Telegram Web Link
تفكرُّ المرءِ في قدرةِ اللهِ
واستحضاره لتصرّف اللهِ في الخلائق:
يقود قلبَه إلى الله سيرا يجمع فيه بين حُبه، ورجاء رحمته، وخوف عقابه.


#الشيخ٠الدكتور٠أسامة٠الفرجاني.
ستأتي الحال التي يتجرَّد فيها أحدنا من الزَّوج والولد، والصاحب والبلد، والمال والتَّلد، خلقه الله وحيدًا، وأخرجه من الدُّنيا وحيدًا، زالت عنه المكاسب والأغراض، وبقي معه عمله، فإن كان صالحًا فاز، وإن كان سيئًا هلك، فاستعدوا للِّحظة القادمة، اللَّهمَّ ارحمنا.

📝 الشيخ صالح العصيمي
٤ جمادى الأولى ١٤٤٦
1
نشرع بإذن الله في شرح نظم الريحانة الليبية.

يا رب أسألك الإخلاص والقبول، والتوفيق والسداد، والحفظ والرشاد.
1
#شرح_الرّيحانة_اللّيبيّة_1

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

بدأْتُ نظميَ بِالبسملةِ وهي قولُ: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) اقتداءً بِكتابِ اللهِ تعالى، فإنّه مبدوءٌ بِالبسملةِ، واقتداءً بِرسولِ اللهِ ﷺ فإنّه كانَ يَبدأُ كُتُبَه ورسائلَه بِالبسملةِ.
وتقديرُ البَدءِ بِالبسملةِ: أَبتدِئُ، أوْ أَنْظِمُ، أوْ أُؤَلِّفُ (بِسْمِ اللَّهِ).
1
1
إبراهيم بن عمر النائلي
Photo
#شرح_الرّيحانة_اللّيبيّة_2
المُقدِّمةُ
يَـقُــولُ رَاجِـي عَـفْـوِ رَبِّــهِ الْعَـلِــيّْ *** الـنَّـاظِـمُ ٱبْـرَاهِـيـمُ وَهْــوَ الـنَّـائِـلِـيّْ

( رَاجِي ) مِن الرّجاءِ، وهو ضِدُّ اليأسِ، وهو التّعلُّقُ بمَطلوبٍ ممكن الحصولِ.

( عَفْوِ ) عفوُ اللهِ هو: التّجاوُزُ عنِ الذّنبِ، وتَرْكُ العِقابِ عليْهِ.

( رَبِّهِ ) الرّبُّ هو المَالكُ سُبحانه.

( الْعَلِيّْ ) اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ تعالَى، يدُلُّ على عُلُوِّهِ المُطلَقِ بِجميعِ الوُجوهِ والِاعتباراتِ، فهو سبحانهُ العلِيُّ بِذاتِه فوقَ عرشِهِ، العلِيُّ بِقهرِهِ لِجميعِ المَخلوقاتِ، العلِيُّ بِقَدْرِهِ لِكمالِ صفاتِهِ.

والمَعنَى: يقولُ مؤمِّلُ صفحِ مَالكِهِ العليِّ -سبحانه وتعالى- .

الـنَّـاظِـمُ ٱبْـرَاهِـيـمُ وَهْــوَ الـنَّـائِـلِـيّْ

( النَّاظِمُ ) اسمُ فاعلٍ مِن الفِعلِ: ( نَظَمَ).
والنّظمُ في اللُّغةِ: التّأليفُ، وهو ضمُّ شيءٍ إلَى شيءٍ آخرَ .

واصطلاحاً: هو الكلامُ المَوزونُ المُقفَّى قصداً، حيثُ تُصاغُ المَسائلُ العِلميّةُ بِشِعْرٍ مَوزُونٍ على أَحدِ بُـحورِ الشِّعرِ العربيِّ، ويكونُ غالباً على بَـحْرِ الرَّجَزِ كما في هذا النّظمِ، ويسمّى بالشِّعرِ التّعليميِّ، والهدفُ مِن المَنظوماتِ تسهيلُ الحفظِ، وسرعةُ استحضارِ المَسائلِ.

( النّائليّ ): اسمٌ لِقبيلةِ النّاظمِ، وهي مِن القبائلِ العربيّةِ، وأكثرُ أماكنِ تواجُدِها في ليبيا غربَ العاصمةِ طرابلسَ.

وقد ذَكرَ النّاظمُ اسمَه في أوّلِ النّظمِ لِلتّعريفِ بِنفسِهِ، لأنّ معرفةَ المُؤلِّفِ تجعلُ النّفسَ ترغبُ في نظمِهِ، وتحصلُ الثِّقةُ فيما يذكُرُه فيه، ويكونُ ذلك أدْعَى لِقَبولِهِ والِاستفادةِ منهُ، أمّا إذا كانَ المُؤلِّفُ مجهولاً فإنّ كثيراً مِن هذه المَقاصدِ لا تحصلُ.

وقد جرَتْ عادةُ كثيرٍ من أهلِ العلمِ والفضلِ أن يذكُروا أسماءَهم في أوّلِ كتبِهم ومؤلّفاتِهم، كما فَعَل ابنُ مالكٍ -رحمه اللهُ- في أوّلِ أَلْفيّتِه، وابنُ الجزريِّ -رحمه اللهُ- في أوّلِ الطّيِّبةِ وأوّلِ المُقدِّمةِ الجزريّةِ، والجمزوريُّ -رحمه اللهُ- في أوّلِ منظومةِ تحفةِ الأطفالِ، وغيرُهم مِن أهلِ العلمِ والفضلِ، وقد اقتديتُ بفِعلِهم، إذِ التّشبُّه بالكرامِ فلاحٌ.

وقولي: ( النّاظِمُ ٱبْرَاهِيمُ ) بهمزةِ وَصلٍ في كلمةِ: ( إِبْرَاهِيمُ ) لِأجلِ الوزنِ، والأصلُ أنّها بهمزةِ قطعٍ.

وقدْ جمعْتُ بين الشَّدّةِ والسّكونِ فوْقَ حرفِ الياءِ في ضبطِ كلِمَتَيْ: (الْعَلِيّْ) و (النَّائِلِيّْ) تسهيلاً على القارئِ، وحتّى لا يُوقَفَ عليهِما بِحركةِ الإعرابِ فيختلَّ الوزْنُ.
1
🔸الدورة الصيفية -الثالثة-🔸

🔹إحصائيات 🔹
الدورة الصيفية -الثالثة-

🔹عدد المشاركين والمشاركات 🔹
في الأسبوع الأول

🔸️5145 طالب...
🔸️5165 طالبة...

سائلين المولى عز وجل التوفيق والسداد للجميع .

#رئاسة_أركان_القوات_البرية.
#الدورة_الصيفية_الثالثة.
#وحدة_الإعلام.
#قسم_الشؤون_الثقافية_والدعوية.
#مكتب_الأوقاف_والشؤون_الإسلامية_بنغازي
🤝1
#شرح_الريحانة_الليبية_ 3

البيت رقم (2)

الْــحَــمْـــدُ لِـلَّـهِ وَصَــلَّــى الـلَّـهُ *** عَــلَــىٰ مُــحَـــمَّـــدٍ وَمَـــنْ وَالاَهُ

( الْحَمْدُ ): وصْفُ المَحمودِ بِالكمالِ مع المَحبَّةِ والتّعظيمِ.
( لِلَّهِ ): اللّامُ لِلِاختِصاصِ والِاستحقاقِ، وَ ( اللَّهُ ) اسْمُ ربِّنا -جلّ وعلا-، لاَ يُسَمَّى بِه غيرُهُ، ومعناهُ: المَألُوهُ، أيِ المَعبودُ حُبّاً وتعظيماً.
( وَصَلَّى اللهُ ): صلاةُ اللهِ على النّبيِّ ﷺ: ثناؤُهُ عليهِ في المَلإِ الأعلَى، وأمّا صلاةُ المُؤمِنينَ على النّبيِّ فهي: دعاءُ اللهِ تعالى أن يُثْنِيَ عليهِ في المَلإِ الأعلَى.
( مُحَمَّدٍ ): اسمٌ لِرسولِ اللهِ وخاتِمِ النّبيّين، ورحمةِ اللهِ للعالَمِين، وخيرِ خَلقِ اللهِ أجمعين، نبيِّنا وسيِّدِنا الصَّادقِ الأمينِ، صلّى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه الطيّبين الطّاهرين.
وَمعنى (الْمُحَمَّدُ) الّذي كَثُرَتْ خِصالُه المَحمودةُ.
( وَمَنْ وَالاَهُ ): المُوالاةُ لِلنبيِّ ﷺ محبَّتُه، واتِّباعُ سنّتِه، ونُصرَتُه.
1
🔶 شرحُ هذا البيتِ تحتَ هذه الصّورةِ 👇🏻
#شرح_الريحانة_الليبية_ 4

البيت رقم (3)

وَهَــاكَ مَــا زَادَ لِــقَــالُـونَ لَــدَىٰ *** طَـيِّـبَـةِ الـنَّـشْـرِ عَلَى الْحِـرْزِ الْـهُـدَىٰ

(وَهَاكَ مَـا زَادَ): هاك: فِعلُ أمرٍ بِمعنَى: (خُذْ)، أي خُـذْ -أيُّها القارئُ المُوفَّقُ- ما زادتِ الطّيّبةُ لِقالونَ على الشّاطبيّةِ مِن أوجهٍ صحيحةٍ في الأصولِ والفَرشِ.

و(طيِّبةُ النّشرِ): قصيدةٌ في القراءاتِ العَشرِ المُتواترةِ عن النّبيِّ ﷺ، مِن نظمِ الإمامِ: محمّدِ بن الجزريِّ -رحمه اللهُ-، نَظَمَ فيها كتابَه المُسمّى بـ: ( النَّشرِ، في القراءاتِ العَشرِ )، وعددُ أبياتِ طيِّبةِ النَّشرِ (1114) بيتاً مِن بحرِ الرَّجَزِ، وتُسَمَّى القراءاتُ مِن هذا الطّريقِ بالقراءاتِ العَشرِ الكُبرَى؛ وذلك لِكثرةِ طُرُقِها بالنّسبةِ للقراءاتِ العَشرِ الصّغرى، حيثُ وَرَدَت القراءاتُ في الطّيِّبةِ مِن زُهاء ألْفِ طريقٍ.

أمّا (الحِرزُ) فهو متنُ الشّاطبيةِ، المُسمَّى: (حِرْزُ الأمانِي، ووجهُ التّهاني، في القراءاتِ السَّبعِ)، لأبِي القاسمِ الشّاطبِيِّ -رحمه اللهُ-، وهي قصيدةٌ في القراءاتِ السّبعِ المُتواترةِ عنِ النّبيِّ ﷺ، نَظَمَ فيها الشّاطبيُّ كتابَ التّيسيرِ في القراءاتِ السّبعِ لأبِي عمرٍو الدّانيِّ -رحمه اللهُ-، وعددُ أبياتِ الشّاطبيّةِ 1173 بيتاً مِن بحر الطّويلِ.

واعلموا -يا رعاكم اللهُ- أنّ طيِّبةَ النّشرِ حَوَتْ كلَّ ما جاء لِقالونَ في الشّاطبيّةِ مِن أصولٍ وفرشٍ، وزادتِ الطّيِّبةُ على الشّاطبيّةِ بعضَ الأوجهِ الصّحيحةِ، وهذه الزِّياداتُ هي موضوعُ هذا النّظمِ، وقد ذكرْتُها مُرتَّبةً حسبَ تلاوةِ القارئِ، مُراعياً ترتيبِ السُّوَرِ والْآيِ، وذلك تيسيراً علَى مَن أرادَ أن يقرأَ روايةَ قالونَ عن نافعٍ مِنَ الطّيِّبةِ دون أن يُتعِبَ نفسه في البحثِ عن هذه الزّياداتِ في أبياتِ طيِّبةِ النّشرِ التي بلغَت ألفَ بيتٍ.

وقولي: (الْهُدَىٰ) وصفٌ لِنظمِ الحِرْزِ (الشّاطبيّةِ)، لأنّه يَهدِي القارئَ ويرشدُه إلى مَعرفةِ مذاهبِ القُرّاءِ ورواتِهم في الأصولِ والفرشِ.

وستأتي -إن شاء اللهُ- ترجمةُ الإمامِ قالونَ مع شيخِه الإمامِ نافعٍ -رحمهما اللهُ، وجزاهما عن القرآنِ وأهلِه خيرَ الجزاءِ-.

إبراهيم بن عمر النائلي
Photo
#شرح_الريحانة_الليبية_ 5

تابعٌ للبيتِ رقم (3)

ترجمةُ الإمامِ قالونَ -رحمه اللهُ-.

اسمُه ونَسَبُه:
هو: عيسَى بنُ مِينَا بنِ وَرْدانَ بنِ عِيسى بنِ عبدِ الصّمدِ بنِ عمرَ بنِ عبدِ اللهِ الزُّرَقِيُّ مَولَى بنِى زُهْرةَ، ويُكَنَّي" أبَا مُوسَى"، ويُلَقَّب بِـ: (قالونَ)، وهو قارئُ المَدينةِ ونَحَوِيُّها، ويُقالُ: إنّه رَبيبُ نافعٍ -ابنُ زوجتِه- وقد لازَمَ الإمامَ نافعاً كثيراً، وهو الّذي لقَّبَه بقالونَ، لِـجَـوْدةِ قراءتِه، فإنّ معنَى قالونَ بِلُغةِ الرُّومِ: "جَيِّدٌ".

مولدُه وأشهَرُ شيوخِه:
وُلِدَ قالونُ سنةَ عشرينَ ومائةٍ ( 120 ) .
أخَذَ القراءةَ عرضاً عن نافعٍ - قراءةَ نافعٍ وقراءةَ أبي جعفرٍ - ، وعرَضَ القراءةَ أيضاً على عيسى بنِ وَرْدَان.

ورُويَ عن قالونَ أنّه قال: "قرأتُ علَى نافعٍ قراءَتَه غيرَ مَرَّةٍ، وكتبتُها في كتابي".
رَوَى الحديثَ عن شيخِه نافعٍ، وعن محمّدِ بنِ جعفرِ بنِ أبي كثيرٍ، وعبدِ الرّحمن بنِ أبي الزِّنادِ.

تلاميذُهُ:
تفرَّغ الإمامُ قالونُ لإِقراءِ القرآنِ الكريمِ ولِتعليمِ العربيّةِ، وطال عمرُه، وبَعُدَ صِيتُه، ورَوَى القراءةَ عنه أناسٌ كثِيرُونَ منهم: ابناهُ إبراهيمُ وأحمدُ، وإبراهيمُ بنُ الحسينِ الكسائيُّ، وإبراهيمُ بنُ محمّدٍ المَدنِيُّ، وأحمدُ بنُ صالحٍ المِصريُّ، وأبو نشيطٍ محمّدُ بنُ هارونَ المَرْوَزِيُّ، وأحمدُ بنُ يزيدَ الحُلوانيُّ.

وفاتُه:
تُوُفِّي قالونُ بالمَدينةِ النّبويّةِ سنةَ عشرِين ومِئتيْنِ (220 هـ) بعد أن عاش (100)، رحمه اللهُ وغفر له، وجزاه عنِ القرآنِ وأهلِه خيرَ الجزاءِ.

إبراهيم بن عمر النائلي
Photo
#شرح_الريحانة_الليبية_ 6

تابعٌ للبيتِ رقم (3)

ترجمةُ الإمامِ نافعٍ المَدنِي -رحمه اللهُ-.

اسمُه ونَسَبُه:
هو: نافعُ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي نُعَيْمٍ المَدنيُّ، وهو مَولَى "جَعْوَنَة"، وكان جَعْوَنة حَليفَ حمزةَ بنِ عبدِ المُطَّلبِ، وقِيل: حَليفَ أخيهِ العبّاسِ بنِ عبدِ المُطّلبِ، وأصلُ الإمامِ نافعٍ مِن أصبهانَ.

اختُلِفَ في كُنيتِه، فقيل: أبُو عبدِ الرّحمنِ، وقيل: أبُو الحَسنِ، وقِيل: أبُو عبدِ اللهِ، والمَشهورُ أنّ كُنيتَهُ: أبُو رُوَيْمٍ.

ونافعٌ أحَدُ القرّاءِ السّبعةِ، وكانَ أسْودَ اللَّونِ، شديدَ السَّوادِ، وكانَ حَسَنَ الخُلُقِ، وَسِيمَ الوَجه، وفيه دُعابةٌ.

مولدُه وأشهَرُ شيوخِه:
وُلِدَ الإمامُ نافعٌ في حدودِ سنةِ سبعينَ (70 ) من الهِجرةِ.

تلقَّى الإمامُ نافعٌ القراءةَ عن سبعينَ مِن التّابعين، منهم: أبو جعفرٍ القارئُ -أحَدُ القرّاءِ العشرةِ-، وعبدُ الرّحمنِ بنُ هُرْمُز الأعرجُ، وشَيْبةُ بنُ نِصاحٍ، ومُسلِمُ بنُ جُندُب، ويَزيدُ بنُ رُومَان، وسمِعَ مِن نافعٍ مَوْلَى ابنِ عمَرَ، وعامرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ، وأبِي الزِّنَاد، وعبدِ الرَّحمنِ بنِ القاسمِ، وغيرِهم.

وقراءةُ نافعٍ متواتِرةٌ، وليسَ أدَلَّ على تواتُرِها مِن أنّه تلقّاها عن سبعِين مِن التّابعين، وهي متواترةٌ في جميعِ الطّبقاتِ.

تلاميذه:
تصَدّى الإمامُ نافعٌ لِلإقراءِ والتّعليمِ أكثرَ مِن سبعِين سنةً، وقرأَ عليه خلقٌ كثيرٌ، منهم: الإمَامانِ مالكُ بنُ أَنسٍ، واللّيثُ بنُ سعدٍ، وممّن قرأ عليه كذلك: أبُو عمرٍو بنُ العلاءِ، وعيسى بنُ وَرْدان، وسليمانُ بنُ مسلمِ بنِ جَمّازٍ، وإسماعيلُ ويعقوبُ ابنَا جعفرٍ، وعيسَى بنُ مِينَا المَشهورُ بـ (قَالُونَ)، وعثمانُ بنُ سعيدٍ المَشهورُ بـ (وَرْشٍ)، وهذانِ الأخيرانِ في الذِّكرِ هُما أشهرُ الرُّواةِ عنه.

ثناءُ العلماءِ عليه:
قال سعيدُ بنِ منصورٍ: سمعتُ مالكَ بنَ أنسٍ يقولُ: قراءةُ أهل المَدينةِ سُنّةٌ أي مُختارةٌ، فقيل له: قراءةُ نافعٍ؟ قال: نعمْ.

وقال أبو قُرَّة موسَى بنُ طارقٍ رحمه الله: سمعتُه -أي نافعاً- يقولُ: "قرأتُ على سبعين من التّابعين".

وقال قالونُ -رحمه الله-: "كان نافعٌ مِن أطهرِ النّاسِ خُلُقاً، ومِن أَحسنِ النّاسِ قراءةً، وكان زاهداً جوَاداً، صلَّى في مسجدِ النّبيِّ ﷺ ستّين سَنةً".

وقال اللّيثُ بنُ سعدٍ -رحمه اللهُ-: "حَجَجتُ سنةَ ثلاثَ عشرةَ ومِئة، وإمامُ النّاسِ في القراءةِ بالمدينةِ نافعٌ".

وقال الأَعشَى -رحمه اللهُ- : "كان نافعٌ يُسَهِّلُ القرآنَ لِمَن قرأَ عليه؛ إلاّ أن يقولَ له إنسانٌ: أريدُ قراءَتَك".

وقال ابنُ مجاهدٍ -رحمه اللهُ -: "كان عالماً بِوجُوهِ القراءاتِ، مُتَّبِعاً لِآثارِ الأئمةِ الماضِين بِبلده".

وعن محمّدِ بنِ إسحاقَ عن أبِيه قال: لمَّا حضَرَتْ نافعاً الوَفاةُ قال له أبناؤه: أَوصِنا، قال: اتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ.

وفاتُه:
تُوُفّي الإمامُ نافعٌ سنةَ (169) على الصّحيحِ، رحمه اللهُ وغفر له، وجزاه اللهُ عن القرآنِ وأهلِه خير الجزاءِ-.
🔶 شرحُ هذا البيتِ تحتَ هذه الصّورةِ 👇🏻
#شرح_الريحانة_الليبية_ 7

البيت رقم (4)

سَـمَّـيْـتُـهُ الـرَّيْـحَـانَـةَ الـلِّـيـبِـيَّــهْ *** أَسْــأَلُـكَ اللَّـهُـمَّ حُـسْـنَ الـنِّــيَّــهْ

(سَمَّيْتُهُ الرَّيْحَانَةَ اللِّيبِيَّهْ) أي اخترتُ لِهَذا النّظمِ اسمَ: "الرّيحانةِ اللِّيبيّةِ".
والرّيحانةُ: واحدةُ الرَّيْحَانِ، وهو كلُّ نَبْتٍ مشمومٍ طَيِّبِ الرِّيحِ، وقد يُرادُ بالرّيحانِ الطِّيبُ كلُّهُ.

وَ ( اللِّيبيّةُ ): نِسبةً لأهلِ ليبِيا الكرامِ، لأنّ روايةَ قالونَ عن نافعٍ هي الرّوايةُ الأكثرُ انتشاراً في ليبيا، وقدِ اعتنَى بها اللّيبيّون كثيراً، وكتبُوا العديدَ من المَصاحفِ وطبعوها بهذه الرِّوايةِ، فأردتُّ المُساهمةَ بهذا المَبحثِ اليسيرِ المُهمِّ، وهو ليس مختصّاً بأهلِ ليبيا فقط، بل هو لكلِّ أهلِ القرآنِ الأفاضلِ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ.

(أَسْــأَلُـكَ اللَّـهُـمَّ حُـسْـنَ الـنِّــيَّــهْ): أيْ أسألُكَ يا إِلهي أن تجعلَ نِيّتي حَسَنةً، وذلك بِأن يكونَ عَمَلِي خالصاً لكَ يا أللهُ، ليس فيه رِياءٌ ولا سُمعةٌ ولا قصدُ عَرَضٍ من الدّنيا، لأنّ حُسْنَ النّيّةِ سببٌ لِقَبولِه والانتفاعِ به.

ولْتعلمْ -أيُّها الموفّقُ- أنّ الأعمالَ لا تكونُ مقبولةً عند اللهِ تعالى إلاّ إذا اجتمعَ فيها شرطانِ:
- أن تكونَ خالصةً للهِ تعالى.
- وأن تكونَ موافقةً لِمَا جاء به النبيُّ الكريمُ ﷺ.
فعلى العبدِ أن يسعى في تحقيقِ هذينِ الشّرطينِ، وليسأل ربَّه التّوفيقَ والقَبولَ.

وكان عمرُ بنُ الخطّابِ رضي الله عنه يقولُ في دعائِه: "اللهم اجعلْ عملِي كلَّه صالحاً، واجعلْهُ لِوجهِك خالصاً، ولا تجعلْ لِأحدٍ فيه شيئاً".

وبعد هذه المُقدِّمةِ سأشرعُ مستعيناً باللهِ تعالى في ذِكرِ ما زادَتِ الطّيّبةُ لقالونَ على الشّاطبيّةِ، مراعياً ترتيبَ هذه الزّياداتِ حسبَ تلاوةِ القارئِ، واللهُ المُوفِّقُ والهادِي، وهو حسبِي وعليه اعتمادي.
2025/10/28 09:43:17
Back to Top
HTML Embed Code: