Telegram Web Link
إن ولدت زهرات، والوقت ليس ربيعا، فلا تدعها تنمو. 

-بورشيا
جاء نهاري العظيم وانقضى دون أن أدري، فهو لم يعبر 
الفجر حين جاء ولا الغروب حين رحل. 

-بورشيا.
"كل شيء يموت ، حتى الذكريات وحتى أنبل العواطف، ويحل محلها نوع من الحكمة الباردة"
أيّ قدّاسٍ أبيض تُقاطعين كي ترسلي إليَّ بركة أن تجعليني أرى بأنكِ موجودةٌ؟ وفي أيّ دورٍ في هذا الرقص المتلوّي تتوقفين، والدهر معكِ، لتجعلي من توقفكِ جسرًا إلى روحي ومِن ابتسامتكِ أُرجوان ردائي؟ يا بجعة القلق المنظومِ إيقاعًا، ويا قيثارة الساعاتِ الأبديةِ، ويا قيثار الأحزانِ الخرافيّةِ المُتردِّد أنتِ المُنتظرةُ والضائعةُ، يا مَن تعانقين وتجرحينَ على حد سواءٍ، ويا مَن تُموهينَ مسرتَنا بالألمِ الذهَبِ وتكللينَ حزننا بالوردِ. أيّ إلهٍ أوجدك، وأيّ إلهٍ أبغضهُ الإله الذي أوجدكِ؟ أنتِ لا تعرفينَ أو حتى تعرفين بأنكِ لا تعرفينَ، أنتِ لا تريدينَ أن تعرفي أو ألّا تعرفي. لقد جردت حياتَكِ مِن غايتِها، وطوقتِ حضورَكِ بهالة الوهم وكسوتِ نفسكِ بالكَمالِ واللّاتجسدِ، حتى لا تقدر الساعاتُ أن تُقبلكِ، أو الأيام أن تتبسمَ إليكِ، أو أن تراكِ الليالي رافعةً القمرَ في راحتَيكِ حتى صارَ زَنبقةً كأنّهُ. انثُريني، يا حُبِّي، معَ البتلاتِ عن وردكِ الأمثَلِ، زنابقكِ الأكمَلِ، بتلاتِ الأقحوانِ التي يفوحُ منها نغمُ اسمكِ. سأُميتُ حياتي فيكِ، أيَّتها البتولةُ التي لا تنتظرُ عناقًا، ولا تبحثُ عن قُبلةٍ، ولا غايةً ترومُ.

بيسوا
الوَارِدُ المنتَظَر لا يُعَوَّلُ عَلَيه
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ.

- المتنبي
يَشكو تَبَذُّلِيَ الصَحابُ وَعاذِرٌ
أَن يَنبُذَ الماءَ المُرَنَّقَ شارِبُ

مِن أَجلِ هَذا الناسِ أَبعَدتُ الهَوى
وَرَضيتُ أَن أَبقى وَما ليَ صاحِبُ

دُنيا تَضُرُّ وَلا تَسُرُّ وَذا الوَرى
كُلٌّ يُجاذِبُها وَكُلٌّ عاتِبُ.

- الشريف الرضي
ثلاثةُ وجوهٍ قديمة تبقى معي الأول البحر الذي يتحدثُ مع كلاوديو الثاني الشّمال ذو المزاج الفولاذي متوحشٌ عند شروقِ الشمسِ أو غروبها والثالث الموت، الاسم الذي نطلقه على الوقتِ الذي مضى، وهو لا يكفُّ عن إزعاجنا. أعباءُ الأمس الدنيوية من التاريخ  الواقع والمتخيّل  يقهرني كما يقهرني الذّنْب.  أفكّرُ في السفينة العظيمة التي عادت من البحر محملةً بجثّة "سكيلد سكيفنغ" الذي حكمَ الدنمارك تظلّه السماء، أفكّرُ في الذئبِ العظيم  الذي كانت أرسنته ثعابينَ  ثعابين أضفت على السفينة المحترقة نقاءَ وبياضَ الإله الجميل الميّت.  أفكّرُ أيضاً بالقراصنة، أولئكَ الذين تناثر لحمهم البشري تحت ثقلِ البحار، مسرح مغامراتهم.  أفكّرُ بالصروح التي رآها البحارةُ  على طريقِ رحلاتهم الجنوبيّة. أفكّرُ في ما يخصّني، موتي الكامل المتكامل،  بدونِ مرمدة جنائزيّة، أو دمعةٍ واحدة.

-بورخيس
من يدي يأكل الحمام
شعر: آنا أخماتوفا - روسيا
ترجمة جمانة حداد - لبنان
 
كم من الأحجار رُميت عليّ!
كثيرة حدّ أنّي ما عدتُ أخافها
كثيرة حدّ أنّ حفرتي أصبحت برجا متينا،
شاهقا بين أبراج شاهقة.
أشكر الرماة البنّائين
- عساهم  يجنبون الهموم والأحزان -
فمن هنا سوف أرى شروق الشمس قبل سواي
ومن هنا سوف يزداد شعاع الشمس الأخير ألقاً.
ومن نوافذ غرفتي

غالبا ما سوف تتغلغل النسمات الشمالية
ومن يدي سوف يأكل الحمام حبوب القمح.
أما صفحتي غير المنتهية
فيد الإلهام السمراء
ذات الهدوء والرقّة الالهيين
هي التي سوف
من هنا
من علٍ تنهيها.
سوف تأتي في كل الأحوال يا أيها الموت -
فلِمَ ليس الآن؟
انني انتظرك وقد نفد صبري.
من أجلكَ أطفأتُ الأضواء
وفتحتُ الباب
يا بسيطا كأعجوبة.
فتعال من فضلك
تعال بأي قناعٍ ترغب

: إنفجر فيّ كمثل قنبلة غازية
أو تسلّل واسرقني على غرار رجل عصابة،

سمّمني بدخانك التيفوسيّ
أو كن الأسطورة التي حلمنا بها أطفالا

- والمألوفة حد الاشمئزاز من الجميع -
الأسطورة التي ألمح فيها طرف معطف أزرق باهت ووجه خادمٍ شاحب من فرط الخوف.
لم يعد ثمة ما يهمّني بعد الآن
فنهر الينيسي يجري
ونجمة الشمال تلمع
والرعب الأخير يُـبهِت
البريق الأزرق للعينين المعشوقتين.
سوف أشرب نخبا أخيرا لمنزلنا المدمَّر*

لحياتنا التعيسة
لوحدةٍ عشناها اثنين
وسأشرب نخبكَ أيضا:
نخب خداع شفتيك اللتين خانتا،
نخب جليد عينيك الميت،
نخب هذا العالم الوحش .
الحنان الحقيقي لا يشبه شيئا:
صامتٌ هو.
بلا جدوى إذا تغطي كتفيّ
وصدري بمعطف الفرو.
وبلا جدوى كلماتك المهموسة
عن روعة الحب الأول:
كم بتّ أعرفها جيدا
نظراتك هذه العنيدة والجشعة!
لا أعلم هل أنتَ حي أو ميت
هل على هذه الأرض أستطيع البحث عنك
أم يمكنني فقط
عندما يخبو المغيب
أن أندبكَ بصفاء في أفكاري؟
كلّ شيء لك: صلاة النهار
حرّ الليل الأرِق
والأبيضُ من سرب أشعاري
والأزرقُ من نار عينيّ.
لم يُعشَق أحد أكثر منك،
لم يعذّبني أحد اكثر منك،
ولا حتى ذاك الذي خانني حتى كدتُ احتضر
ولا حتى ذاك الذي غمرني ورحل.
لقد علّمتُ نفسي أن أعيش ببساطةٍ وحكمة
أنظر الى السماء وأصلّي للرب
أتنزّه طويلا قبل نزول المساء
كي أُنهك همومي الباطلة.
وعندما الأشواك تصنع حفيفها في الوهد
وعندما تتدلّى عناقيد السّمَّـن الحمراء
أكتب أبياتا فرحة
عن انحطاط الحياة،
عن انحطاطها وجمالها.
ثم أعود من نزهتي.
الهرّة الكثيفة الزغب تلحس راحة يدي،
تخرخر بنعومة
والنار تتوهج فجأة
على برج المنشرة الصغير عند البحيرة.
وحدها صرخة لقلاق يحطّ على السقف
تكسر الصمت من حين الى حين:
لقد علّمتُ نفسي أن أعيش ببساطةٍ وحكمة:
حتى إذا قرعتم بابي لن أسمعكم ربما.
الحارث بن عباد .
ووراءَ الحُدوجِ في البيد أرواحُ المقيمين في الديارِ تسيرُ .


مهيار الديلمي .
حكَمتْ في دمي فتاةٌ من الحي
يِ مباحٌ لها الدمُ المحظورُ


مهيار الديلمي
عجبت كيف تقدر الجسوم التالفة أن تكابد نزق نفوسنا، التالفة أيضاً، كلّ هذا الوقت.

-بسام حجار
هلَّا وَضَعْتِ يَدَكِ الصَّغيرةَ على قَلْبي لِكَي تَزولَ عَنْهُ الصَّحْراء. لِكَي تَهربَ الذِّئابُ مِنْهُ وَصَدَى قِفارِها. لِكَي يرحلَ العَنْكبوتُ الّذي يَتَنَفَّسُ في رئتي، لِكَي يُغادرني الخَدَر الّذي يَنْتَابُ أَشيَاءَ الرفوفِ والأدراجِ فَأحسَبُ أَنَّني مِنْها .

-بسام حجار
الأشياءُ في أَمْكِنَتها إلّا أنت
⁠الأشياءُ بدونِكَ
⁠تَبْحثُ عنكَ حيثُ لا تَكونُ .

-بسام حجار
كنت ميتاً، وميتاً لا أزال، فما الّذي أيقظ فيَّ حفنة المواتِ، وهي جسمي، مَشقّةَ أن يَنهضَ قلبُه الصامتُ وروحُه الّتي اعتزلت في مشاتيها البعيدة.

-بسام حجار
2025/07/07 16:35:27
Back to Top
HTML Embed Code: