Telegram Web Link
المرءُ سجينُ مَخاوفه، وقد رأيت الناس عمومًا سجناء لشيءٍ ما: للقلق والكسل وقلة الحيلة، والبيئة والمكان والدراسة، وبعضهم سجناء لآمالهم وأحلامهم التي لم يبلغوها، ومنهم سجين قلبه وحبه وفقده، وآخرون يجهلون أي الأسوار تحديدًا تحيط بهم، لكنهم مقيدون بظلالها. يبدو في النهاية أن السجن واحد وإن اختلفت أسواره، ولا يتحرر إلا محاول آمن وارتجلَ الشجاعة.
أحمل في طبعي الكثير من اللِّين، ويَرتديني قناعٌ قاسٍ من الكبرياء.
من تمام كمال المرء، والإيمان الداعم لاتِّزانه النفسي؛ أن يَتقبّل ألا يُتقبّل ولا يسعى بين هذا وذاك لنيل القُبول، وأن يرضى بسخط الناس كما يرضى محبتهم، وأن يبصر ما في نفسه من مواطن القوة والضعف ما يجنِّبه أن يُؤذِي، وأن يُؤذَىٰ، وما يعينه على تحمل الأذىٰ.
الإنسان محادثة، ربما لهذا اشتق لفظه من ”الأُنس“، في خلق تواصلٍ حميمٍ مع من يحب ويرافق. فمرآة الذات ليست في الوَحدة التي تُفرض عليه أو يضطر إليها لتزكية نفسه وتهذيبها فقط، ولكن أيضًا في صديق أو زوج/ة يسامره ويستقبل نصحه ودعمه ورأيه ومؤازرته في السراء والضراء، رفيق يشاركه صفو الحياة وكدرها، يؤنس وحشته ويصاحب طريقه ويقيل عثرته، وهذا جوهر الإنسانية.
عبد الرحمن القلاوي
Photo
‏يا رب مَننت على عبدك الفقير بعُمرةٍ في رمضان بغير حولٍ منه، عساها تعدِلُ حَجَّةً لم يستطع سبيلًا إليها بَعد. فيا رب هبه من لدنك العزيمة ليلبِّي، والاستطاعة ليحج، والإخلاص ليُقبل منه.

في عفوٍ وعافيةٍ، عاجلًا غير آجلًا، مع من يحب.
حين أفتح عيني صباحًا أجلس على سريري 5 دقائق، أريح قدمي على الأرض، ويمر خلالها شريط حياتي كاملًا أمام عيني؛ منتهى آمالي وأحلامي ومخاوفي وذنوبي وآثامي وخيباتي الثقال، ومستقبلي الغامض، وتجاربي المجهولة، وأفكر طويلًا في الحب والحرب والموت ويوم القيامة والخلود السرمدي، ثم أستسلم لحاضري وأقوم حتى لا أغرق.
يتنفس الفجر فيتّسع صدري لنسيمه.
العدو الذي قصف أمس بالطائرات لن يدخر اليوم قذائف الدبابات، والجبناء الذين يحرقون النساء والأطفال طيلة العام لن تنهاهم الآن الأشهر الحُرم. المجازر لن تتوقف، والعالم السافل لا يأبه إلا لقضاياه وحرياته وسلامه المزعوم، والأمة في قلب القصعة قد تَدَاعت عليها الأكلة بعد أن أصابها الوَهن، ونُزعَ الرعب من قلوب أعدائها.
وهي من الجمال كنسيم ليلٍ في صيفٍ قائظٍ، يتنفس به ليخفف حرّ البيداء السحيقة المجدبة.
أول شروق في سكني الجديد بعد 5 تنقلات في 4 مدن خلال عامين إلا قليل، شقة علوية صغيرة أحببتها لأنها تذكرني بسطح بيتي الذي ألِف طباعي الانطوائية التي تمقت المدينة وزحامها وصخبها وتعيش كالطير تحت السماء بلا حجب، لكن لم أتخيل أن يهذبها السفر والترحال ويسوقها لتجربة كل غريب عنها بكل هذا التناقض.
"You have gold in your hands".
يحيطني الكثير من الخوف، لكني جاهدًا أرتَجلُ الشجاعة.
تذكرونا في يوم عرفة بالدعاء بما تجود به ألسنتكم يا أفاضل.
وادعوا لإخواننا المكروبين، وكل غائبٍ عن أهله وأحبابه، وكل محزونٍ ومهمومٍ ضاقت به أيام الدهر، وادعوا لكل طالب أن يُوفق لطريقه الذي يحب. ولا تنسوا أولئك الوحيدين في حيواتهم بلا رفقاء لهم ولا ذكر بين الناس، لعلهم يأنسوا ويُؤنس بهم.
في يوم عرفة أحب أن أفر إلى الله، أن أحمل كل أوزاري وأحزاني وأثقالي وآمالي وأرتمي بين يديه، بغير قيد أو شرط أو قلق، عله يتقبل قليل عملي بكثير كرمه، ولا يحرمني خير ما عنده بسوء ما عندي، وإن كنت لا أستحق، وأنا لا أستحق.
دعواتي ثابتةٌ، في مكانها، على عكسِ صاحبِها، حيثُ تَميلُ به الأيَّام، تشهدُ عليها طيورُ الصَّباح، وقمرُ اللَّيل ونُجومه، وسطحُ الدَّار، ودمعُ عيني.
جاء العيد ليكون نفحةً من الله تهبُّ على القلوبِ المثقلةِ بأوجاعِ الأيام، فيكون لها كالضياءِ بعد العتمة، ومولدًا لذاك الطفلِ الذي يأبى أن يكبر في يومٍ فارقٍ من أيام الوجود.

فهادوا بعضكم التهنئات والمباركات، واذكروا أسماءَ أحبابكم في ثناياها فتخرج من القلب إلى القلب، وأحيوا سننَ البهجةِ وانطلقوا كما ينطلقُ الأطفالُ في الساحاتِ لا يعكّرُ صفوَهم همّ، ولا يردُّ حماسَهم تعب، كأنّهم لم يعرفوا من الدنيا غير لحظةِ العيد.

وارفُقوا بأنفسِكم وبأحزانِكم ودعوا القلوبَ على سجيتِها، فما عِلمُ الناسِ بما يعتملُ في الأرواحِ بشيء؛ إنما الله أعلمُ بسرائرِ خلقِه.

وكل عامٍ وأنتم بخير.
2025/07/14 00:19:30
Back to Top
HTML Embed Code: