Telegram Web Link
أحبُّ من الناس كل صفوانٍ رقيق القلب، صافي السريرة، ذا الذي يتعثر في شِراك حزنه ويحمل غير متأفِّفٍ حزن صاحبه كأنما يقرأه من سَمت وجهه. إذا تراءىٰ لك قادمًا تُسَر، وإذا فارقك عددت الليالي لأجل لقائه.

هو لطيفُ الطبع، خفيف الظل، ثقيل المكانة، كريم المنبت، شديد الإنصاف، من إذا نطق صدق، وإذا فرغ أنصت، إن أصبت زكَّاك، وإن أخطأت أقام ما اعوجّ من أمرك دون أن يوبّخك، فإن أحسنتَ إليه ذكرك بالجميل، وإن أسأتَ لم يبادر إلى العتاب؛ بل أصلحك بالحكمة أو عذرك بالرفق، وإن سألته الشيء أعطاك من غير مَنٍّ أو اعتذر بوجهٍ لا تشوبه مساءة.

مثل ذا الرفيق، خليلًا كان أو زوجًا، كمثل غصن شجرةٍ تستظل به من فيح الحَرّ ويجود عليك بأطيب الثمر إذا أقفرت أرضك، فتروم رفقته في الحالين: تحبه في الرخاء لطيب عشرته، وتلوذ به في البلاء لصدق مودّته، فلا يسأمك ولا تسأمه، فبأيِّ حقٍّ يهون الرفاق؟!
خصلتان ما اجتمعتا في إنسانٍ إلا ونالَ بهما حظًا من الكمال؛ الصدق والشجاعة.
أقدر أصحاب مشاريع العمل الدعوي/العلمي الذين ينشغلون بالغاية الكبرى لأهدافهم ولا يلتفتون للمعارك والمناوشات التي تُساق إليهم عنوةً. أحسب صدق هؤلاء في سعيهم لغرس فسائلهم، سواء أثمرت في الحال أو تأجل إثمارها. وممن أعاصرهم أذكر أ. أحمد السيد مع الجيل الصاعد، وكذلك د. أحمد عبد المنعم مع تدبر القرءان.
Back to basics!
2025/07/10 14:25:27
Back to Top
HTML Embed Code: