[إنما الدنيا شُجونٌ تلتقي
وحزينٌ يتأسَّى بحزين!]
الهموم الكُبرى التي تتجاوز الأفراد، همومٌ ثَقيلة، تحتاج عُدةً ثقيلةً من قوةِ النفس وحُسنِ الزاد.
وفي ركب الرحلة المُضنية، تنوءُ الأثقالُ بالأفراد، يومًا بعدَ يوم، لأن الهمَّ ثقيل، والأمانةَ حِملٌ، فَرَّت من حمله الجبالُ والأرضُ والسمواتُ..
نبدأ الرحلةَ ألفُ إنسان، يتواسى كل حزين فيهم بأخيه الحزين، تجتمع أشجانُهم، وتتآلفُ أحزانُهم، وتتمازجُ ألوانُهم، ويسيرون، يتواصَون بالحِمل الثقيل، وبالشعور الممضّ، وبعذابات الهوان المتلاحق، يحملونها جميعًا معًا، ويغذّون السير في سكةٍ سوداء لا تكادُ تلمحُ فيها ضوءًا، لكنهم يوقنون بالنور، ويَمضون، تتفاوتُ هِممُهم، ويتباينُ صَبرهُم، يَسَّاقَطُ على الطريقِ بعضُهم: يعيا اليومَ إنسان فيقعد، وغدًا إنسان فيقف، وثالث فيرجع، ورابع، وخامس، وعاشر، تُعييهم البلاءاتُ المتتابعة، تَنقضُ عُراهم، وتفسخُ عزائمَهم، وتفصمُ لُحمَتَهم، فينقلبون من أعباء الأمة إلى أعبائهم، هروبًا من ضغطة الهم على الصدور، وخلاصًا من قَصم الحمل للظهور، وتتقلص الألْف، واحدًا بعد واحد، لتبقى عصبةٌ صغيرةُ، يُكملون، ويصبرون، ويُصابرون، ويُرابطون، إلا يبلغوا غايَتَهم، فقد أتموا رحلتَهم، وعلى الله قصدُ السبيل.
و(النّاسُ كإبلٍ مائةٍ لا تَكادُ تجدُ فيها راحِلةً).
وحزينٌ يتأسَّى بحزين!]
الهموم الكُبرى التي تتجاوز الأفراد، همومٌ ثَقيلة، تحتاج عُدةً ثقيلةً من قوةِ النفس وحُسنِ الزاد.
وفي ركب الرحلة المُضنية، تنوءُ الأثقالُ بالأفراد، يومًا بعدَ يوم، لأن الهمَّ ثقيل، والأمانةَ حِملٌ، فَرَّت من حمله الجبالُ والأرضُ والسمواتُ..
نبدأ الرحلةَ ألفُ إنسان، يتواسى كل حزين فيهم بأخيه الحزين، تجتمع أشجانُهم، وتتآلفُ أحزانُهم، وتتمازجُ ألوانُهم، ويسيرون، يتواصَون بالحِمل الثقيل، وبالشعور الممضّ، وبعذابات الهوان المتلاحق، يحملونها جميعًا معًا، ويغذّون السير في سكةٍ سوداء لا تكادُ تلمحُ فيها ضوءًا، لكنهم يوقنون بالنور، ويَمضون، تتفاوتُ هِممُهم، ويتباينُ صَبرهُم، يَسَّاقَطُ على الطريقِ بعضُهم: يعيا اليومَ إنسان فيقعد، وغدًا إنسان فيقف، وثالث فيرجع، ورابع، وخامس، وعاشر، تُعييهم البلاءاتُ المتتابعة، تَنقضُ عُراهم، وتفسخُ عزائمَهم، وتفصمُ لُحمَتَهم، فينقلبون من أعباء الأمة إلى أعبائهم، هروبًا من ضغطة الهم على الصدور، وخلاصًا من قَصم الحمل للظهور، وتتقلص الألْف، واحدًا بعد واحد، لتبقى عصبةٌ صغيرةُ، يُكملون، ويصبرون، ويُصابرون، ويُرابطون، إلا يبلغوا غايَتَهم، فقد أتموا رحلتَهم، وعلى الله قصدُ السبيل.
و(النّاسُ كإبلٍ مائةٍ لا تَكادُ تجدُ فيها راحِلةً).
"ما الذي تريد؟
لا أدري بالضبط .. إنني ظامئٌ إلى شيءٍ لا أدري عنه شيئًا!"
أحمد خالد توفيق، بتصرف..
ويقول هِرمان ملڨل:
"أمَّا أنا، فإني امرُؤٌ تُعذِّبُهُ الحُرقةُ الدائمةُ نحوَ الأمورِ النائية".
لا أدري بالضبط .. إنني ظامئٌ إلى شيءٍ لا أدري عنه شيئًا!"
أحمد خالد توفيق، بتصرف..
ويقول هِرمان ملڨل:
"أمَّا أنا، فإني امرُؤٌ تُعذِّبُهُ الحُرقةُ الدائمةُ نحوَ الأمورِ النائية".
Forwarded from عِرفان
من أعظم النعم شخص يصونك عن تمزيق نفسك لومًا وتأنيبًا، بل يسبقك إليك فهمًا واحتواء، ويصونك من مسامير الوسوسة التي تنبت في رقة قلبك!
[... وإذا نظرنا إلى قصة أصحاب الأخدود، ودققنا النظرَ، رأينا أن عاقبتهم في الدنيا لن تُسعفَ قاصرَ النظر، فإنهم قد قُتّلوا وحُرّقوا، فأين النصر والغلبة والتمكين؟
والحق أقول: إن نهايتهم تلك نصرٌ وأي نصر! فأي غايةٍ أرفعُ من أن تموت شامخًا راسخَ الأقدام في طريق الحق؟! غيرَ آبهٍ بترهيب ولا ترغيب!
بل إنه نصرٌ حتى في نظر قاصر النظر لو تأمل! لأن مَوْتتَهم الشريفةَ تلك، تبعثُ في النفوس قوةً وشجاعةً وثباتًا، "وشجاعاتُ الرجالِ مُعدِيَة" تُورِثَ العزمَ الحديد، وتُوقِدُ فتيلَ الأمل من جديد، وتبعثُ رايةَ النضالِ جذَعةً، يتوارثُها الأجيالُ جيلًا فَجيلًا، يكتب اللهُ النصرَ على أيديهم، ويُظَفِّرُهم على عدوهم. وإنما نبتَ هذا الجيلُ -جيلَ النصر- من غراس تلك الثلة الميمونة المصطفاة، التي أفنَت نفسَها في سبيل ربها، فماتوا وما ماتت آثارُهم، بل انبعثت حيةً من تحت الرماد، تحكي قصتَهم، وتروي حكايتَهم، وتتلو خبَرَهم، وتَنشرُ ذِكرَهم، وتُذيعُ مآثرَهم، فيصبحون -مِن حُسن السيرة وجمال الأُحدوثة- مثلًا يُحتذى، وأثرًا يُقتَفَى، وغايةً يرنو لها النشءُ الميمون، يتطلعُ لبلوغها، فيسلكُ سبيلَها، ويكمل طريقَها، ويترسّمُ معانيها، ويستوفي مبانيها، فيتحقق فيهم موعودُ الله بالنصر والتمكين.
ولقد ألمحَ القرآنُ الحكيمُ إلى أن نهايتهم تلك كانت فوزًا، فقد قال اللهُ تعالى عقبَ خبرهم: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٌ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ}
وليس هذا فوزًا وحسب، بل هو الفوز الكبير، والغايةُ الكبرى، والجزاءُ الأوفى. وهو وإن كان خطابًا عامًّا يشمل كافةَ المؤمنين، فإن أقربَ المؤمنين صلةً به، هم المذكورون في صدر السورة من المفتونين المقذوفين في نار الدنيا، المرحومين من نار الآخرة، الفائزين الفوزَ الكبيرَ بجنة الله ورضوانه. "جَزاءَ مُقاساتِهِمْ لِنِيرانِ الدُّنْيا مِن نارِ الأُخْدُودِ الحِسِّيَّةِ، ومِن نِيرانِ الغُمُومِ والأحْزانِ المَعْنَوِيَّةِ".]
والحق أقول: إن نهايتهم تلك نصرٌ وأي نصر! فأي غايةٍ أرفعُ من أن تموت شامخًا راسخَ الأقدام في طريق الحق؟! غيرَ آبهٍ بترهيب ولا ترغيب!
بل إنه نصرٌ حتى في نظر قاصر النظر لو تأمل! لأن مَوْتتَهم الشريفةَ تلك، تبعثُ في النفوس قوةً وشجاعةً وثباتًا، "وشجاعاتُ الرجالِ مُعدِيَة" تُورِثَ العزمَ الحديد، وتُوقِدُ فتيلَ الأمل من جديد، وتبعثُ رايةَ النضالِ جذَعةً، يتوارثُها الأجيالُ جيلًا فَجيلًا، يكتب اللهُ النصرَ على أيديهم، ويُظَفِّرُهم على عدوهم. وإنما نبتَ هذا الجيلُ -جيلَ النصر- من غراس تلك الثلة الميمونة المصطفاة، التي أفنَت نفسَها في سبيل ربها، فماتوا وما ماتت آثارُهم، بل انبعثت حيةً من تحت الرماد، تحكي قصتَهم، وتروي حكايتَهم، وتتلو خبَرَهم، وتَنشرُ ذِكرَهم، وتُذيعُ مآثرَهم، فيصبحون -مِن حُسن السيرة وجمال الأُحدوثة- مثلًا يُحتذى، وأثرًا يُقتَفَى، وغايةً يرنو لها النشءُ الميمون، يتطلعُ لبلوغها، فيسلكُ سبيلَها، ويكمل طريقَها، ويترسّمُ معانيها، ويستوفي مبانيها، فيتحقق فيهم موعودُ الله بالنصر والتمكين.
ولقد ألمحَ القرآنُ الحكيمُ إلى أن نهايتهم تلك كانت فوزًا، فقد قال اللهُ تعالى عقبَ خبرهم: {إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمۡ جَنَّٰتٌ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ}
وليس هذا فوزًا وحسب، بل هو الفوز الكبير، والغايةُ الكبرى، والجزاءُ الأوفى. وهو وإن كان خطابًا عامًّا يشمل كافةَ المؤمنين، فإن أقربَ المؤمنين صلةً به، هم المذكورون في صدر السورة من المفتونين المقذوفين في نار الدنيا، المرحومين من نار الآخرة، الفائزين الفوزَ الكبيرَ بجنة الله ورضوانه. "جَزاءَ مُقاساتِهِمْ لِنِيرانِ الدُّنْيا مِن نارِ الأُخْدُودِ الحِسِّيَّةِ، ومِن نِيرانِ الغُمُومِ والأحْزانِ المَعْنَوِيَّةِ".]
اللهم دفئًا وسلامًا وعافيةً لإخواننا يا كريم..
اللهم الطُف بهم، وعافِهم، من برودة الجو، وبرود العالم..
اللهم الطُف بهم، وعافِهم، من برودة الجو، وبرود العالم..
رحمَ اللهُ كلَّ رجلٍ حُرٍّ، لا يزال قلبُه يغلي غليانَ المِرجَل لا يُقيم على هوان ولا يستريح لمذلة، ما يفتأُ يُعِدّ ويستعدّ، فيعيد -في مواجهة الطغيان- الكَرَّة، مرةً بعدَ مَرّة..
عمرو عفيفي:
-لا أحب الكتابة في لحظة عاطفية لأجل ما للعاطفة من أثر في إضعاف العقل والنظر
لكن عجبا لمشهد تحرير أسرى سجون بشار، فقد هيج الفرح والحزن سويا، والابتسام والدمع معا، لأجل فك قيد ودفع ظلم، وعلى قيود أخرى ومظلومين آخرين في بلاد أخرى.
-ما يحدث هناك فتح من الله تعالى نحمده عليه، وكل من يجد في نفسه غضاضة من الفرح، لمؤامرة مزعومة يتخيلها، أو لضرر موهوم على أهلنا في غرة، فليراجع عقله أو قلبه؛ ففي أحدهما زيغ.
-ولا يمكن لي أو لغيري توقع ما سيكون، هل سيتلوه فتح آخر أم هزيمة، تقدم أو تأخر، هل سينجح رهان إخواننا على انشغال القوى الداعمة للنظام، أم يفشل.
لكن المؤكد أن استمرار الكفاح في أي مكان هو شمعة أمل وبقعة نور، واستمرار للممشى الطبيعي والمسير الأصلي لأمة المسلمين، أمة الإقدام والكفاح والجها...
تأمل ... {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
انظر كيف جعل القتا ل في سبيله تعالى من الأمور المعتادة الملازمة للمسلمين كالمرض والتجارة.
-هذا ما ينبغي أن نذكر به أنفسنا ونربي عليه أبناءنا، خلقنا الله لإقامة العدل ونصرة الحق ومراغمة أعداءه لا للتمتع بالدنيا والركون لها.
وهذا -في رأيي- هو لب الصراع الآن، هو قتل هذه الروح والإجهاز عليها، والإبقاء على دين محرف، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشربته الأهواء، ورضيه السادة والكبراء.
فما بقي الكفاح فقد بقي الخير، وبقي الأمل، وبقي الانتصار
وحيث يطوى بساطه يسلط الله تعالى ذلا، لا ينزعه حتى نرجع إلى ديننا كما قال ﷺ.
-لا أحب الكتابة في لحظة عاطفية لأجل ما للعاطفة من أثر في إضعاف العقل والنظر
لكن عجبا لمشهد تحرير أسرى سجون بشار، فقد هيج الفرح والحزن سويا، والابتسام والدمع معا، لأجل فك قيد ودفع ظلم، وعلى قيود أخرى ومظلومين آخرين في بلاد أخرى.
-ما يحدث هناك فتح من الله تعالى نحمده عليه، وكل من يجد في نفسه غضاضة من الفرح، لمؤامرة مزعومة يتخيلها، أو لضرر موهوم على أهلنا في غرة، فليراجع عقله أو قلبه؛ ففي أحدهما زيغ.
-ولا يمكن لي أو لغيري توقع ما سيكون، هل سيتلوه فتح آخر أم هزيمة، تقدم أو تأخر، هل سينجح رهان إخواننا على انشغال القوى الداعمة للنظام، أم يفشل.
لكن المؤكد أن استمرار الكفاح في أي مكان هو شمعة أمل وبقعة نور، واستمرار للممشى الطبيعي والمسير الأصلي لأمة المسلمين، أمة الإقدام والكفاح والجها...
تأمل ... {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
انظر كيف جعل القتا ل في سبيله تعالى من الأمور المعتادة الملازمة للمسلمين كالمرض والتجارة.
-هذا ما ينبغي أن نذكر به أنفسنا ونربي عليه أبناءنا، خلقنا الله لإقامة العدل ونصرة الحق ومراغمة أعداءه لا للتمتع بالدنيا والركون لها.
وهذا -في رأيي- هو لب الصراع الآن، هو قتل هذه الروح والإجهاز عليها، والإبقاء على دين محرف، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشربته الأهواء، ورضيه السادة والكبراء.
فما بقي الكفاح فقد بقي الخير، وبقي الأمل، وبقي الانتصار
وحيث يطوى بساطه يسلط الله تعالى ذلا، لا ينزعه حتى نرجع إلى ديننا كما قال ﷺ.
Forwarded from مُسدَّد
بيان محترم
لا يمكن لأحد أن يقول: كيف تدعون الروس الكفار الوالغين في دماء المسلمين إلى الشراكة وبناء العلاقات الإيجابية، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة ووو، هؤلاء قوم كفار (أصليون، أكفر من كل مبتدع وكافر ببدعته)، ووالغون في دماء المسلمين، وما زالوا، ومحتلون لأرض الشام، وما زالوا، وتاريخهم أسوَد، ومشروعهم مضاد لمشروع أمة الإسلام كلها وووو .. إلخ، فكيف تخاطبونهم بهذا الخطاب (المحترم).
لا يمكن لأحد أن يقول هذا، أو أن يلوم قائدا أو أميرا على هذا البيان: لأن هذه هي السياسة، بل هذا هو العقل.
المهم أن نتعلم ونعلم أن الحلال لنا حلال لغيرنا، والحلال مع طائفة حلال مع كل طائفة إذا اقتضته الظروف ومصلحة قيام الحق في أي مقام!
وطاب صباحكم، وصباح حلَب!
لا يمكن لأحد أن يقول: كيف تدعون الروس الكفار الوالغين في دماء المسلمين إلى الشراكة وبناء العلاقات الإيجابية، والاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة ووو، هؤلاء قوم كفار (أصليون، أكفر من كل مبتدع وكافر ببدعته)، ووالغون في دماء المسلمين، وما زالوا، ومحتلون لأرض الشام، وما زالوا، وتاريخهم أسوَد، ومشروعهم مضاد لمشروع أمة الإسلام كلها وووو .. إلخ، فكيف تخاطبونهم بهذا الخطاب (المحترم).
لا يمكن لأحد أن يقول هذا، أو أن يلوم قائدا أو أميرا على هذا البيان: لأن هذه هي السياسة، بل هذا هو العقل.
المهم أن نتعلم ونعلم أن الحلال لنا حلال لغيرنا، والحلال مع طائفة حلال مع كل طائفة إذا اقتضته الظروف ومصلحة قيام الحق في أي مقام!
وطاب صباحكم، وصباح حلَب!
[الدم لا ينام.]
والمراد أنَّ من كان له قِبَلَك ثأرٌ، وثبت له عندك دم، لا يغفل عنك وعن أخذ ثأره منك ليلاً ولا نهاراً، ولا يكن منه سلمٌ صحيح، ولا مصافحة خالصة أبداً.
--------
زهر الأكم في الأمثال والحكم
والمراد أنَّ من كان له قِبَلَك ثأرٌ، وثبت له عندك دم، لا يغفل عنك وعن أخذ ثأره منك ليلاً ولا نهاراً، ولا يكن منه سلمٌ صحيح، ولا مصافحة خالصة أبداً.
--------
زهر الأكم في الأمثال والحكم
Forwarded from إسماعيل عرفة
أنا لست ممن يثقون كثيرًا في الأخبار المتعلقة بالانقلابات عمومًا وفي سوريا خصوصًا، لا سيما إن كان مصدرها مجهولًا،
لكن القناة 12 العبرية أوردت خبرًا مفاده أن أمريكا وإسرائيل بدءا في التنسيق حال سقوط نظام بشار، مع ترامي بعض الأخبار مؤخرًا عن محاولات انقلاب عسكري في قلب دمشق وهروب عائلة الأسد.
والحقيقة أن جمالية مثل هذه الأخبار هو أن السياق الآن يتحملها، بمعنى أن المياه الراكدة منذ سنوات قد تحركت وأن الأرض الآن مهيئة لتغيير سياسي يخرج هذه المنطقة المنكوبة من محنتها التعيسة ..
فهذه الأخبار لانقلاب محتمل في سوريا لو تداولها ناشطون منذ ثلاثة أيام ماضية كنا سنقول عليهم أغبياء أو حالمين أو كاذبين .. لكن الآن نحن نسمعها ونقول: هاه، ممكن، يا رب تحصل..
فهذه والله بركة الحركة والعمل والإعداد والجهاد في سبيل الله.
وكما نرى الآن بأم أعيننا في سوريا، فإن نصر الله إذا نزل لم يستطع دفعه إنس ولا جن، وإذا أراد الله شيئًا هيأ له أسبابه، والله المستعان وعليه التكلان، وهو مولانا وحسبنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن القناة 12 العبرية أوردت خبرًا مفاده أن أمريكا وإسرائيل بدءا في التنسيق حال سقوط نظام بشار، مع ترامي بعض الأخبار مؤخرًا عن محاولات انقلاب عسكري في قلب دمشق وهروب عائلة الأسد.
والحقيقة أن جمالية مثل هذه الأخبار هو أن السياق الآن يتحملها، بمعنى أن المياه الراكدة منذ سنوات قد تحركت وأن الأرض الآن مهيئة لتغيير سياسي يخرج هذه المنطقة المنكوبة من محنتها التعيسة ..
فهذه الأخبار لانقلاب محتمل في سوريا لو تداولها ناشطون منذ ثلاثة أيام ماضية كنا سنقول عليهم أغبياء أو حالمين أو كاذبين .. لكن الآن نحن نسمعها ونقول: هاه، ممكن، يا رب تحصل..
فهذه والله بركة الحركة والعمل والإعداد والجهاد في سبيل الله.
وكما نرى الآن بأم أعيننا في سوريا، فإن نصر الله إذا نزل لم يستطع دفعه إنس ولا جن، وإذا أراد الله شيئًا هيأ له أسبابه، والله المستعان وعليه التكلان، وهو مولانا وحسبنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا﴾ يَعُمُّ جَمِيعَ أعْمالِ الطاعَةِ، ثُمَّ قَيَّدَهُ بِالإيمانِ.
واخْتَلَفَ الناسُ في الحَياةِ الطَيِّبَةِ..
فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ، والضَحّاكُ: هو الرِزْقُ الحَلّالُ..
وقالَ الحَسَنُ، وعَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: هي القَناعَةُ، وهَذا أطْيَبُ عَيْشِ الدُنْيا..
وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ أيْضًا: هي السَعادَةُ..
وقالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: الحَياةُ الطَيِّبَةُ هي حَياةُ الآخِرَةِ ونَعِيمُ الجَنَّةِ.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ:
وهُناكَ (أي في الآخرة) هو الطَيِّبُ عَلى الإطْلاقِ، ولَكِنَّ ظاهَرَ هَذا الوَعْدِ أنَّهُ في الدُنْيا..
والَّذِي أقُولُ: إنَّ طَيِّبَ الحَياةِ اللازِمَ لِلصّالِحِينَ إنَّما هو بِنَشاطِ نُفُوسِهِمْ ونَيْلِها وقُوَّةِ رَجائِهِمْ، والرَجاءُ لِلنَّفْسِ أمْرٌ مُلِذٌّ، فَبِهَذا تَطِيبُ حَياتُهُمْ، وبِأنَّهُمُ احْتَقَرُوا الدُنْيا فَزالَتْ هُمُومُها عنهُمْ، فَإنِ انْضافَ إلى هَذا مالٌ حَلالٌ وصِحَّةٌ، أو قَناعَةٌ فَذَلِكَ كَمالٌ، وإلّا فالطَيِّبُ فِيما ذَكَرْناهُ راتِبٌ.
___
المحرر الوجيز لابن عطية..
ورحمَ الله علماءَنا الأبرار الأذكياء وجزاهم عنا خيرًا، كم علمونا وأناروا لنا سُبلًا لم تكن لتضيء لولا أن سخرهم الله لنا!
وقَوْلُهُ تَعالى: ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا﴾ يَعُمُّ جَمِيعَ أعْمالِ الطاعَةِ، ثُمَّ قَيَّدَهُ بِالإيمانِ.
واخْتَلَفَ الناسُ في الحَياةِ الطَيِّبَةِ..
فَقالَ ابْنُ عَبّاسٍ، والضَحّاكُ: هو الرِزْقُ الحَلّالُ..
وقالَ الحَسَنُ، وعَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ: هي القَناعَةُ، وهَذا أطْيَبُ عَيْشِ الدُنْيا..
وقالَ ابْنُ عَبّاسٍ أيْضًا: هي السَعادَةُ..
وقالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: الحَياةُ الطَيِّبَةُ هي حَياةُ الآخِرَةِ ونَعِيمُ الجَنَّةِ.
قالَ القاضِي أبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللهُ:
وهُناكَ (أي في الآخرة) هو الطَيِّبُ عَلى الإطْلاقِ، ولَكِنَّ ظاهَرَ هَذا الوَعْدِ أنَّهُ في الدُنْيا..
والَّذِي أقُولُ: إنَّ طَيِّبَ الحَياةِ اللازِمَ لِلصّالِحِينَ إنَّما هو بِنَشاطِ نُفُوسِهِمْ ونَيْلِها وقُوَّةِ رَجائِهِمْ، والرَجاءُ لِلنَّفْسِ أمْرٌ مُلِذٌّ، فَبِهَذا تَطِيبُ حَياتُهُمْ، وبِأنَّهُمُ احْتَقَرُوا الدُنْيا فَزالَتْ هُمُومُها عنهُمْ، فَإنِ انْضافَ إلى هَذا مالٌ حَلالٌ وصِحَّةٌ، أو قَناعَةٌ فَذَلِكَ كَمالٌ، وإلّا فالطَيِّبُ فِيما ذَكَرْناهُ راتِبٌ.
___
المحرر الوجيز لابن عطية..
ورحمَ الله علماءَنا الأبرار الأذكياء وجزاهم عنا خيرًا، كم علمونا وأناروا لنا سُبلًا لم تكن لتضيء لولا أن سخرهم الله لنا!
«لقد بذلتُ مجهودًا عنيفًا لأعْصِرَ مشاعرَ العبودية من نفسي قطرةً قطرة، حتى استيقظتُ ذاتَ صباحٍ جميل فاكتشفتُ أن عروقي لم يعد فيها أثرٌ لدمٍ ذليل، وأنها تفيضُ بدمٍ إنسانيٍّ حقيقي».
____
أنطون تشيخوف
____
أنطون تشيخوف
إني -لعمرك- ما أعيا بقافية
لكنني اليوم في عيٍّ بلا سببِ
وجدتنُي لا يجيب القولُ داعيتي
مذ صاحَ داعيةُ الأحرار في حلب
شدوا عصائب للحمراء منسِبُها
وما يزال كتابي أبيضَ النسبِ
حتى طويت كتابي ثم قلت له:
السيف أصدق إنباءًا من الكتبِ
__
أيوب الجهني
لكنني اليوم في عيٍّ بلا سببِ
وجدتنُي لا يجيب القولُ داعيتي
مذ صاحَ داعيةُ الأحرار في حلب
شدوا عصائب للحمراء منسِبُها
وما يزال كتابي أبيضَ النسبِ
حتى طويت كتابي ثم قلت له:
السيف أصدق إنباءًا من الكتبِ
__
أيوب الجهني
مَن لا يفهم ما يجري، يمكنه ببساطة أن يفرح لفرحة إخوانه وأهله، وبما يبدو من بشائر تسرّ.. ويسأل الله تمامَ النعمة وحُسنَ العواقب، بس.
﴿ما يَفتَحِ اللَّهُ لِلنّاسِ مِن رَحمَةٍ فَلا مُمسِكَ لَها وَما يُمسِك فَلا مُرسِلَ لَهُ مِن بَعدِهِ وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾
﴿أَخَذناهُم بَغتَةً فَإِذا هُم مُبلِسونَ
فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الَّذينَ ظَلَموا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾
بغتةً، هل تجد في اللغة الواسعة ما يحلّ محلّ هذه الكلمة الشريفة العالية؟
تأمل كلَّ كلمة.. وقل آمنت بالله العظيم.
فَقُطِعَ دابِرُ القَومِ الَّذينَ ظَلَموا وَالحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾
بغتةً، هل تجد في اللغة الواسعة ما يحلّ محلّ هذه الكلمة الشريفة العالية؟
تأمل كلَّ كلمة.. وقل آمنت بالله العظيم.
﴿هُنالِكَ دَعا زَكَرِيّا رَبَّهُ﴾
أتخيَّلُ وأنا أقرأُ كلمةَ "هُنَالِكَ" ومضةَ النورِ التي شَعَّتْ في نفسِ زكريا عليه السلام، وكأنه انتفضَ طَرِبًا يقول: "وجدتُها"!
لما رأى نعمةَ اللهِ الوافرة في غير أوانها المعتاد، وعَلِمَ -علمَ يقين- أن ذلك "من عند الله" كانت تلك الومضةُ النيّرةُ السَّنِيَّةُ كفتيلٍ أوقَدَ في نفسه مِسْراجَ الرجاء، وفتحَ في صدره نوافذَ الأمل، وكأني بالشيب الذي اشتعلَ في رأسه قد عادَ نورًا شابًّا في قلبه، فَتَهَلَّلَتْ نَفسُه طمعًا بالذي يُعطي على انعدام الأسباب، ورغبةً فيما عند الملك الوهّاب..
وأحسبُ أنه -حينها- وصلَ إلى ذروةِ اليقين، فكأنما كان يدعو وهو يُبصرُ الولدَ يَحبو بين يديه.
وتلك من آثار رحمة الله.
وسبحان الذي يحيي الأرضَ بعدَ موتها!
فيارب، يا رب،
هَبْ لنا من لدنك "حريةً" طيبةً، إنك سميع الدعاء.
أتخيَّلُ وأنا أقرأُ كلمةَ "هُنَالِكَ" ومضةَ النورِ التي شَعَّتْ في نفسِ زكريا عليه السلام، وكأنه انتفضَ طَرِبًا يقول: "وجدتُها"!
لما رأى نعمةَ اللهِ الوافرة في غير أوانها المعتاد، وعَلِمَ -علمَ يقين- أن ذلك "من عند الله" كانت تلك الومضةُ النيّرةُ السَّنِيَّةُ كفتيلٍ أوقَدَ في نفسه مِسْراجَ الرجاء، وفتحَ في صدره نوافذَ الأمل، وكأني بالشيب الذي اشتعلَ في رأسه قد عادَ نورًا شابًّا في قلبه، فَتَهَلَّلَتْ نَفسُه طمعًا بالذي يُعطي على انعدام الأسباب، ورغبةً فيما عند الملك الوهّاب..
وأحسبُ أنه -حينها- وصلَ إلى ذروةِ اليقين، فكأنما كان يدعو وهو يُبصرُ الولدَ يَحبو بين يديه.
وتلك من آثار رحمة الله.
وسبحان الذي يحيي الأرضَ بعدَ موتها!
فيارب، يا رب،
هَبْ لنا من لدنك "حريةً" طيبةً، إنك سميع الدعاء.
تَنَشُّقُ نسائمِ الحرية، ولو لحظات تتخللُ الزمانَ الظلوم، تُبرئُ النفوسَ، وتحيي ميّتَ الرجاء، وتسقي بذورَ اليقين في موعود الله الحق الذي لا يخلف الميعاد..
والحمد لله رب العالمين.
والحمد لله رب العالمين.
نسائمُ الحريّة تُزْكِمُ أنوفَ الطغاة، ولو كان بينهما بُعْدُ المشرقَين!
نأمل أن تكون دماءُ الحريةِ نارًا متأججةً، لا يملكون إخمادَها، كلما أطفأوها من جانب -ولو سنينَ عددًا- انبعثت عليهم من جديد من جانب آخر، أُوقِدَت شرارتُها في تونس منذ أربعة عشر عامًا، تلَتْها بلدةٌ فبلدة، حتى إذا ظنوا أنهم خامدوها جميعًا، أتاهم أمرُ الله، فأحياها بأبي إبراهيم من جديد، مُضرَّجةً بالدماء الزكية الحرة الشريفة الطيبة، ثم تتوالى بعون الله تبعاتُها، ونسأل اللهَ حُسنَ العواقب..
يحسبون الشعوبَ -وإن تطاولت عليها أزمانُ القهر- ترضى وتموتُ رغباتُها -المقتولةُ- في عيش حرٍّ شريف؟!
أبدًا لن يكون، الحريةُ نبتةٌ ناميةٌ متجددةٌ، حيةٌ لا تموت، لا تُجتَثّ جُرثومتُها، ولا تُستَأصَلُ شأفتُها، ولا يملكون دفعَها ولا رفعَها ولا نزعَها، ولا تُعَطَّلُ ولا تُستَبدلُ، بل هي وراثةُ الآخرين عن الأولين، ترويها روحٌ عن روح.. فطرةٌ إنسانية، تُذكِيها مروءةٌ عربية، وتنفخ فيها -من روحها- وتهذبُها شريعةٌ مَرْضِيّة..
وبالله تُستَدفعُ البلايا، وتُنالُ العطايا..
يحسبون الشعوبَ -وإن تطاولت عليها أزمانُ القهر- ترضى وتموتُ رغباتُها -المقتولةُ- في عيش حرٍّ شريف؟!
أبدًا لن يكون، الحريةُ نبتةٌ ناميةٌ متجددةٌ، حيةٌ لا تموت، لا تُجتَثّ جُرثومتُها، ولا تُستَأصَلُ شأفتُها، ولا يملكون دفعَها ولا رفعَها ولا نزعَها، ولا تُعَطَّلُ ولا تُستَبدلُ، بل هي وراثةُ الآخرين عن الأولين، ترويها روحٌ عن روح.. فطرةٌ إنسانية، تُذكِيها مروءةٌ عربية، وتنفخ فيها -من روحها- وتهذبُها شريعةٌ مَرْضِيّة..
وبالله تُستَدفعُ البلايا، وتُنالُ العطايا..