مع جواز صلاة المرأَة في المسجد إِذا أُمنت الفتنة إِلا أَنَّ صلاتَها في بيتِها خيرٌ لها من الصَّلاة في المسجد فكيف إِذا كانت ستصلِّي في الطَّريق وعلى الرَّصيفِ حيث يراها الرِّجال وتكثر الشَّواغل والملهيات عن الخشوع.

وقد جاءت السُّنَّة النَّبويَّة بحثِّ المرأةِ على اختيار أَبعد مكانٍ في بيتِها عن الظُّهور والبروز ليكون مُصلَّى لها، لأَنَّ مبنى أَمرِ المرأَةِ على السِّتر.

فعن ابنِ مسعود رضي الله عنه عن النَّبيِّ ﷺ قال: "صلاةُ المرأَة في بيتِها أَفضلُ من صلاتِها في حُجرتِها، وصلاتُها في مُخدعها أَفضل من صلاتِها في بيتها،" رواه أَبو داود.

الحجرة: صُحن الدَّار.
المخدع: أَبعد شيءٍ في البيتِ عن باب البيت.

ورضي الله عن أُم حميد، فقد جاءت النَّبيَّ ﷺ، فقالت : يا رسول الله، إِنِّي أُحِبُّ الصَّلاة معك. قال ﷺ: "قد علمتُ أَنَّك تحبِّين الصَّلاة معي، وصلاتكِ في بيتِك خيرٌ لكِ من صلاتكِ في حجرتك،
وصلاتكِ في حجرتكِ خيرٌ من صلاتكِ في داركِ،
وصلاتكِ في دارك خيرٌ لكِ من صلاتك في مسجد قومكِ،
وصلاتك في مسجد قومكِ خيرٌ لك من صلاتك في مسجدي."

فأَمرَت، فبني لها مسجدُ في أَقصى شيءٍ من بيتِها وأَظلمه، فكانت تصلِّي فيه، حتى لقيت الله عزَّ وجلَّ،" رواه أَحمد.

الشيخ د. علي بن يحيى الحدادي

عيدكم مبارك
‏وتقبَّل اللـه منَّا ومنكم صالح الأَعمال، وكلُّ عامٍ وأَنتم بخير.

الشيخ د. علي بن يحيى الحدادي
2024/04/28 21:55:22
Back to Top
HTML Embed Code: