Telegram Web Link
#رواء_الروح

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم 💚
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
بسم الله الرحمن الرحيم

ثاني أيام التشريق =١٢ من ذي الحجة ١٤٤٦

أضحية رواء الروح لعام ١٤٤٦
ويدخل فيها:
💡السبع الأول ← المهندس المقرئ زياد بن أسعد حاج علي
💡السبع الثاني ← المقرئة المباركة نيفين مسعد الجوهري
💡السبع الثالث ← الأخ الحبيب محمد بن عبدالعزيز وأولاده.
💡الباقي ← رواء الروح

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }
[سُورَةُ الأَنْعَامِ: ١٦٢]

{ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
[سُورَةُ الحَجِّ: ٣٢]

{ فصل لربك وانحر }
[سُورَةُ الكَوْثَرِ: ٢]


اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
بسم الله الرحمن الرحيم

فصلّ لربك وانحر

أضحية رواء الروح لعام ١٤٤٦
ويدخل فيها:
💡السبع الأول ← المهندس المقرئ زياد بن أسعد حاج علي
💡السبع الثاني ← المقرئة المباركة نيفين مسعد الجوهري
💡السبع الثالث ← الأخ الحبيب محمد بن عبدالعزيز وأولاده.
💡الباقي ← رواء الروح

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#رواء_الروح

ربنا أتمم لنا نورنا
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم

{ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
[سُورَةُ الحَجِّ: ٣٢]

وزن العجل ← ٥٣٠ كيلو
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#توثيق
#رواء_الروح

ذكر أسماء أحبابنا وتيجان رؤوسنا الذين ساهموا في إقامة هذه الشعيرة المباركة

{ ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه وأحلت لكم الأنعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور }
[سُورَةُ الحَجِّ: ٣٠]

{ ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
[سُورَةُ الحَجِّ: ٣٢]
#رواء_الروح
{ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين }
[سُورَةُ الحَجِّ: ٣٧]

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
- هدايات القرآن الكريم:

قال ابن زيد: (إن اتقيت الله في هذه البدن، وعملت فيها لله، وطلبت ما قال الله؛ تعظيما لشعائر الله ولحرمات الله، وجعلته طيبا، فذلك الذي يتقبل الله، فأما اللحوم والدماء فمن أين تنال الله)؟

يا من أحسنت في عبادة الله وأحسنت لعباد الله ابتغاء وجه الله؛ أبشر بسعادة الدنيا ونعيم الآخرة بفضل الله.
م أحمد عاطف مشهور ||رِواءُ الروح
- هدايات القرآن الكريم: قال ابن زيد: (إن اتقيت الله في هذه البدن، وعملت فيها لله، وطلبت ما قال الله؛ تعظيما لشعائر الله ولحرمات الله، وجعلته طيبا، فذلك الذي يتقبل الله، فأما اللحوم والدماء فمن أين تنال الله)؟ يا من أحسنت في عبادة الله وأحسنت لعباد الله ابتغاء…
{ لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين }
[سُورَةُ الحَجِّ: ٣٧]

- تفسير السعدي - ط دار ابن الجوزي:

وقوله: ﴿لن ينال الله لحومها ولا دماؤها﴾؛ أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط، ولا ينال الله من لحومها ولا دمائها شيء؛ لكونه الغني الحميد، وإنما يناله الإخلاص فيها والاحتساب والنية الصالحة،

ولهذا قال: ﴿ولكن يناله التقوى منكم﴾: ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده؛ لا فخرا ولا رياء ولا سمعة ولا مجرد عادة، وهكذا سائر العبادات إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله؛ كانت كالقشور الذي لا لب فيه والجسد الذي لا روح فيه.

﴿كذلك سخرها لكم لتكبروا الله﴾؛ أي: تعظموه وتجلوه، كما ﴿هداكم﴾؛ أي: مقابلة لهدايته إياكم؛ فإنه يستحق أكمل الثناء وأجل الحمد وأعلى التعظيم.

﴿وبشر المحسنين﴾: بعبادة الله؛ بأن يعبدوا الله كأنهم يرونه؛ فإن لم يصلوا إلى هذه الدرجة؛ فليعبدوه معتقدين وقت عبادتهم اطلاعه عليهم ورؤيته إياهم، والمحسنين لعباد الله بجميع وجوه الإحسان؛ من نفع مال أو علم أو جاه أو نصح أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو كلمة طيبة ونحو ذلك؛ فالمحسنون لهم البشارة من الله بسعادة الدنيا والآخرة، وسيحسن الله إليهم كما أحسنوا في عبادته ولعباده؛ ﴿هل جزاء الإحسان إلا الإحسان﴾، ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
#رواء_الروح
#توثيق
عيد الأضحى المبارك
ثاني أيام التشريق
الأحد ١٢ من ذي الحجة ١٤٤٦= ٨ يونيو ٢٠٢٥


الأضحية(٤) ←
باسم الشيخة المقرئة المباركة نيفين مسعد الجوهري حفظها الله
تقبل الله منها.

{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }
[سُورَةُ الأَنْعَامِ: ١٦٢]

{ فصل لربك وانحر }
[سُورَةُ الكَوْثَرِ: ٢]




اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تمت أضحيات هذا العام بحمد الله تعالى وفضله

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
نسأل الله أن يتقبل منكم يا أهل رواء الروح عامة وأصحاب هذه الأضحيات خاصة:

💡المهندس المقرئ زياد بن أسعد حاج علي
💡المقرئة المباركة نيفين مسعد الجوهري
💡المقرئة المباركة ريهام وجيه توفيق
💡الأخ الفاضل محمد بن عبدالعزيز وأولاده
💡العمة روحية بنت لطيف وعائلتها
💡العمة رحيمة بنت لطيف وعائلتها


اللهم صب عليهم الخير صبا صبا ولا تجعل عيشهم كدا كدا
اللهم أطعمهم من ثمار الجنة واسقهم من حوضك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
{ والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون (٦٠)


أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون (٦١) }


[سُورَةُ المُؤْمِنُونَ: ٦٠-٦١]
#رواء_الروح
#وأن_سعيه_سوف_يرى
#إلى_أهلها

وما زال العطاء مستمرا!
وما زال أهل الإحسان والاستقامة على عهدهم!

وما زال شيخات القراءات يضربن أروع الأمثلة في البذل والسعي في كل أبواب الخير!!

ويعلم الله كم الهم الذي أحمله والجهد الذي نبذله في تأدية هذه الأمانات إلى أهلها ومستحقيها!
وإنه لأمر لو تعلمون عظيم!!

حرصت أن يصل هذا الخير إلى أهل التعفف الذين لا يسألون الناس إلحافا وهذا يقتضي البحث والسؤال والتحري وعدم الانخداع بالظاهر!

فاللهم وفق وسدد وامنن بالقبول!!!

💡ضحينا بحمد الله في رواء الروح ب ٤ أسباع من العجل البقري = أي؛ ٣٠٠ كيلو صاحي!
من أين أتى مبلغ ال ٣٠٠ كيلو؟

من الصدقات التي فوضني فيها أهلوها أن أضعها في مكانها المناسب!!
فالحمد لله على توفيقه وواسع رحمته!!
Forwarded from م أحمد عاطف مشهور ||رِواءُ الروح (مهندس أحمد عاطف مشهور)
تِلميذٌ يَحكي أحوالَ شَيخِه

قال -رحمه اللهُ-:
عَلِمَ اللهُ، ما رأيتُ أحدًا أطيبَ عَيْشًا منه قَطُّ، مع كُلِّ ما كان فيه مِن ضِيقِ العَيْشِ، وخِلافِ الرَّفاهيةِ والنعيمِ، بل ضدِّهما، ومع ما كان فيه مِنَ الحَبْسِ والتهديدِ والإرهاقِ، وهو -مع ذلك- من أطيبِ الناسِ عَيْشًا، وأشرَحِهم صَدْرًا، وأقواهم قَلبًا، وأسَرِّهم نَفْسًا، تلوحُ نَضْرةُ النعيمِ على وَجْهِه(1).
وقد شاهَدتُ مِن قُوَّتِه، وكَلامِه، وإقدامِه، وكِتابِه أمْرًا عجيبًا، فكان يكتُبُ في اليومِ مِنَ التصنيفِ ما يكتُبُه الناسخُ في جُمُعةٍ وأكثرَ، وقد شاهدَ العَسكرُ مِن قوَّتِه في الحَربِ أمرًا عظيمًا(2).
ورأيتُه في المَنامِ؛ وكأنِّي ذكَرتُ له شيئًا مِن أعمالِ القَلبِ؛ وأخَذتُ في تَعظيمِه ومنفَعَتِه، فقال: أمَّا أنا، فطريقَتي: الفَرَحُ باللهِ، والسُّرورُ به. أو نَحوَ هذا مِنَ العِبارةِ، وهكذا كانت حالُه في الحياةِ، يبدو ذلك على ظاهِرِه، ويُنادي به عليه حاله(3).
وكُنَّا إذا اشتَدَّ بنا الخَوفُ، وساءَتْ مِنَّا الظُّنونُ، وضاقَتْ بنا الأرضُ؛ أتَيْناه، فما هو إلَّا أنْ نراه ونَسمَعَ كَلامَه؛ فيَذهَبَ ذلك كُّله، ويَنقَلبَ انشراحًا وقوَّةً ويقينًا وطُمَأْنينةً. فسُبحانَ مَن أشهَدَ عِبادَه جَنَّتَه قَبلَ لِقائِه، وفتَحَ لهم أبوابَها في دارِ العَمَلِ، فأتاهم مِن رَوْحِها ونَسيمِها وطيبِها، ما استَفرَغَ قُواهُم لِطَلَبها، والمُسابَقةِ إليها(4).

وكان بعضُ أصحابِه الأكابرِ يقولُ: وَدِدتُ أنِّي لِأصحابي مِثلُه لِأعدائِه وخُصومِه! وما رأيتُه يَدعو على أحَدٍ منهم قَطُّ، وكان يدعو لهم.
وجئتُ يَومًا مُبشِّرًا له بمَوتِ أكبَرِ أعدائِه، وأشدِّهم عداوةً وأذًى له، فنَهَرني، وتنكَّرَ لي، واستَرجَع، ثم قامَ مِن فَوْرِه إلى بَيتِ أهلِه فعَزَّاهم، وقال: إنِّي لكم مكانَه، ولا يكونُ لكم أمرٌ تحتاجون فيه إلى مُساعدةٍ إلَّا وساعَدتُكم فيه. ونَحوَ هذا مِنَ الكلامِ، فسُرُّوا به، ودعَوْا له، وعظَّموا هذه الحالَ منه، فرحمه اللهُ، ورَضيَ عنه(5).
وكان يقولُ كثيرًا: ما لي شَيءٌ، ولا مِنِّي شَيءٌ، ولا فِـيَّ شَيءٌ. وكان كثيرًا ما يتمثَّلُ بهذا البيتِ:
أنا المُكَدِّي وابنُ المُكَدِّي وهكذا كان أبي وجَدِّي

وكان إذا أُثْنِيَ عليه في وَجْهِه يقولُ: واللهِ إنِّي إلى الآنَ أُجدِّدُ إسلامي كُلَّ وَقتٍ، وما أسلَمتُ بعْدُ إسلامًا جيدًا(6).
وقال: العارِفُ يَسيرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ بيْنَ مُشاهدةِ المِنَّةِ، ومُطالَعةِ عَيبِ النَّفْسِ.
وكان يَتمثَّلُ كثيرًا بهذا البيتِ:
عَوَى الذِّئبُ فاستأنَسْتُ بالذِّئبِ إذْ عَوى وصَوَّتَ إنسانٌ فكِدتُ أطيرُ
وكان يتمثَّلُ أيضًا بهذا البيتِ:
وأخرُجُ مِن بيْنِ البُيوتِ لَعَلَّني أُحَدِّثُ عنكَ النَّفْسَ في السِّرِّ خاليَا(7)
وحدَّثَني شيخُنا، قال: ابتَدَأني مَرَضٌ؛ فقال لي الطَّبيبُ: إنَّ مُطالَعتَكَ وكَلامكَ في العِلْمِ يَزيدُ المَرضَ. فقُلتُ له: لا أصبِرُ على ذلك، وأنا أُحاكِمُكَ إلى عِلْمِكَ؛ أليستِ النَّفْسُ إذا فرِحَتْ وسُرَّتْ، قَوِيَتِ الطبيعةُ، فدفَعَتِ المَرضَ؟ فقال: بلى. فقُلتُ له: فإنَّ نَفْسي تُسَرُّ بالعِلْمِ، فتَقْوى به الطبيعةُ، فأجِدُ راحةً. فقال: هذا خارِجٌ عن عِلاجِنا(8).
وسمِعتُ شَيخَنا رحمه اللهُ -وقد عرَضَ له بعضُ الألَـمِ، فقال له الطبيبُ: أضَرُّ ما عليكَ الكَلامُ في العِلمِ، والفِكرُ فيه، والتوجُّه، والذِّكرُ- يقولُ: ألستُم تَزعُمون أنَّ النَّفْسَ إذا قَوِيَتْ وفرِحَتْ؛ أوْجَبَ فَرْحُها لها قُوَّةً، تُعينُ بها الطبيعةَ على دَفْعِ العارِضِ؛ فإنَّه عَدوُّها، فإذا قَوِيَتْ عليه قَهرَتْه؟ فقال له الطبيب: بلى.
فقال: إذا اشتُغِلَتْ نَفْسي بالتوجُّه والذِّكرِ، والكلامِ في العِلْمِ، وظَفِرتْ بما يُشكِلُ عليها منه، فَرِحتْ به وقَوِيتْ، فأوجَبَ ذلك دَفعَ العارِضِ هذا. أو نَحوَه مِنَ الكلامِ(9).

وحَضَرتُه مرَّةً، صلَّى الفَجرَ ثم جلَسَ يذكُرُ اللهَ تعالى إلى قريبٍ مِنَ انتِصافِ النهارِ، ثم التَفتَ إليَّ، وقال: هذه غَدْوتي، ولو لم أتغَدَّ الغَداءَ، سقَطَتْ قُوَّتي. أو كلامًا قريبًا مِن هذا(10).

وقال لي مرَّةً: لا أترُكُ الذِّكْر إلا بنيَّةِ إجمامِ نَفْسي وإراحَتِها؛ لأستَعِدَّ بتلك الراحةِ لِذِكْرٍ آخَرَ(11).

ولقد شاهَدتُ مِن فِراسَتِه أُمورًا عجيبةً، وما لم أُشاهِدْه منها أعظَمُ وأعظَمُ، ووقائِعُ فِراسَتِه تَستَدعي سِفرًا ضَخمًا(12).

وسمِعتُه يقولُ: إنَّ في الدُّنيا جَنَّةً مَن لم يدخُلْها، لا يَدخُلْ جَنَّةَ الآخِرةِ.
وقال لي مرَّةً: ما يصنَعُ أعدائي بي؟ أنا جَنَّتي وبُستاني في صَدْري، إنْ رُحْتُ فهي معي، لا تفارِقُني، إنَّ حَبْسي خَلْوةٌ، وقَتلي شَهادةٌ، وإخراجي مِن بَلَدي سِياحةٌ(13).
Forwarded from م أحمد عاطف مشهور ||رِواءُ الروح (مهندس أحمد عاطف مشهور)
وكان يقولُ -في مَحْبِسِه في القلعةِ-: لو بَذَلتُ مِلْءَ هذه القلعةِ ذهبًا، ما عَدَلَ عِندي شُكرَ هذه النعمةِ. أو قال: ما جَزَيتُهم على ما تسَبَّبوا لي فيه مِنَ الخيرِ. ونَحوَ هذا(14).
وكان يقولُ -في سُجودِه وهو مَحبوسٌ-: اللَّهمَّ أعِنِّي على ذِكْرِك، وشُكرِك، وحُسْنِ عِبادتِك، ما شاءَ اللهُ(15).
وقال لي مرَّةً: المَحبوسُ: مَن حُبِسَ قَلبُه عن رَبِّه تعالى، والـمَأْسورُ مَن أسَرَه هواه.
ولـمَّا دخَلَ إلى القلعةِ، وصارَ داخِلَ سُورِها، نظَرَ إليه وقال: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد: 13](16).
وكان يُعالجُ بآيةِ الكُرسيِّ، وكان يأمُرُ بكثرةِ قِراءَتِها المَصروعَ، ومَن يُعالِـجُه بها، وبقِراءةِ الـمُعَوِّذتَيْنِ(17).
وكان صغيرًا عندَ بني المنجا، فبحَثَ معهم، فادَّعَوْا شيئًا أنكَرَه، فأحضَروا النَّقْلَ، فلمَّا وقَفَ عليه، ألقى الـمُجلَّدَ مِن يَدِه غَيْظًا، فقالوا له: ما أنتَ إلا جَريءٌ؛ تَرمي المُجلَّدَ مِن يَدِكَ، وهو كِتابُ عِلْمٍ؟! فقال سريعًا: أيُّما خَيرٌ؛ أنا أو موسى؟ فقالوا: موسى. فقال: أيُّما خَيرٌ؛ هذا الكِتابُ، أو ألواحُ الجَوهَرِ التي كان بها العَشرُ كَلِماتٍ؟ قالوا: الألواحُ. فقال: إنَّ موسى لَمَّا غَضِبَ، ألقى الألواحَ مِن يَدِه. أو كما قال(18).
وكان إذا سُئِلَ عن مَسألةٍ حُكْميَّةٍ، ذكَرَ في جَوابِها مَذاهبَ الأئمةِ الأربعةِ إذا قَدَرَ، ومأخَذَ الخِلافِ، وترجيحَ القَولِ الراجحِ، وذكَرَ مُتعلِّقاتِ المسألةِ التي رُبَّما تكونُ أنفَعَ لِلسائلِ مِن مسألَتِه، فيكونُ فَرَحُه بتلك المُتعلِّقاتِ واللَّوازِمِ أعظَمَ مِن فَرَحِه بمسألَتِه. وهذه فتاويه -رحمه اللهُ- بيْنَ الناسِ، فمَن أحَبَّ الوُقوفَ عليها رأى ذلك.
وكان خُصومُه يَعيبونه بذلك؛ ويقولون: سألَه السائلُ عن طريقِ مِصرَ -مَثلًا- فيذكُرُ له معها طَريقَ مَكةَ والمَدينةِ وخُراسانَ والعِراقِ والهِندِ! وأيُّ حاجةٍ بالسائلِ إلى ذلك؟!
ولَعَمْرُ اللهِ ليس ذلك بعَيْبٍ، وإنَّما العَيبُ الجَهلُ والكِبْرُ.
ورأيتُ شَيخَنا يتحَرَّى في فتاويه ما أمكَنَه، ومَن تأمَّلَ فتاويه وجَدَ ذلك ظاهرًا فيها(19).
وشهِدتُه إذا أعيَتْه المسائلُ، واستَصعَبتْ عليه؛ فرَّ منها إلى التوبةِ والاستِغفارِ، والاستغاثةِ باللهِ، واللَّجَأِ إليه، واستِنزالِ الصَّوابِ مِن عندِه، والاستفتاحِ مِن خزائنِ رحمته، فقَلَّما يلبَثُ المَدَدُ الإلهيُّ أنْ يتتابعَ عليه مَدًّا، وتزدَلِفَ الفُتوحاتُ الإلهية إليه، بأيَّتِهنَّ يبدأُ.
ولا ريبَ أنَّ مَن وُفِّقَ لهذا الافتقارِ عِلْمًا وحالًا، وسار قَلبُه في ميادينِه بحقيقةٍ وقَصدٍ، فقد أُعطيَ حظَّه مِنَ التوفيقِ. ومَن حُرِمَه، فقد مُنِعَ الطريقَ والرفيقَ(20).


وكان إذا أشكَلَتْ عليه المسائلُ، يقولُ: يا مُعلِّمَ إبراهيمَ علِّمْني.
ويُكثِرُ الاستعانةَ بذلك؛ اقتداءً بمُعاذِ بنِ جَبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه؛ حيثُ قال لِمالِكِ بنِ يَخامِرٍ السَّكسَكيِّ عندَ مَوتِه -وقد رآه يبكي-: واللهِ ما أَبكي على دُنيا كُنتُ أُصيبُها منكَ، ولكنْ أبكي على العِلْمِ والإيمان اللَّذَيْن كُنتُ أتعَلَّمُهما منكَ، فقال مُعاذُ بنُ جَبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّ العِلْمَ والإيمانَ مَكانَهما، مَن ابتَغاهما، وجَدَهما، اطلُبِ العِلْمَ عندَ أربعةٍ: عندَ عُويمِرٍ أبي الدَّرداءِ، وعندَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ، وأبي موسى الأشعريِّ، وذكَرَ الرابعَ، فإنْ عَجَزَ عنه هؤلاء، فسائرُ أهلِ الأرضِ عنه أعجَزُ، فعليكَ بمُعَلِّمِ إبراهيمَ صَلواتُ اللهِ عليه(21).

قال ابنُ القيِّمِ -رحمه الله-: حَقيقٌ بالمُفتي أنْ يُكثِرَ الدُّعاءَ بالحَديثِ الصحيحِ: اللَّهمَّ رَبَّ جِبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، فاطِرَ السَّمواتِ والأرضِ، عالِـمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، أنتَ تَحكُمُ بيْنَ عبادِكَ فيما كانوا فيه يختلفون، اهدِني لِمَا اختُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذنِكَ؛ إنَّكَ تَهدي مَن تشاءُ إلى صراطٍ مُستقيمٍ. وكان شَيخُنا -يَعني شَيخَ الإسلامِ ابنَ تَيميةَ- كثيرَ الدعاءِ بذلك(22).

(1) ((الوابل الصيب)) (ص48).
(2) ((الوابل الصيب)) (ص76).
(3) ((مدارج السالكين)) (2/176).
(4) ((الوابل الصيب)) (ص48).
(5) ((مدارج السالكين)) (2/345).
(6) ((مدارج السالكين)) (1/524).
(7) ((الرد الوافر)) (ص69).
(8) ((روضة المحبين)) (ص70).
(9) ((مفتاح دار السعادة)) (1/250).
(10) ((الوابل الصيب)) (ص63).
(11) ((الوابل الصيب)) (ص63).
(12) ((مدارج السالكين)) (2/489).
(13) ((الوابل الصيب)) (ص48).
(14) ((الوابل الصيب)) (ص48).
(15) ((الوابل الصيب)) (ص48).
(16) ((الوابل الصيب)) (ص48).
(17) ((زاد المعاد)) (4/68-69).
(18) ((الوافي بالوفيات)) (4/319)
(19) ((إعلام الموقعين)) (4/159).
(20) ((إعلام الموقعين)) (4/172).
(21) ((إعلام الموقعين)) (4/257).
(22) ((إعلام الموقعين)) (4/257).
2025/07/13 12:37:25
Back to Top
HTML Embed Code: