Telegram Web Link
(إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

في هذه الآية تنبيه على أن دور الشيطان في الوسوسة والإغواء لا يقتصر على وسوسته في الأبواب السلوكية ولا في تزيينه الشهوات للناس ودفعهم إليها فحسب، بل يمتد ليشمل الإغواء الفكري وبث الشبهات العقدية في قلوب المؤمنين والقول على الله بلا علم: (وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).
في سورة البقرة:

الآيات المتعلقة ببني إسرائيل بدأت بـ(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)

وخُتمت بعد أكثر من اثني عشر صفحة بـ(يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ)
من فترة وأنا أفكر في أن أجعل هذه القناة للتأملات في الآيات والأحاديث وليس فقط في الآيات القرآنية، وسأبدأ بذلك بإذن الله.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
إذا سمعت دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام في القرآن، فقف، وأنصت، وتعلّم!
على مُكث | أحمد السيد
يُقال إن هناك عودة لسلسلة غيث الساري من هدايات البخاري!
ويُقال إنها ستبدأ بكتاب فضائل الصحابة من صحيح البخاري للتأمل في معنى تربية النبي ﷺ لأصحابه..
تأمل في هذا الحديث وقِسْ شيئاً من أحوال الناس عليه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: "خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره" أخرجه الترمذي وصححه.
Forwarded from || غيث الوحي ||
يا لها من كلمات لابن عاشور!

(إنَّ الذي فرض عليك القرآن لرآدك إلى معاد)

يقول: "أيْ أنَّ الَّذِي أعْطاكَ القُرْآنَ ما كانَ إلّا مُقَدِّرًا نَصْرَكَ وكَرامَتَكَ؛ لِأنَّ إعْطاءَ القُرْآنِ شَيْءٌ لا نَظِيرَ لَهُ، فَهو دَلِيلٌ عَلى كَمالِ عِنايَةِ اللَّهِ بِالمُعْطَى".
معرفة أسباب نزول الآيات على قسمين:

1- الأولى: معرفة أسباب النزول المعيّنة، المرتبطة بحدث معين بصورة واضحة، مثل قصة خولة بنت ثعلبة التي نزل فيها قول الله تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها)
ومثل الآيات التي نزلت في سورة الأنفال مرتبطة بمعركة بدر، وفي سورة آل عمران مرتبطة بأُحُد، ونحوها.
وهذا القسم يسير معرفتُه، فهو منقول بالنص.

2- الثانية: معرفة أسباب النزول غير المباشرة، أو غير المعينة تعيينا نصيا، وهي عامة آيات القرآن الكريم، وذلك أنّ الآيات كانت تنزل موافقة لحال المصطفى ﷺ ودعوته وحركته في الواقع وجهاده، فيثبت الله بها فؤاده، ويرد بها على حجج المشركين، ويربي بها المؤمنين، ويبصرهم بسبيل المجرمين.
وكان كل ذلك متوافقا مع ظروف الحال والزمان والمرحلة؛ ولذلك جاءت الآيات المكية مختلفة عن الآيات المدنية في أسلوبها وفي مركزيات موضوعاتها.

ومن يُرزَق الوصول إلى معرفة علاقة الآيات بطبيعة الأحداث على الواقع زمن النبي ﷺ = يُصب علماً كبيراً واسعاً.

وليس المطلوب في هذا القسم الوصول إلى نتائج دقيقة وشاملة فيه -فهذا غير ممكن- ولكن المطلوب الوصول فيه إلى نتائج مُقارِبة غير متكلفة.

ومعرفة هذا القسم تزيد المرء فهماً للسيرة النبوية، والعكس صحيح، فإن تمام العلم بالسيرة يزيد المرء علماً بالقرآن.

—-
والنيّة إن شاء الله ويسر: تقديم سلسلة مفصلة عن السيرة النبوية مع ربطها بآيات القسم الثاني لمحاولة مزيد من الفهم لتربية الله لعباده الصالحين بالوحي المتصل بأحداث الواقع، والله المستعان وعليه التكلان.
﴿أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ

قال الطبري: السالكون طريق الحق.
قال البغوي: أي: المهتدون.
قال ابن الجوزي: أي: المهتدون إلى محاسن الأمور.
وقال القرطبي: والرشد الاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه، من الرشاد وهي الصخرة.
قال الرازي: أي الموافقون للرشد يأخذون ما يأتيهم وينتهون عما ينهاهم.
وقال السعدي: أي: الذين صلحت علومهم وأعمالهم، واستقاموا على الدين القويم، والصراط المستقيم.
مفهوم لفظ (الدراسة) في قوله سبحانه:
﴿وبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ﴾

قال ابن عاشور رحمه الله:
(وتدرسون، معناه: تقرؤون، أي قراءة بإعادة وتكرير؛ لأن مادة درس في كلام العرب تحوم حول معاني التأثر من تكرر عمل يعمل في أمثاله، فمنه قوله: درست الريح رسم الدار إذا عفته وأبلته، فهو دارس، يقال منزل دارس، والطريق الدارس العافي الذي لا يتبين. وثوب دارس خلِق،
وقالوا: درس الكتاب إذا قرأه بتمهل لحفظه، أو للتدبر،
وفي الحديث «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة» إلخ رواه الترمذي،
فعطف التدارس على القراءة فعلم أن الدراسة أخص من القراءة.
وسمَّوا بيت قراءة اليهود مدراسا كما في الحديث: «إن النبيء ﷺ خرج في طائفة من أصحابه حتى أتى مدراس اليهود فقرأ عليهم القرآن ودعاهم» إلخ.
ومادة درس تستلزم التمكن من المفعول فلذلك صار درس الكتاب مجازا في فهمه وإتقانه ولذلك عطف في هذه الآية وبما كنتم تدرسون على بما كنتم تعلمون الكتاب.)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ بِحَجَّةِ الْوَدَاعِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَلَا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الْوَدَاع.
أخرجه البخاري.

قال ابن حجر:
(كَأَنَّهُ شَيْءٌ ذَكَرَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَتَحَدَّثُوا بِهِ وَمَا فَهِمُوا أَنَّ الْمُرَادَ بِالْوَدَاعِ وَدَاعُ النَّبِيِّ ﷺ، حَتَّى وَقَعَتْ وَفَاتُهُ ﷺ بَعْدَهَا بِقَلِيلٍ فَعَرَفُوا الْمُرَادَ ، وَعَرَفُوا أَنَّهُ وَدَّعَ النَّاسَ بِالْوَصِيَّةِ الَّتِي أَوْصَاهُمْ بِهَا أَنْ لَا يَرْجِعُوا بَعْدَهُ كُفَّارًا، وَأَكَّدَ التَّوْدِيعَ بِإِشْهَادِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ بِأَنَّهُمْ شَهِدُوا أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ مَا أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ بِهِ، فَعَرَفُوا حِينَئِذٍ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِمْ: حِجَّةُ الْوَدَاع)

وكيف عرف النبي ﷺ نفسه أنها حجة الوداع؟
الجواب: رُوي أنه عرف ذلك ﷺ من نزول سورة النصر عليه أثناء الحج، فقام فخطب الناس وأوصاهم.

وفي هذا الحديث ما كان يتعامل به النبي ﷺ أحياناً من الإشارة إلى المعنى لا التصريح به، وكانوا يتفاوتون في إدراك ذلك عنه، فكان أبوبكر أعلمهم بذلك، كما في الحديث الآخر:
في البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ جلس على المنبر ، فقال: "إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء, وبين ما عنده فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر، وقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا.
فعجبنا له! وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ! يخبر رسولُ الله ﷺ عن عبدٍ خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا!
فكان رسول الله ﷺ هو المخير، وكان أبو بكر هو أعلمنا به،
وقال رسول الله ﷺ : "إن من أمنِّ الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر"


الله صل على محمد وسلم عليه تسليما كثيرا..
(لكل نبأ مستقر)

"فكان نبأ القرآن استقر يوم بدر بما كان يَعِدهم من العذاب"

السُّدّيّ
﴿وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ﴾

قال الطبري رحمه الله:

(وأما الذين اتبعوا المهاجرين الأولين والأنصار بإحسان، فهم الذين أسلموا لله إسلامَهم، وسلكوا منهاجهم في الهجرة والنصرة وأعمال الخير.)
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أعاود في هذه الأيام سماع سلسلة معالجة القرآن لنفوس المصلحين، إضافة إلى المعاني العظيمة التي تحويها هذه السلسلة - والتي أنصح بإعادة سماعها والتذكير بها في مثل هذه الأيام الشاقة على الأمة-، فإن السلسلة جاءت للتأكيد على قاعدة كبرى هي: أن القرآن يهتم بصناعة نفوس المصلحين أكثر من مجرد اهتمامه بالوسائل الإصلاحية التفصيلية.
وهذه السلسلة تؤكد من زاوية أخرى على مبدأ التربية على منهاج النبوة - الذي أولى ما يدخل فيه القرآن نفسه- من ناحية تطبيقية، فينطلق المصلح متدبراً في كتاب الله ملاحظاً كيف صنعت هذه الآيات جيل الأمناء الأول (الصحابة رضي الله عنهم) وعالجت نفوسهم، ثم ينزلها على نفسه وواقعه ليُصنع هو بها ويعاد تشكيل تصوراته من خلالها، فتكون صناعة جيل التجديد مماثلة لصناعة جيل الأمناء (على منهاج النبوة).
من أسباب جرأة اليهود علينا وتجاوزهم كل الحدود الأخلاقية في الحرب ما بيّنه الله سبحانه بقوله:

"ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل"

ذكر الطبري في تفسيرها: أنهم قالوا: (لا حرَج علينا فيما أصبنا من أموال العرب ولا إثم، لأنهم على غير الحق، وأنهم مشركون)
2025/06/29 18:08:12
Back to Top
HTML Embed Code: