Telegram Web Link
[بشارة نبويّة للصائمين]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فنحن على مشارف نهاية هذا الشهر المبارك، وعلى أعتاب وداع هذا الموسم العظيم. ولعل من المناسب أن نزفّ إليك أخي الصائم الكريم بِشارتين من نبيّك صلى الله عليه وسلم الذي {لا ينطق عن الهوى}؛ بشارتين نبويّتين أعدّهما الله تعالى للصائمين، يفرحون بها في الدنيا وفي الآخرة، {قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، والصيام من أعظم أركان الإيمان وشعبه العظام.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ((للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه)).
والفرح كما يعبّر عنه أهل الاختصاص: "لذة في القلب بإدراك المحبوب".
وفي هذا الحديث بيان ثوابين جليلين، وأجرين عظيمين للصائمين الذين قاموا بحقوق الصيام وواجباته، سواء كان صيام رمضان أو غيره، أحدهما معجّل في الدنيا، والآخر مؤخّر في الآخرة.
أما المعجّل في الدنيا؛ فهو ما نبّه إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (فرحة عند فطره)، وهذا يشمل فطره اليومي.
كما يشمل فطره الشهري بإتمام صيام الشهر المبارك قال تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلم تشكرون}.
وهذا الفرح على نوعين:
1- فرح جبلي طبيعي، فالإنسان يفرح بالشيء يلائمه، وإذا منع من شيء ثم أذن له فيه فإنه يفرح به، خاصة إذا اشتدت الحاجة إليه كالعطش والجوع للصائم عادة فهو يفرح ويلتذ بفطره لأنه جاء على فاقة، ويؤيد ذلك ما ورد في زيادة عند مسلم بزيادة: ((إذا أفطر فرح بفطره)).
2- فرح إيماني تعبدي، وهو الفرح باستكمال أداء عبادة الصيام لذلك اليوم وذلك الشهر بتمامه من غير نقص فيها وسلامة من العوارض المعيقة عن إتمام الصيام يرجو ثواب الله تعالى.
وهذان الفرحان الإيماني والطبيعي يشير إليهما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا أفطر (ذهب الظمأ وابتلت العروق) وهذا الفرح الطبيعي و(ثبت الأجر إن شاء الله) هذا الفرح الإيماني.
والفطر عبادة، كما أن الصوم عبادة، والعادات تنقلب إلى عبادات بالنية الصالحة، فالصائم مثاب على فطره، يتقرب إلى الله تعالى بتعجيل إفطاره كما حثّ على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بتناول ما أباح الله تعالى له. ويتعجّل بإفطاره لتحقيق مخالفة أهل الكتاب كما حثّ على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر، إن اليهود والنصارى يؤخرون)).
فالمؤمن يتقلب في مراضي الله تعالى في كل أحواله، فكما يمتنع عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالاً لأمر الله تعالى، فكذلك يتناول ما أباحه الله تعالى بعد غروب الشمس امتثالاً وتقرباً إلى الله تعالى قال أبو العالية رحمه الله: (الصائم في عبادة وإن كان نائماً على فراشه).
والناس في هذه المواقف يفترقون؛ فمنهم من يفرح تخلّصاً من العبادة والطاعة كقول ذلك المخذول: {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا}[النساء:72]؛ فيحمد الله على أن أبعده عن مشاهد القتال تحت راية خير خلق الله؛ فالتوفيق محض لطف الله سبحانه.
ومنهم من يفرح بمنّة الله تعالى عليه بأداء تلك العبادة وتمامها ورجاء ثوابها.
وعلى كلٍّ فالفرح بنوعيه حاصل للصائم عند فطره، وله من الحلاوة في القلب ما لا يعرفها ولا يجدها إلا من هو صائم حقّاً، والناس يتفاوتون في ذلك تفاوتاً بيّناً، فمنهم من يجتمع له الفرحان ومنهم من يقتصر على أحدهما، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وقد كانت حفصة رضي الله تعالى عنها تقول: (يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي)
فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره، فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر، وفي الحديث عند الترمذي مرفوعاً: ((الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر)) وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها)).
فهذا حال المؤمن، يتقلب في أنواع النعم فيحمد الله عليها.
أما الفرح المؤخر؛ وهو ما عناه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله (وفرحة عند لقاء ربه).
وهذه أجلّ وأعظم من الفرحة الصغرى المعجّلة { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا][آل عمران:30] قال تعالى: { وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى }[الأعلى:4] وقال تعالى: { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } [سورة آل عمران: 15].
والمراد بلقاء الله تعالى هنا هو المصير إلى الدار الآخرة وما فيها من النعيم المقيم، وأعلاه ملاقاة الله تعالى والنظر إلى وجهه الكريم، ولذا؛ فهذا الفرح على نوعين أيضاً:
1- إما فرح وسرور بلقاء ربه تعالى وخالقه، وهذا أعلى أمانيه، وأفضل نعيم الجنة أن يرى ربه تبارك وتعالى.
وكيف لا يفرح بذلك وهو الذي طالما دعا ربه: (وأسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة).
وقد وعده ربه تبارك وتعالى بأن (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه).
2- وإما فرح وسرور بقبول صومه، وترتب الجزاء الوافر عليه، فيفرح بثواب الله تعالى له ودخوله الجنة من باب الريان الذي طالما أظمأ نهاره وأحيى ليله ابتغاء ما عند الله تعالى.
وكيف لا يفرح وقد غفر الله له ذنوبه وآثامه، وتقبل عبادته، ورضي عنه{وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ}[التوبة:72]، أي: أكبر من الجنّة.
اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا، واختم بالصالحات أعمالنا وآجالنا.
اللهم أفرحنا بتمام الصيام والقيام، ومحو الذنوب والآثام، ودخول جنتك دار السلام، والنظر إلى وجهك الكريم يا ذا الجلال والإكرام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[ختام الشهر]
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأصلي وأسلم على خير البريات، وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمّهات المؤمنين الطاهرات.
أما بعد:
فكنا بالأمس القريب نستقبل هذا الشهر المبارك، وها نحن نودعه فما أسرع مرور الليالي والأيام، وهكذا يمر العمر وينصرم، والسعيد من اغتنم وقته فيما ينفعه في الدار الآخرة، وفيما يقربه إلى ربه تعالى فإن الحياة الحقيقية إنما هي في الدار الآخرة، وفيما يقرب إلى الله من الأعمال الصالحة، قال تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[سورة العنكبوت: 64].
وقال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:97].
هذا الشهر قد قارب رحيله وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعنا فيه من أعمال، فمن أودعه عملا صالحا فليحمد الله، وليسأله المزيد من الصالحات، وليبشر بحسن الثواب وجزيل العطاء فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.{إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}[التوبة:120].
ومن أودعه غير ذلك فليستغفر الله { يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا)[النساء: 110]، وليتب إلى الله تعالى توبة نصوحاً، فإن الله يتوب على من تاب{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ }[النساء:27]{مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًاعَلِيمًا}[النساء:147].
والمتأمل لأحوال الناس يجد أن الصائمين في ختام رمضان على ثلاثة أصناف:
1- قسم ظالم نفسه، صام في نهار رمضان عن الطعام والشراب والنكاح، ولكن لم يراع حدود الصيام المعنوية، فلم يصم لسانه عن اللغو، والبهتان، والغيبة، ولم يصم سمعه عن سماع اللغو، ولم تصم عيناه عن النظر الحرام، ولا بطنه عن أكل الحرام، فهذا حظه من صومه الجوع والعطش، وإن سقط عنه أداء الشعيرة، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (رب صائم حظه من صيامه الجوع والغطش، ورب قائمٍ حظه من قيامه السهر).
2-قسم مقتصد: صام نفسه عمّا يغضب الله وحفظ صومه من اللغو والباطل، كما قال جابر رضي الله تعالى عنه: (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح، وليكن عليك وقار الصيام، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك).
لكنهم لم يرتقوا في درجات الطاعات ولم يستثمروا ساعات النفحات، وفرّطوا في كثير من فرص رفع الدرجات وهذه مرتبة المقتصدين ودرجة الأبرار.
3- قسم سابق بالخيرات، وتنافسوا في تحصيل الحسنات فنالوا كثيراً من الدرجات فضربوا في كل ميدان خير بسهام من الطاعات، وهذه مرتبة السابقين ودرجة المقربين، نسأل الله من فضله العميم.
فتجدهم في الصيام من المحافظين وفي القيام من المبادرين، وفي تلاوة القرآن من السابقين وفي أفعال الإحسان والبر في كل ميدان خير من المساهمين.
فهؤلاء الثلاثة هم الذين عناهم الله تبارك وتعالى بقوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}[فاطر:32].
هؤلاء كلهم موعودون بدخول الجنة {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}[فاطر:33].
فالظالم لنفسه: أي من وقع في شي من المعاصي التي هي دون الكفر.
والمقتصد: هو المُقتصر على ما يجب عليه من الواجبات والتارك للمحرمات.
والسابق بالخيرات: أي سابق فيها واجتهد فسبق غيره وهو المؤدي للفرائض والواجبات، المجتنب للمحرمات والمكروهات، المكثر من النوافل والقربات.
فهؤلاء كلهم موعودون بدخول الجنة بما عندهم من الإيمان والتوحيد، وإن تفاوتت مراتبهم وتميزت أحوالهم بحسب أعمالهم، والجنة درجات{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُ}[الحديد:12] ((إن في الجنة مائة درجة)) كما أن النار دركات، أعاذنا الله تعالى منها.
وهذه الآية من أرجى آيات القرآن الكريم لما فيها من وعد إلهي بشمول الأصناف الثلاثة دخول الجنة، وبدأ بالظالم لنفسه وذلك -والله أعلم- حتى لا يقنط من رحمة الله.
فكل منا يفتش في داخلة نفسه وخبايا ضميره وزوايا فؤاده وحقيقة ما في قلبه من أي هذه الأصناف، ونحن في نهاية ختام هذا السباق الموسمي، فمن كان محسناً فليحمد الله تعالى وليحافظ على هذا الفضل الذي وصل إليه، وليستمر في الرقي ورفع الدرجات، ومن علامات القبول الاستمرار على عمل الطاعات.
ومن كان مقصراً فليتب إلى الله تعالى، وليراجع نفسه قبل فوات الأوان وليستكمل جوانب النقص والقصور. ((يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا، فليحمد الله ومن وجد غير ذلك، فلا يلومن إلا نفسه)).
وعلينا في وداع رمضان:
1- أن نودعه بمثل ما استقبلناه بالعزم على الاستمرار على الطاعة، والاستمرار على طريق الاستقامة، ولنحذر أن نكون ممن قال اللته تعالى فيهم { وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}[النحل:92] ولا من قال الله تعالى عنهم { {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}[سورة الحج: 11].
2- المحافظة على الصلوات المفروضة في أوقاتها جماعة في بيوت الله، كما حافظنا واجتهدنا في المحافظة على نافلة التراويح والقيام.
3-كان الصيام لك جُنّة طيلة هذا الشهر تتقي به من عذاب النار، ومن شياطين الجن والإنس، وتتفيأ به من هجير الدنيا، فحافظ على هذه الوقاية، وعلى التحصن بالأذكار وسائر الطاعات ليسلم لك دينك ودنياك.
4-قمت رمضان إيماناً واحتسابًا وقرأت القرآن وختمته فاحذر من هجر هذا الخير وليبق لك من الورد والقيام ما تحافظ به على ما اكتسبته من الخير.
5- زاد الإيمان في قلبك خلال هذه الدورة الإيمانية والمحطّة الروحانية ورقَّ قلبك وتحسّنت أخلاقك فحافظ على هذه المكتسبات المباركة، وتفقد إيمانك وكن ذا صلة بما يزيده ويقوي القلب واحذر من الغفلة وأسبابها فهي العطب { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}[سورة الكهف: 28] قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: (وإن من فقه الرجل أن يعلم أيزداد إيمانه أو ينقص..) فهو الطاقة والقوة الدافعة للنجاة من فتن هذه الحياة الدنيا فحافظ على ذلك، وابتعد عن مسببات الغفلة.
- وقبل ذلك وبعده احمد الله تعالى على أن هداك للإسلام، وأمدّ في عمرك لإدراك هذا الشهر، وأعانك على أداء ما تيسر لك فيه من الطاعات فكلها منّة من الله تعالى ورحمة وفضل.
اللهم لولا أنت ما اهتدينا***ولا تصدقنا ولا صلينا.
- كما عليك بتجديد التوبة والاستغفار وهي واجبة على الجميع {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}[النور:31] {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[الحجرات:11].
والتوبة من كل ما بدر من المسلم من تقصير في حقه تعالى أو حق عباده وما وقع فيه من الذنوب والخطايا وليستغفر الله يجد الله تواباً رحيماً.
- ومن وسائل استكمال النقص وتطهير الصائم مما قد يكون وقع فيه من أن شرع الله تعالى عنها زكاة الفطر، وهذه زكاة للنفس وليست زكاة للمال ولذا تجب على الجميع على الذكر والأنثى والصغير والكبير والحر والعبد والغني ومتوسط الحال الذي يجد قوت يوم العيد وليلته، وهي يسيرة وغير مكلفة يجب على كل واحد صاعاً من طام من غالب قوت البلد، قال ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين).
والحكمة منها ظاهرة، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين). رواه أبو داود وابن ماجه وحسنه النووي والألباني.
- ويبتدئ الصائم فطره بالتكبير امتثالاً لقول الله تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}، وذلك ابتداءً من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى صلاة العيد.
وصفته: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. ويسن جهر الرجال بها في المساجد والأسواق والبيوت إعلاناً بتعظيم الله تعالى وإظهاراً لعبادته وشكره على استكمال عدة أيام رمضان.
-كما شرع الله تعالى صلاة العيد وهي من إقام ذكر الله وشكره على إتمام الفريضة، وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلها أمته رجالا ونساءً قالت أم عطية رضي الله عنها: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق ‌والحيض ‌وذوات ‌الخدور فأما الحيض فيعتزلن المصلى ويشهدن دعوة المسلمين) ويسن للرجل أن يتجمل ويلبس أحسن ثيابه، وأن يأكل قبل الخروج إلى الصلاة تمرات، قال أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه: (كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم العيد حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً).
ولعل من الحكمة في ذلك لتأكيد الإفطار يوم العيد، لأنه يحرم صومه وينبغي أن يظهر على المسلم الفرح والسرور بإتمام هذه الفريضة وعمل ما تيسر منها من الأعمال الصالحة وإحسان الظن بالله في القبول والعتق من النار.
سائلا المولى عز وجل أن يتقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا، وأن يجعلنا وإياكم من المقبولين المغفور لهم، اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها، وخير أ
أيامنا يوم نلقاك.
اللهم اغفر لنا، اللهم اصلح لنا ديننا.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميّتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
Audio
حدثنا يحيى، حدثنا ابن عيينة، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة: أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا محمد هو ابن عقبة، حدثنا الفضيل بن سليمان النميري البصري، حدثنا منصور بن عبد الرحمن ابن شيبة، حدثتني أمي، عن عائشة رضي الله عنها: أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الحيض، كيف تغتسل منه؟ قال: «تأخذين فرصة ممسكة فتوضئين بها»، قالت: كيف أتوضأ بها يا رسول الله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «توضئي»، قالت: كيف أتوضأ بها يا رسول الله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «توضئين بها»، قالت عائشة: فعرفت الذي يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجذبتها إلي فعلمتها.
(الاهتمامات العلمية)

الاهتمامات العلمية : توفيقٌ من الله .

ــ فمن طلاب العلم : من يهتم بفهم النصوص(القرآن والسنة) والتفقه فيهما على وفق فهم الأئمة....

ــ ومن طلاب العلم : من يهتم بجمع طبعات الكتب والمقارنة بينها...

ــ ومن طلاب العلم : من يهتم بتتيع الأسانيد وأخذ الإجازات...

ــ ومن طلاب العلم : من يهتم بتحقيق المخطوطات...

ــ ومن طلاب العلم : من يذهب وقته بالحوار حول مسائل معدودة ويكثر من ذلك...

ــ ومن طلاب العلم : من يهتم بالحوار حول بعض القضايا المنهجية في طلب العلم...

ــ ومن طلاب العلم : من يهتم بعلم القراءات والأداء ومخارج الحروف....


ـــ وكل هذه المجالات مفيدة ونافعة «وفي كلٍ خير إن شاء الله» والأمة محتاجة لكل هذه التخصصات. كما أنه قد يجمع البعض بين هذه المجالات أو بعضها.

ـــ لكن....ليست الاهتمامات السابقة على مستوى واحد بلا شك
بل أعلاها وأنفعها الأول، وهو عمل الصحابة والأئمة من بعدهم...ثم تأتي بعده الاهتمامات السابقة كل بحسبه في الأهمية.

والذي أحب أن أقوله لطالب العلم :
إياك أن تشتغل بشيء وأنت تحسن أفضل منه....

يقول الصولي:
« ربما كان الإنسان مهيأ الذهن لحمل العلم، قريبَ الخاطر، متَّقدَ الذكاء؛ فيضيِّع نفسه بإهمالها، ويميت خواطره بترك استعمالها! » أدب الكاتب (ص٢٧)

ويقول ابن الجوزي :
« لينظر ما يحفظ من العلم، فإن العمر عزيز، والعلم غزير. وإن أقواما يصرفون الزمان إلى حفظ ما غيره أولى منه، وإن كان كل العلوم حسنا، ولكن الأولى تقديم الأهم والأفضل» صيد الخاطر (1/58)

«مَن يُردِ اللَّهُ بهِ خَيرًا يُفقِّهُّ في الدِّينِ»

(قناة د. أحمد بن محمد الخليل العلمية)
Audio
حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا، أو ليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته»، وإنه أتي ببدر، قال ابن وهب: يعني طبقا، فيه خضرات من بقول، فوجد لها ريحا، فسأل عنها فأخبر بما فيها من البقول، فقال: «قربوها»، فقربوها إلى بعض أصحابه كان معه، فلما رآه كره أكلها قال: «كل فإني أناجي من لا تناجي»، وقال ابن عفير، عن ابن وهب: بقدر فيه خضرات، ولم يذكر الليث، وأبو صفوان، عن يونس قصة القدر فلا أدري هو من قول الزهري أو في الحديث.
-حدثني عبيد الله بن سعد بن إبراهيم، حدثنا أبي، وعمي، قالا: حدثنا أبي، عن أبيه، أخبرني محمد بن جبير، أن أباه جبير بن مطعم أخبره: أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء، فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله، إن لم أجدك؟ قال: «إن لم تجديني، فأتي أبا بكر» زاد لنا الحميدي، عن إبراهيم بن سعد كأنها تعني الموت.
* نداء الخير *
عشر ذي الحجة
ها هي أيام العشر الأول من ذي الحجة،أيام الخير ستهل علينا حاملة بشائر الأجر ونسائم الفضل،يستعد لها الموفقون ويطمع في بركتها الصالحون
ماذا أعددت لاستقبالها واغتنامها والتزود فيها ؟
من نعم الله على عباده أن جعل لهم مواسم يتزودون فيها من الطاعات ؛ حيث مضاعفة الحسنات ، وإقالة العثرات، والسبق لأعالي الجنات .
ومن بين تلك المواسم ، ضيفٌ سيحل علينا بعد ايام
إنها أيامُ عشر ذي الحجة ، عشرٌ مباركات ، تجتمع فيها أمهات العبادات، فاغتنم وتوزد من العباداة والطاعاة .
هي عشرة أيام ..ستمرُ عليك
بِلمح البصر،فلا تُضيعها بغير طاعة الله، باللعب واللهو والسهر
فهذه عشر ذي الحجة فُرصة قد لا تأتيك
مرةً أخرى,فاغتنمها .قد يخترمك الموت
اغتنموها اغتنموها فرصة لا تعوض. تقبل الله منا ومنكم العمل الصالح والدعوة المستجابه، أكثرو فيها من الاعمال الصالحه ٠
قال صلى الله عليه وسلم ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام" يعني: أيام عشر ذي الحجة، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، فقوله: "العمل الصالح"، يشمل أداء الحج وصيام يوم عرفه والاضحيه الصلاة والصدقة والصيام والذكر والتكبير وقراءة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق وحسن الجوار وغير ذلك من الأعمال الصالحة، فيُسن صيام أيام العشر عشر ذي الحجة الأول لدخولها في عموم العمل الصالح،فألبدار البدار ان نهيء انفسنا لا ستقبالها بالأعمال الصالحه لقد أقسم الله بهذه العشر لعضمها عنده فقال ( والفجر وليال عشر )
فاكثرو من الاعمال الصالحة فيها قال الله تعالى ( وجأئء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذى * يقول يلتني قدمت لحياتي )
اي انه تزود بالاعمال الصالحة التي تنفعه في الحياة التي لاموت فيها ٠ نفعنا الله واياكم وأعاننا على القيام بالا عمال الصالحة التي تنفعنا في الاخر ٠
شعائر الله المكانية (الحلقة 3).pdf
353.8 KB
شعائر الله المكانية والعينية في مكة والمشاعر(الحلقة3)
2024/06/13 09:33:15
Back to Top
HTML Embed Code: