حملة حظر المشاهير الساكتين عن القضية، أو المساندين صراحة للقتلة، فكرة نافعة في ذاتها يمكن استنساخها عندنا؛ لأنها تصيب هؤلاء في رأس مالهم وهو إعجاب الناس بهم، مع ما يدره عليهم من الأرباح المادية.

#blockout2024
البشير عصام المراكشي
وهم دوام النعم
وليس كل من اقتنع بشيء عمل به، ولا كل من عرف اغترف. كل واحد منا يعلم يقينا أنه راحل عن هذه الدنيا، وأن أيامه معدودة، لكنه يتناسى ذلك، ويتملكه الوهم القاتل أنه سيغادر عندما يكون قد أتم استعداداته واتخذ إجراءاته الاحترازية. إن الساعات التي نقطعها ونحن أحياء على الأرض أجلُّ نعمة يرزقها الإنسان، لكنا توهمنا أن النعم تدوم، وأنها لا تغادرنا إلا بإذن منا، فانشغلنا بالتلذذ بها، وصرفنا العمر سعيا إلى حيازتها، وتضخمت أوهامنا في سبيل ابتكار الوسائل الموصلة إلى ذلك، واستقللنا ما أعطينا من نِعم، وغفلنا عما كُفينا من رزايا ومِحن، (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على مَن تاب) [أخرجه مسلم في الصحيح]

والمطلوب أن ينظر الإنسان في كتاب الله المسطور، ويجيل النظر في كتابه المنظور، فيعرف ثم يشكر. وإذا ارتقى في درجات العلم، انكشفت حقائقٌ، وزالت أوهام، وتسللت إلى نفسه الخشية، واكتسى باليقين ورزق الحكمة والبصيرة، وعمل بما هو واقع، ولما سيقع، ولم يتعلق بالأوهام والخيالات الزائفة.. عند ذلك تتوقف مكونات نفوسنا عن صناعة الألم.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "الوهم وصناعة الألم" بقلم رضوان الداوود
https://bit.ly/3UWYnGf
يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه "مفتاح دار السعادة" متحدثا عن حِكمة الله: "ومنها تعريفه سبحانه عبده سعة حلمه وكرمه في ستره عليه، وأنه لو شاء لعاجله على الذنب ولهتكه بين عباده فلم يطِب له معهم عيش ابدا، ولكن جلله بستره، غشاه بحلمه، وقيّض له من يحفظه وهو في حالته تلك، بل كان شاهداً وهو يبارزه بالمعاصي والآثام وهو مع ذلك يحرسه بعينه التي لا تنام.

وقد جاء في بعض الاثار "يقول الله تعالى انا الجواد الكريم من اعظم مني جودا وكرما عبادي يبارزونني بالعظائم وأنا أكلوهم (أي أحفظهم) في منازلهم"، فأي حلم اعظم من هذا الحلم وأي كرم اوسع من هذا الكرم، فلولا حلمه وكرمه ومغفرته لما استقرت السموات والارض في أماكنها، وتأمل قوله تعالى {إن الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا إن امسكهما من احد من بعده إنه كان حليما غفورا}.. هذه الاية تقتضي الحلم والمغفرة؛ فلولا حلمه ومغفرته لزالتا (أي السماوات والأرض) عن اماكنهما !! ومن هذا قوله {تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا * ان دعوا للرحمن ولدا}." (بتصرف).

Réda Abainou
ضيق الصدر يُشبه جلسة مُتعِبة في ليلة من ليالي الصيف القاتمة، ليلة من الليالي التي لا تعرف حَرّ منتصف ليلها من منتصف نهارها، وفي هذه الجلسة تنتظر نسمة شارِحة، يطول غياب النسمة.. تزورك النَسمة، تظنّ أنها القاضية الباقية، سريع اختفاء النسمة، سريعة عودة القتمة، تجلس تنتظر أختها، وفي كُل مُرّة يطول الغياب أكثر، وفي كُلّ مَرّة يَزيد الشوق وتقلّ اللهفة؛ لتأخر قدومها وسُرعة غيابها،،، وما حيلة الإنسان غير أن يُلملم أمله ليظلّ جالسًا، رُبّما علينا أن نُغيّر جلستنا، ولكن المُهم أن يبقى الأمل في نَسمة قاضية باقية شارِحة؛ لَعلّ الجوّ يتغيّر، لعلّنا نحن نتغيّر، لعلّ رحمة تنزل..

عمرو عودة
يقدّم كتاب #خارطة_الطوائف إحاطة شاملة لخارطة الأديان والطوائف المعاصرة، فيعرض تاريخ نشوئها وتشكّل فرقها، وتطورها التاريخي وعوامل قوتها الاقتصادية والسياسية وغيرها، وفهم طرق توظيف القيادات السياسية والدولية لها .. لتحميل الكتاب:
https://bit.ly/KharetatAltawaef
إن أردتم الفرار من ضيق الصدر إلى سعة الفرج، ومن حلكة الهمّ إلى أنوار الرّاحة، وإن ابتغيتم الخروج من سجن الجسد إلى حريّة الرّوح "فَأْوُۥٓاْ إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِۦ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا"
محمد خير موسى
بعد كل ما شاهدناه ونشاهده، لا نبعد عن القول: إن أحوالنا أقرب للهزيمة، وإذلال الأمة العربية، فقد تداعت وتكالبت عليها الأمم! وهذه الحال التي يعيشها العرب والمسلمون الآن لا شك فيها أنها أقرب إلى الهزيمة النكراء الممزوجة بيأس عام، في ظل تشدق كبير بالحضارة الإنسانية، التي لا شيء يصفها حقا إلا التأكيد على أنها “حضارة زائفة”.
يأسنا هذا له أساسان، أساس أول منبعه داخلي، حيث يئسنا من أنفسنا ونحن نشاهد إخواننا تُدمر حيواتهم، وحراسنا، وولاة أمورنا، وكأنهم غير معنيين بما يجري فيها، ولا يحركون ساكنًا، بل إنهم يتعمدون إشعارنا بأنهم متواطئون ويظهرون لنا بسخرية أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء.
وأساس ثانٍ مصدره خارجي، وهو يأسنا من المجتمع الدولي الذي توهمنا أننا ننتمي له، حيث رأينا رعاته يدَّعون وصولهم لأعلى سمات التحضر والرقي واحترام الحقوق، إلا أنهم ما لبثوا أن صفقوا للقاتل وناصروا عدوانه، وفعّلوا ما استطاعوا من نفاق وزيف بكل مخاتلة ومواربة للدفاع عنه والإمعان في قتل المظلوم!
‏ما تعيشه القضية اليوم، يعتبر محورا فاصلا وصلنا إليه من خلال تفعيل ما يسمى بالقانون الدولي، والذي تأكد لكل عاقل أنه ليس إلا قانونا يحمي الأقوى، ويسحق الضعيف، ويفقر الفقير، ويغني الغني، ويبرّئ المعتدي، ويجرم البريء.

المزيد في جديد مقالات السبيل: "إنها حضارة زائفة!" بقلم د. خديجة العامري
https://bit.ly/3WHuLOl
من الدروس المُلفتة للنظر في الأحداث الأخيرة؛ قانون الأسباب عند المسلم.. فهذا القانون لا يعتمد على قوة الأسباب ولا وضوحها ولا حب الإنسان أو كراهيته لها..
بل يعتمد على الرصيد الإيماني عنده، فربما تأتي الأسباب ضعيفة جدًّا بحيث لا ينتبه لها كل أحد، فيغفل عنها أو يستقلها ويُفرط فيها!
لذلك من العبارات العبقرية التي انتفعتُ بها قديمًا ولا أنساها أبدًا: "المُستعدُ للشيء تكفيه أضعف أسبابه".. فالأمر نفسي أكثر منه مادي، وإيماني أكثر منه حسي.
نظير قول الله تعالى لمريم: "وهُزِّي إليك بجذعِ النخلة"، وقوله لخليله إبراهيم: "وأذِّنْ في الناس"!
فالله عز وجل يُريد من المؤمن؛ إيمانه الراسخ لا طاقته الهزيلة، واستجابته للأمر لا قلة الحيلة، واعتقاده في مُسبب الأسباب عز وجل لا ظنه في قُدرة الأسباب!

محمد وفيق زين العابدين
((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ))

موالاةُ المؤمن للمؤمنين جميعا أيا كان مكانهم من أعظم مُحكمات الإسلام.

والموالاةُ: الحُب والنُصرة، والاهتمام بشأنهم، والفرح بما يُصيبهم من خير، والحزن لما يُصيبهم من شر، وإعانتُهم بالدعاء وما يُمكن من دعم=تلك أمورٌ لا ينبغي أن تحتاج تنبيهًا، بل يجب أن يجدها المؤمن الصادق في قلبه تلقائيا، ويظهرُ أثرُها على جوارحه: على لسانه وعينيه، ويتحرك لها.

والمؤمنون جسدٌ واحد، ومن لُطف الله بعباده في المصائب الكبرى النازلة بأُمّة من المسلمين سواء في فلـwـطين أو سوريا أو تركيا أو الصين أو مصر أو أوروبا أو الصومال أو بورما أو غيرها=أن تجد المؤمنين الصادقين مجتمعين على المولاة يتجهون بقلوبهم تلقائيا للاهتمام بأمر إخوانهم ورجاء الخير لهم والدعاء لهم والحرص على مساعدتهم -كلُّ هذا يفعلونه دون تنبيه- ويبذلون ما يستطيعون ثم يرون أنفسهم مُقصرين غاية التقصير .. ولا يهنؤون بطعام أو شراب أو راحة وهم يرون إخوانهم في بلاء، يودُّون التخفيف عنهم بأي وسيلة.

ولا تعجب وأنت في شدة حرارة تلك المواقف أن تجد أُناسًا من جلدتنا حمقى سفهاء قد حازوا من البرود ما يحول بينهم وبين أن يشعروا بإخوانهم فضلا عن أن يبذلوا لهم شيئا، بل ربما اتخذوا تلك الأمور بسخرية ونُكت، أو استغلّوها لتحقيق مصلحة شخصية، أو تجاهلوها تماما، وودُّوا لو تمُرّ سريعا أو تُنسى، لا يُريدون ما يُعكر صفوهم.. ولو برؤية منشورات وصور!
وأولئك لو نُوزع أحدُهم شيئا من رفاهيته لحارَب دونه. وهم أشد الناس سخطًا إذا نزل بهم بلاءٌ لكنهم لا يكترثون أبدا لما يُصيبُ إخوانهم.

فلا تبتئس بما كانوا يعملون...ولا ترجُ من أولئك خيرا في مثل تلك النوازل، تدري لماذا؟ لأنهم أمواتٌ غيرُ أحياء!

فاحمدِ الله أنت على حياة قلبك، وسل الله العافية لك وللمؤمنين والمؤمنات
اللهم نج المؤمنين والمؤمنات وأنت أرحم الراحمين
ولا تجعلنا ظهيرا للمجرمين

حسين عبد الرازق
كنا إلى وقت قريب، نُكن لبعض الدول الأوروبية وحضارتهم الغربية شيئا من الاعتبار والتقدير، خاصة أنها لا تنفك عن المناداة بقيم الديمقراطية والمساواة والحرية وحقوق الإنسان والحيوان وأشياء أخرى عديدة!. ظننا أنها تحمي الحقوق على قدم المساواة وتنتصر للمصالح والمبادئ العليا، وحين سمعنا شعاراتها المدوية التي اتخذتها نهجا، وهي في الحقيقة فارغة من أثرها ومعناها.
ظنناها تقود مواطنيها وشعوبا أخرى تابعة لها باتجاه الرقي والازدهار والرخاء النفسي والاجتماعي والاقتصادي، لكن ما نشهده اليوم، ليس إلا إيضاحا مزلزلا ومفندا لكل ذلك.
لقد تمكنت هذه الدول من دعم ونشر شتى أنواع المفاسد الأخلاقية والسلوكيات الرديئة، وأن تدفع بفئات من يافعيها وشبابها للمجون والضياع والانغماس في وحل الممنوعات والمدمِّرات، من مسكرات ومخدرات وملهيات ..إلخ، وتزج بهم نحو تعاملات وعلاقات غير سوية، منافية للطبيعة، ومن ثم نحو أمراض نفسية خطيرة، واضطرابات سلوكية عميقة وفقد الشعور بالطمأنينة والغاية المرجوة من الحياة.


المزيد في جديد مقالات السبيل: "إنها حضارة زائفة!" بقلم د. خديجة العامري
https://bit.ly/3WHuLOl
Forwarded from شريف محمد جابر (شريف محمد جابر)
أتفهّم إلى حدّ بعيد نفرة كثير من الشباب المحافظين على دينهم اليوم من الخطاب الإسلامي، و"تكهربهم" من أي خطاب ذي صبغة إسلامية في مختلف المجالات: السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية.. وغيرها.
علينا أن ندرك أولا أن هذه النفرة سببها خطابات كارثية مارستها بعض طوائف الإسلاميين في العقود الماضية، سواء كانت خطابات "الإعجاز العلمي" و"أسلمة المعرفة" المتعجّلة وغير المدروسة، أو كانت خطابات بعض الإسلاميين الحركيين الذين أظهروا فشلهم الشديد في فهم اللعبة السياسية وفي فهم الدولة، أو كانت خطابات بعض الجماعات المنتسبة إلى السلفية التي رفعت شعارات صلبة ثم انقلبت عليها وانحازت إلى السلطة العلمانية المجرمة، أو كانت خطابات داعش ونظرائها التي اتّسمتْ بالغلوّ وتكشير الأنياب تجاه الأمّة واغتصاب حقوقها وسفك دمائها، أو الجماعات الشبيهة بها التي فقدتْ مقومات مشروعها وتحوّلت إلى مقاول يغيّر ملابسه ليبقى في سلطة هشّة، أو الجماعات ذات الأحكام السطحية على الواقع..
لقد أورثتْ هذه الخطابات الكارثية كلها كثيرا من شباب الإسلاميين نفرةً من كل خطاب إسلامي يتشابه في بعض عناصره مع عناصر تلك الخطابات، وجعلتهم يزهدون في أي توجه حركي إسلامي يسعى إلى استئناف الحياة الإسلامية، لأنّ أعينهم كانت ترى السلبيات فحسب ولا ترى الإيجابيات التي امتدت لعقود، والتي منها – بفضل الله – انتشار كثير من معالم الدين ومفاهيمه الأصيلة التي كادت تندرس في مجتمعاتنا المسلمة، وفهم فساد العلمانية والليبرالية وغيرها من التوجّهات اللادينية المعادية لقيم الدين.
لكنّ هؤلاء الشباب إذا كانوا يعتبرون أنفسهم واعين؛ يتحمّلون مسؤولية مضاعفة من جهتهم عن بناء خطاب إسلامي حكيم يتلافى مشاكل الخطابات السابقة، أما النفور الإجمالي وتوسّل الخطابات العلمانية تارة والغربية الأكاديمية تارة أخرى يتوسّمون فيها خلاصًا أو حلّا ما؛ فهو مزيد من الانتكاس.
والواجب اليوم على الأجيال الجديدة إعادة النظر في مسيرة الدعوة الإسلامية منذ نحو قرن وحتى يومنا هذا، والتعمّق في التراث الإسلامي القديم في الوقت نفسه، مع فهم الواقع فهمًا جيّدا وفهم تيّاراته التي تمور فيه وتشكّله، لبناء خطاب إسلامي متجدّد يستهدف إحياء الأمة بالكتاب والسنّة واستئناف الحياة الإسلامية في المجتمعات المسلمة، التي تعيش حالة كارثية من التناقض بين قيمها التي تؤمن بها والواقع الذي يحكمها.
2024/05/21 07:27:45
Back to Top
HTML Embed Code: