قال لي صاحبي وهو يحاورني: يا بني خلّص! متى تدخلُ عُشَّ الزواجِ الهنِيءَ، ألا تُعجِبُك أعشاشَ السعادةِ التي نمرحُ فيها ونرتعُ ونلعبُ؟! ألا تُبصِرُ في وجوهنا برهانَ السرورِ قائمًا يدعوك أن هلمَّ إلينا لا تفوتُك الفرحةُ التي تغمرنا؟!
فقلت له: يا صاحبي، إنّ مِنَ الناسِ ناسًا كالطيور، يضيقُ بأجنحتها أن تتسوَّرَ بسور، فهي أبدًا نافرةٌ عن ضيق الأرض إلى سَعةِ السماء، مهما أغرَتْها حُبوبُ الأرض!
أما سمعتَ شيخَ البؤس، أقصد شيخَ المعرة يقول:
وبعضُ الناسِ في الدنيا كطيرٍ
أوَانِـف أن تُلائمَـها الوُكُـورُ!
يعني أن بعضَ الناس ترفضُ أن تناسبها عيشةُ "الأعشاش" فهي أبدًا حُرّةٌ مُحلّقةٌ نافرةٌ!
فقال: أما يُوحِشُك التفردُ؟ ويؤذيك هذا التشتتُ في ذُرى السموات وحيدًا فريدًا.. أيها الطائرُ الحزين؟
فقلت: بلى.. بس هنكر (بصوت المعلم هرم)!
ولكن للتفرد فوائد إذا مضت لن تعود! وأنا أحتالُ على صوتِ المنفعة بصوت المضرة، فأُلهي هذا بذاك، يتصارعان بعيدًا عني! بل يتصارعان فيَّ على الحقيقة، وأتلهّى عنهما!
ثم قلتُ له مرةً أخرى مُشَغِّبًا: أما سمعتَ شيخَ البؤس، أقصد شيخَ المعرة يقول:
إن صحَّ عقلُك، فالتفرُّدُ نعمةٌ
ونَوَى الأَوَانسِ: غايةُ الإيناسِ!
فقال: أنا عارف إنه مفيش فايدة فيك!
ثم انصرفنا كلٌّ إلى شأنه، هو إلى عُشِّه، وأنا إلى فُسحةِ السماء!
فقلت له: يا صاحبي، إنّ مِنَ الناسِ ناسًا كالطيور، يضيقُ بأجنحتها أن تتسوَّرَ بسور، فهي أبدًا نافرةٌ عن ضيق الأرض إلى سَعةِ السماء، مهما أغرَتْها حُبوبُ الأرض!
أما سمعتَ شيخَ البؤس، أقصد شيخَ المعرة يقول:
وبعضُ الناسِ في الدنيا كطيرٍ
أوَانِـف أن تُلائمَـها الوُكُـورُ!
يعني أن بعضَ الناس ترفضُ أن تناسبها عيشةُ "الأعشاش" فهي أبدًا حُرّةٌ مُحلّقةٌ نافرةٌ!
فقال: أما يُوحِشُك التفردُ؟ ويؤذيك هذا التشتتُ في ذُرى السموات وحيدًا فريدًا.. أيها الطائرُ الحزين؟
فقلت: بلى.. بس هنكر (بصوت المعلم هرم)!
ولكن للتفرد فوائد إذا مضت لن تعود! وأنا أحتالُ على صوتِ المنفعة بصوت المضرة، فأُلهي هذا بذاك، يتصارعان بعيدًا عني! بل يتصارعان فيَّ على الحقيقة، وأتلهّى عنهما!
ثم قلتُ له مرةً أخرى مُشَغِّبًا: أما سمعتَ شيخَ البؤس، أقصد شيخَ المعرة يقول:
إن صحَّ عقلُك، فالتفرُّدُ نعمةٌ
ونَوَى الأَوَانسِ: غايةُ الإيناسِ!
فقال: أنا عارف إنه مفيش فايدة فيك!
ثم انصرفنا كلٌّ إلى شأنه، هو إلى عُشِّه، وأنا إلى فُسحةِ السماء!
يُقال للرجل البليد ميت الإحساس: مَثلوجُ الفؤاد! فكأنما وقعَ على قلبه ثلجٌ فَجمَّدَه وأفقدَه حرارَته.
أما الذكاء -على عكس هذا البرود- فهو اشتعال وتوقّد!
ويقال للنبيه: ذَكيّ الفؤاد!
والذكاء في أصله: توقّدٌ واشتعالٌ وتسَعُّر..
فيُقال: ذكت النار، إذا اشتعلت وتسعّرت وتوقدت.
فحرارة القلب واشتعالُه وتوقده: يُورث الإحساس الذي هو أصل الفطنة والذكاء والنباهة.
أما الذكاء -على عكس هذا البرود- فهو اشتعال وتوقّد!
ويقال للنبيه: ذَكيّ الفؤاد!
والذكاء في أصله: توقّدٌ واشتعالٌ وتسَعُّر..
فيُقال: ذكت النار، إذا اشتعلت وتسعّرت وتوقدت.
فحرارة القلب واشتعالُه وتوقده: يُورث الإحساس الذي هو أصل الفطنة والذكاء والنباهة.