Telegram Web Link
يقول أحدهم:

مررتُ بفترة انشغلت فيها بعدة التزامات كانت كلها طارئة وتستهلك جهداً ووقتاً وفكراً، فلم أستطع معها أن أفتح مصحفي..
تألمّت كثيراً، لكنّي كنت أعزي نفسي أنه انشغالٌ بالخير وإنها فترة مؤقتة..

ومرّ اليوم بعد اليوم حتى طال انقطاعي، ثم تذكرت هذه الآية من سورة المزمل:

"وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَن لَن تُحصوهُ فَتابَ عَلَيكُم فَاقرَءوا ما تَيَسَّرَ مِنَ القُرآنِ عَلِمَ أَن سَيَكونُ مِنكُم مَرضى وَآخَرونَ يَضرِبونَ فِي الأَرضِ يَبتَغونَ مِن فَضلِ اللَّهِ وَآخَرونَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَاقرَءوا ما تَيَسَّرَ مِنهُ"

يا الله..
ما ألطف هذا النداء من الله:
عبدي ﻻ يمنعك المرض وﻻ طلب الرزق وﻻ حتى الجهاد عن قراءة ما تيسر من كلامي، فإني أقبل منك القليل وأغفر لك التقصير..

اقرأ ما تيسر فإنه عون لك على ما أهمّك من أمر دينك ودنياك..

إذا ثقلت عليكم مشاغل الحياة:
«فاقرؤوا ما تيسر من القرآن».
2
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}
"تذكّر دائمًا «لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا»

• فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ = السّر، الظّل، الخبيئة التي لا يراها النّاس، قلت لك سابقًا قلبك هو لُبّ المسألة، أقِم تَقُم.

• فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ = الثبات في قلب الارتجاف، والطمأنينة حين ازدياد القلق، والرّاحة وسط مكامن التّعب

• وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا = فتحًا للقلوب، والعقول، والمسارات، فتحًا لمغاليق الفهم والعلم والعمل .. فتحًا قريبًا فلا تَخَف.

• والسّر الأعظم بين هذا كلّه «لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ»
وذاك مقام العارفين السائرين، الذين صدقوا الحُبّ فما لانَت بهم الخطى ولا مالَ بهم الطريق، فالحبيب قريب

يا رسول الله .. مُقصّرٌ دائمًا، لكنّي أُحبّك".
3
﴿وَكَذلِكَ أَوحَينا إِلَيكَ روحًا مِن أَمرِنا ما كُنتَ تَدري مَا الكِتابُ وَلَا الإيمانُ وَلكِن جَعَلناهُ نورًا نَهدي بِهِ مَن نَشاءُ مِن عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهدي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ﴾ [الشورى: ٥٢]


﴿وكذلك﴾ حين أوحينا إلى الرسل قبلك، ﴿أوحَيْنا إليك رُوحًا من أمرِنا﴾: وهو هذا القرآن الكريم، سمَّاه روحًا؛ لأنَّ الروح يحيا به الجسدُ، والقرآن تحيا به القلوبُ والأرواح، وتحيا به مصالحُ الدُّنيا والدين؛ لما فيه من الخير الكثير والعلم الغزير، وهو محضُ منَّة الله على رسولِهِ وعباده المؤمنين من غير سببٍ منهم، ولهذا قال: ﴿ما كنتَ تَدْري﴾؛ أي: قبل نزوله عليك ﴿ما الكتابُ ولا الإيمانُ﴾؛ أي: ليس عندك علمٌ بأخبار الكتب السابقة، ولا إيمانٌ وعملٌ بالشرائع الإلهيَّة، بل كنت أميًّا لا تخطُّ ولا تقرأ، فجاءك هذا الكتابُ الذي ﴿جَعَلْناه نورًا نَهدي به من نشاءُ من عبادِنا﴾: يستضيئون به في ظُلُماتِ الكفر والبدع والأهواء المُرْدِيَة، ويعرِفون به الحقائقَ، ويهتدون به إلى الصراط المستقيم. ﴿وإنَّك لَتَهْدي إلى صراط مستقيم﴾؛ أي: تبيِّنُه لهم، وتوضِّحه، [وتنيره] وترغِّبهم فيه، وتَنْهاهم عن ضدِّه، وترهِّبهم منه.


- تفسير السعدي
3
اللهُم صلِ على قرة أعيُننا محمد، واحشرنا في زمرتة، واجعلنا من أهل شفاعتة، وأحينا على سُنتة، وتوفّنا على ملتة، وأوردنا حوضه يا حي يا قيوم.
2
وصاياء:

١- راجعوا نيتكم، وجددوها، واخلصوا العمل لله؛ فمهما تعبت في الظاهر، فلن يتقبل الله منك إلا ما كنت صادقًا معه في قلبك.

٢- تجديد التوبة دائمًا، والرجوع إلى الله والاستغفار، ومن أعظم ما تجدد به دعوتك "سيد الاستغفار".

٣- الثبات على عمل الخير، والثبات على الطاعات التي وفقكم الله لها، والثبات على الاستقامة.

٤- لا تضيعوا أنفسكم، ولا تضيعوا أمتكم.. اتقوا الله في أنفسكم وعقولكم، اتقوا الله فيما وهبكم.


- أحمد السيد.
3
علي الأزرق | عهدٌ جديد. pinned «وصاياء: ١- راجعوا نيتكم، وجددوها، واخلصوا العمل لله؛ فمهما تعبت في الظاهر، فلن يتقبل الله منك إلا ما كنت صادقًا معه في قلبك. ٢- تجديد التوبة دائمًا، والرجوع إلى الله والاستغفار، ومن أعظم ما تجدد به دعوتك "سيد الاستغفار". ٣- الثبات على عمل الخير، والثبات…»
ابن القيم رحمه الله لما تحدَّث عن الرضا ذكر أنه: «سكونُ القلب تحت مجاري الأحكام».
2
أجمع العارفون أن الزُّهد سفرُ القلب من وطن الدنيا، وأخذُه في منازل الآخرة!
2
تخيل معي نموذج حياة بهذه الطريقة:
يستيقظ الشخص وبمجرد فتح عينيه يعتبر نفسه في (معرض) للانتفاع والاستمتاع..
يستنشق آية تنفس الصبح بعمق، ويغتبط بنعمة الحياة واليوم الجديد،فيصلي الفجر المشهود حيث الاجتماع الملائكي اليومي الأكبر،ويسبح بحمد ربه يترقب آية إشراق الشمس بشوق،حتى إذا طلعت الشمس تفقد آية مفاصله وكل سلامى من جسده فشعر بالمنة فركع ركعتين شكرا..ثم تناول غداءه بكرة حامدا ربه على لقمته،ثم مشى في آية مناكب الأرض كجزء من لوحات المعرض الفني البديع،موافقا لقانون الحركة،يبتغي من رزق ربه، يطلب من علم مولاه،وحيثما توجه في آية النهار يستحضر آية الشمس وضياءها في توليد الطاقة وتسهيل الحركة، وأينما كان مجاله الذي يقضي فيه وقته استطاع أن يبصر فيه آية جمال وأمارة جلال، فيمضي منتفعا نافعا بزينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق،سمحا في معاملاته،واسع النظر في تنوع مجالات وأبواب الرزق، يغدو كما تغدو الطير متوكلا على ربه، حتى إذا زالت الشمس بضخامتها استشعر العظمة فلم يملك إلا أن يصلي الظهر خضوعا لذلك الجلال، ثم تراه يأوي إلى آية الظل مسبحا الذي مد الظل -تعالى وتقدس- تحت شجيرة أو دار أو مكتب ..حتى إذا صار ظل كل شيء مثلَيه رأى في ذلك آية تقوده إلى الخضوع فآب إلى محرابه مصليا العصر مسبحا بالعشي مستصحبا تسبيح الطير والجبال والكائنات، فيمضي عشيته الطيبة في ختام بهيج لليوم يأكل من الطيبات عشاءه على طريقة أهل الجنة (ولهم رزقهم فيها بكرة[الغداء] وعشيا[ العشاء] ) وكلما مالت آية الشمس للغروب تلهفت نفسه لتلك اللوحة البديعة التي ترتسم في جو السماء،فيمكث في دهشة الفكر وروعة الذكر،،،
فإذا غابت الشمس جاءت آية الليل تنسخ آية النهار فلا يملك عند ذلك -كالشمس- إلا السجود وأداء صلاة المغرب..
ويستمر مشهد الشفق الأحمر وتلون السماء وتبادل الأدوار قليلا،وصاحبنا تغمره إثارة تجدد لوحات (المعرض)
حتى إذا غاب الشفق الأحمر واستحكم سكون الليل خر ساجدا في صلاة العشاء تقديسا لذلك الختام.
ثم في نهاية تلك الجولة اليومية المثيرة الماتعة النافعة آب إلى فراشه شاكرا أنعُم ربه،متعجبا من بديع صنعه، رطبا لسانه من ذكر الجميل ذي الجلال، فيضع جنبه باسم ربه متأهبا لآية النوم(ومن آياته منامكم) حيث تكمل روحه الجولان في ملكوت السموات برعاية الملائكة في حفظ الرحمن، حيث تصحب الملائكة جسده في فراشه إذ بات طاهرا، وتطير مع روحه أنى حلّقَتْ!
حتى إذا صاح الديك في ناشئة الليل قام والذكر مبدأ محياه كما كان مبدأ مماته المؤقت،ونظر في السماء مستفتحا جولة جديدة في المعرض الرباني البهيج، مجددا الحياة في جسده بالوضوء مفككا أي عقدة طارئة، و يمم وجهه قِبل المحراب واستفتح الحديث العذب مع السميع القريب الودود،يتلو ما تيسر من آياته المنزلة بحب وشوق وإجلال وشكر على العجب العجاب الذي أراه من آياته في خلقه وأمره سائر يومه وليلته، مستعينا به على الجولة المقبلة في يومه التالي، وبعد ترتيل وسجود وقنوت وتبتل يجلس في مصلاه مستغفرا بالأسحار مستنزلا أعظم الرحمات والبركات، معترفا بالتقصير أمام ذلك الكمال والجمال والجلال العظيم.
#نوصي باصطحاب (الذكر،الفكر،الشكر)
في سائر أوقات الجولة.
1
ولهذا قال بعض العارفين: ينبغي للعبد أن تكون أنفاسُه كلها نَفَسين: نفَساً يحمد فيه ربه، ونفساً يستغفره من ذنبه.

ومتى شهد العبد هذين الأمرين؛ استقامت له العبودية، وترقى في درجات المعرفة والإيمان، وتصاغرت إليه نفسه، وتواضع لربه، وهذا هو كمال العبودية، وبه يبرأ من العُجْب والكِبْر وزينة العمل.

- ابن تيمية.
3
Forwarded from ثوابت
أثارة من فكر (1).pdf
3 MB
• كتاب بعنوان | أثارة مِنْ فِكر - مجموع مقالات: عبد العزيز كرار العكد
• جمع و ترتيب | عزام محمد
• مراجعة | علي الأزرق
• إعداد | منصة ثوابت
تصميم الغلاف | محمد عرابي

#كتب_ثوابت

🔻•ثوابت | T H A W A B I T•
2
مكتوبٌ على باب العلم: اقرأ كي ترَى؛ إنَّ الجهل عمى.
2
اللهُم صلِ على قرة أعيُننا محمد، واحشرنا في زمرتة، واجعلنا من أهل شفاعتة، وأحينا على سُنتة، وتوفّنا على ملتة، وأوردنا حوضه يا حي يا قيوم.
2
‏مَن خلا مُن الأذكار لازمه الشيطان مُلازمة الظِل!

-عبدُ الرازق بدر.
2025/07/12 04:23:24
Back to Top
HTML Embed Code: