هذا نقاش حول الإقامة في كندا، بين صانع محتوى وامرأة عراقية في كندا. 
وجهة نظرها أن كل بلاء موجود في العراق هو في كندا مقنن، الوظائف صعبة والضرائب عالية.
هذا كله قد يناقش البعض فيه.
غير أن العجيب قولها إنهم يقتلون أبناءنا (تقصد قتلهم أخلاقياً).
تقول: كل مغريات الحياة (تقصد خمر ونساء ومخدرات) يضعونها أمامه.
تقول: من كل عشرة أطفال اثنان فقط لا يتعاطون ولا يشربون.
وإذا تكلمت يأخذون منك الطفل، بلد قوانينه وضعت خصيصاً لهدم الأسرة.
أعجبني وصفها لوضع كل المغريات أمام الطفل بالإجبار، هو ليس إجباراً كلياً، ولكنه في معنى الإغراء الشديد، خصوصاً مع كثرة المغريات.
التصور الذي ذهل بعض الناس من وجود دولة تحفظ للجميع حقوقهم وللكل حريته من يريد الفضيلة ومن يريد الرذيلة، ذلك وهم.
فهذا بالأساس انحياز للرذيلة، لأن أهلها سيصيرون يتاجرون بشهوات المراهقين ويستفزون أهل الطهارة.
ما زلت أذكر أحدهم يقول إنه تفاجأ بأن جيرانه صناع محتوى إباحي، يقول: تخيلوا لو كان عندي أبناء ماذا سأفعل؟
ليتدبر هذا الناس.
وجهة نظرها أن كل بلاء موجود في العراق هو في كندا مقنن، الوظائف صعبة والضرائب عالية.
هذا كله قد يناقش البعض فيه.
غير أن العجيب قولها إنهم يقتلون أبناءنا (تقصد قتلهم أخلاقياً).
تقول: كل مغريات الحياة (تقصد خمر ونساء ومخدرات) يضعونها أمامه.
تقول: من كل عشرة أطفال اثنان فقط لا يتعاطون ولا يشربون.
وإذا تكلمت يأخذون منك الطفل، بلد قوانينه وضعت خصيصاً لهدم الأسرة.
أعجبني وصفها لوضع كل المغريات أمام الطفل بالإجبار، هو ليس إجباراً كلياً، ولكنه في معنى الإغراء الشديد، خصوصاً مع كثرة المغريات.
التصور الذي ذهل بعض الناس من وجود دولة تحفظ للجميع حقوقهم وللكل حريته من يريد الفضيلة ومن يريد الرذيلة، ذلك وهم.
فهذا بالأساس انحياز للرذيلة، لأن أهلها سيصيرون يتاجرون بشهوات المراهقين ويستفزون أهل الطهارة.
ما زلت أذكر أحدهم يقول إنه تفاجأ بأن جيرانه صناع محتوى إباحي، يقول: تخيلوا لو كان عندي أبناء ماذا سأفعل؟
ليتدبر هذا الناس.
لا تلق منجلك بل أعطهم مناجل...
جاء في «صيد الخاطر» لابن الجوزي صـ٣٣٦: "١٠٥٤- ورأيت بعض القوم يقول: أنا قد ألقيت منجلي بين الحصادين ونمت! ثم كان يتفسح في أشياء لا تجوز! فتفكرت؛ فإذا العلم الذي هو معرفة الحقائق، والنظر في سير القدماء، والتأدب بآداب القوم، ومعرفة الحق، وما يجب له ليس عند القوم، إن ما عندهم صور ألفاظ، يعرفون بها ما يحل وما يحرم، وليس كذلك العلم النافع، إنما العلم فهم الأصول، ومعرفة المعبود وعظمته، وما يستحقه، والنظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والتأدب بآدابهم، وفهم ما نقل عنهم، هو العلم النافع الذي يدَع أعظم العلماء أحقر عند نفسه من أجهل الجهال".
أقول: كتاب «صيد الخاطر» فيه مواد فلسفية وكلامية -على ما فيه من فوائد- تجعلنا ننصح المبتدئ بالابتعاد عنه، وكذا فعل الشيخ السعدي، كما في فتاويه.
وهذا موطن حسن بالجملة، ويحتاج شرحاً.
ابن الجوزي يتكلم عن فقهاء في زمانه لا يعملون ويغترون بما معهم من الفقه.
ويقول القائل منهم: "ألقيت منجلي بين الحصادين ونمت"، يقصد أنه لمَّا علم الناس العلم يأخذ الأجر، وهذا معنى صحيح، غير أن الفاسد أنه جزم لنفسه بالأجر، وأنه جعل ذلك باباً للكسل عن العمل، والتجري على المعاصي.
العلم من أسباب مغفرة الذنوب، فمعلم الناس الخير يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر.
ولا يخلو إنسان من ذنوب ونقص، حتى المشار إليهم بالعلم الواسع، غير أن المرء لا ينتفع بدعاء الناس له تمام النفع حتى ينفع نفسه أولاً.
دليل ذلك: الصحابي الذي سأل النبي ﷺ مرافقته في الجنة، فقال له: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».
فكان لا بد من مبادرة منه وعمل، ولو فهم هذا المتعلقون بالموتى ممن سرى بهم الأمر إلى الشرك، وأصحاب الكبر والغرور، لتركوا ما هم فيه.
وتأمل حال عبد الله بن عمر في هذا الحديث: قال البخاري في صحيحه: "1639- حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما دخل ابنه عبد الله بن عبد الله وظهره في الدار، فقال: إني لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال فيصدوك عن البيت فلو أقمت، فقال: «قد خرج رسول الله ﷺ فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن حيل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله ﷺ {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}» ثم قال: «أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجا»، قال: ثم قدم، فطاف لهما طوافا واحدا".
ابن عمر كان كثير الحج، ويحج حتى في أوقات الفتن في مكة وما جاورها.
ولك أن تتساءل ما سر هذا الحرص مع كبر سنه وعظيم فضيلته، فهو حج مرات وهو صاحب فضائل عظيمة، فلم لا يريح نفسه؟
والجواب والله أعلم: أن هؤلاء الناس مع ما فعلوا من طاعات ما أمنوا مكر الله، كما أن المعاصي لا ينبغي أن تقنِّط من رحمة الله.
ثم هو حريص على أن يكرر الحج، حتى يراه الناس ويتعلموا منه مناسك الحج، فيأخذ الأجر ويكون سبباً في نجاة الناس وتكفير ذنوبهم.
فهو ما ألقى منجله بين الحصَّادين، بل أمسك بمنجله وأعطاهم مناجل، ثم علمهم كيف يحصدون (عملياً) بالمشاهدة، وذلك أرسخ للعلم من مجرد التحديث.
ولهذا أهل العلم والفضل من المنظور إليهم ينبغي أن يحتسبوا في إظهار السنن والطاعات، ليراهم الناس ويقتدوا بهم.
جاء في «صيد الخاطر» لابن الجوزي صـ٣٣٦: "١٠٥٤- ورأيت بعض القوم يقول: أنا قد ألقيت منجلي بين الحصادين ونمت! ثم كان يتفسح في أشياء لا تجوز! فتفكرت؛ فإذا العلم الذي هو معرفة الحقائق، والنظر في سير القدماء، والتأدب بآداب القوم، ومعرفة الحق، وما يجب له ليس عند القوم، إن ما عندهم صور ألفاظ، يعرفون بها ما يحل وما يحرم، وليس كذلك العلم النافع، إنما العلم فهم الأصول، ومعرفة المعبود وعظمته، وما يستحقه، والنظر في سير الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والتأدب بآدابهم، وفهم ما نقل عنهم، هو العلم النافع الذي يدَع أعظم العلماء أحقر عند نفسه من أجهل الجهال".
أقول: كتاب «صيد الخاطر» فيه مواد فلسفية وكلامية -على ما فيه من فوائد- تجعلنا ننصح المبتدئ بالابتعاد عنه، وكذا فعل الشيخ السعدي، كما في فتاويه.
وهذا موطن حسن بالجملة، ويحتاج شرحاً.
ابن الجوزي يتكلم عن فقهاء في زمانه لا يعملون ويغترون بما معهم من الفقه.
ويقول القائل منهم: "ألقيت منجلي بين الحصادين ونمت"، يقصد أنه لمَّا علم الناس العلم يأخذ الأجر، وهذا معنى صحيح، غير أن الفاسد أنه جزم لنفسه بالأجر، وأنه جعل ذلك باباً للكسل عن العمل، والتجري على المعاصي.
العلم من أسباب مغفرة الذنوب، فمعلم الناس الخير يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر.
ولا يخلو إنسان من ذنوب ونقص، حتى المشار إليهم بالعلم الواسع، غير أن المرء لا ينتفع بدعاء الناس له تمام النفع حتى ينفع نفسه أولاً.
دليل ذلك: الصحابي الذي سأل النبي ﷺ مرافقته في الجنة، فقال له: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».
فكان لا بد من مبادرة منه وعمل، ولو فهم هذا المتعلقون بالموتى ممن سرى بهم الأمر إلى الشرك، وأصحاب الكبر والغرور، لتركوا ما هم فيه.
وتأمل حال عبد الله بن عمر في هذا الحديث: قال البخاري في صحيحه: "1639- حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن نافع، أن ابن عمر رضي الله عنهما دخل ابنه عبد الله بن عبد الله وظهره في الدار، فقال: إني لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال فيصدوك عن البيت فلو أقمت، فقال: «قد خرج رسول الله ﷺ فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فإن حيل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله ﷺ {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}» ثم قال: «أشهدكم أني قد أوجبت مع عمرتي حجا»، قال: ثم قدم، فطاف لهما طوافا واحدا".
ابن عمر كان كثير الحج، ويحج حتى في أوقات الفتن في مكة وما جاورها.
ولك أن تتساءل ما سر هذا الحرص مع كبر سنه وعظيم فضيلته، فهو حج مرات وهو صاحب فضائل عظيمة، فلم لا يريح نفسه؟
والجواب والله أعلم: أن هؤلاء الناس مع ما فعلوا من طاعات ما أمنوا مكر الله، كما أن المعاصي لا ينبغي أن تقنِّط من رحمة الله.
ثم هو حريص على أن يكرر الحج، حتى يراه الناس ويتعلموا منه مناسك الحج، فيأخذ الأجر ويكون سبباً في نجاة الناس وتكفير ذنوبهم.
فهو ما ألقى منجله بين الحصَّادين، بل أمسك بمنجله وأعطاهم مناجل، ثم علمهم كيف يحصدون (عملياً) بالمشاهدة، وذلك أرسخ للعلم من مجرد التحديث.
ولهذا أهل العلم والفضل من المنظور إليهم ينبغي أن يحتسبوا في إظهار السنن والطاعات، ليراهم الناس ويقتدوا بهم.
درس من سالم بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- لمن يتعصب لشيخه أو مذهبه على حساب الدليل...
قال الشافعي كما في ترتيب مسنده لسنجر: "1023- أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله -وربما قال: عن أبيه، وربما لم يقله- قال: قال عمر: إذا رميتم الجمرة وذبحتم وحلقتم فقد حل لكم كل شيء حرم عليكم إلا النساء والطيب، قال سالم: وقالت عائشة رضي الله عنها: أنا طيبت رسول الله ﷺ لإحرامه قبل أن يحرم ولحلِّه بعد أن رمى الجمرة وقبل أن يزور قال سالم: وسنة رسول الله ﷺ أحق أن تتَّبع".
أقول: سالم بن عبد الله بن عمر حفيد عمر بن الخطاب وأحد فقهاء المدينة السبعة يحكي فتيا عن جده في أن من رمى الجمرة يوم العاشر وذبح وحلق، يحل له كل شيء كان محرَّماً وهو محرم إلا النساء والطيب، يعني أنه إذا طاف بالبيت حل له النساء والطيب.
ثم روى سالم خبراً عن عائشة يخالف فتيا جده عمر بن الخطاب، وأن النبي ﷺ تطيَّب قبل الطواف، يعني بعد الرمي والذبح والحلق.
ولا أعلمه روى عنها خبراً مرفوعاً إلا هذا.
ثم قال معلقاً: "وسنة رسول الله ﷺ أحق أن تتبع".
يعني سنة رسول الله ﷺ التي روتها عائشة وخفيت على جدي مع جلالته أولى بالاتباع من فتيا جدي.
لو كان أحد متعصباً لأحد لكان سالم يتعصب لعمر، فهو جده وثاني الخلفاء الراشدين وخير هذه الأمة بعد نبيها ﷺ وأبي بكر.
ولو كان هناك غيره يرجح قول عائشة لسكت عن ذكر فتيا جده حفظاً لمقامه، ولكنه أراده درساً يبقى إلى يوم القيامة إن شاء الله في الاتباع.
كثير من الناس في الأزمنة المتأخرة ظنوا أنه يسعهم التخلف عن اتباع الدليل، إن ظهر لهم وما وجدوا له معارضاً ومعهم أهلية إن كانوا يتبعون فاضلاً.
وليس الأمر كذلك، بل الواجب اتباع الدليل.
ويا ليت شعري ما أزهدهم بالأجر، فإذا كان الحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر -وهذا في المجتهد الذي بذل الجهد- فما بالك بمن يتعصب للغلط ويترك الحق البيِّن؟ فهذا إن سلم من الإثم فقد فاز، ولا يعوِّل على أجر.
ومن الناس من يوهم أن الترجيح عملية عسيرة غاية، لا يقدم عليها إلا من فيه صفات المجتهد، والمجتهد لماذا يتكلف الترجيح بين المجتهدين؟
ومن عاين الفقه ودرسه ودارسه ونظر في مطولاته ومختصراته ومتوسطاته، علم أن كثيراً من الخلافيات يفصل فيها الحديث بشكل واضح، ويفهم ذلك الغالب من طلاب العلم.
وهذا مصداق قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} [النساء ٥٩].
واختُلف في مسائل وفصلت السنة بينهم.
نعم هناك من يزعم أنه يتبع الدليل ولا يعرف أصول الاستدلال ولا آثار السلف، وتراه يشذ زاعماً اتباع الدليل، وهؤلاء لهم حضور وينبغي البيان لهم، لا هجران الدليل لأجلهم، وحضور أهل التعصب قديماً وحديثاً أكثر، غير أن في البيئات السلفية حضور أهل التفلت أكثر.
وبعضهم يتفذلك فيقول: وهل الفقهاء ما أرادوا اتباع الدليل؟
فيقال: فقهاء أهل الحديث أرادوا اتباع الدليل واتفقت أصولهم، ولكن فيهم من فاتته سنن، كما فاتت رجلاً مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وما من فقيه من فقهاء الصحابة والتابعين إلا وترك الناس بعض قولهم مع اعتذارهم له.
وعامة (اتِّباع الدليل) هو اتِّباع لمجتهد وترجيح قوله على قول مجتهد آخر.
ومن الناس من تأثر بمبدأ تكافؤ الأدلة في الفقه أو (كل مجتهد مصيب للحق)، وهذا ازدهر في زماننا لشبَهه بالتعددية التي يمدحها الليبراليون، وهذا باطل، فالحق موجود وهو واضح في أكثر الخلافيات لمن نظر بإنصاف.
وعلى هذا المعنى كتبت الكتب الستة في الحديث، لبيان أن الحديث يعالج غالب احتياجات الناس، خلافاً لمن أنكر ذلك من أهل الرأي والمتكلمين، ولبيان الحق فيما تيسر من اختلاف الناس.
وقد احتج البخاري بأثر سالم هذا في جزئه في رفع اليدين، كأنه يقول لمن يترك السنة تعصباً لمذهبه: سنة رسول الله ﷺ أولى بالاتباع.
قال الشافعي كما في ترتيب مسنده لسنجر: "1023- أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن عبد الله -وربما قال: عن أبيه، وربما لم يقله- قال: قال عمر: إذا رميتم الجمرة وذبحتم وحلقتم فقد حل لكم كل شيء حرم عليكم إلا النساء والطيب، قال سالم: وقالت عائشة رضي الله عنها: أنا طيبت رسول الله ﷺ لإحرامه قبل أن يحرم ولحلِّه بعد أن رمى الجمرة وقبل أن يزور قال سالم: وسنة رسول الله ﷺ أحق أن تتَّبع".
أقول: سالم بن عبد الله بن عمر حفيد عمر بن الخطاب وأحد فقهاء المدينة السبعة يحكي فتيا عن جده في أن من رمى الجمرة يوم العاشر وذبح وحلق، يحل له كل شيء كان محرَّماً وهو محرم إلا النساء والطيب، يعني أنه إذا طاف بالبيت حل له النساء والطيب.
ثم روى سالم خبراً عن عائشة يخالف فتيا جده عمر بن الخطاب، وأن النبي ﷺ تطيَّب قبل الطواف، يعني بعد الرمي والذبح والحلق.
ولا أعلمه روى عنها خبراً مرفوعاً إلا هذا.
ثم قال معلقاً: "وسنة رسول الله ﷺ أحق أن تتبع".
يعني سنة رسول الله ﷺ التي روتها عائشة وخفيت على جدي مع جلالته أولى بالاتباع من فتيا جدي.
لو كان أحد متعصباً لأحد لكان سالم يتعصب لعمر، فهو جده وثاني الخلفاء الراشدين وخير هذه الأمة بعد نبيها ﷺ وأبي بكر.
ولو كان هناك غيره يرجح قول عائشة لسكت عن ذكر فتيا جده حفظاً لمقامه، ولكنه أراده درساً يبقى إلى يوم القيامة إن شاء الله في الاتباع.
كثير من الناس في الأزمنة المتأخرة ظنوا أنه يسعهم التخلف عن اتباع الدليل، إن ظهر لهم وما وجدوا له معارضاً ومعهم أهلية إن كانوا يتبعون فاضلاً.
وليس الأمر كذلك، بل الواجب اتباع الدليل.
ويا ليت شعري ما أزهدهم بالأجر، فإذا كان الحاكم إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر -وهذا في المجتهد الذي بذل الجهد- فما بالك بمن يتعصب للغلط ويترك الحق البيِّن؟ فهذا إن سلم من الإثم فقد فاز، ولا يعوِّل على أجر.
ومن الناس من يوهم أن الترجيح عملية عسيرة غاية، لا يقدم عليها إلا من فيه صفات المجتهد، والمجتهد لماذا يتكلف الترجيح بين المجتهدين؟
ومن عاين الفقه ودرسه ودارسه ونظر في مطولاته ومختصراته ومتوسطاته، علم أن كثيراً من الخلافيات يفصل فيها الحديث بشكل واضح، ويفهم ذلك الغالب من طلاب العلم.
وهذا مصداق قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} [النساء ٥٩].
واختُلف في مسائل وفصلت السنة بينهم.
نعم هناك من يزعم أنه يتبع الدليل ولا يعرف أصول الاستدلال ولا آثار السلف، وتراه يشذ زاعماً اتباع الدليل، وهؤلاء لهم حضور وينبغي البيان لهم، لا هجران الدليل لأجلهم، وحضور أهل التعصب قديماً وحديثاً أكثر، غير أن في البيئات السلفية حضور أهل التفلت أكثر.
وبعضهم يتفذلك فيقول: وهل الفقهاء ما أرادوا اتباع الدليل؟
فيقال: فقهاء أهل الحديث أرادوا اتباع الدليل واتفقت أصولهم، ولكن فيهم من فاتته سنن، كما فاتت رجلاً مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وما من فقيه من فقهاء الصحابة والتابعين إلا وترك الناس بعض قولهم مع اعتذارهم له.
وعامة (اتِّباع الدليل) هو اتِّباع لمجتهد وترجيح قوله على قول مجتهد آخر.
ومن الناس من تأثر بمبدأ تكافؤ الأدلة في الفقه أو (كل مجتهد مصيب للحق)، وهذا ازدهر في زماننا لشبَهه بالتعددية التي يمدحها الليبراليون، وهذا باطل، فالحق موجود وهو واضح في أكثر الخلافيات لمن نظر بإنصاف.
وعلى هذا المعنى كتبت الكتب الستة في الحديث، لبيان أن الحديث يعالج غالب احتياجات الناس، خلافاً لمن أنكر ذلك من أهل الرأي والمتكلمين، ولبيان الحق فيما تيسر من اختلاف الناس.
وقد احتج البخاري بأثر سالم هذا في جزئه في رفع اليدين، كأنه يقول لمن يترك السنة تعصباً لمذهبه: سنة رسول الله ﷺ أولى بالاتباع.
الغلظة على أهل الباطل إحسان...
قال تعالى: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين} [التوبة ١٢٠].
أقول: تأمل ختم الآية بقوله سبحانه: {إن الله لا يضيع أجر المحسنين}، فدل على أن كل ما سبق إحسان، بما في ذلك قوله: {ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا}.
وهذه أعمال شديدة فكيف تُجعل من الإحسان؟ فالإحسان في مفهوم الناس الصدقة والكلمة الطيبة والصلة.
هذا مفهوم عامة الناس اليوم، وقد جاءت هذه الآية لتوسع المدارك.
فالشدة على أهل الباطل رحمة بأهل الحق ورحمة بأهل الباطل.
فعامة الأحكام الشرعية التي تعجب الناس ما وصلت إلى الكفار إلا بهذا الجهاد، وكم من إنسان كان على الشرك والهلاك فأنقذه الله بهذا الجهاد.
ومثله جهاد الكلمة وجهاد المنافقين، ففيه تَحقُّق معنى الإصلاح.
قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [28/ 53]: "وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين".
والناس اليوم فهمهم الضيق للإحسان جعلهم ينكرون ثوابت في الدين ويعتبرون ما ليس شبهة شبهة.
قال تعالى: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين} [التوبة ١٢٠].
أقول: تأمل ختم الآية بقوله سبحانه: {إن الله لا يضيع أجر المحسنين}، فدل على أن كل ما سبق إحسان، بما في ذلك قوله: {ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا}.
وهذه أعمال شديدة فكيف تُجعل من الإحسان؟ فالإحسان في مفهوم الناس الصدقة والكلمة الطيبة والصلة.
هذا مفهوم عامة الناس اليوم، وقد جاءت هذه الآية لتوسع المدارك.
فالشدة على أهل الباطل رحمة بأهل الحق ورحمة بأهل الباطل.
فعامة الأحكام الشرعية التي تعجب الناس ما وصلت إلى الكفار إلا بهذا الجهاد، وكم من إنسان كان على الشرك والهلاك فأنقذه الله بهذا الجهاد.
ومثله جهاد الكلمة وجهاد المنافقين، ففيه تَحقُّق معنى الإصلاح.
قال ابن تيمية كما في «مجموع الفتاوى» [28/ 53]: "وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين".
والناس اليوم فهمهم الضيق للإحسان جعلهم ينكرون ثوابت في الدين ويعتبرون ما ليس شبهة شبهة.
موضوع الترحم على غير المسلمين صار عادة عند من لا دين عنده. 
يظن الجنة والنار بالأهواء الشخصية، لا بالإيمان والعمل الصالح.
النبي ﷺ نزل عليه قوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك} [الزمر ٦٥].
وصح في الحديث أن الكافر يأكل بحسناته في الدنيا.
وهذا القاضي كان كاثوليكي المذهب، ولما اشتد مرضه طلب الدعاء من إخوانه النصارى، وقال: أنا مؤمن بشدة بقوة الدعاء.
ولما ابنه أبَّنه أرجع طول عمره بعد إصابته بسرطان البنكرياس للدعم الشعبي ودعاء المؤمنين.
وما من دين إلا وأهله يعتقدون النجاة لهم دون غيرهم، وإلا ما فائدة هذا الدين؟
وقد استخدمت مجموعة من الكنائس الكاثوليكية شهرته للتبشير، مستغلين ما حصل معه في آخر عمره حين طلب الدعاء وقال ما معناه: أنا موقن أن الله معنا.
فالكاثوليكي يبشِّر والمنتسب للإسلام ينسلخ.
والناس عندهم إشكال في فهم الرحمة، فهي عندهم توافق اللين دائماً، وليس كذلك، فهناك رحمة بمنزلة الأدوية المرة.
قال تعالى: {ولكم في القصاص حياة} والحياة رحمة.
فالشدة على أهل الإجرام رحمة بالضحايا.
وإذا كنت أعجبتك رحمة قاضٍ في الأرض، فتذكَّر الآخرة، حيث يستتم العدل عند أرحم الراحمين، وعظيم إجرام الكفار الذين يُقنِّطون أهل الإيمان من هذا الباب.
يظن الجنة والنار بالأهواء الشخصية، لا بالإيمان والعمل الصالح.
النبي ﷺ نزل عليه قوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك} [الزمر ٦٥].
وصح في الحديث أن الكافر يأكل بحسناته في الدنيا.
وهذا القاضي كان كاثوليكي المذهب، ولما اشتد مرضه طلب الدعاء من إخوانه النصارى، وقال: أنا مؤمن بشدة بقوة الدعاء.
ولما ابنه أبَّنه أرجع طول عمره بعد إصابته بسرطان البنكرياس للدعم الشعبي ودعاء المؤمنين.
وما من دين إلا وأهله يعتقدون النجاة لهم دون غيرهم، وإلا ما فائدة هذا الدين؟
وقد استخدمت مجموعة من الكنائس الكاثوليكية شهرته للتبشير، مستغلين ما حصل معه في آخر عمره حين طلب الدعاء وقال ما معناه: أنا موقن أن الله معنا.
فالكاثوليكي يبشِّر والمنتسب للإسلام ينسلخ.
والناس عندهم إشكال في فهم الرحمة، فهي عندهم توافق اللين دائماً، وليس كذلك، فهناك رحمة بمنزلة الأدوية المرة.
قال تعالى: {ولكم في القصاص حياة} والحياة رحمة.
فالشدة على أهل الإجرام رحمة بالضحايا.
وإذا كنت أعجبتك رحمة قاضٍ في الأرض، فتذكَّر الآخرة، حيث يستتم العدل عند أرحم الراحمين، وعظيم إجرام الكفار الذين يُقنِّطون أهل الإيمان من هذا الباب.
هذا الأثر انتشر انتشاراً عظيماً في مواقع التواصل، وقد نشره عدد من مشاهير الدعاة. 
وكما ترى هو هنا معزو لـ«سير أعلام النبلاء»، ولو عدت إلى ترجمة الربيع في السير فلن تجد الأثر.
ولو بحثت في عموم الكتب لن تجد له أثراً.
وقد كانت لي تجربة في جمع آثار الربيع بن خثيم، نشرتها في موقعي بعنوان «الصحيح المسند من آثار الربيع بن خثيم».
ومِن أجمع الكتب المعاصرة في هذا النوع من الآثار: كتاب أحمد الطيار «حياة السلف بين القول والعمل».
وقد راجعته ولم أجد الأثر، وسألت مجموعة من طلاب العلم إن كانوا وجدوا له أثراً، فكان الجواب بالنفي، فطابق بحثهم بحثي.
فإن قيل: ألسنا نتسامح مع الضعيف في الآثار خصوصاً وأنها رقائق؟
فيقال: هذا بشرط وجودها لا أن تكون شيئاً مخترعاً من الأساس.
وكما ترى هو هنا معزو لـ«سير أعلام النبلاء»، ولو عدت إلى ترجمة الربيع في السير فلن تجد الأثر.
ولو بحثت في عموم الكتب لن تجد له أثراً.
وقد كانت لي تجربة في جمع آثار الربيع بن خثيم، نشرتها في موقعي بعنوان «الصحيح المسند من آثار الربيع بن خثيم».
ومِن أجمع الكتب المعاصرة في هذا النوع من الآثار: كتاب أحمد الطيار «حياة السلف بين القول والعمل».
وقد راجعته ولم أجد الأثر، وسألت مجموعة من طلاب العلم إن كانوا وجدوا له أثراً، فكان الجواب بالنفي، فطابق بحثهم بحثي.
فإن قيل: ألسنا نتسامح مع الضعيف في الآثار خصوصاً وأنها رقائق؟
فيقال: هذا بشرط وجودها لا أن تكون شيئاً مخترعاً من الأساس.
طاعة السر في زمن مواقع التواصل الاجتماعي...
دل القرآن والسنة على فضل طاعة السر، فمن ذلك حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وفيه: «ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
وقال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير} [البقرة ٢٧١].
ودلت السنة أيضاً على أن موانع الطاعة إذا كانت قويةً ودواعي المعصية قويةً، فإن ذلك أعظم لأجر فاعل الطاعة وتارك المعصية.
ولذلك في نفس الحديث تجد «وشاب نشأ في طاعة الله»، فالشاب دواعي فعله للمعصية قوية، لذلك نشأته في طاعة الله ضاعفت له الأجر.
وعكسه الأشيمط الزاني، ضوعفت له العقوبة لضعف داعي الشهوة عنده.
وفي الحديث نفسه: «ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله».
فالدعوة من المرأة ذات المنصب والجمال أفتن من غيرها، فاعتبر ذلك في مضاعفة الأجر للمستعفف.
وفي معناه حديث النبي ﷺ: «العبادة في الهرج كهجرة إلي»، رواه مسلم من حديث معقل بن يسار
والهرج الحروب والفتن، وفي مثل هذا الموضع يندر التفات الناس للعبادة.
وقال الزبير بن العوام: «من استطاع أن يكون له خبي من عمل صالح، فليفعل»، رواه النسائي في الكبرى، وأبو داود في «الزهد» بسند صحيح عنه.
إذا جمعت بين المعطيات السابقة علمت أن إخفاء الطاعات في زمن مواقع التواصل الاجتماعي مع الحث عليها إجمالاً أعظم للأجر.
وذلك أن دواعي الرياء وعرض الأعمال على الناس متوفرة بقوة لكل من عنده صفحة مطروقة.
وقد يثبطك الشيطان عن الحث على الخير بحجة الإخلاص، وذلك من أخبث مداخله، بل حثَّ على الخير وأخف طاعاتك واسأل الله الإخلاص.
ويجوز للمرء أن يتكلم بطاعته إن كانت نيته حث الناس على الخير وتقوية عزيمتهم عليها، وليس ذلك من الرياء في شيء.
وإنما الرياء عرض الأعمال تطلباً لمدح الناس.
وهناك من لا يعرض طاعات، بل يعرض دنيا أصابها يفاخر بها، فهذا إن سلم من حسد الناس ومقتهم لن يسلم من الإثم وتسلُّل الآفات المشينة إلى قلبه كالكبر والخيلاء.
دل القرآن والسنة على فضل طاعة السر، فمن ذلك حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وفيه: «ورجل تصدق، أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».
وقال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير} [البقرة ٢٧١].
ودلت السنة أيضاً على أن موانع الطاعة إذا كانت قويةً ودواعي المعصية قويةً، فإن ذلك أعظم لأجر فاعل الطاعة وتارك المعصية.
ولذلك في نفس الحديث تجد «وشاب نشأ في طاعة الله»، فالشاب دواعي فعله للمعصية قوية، لذلك نشأته في طاعة الله ضاعفت له الأجر.
وعكسه الأشيمط الزاني، ضوعفت له العقوبة لضعف داعي الشهوة عنده.
وفي الحديث نفسه: «ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله».
فالدعوة من المرأة ذات المنصب والجمال أفتن من غيرها، فاعتبر ذلك في مضاعفة الأجر للمستعفف.
وفي معناه حديث النبي ﷺ: «العبادة في الهرج كهجرة إلي»، رواه مسلم من حديث معقل بن يسار
والهرج الحروب والفتن، وفي مثل هذا الموضع يندر التفات الناس للعبادة.
وقال الزبير بن العوام: «من استطاع أن يكون له خبي من عمل صالح، فليفعل»، رواه النسائي في الكبرى، وأبو داود في «الزهد» بسند صحيح عنه.
إذا جمعت بين المعطيات السابقة علمت أن إخفاء الطاعات في زمن مواقع التواصل الاجتماعي مع الحث عليها إجمالاً أعظم للأجر.
وذلك أن دواعي الرياء وعرض الأعمال على الناس متوفرة بقوة لكل من عنده صفحة مطروقة.
وقد يثبطك الشيطان عن الحث على الخير بحجة الإخلاص، وذلك من أخبث مداخله، بل حثَّ على الخير وأخف طاعاتك واسأل الله الإخلاص.
ويجوز للمرء أن يتكلم بطاعته إن كانت نيته حث الناس على الخير وتقوية عزيمتهم عليها، وليس ذلك من الرياء في شيء.
وإنما الرياء عرض الأعمال تطلباً لمدح الناس.
وهناك من لا يعرض طاعات، بل يعرض دنيا أصابها يفاخر بها، فهذا إن سلم من حسد الناس ومقتهم لن يسلم من الإثم وتسلُّل الآفات المشينة إلى قلبه كالكبر والخيلاء.
هل ضلل النبي ﷺ الأمة؟ 
قال القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» ص٢٢٩: "فقوله: في روح المؤمن يذهب بها إلى عليين. هو معنى ما جاء في حديث أبي هريرة المتقدم: إلى السماء التي فيها الله.
والأحاديث يفسر بعضها بعضاً ولا إشكال.
وذكرته عند بعض من يتسم بالعلم والفقه والقضاء فلم يكن منه إلا أن بادر بلعن من رواه ونقله.
فظن منه التجسيم.
فقلت له: الحديث صحيح والذين رووه هم الذين جاءوا بالصلوات الخمس وغيرها من أمور الدين، فإن كذبوا هنا كذبوا هنالك، وإن صدقوا هنا صدقوا هنالك.
والتأويل مزيل ما توهمته".
أقول: هذا الذي يتسم بالعلم والفقه عند القرطبي يبدو أنه أشعري ينكر علو الله عز وجل على خلقه.
فلما وجد حديثاً فيه لفظة (السماء التي فيها الله) غضب من الخبر ولعن رواته، والحديث في مسند أحمد وسنن ابن ماجه و«التوحيد» لابن خزيمة.
فانظر هذا المحروم من يلعن؟
وقال الذهبي في «العلو للعلي العظيم»: "37- حديث ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: إن الميت يحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب أبشري بروح وريحان ورب غير غضبان. فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان. فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة. فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى. وذكر الحديث. رواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال هو على شرط البخاري ومسلم ورواه أئمة عن ابن أبي ذئب".
والأئمة لا يروون الكفر، وأخبار العلو لا تدخل في الحصر، وتأويل القرطبي مدفوع، فظاهر الخبر بيِّن، بل لا تناقض بين علو الله وكون الأبرار يُكتب كتابهم في عليين.
والأخبار التي ظاهرها أن الله عز وجل في السماء (يعني في العلو فوق العرش) لا تُحصر، وكان النبي ﷺ يحدث بها الناس، والسلف يحدثون بها الناس ضمن مواعظهم التي إنما يتلقاها العامة الذين لا يعرفون مسالك التأويل، الذي هو في حقيقة تحريف.
فهذا خبر وعظي.
فإذا كان الأمر كذلك عُلِم أن الله عز وجل أراد منا اعتقاد ظواهرها المطابقة لفطر عموم الخلق، وإلا كان مضلِّلاً لنا سبحانه وتعالى عن هذا.
قال القرطبي في «التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة» ص٢٢٩: "فقوله: في روح المؤمن يذهب بها إلى عليين. هو معنى ما جاء في حديث أبي هريرة المتقدم: إلى السماء التي فيها الله.
والأحاديث يفسر بعضها بعضاً ولا إشكال.
وذكرته عند بعض من يتسم بالعلم والفقه والقضاء فلم يكن منه إلا أن بادر بلعن من رواه ونقله.
فظن منه التجسيم.
فقلت له: الحديث صحيح والذين رووه هم الذين جاءوا بالصلوات الخمس وغيرها من أمور الدين، فإن كذبوا هنا كذبوا هنالك، وإن صدقوا هنا صدقوا هنالك.
والتأويل مزيل ما توهمته".
أقول: هذا الذي يتسم بالعلم والفقه عند القرطبي يبدو أنه أشعري ينكر علو الله عز وجل على خلقه.
فلما وجد حديثاً فيه لفظة (السماء التي فيها الله) غضب من الخبر ولعن رواته، والحديث في مسند أحمد وسنن ابن ماجه و«التوحيد» لابن خزيمة.
فانظر هذا المحروم من يلعن؟
وقال الذهبي في «العلو للعلي العظيم»: "37- حديث ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: إن الميت يحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب أبشري بروح وريحان ورب غير غضبان. فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان. فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة. فلا يزال يقال لها ذلك حتى ينتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى. وذكر الحديث. رواه أحمد في مسنده والحاكم في مستدركه وقال هو على شرط البخاري ومسلم ورواه أئمة عن ابن أبي ذئب".
والأئمة لا يروون الكفر، وأخبار العلو لا تدخل في الحصر، وتأويل القرطبي مدفوع، فظاهر الخبر بيِّن، بل لا تناقض بين علو الله وكون الأبرار يُكتب كتابهم في عليين.
والأخبار التي ظاهرها أن الله عز وجل في السماء (يعني في العلو فوق العرش) لا تُحصر، وكان النبي ﷺ يحدث بها الناس، والسلف يحدثون بها الناس ضمن مواعظهم التي إنما يتلقاها العامة الذين لا يعرفون مسالك التأويل، الذي هو في حقيقة تحريف.
فهذا خبر وعظي.
فإذا كان الأمر كذلك عُلِم أن الله عز وجل أراد منا اعتقاد ظواهرها المطابقة لفطر عموم الخلق، وإلا كان مضلِّلاً لنا سبحانه وتعالى عن هذا.
أمين الحسيني هو مفتي القدس.
وهذا التصريح القديم من نتنياهو (وهو متكرر في الصحف العبرية) المراد منه التحريض على الإبادة الجماعية من باب الانتقام.
كأنه يقول: هم حرضوا علينا فلنا أن نكافئهم على ذلك.
وهو يعلم يقيناً أنهم فعلوا أموراً من جنس ما فعل النازيون، وهذا من كذب اليهود المشهور في دعايتهم الإعلامية.
وقد رد عليه وولف غرونر
أستاذ التاريخ في جامعة جنوب كاليفورنيا، والذي يدير مركز دورنسيف التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا لأبحاث الإبادة الجماعية المتقدمة.
كما يشغل غرونر أيضاً كرسي شابيل -غيرين للدراسات اليهودية في الجامعة، ويُعد خبيراً دولياً معترفاً به في مجال الإبادة الجماعية، وقد نشر عشرة كتب ومقالات عديدة حول الهولوكوست في أوروبا، بالإضافة إلى العنف الجماعي ضد السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية.
غرونر له مقال بعنوان:
DID HAJ AMIN AL-HUSSEINI INFLUENCE HITLER?
وترجمته: هل أقنع الحاج الحسيني هتلر بالابادة الجماعة؟
وحقق بطلان هذه الدعوى بأن أول لقاء بين الحسيني وهتلر كان عام 1941.
"وذلك بعد أن أباد النازيون من مليون يهودي جماعياً في الأراضي السوفيتية المحتلة. بعد الحرب، أفاد ديتر فيسليسيني، أحد رجال قوات الأمن الخاصة (SS) المسؤولين عن تنفيذ الحل النهائي، خلال محاكمة نورمبرغ أن الحسيني أوصى هتلر وقادة نازيين آخرين بقتل اليهود، قليلون هم من يصدقون فيسليسيني؛ بل يعتقد كثيرون أنه كان يحاول صرف النظر عن مسؤولية الإبادة الجماعية عن النازيين.
مع أن هتلر وحاشيته ربما أحبوا دعمه، إلا أنهم بالتأكيد لم يكونوا بحاجة إلى نصيحة أو إلهام مفتي القدس. قبل أن يلتقي هتلر بالحسيني، كان الأمر قد صدر بالفعل ببناء أول معسكر إبادة في بولندا المحتلة".
هذا كلامه في دفع هذه الكذبة، والتي تستخدم للتهوين من شأن مذابح اليهود في حق المسلمين، وتستخدم للربط بين النازية والمسلمين للشحن النفسي.
فهذه كذبة ذات أبعاد كارثية.
وهذا التصريح القديم من نتنياهو (وهو متكرر في الصحف العبرية) المراد منه التحريض على الإبادة الجماعية من باب الانتقام.
كأنه يقول: هم حرضوا علينا فلنا أن نكافئهم على ذلك.
وهو يعلم يقيناً أنهم فعلوا أموراً من جنس ما فعل النازيون، وهذا من كذب اليهود المشهور في دعايتهم الإعلامية.
وقد رد عليه وولف غرونر
أستاذ التاريخ في جامعة جنوب كاليفورنيا، والذي يدير مركز دورنسيف التابع لجامعة جنوب كاليفورنيا لأبحاث الإبادة الجماعية المتقدمة.
كما يشغل غرونر أيضاً كرسي شابيل -غيرين للدراسات اليهودية في الجامعة، ويُعد خبيراً دولياً معترفاً به في مجال الإبادة الجماعية، وقد نشر عشرة كتب ومقالات عديدة حول الهولوكوست في أوروبا، بالإضافة إلى العنف الجماعي ضد السكان الأصليين في أمريكا اللاتينية.
غرونر له مقال بعنوان:
DID HAJ AMIN AL-HUSSEINI INFLUENCE HITLER?
وترجمته: هل أقنع الحاج الحسيني هتلر بالابادة الجماعة؟
وحقق بطلان هذه الدعوى بأن أول لقاء بين الحسيني وهتلر كان عام 1941.
"وذلك بعد أن أباد النازيون من مليون يهودي جماعياً في الأراضي السوفيتية المحتلة. بعد الحرب، أفاد ديتر فيسليسيني، أحد رجال قوات الأمن الخاصة (SS) المسؤولين عن تنفيذ الحل النهائي، خلال محاكمة نورمبرغ أن الحسيني أوصى هتلر وقادة نازيين آخرين بقتل اليهود، قليلون هم من يصدقون فيسليسيني؛ بل يعتقد كثيرون أنه كان يحاول صرف النظر عن مسؤولية الإبادة الجماعية عن النازيين.
مع أن هتلر وحاشيته ربما أحبوا دعمه، إلا أنهم بالتأكيد لم يكونوا بحاجة إلى نصيحة أو إلهام مفتي القدس. قبل أن يلتقي هتلر بالحسيني، كان الأمر قد صدر بالفعل ببناء أول معسكر إبادة في بولندا المحتلة".
هذا كلامه في دفع هذه الكذبة، والتي تستخدم للتهوين من شأن مذابح اليهود في حق المسلمين، وتستخدم للربط بين النازية والمسلمين للشحن النفسي.
فهذه كذبة ذات أبعاد كارثية.
