العفو من الأمور المستحبة، لكن ثقافتنا كادت أن تجعلَه واجبًا مفروضًا، حتى يصير المظلومُ الذي لا يعفو عمن ظلَمَه عندَهم= هو الظالم المسيء!
وبئسَ ما يفعلون!
وهذا مما أفسدَ مجتمعاتنا أكثرَ مما هي فاسدة!
يكاد يكون العفو مذمومًا في المجتمعات التي يشيع فيها الإفساد، فإذا أوصاك الناسُ بالعفو، فأنا أوصيك ألا تعفو!
فإن كنتَ لا محالةَ فاعلًا، فتأنَّ وتريَّث، واخترْ ما تعفو فيه وما لا تعفو، فإن أكثرَ العفو اليومَ يُفسد أكثرَ مما يُصلِح!
لا تعفُ عن مجرم، ولا عن مُفسِد، ولا عمن اغتابك استخفافًا فهو يطلق لسانَه يمينًا وشمالًا بلا حسيب..
لا تعفُ، إلا إن كان في عفوك إصلاحًا..
وبئسَ ما يفعلون!
وهذا مما أفسدَ مجتمعاتنا أكثرَ مما هي فاسدة!
يكاد يكون العفو مذمومًا في المجتمعات التي يشيع فيها الإفساد، فإذا أوصاك الناسُ بالعفو، فأنا أوصيك ألا تعفو!
فإن كنتَ لا محالةَ فاعلًا، فتأنَّ وتريَّث، واخترْ ما تعفو فيه وما لا تعفو، فإن أكثرَ العفو اليومَ يُفسد أكثرَ مما يُصلِح!
لا تعفُ عن مجرم، ولا عن مُفسِد، ولا عمن اغتابك استخفافًا فهو يطلق لسانَه يمينًا وشمالًا بلا حسيب..
لا تعفُ، إلا إن كان في عفوك إصلاحًا..
"قد علَّمتُك أن تَقْدِر، ثم هـٰأنذا أُعلّمك العفو.
إن العفو بلا قوةٍ وقدرةٍ ضعفٌ وخَوَرٌ وجُبن، لكن إذا مَلَكْتَ فاعفُ إن شئتَ أو خذ حقَّك!
لا ينبغي أن تُعَلِّمَنَّ العفوَ لِضعيفٍ، عَلِّمْه القوةَ أولًا ثم ليعرف العفوَ.
عَلِّمْه القُدرةَ.
لكنك إن علَّمتَه العفوَ في حالةِ ضعفِه؛ أفسدتَه، وزدتَه ضَعفًا على ضعفٍ ومهانةً فوقَ مهانة.
لأنك هكذا قد أعطيته حُجَّةً لضعفه، فكلما هابَ أحدًا، قال أعفو، وما هو بعفو، بل جُبن وخَوَر، وهروب من العُدَّة.. عُدةِ القوة.
فكأنكَ قتلت فيه واعظَ نفسه الذي يدعوه دومًا للثأر لنفسه من كل غاصبٍ لحقه، وسكَّنتَ فيه داعيَ القوة الذي يصرخ فيه.
لكن نُعَلِّمُه الرمايةَ، ثم يتعلمُ السماح.
أوَليس العفوُ خيرًا كلُّه؟!
العفو خيرٌ للقادر، لا تُعَلِّمَنَّ العاجزَ العفوَ، إن المغلوبَ يُعلَّم الانتصارَ لا السلام، يُعلَّم المُغَالبةَ لا السماح، يُعلَّم كيف تُسترَدُّ الحقوق، ثم إذا صار حقُّه بين يديه قلنا له: هنا يكون السماح والعفو، فإن شئتَ فافعل.
إن المهزومَ الخائرَ الذي يتعلم العفوَ خطأً: سيتمادى مع هزيمته، ويتصالح مع عدوه الغاصب، ودعاةٌ مُضِلُّونَ يطمئنون فؤاده القلِقَ: نِعمَ المسامحُ الكريمُ أنت!
ولو صدقوا لقالوا: بئسَ العاجزُ الذليلُ أنت!"
___
من مقال "أصيل: غراس القوة والعفو".
إن العفو بلا قوةٍ وقدرةٍ ضعفٌ وخَوَرٌ وجُبن، لكن إذا مَلَكْتَ فاعفُ إن شئتَ أو خذ حقَّك!
لا ينبغي أن تُعَلِّمَنَّ العفوَ لِضعيفٍ، عَلِّمْه القوةَ أولًا ثم ليعرف العفوَ.
عَلِّمْه القُدرةَ.
لكنك إن علَّمتَه العفوَ في حالةِ ضعفِه؛ أفسدتَه، وزدتَه ضَعفًا على ضعفٍ ومهانةً فوقَ مهانة.
لأنك هكذا قد أعطيته حُجَّةً لضعفه، فكلما هابَ أحدًا، قال أعفو، وما هو بعفو، بل جُبن وخَوَر، وهروب من العُدَّة.. عُدةِ القوة.
فكأنكَ قتلت فيه واعظَ نفسه الذي يدعوه دومًا للثأر لنفسه من كل غاصبٍ لحقه، وسكَّنتَ فيه داعيَ القوة الذي يصرخ فيه.
لكن نُعَلِّمُه الرمايةَ، ثم يتعلمُ السماح.
أوَليس العفوُ خيرًا كلُّه؟!
العفو خيرٌ للقادر، لا تُعَلِّمَنَّ العاجزَ العفوَ، إن المغلوبَ يُعلَّم الانتصارَ لا السلام، يُعلَّم المُغَالبةَ لا السماح، يُعلَّم كيف تُسترَدُّ الحقوق، ثم إذا صار حقُّه بين يديه قلنا له: هنا يكون السماح والعفو، فإن شئتَ فافعل.
إن المهزومَ الخائرَ الذي يتعلم العفوَ خطأً: سيتمادى مع هزيمته، ويتصالح مع عدوه الغاصب، ودعاةٌ مُضِلُّونَ يطمئنون فؤاده القلِقَ: نِعمَ المسامحُ الكريمُ أنت!
ولو صدقوا لقالوا: بئسَ العاجزُ الذليلُ أنت!"
___
من مقال "أصيل: غراس القوة والعفو".