Telegram Web Link
أحمد الجوهري
كيف يفكّر الشخص المَوتور، المريض بداء: هذه أنثى، وما دامت أنثى فأنا ضدها. وعاملة! يا ويلها مني ولو كانت بين يدي رب العالمين الآن! هؤلاء الذكوريون - وإن أنكروا أنهم كذلك -: لم يسلم للمسلمين منهم دين. ولم يسلم للمسلمين منهم عرض. وليست لهم عقول. ولولا ذلك لقلت:…
لئلا يتعجب أحد!
رأيت مرة حوارًا في التعليقات على صفحة بعضهم انتهى فيه السادة الذكور إلى:
"أن كل امرأة عاملة ليست عفيفة بالقدر الذي يحميها من خوضهم في عرضها.
ولهذا فإن من قذفها لا يجب عليه شيء، فالقذف الذي يجب فيه الحد إنما هو قذف العفيفات.
وهي ليست كذلك.
فلا يمكن التسوية في هذا بين امرأة في بيتها تصون نفسها ولا يراها ولا ترى غير زوجها وبين أخرى خرجت من بيتها واختلطت بالرجال بجسدها وبادلتهم الكلام بلسانها وفي قلبها ما الله به عليم تجاههم.
ومن ثم فالنتيجة هي الجملة المتقدمة: كل امرأة عاملة .. إلخ".

- هذا قدر متفق عليه "تقريبًا" عند هؤلاء الذكور الذين يتحدثون في هذه الموضوعات هنا ليل نهار، ومن لم يقله منهم هكذا بلسانه فهو واضح في تعاطيه وتصرفاته مع الحوادث المختلفة المتصلة بهذا من قريب أو بعيد.

فلئلا يتعجب الفضلاء من درجة الانحطاط التي وصل إليها صاحب هذا التعليق وأمثاله أقول له: أنت محق أيها الفاضل إذا اعتقدت أنه تعليق لا يصدر من بشر.
لكنك إذا علمت أنه يظن نفسه مصيبًا في هذا ويتدين به فلن تعجب.
وهم كذلك.

وأعجّل القول هنا لهذا المعلق ولمن يقول بقوله ولكل من يقرأ كلامي هذا في النقاط السريعة التالية:
١- هذا الفهم السقيم الأعور ليس من دين الله تعالى في شيء ولم يقل به عالم واحد في الدنيا، بل عاقل سليم الذهن نقي النفس.
٢- من ينسب شيئًا من هذا إلى الدين فإنه يكذب على الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وهذه كبيرة من أكبر الكبائر.
٣- أن مرتكب الكبيرة إن لم يقم عليه الحد في الدنيا فهو في رقبته يأتي به يوم القيامة، وخلاصه وقتها في يد الله ويد عبد الله أو أمة الله الذين وقع في عرضهما، فلله تعالى في ذلك حق وللعبد حق.
٤- ومن الكبائر: قذف المسلمة المحصنة بتعريفها في دين الله وهي كل امرأة مسلمة لم يثبت وقوعها بالإقرار أو بشهادة أربعة عدول في جريمة الزنا.
وليس بتعريفها الخزعبلي الذي تتقيأه أنت والشلة الموافقة لك.
٥- أن ظنك بهذه الجهالات التي تقولها وتسمعها أنها من الدين لن يعفيك من هذه الجزاءات كلها.

وفي القلب كثير من الكلام الذي ينبغي أن يقال لا تكفيه صفحات ويغني عنه كله عند من يريد الحق كلمتان: "أمسك عليك لسانك، وابك على خطيئتك" ولعلك بذلك تنجو.

اللهم بلغت
اللهم فاشهد!
.
يقرأ "أيمن" ابني - وهو في الصف الثاني الابتدائي - هذا الكتاب المفيد.

ويحدثني كل يوم عن ذلك وهو سعيد به كل السعادة.

يستحق هذا الكتاب أن يكون في بيتك وأن تحث أبناءك على قراءته.
.
والله إن أهل هذا الزمان لمحظوظون، الثغور كثيرة وطرق خدمة الإسلام مشرَعة، ومتنوعة، ولا يغلق منها باب إلا تفتح عوضه أبواب.

وبعضها لا يحتاج كثير علم أو كبير جهد.

والسعيد من عرف ثغره وأخذ نفسه بشرطه وأقام فيه يجمع الحسنات إلى أن يأتيه الأجل.
.
نلتقي هذا السبت - بمشيئة الله تعالى - مع كتاب: "الأربعون في ردع المجرم عن سب المسلم" للحافظ ابن حجر العسقلاني - طيب الله ثراه -.
.
الأربعون_في_ردع_المُجرم_عن_سب_المسلم_لابن_حجر_ت_الحويني_2.pdf
1.2 MB
كتابنا في اللقاء الثاني - اليوم من مجالس أبي إسحاق الحويني مع فضيلة الشيخ عمرو شوقي عبد العظيم - بعون الله وتوفيقه -.
.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يقول لي صاحبي الغزّي:
نحن ندفن شهداءنا المرابطين مثلما ندفن شهداءنا المقاتلين؛ نلفّهم في ثيابهم - مع ما نجد من أكفان - مِن غير غسل، وربما استطعنا الصلاة عليهم وربما لا نستطيع.

أليسوا جميعًا - يا سيدي - شهداء معركة، أليست أرض المعركة اليوم - بالطبع - مختلفة عما نقرؤه في الكتب، وهذا أيسر علينا - والله كريم - وسط الأهوال التي نحياها؟!

لله درُّكم!
تعلموننا الإيمان.
وتعلموننا الفقه.
وأنتم والله السادة.
.
طلبت جميع كتب الجميل محمد حشمت ليقرأها بناتي، وقد سعدوا بها، وما زالوا يتناولون الكتاب منها بعد الكتاب، في الإقامة والسفر.

كتب نافعة أوصي بها لكل أفراد الأسرة.

كتب الله أجره ووفقه للمزيد.
.
تنويه:
في مثل هذه الحادثة (100) مسألة شرعية يجب أن تتحدث فيها دور ولجان الإفتاء.
.
هذا الحادث ليس بالعمق الذي يتناوله به البعض أبدًا، بل هذا العمق يشوه الحقيقة التي ينطق بها، وصاحبه يصادم بدهيات العقول.
ولو ترك المتعمقون الناس لفطرتهم فسوف يدركون بسهولة السبب الحقيقي له ويقرؤون الرسائل الواضحة فيه!!
.
بشرى
إن شاء الله تعالى نعوض ((مجلس الحويني)) في تكملة كتاب (الأربعون في ردع المجرم عن سب المسلم) غدًا في الخامسة مساء.
رب يسر وأعن يا كريم.
.
بعض خطة الصيف
في النية - بمشيئة الله تعالى - أن أعقد مجالس تأسيسية هذا الصيف في علوم المقاصد السبعة التالية:
1- التوحيد.
2- التفسير.
3- الحديث.
4- الفقه.
5- السيرة.
6- الآداب.
7- الرقائق.
وقد بدأنا الليلة - بفضل الله تعالى - بالفرع الأول في دورة "شرح مختصر في أصول العقائد الدينية"، ونتبعه بالفرع الثاني قريبًا.

نسأل الله تعالى العون والتيسير.
.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لم أزل مِن وقت سماعي الخبر بوفاة أخي سعادة الدكتور محمد أعرض عن الكتابة عنه.

أتشوف والله إلى مَن يقول لي: "هو بخير وعافية والخبر غير صحيح"، لكن - وما بعد لكن مُرّ كالعلقم - ليس هناك مِن خبر بغير: قد رحل.

إذن هو الفراق!
وإن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا لفراقك يا أبا مأمون لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم الفردوس الأعلى من الجنة!
.
من الرّقائق إلى الرّماح..
حين تنقلب الدّعوة جدالًا، والدّعاة الجبالُ رمالًا

في كلّ جيل، تتكرّر الصّورة ذاتها…
داعية يبدأ مشواره صادقًا، خاشعًا، مُقبلًا على الله، رقائقُه تُلامس القلوب، ودمعتُه تُوقظ الغافلين، وبسمته توصل الرّسالة حيث لا تبلغها الكلمات.
تجتمع فيه الخشية والرًقّة، والذّوق والذّكر، والوقار والخشوع...
فيصير حديثَ النّاس، وتتعلّق به القلوب.

لكنّ طريق الشّهرة محفوفٌ بالمزالق، وصعود المنابر لا يخلو من العواصف…
فما أن يكثر الكلام، وتتنوّع المجالس، وتتناقل الألسن بعض العبارات الملتبسة، حتّى يبدأ المتصيّدون في الاصطياد!

"يا شيخ! ماذا تقول فيمن يقول"؟!
فيطرح السّؤال، دون اسم ولا قرينة، فتُبنى عليه فتوى، أو تجريح، أو تجهيل، أو إسقاط، وربما على غير تثبّت، إذ النّاقل غير بصير ولا فهيم!

ثمّ تدور عجلة النّقض بدعو النّقد، والرّدود بدعوى نصرة الحقّ، ويعلو صوت الجدل على صوت الذّكر، وتتحوّل الرّقائق إلى رماح، والدعوة إلى خصومة، والدّعاة إلى منبوذين…
ويغدو الميدان محرقة من الاتّهامات والانقسامات والتّجاذبات!

يستضيف الإعلام هذا ويُشهّر بذاك، ويتحوّل البناء إلى هدم، والقلوب إلى حجارة، والمسامحة إلى محاكمات علنيّة…

وتموت الرّقّة😥… وتبقى المعركة🤼‍♂️!

ويصير النّاس بين غالٍ ومفرِط، ومتهاونٍ ومجرِّح، حتّى يُقال في أحدهم ما لا يُقال في عدوّ!
وربّما وصل الأمر أن يُتّهم الرّجل باتّهامات يضحك منها العقل، ويطرب لها الشّيطان!

🔻 فإلى متى نعين الشّيطان على إخواننا؟!

أليس من سننه القديمة:
أن يُفرد كلَّ واحد منهم، فيستفرد به، ويدفعه ليقع، أو يدفع غيره ليسقطه؟!
بدعوى "الغيرة على الدّين"، أو "نصرة السّنّة"، أو "كشف الملبّسين"…

حتّى صارت ألسنتنا أكثر حدّة على إخواننا من حدّة أعدائنا عليهم!

والعدوّ يرقب ويضحك، فلا هو تعب، ولا نحن اتّحدنا!

🔻 إنها سيرة تتكرّر، وحفرة يتساقط فيها الأفذاذ، من حيث لا يحتسبون…

حين ننشغل بالأشخاص، وننسى المقاصد…
حين نقدّس، أو نُسقِط…
حين نقطع ولا نوصل، ونهدم ولا نَبني!

📌 إنّ الإنصاف يفرض علينا:
أن نذكر بدايات من نحاكمهم (ومن نحن حتّى نحاكمهم)، وأن نزن أقوالهم بميزان الشّريعة لا الهوى (عمل الرّبّانيّين من العلماء)، وأن نفصل الخطأ عن صاحبه (عمل التّربويّين)، ما لم يُصرّ على ما لا يُغتفر؛ ممّا هو مقطوع به لا مظنون.

📌📌 النّصح حقٌّ، والعدل واجب، والتّجريح الظّالم مرفوضٌ!

❖ والتّحذير من زلّة أو أكثر، لا يُسوّغ إسقاط الإنسان.
❖ وما أكثر من أسقطوا إخوانهم، ثمّ أسقطهم الزّمان بعدها!
فالحافر محفور له، ولا بدّ!
والمتربِّص متربَّصٌ به، ولا ريب!

وقد قال الإمام الذّهبيّ -رحمه الله-:
"لو ردّ العالِم كلَّ من أخطأ؛ لما بقي معنا أحد".

وها نحن اليوم… لا يكاد يبقى معنا أحد!

محمّد بن جميل الوحيديّ
.
2025/07/05 19:07:31
Back to Top
HTML Embed Code: