ورحل عالم الأخلاق"

المرحوم سماحة آية الله السيد عادل العلوي

عندما ذهبت إلى قم المقدسة في بداية دراستي هناك، من الشخصيات التي كان لها الأثر البالغ في توجيهي وإرشادي وهو سماحة السيد الفقيد العلامة العلوي (رحمه الله) فقد كان مربيا فاضلا ومتفانياً في العلم . مخلصاً في عمله وقد جاء في الرواية من تواضع لله رفعه . هذا شيء يشهد به القريب وكل من جلس تحت منبره . و في حلقة الدرس كان يخصص يوماً في نهاية الإسبوع يلقي فيه احد الطلاب الدرس ويكون النقاش بعد ذلك لكي يتدرب الطالب على طرح البحث و يشجع على ذلك فقد كان يدرس بصدق وإخلاص .
وفي الجانب العبادي كان يحافظ على إقامة صلاة الجماعة حتى مع وجود عدد قليل ويذكر لنا فوائد تلك الصلاة .
اما الجانب الولائي الذي لا يخفى على أحد هو تأثره الكبير الذي يظهر بالبكاء واللطم على أجداده الطاهرين عليهم السلام .
واذا طالعنا كتبه تجد الكنوز الكثيرة عن أهل البيت عليهم و الزهراء عليها السلام والإمام الحسين وكذلك ما كتبه وقاله في عشقه إلى مولاتي السيدة فاطمة المعصومة وكانت له علاقة خاصة بها غير ذلك.
في يوم رحيله كان الخبر مثل الصاعقة على قلبي وما تعجبت منه في منطقتي القطيف تأثر الناس برحيل هذا العالم الفذ صغاراً وكباراً نساء و شبابًا فقد ضجت قنوات التواصل الاجتماعي تنعى العربي الفاضل .
احد المؤمنين يقول لي لقد خسرنا هذا العالم كل يوم استمع له فقد استفاد الجيل الشبابي من محاظراته القيمة النافعة . ولذلك اذا جلسنا في مجلسه فإننا نخرج في كل جلسة معه بفائدة عقائدية أو فقهية أو أخلاقية أو حكمة في الحياة العملية.

لماذا استعجلت الرحيل يا سيدنا محرابك يبكيك طلابك ينتظرونك في مجالس الحسين التي كنت تقيمها في بيتك أو في الحسينية الكاظمية في قم المقدسة . يبكيك منبر الوعظ والإرشاد و ينعاك . لقد اشتاق الحبيب إلى حبيبه أحببت هذه السنة أن تكون في جوار أهل البيت عليهم السلام حتى تواسيهم في مصائب كربلاء هنيئا لك الخاتمة الحسنة في جوار المعصومة و في أيام عاشوراء إلى رحمة الله ورضوانه يا إستاذي العزيز الغالي سماحة آية الله السيد عادل العلوي .

تلميذك المقصر المفجوع موسى أحمد المناميين ابو كاظم
أقل طلاب العلم

الفاتحة إلى روح السيد ووالديه وجميع العلماء و المؤمنين والمؤمنات