بَدَأَ بيَمِينِهِ، فَصَبَّ عَلَيْهَا مِنَ المَاءِ، فَغَسَلَهَا، ثُمَّ صَبَّ المَاءَ علَى الأذَى الذي به بيَمِينِهِ، وغَسَلَ عنْه بشِمَالِهِ، حتَّى إذَا فَرَغَ مِن ذلكَ صَبَّ علَى رَأْسِهِ.قالَتْ عَائِشَةُ: كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا ورَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن إنَاءٍ واحِدٍ ونَحْنُ جُنُبَانِ.
الراوي : شداد بن أوس.
المحدث :صحيح مسلم..الرقم: 321.
-------------------
قَدِمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وعَلَّقْتُ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ، فأمَرَنِي أنْ أنْزِعَهُ، فَنَزَعْتُهُ.
وَكُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا والنبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن إنَاءٍ واحِدٍ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين.
المحدث:صحيح البخاري..الرقم: 5955.
------------------
شرح الحديث:
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخوِّفُ أصْحابَه ممَّا يُغضِبُ اللهَ عزَّ وجلَّ، ومن ذلك التصاويرُ التي يُقصَدُ بها مُشابَهةُ خَلقِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، واتخاذُ هذه الصُّوَرِ في الأستارِ والملابِسِ ونَحوِها.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها أنَّه لَمَّا قَدِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وَجَدها رضِيَ اللهُ عنها قدْ علَّقَتْ دُرْنُوكًا فيه تَمَاثِيلُ -وهو ما يُصنَعُ ويُصَوَّرُ مُشَبَّهًا بخَلْقِ اللهِ تعالى من ذواتِ الرُّوحِ-، فأمَرَها أنْ تَنْزِعَه، فنَزَعَتْه رضِيَ اللهُ عنها، والدُّرْنُوكُ: ثوبٌ غليظٌ إذا فُرِشَ فهو بِساطٌ، وإذا عُلِّقَ فهو سِترٌ.
فالنَّهيُ عن تصويرِ ما فيه رُوحٌ، وتعليقِه على حائطٍ، أو لُبسِه في ثوبٍ، أو عمامةٍ، أو نحوِ ذلك؛ فكُلُّ هذا منهيٌّ عنه. وأمَّا الوِسادةُ ونَحوُها ممَّا يُمتَهَنُ فلا شَيْءَ فيه، وقد ورد ذلك في حديثٍ آخَرَ في الصَّحيحينِ عن أمِّ المُؤمِنينَ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن سَفَرٍ، وقدْ سَتَرْتُ بقِرَامٍ لي علَى سَهْوَةٍ لي فِيهَا تَمَاثِيلُ، فَلَمَّا رَآهُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هَتَكَهُ، وقالَ: أشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَومَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بخَلْقِ اللَّهِ. قالَتْ: فَجَعَلْنَاهُ وِسَادَةً أوْ وِسَادَتَيْنِ».
وفي الحَديثِ: إنكارُ المُنكَرِ في وَقتِ رُؤيتِه وعَدَمُ التراخي في ذلك.
ثم أخبَرَت أمُّ المُؤمِنينَ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها أنها كانت تغتَسِلُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من الجَنابةِ أو غيرِها مِن إنَاءٍ واحِدٍ، وتشاركُه فيه، فيأخُذانِ منه معًا.
وفي الحَديثِ: حُسْنُ أخْلاقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع أهْلِه ولُطفُ مُعاشَرَتِه. وفيه: عدَمُ التَّكلُّفِ في الغُسلِ مِن أكثرَ مِن إناءٍ للرَّجُلِ وزَوجتِه.
وفيه: مشروعيَّةُ اغتِسالِ الرَّجُلِ مع زوجتِه.
..
2025/10/24 10:42:37
Back to Top
HTML Embed Code: