كان هناك بيت صغير على أطراف المدينة،
يُطلّ على نهرٍ ضيقٍ يلمع كالمرآة كل صباح.
فيه رجل وامرأة جمعتهما المودة في أول الطريق،
ثم تفرّق عليهما التعب شيئًا فشيئًا،
حتى صار كلٌّ منهما يعيش كغريبٍ في وطنٍ مشترك.
الرجل يعود كل يومٍ مثقلاً كأنه يحمل العالم فوق كتفيه،
والمرأة تستقبله بوجهٍ شاحبٍ من الإرهاق،
تسابق الوقت بين الأبناء، والمطبخ، والغسيل، والأنين.
لا أحد منهما كان يكره الآخر،
لكن كليهما أرهقه التعب حتى لم يعد يرى من يحب.
مرت السنوات،
صار البيت بارداً، حتى الهواء فيه يئنّ من الصمت.
كلما جلسا على مائدةٍ، جلس بينهما شبحٌ اسمه “الانشغال”،
وكلما مدّت يدها لتحدثه، كان هاتفه أسرع من يدها.
وكلما حاول أن يقترب، كان غضبها المتراكم جدارًا بينهما.
وفي ليلةٍ من ليالي الشتاء،
ناما متباعدين كما اعتادا،
لكن الفجر لم يأتِ ككل يوم.
استيقظت الأرواح في عالمٍ آخر،
عالمٍ لا يُسمع فيه ضجيج ولا هواتف ولا أولاد،
بل يُسمع فيه النداء العظيم: “وقفوهم إنهم مسؤولون.”
رأت المرأة بيتها أمامها، لكنه لم يكن بيت الطين،
بل بيت أعمالهما:
جدرانه من دعواتٍ لم تُستجب،
وسقفه من أنينٍ مكتومٍ في الليالي،
وأرضه من صبرٍ ناقصٍ على الشريك.
وسمعت صوتًا يقول:
“هذا بيتكما كما بنيتماه.. تعب بلا نية، وعمل بلا صدق، وصمت بلا عفو.”
ارتعد قلبها،
فالتفتت إلى زوجها، فإذا هو يبكي،
يقول: “ظننت أني أؤدي واجبي حين أعمل،
ونسيت أن أُدفئ قلبها بالكلمة.”
وقالت هي: “وظننت أني صابرة،
لكن قلبي كان ساخطًا في الخفاء، فأفسدت صبري.”
ثم انفتح لهما بابٌ آخر،
رأيا فيه بيوتًا مضيئةً لأناسٍ عاشوا تعبًا مثلهم،
لكنهم كانوا ينوون في كل خدمةٍ قربى،
وفي كل صبرٍ أجراً،
وفي كل نظرةٍ رضا.
فصار تعبهم عبادةً،
وإرهاقهم جسرًا إلى الجنة لا حائطًا في النار.
وسمعا النداء:
“كلُّ من تعب لله استراح،
وكل من تعب للدنيا تعب مرتين.”
المغزى:
الإرهاق في الأسرة ليس هو الخطر…
الخطر أن يُنسى الله في هذا الإرهاق.
حين يتحول العطاء إلى عادة بلا نية، والصبر إلى كتمان بلا احتساب،
يضيع الأجر، ويبقى التعب.
الأسرة التي تُدخل نية العبادة في تفاصيلها،
تصير كل خطوة فيها عملاً يُكتب في صحف الآخرة:
الطبخ صدقة، والابتسامة صلة، وخفض الصوت عبادة.
أما التي تُهمل النية، فكل شيء فيها يُحسب عليها لا لها،
حتى أنينها يصبح حجةً لا أجراً.
د.محمد سعد الأزهري
يُطلّ على نهرٍ ضيقٍ يلمع كالمرآة كل صباح.
فيه رجل وامرأة جمعتهما المودة في أول الطريق،
ثم تفرّق عليهما التعب شيئًا فشيئًا،
حتى صار كلٌّ منهما يعيش كغريبٍ في وطنٍ مشترك.
الرجل يعود كل يومٍ مثقلاً كأنه يحمل العالم فوق كتفيه،
والمرأة تستقبله بوجهٍ شاحبٍ من الإرهاق،
تسابق الوقت بين الأبناء، والمطبخ، والغسيل، والأنين.
لا أحد منهما كان يكره الآخر،
لكن كليهما أرهقه التعب حتى لم يعد يرى من يحب.
مرت السنوات،
صار البيت بارداً، حتى الهواء فيه يئنّ من الصمت.
كلما جلسا على مائدةٍ، جلس بينهما شبحٌ اسمه “الانشغال”،
وكلما مدّت يدها لتحدثه، كان هاتفه أسرع من يدها.
وكلما حاول أن يقترب، كان غضبها المتراكم جدارًا بينهما.
وفي ليلةٍ من ليالي الشتاء،
ناما متباعدين كما اعتادا،
لكن الفجر لم يأتِ ككل يوم.
استيقظت الأرواح في عالمٍ آخر،
عالمٍ لا يُسمع فيه ضجيج ولا هواتف ولا أولاد،
بل يُسمع فيه النداء العظيم: “وقفوهم إنهم مسؤولون.”
رأت المرأة بيتها أمامها، لكنه لم يكن بيت الطين،
بل بيت أعمالهما:
جدرانه من دعواتٍ لم تُستجب،
وسقفه من أنينٍ مكتومٍ في الليالي،
وأرضه من صبرٍ ناقصٍ على الشريك.
وسمعت صوتًا يقول:
“هذا بيتكما كما بنيتماه.. تعب بلا نية، وعمل بلا صدق، وصمت بلا عفو.”
ارتعد قلبها،
فالتفتت إلى زوجها، فإذا هو يبكي،
يقول: “ظننت أني أؤدي واجبي حين أعمل،
ونسيت أن أُدفئ قلبها بالكلمة.”
وقالت هي: “وظننت أني صابرة،
لكن قلبي كان ساخطًا في الخفاء، فأفسدت صبري.”
ثم انفتح لهما بابٌ آخر،
رأيا فيه بيوتًا مضيئةً لأناسٍ عاشوا تعبًا مثلهم،
لكنهم كانوا ينوون في كل خدمةٍ قربى،
وفي كل صبرٍ أجراً،
وفي كل نظرةٍ رضا.
فصار تعبهم عبادةً،
وإرهاقهم جسرًا إلى الجنة لا حائطًا في النار.
وسمعا النداء:
“كلُّ من تعب لله استراح،
وكل من تعب للدنيا تعب مرتين.”
المغزى:
الإرهاق في الأسرة ليس هو الخطر…
الخطر أن يُنسى الله في هذا الإرهاق.
حين يتحول العطاء إلى عادة بلا نية، والصبر إلى كتمان بلا احتساب،
يضيع الأجر، ويبقى التعب.
الأسرة التي تُدخل نية العبادة في تفاصيلها،
تصير كل خطوة فيها عملاً يُكتب في صحف الآخرة:
الطبخ صدقة، والابتسامة صلة، وخفض الصوت عبادة.
أما التي تُهمل النية، فكل شيء فيها يُحسب عليها لا لها،
حتى أنينها يصبح حجةً لا أجراً.
د.محمد سعد الأزهري
❤10👌1
Forwarded from تُرَاثُ مَشَاهِيـرُ القُـرّاء(صدقة لجميع المسلمين) 🇵🇸
اللهم تمّم على أهل غزة العزة فرحتهم ونصرهم وأظهرهم على عدوهم
اللهم بلّغنا {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله}
وأشهدنا اندحار الكيان الغاصب بأيدي المجاهدين الصابرين 🤲🏻
اللهم بلّغنا {ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله}
وأشهدنا اندحار الكيان الغاصب بأيدي المجاهدين الصابرين 🤲🏻
❤6💔3
Forwarded from تُرَاثُ مَشَاهِيـرُ القُـرّاء(صدقة لجميع المسلمين) 🇵🇸
الحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أهنئ نفسي وإياكم.. بوقف الحرب على أهلنا في غزة..
رحم شهداءنا الأبرار، وأعاف مبتلانا، وشفى مرضانا، وحرّر أسرانا، وأعزّ المستضعفين، وهو أرحم الراحمين.
وجزى الله خيرًا كل امرئ كان ظهيرًا لإخوانه، بقدر وسعه واستطاعته..
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
رحم شهداءنا الأبرار، وأعاف مبتلانا، وشفى مرضانا، وحرّر أسرانا، وأعزّ المستضعفين، وهو أرحم الراحمين.
وجزى الله خيرًا كل امرئ كان ظهيرًا لإخوانه، بقدر وسعه واستطاعته..
والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون..
❤14
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ثُمَّ قُضِيَت حَاجتُهُم بكَثرةِ الصَّلاةِ علَى النَّبيِّ ﷺ.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
❤6
Forwarded from تُرَاثُ مَشَاهِيـرُ القُـرّاء(صدقة لجميع المسلمين) 🇵🇸
❤3
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
العشم.. إياك والعشم..ف الناس متعشمش !!!
#كريم_الشاذلي
#كريم_الشاذلي
❤1
{ومن الناس من يعبد الله على حرف} !
متبقاش على الحرف علشان المصائب إذا هزت كيانك متوقعكش.. ادخل.. أوغل في العبادة.. المظهر المحترم نعمة مش لأي حد.. اشكر ربنا عليه بسرائر محترمة.. تجعلك في العمق.. مش على (الحرف)
متبقاش على الحرف علشان المصائب إذا هزت كيانك متوقعكش.. ادخل.. أوغل في العبادة.. المظهر المحترم نعمة مش لأي حد.. اشكر ربنا عليه بسرائر محترمة.. تجعلك في العمق.. مش على (الحرف)
❤3
🛑 قال تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)
✨️عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
كان الناسُ منَ الأعرابِ يَأتونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُسلِمونَ فإذا رجَعوا إلى بِلادِهم فإنْ وجَدوا عامَ غَيثٍ وعامَ خِصبٍ وعامَ وِلادٍ حسَنٍ قالوا إنَّ دِينَنا هذا لَصالِحٌ فتمَسَّكوا له وإنْ وَجَدوا عامَ جَدْبٍ وعامَ وِلادِ سُوءٍ وعامَ قَحْطٍ قالوا ما في دِينِنا هذا خيرٌ فأنزَل اللهُ { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ }»
**ومعنى الأيه الكريمة أن من الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ }- أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه.
فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه، أو زوال محبوب { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ }- أي: ارتد عن دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار، فلا هو حصل من الدنيا على شيء ، وأما الآخرة فقد كفر بالله العظيم ، فهو فيها في غاية الشقاء والإهانة; ولهذا قال : ( ذلك هو الخسران المبين ) أي : هذه هي الخسارة العظيمة ، والصفقة الخاسرة .
**وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هو المنافق ، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة ، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت ، انقلب فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه ، فإن أصابته فتنة أو شدة أو اختبار أو ضيق ، ترك دينه ورجع إلى الكفر .
⚡️ولما كانت الامور تعرف بأضدادها، فمن ضد هذا الوصف وهذه الصورة نتعرف على ما يجب أن تكون عليه قيمة الدين في حياة الانسان فهو مستقر في قلبه ووجدانه، سعيد به ثابت عليه فى افراحه واحزانه ومصائبه وكرباته ، يلجأ اليه في كل اموره، ويجعله قائداً له في حياته يستهدي به ويزن به الامور، فيفرّق به بين حقها وباطلها
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)
✨️عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
كان الناسُ منَ الأعرابِ يَأتونَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُسلِمونَ فإذا رجَعوا إلى بِلادِهم فإنْ وجَدوا عامَ غَيثٍ وعامَ خِصبٍ وعامَ وِلادٍ حسَنٍ قالوا إنَّ دِينَنا هذا لَصالِحٌ فتمَسَّكوا له وإنْ وَجَدوا عامَ جَدْبٍ وعامَ وِلادِ سُوءٍ وعامَ قَحْطٍ قالوا ما في دِينِنا هذا خيرٌ فأنزَل اللهُ { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ }»
**ومعنى الأيه الكريمة أن من الناس من هو ضعيف الإيمان، لم يدخل الإيمان قلبه، ولم تخالطه بشاشته، بل دخل فيه، إما خوفا، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن، { فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ }- أي: إن استمر رزقه رغدا، ولم يحصل له من المكاره شيء، اطمأن بذلك الخير، لا بإيمانه.
فهذا، ربما أن الله يعافيه، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه، { وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ } من حصول مكروه، أو زوال محبوب { انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ }- أي: ارتد عن دينه، { خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ } أما في الدنيا، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله، وعوضا عما يظن إدراكه، فخاب سعيه، ولم يحصل له إلا ما قسم له، وأما الآخرة، فظاهر، حرم الجنة التي عرضها السماوات والأرض، واستحق النار، فلا هو حصل من الدنيا على شيء ، وأما الآخرة فقد كفر بالله العظيم ، فهو فيها في غاية الشقاء والإهانة; ولهذا قال : ( ذلك هو الخسران المبين ) أي : هذه هي الخسارة العظيمة ، والصفقة الخاسرة .
**وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : هو المنافق ، إن صلحت له دنياه أقام على العبادة ، وإن فسدت عليه دنياه وتغيرت ، انقلب فلا يقيم على العبادة إلا لما صلح من دنياه ، فإن أصابته فتنة أو شدة أو اختبار أو ضيق ، ترك دينه ورجع إلى الكفر .
⚡️ولما كانت الامور تعرف بأضدادها، فمن ضد هذا الوصف وهذه الصورة نتعرف على ما يجب أن تكون عليه قيمة الدين في حياة الانسان فهو مستقر في قلبه ووجدانه، سعيد به ثابت عليه فى افراحه واحزانه ومصائبه وكرباته ، يلجأ اليه في كل اموره، ويجعله قائداً له في حياته يستهدي به ويزن به الامور، فيفرّق به بين حقها وباطلها
❤3
عندما سُئِل البروفيسور الإيطالي لارتو عن أقسى ما مرَّ به في حياته قال :
لا شيء أقسى من أن يضحك خارجك ويبكي داخلك.🖤!
لا شيء أقسى من أن يضحك خارجك ويبكي داخلك.🖤!
💔10❤1
لما ظهر الخوارج على الكوفة، أخذوا الإمام أبا حنيفة النعمان رحمه الله، فقالوا له:
🔹 "تب يا شيخ من الكفـ..ـر!"
فقال: "أنا تائب إلى الله من كل كفـ..ـر."
فخلّوا سبيله.
فلما ولى، قيل لهم: "إنه إنما تاب من الكـ..ـفر الذي أنتم عليه!"
فاسترجعوه، وقال له رأسهم:
🔹 "يا شيخ! إنما تبتَ من الكـ..ـفر، وتعنِي به ما نحن عليه؟!"
فقال أبو حنيفة: "أبظن تقول هذا أم بعلم؟"
قال: "بل بظن."
فقال أبو حنيفة:
📖 "إن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}"
وهذه خطيئة منك، وكل خطيئة عندك كـ..ـفر، فتب أنت أولاً من الكفر!
فقال الخارجي: "صدقت يا شيخ، أنا تائب من الكـ..ـفر!"
ثم جاؤوه مرة أخرى لمناظرته، لما علموا أنه لا يُكـ.ـفِّر أحدًا من أهل القبلة بذنب، فقالوا له:
🔹 "هاتان جنازتان على باب المسجد:
إحداهما لرجلٍ شرب الخمـ.ر حتى مات غرقًا فيها،
والأخرى لامرأة زنـ.ت، فلما حملت قتـ.لت نفسها!
فأخبرنا: أمن أهل الجنة هما، أم من أهل النـ..ار؟"
فقال أبو حنيفة:
"من أي الملل كانا؟ أمن اليهـ..ود؟"
قالوا: "لا."
قال: "أفمن النصـ..ارى؟"
قالوا: "لا."
قال: "أفمن المجـ..وس؟"
قالوا: "لا."
قال: "فمن أي الملل كانا؟"
قالوا: "من الملة التي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله!"
قال: "فأخبروني عن الشهادة، كم هي من الإيمان؟ ثلث؟ ربع؟ خمس؟"
قالوا: "الإيمان لا يكون أجزاء!"
قال: "فكم هي إذن؟"
قالوا: "الإيمان كله."
قال: "فما سؤالكم عن قومٍ زعمتم وأقررتم أنهما كانا مؤمنين؟!"
قالوا: "دعنا عنك! أمن أهل الجنة هما أم النـ.ار؟"
قال: "أما إذا أبيتم:
فإني أقول فيهما ما قال نبي الله إبراهيم عليه السلام:
{فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وأقول فيهما ما قال نبي الله عيسى عليه السلام:
{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
وأقول فيهما ما قال نبي الله نوح عليه السلام:
{وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ}
ولا أقول كما قال قومكم، بل أقول كما قال نوح عليه السلام:
{وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}."
فألقوا السـ.لاح، وقالوا:
🔸 "تبرأنا من كل دينٍ كنا عليه، وندين الله بدينك؛ فقد آتاك الله فضلًا وحكمةً وعلمًا."
🌿 رحم الله الإمام أبا حنيفة النعمان، فقد كان إمام العقل والفقه والبيان.
—
🔹 "تب يا شيخ من الكفـ..ـر!"
فقال: "أنا تائب إلى الله من كل كفـ..ـر."
فخلّوا سبيله.
فلما ولى، قيل لهم: "إنه إنما تاب من الكـ..ـفر الذي أنتم عليه!"
فاسترجعوه، وقال له رأسهم:
🔹 "يا شيخ! إنما تبتَ من الكـ..ـفر، وتعنِي به ما نحن عليه؟!"
فقال أبو حنيفة: "أبظن تقول هذا أم بعلم؟"
قال: "بل بظن."
فقال أبو حنيفة:
📖 "إن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}"
وهذه خطيئة منك، وكل خطيئة عندك كـ..ـفر، فتب أنت أولاً من الكفر!
فقال الخارجي: "صدقت يا شيخ، أنا تائب من الكـ..ـفر!"
ثم جاؤوه مرة أخرى لمناظرته، لما علموا أنه لا يُكـ.ـفِّر أحدًا من أهل القبلة بذنب، فقالوا له:
🔹 "هاتان جنازتان على باب المسجد:
إحداهما لرجلٍ شرب الخمـ.ر حتى مات غرقًا فيها،
والأخرى لامرأة زنـ.ت، فلما حملت قتـ.لت نفسها!
فأخبرنا: أمن أهل الجنة هما، أم من أهل النـ..ار؟"
فقال أبو حنيفة:
"من أي الملل كانا؟ أمن اليهـ..ود؟"
قالوا: "لا."
قال: "أفمن النصـ..ارى؟"
قالوا: "لا."
قال: "أفمن المجـ..وس؟"
قالوا: "لا."
قال: "فمن أي الملل كانا؟"
قالوا: "من الملة التي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله!"
قال: "فأخبروني عن الشهادة، كم هي من الإيمان؟ ثلث؟ ربع؟ خمس؟"
قالوا: "الإيمان لا يكون أجزاء!"
قال: "فكم هي إذن؟"
قالوا: "الإيمان كله."
قال: "فما سؤالكم عن قومٍ زعمتم وأقررتم أنهما كانا مؤمنين؟!"
قالوا: "دعنا عنك! أمن أهل الجنة هما أم النـ.ار؟"
قال: "أما إذا أبيتم:
فإني أقول فيهما ما قال نبي الله إبراهيم عليه السلام:
{فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وأقول فيهما ما قال نبي الله عيسى عليه السلام:
{إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
وأقول فيهما ما قال نبي الله نوح عليه السلام:
{وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ}
ولا أقول كما قال قومكم، بل أقول كما قال نوح عليه السلام:
{وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ}."
فألقوا السـ.لاح، وقالوا:
🔸 "تبرأنا من كل دينٍ كنا عليه، وندين الله بدينك؛ فقد آتاك الله فضلًا وحكمةً وعلمًا."
🌿 رحم الله الإمام أبا حنيفة النعمان، فقد كان إمام العقل والفقه والبيان.
—
❤12
📚 دُرر إسلامـية(صدقة لجميع المسلمين)
لما ظهر الخوارج على الكوفة، أخذوا الإمام أبا حنيفة النعمان رحمه الله، فقالوا له: 🔹 "تب يا شيخ من الكفـ..ـر!" فقال: "أنا تائب إلى الله من كل كفـ..ـر." فخلّوا سبيله. فلما ولى، قيل لهم: "إنه إنما تاب من الكـ..ـفر الذي أنتم عليه!" فاسترجعوه، وقال له رأسهم: 🔹…
اللهم يا معلم موسى علمنا، ويا مفهم سليمان فهمنا، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب، آتنا الحكمة وفصل الخطاب .
❤8
