وكالة أنباء الانتظار 81308

3.1K views06:14

#من_دروس_عاشوراء

وصل الإمام الحسين(عليه السلام) أثناء المسير لمنطقة اسمها القطقطانة، رأى خيمة، وسأل عن صاحبها، فقالوا له هذه لـ ((عُبيد الله بن الحر الجعفي)) فأرسل الحسين عليه السلام برجلٍ من أصحابه يقال له ((الحجّاج بن مسروق الجُعفي))، فأقبل حتى دخل عليه في فسطاطه، فسلّم عليه فردّ عليه السلام، ثمّ قال: ما وراءك؟
فقال له الحجّاج: هذا الحسين بن عليٍّ (عليهما السلام) يدعوك إلى نُصرته، فإن قاتلتَ بين يديه أُجرت، وإن مُتَّ فإنّك استُشهدتَ!

فقال له عبيد اللّه: والله ما خرجتُ من الكوفة إلّا مخافةَ أن يدخلها الحسين بن عليّ وأنا فيها، فلا أنصره، لأنّه ليس له في الكوفة شيعة ولا أنصار إلّا وقد مالوا إلى الدنيا إلّا مَن عصم اللّه منهم، فارجِعْ إليه وخَبِّرهُ بذاك.

ثم تكلّم معه الإمام الحسين ودعاه إلى نصرة آل محمّد (عليهم السلام) وجبهة الحقّ

لكنَّ (عبيداللّه) لم يقتنع ولم يقبل أن يكون من أنصار الحسين (عليه السلام) وينتمي لمعسكر الحقّ؛ بل أراد يبقى ((مستقلّا محايدًا))!

وقال للإمام الحسين(عليه السلام): أنا أواسيك بكلّ ما أقدر عليه. وهذه فرسي ملجَمة، واللّهِ ما طلبتُ عليها شيئاً إلّا أذقتُه حياضَ الموت، ولا طُلبتُ وأنا عليها فلُحقت

وهاك هذا سيفي خذه

فقال له الحسين عليه السلام: يا ابن الحرّ، ما جئناك لِفرسك وسيفِك، إنّما أتيناك لنسألَكَ النصرة، فإنْ كنتَ قد بخلتَ علينا بنفسك فلا حاجةَ لنا في شيءٍ من مالك، ولم أكن بالذي اتّخِذُ المُضلِّينَ عَضُداً، لأنّي قد سمعتُ رسولَ اللّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهو يقول:(مَن سمعَ داعيةَ أهلِ بيتي ولم يَنصرهُم على حقِّهم إلّا أَكبَّه اللهُ على وجهه في النار).

ثمّ سار الحسين عليه السلام من عنده ورجع إلى رَحْلِه. فلمّا كان من الغد استُشهد الحسين(عليه السلام) وندم ابن الحرّ على ما فاته من نُصرته...

✍️خلاصة الدرس: نصرة جبهة الحق ليست لقلقة لسان؛ بل يتطلب حضورك الشخصي وتواجدك في الميدان (ميدان العسكر وميدان الإعلام وميدان العلم وميدان السياسة وو..الخ)

https://www.tg-me.com/alentedar