قَولُهم:" الدِّينُ للهِ، والوَطَنُ للجَمِيعِ "؛ مِن حَيثُ البُعْد الشِّرْكِي، أشَدُّ خُطُورَةً مِن قَوْلِ الكَنِيسَةِ:" مَا للهِ، للهِ، ومَا لِقَيْصَر، لِقَيصَر "!
حرَكَاتُ التَّنوِير، والإلحَادِ التي شَهِدتها فَرنسَا، وغَيرها، كانَت كرَدَّةِ فِعلٍ للدِّينِ الفَاسِدِ الذي فَرَضَته الكَنِيسَةُ!
يَعِيشُ الشَّعبُ الإيرَاني مَوجَةَ إلحَادٍ غَير مَسبُوقَةٍ؛ كرَدَّةِ فِعْلٍ للدِّينِ الفَاسِدِ الذي يَفرضُه مَلَالي التَّشيُّعِ والرَّفْضِ على النَّاسِ!
يَعِيشُ الشَّعبُ الإيرَاني مَوجَةَ إلحَادٍ غَير مَسبُوقَةٍ؛ كرَدَّةِ فِعْلٍ للدِّينِ الفَاسِدِ الذي يَفرضُه مَلَالي التَّشيُّعِ والرَّفْضِ على النَّاسِ!
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ ]؛ على فِعْلِ الطَّاعَاتِ، والانتهاءِ عَن المعَاصِي، وعلى البَلاءِ؛ وإنَّه كائنٌ لَا مَحَالَة؛ فالأمرُ بالصَّبرِ على الشَّيءِ يُفيدُ وجُودَه، [ وَصَابِرُواْ ]؛ غَيركُم مِن الكَافرِين المحارِبِين؛ وكونُوا أكثَر مِنهم صَبراً على الحربِ والمواجَهةِ .. لَا يَنبغي أن يكُونُوا أكثرَ مِنكم صَبراً؛ وأنتم تَرجُونَ من اللهِ مَا لَا يَرجُون، [ وَرَابِطُواْ ]آل عمران:200. الرِّبَاطُ أنواعٌ، جامِعُها، كلُّ مَن أقَامَ على طَاعَةٍ، يَنتَظِرُ طَاعَةً؛ فهو في رِبَاطٍ، وله أجْرُ المرَابِطِ .. كما في الحدِيث:" انتظَارُ الصَّلَاةِ بعدَ الصَّلَاةِ، فذلِكُمُ الرِّباطُ، فذلِكُمُ الرِّباطُ، فذلِكُمُ الرِّباطُ "مسلم، والنسائي. وأعظَمُ الرِّبَاطِ؛ الرِّبَاطُ على نيَّةِ الجهَادِ في سَبيلِ اللهِ.
مسَاومَةٌ ظَالمة
تَذكرُ كُتبُ السيرة عَرض كفار قريش على أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، جملةً من العُروض، كان إحداها، مقابل أن يسلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ليقتلُوه، أن قالوا له: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد بن المغيرة؛ أنهَدُ فتى في قريش، وأجمله، خذه، وأسلِمنا ابنَ أخيك محمداً .. فقال أبو طالب:" لبئسَ ما تَسومونني؛ أتعطونني ابنكم أغْذُوه لكم، وأُعطيكم ابني تقتلونَه، هذا والله ما لا يكون أبدَا .."! ونحو هذه المساومة الظالمة ما تفعله الأقليات الدينية في المجتمعات والبلدان المسلمةِ، وتُطالب به، وهو قولُهم للمسلمين ــ لتتم المساوات بين أديانهم الباطلة، متعددة المشارب والأهواء، وبين دين الإسلام؛ دين الله، ولتغييب الهوية الإسلامية للأكثرية المسلمة ــ: تعالوا لنتفق فِيما بيننا على مسمَّيات، وانتماءات، يَغيبُ معَها ذكر الأديان مُطلقاً، لا نحن نذكر أسماءنا بحسب انتماءنا الديني، ولا أنتم ـ يا مسلمون ـ تذكرون أنفسكم بأنكم مسلمون، ولا تُعرِّفُون عن دينكم الإسلام .. نُغَيِّبُ ذكرَ الأديانِ مطلقاً، فنكون وإياكم في ذلك سواء .. وقد وُجِد من المسلمِين مَن يُصغي إليهم وللأسَف .. وإنها لعمر الحق قِسمة ظالمة، ومساومة باطلة تشبه مساومة كفار قريس، لأبي طالب، وعرضهم عليه أن يأخذ ابنهم الكافر المشرك، مقابل أن يُسلمَهم سيدَ الخَلْق، وخاتمَ الأنبياءِ والمرسلِين، صلوات الله وسلامُه عليه ..؟!
تَذكرُ كُتبُ السيرة عَرض كفار قريش على أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، جملةً من العُروض، كان إحداها، مقابل أن يسلمهم النبي صلى الله عليه وسلم ليقتلُوه، أن قالوا له: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد بن المغيرة؛ أنهَدُ فتى في قريش، وأجمله، خذه، وأسلِمنا ابنَ أخيك محمداً .. فقال أبو طالب:" لبئسَ ما تَسومونني؛ أتعطونني ابنكم أغْذُوه لكم، وأُعطيكم ابني تقتلونَه، هذا والله ما لا يكون أبدَا .."! ونحو هذه المساومة الظالمة ما تفعله الأقليات الدينية في المجتمعات والبلدان المسلمةِ، وتُطالب به، وهو قولُهم للمسلمين ــ لتتم المساوات بين أديانهم الباطلة، متعددة المشارب والأهواء، وبين دين الإسلام؛ دين الله، ولتغييب الهوية الإسلامية للأكثرية المسلمة ــ: تعالوا لنتفق فِيما بيننا على مسمَّيات، وانتماءات، يَغيبُ معَها ذكر الأديان مُطلقاً، لا نحن نذكر أسماءنا بحسب انتماءنا الديني، ولا أنتم ـ يا مسلمون ـ تذكرون أنفسكم بأنكم مسلمون، ولا تُعرِّفُون عن دينكم الإسلام .. نُغَيِّبُ ذكرَ الأديانِ مطلقاً، فنكون وإياكم في ذلك سواء .. وقد وُجِد من المسلمِين مَن يُصغي إليهم وللأسَف .. وإنها لعمر الحق قِسمة ظالمة، ومساومة باطلة تشبه مساومة كفار قريس، لأبي طالب، وعرضهم عليه أن يأخذ ابنهم الكافر المشرك، مقابل أن يُسلمَهم سيدَ الخَلْق، وخاتمَ الأنبياءِ والمرسلِين، صلوات الله وسلامُه عليه ..؟!
لَا تَقْلَقْ؛ الذي أطعَمَك الأَمْس، واليَوم، يُطعِمُك غَدَاً.
b 67.pdf
3.2 MB
The Messiah, Jesus (عليه السلام), the Son of Mary From the Cradle to the Grave as in the Quran and Sunnah
b 66.pdf
1.9 MB
المسيح عيسى ابن مريم من المهد إلى اللحد كما في القرآن والسنة.
لا يُزَالُ مُلْكٌ مع العَدْلِ.
لا يَدُومُ مُلْكٌ مع الظُّلم.
لا يَدُومُ مُلْكٌ مع الظُّلم.
أحبُّك كما أنتَ، وكيفَ تَكُون، وعلى أيِّ وَجهٍ تَكُون!
من العبارات الشائعة على ألسنة الناس، قولهم:" أحبك كما أنت، وكيف تكون، وعلى أي وجه تكون "؛ تحت عنوان وزعم قبول الآخَر .. وهذه مقولة باطلة شركية؛ أراد واضعوها ــ وهم من مشارب عدة ــ أن يُغيِّبُوا عقيدَة الولاء والبراء في الله .. عقيدَة الحبِّ، والبغضِ في الله .. وأن يجعلوا من الإنسان المخلوق محبوباً لذاته على أي وصف كان هذا المخلوق الإنسان؛ سواء كان صالحاً أم كان مجرماً، وظالماً .. وسواء كان مشركاً ملحداً، أم كان مؤمناً موحِّداً .. وأيَّاً كان مستواه الأخلاقي منحدراً ومتخلِّفاً؛ يجب أن تحبه وتقبله كما هو، ولأنه هو، هو .. فأفضل الناس خُلُقاً، وسلوكاً، ومُعاملة، كأسوئهم، وشرِّهم؛ فهما ـ فيما يجب أن يُصرف لهما من المحبة ـ سواء، لا فرق بينهما .. وهذه ـ كما تقدم ـ محبة شرك؛ تُغيِّب عقيدة الحب والكره في الله، وتجعل من الإنسان محبوباً لذاتِه على أي وصف كان، ويَكُون!
من العبارات الشائعة على ألسنة الناس، قولهم:" أحبك كما أنت، وكيف تكون، وعلى أي وجه تكون "؛ تحت عنوان وزعم قبول الآخَر .. وهذه مقولة باطلة شركية؛ أراد واضعوها ــ وهم من مشارب عدة ــ أن يُغيِّبُوا عقيدَة الولاء والبراء في الله .. عقيدَة الحبِّ، والبغضِ في الله .. وأن يجعلوا من الإنسان المخلوق محبوباً لذاته على أي وصف كان هذا المخلوق الإنسان؛ سواء كان صالحاً أم كان مجرماً، وظالماً .. وسواء كان مشركاً ملحداً، أم كان مؤمناً موحِّداً .. وأيَّاً كان مستواه الأخلاقي منحدراً ومتخلِّفاً؛ يجب أن تحبه وتقبله كما هو، ولأنه هو، هو .. فأفضل الناس خُلُقاً، وسلوكاً، ومُعاملة، كأسوئهم، وشرِّهم؛ فهما ـ فيما يجب أن يُصرف لهما من المحبة ـ سواء، لا فرق بينهما .. وهذه ـ كما تقدم ـ محبة شرك؛ تُغيِّب عقيدة الحب والكره في الله، وتجعل من الإنسان محبوباً لذاتِه على أي وصف كان، ويَكُون!
مَا مِن مَتَشَابهٍ في القُرآنِ الكَرِيم إلَّا وبجِوَارِهِ مُحْكَمٌ مِن القُرآنِ الكَريم يُفَسِّرُه، ويُزِيلُ عنه التَّشَابُهَ، ويَنقُلُهُ إلى المُحْكَمِ، فيَكُونُ القُرآنُ الكَريم بهذا الاعتِبَارِ كُلَّهُ مُحْكَماً لَا تَشَابُهَ فِيه، كما قال تعالى:[ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ]هود:1.
المتَشَابَه في القُرآنِ الكَرِيم أَمْرٌ نِسْبِيٌّ؛ يختَلِفُ مِن شَخْصٍ لآخَر، ومِن عَالِمٍ لآخَر؛ فما تَشَابَه معنَاهُ عليكَ، قَد يَكُون عِند غَيرك واضِحَاً مُحْكَماً، بِحَسْبِ مَا بلَغهُ مِن العِلْمِ .. ولو رَدَدْتَ مَا تَشَابَه عَليك إلى أهْلِ العِلْمِ؛ الذين يَعلَمُون تَأويلَ الكِتَابِ، والمتشَابَه مِنه، لذَهَب عنك التَّشَابُه، وأصْبَحَ المتَشَابَهُ مُحْكَماً.
المتَشَابَهُ في القُرآنِ، والسُّنَّةِ النَّبويَّة، مُفَسِّرٌ للمُحْكَم .. وهو مِن هذا الوَجْه ضَرُورةٌ لفَهمِ المحْكَم!
المتَشَابَه في القُرآنِ الكَرِيم أَمْرٌ نِسْبِيٌّ؛ يختَلِفُ مِن شَخْصٍ لآخَر، ومِن عَالِمٍ لآخَر؛ فما تَشَابَه معنَاهُ عليكَ، قَد يَكُون عِند غَيرك واضِحَاً مُحْكَماً، بِحَسْبِ مَا بلَغهُ مِن العِلْمِ .. ولو رَدَدْتَ مَا تَشَابَه عَليك إلى أهْلِ العِلْمِ؛ الذين يَعلَمُون تَأويلَ الكِتَابِ، والمتشَابَه مِنه، لذَهَب عنك التَّشَابُه، وأصْبَحَ المتَشَابَهُ مُحْكَماً.
المتَشَابَهُ في القُرآنِ، والسُّنَّةِ النَّبويَّة، مُفَسِّرٌ للمُحْكَم .. وهو مِن هذا الوَجْه ضَرُورةٌ لفَهمِ المحْكَم!
[ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى . عَبْداً إِذَا صَلَّى . أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَى . أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ]العلق:12. صحيحٌ أن هذه الآياتِ قد نزَلَت في الطَّاغِيَةِ أبي جَهْل الذي كان يَنهى النبيَّ محمد صلى الله عليه وسلم عن الصَّلاةِ في الكَعبةِ، وعن إظهَارِ دِينِه، ودَعوتِه للنَّاسِ .. فهو كان سَبَباً في نزُولِ هذه الآياتِ الكريمَات، والعِبرةُ لا تنحصرُ بخصُوصِ السبب بَعيداً عن المعنَى العام المرَاد مِن الآيَات .. وعليه فإن الآباءَ ـ وكل مَن حَدَا حَدْوَهُم ـ الذين يَنهون أبنَاءَهم عن ارتِيَادِ المسَاجِدِ، ومُلازَمَةِ حلقَات العِلمِ، ومجَالِسِ العُلماءِ، والصَّالِحين؛ خَشْيةَ التَّصْنِيف؛ أن يُصَنِّفَهم الطُّغاةُ الظالمون في خانَةِ المتدينِين المطلُوبين، والملاحَقِين .. أو خَشيةً على مستقبلِهم المادِّي، والاجتمَاعِي، والوظِيفِي؛ فالتَّدينُ، وطَلبُ العِلم، والسيرُ في طريقِ الدعوةِ إلى اللهِ ـ في نظَرِهم، وكما يُسوِّلُ لهم الشيطانُ ـ لَا يُطعِمُ خبزاً، وإنما يجعلُ من أبنَائِهم فقرَاءَ متسوِّلِين .. وهو مَا لا يُريدُونه لأبنَائِهم .. أو غَيرَ ذلك من الأعذَارِ التي يَعتَذِرُون بها لصَدِّ الأبنَاءِ، والشبابِ عن السَّيرِ في طَريقِ الدَّعوةِ، والدُّعاةِ إلى اللهِ .. فهؤلاء جميعُهم لهم قِسطٌ مِن أَخلَاقِ أبي جَهْل، ولهم قِسْط من الوَعِيد الذي يَستحقُّه أَبو جَهْل .. كل بحسَبِه.
@mousahaleemeee الصفحة الرسمية على التلغرام، للأستاذ الشيخ موسى مصطفى حليمة حفظه الله
المقَاتِلُ المحَارِبُ الذي يَدخُلُ سَاحةَ الحرْبِ بنفسيَّةِ وعَقْليَّة السِّيَاسِي المفَاوض؛ القَتْلُ أسرَعُ إليه مِنه إلى عَدوِّه!
السِّيَاسِي الذي يتَعامَل في المحَافِل السِّياسِيَّةِ برُوحِ وأسلُوبِ المقَاتِل؛ الفَشَلُ أقرَبُ إليه مِن الظَّفْرِ.
السِّيَاسِي الذي يتَعامَل في المحَافِل السِّياسِيَّةِ برُوحِ وأسلُوبِ المقَاتِل؛ الفَشَلُ أقرَبُ إليه مِن الظَّفْرِ.
" التَّخْلِيَةُ والتَّحْلِيَةُ ":" التَّخْلِيَةُ "؛ أن تتَخَلّى عن الشِّركِ، والمعَاصِي. " والتَّحْلِيَةُ "؛ أن تَتَحَلَّى بالتَّوحِيدِ، والطَّاعةِ، وفي الحديث:" أسْلَمتُ وجهيَ للهِ، وتَخَلَّيتُ ".
المتَمَلِّقون المتلوِّنُون؛ مَعَ كُلِّ قَافِلَةٍ لهم فِيها رَوَاحِل!
الذَّامُّ لك؛ إن كان لِمَا فِيك، فقد نصَحَك، وإن كان لما ليسَ فيك، لا تَبْتَئِسْ؛ فقد أسدَى إليك هديّةً سَتَعْرِفُ قيمَتَها يَومَ القِيامَةِ!
((الروح بعد مفارقتها للجسد لا تموت)) اختلف الناس: هل تموت الروح أم لا؟ والصواب أن يقال: موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها،وخروجها منها،فإن أريد بموتها هذا القدر،فهي ذائقة الموت،وإن أريد أنها تعدم وتفنى بالكلية،فهي لا تموت بهذا الإعتبار،بل هي باقية بعد خلقها في نعيم أو في عذاب
وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة:[ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى] الدخان: ٥٦ وتلك الموتة هي مفارقة الروح للجسد،وأما قول أهل النار:[ ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين] غافر: ١١،وقوله تعالى[ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم] البقرة: ٢٨،فالمراد أنهم كانوا أمواتا وهم نطف في أصلاب
آبائهم وفي أرحام أمهاتهم،ثم أحياهم بعد ذلك،ثم أماتهم،ثم يحييهم يوم النشور، وليس في ذلك إماتة أرواحهم قبل يوم القيامة،وإلا كانت ثلاث موتات.
وصعق الأرواح عند النفخ في الصور لا يلزم منه موتها،والذي يدل عليه أن نفخة الصعق- والله أعلم- موت كل من لم يذق الموت قبلها من الخلائق،وأما من ذاق الموت أو لم يكتب عليه الموت من الحور والولدان وغيرهم،فلا تدل الآية على أنه يموت موتة ثانية،والله أعلم.
(من كتاب " تهذيب شرح العقيدة الطحاوية" تهذيب وتعليق الشيخ الفاضل عبد المنعم مصطفى حليمة أبي بصير )
وقد أخبر سبحانه أن أهل الجنة:[ لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى] الدخان: ٥٦ وتلك الموتة هي مفارقة الروح للجسد،وأما قول أهل النار:[ ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين] غافر: ١١،وقوله تعالى[ كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم] البقرة: ٢٨،فالمراد أنهم كانوا أمواتا وهم نطف في أصلاب
آبائهم وفي أرحام أمهاتهم،ثم أحياهم بعد ذلك،ثم أماتهم،ثم يحييهم يوم النشور، وليس في ذلك إماتة أرواحهم قبل يوم القيامة،وإلا كانت ثلاث موتات.
وصعق الأرواح عند النفخ في الصور لا يلزم منه موتها،والذي يدل عليه أن نفخة الصعق- والله أعلم- موت كل من لم يذق الموت قبلها من الخلائق،وأما من ذاق الموت أو لم يكتب عليه الموت من الحور والولدان وغيرهم،فلا تدل الآية على أنه يموت موتة ثانية،والله أعلم.
(من كتاب " تهذيب شرح العقيدة الطحاوية" تهذيب وتعليق الشيخ الفاضل عبد المنعم مصطفى حليمة أبي بصير )

