🌙 *فضل ليلة القدر وعلاماتها الثّابتة في الشّرع*🌙

إنّ ليلة القدر هي أفضل اللّيالي على الإطلاق، وهي إحدى اللّيالي العظام الّتي اختصّ الله بها هذه الأمّة؛ فمن فضائلها:
💫أنّها *خير من ألف شهر*،💫

💫وتشرّفت *بنزول القرآن* فيها، 💫

💫 *ونزول جبريل والملائكة* إلى الأرض،💫

💫 وأنّها *ليلة سلام وأمن واطمئنان*،💫

💫 *وفيها يفرق كلّ أمر حكيم*💫

💠 أي تقدّر فيها أعمال العباد الّتي تكون في ذلك العام.
🔅 قال تعالى: *(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)* سورة القدر.

🔅وقال تعالى: *(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)* سورة الدّخان.

💠 من قامها وأحياها بالعبادة، مؤمنًا بالله وبوعده في فضلها ومنزلة العمل والاجتهاد فيها، محتسبًا للأجر والثّواب المترتّب على قيامها، غفر له ما تقدّم من ذنبه، أي غفرت الصّغائر من ذنوبه، أمّا الكبائر فيشترط لها التّوبة النّصوح.

🔅 قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: *«مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»* رواه البخاري.

📌وقد دلّت الأحاديث الصّحيحة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: أنّ هذه اللّيلة متنقّلة في العشر،
♡ فقد تكون في ليلة إحدى وعشرين،
♡ وقد تكون في ليلة ثلاث وعشرين،
♡ وقد تكون في ليلة خمس وعشرين،
♡ وقد تكون في ليلة سبع وعشرين وهي أحرى اللّيالي،
♡وقد تكون في ليلة تسع وعشرين،

📌ولعظم هذه اللّيالي؛ كان النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يخصّها بمزيد اجتهاد،

🔅 قالت عائشة -رضي الله عنها-: *كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ»* رواه مسلم.

🔅وعنها -رضي الله عنها- أنّها قالت: *كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، «إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ»* رواه مسلم.

🔅 وَقَالَتْ: *قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: " قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي ".* رواه التّرمذي وقال: حديث حسن صحيح.

📌 *علامات ليلة القدر*
*الثّابتة في الشّرع*📌

وردت علامات لليلة القدر، وسنذكر الصّحيحة منها، ونعرّج إلى ما لا يصحّ منها:

1️⃣ العلامة الأولى: تكون السّماء فيها ساكنة صافية.
2️⃣العلامة الثّانية: لا يرمى فيها بنجم أي: لا ترى فيها الشّهب.
3️⃣ العلامة الثّالثة: يكون الجوّ فيها معتدلاً؛ لا بارد ولا حارّ.
4️⃣ العلامة الرّابعة: تخرج الشّمس في صبيحتها من غير شعاع، شبيهة بالقمر ليلة البدر.
5️⃣العلامة الخامسة: لا يخرج شيطانها حتّى يخرج فجرها.
6️⃣العلامة السّادسة: نزول المطر.

⚛️ والأدلّة على ثبوت هذه العلامات مايلي:
🔅(1) عَنْ زِرٍّ، قَالَ: *سَمِعْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: وَقِيلَ لَهُ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: «مَنْ قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ»، فَقَالَ أُبَيٌّ: «وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ مَا يَسْتَثْنِي، وَوَاللهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هِيَ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أَمَرَنَا بِهَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِقِيَامِهَا، هِيَ لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لَا شُعَاعَ لَهَا»* رواه مسلم.

🔅(2) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، قَالَ: *تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ الْقَمَرُ، وَهُوَ مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟»* رواه مسلم.
🔅(3) حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- في صحيح مسلم، وفيه: *وَقَدْ رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، فِي كُلِّ وِتْرٍ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ: مُطِرْنَا لَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَقَدِ انْصَرَفَ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ، وَوَجْهُهُ مُبْتَلٌّ طِينًا وَمَاءً.*

🔅(4) عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: *"إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، ثُمَّ نُسِّيتُهَا، وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ، وَهِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فجرها"* رواه أحمد في مسنده، وهو صحيح بشواهده. ورواه ابن حبّان في صحيحه.

🔅(5) وَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- *"إِنَّ أَمَارَةَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَنَّهَا صَافِيَةٌ بَلْجَةٌ كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا سَاطِعًا سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ لَا بَرْدَ فِيهَا، ولَا حَرَّ وَلَا يَحِلُّ لِكَوْكَبٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ فِيهَا حَتَّى تُصْبِحَ، وَإِنَّ أَمَارَتَهَا أَنَّ الشَّمْسَ صَبِيحَتَهَا تَخْرُجُ مُسْتَوِيَةً لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ مِثْلَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَا يَحِلُّ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ "* رواه أحمد. والحديث حسن بشواهده.

قال بعض أهل العلم، قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفّقه الله -سبحانه وتعالى-، وذلك برؤية أماراتها، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانًا واحتسابًا، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحرّيها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ طلبًا للأجر والثّواب، فإذا صادف قيامه هذه اللّيلة إيمانًا واحتسابًا، نال أجرها وإن لم يعلمها.

وهناك علامات شائعة بين النّاس، وذُكرت في بعض كتب أهل العلم، لكن لا دليل عليها ، منها:
(1) لا تنبح الكلاب فيها.
(2) لا تنهق الحمير فيها.
(3) إنّ الملائكة تسلّم على المسلمين فيها.
(4) يصبح ماء البحر فيها عذبًا.
(5) سقوط أوراق الأشجار فيها إلى الأرض، ثمّ تعود إلى أوضاعها.

🤲🏻 نسأل الله أن يتقبّل منّا ومنكم الصّيام والقيام، ويوفّقنا لقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، ويغفر لنا ويرحمنا ويعتق رقابنا ورقابكم ووالدينا ووالديكم من النّار، اللّهم احفظ إخواننا في فلسطين، واجعلها ملاذًا آمنًا لأهلها، وارفع عنهم الظّلم والاضطهاد، وانصرهم على أعداء الدّين 🤲🏻

🖊️ منير علي أبو سراج
2024/05/04 14:03:19
Back to Top
HTML Embed Code: