أيُّ مُحَدَّثٍ مُلْهَمٍ ذاك الذي سَمَّاه: "طوفان"!
لو أدرتَ لسانَ العربِ بحثًا عن كلمةٍ تحلُّ محلَّها؛ ما وجدتَ!
العالم يتحرك بصورة لا تخطر على بال!
والمفاجأة: كل هذا بداية الطوفان وحسب..
ومَن يعش، يَرَ!
اللهم اجعل عاقبةَ أمرنا رشدًا وعافيةً.
لو أدرتَ لسانَ العربِ بحثًا عن كلمةٍ تحلُّ محلَّها؛ ما وجدتَ!
العالم يتحرك بصورة لا تخطر على بال!
والمفاجأة: كل هذا بداية الطوفان وحسب..
ومَن يعش، يَرَ!
اللهم اجعل عاقبةَ أمرنا رشدًا وعافيةً.
من المَضائق التي تظهر فيها "مَلَكةُ البيان" تمكنًا واقتدارًا وتفنُّنًا: الكلام في دقائق العلوم، فليس البيانُ هو -فقط- حُسنَ وصف الطبيعةِ والحب والحبيبة، بل انظر في دقائق المسائل كيف يسلكُ فيها قلمُ الكاتب وكيف يصنع..
انظرْ مثلًا للغة الشافعي وهو يؤصل للشريعة..
وانظرْ كيف فعلَ أبو المعالي الجويني في غياث الأمم، في كتابٍ صعبِ المَضائق، هذا رجلٌ يعزف لا يكتب!
وانظر إلى الجاحظ في كتاب "الحيوان" وفي سائر كتبه.
وانظر لأبي حيان وهو يغوص في دقائق الفلسفة بقلمه.
وانظر لمحمود شاكر وهو يُؤصل للنغم والعَروض!
وانظر كيف فعلَ الشيخ دراز في النبأ العظيم، لَكأنها -والله- ألواحٌ من السحر المنَزَّل.
هنالك تتبدى لك مَلَكةُ الأديب كما لا تتبدى فيما سواها.
انظرْ مثلًا للغة الشافعي وهو يؤصل للشريعة..
وانظرْ كيف فعلَ أبو المعالي الجويني في غياث الأمم، في كتابٍ صعبِ المَضائق، هذا رجلٌ يعزف لا يكتب!
وانظر إلى الجاحظ في كتاب "الحيوان" وفي سائر كتبه.
وانظر لأبي حيان وهو يغوص في دقائق الفلسفة بقلمه.
وانظر لمحمود شاكر وهو يُؤصل للنغم والعَروض!
وانظر كيف فعلَ الشيخ دراز في النبأ العظيم، لَكأنها -والله- ألواحٌ من السحر المنَزَّل.
هنالك تتبدى لك مَلَكةُ الأديب كما لا تتبدى فيما سواها.
في هذه الليلة المباركة، ليسَ مطلوبًا منك -في أدنى أحوالك- كبير عمل، بل فقط: أن تنظر في قلبك ساعةً فتنقّيه من شوائب الشرك والشحناء.
و"القلب السليم" هو مهمة العمر كله، ومثل هذه الليالي الطيبة فُرَصٌ تساعدك وتأخذ بيدك.
و"القلب السليم" هو مهمة العمر كله، ومثل هذه الليالي الطيبة فُرَصٌ تساعدك وتأخذ بيدك.
من أحبّ الآثار إلى نفسي وأنفعها:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن العبد لَيَهمّ بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له، فينظر اللهُ إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسّرتُه له أدخلته النار، فيصرفه اللهُ عنه، فيظل يتطيّر (أي يتشاءم)، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل".
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن العبد لَيَهمّ بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له، فينظر اللهُ إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه، فإني إن يسّرتُه له أدخلته النار، فيصرفه اللهُ عنه، فيظل يتطيّر (أي يتشاءم)، يقول: سبقني فلان، دهاني فلان، وما هو إلا فضل الله عز وجل".
ليس لي من حسنةٍ أرجوها أكثرَ من سلامة صدري ورجائي الخيرَ لكل مسلم.
ورب اللطف والمرحمة يجعل ذلك حقيقةً لا ادعاءً.
والله -بلطفه ورحمته- يَسلُلُ سخيمةَ صدري ويهدي قلبي ويُصلحُ لي جَوَّانيَّتي وبَرّانيّتي، وإياكم أجمعين.
واللهُ القوي المتين، النصير المعين، يجعل الغلبةَ لإخواننا ويفرج عنهم ما حلَّ بهم وينصرهم أعزةً ويشفي صدور قومٍ مؤمنين، ويهلك الفئةَ المجرمةَ ومَن عاوَنها ومَن رضي ومَن تابَع أذلةً صاغرين.
يا رب عاجلًا غير آجل.. يا كريم.
ورب اللطف والمرحمة يجعل ذلك حقيقةً لا ادعاءً.
والله -بلطفه ورحمته- يَسلُلُ سخيمةَ صدري ويهدي قلبي ويُصلحُ لي جَوَّانيَّتي وبَرّانيّتي، وإياكم أجمعين.
واللهُ القوي المتين، النصير المعين، يجعل الغلبةَ لإخواننا ويفرج عنهم ما حلَّ بهم وينصرهم أعزةً ويشفي صدور قومٍ مؤمنين، ويهلك الفئةَ المجرمةَ ومَن عاوَنها ومَن رضي ومَن تابَع أذلةً صاغرين.
يا رب عاجلًا غير آجل.. يا كريم.
من صِدق نيتِك في اغتنام الخيرات، أن تبادرَ بالاستعداد لشهر رمضان، وأن تفارقَ ركابَ الكسل، وتنفضَ عنكَ غبارَ النوم، وتسبقَ مع السابقين.. وأن تستعيذَ بالله أن تكونَ من المتأخرين.
و"لا يزال قومٌ يتأخرون حتى يؤخرَهم اللهُ".
و"لا يزال قومٌ يتأخرون حتى يؤخرَهم اللهُ".
مِن حُسنِ استعداد السلف لرمضان، أنهم كانوا يُكثرون تلاوةَ القرآن في شعبان:
قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهرُ شعبان شهرُ القُرّاء.
وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبانُ قال: هذا شهرُ القرَّاء.
وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلقَ حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.
قال الحسنُ بن سهل: قال شعبان: يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فما لي؟ قال: جعلتُ فيك قراءةَ القرآن.
قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهرُ شعبان شهرُ القُرّاء.
وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبانُ قال: هذا شهرُ القرَّاء.
وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلقَ حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.
قال الحسنُ بن سهل: قال شعبان: يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فما لي؟ قال: جعلتُ فيك قراءةَ القرآن.
دخلَ الوقتُ، والقلوبُ كما هي..
ومَن أرادَ قلبًا جديدًا، فليبذل مِن نفسه ما يجلو صدأ قلبِه، وليلتمسْ مِن أبواب العِظَةِ ما يفتحُ أصفادَ فؤاده، وأنا ناصحٌ لك بثلاث، وفي غيرهم سَعةٌ وبركة، لكنها تكفيك إن شاء الله:
1- كتيّب "بين يدي رمضان" للشيخ محمد إسماعيل المقدم، لا يستغرق منك أكثر من نصف ساعة لتقرأه!
2- كتاب "مَن الطارق؟ أنا رمضان" للشيخ خالد أبو شادي، يُقرَأُ في ساعة، وادعُ للشيخ أن يفرج الله عنه.
3- بودكاست "كيف تصفو لنا العبادةُ في رمضان" للشيخ وجدان العلي، وحسبُك به متعةً وزادًا.
والله يهدينا وإياكم سُبُلَ الخيرات.
ومَن أرادَ قلبًا جديدًا، فليبذل مِن نفسه ما يجلو صدأ قلبِه، وليلتمسْ مِن أبواب العِظَةِ ما يفتحُ أصفادَ فؤاده، وأنا ناصحٌ لك بثلاث، وفي غيرهم سَعةٌ وبركة، لكنها تكفيك إن شاء الله:
1- كتيّب "بين يدي رمضان" للشيخ محمد إسماعيل المقدم، لا يستغرق منك أكثر من نصف ساعة لتقرأه!
2- كتاب "مَن الطارق؟ أنا رمضان" للشيخ خالد أبو شادي، يُقرَأُ في ساعة، وادعُ للشيخ أن يفرج الله عنه.
3- بودكاست "كيف تصفو لنا العبادةُ في رمضان" للشيخ وجدان العلي، وحسبُك به متعةً وزادًا.
والله يهدينا وإياكم سُبُلَ الخيرات.
يَا لَيْتَ شِعْرِي -وَالْمُنَى لَا تَنْفَعُ-
هَلْ أَغْدُوَنْ يَوْمًا وَأَمْرِي مُجْمَعُ؟!
___
راجزٌ قديمٌ لا يُعرَف
هَلْ أَغْدُوَنْ يَوْمًا وَأَمْرِي مُجْمَعُ؟!
___
راجزٌ قديمٌ لا يُعرَف
Forwarded from عِرفان
رمضان"! ذلك المقبل عليك من آفاق الغيب، حاملا هدايا العتق وبشارات الرحمة! فارتقبه طفلا ناضر القلب يحمل في صدره قنديل التوبة وربيع الوحي وعافية السلامة من أغلال الحقد وضغائنه!
اللهم بلغنا رمضان في عافية وطاعة وسعة وشكر وقبول!
اللهم بلغنا رمضان في عافية وطاعة وسعة وشكر وقبول!
عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: سيدُ الشهورِ رمضانُ، وسيدُ الأيامِ يومُ الجمعة".
[أيُّـهَا الـمُشْـتَاقُ لَا تَـنَـمِ
هَـٰذِهِ أَنْـوَارُ ذِيِ سَـلَمِ]
هَـٰذِهِ أَنْـوَارُ ذِيِ سَـلَمِ]
Forwarded from قناة كريم حلمي
بعضنا يخافون من رمضان ويفرون منه، وليس العكس .. وكلما تضاءلت الأيام الباقية = ازداد شعورهم بالانزعاج والقلق والرغبة في عدم مجيئه!
ودوافع ذلك كثيرة ..
منا من يرى ذلك إعلان فشل لأنه يعلم أن عهوده وخططه التي خرج بها من رمضان السابق لا تزال حبرًا على ورق أو خيالًا من خيالات النفس .. كرمضان السابق والذي قبله والذي قبله!
منا من يرى تقصيره وغفلته وقسوة قلبه، ويتساءل ماذا سيحصد في رمضان إن كان قد ضيّع البذر والسقاية كما يقولون!
منا من يخاف من أن تحاصره أصوات المآذن وزحامات المساجد وهمهمات المرتلين ومناجاة الساجدين، فتدفعه دفعًا للعبادة أو تأنيب الهروب منها مع شعوره بالكسل والملل والفتور وعدم الرغبة!
[كان هذا العام الماضي، وهذا العام ينبغي أن يخشى الإنسان على نفسه من غياب هذه الدوافع والمؤنبات والمحفزات، ويدفعه ذلك إلى مزيد من الحزم والبحث عن غيرها من المثبتتات]
هذه كلها قد تكون مشاعر طبيعية، وآلام نفسية منطقية، لكن ينبغي ألا تغفل عن أمور، منها:
- رمضان فرصة عظيمة بلا شك، لكنه ليس حلبة صراع، رمضان أثر من آثار رحمة الله ولطفه، سوق واسعة مليئة بالرحمة والمغفرة واللطف والنور والطُهر، استمتع بها واشتق إليها واشكر الله عليها واسأله بلوغها وقربها، ويمكنك أن تصيب قدرًا كبيرًا من خيرها بأضعف الأسباب، وستخرج رابحًا على أي حالٍ إن شاء الله، وإن كان الازدياد من الخير خيرًا بلا شك!
- أحيانًا قد يكون رمضان شهر حصاد، لكن أحيانًا أخرى قد يكون شهر تطهير، شهر تغيير، شهر اغتسال من أدران الدنيا وقترة الغفلة، وإن تكرر ذلك عامًا بعد عام، وهذا من أعظم المطالب وأجل الغايات وأنفس المنح!
- فشل خطط (ما بعد رمضان) ونكث العهود ونحو ذلك أمر محبط حقًا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الإنسان نفسه من دفعة على الطريق، من فرصة لتجديد العزم، [استعن بالله ولا تعجز .. ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا]، اطو صفحة الماضي إلا من الدروس المستفادة، واتق الله فيما بقي = يغفر لك ما قد سلف.
- النفس كالإبل المعقّلة، تحتاج أحيانًا إلى الحزم كما تحتاج أحيانًا أخرى إلى اللين والتفهّم، والإنسان في مرحلة ما ينبغي أن يجر نفسه جرًا إلى النجاة وإن تألّم لذلك ..
كالمريض يطلب الدواء المر المؤلم ويشكر الله عليه لأنه يعلم أنه سبب لنجاته ..
كذلك ههنا ..
جر نفسك إلى خير رمضان جرًا .. انتفع بهذا الضغط النفسي الذي تسببه الأجواء الرمضانية لكي تشفى من إدمان الغفلة والكسل والخمول .. أعراض الانسحاب - كأي إدمان نفسي أو فسيولوجي - قد تكون مؤلمة ومزعجة، لكن هذا لن يجعلك أبدًا تكره الدواء أو تفر منه، لأنك علمت مسبقًا أن بعد هذا الألم والانزعاج ستذوق حلاوة الصحة وتستمتع بها!
أخيرًا .. انفض عنك هذا الشعور الآن واستفق .. استغل ما تبقى من شعبان - ولو دقيقة واحدة - للتهيئة النفسية وعقد المصالحة مع شهر رمضان .. ابدأ رويدًا رويدًا والله جل وعلا سيبارك في القليل إن رأى منك الصدق والشوق والمجاهدة والمصابرة
ودوافع ذلك كثيرة ..
منا من يرى ذلك إعلان فشل لأنه يعلم أن عهوده وخططه التي خرج بها من رمضان السابق لا تزال حبرًا على ورق أو خيالًا من خيالات النفس .. كرمضان السابق والذي قبله والذي قبله!
منا من يرى تقصيره وغفلته وقسوة قلبه، ويتساءل ماذا سيحصد في رمضان إن كان قد ضيّع البذر والسقاية كما يقولون!
منا من يخاف من أن تحاصره أصوات المآذن وزحامات المساجد وهمهمات المرتلين ومناجاة الساجدين، فتدفعه دفعًا للعبادة أو تأنيب الهروب منها مع شعوره بالكسل والملل والفتور وعدم الرغبة!
[كان هذا العام الماضي، وهذا العام ينبغي أن يخشى الإنسان على نفسه من غياب هذه الدوافع والمؤنبات والمحفزات، ويدفعه ذلك إلى مزيد من الحزم والبحث عن غيرها من المثبتتات]
هذه كلها قد تكون مشاعر طبيعية، وآلام نفسية منطقية، لكن ينبغي ألا تغفل عن أمور، منها:
- رمضان فرصة عظيمة بلا شك، لكنه ليس حلبة صراع، رمضان أثر من آثار رحمة الله ولطفه، سوق واسعة مليئة بالرحمة والمغفرة واللطف والنور والطُهر، استمتع بها واشتق إليها واشكر الله عليها واسأله بلوغها وقربها، ويمكنك أن تصيب قدرًا كبيرًا من خيرها بأضعف الأسباب، وستخرج رابحًا على أي حالٍ إن شاء الله، وإن كان الازدياد من الخير خيرًا بلا شك!
- أحيانًا قد يكون رمضان شهر حصاد، لكن أحيانًا أخرى قد يكون شهر تطهير، شهر تغيير، شهر اغتسال من أدران الدنيا وقترة الغفلة، وإن تكرر ذلك عامًا بعد عام، وهذا من أعظم المطالب وأجل الغايات وأنفس المنح!
- فشل خطط (ما بعد رمضان) ونكث العهود ونحو ذلك أمر محبط حقًا، لكن هذا لا يعني أن يحرم الإنسان نفسه من دفعة على الطريق، من فرصة لتجديد العزم، [استعن بالله ولا تعجز .. ولا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا]، اطو صفحة الماضي إلا من الدروس المستفادة، واتق الله فيما بقي = يغفر لك ما قد سلف.
- النفس كالإبل المعقّلة، تحتاج أحيانًا إلى الحزم كما تحتاج أحيانًا أخرى إلى اللين والتفهّم، والإنسان في مرحلة ما ينبغي أن يجر نفسه جرًا إلى النجاة وإن تألّم لذلك ..
كالمريض يطلب الدواء المر المؤلم ويشكر الله عليه لأنه يعلم أنه سبب لنجاته ..
كذلك ههنا ..
جر نفسك إلى خير رمضان جرًا .. انتفع بهذا الضغط النفسي الذي تسببه الأجواء الرمضانية لكي تشفى من إدمان الغفلة والكسل والخمول .. أعراض الانسحاب - كأي إدمان نفسي أو فسيولوجي - قد تكون مؤلمة ومزعجة، لكن هذا لن يجعلك أبدًا تكره الدواء أو تفر منه، لأنك علمت مسبقًا أن بعد هذا الألم والانزعاج ستذوق حلاوة الصحة وتستمتع بها!
أخيرًا .. انفض عنك هذا الشعور الآن واستفق .. استغل ما تبقى من شعبان - ولو دقيقة واحدة - للتهيئة النفسية وعقد المصالحة مع شهر رمضان .. ابدأ رويدًا رويدًا والله جل وعلا سيبارك في القليل إن رأى منك الصدق والشوق والمجاهدة والمصابرة
إنَّ في قلبي بيانًا تائهًا يبحثُ عن مَخرج، أُحِسُّ بحركته الدائبةِ المضطربةِ المؤلمةِ في جَنَباتِ قلبي ذهابًا وإيابًا، ولا طاقةَ لي أن أُبينَ عما شَبَّ بينَ أضالُعي، ولا رغبةَ في أن أُذِيعَ مذخورَ صدري!
ويرحمُ اللهُ أبا فِراسٍ:
وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟
فقلتُ: هما أمرانِ، أحْلاهُما مُرُّ!
ويرحمُ اللهُ أبا فِراسٍ:
وقال أُصَيْحابي: الفِرارُ أو الرَّدى؟
فقلتُ: هما أمرانِ، أحْلاهُما مُرُّ!
رمضانُ، ليسَ ضيفًا ثقيلًا، بل هو أعزُّ زائرٍ، هديةٌ من الملكِ الودودِ المُقِيتِ سبحانه وتعالَى، هديةٌ مِلؤها الحبُّ والنورُ والرحمة، واللهُ يُحِبُّ عبادَهُ، ويحبُّ هذه الأمةَ الخيّرةَ، ويُحبُّك أيها المسلمُ وجهَك له.. ألا تغتَبِط؟!
والهدايا مِن سمات المحبين.. فما تصنعُ بهديةِ حبيبِك؟
ومِن معاني اسمه تعالى "المُقِيت": الذي يُقِيتُ عبادَه، أي: يُعطي كلَّ أحدٍ منهم قُوتَهُ -مِنَّةً منه وفضلًا- قُوتَ الجسدِ والروحِ.. والقُوتُ: هو ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرزق، وما يَقُومُ به بَدَنُ الإنسان، وقوتُ الروح: ما تقومُ به الروحُ وتحيا وتُنير.
"وقُوتُ الروحِ: أرواحُ المعاني" وشهر رمضان مليءٌ بأرواحِ المعاني لمن عاملَه بقلبِه، وفتَّشَ في أنوارِه بروحِه، شهرٌ هو نفحةٌ ميمونةٌ من روحِ الله سبحانه، تُهِلُّ بالأنوار والبشارات والبركات والرحمات، فيها من بدائعِ المعاني ما يُقيتُ صُلبَ رُوحِك عامًا كاملًا، فانغمِس في أنوارِه بكُليِّتِك، وأقبِلْ إليه كلُّك، وأوْقِدْ مصباحَ الشوقِ في قلبِك الجميل، كما يليق بمُحِبٍّ ينتظرُ حبيبَه، ويشتاقُ لهديةِ حبيبِه التي هي نفحةٌ منه.
ولا تقلقْ من التأخرْ، ربُّك كريم، تَحَرَّكْ إليه خُطوةً واحدةً، وقِفْ وقفةَ ساعةٍ في سبيلِ القدومِ عليه سبحانه، ثم أبشِرْ بالرَّوْحِ والريحانِ وفيوضِ الأنوارِ والرحمات والبركات.
وفي الحديث القدسي الشريف: "يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".
وتأمل كلَّ لفظةٍ شريفةٍ في هذا الحديثِ، وذُقْها بقلبِك، وقَلِّبْها في نفسِك، وأَقِتْ بها روحَك.
والهدايا مِن سمات المحبين.. فما تصنعُ بهديةِ حبيبِك؟
ومِن معاني اسمه تعالى "المُقِيت": الذي يُقِيتُ عبادَه، أي: يُعطي كلَّ أحدٍ منهم قُوتَهُ -مِنَّةً منه وفضلًا- قُوتَ الجسدِ والروحِ.. والقُوتُ: هو ما يُمْسِكُ الرَّمَقَ من الرزق، وما يَقُومُ به بَدَنُ الإنسان، وقوتُ الروح: ما تقومُ به الروحُ وتحيا وتُنير.
"وقُوتُ الروحِ: أرواحُ المعاني" وشهر رمضان مليءٌ بأرواحِ المعاني لمن عاملَه بقلبِه، وفتَّشَ في أنوارِه بروحِه، شهرٌ هو نفحةٌ ميمونةٌ من روحِ الله سبحانه، تُهِلُّ بالأنوار والبشارات والبركات والرحمات، فيها من بدائعِ المعاني ما يُقيتُ صُلبَ رُوحِك عامًا كاملًا، فانغمِس في أنوارِه بكُليِّتِك، وأقبِلْ إليه كلُّك، وأوْقِدْ مصباحَ الشوقِ في قلبِك الجميل، كما يليق بمُحِبٍّ ينتظرُ حبيبَه، ويشتاقُ لهديةِ حبيبِه التي هي نفحةٌ منه.
ولا تقلقْ من التأخرْ، ربُّك كريم، تَحَرَّكْ إليه خُطوةً واحدةً، وقِفْ وقفةَ ساعةٍ في سبيلِ القدومِ عليه سبحانه، ثم أبشِرْ بالرَّوْحِ والريحانِ وفيوضِ الأنوارِ والرحمات والبركات.
وفي الحديث القدسي الشريف: "يقولُ اللَّهُ تَعالَى: أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً".
وتأمل كلَّ لفظةٍ شريفةٍ في هذا الحديثِ، وذُقْها بقلبِك، وقَلِّبْها في نفسِك، وأَقِتْ بها روحَك.
ويستقبلُ المسلمونَ في رمضانَ ثلاثينَ عيدًا من أعيادِ القلبِ والروح، تَفيضُ أيامُها بالسرور، وتُشرِقُ لياليها بالنور، وتَفتَرُّ مجالسُها بالأنس.
____
أحمد حسن الزيات
____
أحمد حسن الزيات
ولذلك كانَ رمضانُ في الشرع الإلهي طهوراً من رجس العام، وهدنةً في حربِ القُوت، وروحاً في مادية الحياة.
____
أحمد حسن الزيات
____
أحمد حسن الزيات
قال النبي ﷺ:
"شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصانِ، رَمَضانُ وذُو الحِجَّةِ".
وهو حديثٌ متفقٌ عليه.
ويُروَى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
سيِّدُ الشُّهورِ رمضانُ وأعظمُها حرمةً ذو الحجَّةِ.
"شَهْرَا عِيدٍ لا يَنْقُصانِ، رَمَضانُ وذُو الحِجَّةِ".
وهو حديثٌ متفقٌ عليه.
ويُروَى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
سيِّدُ الشُّهورِ رمضانُ وأعظمُها حرمةً ذو الحجَّةِ.