Telegram Web Link
رحمَ اللهُ الشيخ وأجزلَ مثوبَتَه..
كان نبيُّ الله صلوات الله عليه وآله يحسن التهيؤ لرمضان؛ ويعلِّم أمته حسن الإعداد له روحًا وبدنًا؛ لأنه من الأيام التي خصَّها الله تعالى بالفضل، وإرسال نفحات رضاه وعفوه على البشرية، فكان دائم التعرض لما شأنه كذلك؛ وقوفًا بذلك عند مراضي حبيبه، وبلاغًا بفعله وعبادته وسَمته للأمة أن يتقفوا طريقه ويأخذوا من هديه فيه.

ونفحات الرحمن في الأيام والليالي متصلة دائمًا من ربنا سبحانه وتعالى لا تنقطع، في الأيام والليالي والأسابيع والشهور.
ففي الأيام إيماء لشهادة الله تعالى قرآن الفجر، وصلاة العشاء، والإعلام بفضلهما وقدر من شهدهما. وكذلك مواطن الإجابات إثر الصلوات في كل يوم.
وفي الليالي ندب الله تعالى إلى قيام الليل لأن الله تعالى يفيض فيه على قائمه والمتجهد فيه.

وفي الأسابيع يوم الجمعة الذي هو عيد المسلمين، يَقِفهم بين يدي عباده يستمعون الذكر والنذارة حتى يفيئوا إليه، وجعل لهم فيه ساعة إجابة. وجعل صلتهم فيه بنبيهم والصلاة عليه آكد في هذا اليوم العظيم.
وفي الشهور الأشهر الحرم وشعبان وذي الحجة وغير ذلك مما هو معلوم ومعروف، وأعظمها وأهمها هو رمضان المعظم.
فلم يُخلِ الله تعالى الأيام من نفحات بره غدوًّا وعشيًّا على عباده المؤمنين وفضله وبره دائم الاتصال لا ينقطع عنهم.

فكان نبي الله صلى الله عليه وسلم دائم التعرض لهذه المشاهد على أتم السيرة وأوفاها، ليس أحد أعبد لله منه، فكان حاضًّا على الصلوات والذكر في يومه، وليلته قائمًا بحق الله في أعمال اليوم والليلة، ناصبًا قدميه بين يديه سبحانه بالليل شاكرًا لأنعمه التي لا يعلم مقدار أتم شكر من البشر لها إلا هو.
وكان يصوم الاثنين والخميس وربما واصل الصيام، ويهيئ نفسه للجُمعات ويحض أصحابه وأمته على التهيؤ لها وحسن القيام فيها والذكر.
وكان يعلم أمته استقبال رمضان بالروح والبدن، فندب إلى الالتفات إليه في رجب واليقظة فيه، ثم جعل دينه صوم شعبان إلا قليلًا متهيئًا لشهود الأيام العظيمة في شهر رمضان المكرم.
ثم كان ديدنه في هذا الشهر هو الانجماع على الاجتهاد بأقصى بلوغ الغاية في العبادة والذكر والدعاء طيلة أيامه ولياليه، ثم إذا جاء العشر اجتهد ما لم يجتهد في باقي الشهر لإدراك ليلة القدر وشهود الفضل بأمته وتعليمهم لحسن القيام لمراضي الله وإدراك عفوه.

وبعد: فهذا نبي الله صلوات الله وسلامه عليه أمامكم بسيرته وعبادته وأحاديث دينه ومعجزته الباقية فينا على تعاقب الدهور، فاهتدوا به وأطيعوه واجتهدوا في توفية حقه وما له عليكم من التعظيم والتوقير والاتباع تفلحوا في دنياكم وأخراكم.
..
اللهم صلِّ وسَلِّمْ وباركْ على نبينا الهادي ﷺ، الذي دلَّنا على كلِّ خير، وحَذَّرَنا من كل شر.
ونبَّهنا على فضيلةِ سيدِ الشهور، وحَثَّنا على اغتنامِ ما فيه من الفضائل والخيرات والنفحات.

واقرءوا الأحاديث الشريفة التي قالها ﷺ في فضائل شهر رمضان، لتعلموا عِلمَ يقينٍ كيف كان حِرصُه ﷺ على تعليمِ أمته وإرشادِهم وهدايتِهم لكل خير.

فلولاه ﷺ ما فَقِهنا شيئًا، ولا فَهِمنا شيئًا، ولَفَاتنا خيرٌ كثيرٌ، بل لَفَاتنا الخيرُ كله.

فاللهم صلِّ وسَلِّمْ وباركْ على سيد ولدِ آدمَ في مقدمِ سيدِ الشهور، عددَ ما ذكرَكَ الذاكرونَ وغفَلَ عن ذِكرِكَ الغافلون.
كل عامٍ وأنتم بِخيرٍ وعافيةٍ وسرورٍ أيها الفضلاءُ الكِرامُ، رمضان مبارك علينا وعليكم، وعلى أمتنا كلِّها، لا سيما إخواننا في كل ثَغرٍ ممن يمسحون عن وجوهنا غبارَ المذلة بدمائهم..
هذا العام فرحتي ببلوغ رمضانَ مضاعفة، فلأول مرة أخشى تلك الخشية من عدم بلوغه! فالحمد لله على فضله وعافيته وأن بلغني الشهرَ الكريم..
نحن كلُّنا في ضيافة الملك الكريم سبحانه وبحمده هذا الشهر الكريم، يُغدِقُ سبحانه علينا البركاتِ والرحماتِ والهِبات والهدايا من كل جانب، هذا نُزُلٌ كَريمٌ أعده الكريمُ الذي لا منتهى لكرمه لعباده، يصبُّ عليهم الخيراتِ صبًّا صبًّا، فأقبِلوا بالحب والرجاء من كل فج عميق، وأعلنوا حوائِجَكم للملك الكريم الوهّاب.. وتعرضوا لنفحات الله قدرَ ما تطيقون.
Forwarded from عِرفان
أقبلت الجنة، فادخلها!
رمضان بأنواره ورحماته استعادة للصدق والحقيقة فينا!
نقبل لنعلم أن الحياة بحقيقتها وصدقها مع الله تعالى وحده، وفي العبودية له وحده!

موسم القرآن بجلاله وجماله ونوره وحياته، ومواعظه وهداياته!

الأنفاس الجبريلية، والهبات القَدْرية، وصحبة الملائكة، وهمهمات أنفاس الضراعة، ومحافل دمعات الخشية والتوبة والإنابة!

موسم البركة السماوية التي تمسح عن القلوب غبار الدنيا، وزيفها، وغرورها!

موسم الصفاء الذي يُصبُّ في القلوب صبًّا، فيرفع إلى معارج العناية، ومنازل الولاية!

موسم التراحم والتغافر، والتباذل والمودة، وترك الأثرة، وإسكات الأنا والانتصار للنفس، والاعتصام بميثاق: إني صائم!

موسم التخفف من زوائد الأشغال وفضول الأقوال والأفعال والأعمال، وتجلي التوحيد بأنواره حبًّا وشوقًا وتعبدًّا ورِقًّا!

بركات " فإني قريب"، ورحمات" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، ونسائم" أمن هو قانت آناء الليل ساجدًا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه"!

اللهم لك الحمد لا نحصي ثناء عليك!
لك الحمد على رحمتك وشريعتك ومنتك ودينك!
لك الحمد على جمالك ونورك!
لك الحمد على سيدنا رسول الله ﷺ
لك الحمد على رمضان ورحماته وعتقه!
استمتع بشبابك:
____
"أستمتع بشبابي":

(عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ:
جَمَعْتُ الْقُرْآنَ فَقَرَأْتُ بِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "إِنِّي أَخْشَى أَنْ يَطُولَ عَلَيْكَ زَمَانٌ أَنْ تَمَلَّ؛ اقْرَأْهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي!
قَالَ: "اقْرَأْهُ فِي كُلِّ عِشْرِينَ".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي!
قَالَ: "اقْرَأْهُ فِي كُلِّ عَشْرٍ".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي!
قَالَ: "اقْرَأْهُ فِي كُلِّ سَبْعٍ".
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَسْتَمْتِعْ مِنْ قُوَّتِي وَشَبَابِي!
فَأَبَى).

رواه أحمد وابن ماجة.
_
سبحان الله! أرأيتَ؟!
أرأيتَ كيف كان يحب أن يستمتع بشبابه؟!
غروبُ اليومِ الأول، غُرَّةِ رمضان المبارك 1446
رمضانُ شهرُ النورِ والهنا والسرورِ، في الدينِ والدنيا، فأينما وجهتَ وجهكَ نفَحَتْك نفحاتُ الخير، وحيثما مددتَ كفَّك امتلأَتْ من البركات.
Forwarded from أسامة غاوجي
﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ﴾
ماذا بقي من هذا هذه الذكرى؟ وما معنى هذا الميثاق؟
الحلقة الثانية من "الحال المرتحل"



https://youtu.be/ok_YaVOBSnk?si=hh16YIb9WGv9ZxAK
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
غروبُ اليومِ الثاني من شهر رمضان..
(هذا الكتابُ الكريمُ يأبى بطبيعته أن يكونَ مِن صُنعِ البشر، وينادي بلسانِ حالِهِ أنه رسالةُ القضاءِ والقدر، حتى إنه لو وُجِدَ مُلقًى في صحراءَ لأيقنَ الناظرُ فيه أنْ ليس من هذه الأرض منبعُه ومنبتُه، وإنما كانَ من أفقِ السماء مطلعُه ومهبطُه).

محمد عبد الله دراز

#النبأ_العظيم
لا تُقبِلْ على رمضانَ إقبالَ الخائفِ، بل إقبالَ المُحبِّ المشتاقِ المستزيد، ولا تقلْ -في أي لحظةٍ منه- فاتني الوقتُ، فإن هذا هو العجزُ كلُّه..
بل أبوابُ الخيرِ مُفَتَّحةٌ من كل جانب من أول ساعةٍ فيه وحتى آخر ساعة، فتلقَّفْ رحماتِ الله ونفَحَاتِه، واملأْ بها قلبَك وروحَك، فإن ضعفتَ، فخُذْ غرفةً بيدِك..
والملائكةُ تناديكَ نداءَ البشارةِ تَحثُّك: يا باغيَ الخيرِ، أقبِلْ.
ولا أراكَ إلا باغيَ خيرٍ..

والأجور مضاعفةٌ بلا عدٍّ ولا حَصْر..
ويُروَى عن السلفِ آثارٌ في المضاعفة، منها قول النخعي رحمه الله: "صومُ يومٍ من رمضان أفضلُ من ألفِ يوم، وتسبيحةٌ فيه أفضلُ من ألفِ تسبيحةٍ، وركعةٌ فيه أفضلُ من ألف ركعة".
غروب اليوم الثالث من رمضان..
"ها نحنُ أولاء ندعو كلَّ من يطلبُ الحقَّ بإنصاف، أن ينظر معنا في القرآن من أي النواحي أحب: من ناحية أسلوبه، أو من ناحية علومه، أو من ناحية الأثر الذي أحدثه في العالم، وغيَّرَ به وجه التاريخ، أو من تلك النواحي مجتمعة؛ على أن يكون له الخِيَرةُ بعد ذلك أن ينظر إليه في حدود البيئةِ والعصرِ الذي ظهر فيه، أو يَفترِضُ أنه ظهر في أرقى الأوساط والعصور التاريخية.
وسواءٌ علينا أيضًا أن ينظر إلى شخصية الداعي الذي جاء به، أو يلتمسَ شخصًا خياليًّا تجمعت فيه مراناتُ الأدباء، وسلطاتُ الزعماء، ودراساتُ العلماء بكافة العلوم الإنسانية، ثم نسأله:
هل يجد فيه إلا قوةً شاذةً، تغلب كلَّ مغالب، وتتضاءل دونها قوةُ كلِْ عالم وكلِّ زعيم وكلِّ شاعرٍ وكاتب، ثم تنقضي الأجيالُ والأحقاب، ولا ينقضي ما فيه من عجائب، بل قد تنقضي الدنيا كلها ولما يُحِطِ الناسُ بتأويل كل ما فيه، {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 53]".

محمد عبد الله دراز

#النبأ_العظيم
اللهمَّ ارضَ عن قُرَّائِنا الكبارِ الذين عَجَّلوا لنا بعضَ نعيمِ الجنةِ مَسُوقًا يتهادى بينَ أيدينا..
من أهنأ "الرمضانات" التي قضيتُها يومَ دخلتُ رمضانَ متخففًا من قيودِ "التكثر" و"الضغط" و"الجري خلفَ الوقت"، لأنّ حِرصَكَ ورغبتَك على التكثرِ -على خلاف عادتك وما تعلمه من ضعفك- في زمان الخيرات يجعلك "مضغوطًا"، لا سيما إن كان من عاداتك القديمة حبُّ الاستكثار في مواسم الخيرات.

لكن أحيانًا نعلم من أنفسنا ضعفًا لازَمَها سنين، وهذا الضعف يحتاجُ سياسةً وتُؤَدة ووقتًا، وسنينَ، كما ترسَّخَ في سنين..

قلتُ لنفسي: على مهلك، افعل ما تستطيع، وعلى مَهَل، وتذوَّقْ قليلَ العمل، ينفعك أثرُه، وتستمتع به.
قلت لنفسي: "رمضان ليس عبئًا" بكل هذا الضغط! بل رمضان موسمُ حبٍّ وقُربٍ.. ولستَ في سباقٍ مع أحد، وربُّكَ ينظرُ إلى القلب السليم قبلَ كلِّ شيء، فاعتنِ به..
فكانَ خيرًا عليَّ في كَمِّه وكَيفِه.

هذه ليست دعوة لعدم الاستكثار، بل رمضان موسم الاستكثار والمنافسة، لكن هذه دعوة للتخفف من أعباء ليست حقيقية، أعباء نقيّد بها أنفسَنا رغبةً في الخير، فتأرن كما يأرن المُهرُ، ودعوة أن تستشعرَ الشعائرَ، وتذوقَ ثمراتِ العمل قليلًا كان أو كثيرًا.
ثم هي دعوة ألا تُنزّلَ أحوالَ السابقين على حالك، فتيأس، بل هم مُثُلٌ عُليا، نتمثّلُها، ونحاول، عامًا بعدَ عام، لعلنا نقترب من سعيهم، ولعلَّ ربَّنا سبحانه يشملُنا بنفحاته، ويُلحقنا بالسابقين لحبنا لهم.. والمرءُ معَ مَن أحب.
2025/07/02 03:50:17
Back to Top
HTML Embed Code: