ويستمر افتعال الحرائق في اللاذقية...

رحمةً بالضعفاء والمرضى والأطفال والنّساء، وبنا جميعًا يا أرحم الرّاحمين، كُفّ عنّا شرّ وأذى يهودٍ وأوليائهم، واكفناهم بما شئت وكيف شئت، فإنّهم أظهروا علينا كِبرَهم وقوتَهم وبطشهم، وأنت بهم محيط، وعليهم قادر.
#عشرات الشهداء يرتقون في قصف متتابع متفرّقٍ اليوم في #غزة، وأوامر إخلاء جديدة لآلاف النّازحين، مرةً بعد مرّة.

أفلح الجهاد و أخفقت الجماعات

إن الجماعات التقليدية سواء السياسية او الجهادية ، و التي ارتبطت بشكل او بآخر بمنظومة الهيمنة ، ستستوف اغراضها مع تفكك المنظومات التي ارتبطت بها
فالسقوط سيكون جاذبا نحو القاع
ويبقى جهاد الامم و مقاومة الشعوب.

فجزء من حماس في شقها السياسي سيستوفي اغراضه مع انحسار او تفكك المشروع الايراني لأنهم ربطوا مصالحهم الاستراتيجية به.
و يبقى بإذن الله جهاد الشعب الفلسطيني ماضيا ولا شك .

و في سوريا كذلك ، فقد انفصلت السلطة الجديدة عن الأمة و ارتبطت استراتيجيا مع الحلف الاطلسي!
( و هي سِكت اللي يروح ما بيرجعش كما يقول اهل مصر ).

ثم انفصلت السلطة عن الثورة ، ثورة اهل الشام
فالحكومة الجديدة ستستوفي أغراضها بانقضاء هذا الحلف المشوه الجديد او انحساره
فهناك انفصال عن الثورة ، وانفصال عن الامة في مسارها التحرري الجامع والشامل
و في المقابل هناك ارتباط بالمشروع الأطلسي (الانجلوصهيوني )
و أصبح في سوريا الان صوتان كل يوم نرى الشرخ يزداد بينهما
صوت الثورة المرتبط بالأمة، و صوت السلطة المرتبط بالمشروع الاطلسي

لاشك أن أهل الشام سيكونون هم عمود الجهاد و فيها أرض الملاحم

لكن السنن لا تحابي و الدماء المخذولة تنتقم.

فكلما اقتربت من مركز الهيمنة الكفري جذبك إليه وهو ساقط

وكلما فاصلته الى مركزية الأمة جذبتك اليها وهي صاعدة
و كلما استمسكت بمركزية الوحي رفعك الله بعلوه على قدر ايمانك و استعلاءك به.

وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين .

‏حسن الدقي: تنشأ النوازل الكبرى ثم تتعقَّد، وتتراكم آثارُها الخطيرة في ساحات الأمة المسلمة، دون أن يَنْفِرَ لبحثها العلماء والخبراء بشكل جماعي ومؤسسي، وفي حال بَحَثَها البعض، فهو بحث جزئي، يعزل النوازل الكبرى عن بعضها، ولا يلقي بالا لتشابُكها؛ ولذلك فغالبا ما تكون تلك البحوث بعيدة عن حاجات الأمة المسلمة المُلِحَّة، ولا تقترب من التصورات الشاملة، والعلاج الجذري، المتمثِّل في حاجة الأمة إلى مشروع مكافئ لوزنها العَقَدي والجيوسياسي، والتحديات التي تواجهها.
ومن النوازل الكبرى القديمة المستجدة، والتي نَتَجَت من آثار التدافع الأممي على مستوى النظام العالمي، واستضعاف الأمة وانكشافها السياسي؛ نازلة انفتاح المجال لالتحاق بعض شعوب الأمة المسلمة بهوامش المشاريع الدولية شرقا وغربا، ومن ثم توظيف تلك الشعوب في الصراع الدولي، وإلقاؤها في "مَكَبَّات" النِّظام الكُفري العالمي في مرحلة تالية.
ومن مؤشرات تَجَدُّد هذه النازلة، "اعتراف" روسيا بدولة طالبان من جهة، واعتراف الغرب الصليبي والنظام الأمني العربي بالنظام السياسي المستجد في سوريا، والغزل اليهودي الموجه لهذا النظام، ومنه الغزل المستمر من قبل الصين بحكومة طالبان من جهة، ومن قبل الحكومة الهندوسية من جهة أخرى، ومنه أيضا التحاق جزء من الشعب الشيشاني بالحرب بجانب بوتين، والتحاق الجزء الآخر بالحرب بجانب أوكرانيا.
وإن هذا التَّفْعيل المُستَجِد لهذه النازلة من قِبَل مرجعيات النظام الدولي، الغربي الصليبي والشرقي المُلحد، إنما يأتي في سياق انتقال الحرب على مستوى الأرض من المركز (الشرق الأوسط) إلى الأطراف، أعني بذلك الحرب الروسية الأوكرانية، والمرشحة للاتساع رأسيا وأفقيا، وقد تلتحق بها قريبا الحرب الصينية التايوانية وغيرها من بؤر التوتر العالمي.
وتأتي هذه النازلة في سياق إدراك رؤوس الكفر العالمي بأن الأمة المسلمة هي التي يمكن أن تُرَجِّح انتصار طرف على طرف في الصراع؛ تلك الأمة التي لا حضور ولا وزن لها على مستوى الأرض؛ فَلِمَ لا يتم توظيف شعوبها في الصراع الدولي والإقليمي! كما فعل الغرب الصليبي عندما فسح هوامش الصراع الدولي لالتحاق الشعب الأفغاني في الصراع ضد الاتحاد السوفييتي، بانتهاء سبعينيات القرن العشرين.
ومع الاعتراف "بفوائد" ذلك الصراع على الأمة المسلمة، ومنه إحياء فرض الجهاد في أمة الإسلام، ومنه سقوط أكبر دولة ملحدة شيوعية على مستوى الأرض، لكن غياب رؤية مآلات الصراعوالاستثمار الأمثل له، جعل الصليبية الغربية قادرة على شطب كثير من تلك "الفوائد" لصالحها، وإدامة السيطرة على شعوب الأمة.
ومن أشد الأخطار التي تكتنف وقوع هذه النازلة هو امكانية أن يتواجه المسلمون بسيوفهم، ويقتلوا بعضهم بعضا في ظل توزع ولاءاتهم السياسية والعسكرية والأمنية على أمم الكفر المتقاتلة، كما حدث ليهود وهم يقاتلون إخوانهم في العقيدة تحت رايتي الأوس والخزرج، وهو درس للأمة المسلمة في المقام الأول: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ، ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ، أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} سورة البقرة: 84-86
ومما ينبغي بحثه في ظل الاستضعاف الذي تعاني منه الأمة، تأمل فرصة تجدد الصراع والتدافع بين أمم الكفر، بغية التوظيف المعاكس لذلك الصراع في مصلحة الأمة المسلمة، واستثمار الفراغات الناتجة عن التدافع بغية النفاذ من خلالها إلى ساحات التمكين.
والله أعلم
8 يوليو 2025