هذا الكلام ينطوي على كذب وتدليس وتهويل على عادة صابر مشهور، ولعله أخذ الكلام من الذكاء الاصطناعي.
حديث: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" لم يروه الأعمش من الأساس، ولا ذلك مذكور في «التاريخ الأوسط» والبخاري أصالة يحتج بالأعمش في صحيحه.
وإنما ذكر البخاري الخبر من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة: أن معاوية لما خطب على المنبر، فقام رجل فقال قال ورفعه إذا رأيتموه على المنبر فاقتلوه.
وذكره من طريق آخر وقال إنه لا يثبت.
ثم ذكر عدة أخبار في ثلب معاوية من باب تتميم الفائدة، وأحدها يُروى من طريق الأعمش، والبخاري ما قال إن الأعمش افتراه، بل قال إن شيخه في الخبر لا يعرف له منه سماع، يعني أن الحمل على شيخه المجهول، ولم يتهمه كما زعم صابر.
ثم أجاب البخاري عن سبب رواية بعض الرواة لهذه الأخبار فقال: "599- قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب اتخذوها دينا وقد أدرك أصحاب النبي ﷺ معاوية أميرا في زمان عمر وبعد ذلك عشر سنين فلم يقم إليه أحد فيقتله".
فالبخاري ذكر اعتذار الأعمش بأنه كان يروي بعض الأمور المنكرة من باب التعجب، وعلى هذا يُحمل ما رواه بعض الناس، مثل خبر القتل على المنبر (والأعمش لم يرو الخبر من الأساس).
وقال الخلال في «السنة»: "669- أخبرنا محمد بن سليمان بن هشام، قال: ثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: لو رأيتم معاوية لقلتم: هذا المهدي".
فهذا ما يرويه الأعمش أيضاً، وله طرق عنه فهو ثابت.
وأما خبر: "قسيم النار" فلو رجعت إلى ضعفاء العقيلي الذي يعزو إليه صابر، لوجدت ما يلي:
قال العقيلي في «الضعفاء» [3/415]: "حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا محمد بن أبي سمينة، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي قال: كنا عند الأعمش فجاءنا يوما وهو مغضب، فقال: ألا تعجبون؟ موسى بن ظريف يحدث عن عباية عن علي: أنا قسيم النار".
وهذا إسناد صحيح للأعمش، فهو أنكر على موسى بن ظريف التحديث بالخبر، وهناك رواية أخرى في «الضعفاء» أن الأعمش كان يحدث به عنه فنصحوه وخضع، وإسناد هذه الرواية يمشي على طريقة صابر، فهو عين الإسناد الذي اعتمده ليقول إن خالد بن معدان كان رئيس شرطة يزيد.
ولم يتهمه أحد بوضع الخبر، بل الكل حملوه على موسى بن ظريف.
وأما كتاب «المعرفة والتاريخ» فصاحبه روى عن الأعمش تعجبه ممن يفضل علياً على أبي بكر وعمر، وقال أيضاً [3/ 764]: "حدثنا عبد الله بن نمير قال: سمعت الأعمش يقول حدثناهم بغضب أصحاب محمد ﷺ فاتخذوه دينا".
وهنا يقصد الشيعة الذين أبغضوا الصحابة لما وقع بينهم من خلافات.
وفي «المعرفة» أيضاً: "حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: تجهز ناس من بني عبس إلى عثمان يقاتلونه، فقال حذيفة: ما سعى قوم ليذلوا سلطان الله في الأرض إلا أذلهم الله في الدنيا قبل أن يموتوا".
والإسناد كله شيعة، وهو أقوى من الروايات الأخرى عن حذيفة في ذم عثمان، وقد روى الأعمش هذه وهذه ليُبيِّن نكارة الأخرى، وقد ثبت عنه التحديث بحديث: «لا تسبوا أصحابي»، بل الحديث مداره عليه.
وصح عنه ذم السبئية، وحدث بحديث ابن مسعود حين قال في عثمان: «ولينا خيرنا ولم نأل».
وقال يعقوب: "حدثني أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش قال: ذهبت أنا وفطر إلى عبد الله بن أبي الهذيل نسأله عن حديث، فقال: يقتل عثمان وتسألون عن الأحاديث!
حدثنا أبو سعيد أخبرني أبو معاوية عن الأعمش قال: كان أبو صالح إذا ذكر عثمان يبكي حتى يقول: هاه هاه.
حدثني أبو سعيد أخبرني ابن إدريس عن الأعمش عن طلحة بن مصرف قال: أبى قلبي إلا حب عثمان".
فهذه أخبار رواها الأعمش عن متقدمي الكوفيين في حب عثمان في المصدر الذي يعزو إليه صابر بلا حياء!
حديث: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" لم يروه الأعمش من الأساس، ولا ذلك مذكور في «التاريخ الأوسط» والبخاري أصالة يحتج بالأعمش في صحيحه.
وإنما ذكر البخاري الخبر من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة: أن معاوية لما خطب على المنبر، فقام رجل فقال قال ورفعه إذا رأيتموه على المنبر فاقتلوه.
وذكره من طريق آخر وقال إنه لا يثبت.
ثم ذكر عدة أخبار في ثلب معاوية من باب تتميم الفائدة، وأحدها يُروى من طريق الأعمش، والبخاري ما قال إن الأعمش افتراه، بل قال إن شيخه في الخبر لا يعرف له منه سماع، يعني أن الحمل على شيخه المجهول، ولم يتهمه كما زعم صابر.
ثم أجاب البخاري عن سبب رواية بعض الرواة لهذه الأخبار فقال: "599- قال أبو بكر بن عياش عن الأعمش أنه قال نستغفر الله من أشياء كنا نرويها على وجه التعجب اتخذوها دينا وقد أدرك أصحاب النبي ﷺ معاوية أميرا في زمان عمر وبعد ذلك عشر سنين فلم يقم إليه أحد فيقتله".
فالبخاري ذكر اعتذار الأعمش بأنه كان يروي بعض الأمور المنكرة من باب التعجب، وعلى هذا يُحمل ما رواه بعض الناس، مثل خبر القتل على المنبر (والأعمش لم يرو الخبر من الأساس).
وقال الخلال في «السنة»: "669- أخبرنا محمد بن سليمان بن هشام، قال: ثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: لو رأيتم معاوية لقلتم: هذا المهدي".
فهذا ما يرويه الأعمش أيضاً، وله طرق عنه فهو ثابت.
وأما خبر: "قسيم النار" فلو رجعت إلى ضعفاء العقيلي الذي يعزو إليه صابر، لوجدت ما يلي:
قال العقيلي في «الضعفاء» [3/415]: "حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا محمد بن أبي سمينة، حدثنا عبد الله بن داود الخريبي قال: كنا عند الأعمش فجاءنا يوما وهو مغضب، فقال: ألا تعجبون؟ موسى بن ظريف يحدث عن عباية عن علي: أنا قسيم النار".
وهذا إسناد صحيح للأعمش، فهو أنكر على موسى بن ظريف التحديث بالخبر، وهناك رواية أخرى في «الضعفاء» أن الأعمش كان يحدث به عنه فنصحوه وخضع، وإسناد هذه الرواية يمشي على طريقة صابر، فهو عين الإسناد الذي اعتمده ليقول إن خالد بن معدان كان رئيس شرطة يزيد.
ولم يتهمه أحد بوضع الخبر، بل الكل حملوه على موسى بن ظريف.
وأما كتاب «المعرفة والتاريخ» فصاحبه روى عن الأعمش تعجبه ممن يفضل علياً على أبي بكر وعمر، وقال أيضاً [3/ 764]: "حدثنا عبد الله بن نمير قال: سمعت الأعمش يقول حدثناهم بغضب أصحاب محمد ﷺ فاتخذوه دينا".
وهنا يقصد الشيعة الذين أبغضوا الصحابة لما وقع بينهم من خلافات.
وفي «المعرفة» أيضاً: "حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: تجهز ناس من بني عبس إلى عثمان يقاتلونه، فقال حذيفة: ما سعى قوم ليذلوا سلطان الله في الأرض إلا أذلهم الله في الدنيا قبل أن يموتوا".
والإسناد كله شيعة، وهو أقوى من الروايات الأخرى عن حذيفة في ذم عثمان، وقد روى الأعمش هذه وهذه ليُبيِّن نكارة الأخرى، وقد ثبت عنه التحديث بحديث: «لا تسبوا أصحابي»، بل الحديث مداره عليه.
وصح عنه ذم السبئية، وحدث بحديث ابن مسعود حين قال في عثمان: «ولينا خيرنا ولم نأل».
وقال يعقوب: "حدثني أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش قال: ذهبت أنا وفطر إلى عبد الله بن أبي الهذيل نسأله عن حديث، فقال: يقتل عثمان وتسألون عن الأحاديث!
حدثنا أبو سعيد أخبرني أبو معاوية عن الأعمش قال: كان أبو صالح إذا ذكر عثمان يبكي حتى يقول: هاه هاه.
حدثني أبو سعيد أخبرني ابن إدريس عن الأعمش عن طلحة بن مصرف قال: أبى قلبي إلا حب عثمان".
فهذه أخبار رواها الأعمش عن متقدمي الكوفيين في حب عثمان في المصدر الذي يعزو إليه صابر بلا حياء!
فجر الكذب...
كتب صاحب صفحة آثار على فيس بوك وهي صفحة معتنية بالتاريخ المصري يتابعها 345 ألفاً: "الكلام اللي مكتوب في الصورة ده منسوب للملك تحتمس الثالث على إنه خطاب لجيشه قبل الحرب.. لكن الحقيقة إن الكلام ده مالوش أي وجود في النقوش أو البرديات المصرية القديمة.
أهم مصدر تاريخي عن تحتمس الثالث هو حولياته المنقوشة على جدران معبد الكرنك، ودي بتسجل تفاصيل حملاته العسكرية، المدن اللي فتحها، مسار الجيش، الغنائم اللي رجع بيها، وعدد الأسرى.
النصوص دي معروفة ومترجمة في كتب علم المصريات.
والنقوش دي كلها مكتوبة بالأسلوب الملكي المصري، اللي بيجمع بين العقيدة المصرية والسياسة، زي: «لقد خرجتُ بأمر آمون، فهزمت أعدائي وجعلت البلاد تحت قدميّ».. لكنها مابتحتويش أبداً على خطب أخلاقية بالأسلوب اللي في الصورة.
النص المكتوب في الصورة صياغته حديثة، وأقرب ما تكون لروح التعاليم الإسلامية وأحاديث النبي ﷺ، خصوصًا في وصاياه للجيش: «لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة…» (رواه الإمام مالك وغيره).
الحضارة المصرية عظيمة ومليئة بالإنجازات اللي بنفتخر بيها، خصوصا اللي درسها.. لكن مش معنى إننا بنحبها إننا نختلق نصوص وننسبها لملوكها، أو ناخد كلام النبي ﷺ ونحرفه ونقول إن المصريين القدماء قالوه.. لأن ده فيه تزييف للتاريخ.
فالكلام اللي في الصورة مقتبس من وصايا الإسلام في الحرب، مش من النقوش المصرية.. وإحنا محتاجين نفرّق بين الفخر المشروع بالماضي، وبين اختراع نصوص مالهاش سند علشان نجمّل الصورة".
أقول أنا عبد الله: وجدتهم نقلوا هذا الاقتباس في المواقع الأجنبية، والعجيب أنهم حين يذكرون النص بالإنجليزية يحذفون ذكر الرب.
والمعنى وإن كان مسروقاً من الإسلام، إلا أن الصياغة واضح أنها إنجيلية تشبه ما في كتاب النصارى المقدس.
وكثير ممن يظهر التعصب لما يسمى الحضارة المصرية ويحط على الإسلام يكون من أصول مسيحية أو ملحداً.
وإذا كان هذا الكلام ترونه تحضراً وأمراً عظيماً فقد سبق إليه رجل أمي وعامة البشرية ما عرفته وأصحابه فتحوا الدنيا مطبِّقين له (على تفصيل في قصة الأسير).
كتب صاحب صفحة آثار على فيس بوك وهي صفحة معتنية بالتاريخ المصري يتابعها 345 ألفاً: "الكلام اللي مكتوب في الصورة ده منسوب للملك تحتمس الثالث على إنه خطاب لجيشه قبل الحرب.. لكن الحقيقة إن الكلام ده مالوش أي وجود في النقوش أو البرديات المصرية القديمة.
أهم مصدر تاريخي عن تحتمس الثالث هو حولياته المنقوشة على جدران معبد الكرنك، ودي بتسجل تفاصيل حملاته العسكرية، المدن اللي فتحها، مسار الجيش، الغنائم اللي رجع بيها، وعدد الأسرى.
النصوص دي معروفة ومترجمة في كتب علم المصريات.
والنقوش دي كلها مكتوبة بالأسلوب الملكي المصري، اللي بيجمع بين العقيدة المصرية والسياسة، زي: «لقد خرجتُ بأمر آمون، فهزمت أعدائي وجعلت البلاد تحت قدميّ».. لكنها مابتحتويش أبداً على خطب أخلاقية بالأسلوب اللي في الصورة.
النص المكتوب في الصورة صياغته حديثة، وأقرب ما تكون لروح التعاليم الإسلامية وأحاديث النبي ﷺ، خصوصًا في وصاياه للجيش: «لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً، ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرة مثمرة…» (رواه الإمام مالك وغيره).
الحضارة المصرية عظيمة ومليئة بالإنجازات اللي بنفتخر بيها، خصوصا اللي درسها.. لكن مش معنى إننا بنحبها إننا نختلق نصوص وننسبها لملوكها، أو ناخد كلام النبي ﷺ ونحرفه ونقول إن المصريين القدماء قالوه.. لأن ده فيه تزييف للتاريخ.
فالكلام اللي في الصورة مقتبس من وصايا الإسلام في الحرب، مش من النقوش المصرية.. وإحنا محتاجين نفرّق بين الفخر المشروع بالماضي، وبين اختراع نصوص مالهاش سند علشان نجمّل الصورة".
أقول أنا عبد الله: وجدتهم نقلوا هذا الاقتباس في المواقع الأجنبية، والعجيب أنهم حين يذكرون النص بالإنجليزية يحذفون ذكر الرب.
والمعنى وإن كان مسروقاً من الإسلام، إلا أن الصياغة واضح أنها إنجيلية تشبه ما في كتاب النصارى المقدس.
وكثير ممن يظهر التعصب لما يسمى الحضارة المصرية ويحط على الإسلام يكون من أصول مسيحية أو ملحداً.
وإذا كان هذا الكلام ترونه تحضراً وأمراً عظيماً فقد سبق إليه رجل أمي وعامة البشرية ما عرفته وأصحابه فتحوا الدنيا مطبِّقين له (على تفصيل في قصة الأسير).
هذه الصورة هيجت علي أشجاناً، وتذكرت عدة فئات، ولكن قبلها أود أن أنقل نقلاً:
قال أحد المصنفين: "وأما اتخاذها أوثانا فجاء النهي عنه بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تتخذوا قبري وثنا يعبد بعدي» أي لا تعظموه تعظيم غيركم لأوثانهم بالسجود له أو نحوه، فإن أراد ذلك الإمام بقوله: «واتخاذها أوثانا» هذا المعنى اتجه ما قاله من أن ذلك كبيرة بل كفر بشرطه، وإن أراد أن مطلق التعظيم الذي لم يؤذن فيه كبيرة ففيه بعد، نعم قال بعض الحنابلة: قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركا بها عين المحادة لله ورسوله، وإبداع دين لم يأذن به الله للنهي عنها ثم إجماعا، فإن أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد أو بناؤها عليها.
والقول بالكراهة محمول على غير ذلك إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن فاعله، وتجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه نهى عن ذلك وأمر -صلى الله عليه وسلم- بهدم القبور المشرفة، وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر ولا يصح وقفه ونذره انتهى".
هذا الكلام ليس لابن تيمية أو أحد تلاميذه، هذا الكلام لرجل يعتقد جواز الاستغاثة بالنبي ﷺ ويبغض ابن تيمية، هذا الكلام لابن حجر الهيتمي في «الزواجر عن اقتراف الكبائر».
تذكرت عدة فئات.
الأولى: تلك الفئة التي قررت أن تبرر كسلها عن دعوة هؤلاء ومحاربة ما هم فيه من الشرك والجهل بحجة أنهم معذورون بجهلهم، ولو فرضنا هذا فهل هم أجهل أم كفار قريش وقد بعث الله لهم رسولاً؟ فالعلماء ورثة الأنبياء ووارث النبي يفعل فعله ويدعو الناس ويقيم الحجة عليهم عسى الله أن ينقذ بهم.
واليوم يموت من غرَّر بالناس ومدح هؤلاء وقال إن لهم كرامات مبرِّراً ما يقع من هولاء الضلَّال، فيُعدُّ في العلماء، والعالم لا يكون عالماً حتى يكون على نهج الأنبياء.
الثانية وقد تتقاطع مع الأولى: من لا تعُدُّ مثل هذا من (قضايا الأمة) ووالله إن وقوع الناس في الشرك أشد عليهم من الفقر والتفكك الأسري وتسلط الأعداء وغيرها، فكل ذلك لا يوجب الخلود في النار.
الثالثة: فئة ترى هذا منكراً ولكن إنكاره ليس أولوية، وإنما الأولوية لإنكار الأمور التي فيها مدخل للحقوق، لهذا يموت الرجل من القبورية فلا يذمونه إلا بتأييد الظلمة، وكأن هناك تزاحماً بين إنكار الشرك وإنكار غيره.
الأنبياء أنكروا الشرك وأنكروا معه كل منكر، ولكن عامتهم أنكروا الشرك.
الرابعة: فئة ستستفيد من الإنسانوية المنتشرة في زماننا والنفس الأمني، فيرمون كل من ينكر الشرك بأنه إرهابي وخطير على المجتمع، ويربطون بينه وبين جماعات محظورة بأسلوب خسيس، ولم يزل أهل العلم ينكرون الشرك والبلاء وما نسبهم أحد لهذا، وعلى طريقة هؤلاء لو أنكرت سب الله وسب الدين في مجتمع ينتشر فيه هذا فأنت إرهابي!
الخامسة: فئة طال عليها الأمد فما صارت تنكر مثل هذا، وكأنها زاهدة في الأجر، ورأوا أن مكانة طالب العلم ينبغي أن تُرفع بكثرة الحديث في الدقائق والمواضيع النخبوية، وحتى الردود والتنبيهات ينبغي أن يتقصد فيها النخب!
وهذا تلبيس من الشيطان، فما كان الأنبياء هكذا، بل كانوا رحمةَ الله للعالمين.
قال أحد المصنفين: "وأما اتخاذها أوثانا فجاء النهي عنه بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا تتخذوا قبري وثنا يعبد بعدي» أي لا تعظموه تعظيم غيركم لأوثانهم بالسجود له أو نحوه، فإن أراد ذلك الإمام بقوله: «واتخاذها أوثانا» هذا المعنى اتجه ما قاله من أن ذلك كبيرة بل كفر بشرطه، وإن أراد أن مطلق التعظيم الذي لم يؤذن فيه كبيرة ففيه بعد، نعم قال بعض الحنابلة: قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركا بها عين المحادة لله ورسوله، وإبداع دين لم يأذن به الله للنهي عنها ثم إجماعا، فإن أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد أو بناؤها عليها.
والقول بالكراهة محمول على غير ذلك إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لعن فاعله، وتجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأنه نهى عن ذلك وأمر -صلى الله عليه وسلم- بهدم القبور المشرفة، وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر ولا يصح وقفه ونذره انتهى".
هذا الكلام ليس لابن تيمية أو أحد تلاميذه، هذا الكلام لرجل يعتقد جواز الاستغاثة بالنبي ﷺ ويبغض ابن تيمية، هذا الكلام لابن حجر الهيتمي في «الزواجر عن اقتراف الكبائر».
تذكرت عدة فئات.
الأولى: تلك الفئة التي قررت أن تبرر كسلها عن دعوة هؤلاء ومحاربة ما هم فيه من الشرك والجهل بحجة أنهم معذورون بجهلهم، ولو فرضنا هذا فهل هم أجهل أم كفار قريش وقد بعث الله لهم رسولاً؟ فالعلماء ورثة الأنبياء ووارث النبي يفعل فعله ويدعو الناس ويقيم الحجة عليهم عسى الله أن ينقذ بهم.
واليوم يموت من غرَّر بالناس ومدح هؤلاء وقال إن لهم كرامات مبرِّراً ما يقع من هولاء الضلَّال، فيُعدُّ في العلماء، والعالم لا يكون عالماً حتى يكون على نهج الأنبياء.
الثانية وقد تتقاطع مع الأولى: من لا تعُدُّ مثل هذا من (قضايا الأمة) ووالله إن وقوع الناس في الشرك أشد عليهم من الفقر والتفكك الأسري وتسلط الأعداء وغيرها، فكل ذلك لا يوجب الخلود في النار.
الثالثة: فئة ترى هذا منكراً ولكن إنكاره ليس أولوية، وإنما الأولوية لإنكار الأمور التي فيها مدخل للحقوق، لهذا يموت الرجل من القبورية فلا يذمونه إلا بتأييد الظلمة، وكأن هناك تزاحماً بين إنكار الشرك وإنكار غيره.
الأنبياء أنكروا الشرك وأنكروا معه كل منكر، ولكن عامتهم أنكروا الشرك.
الرابعة: فئة ستستفيد من الإنسانوية المنتشرة في زماننا والنفس الأمني، فيرمون كل من ينكر الشرك بأنه إرهابي وخطير على المجتمع، ويربطون بينه وبين جماعات محظورة بأسلوب خسيس، ولم يزل أهل العلم ينكرون الشرك والبلاء وما نسبهم أحد لهذا، وعلى طريقة هؤلاء لو أنكرت سب الله وسب الدين في مجتمع ينتشر فيه هذا فأنت إرهابي!
الخامسة: فئة طال عليها الأمد فما صارت تنكر مثل هذا، وكأنها زاهدة في الأجر، ورأوا أن مكانة طالب العلم ينبغي أن تُرفع بكثرة الحديث في الدقائق والمواضيع النخبوية، وحتى الردود والتنبيهات ينبغي أن يتقصد فيها النخب!
وهذا تلبيس من الشيطان، فما كان الأنبياء هكذا، بل كانوا رحمةَ الله للعالمين.
لنشكر الله على نجاتهم بالإحسان إليهم.
في «تهذيب الكمال» للمزي [18/139]: "وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي، عن يحيى بن عيسى، عن ابن عيينة: أمطرت مكة مطرا تهدمت منه بيوت، فأعتق عبد العزيز بن أبي رواد جارية له شكرا لله إذ عافاه الله منه".
هذا الأثر في شكر الله عز وجل على النجاة من البلاء العام {اعملوا آل داود شكرا} [سبإ ١٣].
غير أنه لو أراد أحد هناك من أهلنا أن يتصدق، ما استطاع لما لحقهم من البلاء.
وكم شعرنا بغصة وتقصير في الأيام الماضية فعلينا ذلك، وانتهاء الحرب لا يعني انتهاء معاناة المحتاجين والمصابين ومن فقدوا ذويهم و«الراحمون يرحمهم الرحمن».
ومن أعظم ما يستمطر به الأمن توحيد الله والعمل الصالح {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} [النور ٥٥].
وقال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} [قريش ٣-٤].
عسى الله أن يعجِّل بهلاك العدو ويستتم الأمن، وعسى الله أن يتقبل من قضوا من المسلمين شهداء ويلهم ذويهم ممن بقوا الصبر والسلوان، وعسى أن يجمعهم جميعاً في جنان الخلد ونحن معهم وسائر المسلمين.
ومثل هذه المناسبة ينبغي أن تكون باباً لإحياء الأخوة الإيمانية بمشاركة الفرح، لا كثرة التفاخر والكلام بالنفس الوطني مع الحط على بقية المسلمين.
في «تهذيب الكمال» للمزي [18/139]: "وقال أحمد بن إبراهيم الدروقي، عن يحيى بن عيسى، عن ابن عيينة: أمطرت مكة مطرا تهدمت منه بيوت، فأعتق عبد العزيز بن أبي رواد جارية له شكرا لله إذ عافاه الله منه".
هذا الأثر في شكر الله عز وجل على النجاة من البلاء العام {اعملوا آل داود شكرا} [سبإ ١٣].
غير أنه لو أراد أحد هناك من أهلنا أن يتصدق، ما استطاع لما لحقهم من البلاء.
وكم شعرنا بغصة وتقصير في الأيام الماضية فعلينا ذلك، وانتهاء الحرب لا يعني انتهاء معاناة المحتاجين والمصابين ومن فقدوا ذويهم و«الراحمون يرحمهم الرحمن».
ومن أعظم ما يستمطر به الأمن توحيد الله والعمل الصالح {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون} [النور ٥٥].
وقال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف} [قريش ٣-٤].
عسى الله أن يعجِّل بهلاك العدو ويستتم الأمن، وعسى الله أن يتقبل من قضوا من المسلمين شهداء ويلهم ذويهم ممن بقوا الصبر والسلوان، وعسى أن يجمعهم جميعاً في جنان الخلد ونحن معهم وسائر المسلمين.
ومثل هذه المناسبة ينبغي أن تكون باباً لإحياء الأخوة الإيمانية بمشاركة الفرح، لا كثرة التفاخر والكلام بالنفس الوطني مع الحط على بقية المسلمين.
فائدة: استدلال غير مشهور على قولهم: النكاح خير مِن نفل العبادة وبيان أن إعفاف الزوجة والنفقة على العيال من أعظم ما يحتسب به الأجر...
قال ابن قدامة في «عمدة الفقه»: "النكاح من سنن المرسلين وهو أفضل من التخلي منه لنفل العبادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم رد على عثمان بن مظعون التبتل".
أقول: حديث عثمان بن مظعون يدل على تحريم التبتل، غير أن هناك أدلة تدل على أن القيام بحق الزوجة والأولاد آكد من نفل العبادة.
قال البخاري في صحيحه: "1968- حدثنا محمد بن بشار، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: آخى النبي ﷺ بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذِّلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل؟ قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال: سلمان قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي ﷺ، فذكر ذلك له، فقال النبي ﷺ: «صدق سلمان»".
فهنا سلمان الفارسي رأى أبا الدرداء معتزلاً زوجته، متفرغاً للعبادة صائماً النهار قائماً الليل، وفي ذلك أجر عظيم.
فنهاه، وكان في نهيه التعليل بأن لأهله عليه حقاً، وهو يشير إلى حالة أم الدرداء لمَّا كانت متبذِّلة لإعراضه عنها (وذلك قبل نزول الحجاب).
وصدَّق النبيُّ ﷺ كلامَ سلمان.
ولا يكون للأهل حق حتى يتزوج المرء، والأمر نفسه في أمر الزوجة ألا تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه، وما كان الشارع ليفوت عليها أجر صيام النافلة وهو عظيم، إلا ويرشدها إلى ما هو آجر.
فاحتساب الزوجين في إعفاف بعضهما والقيام بحقوق بعضهما آجر من نفل العبادة، غير أن هذا يتم لمن احتسب الأجر في ذلك.
وقد لاحظ هذا المعنى متقدمو الصوفية.
قال أبو نعيم في «الحلية» [8/20]: "حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا عبد الله بن الصقر، ثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا بقية بن الوليد، قال: لقيت إبراهيم بن أدهم بالساحل فقلت: أكنيك أم أدعوك باسمك؟ فقال: إن كنيتني قبلت منك وإن دعوتني باسمي فهو أحب إلي، فقال لي: يا بقية كن ذنبا ولا تكن رأسا، فإن الذنب ينجو والرأس يهلك، قال: قلت له: ما شأنك لا تتزوج؟ قال: ما تقول في رجل غر امرأته وخدعها؟ قلت: ما ينبغي هذا، قال: فأتزوج امرأة تطلب ما يطلب النساء لا حاجة لي في النساء، قال: فجعلت أثني عليه، قال: ففطن، فقال: لك عيال؟ فقلت: نعم، قال: روعة عيالك أفضل مما أنا فيه".
يريد إبراهيم أن قيامك بحقوق عيالك وزوجك خير من توسعي في العبادة.
وقال البخاري في صحيحه: "5353- حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا مالك، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، قال: قال النبي ﷺ: «الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار»".
والسعي على الأرملة والمسكين مستحب، والسعي على الأهل واجب، والواجب خير من المستحب، وقد جعل السعي على الأرملة والمسكين كقيام الليل وصيام النهار، ولهذا من عظيم فقه البخاري إيراده هذا الحديث تحت باب «فضل النفقة على الأهل».
وليس معنى هذا أن نترك نفل العبادة أو نتهاون في الأجر المترتب عليه، بل معناه أن نحتسب في كسب الحلال، وإنفاقه بلا تبذير، وأن نحتسب بالقيام بحقوق الأهل، فمن بنى حياته على مراقبةِ الله عز وجل ورجاءِ تحصيل الثواب، بورك له، ومن بناها على الرياء والسمعة وتقليد الكفار وأهل الدنيا، استحال نعيمها عذاباً عليه.
قال ابن قدامة في «عمدة الفقه»: "النكاح من سنن المرسلين وهو أفضل من التخلي منه لنفل العبادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم رد على عثمان بن مظعون التبتل".
أقول: حديث عثمان بن مظعون يدل على تحريم التبتل، غير أن هناك أدلة تدل على أن القيام بحق الزوجة والأولاد آكد من نفل العبادة.
قال البخاري في صحيحه: "1968- حدثنا محمد بن بشار، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، قال: آخى النبي ﷺ بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذِّلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاما، فقال: كل؟ قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال: نم، فلما كان من آخر الليل قال: سلمان قم الآن، فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي ﷺ، فذكر ذلك له، فقال النبي ﷺ: «صدق سلمان»".
فهنا سلمان الفارسي رأى أبا الدرداء معتزلاً زوجته، متفرغاً للعبادة صائماً النهار قائماً الليل، وفي ذلك أجر عظيم.
فنهاه، وكان في نهيه التعليل بأن لأهله عليه حقاً، وهو يشير إلى حالة أم الدرداء لمَّا كانت متبذِّلة لإعراضه عنها (وذلك قبل نزول الحجاب).
وصدَّق النبيُّ ﷺ كلامَ سلمان.
ولا يكون للأهل حق حتى يتزوج المرء، والأمر نفسه في أمر الزوجة ألا تصوم وزوجها حاضر إلا بإذنه، وما كان الشارع ليفوت عليها أجر صيام النافلة وهو عظيم، إلا ويرشدها إلى ما هو آجر.
فاحتساب الزوجين في إعفاف بعضهما والقيام بحقوق بعضهما آجر من نفل العبادة، غير أن هذا يتم لمن احتسب الأجر في ذلك.
وقد لاحظ هذا المعنى متقدمو الصوفية.
قال أبو نعيم في «الحلية» [8/20]: "حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا عبد الله بن الصقر، ثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا بقية بن الوليد، قال: لقيت إبراهيم بن أدهم بالساحل فقلت: أكنيك أم أدعوك باسمك؟ فقال: إن كنيتني قبلت منك وإن دعوتني باسمي فهو أحب إلي، فقال لي: يا بقية كن ذنبا ولا تكن رأسا، فإن الذنب ينجو والرأس يهلك، قال: قلت له: ما شأنك لا تتزوج؟ قال: ما تقول في رجل غر امرأته وخدعها؟ قلت: ما ينبغي هذا، قال: فأتزوج امرأة تطلب ما يطلب النساء لا حاجة لي في النساء، قال: فجعلت أثني عليه، قال: ففطن، فقال: لك عيال؟ فقلت: نعم، قال: روعة عيالك أفضل مما أنا فيه".
يريد إبراهيم أن قيامك بحقوق عيالك وزوجك خير من توسعي في العبادة.
وقال البخاري في صحيحه: "5353- حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا مالك، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، قال: قال النبي ﷺ: «الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار»".
والسعي على الأرملة والمسكين مستحب، والسعي على الأهل واجب، والواجب خير من المستحب، وقد جعل السعي على الأرملة والمسكين كقيام الليل وصيام النهار، ولهذا من عظيم فقه البخاري إيراده هذا الحديث تحت باب «فضل النفقة على الأهل».
وليس معنى هذا أن نترك نفل العبادة أو نتهاون في الأجر المترتب عليه، بل معناه أن نحتسب في كسب الحلال، وإنفاقه بلا تبذير، وأن نحتسب بالقيام بحقوق الأهل، فمن بنى حياته على مراقبةِ الله عز وجل ورجاءِ تحصيل الثواب، بورك له، ومن بناها على الرياء والسمعة وتقليد الكفار وأهل الدنيا، استحال نعيمها عذاباً عليه.
هذا تعليق الدكتور جاسم الجزاع على اعتراض من اعترضوا عليه في وصفه لأبي بكر بـ(المستبد العادل).
وموطن الإشكال أن هذه الأوصاف (الاستبداد) في مقابل (الحكم الجمعي) سواءٌ كان شورى أو ديمقراطية أوصاف نشأت في بيئات لا يوجد فيها احتكام للدليل الشرعي.
لا يوجد فيها {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [النساء ٥٩].
ولذلك هناك ثنائية إما (مستبد برأيه) أو (مشاور يقبع تحت شورى ملزمة) فحتى لو شاور ولم يأخذ بالمشورة فهو مستبد.
والواقع أن هناك قسماً ثالثاً، وهو متمسك بالدليل الشرعي لا الرأي، فالاستبداد يكون بالرأي، وأما الأخذ بالدليل ولو خالف الأكثر فهو اتباع.
وأبو بكر ناظر عمر في الأمر حتى انشرح صدره لذلك وتبعه الناس.
قال البخاري في صحيحه: "وكانت الأئمة بعد النبي ﷺ يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره، اقتداء بالنبي ﷺ ورأى أبو بكر قتال من منع الزكاة، فقال عمر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين ما جمع رسول الله ﷺ «ثم تابعه بعد عمر فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله ﷺ في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين وأحكامه» وقال النبي ﷺ: «من بدل دينه فاقتلوه» وكان القراء أصحاب مشورة عمر كهولا كانوا أو شبانا، وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل".
تأمل قول البخاري: "يستشيرون الأمناء في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها" فالشورى والاستبداد ليس محلها أمر فيه نص أو دليل شرعي أو حجة.
وتأمل قوله: "فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله ﷺ في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين وأحكامه".
فالأمر اتباع، وليس رأياً حتى يكون استبداداً.
فتعريف الاستبداد سياسياً (despotism) يعني انفراد فرد أو مجموعة من الأفراد بالحكم أو السلطة المطلقة دون الخضوع لقانون أو قاعدة، دون النظر إلى رأي المحكومين.
(موسوعة السياسة– الجزء الأول (1) تحرير مجموعة من الباحثين الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط3 1990 ص 166).
ولكن لما وقع في نفوس كثيرين أن النصوص الشرعية لا تفي بالغرض في نزاعات الناس لغموضها وتنازع الأفهام فيها، صار يُسقط على أمتنا حال الغربيين الذين لا مرجع عندهم سوى الصندوق أو السلطة أو الدستور الذي كتبه جماعة من الناس يمثلون الشعب وتوافقوا عليه.
وكان جمال الدين الأفغاني يروج لفكرة (المستبد العادل) وتأثر به كثيرون.
ثم لو فرضنا أنه استبد هنا، فهذا لا يمثل عموم حكمه، فهو كان يستشير ويسمع من غيره، وحادثة جمع المصحف معروفة.
وموطن الإشكال أن هذه الأوصاف (الاستبداد) في مقابل (الحكم الجمعي) سواءٌ كان شورى أو ديمقراطية أوصاف نشأت في بيئات لا يوجد فيها احتكام للدليل الشرعي.
لا يوجد فيها {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} [النساء ٥٩].
ولذلك هناك ثنائية إما (مستبد برأيه) أو (مشاور يقبع تحت شورى ملزمة) فحتى لو شاور ولم يأخذ بالمشورة فهو مستبد.
والواقع أن هناك قسماً ثالثاً، وهو متمسك بالدليل الشرعي لا الرأي، فالاستبداد يكون بالرأي، وأما الأخذ بالدليل ولو خالف الأكثر فهو اتباع.
وأبو بكر ناظر عمر في الأمر حتى انشرح صدره لذلك وتبعه الناس.
قال البخاري في صحيحه: "وكانت الأئمة بعد النبي ﷺ يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها، فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره، اقتداء بالنبي ﷺ ورأى أبو بكر قتال من منع الزكاة، فقال عمر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله» فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين ما جمع رسول الله ﷺ «ثم تابعه بعد عمر فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله ﷺ في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين وأحكامه» وقال النبي ﷺ: «من بدل دينه فاقتلوه» وكان القراء أصحاب مشورة عمر كهولا كانوا أو شبانا، وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل".
تأمل قول البخاري: "يستشيرون الأمناء في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها" فالشورى والاستبداد ليس محلها أمر فيه نص أو دليل شرعي أو حجة.
وتأمل قوله: "فلم يلتفت أبو بكر إلى مشورة إذ كان عنده حكم رسول الله ﷺ في الذين فرقوا بين الصلاة والزكاة وأرادوا تبديل الدين وأحكامه".
فالأمر اتباع، وليس رأياً حتى يكون استبداداً.
فتعريف الاستبداد سياسياً (despotism) يعني انفراد فرد أو مجموعة من الأفراد بالحكم أو السلطة المطلقة دون الخضوع لقانون أو قاعدة، دون النظر إلى رأي المحكومين.
(موسوعة السياسة– الجزء الأول (1) تحرير مجموعة من الباحثين الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر ط3 1990 ص 166).
ولكن لما وقع في نفوس كثيرين أن النصوص الشرعية لا تفي بالغرض في نزاعات الناس لغموضها وتنازع الأفهام فيها، صار يُسقط على أمتنا حال الغربيين الذين لا مرجع عندهم سوى الصندوق أو السلطة أو الدستور الذي كتبه جماعة من الناس يمثلون الشعب وتوافقوا عليه.
وكان جمال الدين الأفغاني يروج لفكرة (المستبد العادل) وتأثر به كثيرون.
ثم لو فرضنا أنه استبد هنا، فهذا لا يمثل عموم حكمه، فهو كان يستشير ويسمع من غيره، وحادثة جمع المصحف معروفة.
جائزة نوبل للسلام والإيمان باليوم الآخر...
في هذه الأيام أطالع كتاب «البحور الزاخرة في علوم الآخرة» للسفاريني ووجدت فيه قوله [2/884]: "أيّ عقل يرد مثل هذا القصاص أفليس هذا عين العدل؟! وإلا فالعدل أن يسفكَ الدماء، ويأخذ الأموالَ، وينتهك الْمحارم، ويظلم الضعيف ويؤلمه ثُمَّ لا يؤخذ بمثل هذه الجرائم هذا ممَّا تأباه العقولُ، وتباينه النقولُ فالعدل كلّ العدلِ في الحسابِ والقصاص".
وتذكرت هنا ما في «عيون الآخبار» لابن قتيبة [1/143]: "أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: كان رجل من العرب في الجاهلية إذا رأى رجلا يظلم ويعتدي يقول: فلان لا يموت سويّا. فيرون ذلك حتى مات رجل ممن قال ذلك فيه فقيل له: مات فلان سويا. فلم يقبل حتى تتابعت الأخبار. فقال: إن كنتم صادقين: فإن لكم دارا سوى هذه تجازون فيها".
وصادف أن الناس يتحدثون هذه الأيام عن جائزة نوبل للسلام والتي أعلم من حالها أنها فاز بها عدد من مجرمي الحروب العتاة، فعُلم أن هذه الدنيا لا يستتم بها العدل وهناك دار آخرة يقع فيها الأمر كما ينبغي، فالمجرمون في زماننا لا يُتركون بل يكرَّمون.
فالفائزة لهذا العام ماريا كورينا ماتشادو، دعمت الإبادة الجماعية في غزة، بل ودعت لتدخل قوات أجنبية في بلادها، وليست هي الوحيدة.
فقد حصل الدبلوماسي الأمريكي السابق على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٣ لتفاوضه على وقف إطلاق النار خلال حرب فيتنام، ومع ذلك أججت سياسات كيسنجر حروبا مدمرة في كمبوديا المجاورة وخارجها.
تمتد جرائم الحرب الموثقة على نطاق واسع التي ارتكبها إلى دول تشمل الأرجنتين وبنغلاديش وكمبوديا وتشيلي وقبرص وتيمور الشرقية وفلسطين وجنوب أفريقيا وفيتنام.
بصفته وزيراً للخارجية الأمريكية، ساهم كيسنجر في صياغة السياسة الخارجية التدخلية الأمريكية، والتي ساعدت أمريكا لاحقاً على ترسيخ هيمنتها وإمبرياليتها عالمياً.
علق كريستوفر هيتشنز، في كتابه «محاكمة هنري كيسنجر» الصادر عام ٢٠٠١ بقوله: "إما أن تستمر الولايات المتحدة في غض الطرف عن الإفلات الصارخ من العقاب الذي يتمتع به مجرم حرب ومخالف للقانون سيئ السمعة، أو أن تقع فريسة للمعايير السامية التي تفرضها باستمرار على الجميع".
حصل رئيس وزراء النظام الإسرائيلي السابق على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٩٤ لدوره في اتفاقيات أوسلو، إلى جانب رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، إسحاق رابين، والزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
لم تعترف هذه الاتفاقيات بالدولة الفلسطينية، وسمحت بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفقاً لإحصاءات الاتحاد الأوروبي لعام ٢٠٢٣، كان يعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة حوالي ١٢١ ألف مستوطن عند توقيع اتفاقيات أوسلو. أما الآن، فيتجاوز العدد ٦٠٠ ألف مستوطن.
لعب بيريز دوراً رئيسياً في النظام العسكري المفروض على المواطنين الفلسطينيين حتى عام ١٩٦٦، والذي نفذ خلاله نظام الاحتلال عمليات سرقة وتهجير جماعية للأراضي.
خلال فترة تولي بيريز منصب وزير الشؤون العسكرية من عام ١٩٧٤ إلى عام ١٩٧٧، أُنشئت العديد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بُنيت هذه المستوطنات غير القانونية على أراضٍ فلسطينية خاصة مصادرة.
وُصف بير بأنه مهندس برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي.
بصفته رئيس وزراء النظام عام ١٩٩٦، أمر وأشرف على قتل ١٥٤ مدنياً في لبنان على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشهدت هذه العملية، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها كانت استعراضاً للقوة قبل الانتخابات، استهدافاً متعمداً للمدنيين اللبنانيين.
ومن الحوادث الشهيرة الأخرى مجزرة قانا، عندما قصفت قوات النظام الإسرائيلي مجمعاً للأمم المتحدة وقتلت ١٠٦ مدنيين كانوا يحتمون فيه.
هذه المعلومات من مقال بعنوان:
(Nobel Peace Prize: When war-mongers are felicitated in the name of 'peace).
وقد ذكر شخصيات أخرى وجرائم أخرى ربما أبشع أحياناً.
وقد قال تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} [إبراهيم ٤٢].
وعجيب أن يكفر المرء بدينه إيماناً بقيم وضعها مجتمع يكرِّم عتاة المجرمين على أنهم دعاة للسلام.
في هذه الأيام أطالع كتاب «البحور الزاخرة في علوم الآخرة» للسفاريني ووجدت فيه قوله [2/884]: "أيّ عقل يرد مثل هذا القصاص أفليس هذا عين العدل؟! وإلا فالعدل أن يسفكَ الدماء، ويأخذ الأموالَ، وينتهك الْمحارم، ويظلم الضعيف ويؤلمه ثُمَّ لا يؤخذ بمثل هذه الجرائم هذا ممَّا تأباه العقولُ، وتباينه النقولُ فالعدل كلّ العدلِ في الحسابِ والقصاص".
وتذكرت هنا ما في «عيون الآخبار» لابن قتيبة [1/143]: "أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: كان رجل من العرب في الجاهلية إذا رأى رجلا يظلم ويعتدي يقول: فلان لا يموت سويّا. فيرون ذلك حتى مات رجل ممن قال ذلك فيه فقيل له: مات فلان سويا. فلم يقبل حتى تتابعت الأخبار. فقال: إن كنتم صادقين: فإن لكم دارا سوى هذه تجازون فيها".
وصادف أن الناس يتحدثون هذه الأيام عن جائزة نوبل للسلام والتي أعلم من حالها أنها فاز بها عدد من مجرمي الحروب العتاة، فعُلم أن هذه الدنيا لا يستتم بها العدل وهناك دار آخرة يقع فيها الأمر كما ينبغي، فالمجرمون في زماننا لا يُتركون بل يكرَّمون.
فالفائزة لهذا العام ماريا كورينا ماتشادو، دعمت الإبادة الجماعية في غزة، بل ودعت لتدخل قوات أجنبية في بلادها، وليست هي الوحيدة.
فقد حصل الدبلوماسي الأمريكي السابق على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٣ لتفاوضه على وقف إطلاق النار خلال حرب فيتنام، ومع ذلك أججت سياسات كيسنجر حروبا مدمرة في كمبوديا المجاورة وخارجها.
تمتد جرائم الحرب الموثقة على نطاق واسع التي ارتكبها إلى دول تشمل الأرجنتين وبنغلاديش وكمبوديا وتشيلي وقبرص وتيمور الشرقية وفلسطين وجنوب أفريقيا وفيتنام.
بصفته وزيراً للخارجية الأمريكية، ساهم كيسنجر في صياغة السياسة الخارجية التدخلية الأمريكية، والتي ساعدت أمريكا لاحقاً على ترسيخ هيمنتها وإمبرياليتها عالمياً.
علق كريستوفر هيتشنز، في كتابه «محاكمة هنري كيسنجر» الصادر عام ٢٠٠١ بقوله: "إما أن تستمر الولايات المتحدة في غض الطرف عن الإفلات الصارخ من العقاب الذي يتمتع به مجرم حرب ومخالف للقانون سيئ السمعة، أو أن تقع فريسة للمعايير السامية التي تفرضها باستمرار على الجميع".
حصل رئيس وزراء النظام الإسرائيلي السابق على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٩٤ لدوره في اتفاقيات أوسلو، إلى جانب رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، إسحاق رابين، والزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
لم تعترف هذه الاتفاقيات بالدولة الفلسطينية، وسمحت بتوسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفقاً لإحصاءات الاتحاد الأوروبي لعام ٢٠٢٣، كان يعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة حوالي ١٢١ ألف مستوطن عند توقيع اتفاقيات أوسلو. أما الآن، فيتجاوز العدد ٦٠٠ ألف مستوطن.
لعب بيريز دوراً رئيسياً في النظام العسكري المفروض على المواطنين الفلسطينيين حتى عام ١٩٦٦، والذي نفذ خلاله نظام الاحتلال عمليات سرقة وتهجير جماعية للأراضي.
خلال فترة تولي بيريز منصب وزير الشؤون العسكرية من عام ١٩٧٤ إلى عام ١٩٧٧، أُنشئت العديد من المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، بُنيت هذه المستوطنات غير القانونية على أراضٍ فلسطينية خاصة مصادرة.
وُصف بير بأنه مهندس برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي.
بصفته رئيس وزراء النظام عام ١٩٩٦، أمر وأشرف على قتل ١٥٤ مدنياً في لبنان على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وشهدت هذه العملية، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها كانت استعراضاً للقوة قبل الانتخابات، استهدافاً متعمداً للمدنيين اللبنانيين.
ومن الحوادث الشهيرة الأخرى مجزرة قانا، عندما قصفت قوات النظام الإسرائيلي مجمعاً للأمم المتحدة وقتلت ١٠٦ مدنيين كانوا يحتمون فيه.
هذه المعلومات من مقال بعنوان:
(Nobel Peace Prize: When war-mongers are felicitated in the name of 'peace).
وقد ذكر شخصيات أخرى وجرائم أخرى ربما أبشع أحياناً.
وقد قال تعالى: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار} [إبراهيم ٤٢].
وعجيب أن يكفر المرء بدينه إيماناً بقيم وضعها مجتمع يكرِّم عتاة المجرمين على أنهم دعاة للسلام.
علماء صوفية يكفِّرون الصوفية المعاصرين ويشهدون عليهم بمخالفة المذاهب الأربعة...
كثيراً ما يتكلم الصوفية عن غلو السلفية التي يسمونها وهابية، ويتمسكنون إذا ما أُنكر عليهم الشرك من دعاء غير الله وصرف غيرها من العبادات.
وهنا سأذكر كلاماً لعلماء وأئمة معتمدين عندهم من الأشاعرة والماتردية ينكرون الرقص في المساجد الذي يفعله عامة الصوفية اليوم، بل منهم من يُكفِّر بذلك.
قال التقي الحصني الشافعي في «كفاية الأخيار» ص305: "المحظور الحرام فيشترط في صحة الوقف انتفاء المعصية لأن الوقف معروف وبر والمعصية عكس ذلك فيحرم الوقف على شراء آلة لقطع الطريق وكذا الآلات المحرمة كسائر آلات المعاصي كما يصنعه أهل البدع من صوفية الزوايا بأن يوقفوا آلة لهو لأجل السماع ويقولون لا سماع إلا من تحت قناع ولا يأبى ذلك إلا فاسد الطباع. وهؤلاء قد نص القرآن على إلحادهم وليس في كفرهم نزاع".
وجاء في كتاب «بريقة محمودية» لأبي سعيد الخادمي الحنفي [4/135]: "(صرح بحرمته) أي الرقص (ورأيت فتوى شيخ الإسلام جلال الملة والدين الكيلاني أن مستحل هذا الرقص كافر) هذه فتواه ووجهه بقوله (ولما علم أن حرمته بالإجماع لزم أن يكفر مستحله) أقول: هذا إنما يتم إذا كان إنكار كل إجماع كفرا أو علم هذا الإجماع من الإجماع الذي يكون إنكاره كفرا إذ قرر في محله أن بعض الإجماع ظني كالإجماع الذي سبق فيه خلاف أو نقل إلينا بغير تواتر، فإنكاره ليس بكفر اتفاقا وبعض الإجماع قطعي كإجماع الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- ونقل إلينا تواترا، فإنكاره كفر عندنا وليس بكفر عند بعض، وكفر إن من الضرورات الدينية ومحتمل للكفر إن لم يكن من الضرورات الدينية".
وجاء في كتابه أيضاً [4/137]: "وذكر بعض شراح الرسالة من المالكية كلاما جامعا لمذاهب الأئمة الأربعة فقال: قالت الحنفية: الحصير الذي رقصوا عليه لا يصلى عليه حتى يغسل وقالت المالكية: من حضر هذا السماع المعهود يصير فاسقا، وإن اعتقد حله صار مرتدا وقالت الشافعية: يجب على ولاة الأمور ردعهم وقالت الحنابلة: إن الشاهد إذا حضر معهم سقطت عدالته ومثله في تبيين المحارم ونقل عن ابن الحاج أيضا حيث قال، وقد ذكر أن بعض الناس عمل فتوى ومشى بها على المذاهب الأربعة ولفظه: ما تقول السادة الفقهاء أئمة الدين وعلماء المسلمين في جماعة من المسلمين وردوا على بلد فقصدوا المسجد وشرعوا يصفقون ويرقصون فهل يجوز في المساجد شرعا أفتونا مأجورين يرحمكم الله فقال: قالت الشافعية: الغناء لهو باطل أي يشبه الباطل من قال به ترد شهادته وقالت المالكية: يجب على ولاة الأمور زجرهم وردعهم وإخراجهم من المساجد وحبسهم حتى يتوبوا ويرجعوا، وقالت الحنابلة: لا يصلى خلفه ولا تقبل شهادته ولا حكمه، وقالت الحنفية: الحصير التي يرقص عليها لا يصلى عليها حتى تغسل والأرض التي يرقص عليها لا يصلى عليها حتى يحفر ترابها ويرمى والله أعلم".
وقال أيضاً في [4/139]: "وقد نقل أيضا عن الطرطوشي أنه ينبغي للسلطان ونوابه إخراجهم من المساجد ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضرهم ويعينهم على باطلهم هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وحين استفتى من شيخ الأخلاف جوي زاده أفتى أن الرقص والدوران حرام في المذاهب الأربعة وحرمته بالكتاب والسنة والإجماع فيكفر مستحله بالاتفاق".
وفي «رد المحتار» لابن عابدين [4/ 259]: "مطلب في مستحل الرقص (قوله ومن يستحل الرقص قالوا بكفره) المراد به التمايل والخفض والرفع بحركات موزونة كما يفعله بعض من ينتسب إلى التصوف وقد نقل في البزازية عن القرطبي إجماع الأئمة على حرمة هذا الغناء وضرب القضيب والرقص. قال ورأيت فتوى شيخ الإسلام جلال الملة والدين الكرماني أن مستحل هذا الرقص كافر، وتمامه في شرح الوهبانية. ونقل في نور العين عن التمهيد أنه فاسق لا كافر".
علماً أن ابن عابدين نفسه يهون من شأن هذا، ولاحظ أنهم ما رموا علماءهم الذين كفَّروا فاعل هذا بالخارجية والغلو! فتأمل.
كثيراً ما يتكلم الصوفية عن غلو السلفية التي يسمونها وهابية، ويتمسكنون إذا ما أُنكر عليهم الشرك من دعاء غير الله وصرف غيرها من العبادات.
وهنا سأذكر كلاماً لعلماء وأئمة معتمدين عندهم من الأشاعرة والماتردية ينكرون الرقص في المساجد الذي يفعله عامة الصوفية اليوم، بل منهم من يُكفِّر بذلك.
قال التقي الحصني الشافعي في «كفاية الأخيار» ص305: "المحظور الحرام فيشترط في صحة الوقف انتفاء المعصية لأن الوقف معروف وبر والمعصية عكس ذلك فيحرم الوقف على شراء آلة لقطع الطريق وكذا الآلات المحرمة كسائر آلات المعاصي كما يصنعه أهل البدع من صوفية الزوايا بأن يوقفوا آلة لهو لأجل السماع ويقولون لا سماع إلا من تحت قناع ولا يأبى ذلك إلا فاسد الطباع. وهؤلاء قد نص القرآن على إلحادهم وليس في كفرهم نزاع".
وجاء في كتاب «بريقة محمودية» لأبي سعيد الخادمي الحنفي [4/135]: "(صرح بحرمته) أي الرقص (ورأيت فتوى شيخ الإسلام جلال الملة والدين الكيلاني أن مستحل هذا الرقص كافر) هذه فتواه ووجهه بقوله (ولما علم أن حرمته بالإجماع لزم أن يكفر مستحله) أقول: هذا إنما يتم إذا كان إنكار كل إجماع كفرا أو علم هذا الإجماع من الإجماع الذي يكون إنكاره كفرا إذ قرر في محله أن بعض الإجماع ظني كالإجماع الذي سبق فيه خلاف أو نقل إلينا بغير تواتر، فإنكاره ليس بكفر اتفاقا وبعض الإجماع قطعي كإجماع الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- ونقل إلينا تواترا، فإنكاره كفر عندنا وليس بكفر عند بعض، وكفر إن من الضرورات الدينية ومحتمل للكفر إن لم يكن من الضرورات الدينية".
وجاء في كتابه أيضاً [4/137]: "وذكر بعض شراح الرسالة من المالكية كلاما جامعا لمذاهب الأئمة الأربعة فقال: قالت الحنفية: الحصير الذي رقصوا عليه لا يصلى عليه حتى يغسل وقالت المالكية: من حضر هذا السماع المعهود يصير فاسقا، وإن اعتقد حله صار مرتدا وقالت الشافعية: يجب على ولاة الأمور ردعهم وقالت الحنابلة: إن الشاهد إذا حضر معهم سقطت عدالته ومثله في تبيين المحارم ونقل عن ابن الحاج أيضا حيث قال، وقد ذكر أن بعض الناس عمل فتوى ومشى بها على المذاهب الأربعة ولفظه: ما تقول السادة الفقهاء أئمة الدين وعلماء المسلمين في جماعة من المسلمين وردوا على بلد فقصدوا المسجد وشرعوا يصفقون ويرقصون فهل يجوز في المساجد شرعا أفتونا مأجورين يرحمكم الله فقال: قالت الشافعية: الغناء لهو باطل أي يشبه الباطل من قال به ترد شهادته وقالت المالكية: يجب على ولاة الأمور زجرهم وردعهم وإخراجهم من المساجد وحبسهم حتى يتوبوا ويرجعوا، وقالت الحنابلة: لا يصلى خلفه ولا تقبل شهادته ولا حكمه، وقالت الحنفية: الحصير التي يرقص عليها لا يصلى عليها حتى تغسل والأرض التي يرقص عليها لا يصلى عليها حتى يحفر ترابها ويرمى والله أعلم".
وقال أيضاً في [4/139]: "وقد نقل أيضا عن الطرطوشي أنه ينبغي للسلطان ونوابه إخراجهم من المساجد ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضرهم ويعينهم على باطلهم هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد وحين استفتى من شيخ الأخلاف جوي زاده أفتى أن الرقص والدوران حرام في المذاهب الأربعة وحرمته بالكتاب والسنة والإجماع فيكفر مستحله بالاتفاق".
وفي «رد المحتار» لابن عابدين [4/ 259]: "مطلب في مستحل الرقص (قوله ومن يستحل الرقص قالوا بكفره) المراد به التمايل والخفض والرفع بحركات موزونة كما يفعله بعض من ينتسب إلى التصوف وقد نقل في البزازية عن القرطبي إجماع الأئمة على حرمة هذا الغناء وضرب القضيب والرقص. قال ورأيت فتوى شيخ الإسلام جلال الملة والدين الكرماني أن مستحل هذا الرقص كافر، وتمامه في شرح الوهبانية. ونقل في نور العين عن التمهيد أنه فاسق لا كافر".
علماً أن ابن عابدين نفسه يهون من شأن هذا، ولاحظ أنهم ما رموا علماءهم الذين كفَّروا فاعل هذا بالخارجية والغلو! فتأمل.
