الفرانكفوشعريّة .
أودُّ أن أسجل في هذه المَقالة عنواناً مقتبساً مِن حَركةٍ مرجعيّة للحداثة السعريّة، كانَت ومازالَت مهيمنةً على الذاكرة الشّعرية والوعي الشّعري، مابعد "السيّاب" و"نازك" لاسيّما عند روّاد "مجلّة شعر" الذين تبنّوا المفاهيم الثقافيّة و الأدبية للاتجاه الفرانكفوني المتمثل ب(رامبو ، بودلير ، بيرس، جاك بريفا) هذه الأسماء التي نَقلت التجربة الشّعرية إلى معايير مختلفة عن السائد، في ظل قصيدة لا تبحث عن المعنى والموضوع بقدر ما تبحث عن " اللغة " و" العبارة " و "الجملة" و"الذات" تمثيلاً للكوني و المطلق، و"الفرانكفوشعريّة" هو مصطلح اقترحهُ، يختصر الشّعريّة الفرانكفونية التي اجتاحتْ الوعي الشعري العربي منذ العام ١٩٥٨م حتى الآن ...
في محاولةِ تسجيل هوية حداثية جديدة للشعر العربي. ويعدّ هذا التأسيس أمرٌ شاق في ظل تنوّع الاشتغالات الفنيّة التي تمنحها لغة الشعر العربي و ضوابطه، لذا نجدُ الحداثة أحيانا ترتبط بالمغايرة الشكلية وتجاوز الشكل الواحد، واحياناً تداخل الأنواع. بينما يظل الجزء الأهم منسيّاً في ظل عنايتنا بالنوع والشكل، والجزء هذا يتمثل بالمرجعيّة الثقافيّة للحداثة أو للتغيير ، انطلاقاً من السؤال : ما هي الأفكار والمؤثرات المرجعية التي دعت الشّعراء يقدمون مشاريع جديدة للكتابة ؟
يتجه الشّعر العربي الحداثي في اتجاهين: الأول يمثل مرحلة انفتاح المثقف على الوعي الأنجلوسكسوني(شكسبير ، والت ويت مان، ت.س.اليوت) الذي أسس لقصيدة تقف في موضوعاتها على (الأسطورة، الرمز، القناع) كما في (المسيح بعد الصلب ، المومس العمياء...الكوليرا).
والاتجاه الثاني الذي يمثل انفتاح المثقف العربي على الوعي الفرانكفوني( رامبو، بودلير، بيرس، جاك بريفا) الذي أسس لقصيدة لا تعير للموضوع والمعنى أهمية بقدر شجونها المفرط بتمثلات الذات والكون والمطلق. وإن هذا الأثر التاريخي المتمثل في الواقع الفرنسي استطاع شعراء من أمثال "بودلير" نقله إلى الفن وتجربة نوع جديد وأفكار جديدة في الكتابة انطلاقا من مقالة "رسام الحياة الحديثة" في دعواه إلى الانتقالية والتحول وكسر الثوابت. هذه الأفكار كانت بمثابة وقود الماكنة الشعرية العربية الحديثة، حيث تمظهرت في حركة مهمة من حركات الحداثة ألا وهي مشروع مجلّة شعر برئاسة "يوسف الخال"، وعضويّة " أدونيس و أنسي الحاج وشوقي أبي شقرا وآخرين " إذ نظروا للخروج عن السائد والموروث و تبني التحولات الفنية الحادة، وخصوصية اللحظة الراهنة . تأسست الحداثة على فكرة وعي الفنان المفرط بذاته، بوصفها مصدرا للقيم الجمالية على الحضور الطاغي للتقاليد الفنية الموروثة المتمثلة بالموضوعات الشّعريّة التقليدية . كانت هذه الفكرة جوهريّة بالنسبةِ لتيارٍ "فرنكفوشعري" متنوّر ويملك من التجربة والاحتكاك بالعالم الآخر ما يؤهله لتبني مشروعٍ من هذا النّوع، بل أخذ العرب يطبقونَ المفهوم العدمي الذي ساد في الأدب الغربي في أعمالهم الشعرية و الأدبية ومازالت ذاكرتي تحتفظ بجداريّة في مدينة لايدن الهولنديّة حملت نصاً للشاعر أدونيس وهو أحد رواد الحداثة جاء فيه :
"أَلضياعُ الضياعْ...
أَلضياعُ يخلِّصنا ويقود خطانا
والضياعْ
ألقٌ وسواه القناعْ؛
والضياعُ يوحِّدنا بسوانا
والضياعُ يعلّق وجه البحارْ
برؤانا
والضياعُ انتظارْ."
حيث يحمل النّص في مكنوناته مذهباً عدميّا وعبثياً واضحاً ، ولم يكن كتاب "أزهار الشر " لشارل بودلر أقل حضورا من هذا النص فيما يخص عدمية المحتوى و تشظيه، بل نجد أن جذور ما كتبه الحداثيون العرب لم تكن جذوراً عربيّة بقدر ما تمسكت بمرجعية غربيّة متأثرة بالتوجهات الفرنكفونية. واللغة الفصيحةُ هي الحلقة الرابطة بين الموروث والحداثة. وفي ظل صخب الحداثة.
وهنا أود أن أشير إلى اهمية البحث العلمي الذي يتناولُ الحداثة في الشعر العربي من جوانبها الفكرية ومنطلقاتها المرجعية وكيفية تشكل النصوص الحداثية، بعيداً عن هوس الأشكال والقوالب . ففكرة الحداثة لا يمكن أن تأتي من فراغ ولابّد من تأسيس مفاهيمي وفلسفة ينطلق من خلالها الشاعر لتأسيس توجه جديد . أكبر و أهم من "شكل جديد" بل يمكن أن نعتبر الحداثة فلسفة غير معنية بالأشكال، فهي تتجسد داخل العمل الفني أفكاراً وأساليب لا قوالب وأشكال. فالقصيدة العمودية مثلا يمكن أن تكون حاملا من حوامل الحداثة الفرانكفونية عندما تتبنى منطلقات ومفاهيم هذا الاتجاه شعريّاً...
#حسين
أودُّ أن أسجل في هذه المَقالة عنواناً مقتبساً مِن حَركةٍ مرجعيّة للحداثة السعريّة، كانَت ومازالَت مهيمنةً على الذاكرة الشّعرية والوعي الشّعري، مابعد "السيّاب" و"نازك" لاسيّما عند روّاد "مجلّة شعر" الذين تبنّوا المفاهيم الثقافيّة و الأدبية للاتجاه الفرانكفوني المتمثل ب(رامبو ، بودلير ، بيرس، جاك بريفا) هذه الأسماء التي نَقلت التجربة الشّعرية إلى معايير مختلفة عن السائد، في ظل قصيدة لا تبحث عن المعنى والموضوع بقدر ما تبحث عن " اللغة " و" العبارة " و "الجملة" و"الذات" تمثيلاً للكوني و المطلق، و"الفرانكفوشعريّة" هو مصطلح اقترحهُ، يختصر الشّعريّة الفرانكفونية التي اجتاحتْ الوعي الشعري العربي منذ العام ١٩٥٨م حتى الآن ...
في محاولةِ تسجيل هوية حداثية جديدة للشعر العربي. ويعدّ هذا التأسيس أمرٌ شاق في ظل تنوّع الاشتغالات الفنيّة التي تمنحها لغة الشعر العربي و ضوابطه، لذا نجدُ الحداثة أحيانا ترتبط بالمغايرة الشكلية وتجاوز الشكل الواحد، واحياناً تداخل الأنواع. بينما يظل الجزء الأهم منسيّاً في ظل عنايتنا بالنوع والشكل، والجزء هذا يتمثل بالمرجعيّة الثقافيّة للحداثة أو للتغيير ، انطلاقاً من السؤال : ما هي الأفكار والمؤثرات المرجعية التي دعت الشّعراء يقدمون مشاريع جديدة للكتابة ؟
يتجه الشّعر العربي الحداثي في اتجاهين: الأول يمثل مرحلة انفتاح المثقف على الوعي الأنجلوسكسوني(شكسبير ، والت ويت مان، ت.س.اليوت) الذي أسس لقصيدة تقف في موضوعاتها على (الأسطورة، الرمز، القناع) كما في (المسيح بعد الصلب ، المومس العمياء...الكوليرا).
والاتجاه الثاني الذي يمثل انفتاح المثقف العربي على الوعي الفرانكفوني( رامبو، بودلير، بيرس، جاك بريفا) الذي أسس لقصيدة لا تعير للموضوع والمعنى أهمية بقدر شجونها المفرط بتمثلات الذات والكون والمطلق. وإن هذا الأثر التاريخي المتمثل في الواقع الفرنسي استطاع شعراء من أمثال "بودلير" نقله إلى الفن وتجربة نوع جديد وأفكار جديدة في الكتابة انطلاقا من مقالة "رسام الحياة الحديثة" في دعواه إلى الانتقالية والتحول وكسر الثوابت. هذه الأفكار كانت بمثابة وقود الماكنة الشعرية العربية الحديثة، حيث تمظهرت في حركة مهمة من حركات الحداثة ألا وهي مشروع مجلّة شعر برئاسة "يوسف الخال"، وعضويّة " أدونيس و أنسي الحاج وشوقي أبي شقرا وآخرين " إذ نظروا للخروج عن السائد والموروث و تبني التحولات الفنية الحادة، وخصوصية اللحظة الراهنة . تأسست الحداثة على فكرة وعي الفنان المفرط بذاته، بوصفها مصدرا للقيم الجمالية على الحضور الطاغي للتقاليد الفنية الموروثة المتمثلة بالموضوعات الشّعريّة التقليدية . كانت هذه الفكرة جوهريّة بالنسبةِ لتيارٍ "فرنكفوشعري" متنوّر ويملك من التجربة والاحتكاك بالعالم الآخر ما يؤهله لتبني مشروعٍ من هذا النّوع، بل أخذ العرب يطبقونَ المفهوم العدمي الذي ساد في الأدب الغربي في أعمالهم الشعرية و الأدبية ومازالت ذاكرتي تحتفظ بجداريّة في مدينة لايدن الهولنديّة حملت نصاً للشاعر أدونيس وهو أحد رواد الحداثة جاء فيه :
"أَلضياعُ الضياعْ...
أَلضياعُ يخلِّصنا ويقود خطانا
والضياعْ
ألقٌ وسواه القناعْ؛
والضياعُ يوحِّدنا بسوانا
والضياعُ يعلّق وجه البحارْ
برؤانا
والضياعُ انتظارْ."
حيث يحمل النّص في مكنوناته مذهباً عدميّا وعبثياً واضحاً ، ولم يكن كتاب "أزهار الشر " لشارل بودلر أقل حضورا من هذا النص فيما يخص عدمية المحتوى و تشظيه، بل نجد أن جذور ما كتبه الحداثيون العرب لم تكن جذوراً عربيّة بقدر ما تمسكت بمرجعية غربيّة متأثرة بالتوجهات الفرنكفونية. واللغة الفصيحةُ هي الحلقة الرابطة بين الموروث والحداثة. وفي ظل صخب الحداثة.
وهنا أود أن أشير إلى اهمية البحث العلمي الذي يتناولُ الحداثة في الشعر العربي من جوانبها الفكرية ومنطلقاتها المرجعية وكيفية تشكل النصوص الحداثية، بعيداً عن هوس الأشكال والقوالب . ففكرة الحداثة لا يمكن أن تأتي من فراغ ولابّد من تأسيس مفاهيمي وفلسفة ينطلق من خلالها الشاعر لتأسيس توجه جديد . أكبر و أهم من "شكل جديد" بل يمكن أن نعتبر الحداثة فلسفة غير معنية بالأشكال، فهي تتجسد داخل العمل الفني أفكاراً وأساليب لا قوالب وأشكال. فالقصيدة العمودية مثلا يمكن أن تكون حاملا من حوامل الحداثة الفرانكفونية عندما تتبنى منطلقات ومفاهيم هذا الاتجاه شعريّاً...
#حسين
يتحدّث الرجل عن التخطّي وتفكّر المرأةُ في العناق.
هو يَخْرج
وهي تَدْخُل.
خلافاً للشكل المظنون في التواصل.
-أُنسي الحاج.
هو يَخْرج
وهي تَدْخُل.
خلافاً للشكل المظنون في التواصل.
-أُنسي الحاج.
كنتِ أجمل لأن ابتسامتكِ كانت ابتسامة فتاة مظلومة تُغالب حزنها، وتُسامحْ.
كنتِ تُحرّكين شعوراً بالذنب تجاهكِ ونَخْوَةَ الحماية.
لما تَحَرّرتِ، فرغتْ عيناكِ.
أأقول: واأسفاه على خوابي العذاب! وكلّ ما أبغيه هو بلاغته من دونه؟
-أُنسي الحاج.
كنتِ تُحرّكين شعوراً بالذنب تجاهكِ ونَخْوَةَ الحماية.
لما تَحَرّرتِ، فرغتْ عيناكِ.
أأقول: واأسفاه على خوابي العذاب! وكلّ ما أبغيه هو بلاغته من دونه؟
-أُنسي الحاج.
نَصِيبُكَ مِنْ هَذَا الوُجُودِ مَصَائِبُهْ
وَدَاءٌ تُقَاسِيهِ وَمَوْتٌ تُحَارِبُهْ
تُسَرُّ بِمَوْلُودٍ وَتَأْسَى لِرَاحِلٍ
وَطَالِعُهُ رَهْنُ الفَنَاءِ وَغَارِبُهْ
-فوزي المعلوف.
وَدَاءٌ تُقَاسِيهِ وَمَوْتٌ تُحَارِبُهْ
تُسَرُّ بِمَوْلُودٍ وَتَأْسَى لِرَاحِلٍ
وَطَالِعُهُ رَهْنُ الفَنَاءِ وَغَارِبُهْ
-فوزي المعلوف.
آه! لِمَ لَم أَضَع حَشْدًا مِنَ الْحَيَّات
أَفْضَلَ مِنْ إِرْضَاعِ هَذَا الْمَسْخ!
فَاللَّعْنَةُ عَلَى لَيْلَةِ الْمَلَذَّاتِ الْعَابِرَة
الَّتِي حَمَلَت فِيهَا بَطْنِي كَفَّارَتِي!
-بودلير
أَفْضَلَ مِنْ إِرْضَاعِ هَذَا الْمَسْخ!
فَاللَّعْنَةُ عَلَى لَيْلَةِ الْمَلَذَّاتِ الْعَابِرَة
الَّتِي حَمَلَت فِيهَا بَطْنِي كَفَّارَتِي!
-بودلير
( حِكايةُ مِصباح)
حِينَ دارتْ مَعاركُ العَقلِ
واستَبسَلَ فُرسانُها بلا أفراسِ
أُرسِلَتْ مِنْ هُنا رسائلُ إخوانِ الصَّفا
كي تُضيءَ لَيلَ النّاسِ
وبكى شَيخُنا الوحيدُ أبو حَيّانَ وَعْيًا
إذْ لَمْ يجِدْ مَنْ يُواسي
وهوَ يُلْقي أوراقَهُ
في فَمِ النّارِ احتجاجًا
على شُحوبِ الأماسي
إذْ دِمشقُ الحَنونُ
تَقتُلُ غَيلانَ فَتاها
بِأوَّلِ القُدّاسِ
ومُقِيمونَ في الرَّنينِ
أصَرُّوا أنْ يموتوا
بِهَيبةِ الأجراسِ
والمَعَرِّيُّ طارقًا فوق أبوابِ الضحايا
مُذَكِّرًا كُلَّ ناسي
مُلِئتْ بالظلامِ عَيناهُ
لكِنْ هوَ ما زالَ صانعَ الأقباسِ
**
أجود مجبل
حِينَ دارتْ مَعاركُ العَقلِ
واستَبسَلَ فُرسانُها بلا أفراسِ
أُرسِلَتْ مِنْ هُنا رسائلُ إخوانِ الصَّفا
كي تُضيءَ لَيلَ النّاسِ
وبكى شَيخُنا الوحيدُ أبو حَيّانَ وَعْيًا
إذْ لَمْ يجِدْ مَنْ يُواسي
وهوَ يُلْقي أوراقَهُ
في فَمِ النّارِ احتجاجًا
على شُحوبِ الأماسي
إذْ دِمشقُ الحَنونُ
تَقتُلُ غَيلانَ فَتاها
بِأوَّلِ القُدّاسِ
ومُقِيمونَ في الرَّنينِ
أصَرُّوا أنْ يموتوا
بِهَيبةِ الأجراسِ
والمَعَرِّيُّ طارقًا فوق أبوابِ الضحايا
مُذَكِّرًا كُلَّ ناسي
مُلِئتْ بالظلامِ عَيناهُ
لكِنْ هوَ ما زالَ صانعَ الأقباسِ
**
أجود مجبل
على أية حال، لم أُضِع وقتي، أنا أيضا تمرغت، كأي إنسان، في هذا الكون الزائغ.
-سيوران
-سيوران
من يعِشِ الخلود يفوِّتْ… سيرته الذاتية. وفي خاتمة المطاف لا تكون ناجزه أو مكتملة إلا المصائر المحطمة.
-سيوران
-سيوران
سوف تحل نهاية الإنسانية عندما يصير الجميع مثلي" هكذا قلت ذات يوم، في سَوْرَةٍ لست مؤهَّلاً لوصفها.
-سيوران
-سيوران
كثيرا ما ينبجس الجوهري إثر حديث طويل. الحقائق الكبرى تقال على العتبات.
-سيوران
-سيوران
❤2
سُئل الحلاج: لِمَ طمعَ موسى -عليه السلام- في الرؤية وسألها؟ فقال: لأنّه انفرد للحقّ، وانفرد الحقُّ به، في جميع معانيه، وصار الحق مُواجِهَه في كلّ منظور إليه، ومُقابِلَه دون كلِّ محظور لديه، على الكشف الظاهر إليه لا على التغيُّب، فذلك الذى حمله على سؤال الرؤية لا غير.
تأتي لحظة على الشكاك ، بعد أن يكون قد وضع كل شيء موضع السؤال ، فلا يجد ما يشك فيه ، لحظتها يوقف حكمه فعلا ، ماذا تبقى له ؟ اللهو أو الخدر ؟ الطيش أو الحيوانية ؟.
-سيوران
-سيوران