(سورة عبس) ..من مواعظ هذه السورة يعلمنا الله (عز وجل) ( احترام الآخرين على اختلاف مستوياتهم أغنياء كانوا أم فقراء..فلا نجامل ولا نداهن في الحق،مهما كان الهدف نبيل، والنية سليمة..فعندما أقبل ابن مكتوم وكان ممن أسلم قديما ، فجعل يسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويلح عليه ، وود النبي (صلى الله عليه وسلم) أن لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل طمعاورغبة في هدايته وعبس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه وأقبل على الآخر فأنزل الله تعالى:( عبس وتولى *ان جاءه الأعمى *ا وما يدريك لعله يزكى * او يذكر فتنفعه الذكرى(كلا انها تذكرة) اي هذه الوصية او العظة في المساوات بين الناس في ابلاغ العلم بين شريفهم ووضيعهم. تذكرة لمن اراد ان يتذكر ويتعظ.
(أعرف دينك أيها المسلم)
أخي في الله..الاسلام دين  أخلاق  واحسان   وتقوى ودين حب وغفران وتسامح وتواضع ..ديننا الحنيف ثلاث أرباعه أخلاق وربع  فقط واجبات وهي ما تشتمل عليه من صلاة وصوم وزكاة وحج.. فاذا رأيت منكرا فلن تستطع تغيير هذا المنكر بالسب والشتم والضرب ، وانما تغيره بالكلمة الطيبة والتصرف الحسن  ، اما السب والشتم فهو مدخل من مداخل الشيطان.تترتب عليه الخصومات والعداوات وقطع الأرحام.
اخي في الله.. الدين أخلاق قبل أن يكون صلاة وصوم ..من المحال تقيم  صلاتك وانت فاقد للأخلاق ..من المحال تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر  وانت تفتقر للأخلاق.قال صلى  الله عليه وسلم:(أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا).لم يقل أكثركم صلاة وصياما وزكاة ، بل قال احاسنكم أخلاقا.كل العبادات تترتب على  الأخلاق.
اخوتي الكرام..أصل الدين النية السليمة وليس العمل او نتيجة هذا العمل..قد نقول كلاما طيبا ونحن ننافق ..قد نبذل أموالا طا ئلة للفقراء ونحن نرائي..وقد وصف الله (عز وجل)  المنافقين فقال جل وعلا:(ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالى ولا ينفقون الا وهم كارهون.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يأمرنا ديننا أن نباشر الأسباب ونتوكل على  الله تعالى ، هكذا يأمرنا ديننا  فيعقوب(عليه السلام) عندما أوصى ابنائه بالدخول من أبواب متفرقة ما كان يغني عنهم من الله من شيء لكنه رغم ذلك باشرالسبب :(وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحدة وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شىء   أن الحكم الا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون).
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
علمنا ديننا الحنيف   ،  الحياة الطيبة بالقناعة والرضا بما قسمه الله لنا ،والذي لم يقسمه الله لنا  ، فلن يأتي الينا ، يأتينا الذي قدر الينا.. القناعة هي عز الانسان ، فاذا استقرت القناعة بقلب الانسان أصبح عزيزا  والقناعة، هي الرضا الكامل ،  بأقل ما يكفينا. .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أخوتي..الذي يترك هذه الدنيا ويذهب الى  الآخرة يتقطع قلبه ندما وحسرة على  كل لحظة  فرط فيها  في جنب الله تعالى  ، ليس خوفا من  النار فحسب بل من رؤية رحمة الله  تعالى بعد كشف الغطاء  عن أبصارنا وبصيرتنا .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لقد جعل الله تعالى سر السعادة   في العبادة ، وهذا الذي خلقنا من اجله ، خلقنا من اجل أن نكون سعداء ، لا ان نحترق في نار جهنم. . (قال تعالى وما خلقت الجن والانس ألا ليعبدون)   ، الدنيا دار ابتلاء  والآخرة دار سعادة وهناء ..أمر المؤمن كله خيران اصابته سراء شكر وكان خيرله وان أصابته ضراء صبر وكان خير له وليس ذلك الا للمؤمن..طالما نحن في عبادة كل ما يصيبنا وكل ما يأتينا من الله عز وجل يصب في بودقة حسناتنا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لما بين  لنا ديننا الحنيف تفاهة الدنيا ،  وانها لا تسوى عند الله جناح بعوضة،أكد على العمل بأعتباره عبادة ، وأكد على الأخلاق  وعلمنا أمور ديننا ودنيانا وبين لنا أن الحق في مخالفة الهوى وان لا ندخل في بطوننا فضولا من الطعام، ولا نخرج من أفواهنا فضولا من الكلام
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تفاهة الدنيا تكمن في كونها  فانية..في كونها معبر للآخرة ، في كونها دار أمتحان واختبار ، لذا علينا ألا نعلق قلوبنا  منها بشئ  فيعاقبنا ربنا ، فينسخ  حلاوة  حبه من قلوبنا ، أو يكبر حب  الدنيا في قلوبنا  بحيث تكون المعصية لله أيسر علينا من خسارة فتات الدنيا الزائل.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
تكمن تفاهة الدنيا ، عندما تشغلنا لذتها ونعيمها ،  عن الدار الآخرة، فنتساهل بالعبادة ، فلا نجد لها لذة في نفوسنا  ، فنكون من الذين يعرفون عند الناس  ، بالتقوى  والصلاح ، وحالهم عند الله تعالى خلاف ذلك ،  ونكون من الذين يولعون بصلاح الظاهر الذي انما هو للخلق  ولا ثواب له  بل عليه العقاب ، ويدعون الباطن الذي هو لله  وله الثواب  ولا عقاب عليه.
2024/05/06 12:22:39
Back to Top
HTML Embed Code: