Forwarded from القارئ حمدي العباسي
القلوب_المطمئنة_بالعلاجات_القرآنية_والنبوية_لحمدي_العباسي.pdf
263.1 KB
القلوب المطمئنة بالعلاجات القرآنية والنبوية:
كتبه بيده / حمدي محمد مقبل محمد عبدالله عبدالرحمن العباسي الوصابي
كتبه بيده / حمدي محمد مقبل محمد عبدالله عبدالرحمن العباسي الوصابي
.
الأربعون الشفائية
تأليف / أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله العباسي الوصابي
. المقدمة .
بسم الله والحمدلله واهب الشفاء والعافية، ذو المكرمات والفضائل الوافية، والنعم الظاهرة والباطنة والحاضرة والآتية والعافية، والمنن والآلائي الجزيلة الكافية، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لم يتخذ ولداً ولا صاحبة، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله إلى الخليقة كلها جامعة، وبعد:
فٳن العلماء قديماً وحديثاً ما زالوا يؤلفون ويجمعون، يريدون ٳفادة الناس وٳن كانوا لحديث الٲربعين يضعِّفون، فجمع كل جامع منهم الٲربعين في مواضيع شتى، وبعظيم فائدتها جميع العلماء ٲفتى، وجرياً في جداول نهرهم، ونشقاً من نسيم زهرهم، ٱتبعتُ ٲمامهم الخطوات، وٱقتفيت من بعدهم الٲثرات، فجمعت ٲربعين باباً من ٲحاديث الشفاء والعافية، ملتمساً من الله الفضل والشفاء والأرزاق الكافية، وٲسٲله سبحانه التوفيق والسداد، والهداية والرشاد، وصلى الله وسلم على سيد الٲولين والآخرين، وآخر دعوانا ٲن الحمدلله رب العالمين.
وكتبه بيده مؤلفه:
أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله عبدالرحمن الوصابي العباسي
الأربعون الشفائية
تأليف / أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله العباسي الوصابي
. المقدمة .
بسم الله والحمدلله واهب الشفاء والعافية، ذو المكرمات والفضائل الوافية، والنعم الظاهرة والباطنة والحاضرة والآتية والعافية، والمنن والآلائي الجزيلة الكافية، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي لم يتخذ ولداً ولا صاحبة، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله إلى الخليقة كلها جامعة، وبعد:
فٳن العلماء قديماً وحديثاً ما زالوا يؤلفون ويجمعون، يريدون ٳفادة الناس وٳن كانوا لحديث الٲربعين يضعِّفون، فجمع كل جامع منهم الٲربعين في مواضيع شتى، وبعظيم فائدتها جميع العلماء ٲفتى، وجرياً في جداول نهرهم، ونشقاً من نسيم زهرهم، ٱتبعتُ ٲمامهم الخطوات، وٱقتفيت من بعدهم الٲثرات، فجمعت ٲربعين باباً من ٲحاديث الشفاء والعافية، ملتمساً من الله الفضل والشفاء والأرزاق الكافية، وٲسٲله سبحانه التوفيق والسداد، والهداية والرشاد، وصلى الله وسلم على سيد الٲولين والآخرين، وآخر دعوانا ٲن الحمدلله رب العالمين.
وكتبه بيده مؤلفه:
أبو محمد حمدي محمد مقبل محمد عبدالله عبدالرحمن الوصابي العباسي
الشفاء الأول: شفاء الله المطلق لجميع خلقه من بني آدم وغيرهم:
الله عز وجل خلق الله وتكفل بهدايتهم لمصالحهم الذاتية، وتكفل بطعامهم ومسقاهم ومشفاهم ومحياهم ومماتهم، فالمؤمن يعترف بذلك ويشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة، فيزيده الله عافية ويضاعف أجره ويعلي منزلته في جنته ويجعله من الحامدين الشاكرين برفقة الحبيب محمد ﷺ في أعلى جنات الخلد، وأما غير المؤمن فيكون ما يعطيه الله له استدراجاً له ويأتي يوم القيامة وليس له حسنة فيؤمر الله ملائكته فتأخذه إلى النار وبئس المصير، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) } [ سورة الشعراء : 77 إلى 91 ]
قال ابن كثير عند ﻗﻮﻟﻪ سبحانه: {ﻭﺇﺫا ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻔﻴﻦ}: ﺃﺳﻨﺪ اﻟﻤﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﺪﺭ اﻟﻠﻪ ﻭﻗﻀﺎﺋﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺿﺎﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺩﺑﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺁﻣﺮا ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: {اﻫﺪﻧﺎ اﻟﺼﺮاﻁ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ. ﺻﺮاﻁ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ اﻟﻀﺎﻟﻴﻦ} [ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ:6، 7] ﻓﺄﺳﻨﺪ اﻹﻧﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭاﻟﻐﻀﺐ ﺣﺬﻑ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺃﺩﺑﺎ، ﻭﺃﺳﻨﺪ اﻟﻀﻼﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺒﻴﺪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺠﻦ: {ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﺃﺷﺮ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻤﻦ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺃﻡ ﺃﺭاﺩ ﺑﻬﻢ ﺭﺑﻬﻢ ﺭﺷﺪا} [ اﻟﺠﻦ:10] ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: {ﻭﺇﺫا ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻔﻴﻦ} ﺃﻱ: ﺇﺫا ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﺽ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﺋﻲ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ، ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎﺏ اﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ. اﮪ.
وعن ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺩاء ﺇﻻ ﺃﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﺷﻔﺎء». رواه البخاري.
وﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ: {ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ} [ اﻟﺮﺣﻤﻦ: 29] ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻚ ﻋﺎﻧﻴﺎ، ﺃﻭ ﻳﺠﻴﺐ ﺩاﻋﻴﺎ، ﺃﻭ ﻳﺸﻔﻲ ﺳﻘﻴﻤﺎ، ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻲ ﺳﺎﺋﻼ». رواه ابن أبي شيبة.
وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ... وذكر قصة الغلام والساحر وفيه قال ...: ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻐﻼﻡ ﻳﺒﺮﺉ اﻷﻛﻤﻪ ﻭاﻷﺑﺮﺹ، ﻭﻳﺪاﻭﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﺩﻭاء، ﻓﺴﻤﻊ ﺟﻠﻴﺲ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﻤﻲ، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺑﻬﺪاﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻟﻚ ﺃﺟﻤﻊ، ﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺷﻔﻴﺘﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺷﻔﻲ ﺃﺣﺪا ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﻧﺖ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺩﻋﻮﺕ اﻟﻠﻪ ﻓﺸﻔﺎﻙ، ﻓﺂﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﺸﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ، ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ: ﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺼﺮﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﺑﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻚ ﺭﺏ ﻏﻴﺮﻱ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺑﻚ اﻟﻠﻪ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﻌﺬﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼﻡ، ﻓﺠﻲء ﺑﺎﻟﻐﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ: ﺃﻱ ﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺳﺤﺮﻙ ﻣﺎ ﺗﺒﺮﺉ اﻷﻛﻤﻪ ﻭاﻷﺑﺮﺹ، ﻭﺗﻔﻌﻞ ﻭﺗﻔﻌﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺷﻔﻲ ﺃﺣﺪا، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ اﻟﻠﻪ. ... الحديث. رواه مسلم.
وعن أبي ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺇﺫا اﺑﺘﻠﻰ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺒﻼء ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ، ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: اﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺷﻔﺎﻩ ﻏﺴﻠﻪ ﻭﻃﻬﺮﻩ، ﻭﺇﻥ ﻗﺒﻀﻪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﺭﺣﻤﻪ ". رواه أحمد.
الله عز وجل خلق الله وتكفل بهدايتهم لمصالحهم الذاتية، وتكفل بطعامهم ومسقاهم ومشفاهم ومحياهم ومماتهم، فالمؤمن يعترف بذلك ويشكر الله على نعمه الظاهرة والباطنة، فيزيده الله عافية ويضاعف أجره ويعلي منزلته في جنته ويجعله من الحامدين الشاكرين برفقة الحبيب محمد ﷺ في أعلى جنات الخلد، وأما غير المؤمن فيكون ما يعطيه الله له استدراجاً له ويأتي يوم القيامة وليس له حسنة فيؤمر الله ملائكته فتأخذه إلى النار وبئس المصير، وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: { فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) } [ سورة الشعراء : 77 إلى 91 ]
قال ابن كثير عند ﻗﻮﻟﻪ سبحانه: {ﻭﺇﺫا ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻔﻴﻦ}: ﺃﺳﻨﺪ اﻟﻤﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﺪﺭ اﻟﻠﻪ ﻭﻗﻀﺎﺋﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺿﺎﻓﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﺩﺑﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺁﻣﺮا ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: {اﻫﺪﻧﺎ اﻟﺼﺮاﻁ اﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ. ﺻﺮاﻁ اﻟﺬﻳﻦ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻐﻀﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ اﻟﻀﺎﻟﻴﻦ} [ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ:6، 7] ﻓﺄﺳﻨﺪ اﻹﻧﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ، ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭاﻟﻐﻀﺐ ﺣﺬﻑ ﻓﺎﻋﻠﻪ ﺃﺩﺑﺎ، ﻭﺃﺳﻨﺪ اﻟﻀﻼﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﺒﻴﺪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺠﻦ: {ﻭﺃﻧﺎ ﻻ ﻧﺪﺭﻱ ﺃﺷﺮ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻤﻦ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺃﻡ ﺃﺭاﺩ ﺑﻬﻢ ﺭﺑﻬﻢ ﺭﺷﺪا} [ اﻟﺠﻦ:10] ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ: {ﻭﺇﺫا ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻬﻮ ﻳﺸﻔﻴﻦ} ﺃﻱ: ﺇﺫا ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻣﺮﺽ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﺋﻲ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ، ﺑﻤﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎﺏ اﻟﻤﻮﺻﻠﺔ ﺇﻟﻴﻪ. اﮪ.
وعن ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺩاء ﺇﻻ ﺃﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﺷﻔﺎء». رواه البخاري.
وﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ: {ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺷﺄﻥ} [ اﻟﺮﺣﻤﻦ: 29] ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻚ ﻋﺎﻧﻴﺎ، ﺃﻭ ﻳﺠﻴﺐ ﺩاﻋﻴﺎ، ﺃﻭ ﻳﺸﻔﻲ ﺳﻘﻴﻤﺎ، ﺃﻭ ﻳﻌﻄﻲ ﺳﺎﺋﻼ». رواه ابن أبي شيبة.
وعن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ... وذكر قصة الغلام والساحر وفيه قال ...: ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻐﻼﻡ ﻳﺒﺮﺉ اﻷﻛﻤﻪ ﻭاﻷﺑﺮﺹ، ﻭﻳﺪاﻭﻱ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﺩﻭاء، ﻓﺴﻤﻊ ﺟﻠﻴﺲ ﻟﻠﻤﻠﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻋﻤﻲ، ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺑﻬﺪاﻳﺎ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻟﻚ ﺃﺟﻤﻊ، ﺇﻥ ﺃﻧﺖ ﺷﻔﻴﺘﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺷﻔﻲ ﺃﺣﺪا ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺃﻧﺖ ﺁﻣﻨﺖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺩﻋﻮﺕ اﻟﻠﻪ ﻓﺸﻔﺎﻙ، ﻓﺂﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﺸﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ، ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﺠﻠﺲ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ: ﻣﻦ ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺼﺮﻙ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﺑﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻭﻟﻚ ﺭﺏ ﻏﻴﺮﻱ؟ ﻗﺎﻝ: ﺭﺑﻲ ﻭﺭﺑﻚ اﻟﻠﻪ، ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﻳﻌﺬﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺩﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﻼﻡ، ﻓﺠﻲء ﺑﺎﻟﻐﻼﻡ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ اﻟﻤﻠﻚ: ﺃﻱ ﺑﻨﻲ ﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﺳﺤﺮﻙ ﻣﺎ ﺗﺒﺮﺉ اﻷﻛﻤﻪ ﻭاﻷﺑﺮﺹ، ﻭﺗﻔﻌﻞ ﻭﺗﻔﻌﻞ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﺷﻔﻲ ﺃﺣﺪا، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻔﻲ اﻟﻠﻪ. ... الحديث. رواه مسلم.
وعن أبي ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺇﺫا اﺑﺘﻠﻰ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺑﺒﻼء ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ، ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ: اﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻠﻪ، ﻓﺈﻥ ﺷﻔﺎﻩ ﻏﺴﻠﻪ ﻭﻃﻬﺮﻩ، ﻭﺇﻥ ﻗﺒﻀﻪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﺭﺣﻤﻪ ". رواه أحمد.
الشفاء الثاني: القرآن الكريم قراءة وتدبراً واسترقاء:
القرآن الكريم قراءته ـ بعد كونها تعبداً ـ شفاء للروح والجسد معاً، قراءته تريح العقل والقلب فيرتاح البدن؛ لإن القلب مضغة البدن التي يتأثر بها سلباً وإيجاباً، وبتدبر القرآن يُشفى الذهن والفكر، وبالاسترقاء به شفاء من جميع العلل، يقول سبحانه وتعالى في ذلك: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ سورة يونس : 57 ] ويقول: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [ سورة الإسراء : 82 ] ويقول: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } [ سورة فصلت : 44 ]
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﻌﺮﻱ رضي الله عنه ﺣﺪﺛﻪ، ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﺳﺒﺎﻍ اﻟﻮﺿﻮء ﺷﻄﺮ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻤﻸ اﻟﻤﻴﺰاﻥ، ﻭاﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭاﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻳﻤﻶﻥ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ، ﻭاﻟﺼﻼﺓ ﻧﻮﺭ، ﻭاﻟﺼﻮﻡ ﺑﺮﻫﺎﻥ، ﻭاﻟﺼﺒﺮ ﺿﻴﺎء، ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﺷﻔﺎء ﺣﺠﺔ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻚ، ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﺋﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﻌﺘﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﺑﻘﻬﺎ». رواه أبو عوانة في صحيحه.
قال ابن القيم في الزاد: ﺣﺮﻑ اﻟﻘﺎﻑ: ﻗﺮﺁﻥ: ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻧﻨﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﻔﺎء ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ} [ اﻹﺳﺮاء: 82] ﻭاﻟﺼﺤﻴﺢ: ﺃﻥ " ﻣﻦ " ﻫﺎﻫﻨﺎ، ﻟﺒﻴﺎﻥ اﻟﺠﻨﺲ ﻻ ﻟﻠﺘﺒﻌﻴﺾ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺟﺎءﺗﻜﻢ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺷﻔﺎء ﻟﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻭﺭ} [ ﻳﻮﻧﺲ: 57] ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺩﻭاء اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻭاﻟﺒﺪﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺩﻭاء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﻫﻞ ﻭﻻ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﻻﺳﺘﺸﻔﺎء ﺑﻪ، ﻭﺇﺫا ﺃﺣﺴﻦ اﻟﻌﻠﻴﻞ اﻟﺘﺪاﻭﻱ ﺑﻪ، ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺩاﺋﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺗﺎﻡ، ﻭاﻋﺘﻘﺎﺩ ﺟﺎﺯﻡ، ﻭاﺳﺘﻴﻔﺎء ﺷﺮﻭﻃﻪ، ﻟﻢ ﻳﻘﺎﻭﻣﻪ اﻟﺪاء ﺃﺑﺪاً، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﻭﻡ اﻷﺩﻭاء ﻛﻼﻡ ﺭﺏ اﻷﺭﺽ ﻭاﻟﺴﻤﺎء اﻟﺬﻱ ﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﻟﺼﺪﻋﻬﺎ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ ﻟﻘﻄﻌﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﺃﻣﺮاﺽ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭاﻷﺑﺪاﻥ ﺇﻻ ﻭﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭاﺋﻪ ﻭﺳﺒﺒﻪ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻦ ﺭﺯﻗﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺐ ﺑﻴﺎﻥ ﺇﺭﺷﺎﺩ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻭﻣﺠﺎﻣﻌﻪ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺼﺤﺔ ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ، ﻭاﺳﺘﻔﺮاﻍ اﻟﻤﺆﺫﻱ، ﻭاﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻓﺮاﺩ ﻫﺬﻩ اﻷﻧﻮاﻉ. ﻭﺃﻣﺎ اﻷﺩﻭﻳﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻣﻔﺼﻠﺔ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺩﻭاﺋﻬﺎ ﻭﻋﻼﺟﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: {ﺃﻭﻟﻢ ﻳﻜﻔﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ} [ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: 51] ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻔﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻼ ﺷﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻔﻪ ﻓﻼ ﻛﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ. اﮪ.
القرآن الكريم قراءته ـ بعد كونها تعبداً ـ شفاء للروح والجسد معاً، قراءته تريح العقل والقلب فيرتاح البدن؛ لإن القلب مضغة البدن التي يتأثر بها سلباً وإيجاباً، وبتدبر القرآن يُشفى الذهن والفكر، وبالاسترقاء به شفاء من جميع العلل، يقول سبحانه وتعالى في ذلك: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ } [ سورة يونس : 57 ] ويقول: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [ سورة الإسراء : 82 ] ويقول: { وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } [ سورة فصلت : 44 ]
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻏﻨﻢ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻣﺎﻟﻚ اﻷﺷﻌﺮﻱ رضي الله عنه ﺣﺪﺛﻪ، ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﺳﺒﺎﻍ اﻟﻮﺿﻮء ﺷﻄﺮ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺗﻤﻸ اﻟﻤﻴﺰاﻥ، ﻭاﻟﺘﺴﺒﻴﺢ ﻭاﻟﺘﻜﺒﻴﺮ ﻳﻤﻶﻥ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ، ﻭاﻟﺼﻼﺓ ﻧﻮﺭ، ﻭاﻟﺼﻮﻡ ﺑﺮﻫﺎﻥ، ﻭاﻟﺼﺒﺮ ﺿﻴﺎء، ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﺷﻔﺎء ﺣﺠﺔ ﻟﻚ ﺃﻭ ﻋﻠﻴﻚ، ﻛﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﺋﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻤﻌﺘﻘﻬﺎ ﺃﻭ ﻣﻮﺑﻘﻬﺎ». رواه أبو عوانة في صحيحه.
قال ابن القيم في الزاد: ﺣﺮﻑ اﻟﻘﺎﻑ: ﻗﺮﺁﻥ: ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻧﻨﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺷﻔﺎء ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ} [ اﻹﺳﺮاء: 82] ﻭاﻟﺼﺤﻴﺢ: ﺃﻥ " ﻣﻦ " ﻫﺎﻫﻨﺎ، ﻟﺒﻴﺎﻥ اﻟﺠﻨﺲ ﻻ ﻟﻠﺘﺒﻌﻴﺾ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻳﺎﺃﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎﺱ ﻗﺪ ﺟﺎءﺗﻜﻢ ﻣﻮﻋﻈﺔ ﻣﻦ ﺭﺑﻜﻢ ﻭﺷﻔﺎء ﻟﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻭﺭ} [ ﻳﻮﻧﺲ: 57] ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ اﻟﺸﻔﺎء اﻟﺘﺎﻡ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﺩﻭاء اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﻭاﻟﺒﺪﻧﻴﺔ، ﻭﺃﺩﻭاء اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﺆﻫﻞ ﻭﻻ ﻳﻮﻓﻖ ﻟﻻﺳﺘﺸﻔﺎء ﺑﻪ، ﻭﺇﺫا ﺃﺣﺴﻦ اﻟﻌﻠﻴﻞ اﻟﺘﺪاﻭﻱ ﺑﻪ، ﻭﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺩاﺋﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺇﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻗﺒﻮﻝ ﺗﺎﻡ، ﻭاﻋﺘﻘﺎﺩ ﺟﺎﺯﻡ، ﻭاﺳﺘﻴﻔﺎء ﺷﺮﻭﻃﻪ، ﻟﻢ ﻳﻘﺎﻭﻣﻪ اﻟﺪاء ﺃﺑﺪاً، ﻭﻛﻴﻒ ﺗﻘﺎﻭﻡ اﻷﺩﻭاء ﻛﻼﻡ ﺭﺏ اﻷﺭﺽ ﻭاﻟﺴﻤﺎء اﻟﺬﻱ ﻟﻮ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺒﺎﻝ ﻟﺼﺪﻋﻬﺎ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ اﻷﺭﺽ ﻟﻘﻄﻌﻬﺎ، ﻓﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻣﻦ ﺃﻣﺮاﺽ اﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭاﻷﺑﺪاﻥ ﺇﻻ ﻭﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭاﺋﻪ ﻭﺳﺒﺒﻪ، ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻦ ﺭﺯﻗﻪ اﻟﻠﻪ ﻓﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺐ ﺑﻴﺎﻥ ﺇﺭﺷﺎﺩ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﻮﻟﻪ ﻭﻣﺠﺎﻣﻌﻪ اﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺣﻔﻆ اﻟﺼﺤﺔ ﻭاﻟﺤﻤﻴﺔ، ﻭاﺳﺘﻔﺮاﻍ اﻟﻤﺆﺫﻱ، ﻭاﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻓﺮاﺩ ﻫﺬﻩ اﻷﻧﻮاﻉ. ﻭﺃﻣﺎ اﻷﺩﻭﻳﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻣﻔﺼﻠﺔ، ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺃﺩﻭاﺋﻬﺎ ﻭﻋﻼﺟﻬﺎ. ﻗﺎﻝ: {ﺃﻭﻟﻢ ﻳﻜﻔﻬﻢ ﺃﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﺘﻠﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ} [ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮﺕ: 51] ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﻔﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻼ ﺷﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻔﻪ ﻓﻼ ﻛﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ. اﮪ.
الشفاء الثالث: سيدنا رسول الله ﷺ ببركة دعائه وطبه وآثاره:
رسول الله ﷺ بركة كله، ودعاؤه مستجاب، ومن بركته مداواته للجروح وشفاؤها السريع، والشفاء المتعلق به، هو في جعله وسيلة إلى الله ـ وذلك في حياته ـ، وفي بركة يده الشريفة وريقه ونخامته، وفي بركة دعائه للمرضى والمبتلين وشفاءهم السريع بذلك، وإليك نماذج من ذلك، فعن ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﺒﺮ: «ﻷﻋﻄﻴﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺮاﻳﺔ ﻏﺪا ﺭﺟﻼ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ، ﻳﺤﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ»، ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺎﺕ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﻭﻛﻮﻥ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺃﻳﻬﻢ ﻳﻌﻄﺎﻫﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ اﻟﻨﺎﺱ ﻏﺪﻭا ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﺎﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﺃﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ». ﻓﻘﻴﻞ: ﻫﻮ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻓﺄﺭﺳﻠﻮا ﺇﻟﻴﻪ». ﻓﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻓﺒﺼﻖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﻓﺒﺮﺃ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﻭﺟﻊ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﺮاﻳﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺜﻠﻨﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ: «اﻧﻔﺬ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺰﻝ ﺑﺴﺎﺣﺘﻬﻢ، ﺛﻢ اﺩﻋﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻷﻥ ﻳﻬﺪﻱ اﻟﻠﻪ ﺑﻚ ﺭﺟﻼ ﻭاﺣﺪا، ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺣﻤﺮ اﻟﻨﻌﻢ». متفق عليه.
وﻋﻦ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺭاﻓﻊ اﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺭﺟﺎﻻ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﺄﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﻴﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺭاﻓﻊ ﻳﺆﺫﻱ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺼﻦ ﻟﻪ ﺑﺄﺭﺽ اﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﻮا ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺪ ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺭاﺡ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺮﺣﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: اﺟﻠﺴﻮا ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ، ﻓﺈﻧﻲ ﻣﻨﻄﻠﻖ، ﻭﻣﺘﻠﻄﻒ ﻟﻠﺒﻮاﺏ، ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺩﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺏ، ﺛﻢ ﺗﻘﻨﻊ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺔ، ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻞ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻬﺘﻒ ﺑﻪ اﻟﺒﻮاﺏ، ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﺎﺩﺧﻞ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻓﻜﻤﻨﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎﺏ، ﺛﻢ ﻋﻠﻖ اﻷﻏﺎﻟﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻤﺖ ﺇﻟﻰ اﻷﻗﺎﻟﻴﺪ ﻓﺄﺧﺬﺗﻬﺎ، ﻓﻔﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺭاﻓﻊ ﻳﺴﻤﺮ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻟﻲ ﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻫﻞ ﺳﻤﺮﻩ ﺻﻌﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺑﺎ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺩاﺧﻞ، ﻗﻠﺖ: ﺇﻥ اﻟﻘﻮﻡ ﻧﺬﺭﻭا ﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺼﻮا ﺇﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺘﻠﻪ، ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﻈﻠﻢ ﻭﺳﻂ ﻋﻴﺎﻟﻪ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻓﺄﻫﻮﻳﺖ ﻧﺤﻮ اﻟﺼﻮﺕ ﻓﺄﺿﺮﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻭﺃﻧﺎ ﺩﻫﺶ، ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻴﺖ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺻﺎﺡ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓﺄﻣﻜﺚ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ، ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺼﻮﺕ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻷﻣﻚ اﻟﻮﻳﻞ، ﺇﻥ ﺭﺟﻼ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺿﺮﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﺃﺛﺨﻨﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﻗﺘﻠﻪ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﻇﺒﺔ اﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺬ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ، ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻲ ﻗﺘﻠﺘﻪ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻓﺘﺢ اﻷﺑﻮاﺏ ﺑﺎﺑﺎ ﺑﺎﺑﺎ، ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻟﻪ، ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺭﺟﻠﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ، ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻘﻤﺮﺓ، ﻓﺎﻧﻜﺴﺮﺕ ﺳﺎﻗﻲ ﻓﻌﺼﺒﺘﻬﺎ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ، ﺛﻢ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ ﺃﺧﺮﺝ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻠﻢ: ﺃﻗﺘﻠﺘﻪ؟ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺡ اﻟﺪﻳﻚ ﻗﺎﻡ اﻟﻨﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮﺭ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﻌﻰ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ ﺗﺎﺟﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ، ﻓﻘﻠﺖ: اﻟﻨﺠﺎء، ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ، ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: «اﺑﺴﻂ ﺭﺟﻠﻚ» ﻓﺒﺴﻄﺖ ﺭﺟﻠﻲ فمسحها، ﻓﻜﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺃﺷﺘﻜﻬﺎ ﻗﻂ. رواه البخاري.
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺄ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻏﺰﻭﺓ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻓﻘﺎﻝ: " اﻟﻠهم ﺳﻠﻤﻬﻢ ﻭﻏﻨﻤﻬﻢ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ. ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺄ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋليه ﻭﺳﻠﻢ ﻏﺰﻭا ﺛﺎﻧﻴﺎ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻓﻘﺎﻝ: " اﻟﻠﻬﻢ ﺳﻠﻤﻬﻢ ﻭﻏﻨﻤﻬﻢ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ. ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺄ ﻏﺰﻭا ﺛﺎﻟﺜﺎ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻴﺘﻚ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﻓﺴﺄﻟﺘﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻓﺪﻋﻮﺕ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻳﻐﻨﻤﻨﺎ ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ. ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﺎﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻓﻘﺎﻝ: " اﻟﻠﻬﻢ ﺳﻠﻤﻬﻢ ﻭﻏﻨﻤﻬﻢ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻣﺮﻧﻲ ﺑﻌﻤﻞ. ﻗﺎﻝ: " ﻋليك ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻣﺜﻞ ﻟﻪ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺭﺋﻲ ﺃﺑﻮ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻭﻻ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻻ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﺇﻻ ﺻﻴﺎﻣﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫا ﺭﺋﻲ ﻓﻲ ﺩاﺭﻫﻢ ﺩﺧﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗﻴﻞ اﻋﺘﺮاﻫﻢ ﺿﻴﻒ ﻧﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﻧﺎﺯﻝ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺜﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺑﺎﺭﻙ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﻤﺮﻧﻲ ﺑﻌﻤﻞ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻝ: " اﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪﺓ ﺇﻻ ﺭﻓﻊ اﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ، ﻭﺣﻂ ﻋﻨﻚ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ ". رواه أحمد وﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ.
وﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ رضي الله عنه ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺿﺮﻳﺮاً ﺃﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ، اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: " ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﺧﺮﺕ ﺫﻟﻚ، ﻓﻬﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻵﺧﺮﺗﻚ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﻟﻚ ". ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺑﻞ اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ. " ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ، ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء: اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﺒﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﻓﺘﻘﻀﻲ، ﻭﺗﺸﻔﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﺗﺸﻔﻌﻪ ﻓﻲ " ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬا ﻣﺮاﺭا. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ: ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ: ﺃﻥ ﺗﺸﻔﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻔﻌﻞ اﻟﺮﺟﻞ، ﻓﺒﺮﺃ. رواه أحمد وإسناده صحيح.
رسول الله ﷺ بركة كله، ودعاؤه مستجاب، ومن بركته مداواته للجروح وشفاؤها السريع، والشفاء المتعلق به، هو في جعله وسيلة إلى الله ـ وذلك في حياته ـ، وفي بركة يده الشريفة وريقه ونخامته، وفي بركة دعائه للمرضى والمبتلين وشفاءهم السريع بذلك، وإليك نماذج من ذلك، فعن ﺳﻬﻞ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻗﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﺧﻴﺒﺮ: «ﻷﻋﻄﻴﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺮاﻳﺔ ﻏﺪا ﺭﺟﻼ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ، ﻳﺤﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﻳﺤﺒﻪ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ»، ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺎﺕ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺪﻭﻛﻮﻥ ﻟﻴﻠﺘﻬﻢ ﺃﻳﻬﻢ ﻳﻌﻄﺎﻫﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺻﺒﺢ اﻟﻨﺎﺱ ﻏﺪﻭا ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﺎﻫﺎ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﺃﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ». ﻓﻘﻴﻞ: ﻫﻮ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻳﺸﺘﻜﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻗﺎﻝ: «ﻓﺄﺭﺳﻠﻮا ﺇﻟﻴﻪ». ﻓﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻓﺒﺼﻖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻭﺩﻋﺎ ﻟﻪ ﻓﺒﺮﺃ ﺣﺘﻰ ﻛﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻪ ﻭﺟﻊ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ اﻟﺮاﻳﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﺜﻠﻨﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ: «اﻧﻔﺬ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻠﻚ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺰﻝ ﺑﺴﺎﺣﺘﻬﻢ، ﺛﻢ اﺩﻋﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻹﺳﻼﻡ، ﻭﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ، ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻷﻥ ﻳﻬﺪﻱ اﻟﻠﻪ ﺑﻚ ﺭﺟﻼ ﻭاﺣﺪا، ﺧﻴﺮ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻚ ﺣﻤﺮ اﻟﻨﻌﻢ». متفق عليه.
وﻋﻦ اﻟﺒﺮاء ﺑﻦ ﻋﺎﺯﺏ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺭاﻓﻊ اﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺭﺟﺎﻻ ﻣﻦ اﻷﻧﺼﺎﺭ، ﻓﺄﻣﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﻴﻚ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺭاﻓﻊ ﻳﺆﺫﻱ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻳﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺼﻦ ﻟﻪ ﺑﺄﺭﺽ اﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﻮا ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺪ ﻏﺮﺑﺖ اﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺭاﺡ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﺴﺮﺣﻬﻢ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ: اﺟﻠﺴﻮا ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ، ﻓﺈﻧﻲ ﻣﻨﻄﻠﻖ، ﻭﻣﺘﻠﻄﻒ ﻟﻠﺒﻮاﺏ، ﻟﻌﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺩﺧﻞ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺣﺘﻰ ﺩﻧﺎ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺏ، ﺛﻢ ﺗﻘﻨﻊ ﺑﺜﻮﺑﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﻘﻀﻲ ﺣﺎﺟﺔ، ﻭﻗﺪ ﺩﺧﻞ اﻟﻨﺎﺱ، ﻓﻬﺘﻒ ﺑﻪ اﻟﺒﻮاﺏ، ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﺎﺩﺧﻞ، ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻓﻜﻤﻨﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ اﻟﻨﺎﺱ ﺃﻏﻠﻖ اﻟﺒﺎﺏ، ﺛﻢ ﻋﻠﻖ اﻷﻏﺎﻟﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺪ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﻤﺖ ﺇﻟﻰ اﻷﻗﺎﻟﻴﺪ ﻓﺄﺧﺬﺗﻬﺎ، ﻓﻔﺘﺤﺖ اﻟﺒﺎﺏ، ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺭاﻓﻊ ﻳﺴﻤﺮ ﻋﻨﺪﻩ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻼﻟﻲ ﻟﻪ، ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻋﻨﻪ ﺃﻫﻞ ﺳﻤﺮﻩ ﺻﻌﺪﺕ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻛﻠﻤﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺑﺎﺑﺎ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺩاﺧﻞ، ﻗﻠﺖ: ﺇﻥ اﻟﻘﻮﻡ ﻧﺬﺭﻭا ﺑﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﺼﻮا ﺇﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﺃﻗﺘﻠﻪ، ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﺫا ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻣﻈﻠﻢ ﻭﺳﻂ ﻋﻴﺎﻟﻪ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻳﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ، ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻫﺬا؟ ﻓﺄﻫﻮﻳﺖ ﻧﺤﻮ اﻟﺼﻮﺕ ﻓﺄﺿﺮﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﻭﺃﻧﺎ ﺩﻫﺶ، ﻓﻤﺎ ﺃﻏﻨﻴﺖ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺻﺎﺡ، ﻓﺨﺮﺟﺖ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺖ، ﻓﺄﻣﻜﺚ ﻏﻴﺮ ﺑﻌﻴﺪ، ﺛﻢ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻣﺎ ﻫﺬا اﻟﺼﻮﺕ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ؟ ﻓﻘﺎﻝ: ﻷﻣﻚ اﻟﻮﻳﻞ، ﺇﻥ ﺭﺟﻼ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺿﺮﺑﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺄﺿﺮﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﺃﺛﺨﻨﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﻗﺘﻠﻪ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﺖ ﻇﺒﺔ اﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ ﺑﻄﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺬ ﻓﻲ ﻇﻬﺮﻩ، ﻓﻌﺮﻓﺖ ﺃﻧﻲ ﻗﺘﻠﺘﻪ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻓﺘﺢ اﻷﺑﻮاﺏ ﺑﺎﺑﺎ ﺑﺎﺑﺎ، ﺣﺘﻰ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﻟﻪ، ﻓﻮﺿﻌﺖ ﺭﺟﻠﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻲ ﻗﺪ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ، ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻘﻤﺮﺓ، ﻓﺎﻧﻜﺴﺮﺕ ﺳﺎﻗﻲ ﻓﻌﺼﺒﺘﻬﺎ ﺑﻌﻤﺎﻣﺔ، ﺛﻢ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﺣﺘﻰ ﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺎﺏ، ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ ﺃﺧﺮﺝ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻋﻠﻢ: ﺃﻗﺘﻠﺘﻪ؟ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺡ اﻟﺪﻳﻚ ﻗﺎﻡ اﻟﻨﺎﻋﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮﺭ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻧﻌﻰ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ ﺗﺎﺟﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﺤﺠﺎﺯ، ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻲ، ﻓﻘﻠﺖ: اﻟﻨﺠﺎء، ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﺎ ﺭاﻓﻊ، ﻓﺎﻧﺘﻬﻴﺖ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺤﺪﺛﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: «اﺑﺴﻂ ﺭﺟﻠﻚ» ﻓﺒﺴﻄﺖ ﺭﺟﻠﻲ فمسحها، ﻓﻜﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺃﺷﺘﻜﻬﺎ ﻗﻂ. رواه البخاري.
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻣﺎﻣﺔ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺃﻧﺸﺄ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﻏﺰﻭﺓ ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻓﻘﺎﻝ: " اﻟﻠهم ﺳﻠﻤﻬﻢ ﻭﻏﻨﻤﻬﻢ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ. ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺄ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋليه ﻭﺳﻠﻢ ﻏﺰﻭا ﺛﺎﻧﻴﺎ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻓﻘﺎﻝ: " اﻟﻠﻬﻢ ﺳﻠﻤﻬﻢ ﻭﻏﻨﻤﻬﻢ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ. ﻗﺎﻝ: ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺄ ﻏﺰﻭا ﺛﺎﻟﺜﺎ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻴﺘﻚ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺮﺗﻲ ﻫﺬﻩ ﻓﺴﺄﻟﺘﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻮ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻓﺪﻋﻮﺕ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻳﻐﻨﻤﻨﺎ ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ. ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﺎﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ ﺑﺎﻟﺸﻬﺎﺩﺓ. ﻓﻘﺎﻝ: " اﻟﻠﻬﻢ ﺳﻠﻤﻬﻢ ﻭﻏﻨﻤﻬﻢ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﺴﻠﻤﻨﺎ ﻭﻏﻨﻤﻨﺎ، ﺛﻢ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻣﺮﻧﻲ ﺑﻌﻤﻞ. ﻗﺎﻝ: " ﻋليك ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ؛ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻣﺜﻞ ﻟﻪ ". ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺭﺋﻲ ﺃﺑﻮ ﺃﻣﺎﻣﺔ ﻭﻻ اﻣﺮﺃﺗﻪ ﻭﻻ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﺇﻻ ﺻﻴﺎﻣﺎ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﺇﺫا ﺭﺋﻲ ﻓﻲ ﺩاﺭﻫﻢ ﺩﺧﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻗﻴﻞ اﻋﺘﺮاﻫﻢ ﺿﻴﻒ ﻧﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﻧﺎﺯﻝ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻠﺒﺜﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺷﺎء اﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺃﺗﻴﺘﻪ ﻓﻘﻠﺖ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺃﻣﺮﺗﻨﺎ ﺑﺎﻟﺼﻴﺎﻡ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺑﺎﺭﻙ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻓﻤﺮﻧﻲ ﺑﻌﻤﻞ ﺁﺧﺮ ﻗﺎﻝ: " اﻋﻠﻢ ﺃﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪﺓ ﺇﻻ ﺭﻓﻊ اﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺟﺔ، ﻭﺣﻂ ﻋﻨﻚ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﻴﺌﺔ ". رواه أحمد وﺇﺳﻨﺎﺩﻩ ﺻﺤﻴﺢ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻁ ﻣﺴﻠﻢ.
وﻋﻦ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻒ رضي الله عنه ﺃﻥ ﺭﺟﻼً ﺿﺮﻳﺮاً ﺃﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﷺ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻧﺒﻲ اﻟﻠﻪ، اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻓﻴﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: " ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺃﺧﺮﺕ ﺫﻟﻚ، ﻓﻬﻮ ﺃﻓﻀﻞ ﻵﺧﺮﺗﻚ، ﻭﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﺩﻋﻮﺕ ﻟﻚ ". ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺑﻞ اﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﻟﻲ. " ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﺿﺄ، ﻭﺃﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﺭﻛﻌﺘﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮ ﺑﻬﺬا اﻟﺪﻋﺎء: اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﻭﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻨﺒﻴﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻧﺒﻲ اﻟﺮﺣﻤﺔ، ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻲ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﻓﺘﻘﻀﻲ، ﻭﺗﺸﻔﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﺗﺸﻔﻌﻪ ﻓﻲ " ﻗﺎﻝ: ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬا ﻣﺮاﺭا. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺪ: ﺃﺣﺴﺐ ﺃﻥ ﻓﻴﻬﺎ: ﺃﻥ ﺗﺸﻔﻌﻨﻲ ﻓﻴﻪ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻔﻌﻞ اﻟﺮﺟﻞ، ﻓﺒﺮﺃ. رواه أحمد وإسناده صحيح.
فهذا كله وغيرها من الأدلة الواردة فيما ذكرنا يكون في حياته ﷺ، وأما بعد موته فلا يكون إلا إذا كان في المنام، فعن اﻟﺰﻫﺮﻱ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﺴﻴﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻴﻘﻈﺔ، ﻭﻻ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﻲ» ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ: «ﺇﺫا ﺭﺁﻩ ﻓﻲ ﺻﻮﺭﺗﻪ».
وﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﻘﺪ ﺭﺁﻧﻲ، ﻓﺈﻥ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺑﻲ، ﻭﺭﺅﻳﺎ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻮﺓ».
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﺮﺅﻳﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﺤﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﻓﻠﻴﻨﻔﺚ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﻟﻴﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻀﺮﻩ ﻭﺇﻥ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺮاءﻯ ﺑﻲ».
وﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ اﻟﺤﻖ».
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ رضي الله عنه، ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ اﻟﺤﻖ، ﻓﺈﻥ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻜﻮﻧﻨﻲ». رواها كلها البخاري ولمسلم بعضها.
وعلى هذا الحديث برواياته كما رأيته يدل دلالة واضحة أن حكم رؤيته في المنام كرؤيته حياً يقضة، وبه فإن لحكم التوسل به والتبرك به في المنام حينما نراه له حكم اليقظة، وقد حدث لبعض المسلمين من علماء ومحدثين وذوي فضل وغيرهم أنهم رأو رسول الله ﷺ في منامهم حال كونهم مبتلون بنوع بلاء فيمسح عليهم أو يدعوا لهم فيشفون بإذن الله تعالى.
وأما طبه ﷺ وتوجيهه أمته بأنواع الشفاء وكيفية التشافي فإننا بإذن الله ذاكرون في هذه الأربعين ما ستراه بعون الله.
وأما آثاره ﷺ فمما ورد في ذلك ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻣﻮﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ رضي الله عنهما، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺎﻝ ﻭﻟﺪ ﻋﻄﺎء، ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺳﻠﺘﻨﻲ ﺃﺳﻤﺎء ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﺤﺮﻡ ﺃﺷﻴﺎء ﺛﻼﺛﺔ: اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻮﺏ، ﻭﻣﻴﺜﺮﺓ اﻷﺭﺟﻮاﻥ، ﻭﺻﻮﻡ ﺭﺟﺐ ﻛﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﺼﻮﻡ اﻷﺑﺪ؟ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻮﺏ، ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: «ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻠﺒﺲ اﻟﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﻻ ﺧﻼﻕ ﻟﻪ»، ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻴﺜﺮﺓ اﻷﺭﺟﻮاﻥ، ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻴﺜﺮﺓ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﺫا ﻫﻲ ﺃﺭﺟﻮاﻥ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎء ﻓﺨﺒﺮﺗﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﺬﻩ ﺟﺒﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻲ ﺟﺒﺔ ﻃﻴﺎﻟﺴﺔ ﻛﺴﺮﻭاﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺔ ﺩﻳﺒﺎﺝ، ﻭﻓﺮﺟﻴﻬﺎ ﻣﻜﻔﻮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﺒﺎﺝ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻀﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺒﻀﺖ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻐﺴﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ يستشفى ﺑﻬﺎ. رواه مسلم.
قال الذهبي في السير: ﻭﺭﻭﻯ: ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ، ﻗﺎﻝ: اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻷﺷﺮﺑﺔ، ﻓﻤﺎ ﻟﻲ ﺷﺮاﺏ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ اﻟﻌﺴﻞ ﻭاﻟﻠﺒﻦ ﻭاﻟﻤﺎء. ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ: ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﻴﺪﺓ: ﺇﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺷﻌﺮﺓ، ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻔﺮاء ﻭﺑﻴﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻷﺭﺽ. ﻗﻠﺖ: ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻛﻤﺎﻝ اﻟﺤﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﺷﻌﺮﺓ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﻀﺔ ﺑﺄﻳﺪﻱ اﻟﻨﺎﺱ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻫﺬا اﻹﻣﺎﻡ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﻤﺎ اﻟﺬﻱ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻟﻮ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺛﺎﺑﺖ، ﺃﻭ ﺷﺴﻊ ﻧﻌﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ، ﺃﻭ ﻗﻼﻣﺔ ﻇﻔﺮ، ﺃﻭ ﺷﻘﻔﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﺎء ﺷﺮﺏ ﻓﻴﻪ. ﻓﻠﻮ ﺑﺬﻝ اﻟﻐﻨﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻣﻮاﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻩ، ﺃﻛﻨﺖ ﺗﻌﺪﻩ ﻣﺒﺬﺭا ﺃﻭ ﺳﻔﻴﻬﺎ؟ ﻛﻼ. ﻓﺎﺑﺬﻝ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻭﺭﺓ ﻣﺴﺠﺪﻩ اﻟﺬﻱ ﺑﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻩ، ﻭاﻟﺘﺬ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪﻩ ﻭﺃﺣﺒﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻚ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﺤﺒﻪ، ﻭﺗﻤﻸ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﻭﺿﺘﻪ ﻭﻣﻘﻌﺪﻩ، ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻭﻟﺪﻙ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻚ ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ. ﻭﻗﺒﻞ ﺣﺠﺮا ﻣﻜﺮﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺿﻊ ﻓﻤﻚ ﻻﺛﻤﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺳﻴﺪ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻴﻘﻴﻦ، ﻓﻬﻨﺄﻙ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻙ، ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻣﻔﺨﺮ. ﻭﻟﻮ ﻇﻔﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺠﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻮﻝ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺇﻟﻰ اﻟﺤﺠﺮ ﺛﻢ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﺠﻨﻪ، ﻟﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺰﺩﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺤﺠﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﻭاﻟﺘﺒﺠﻴﻞ. ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺪﺭﻱ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻴﻞ اﻟﺤﺠﺮ ﺃﺭﻓﻊ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﻣﺤﺠﻨﻪ ﻭﻧﻌﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﺇﺫا ﺭﺃﻯ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﺧﺬ ﻳﺪﻩ، ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺪ ﻣﺴﺖ ﻳﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-. ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻧﺤﻦ ﺇﺫ ﻓﺎﺗﻨﺎ ﺫﻟﻚ: ﺣﺠﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻳﻤﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﺴﺘﻪ ﺷﻔﺘﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻻﺛﻤﺎ ﻟﻪ. ﻓﺈﺫا ﻓﺎﺗﻚ اﻟﺤﺞ، ﻭﺗﻠﻘﻴﺖ اﻟﻮﻓﺪ، ﻓﺎﻟﺘﺰﻡ اﻟﺤﺎﺝ، ﻭﻗﺒﻞ ﻓﻤﻪ، ﻭﻗﻞ: ﻓﻢ ﻣﺲ ﺑﺎﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﺣﺠﺮا ﻗﺒﻠﻪ ﺧﻠﻴﻠﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-. اﮪ.
وﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﻘﺪ ﺭﺁﻧﻲ، ﻓﺈﻥ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺨﻴﻞ ﺑﻲ، ﻭﺭﺅﻳﺎ اﻟﻤﺆﻣﻦ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺳﺘﺔ ﻭﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻮﺓ».
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻗﺘﺎﺩﺓ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﺮﺅﻳﺎ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﺤﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﻤﻦ ﺭﺃﻯ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﻜﺮﻫﻪ ﻓﻠﻴﻨﻔﺚ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﺛﻼﺛﺎ ﻭﻟﻴﺘﻌﻮﺫ ﻣﻦ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻀﺮﻩ ﻭﺇﻥ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺮاءﻯ ﺑﻲ».
وﻋﻦ اﻟﺰﻫﺮﻱ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ: ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻗﺘﺎﺩﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ اﻟﺤﻖ».
وﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ رضي الله عنه، ﺳﻤﻊ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻣﻦ ﺭﺁﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺭﺃﻯ اﻟﺤﻖ، ﻓﺈﻥ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﻜﻮﻧﻨﻲ». رواها كلها البخاري ولمسلم بعضها.
وعلى هذا الحديث برواياته كما رأيته يدل دلالة واضحة أن حكم رؤيته في المنام كرؤيته حياً يقضة، وبه فإن لحكم التوسل به والتبرك به في المنام حينما نراه له حكم اليقظة، وقد حدث لبعض المسلمين من علماء ومحدثين وذوي فضل وغيرهم أنهم رأو رسول الله ﷺ في منامهم حال كونهم مبتلون بنوع بلاء فيمسح عليهم أو يدعوا لهم فيشفون بإذن الله تعالى.
وأما طبه ﷺ وتوجيهه أمته بأنواع الشفاء وكيفية التشافي فإننا بإذن الله ذاكرون في هذه الأربعين ما ستراه بعون الله.
وأما آثاره ﷺ فمما ورد في ذلك ﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻣﻮﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ رضي الله عنهما، ﻭﻛﺎﻥ ﺧﺎﻝ ﻭﻟﺪ ﻋﻄﺎء، ﻗﺎﻝ: ﺃﺭﺳﻠﺘﻨﻲ ﺃﺳﻤﺎء ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﺗﺤﺮﻡ ﺃﺷﻴﺎء ﺛﻼﺛﺔ: اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻮﺏ، ﻭﻣﻴﺜﺮﺓ اﻷﺭﺟﻮاﻥ، ﻭﺻﻮﻡ ﺭﺟﺐ ﻛﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ: ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ ﺭﺟﺐ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻳﺼﻮﻡ اﻷﺑﺪ؟ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺕ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺜﻮﺏ، ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﻘﻮﻝ: «ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻠﺒﺲ اﻟﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﻻ ﺧﻼﻕ ﻟﻪ»، ﻓﺨﻔﺖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ، ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻴﺜﺮﺓ اﻷﺭﺟﻮاﻥ، ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻴﺜﺮﺓ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﺫا ﻫﻲ ﺃﺭﺟﻮاﻥ، ﻓﺮﺟﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻤﺎء ﻓﺨﺒﺮﺗﻬﺎ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﺬﻩ ﺟﺒﺔ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺄﺧﺮﺟﺖ ﺇﻟﻲ ﺟﺒﺔ ﻃﻴﺎﻟﺴﺔ ﻛﺴﺮﻭاﻧﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻟﺒﻨﺔ ﺩﻳﺒﺎﺝ، ﻭﻓﺮﺟﻴﻬﺎ ﻣﻜﻔﻮﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﺪﻳﺒﺎﺝ، ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻀﺖ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺒﻀﺖ ﻗﺒﻀﺘﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﻐﺴﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺿﻰ يستشفى ﺑﻬﺎ. رواه مسلم.
قال الذهبي في السير: ﻭﺭﻭﻯ: ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ، ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ، ﻗﺎﻝ: اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ اﻷﺷﺮﺑﺔ، ﻓﻤﺎ ﻟﻲ ﺷﺮاﺏ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﺇﻻ اﻟﻌﺴﻞ ﻭاﻟﻠﺒﻦ ﻭاﻟﻤﺎء. ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ: ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻌﺒﻴﺪﺓ: ﺇﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻦ ﺷﻌﺮ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ. ﻓﻘﺎﻝ: ﻷﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻨﻪ ﺷﻌﺮﺓ، ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻔﺮاء ﻭﺑﻴﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ اﻷﺭﺽ. ﻗﻠﺖ: ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﺒﻴﺪﺓ ﻫﻮ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﻛﻤﺎﻝ اﻟﺤﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺆﺛﺮ ﺷﻌﺮﺓ ﻧﺒﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻫﺐ ﻭﻓﻀﺔ ﺑﺄﻳﺪﻱ اﻟﻨﺎﺱ. ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬا ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻫﺬا اﻹﻣﺎﻡ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺑﺨﻤﺴﻴﻦ ﺳﻨﺔ، ﻓﻤﺎ اﻟﺬﻱ ﻧﻘﻮﻟﻪ ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ ﻟﻮ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺮﻩ ﺑﺈﺳﻨﺎﺩ ﺛﺎﺑﺖ، ﺃﻭ ﺷﺴﻊ ﻧﻌﻞ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ، ﺃﻭ ﻗﻼﻣﺔ ﻇﻔﺮ، ﺃﻭ ﺷﻘﻔﺔ ﻣﻦ ﺇﻧﺎء ﺷﺮﺏ ﻓﻴﻪ. ﻓﻠﻮ ﺑﺬﻝ اﻟﻐﻨﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺃﻣﻮاﻟﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪﻩ، ﺃﻛﻨﺖ ﺗﻌﺪﻩ ﻣﺒﺬﺭا ﺃﻭ ﺳﻔﻴﻬﺎ؟ ﻛﻼ. ﻓﺎﺑﺬﻝ ﻣﺎ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻭﺭﺓ ﻣﺴﺠﺪﻩ اﻟﺬﻱ ﺑﻨﻰ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪ ﺣﺠﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻩ، ﻭاﻟﺘﺬ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪﻩ ﻭﺃﺣﺒﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻚ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﺤﺒﻪ، ﻭﺗﻤﻸ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮﻝ ﻓﻲ ﺭﻭﺿﺘﻪ ﻭﻣﻘﻌﺪﻩ، ﻓﻠﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺆﻣﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺪ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻭﻟﺪﻙ ﻭﺃﻣﻮاﻟﻚ ﻭاﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ. ﻭﻗﺒﻞ ﺣﺠﺮا ﻣﻜﺮﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺿﻊ ﻓﻤﻚ ﻻﺛﻤﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻗﺒﻠﻪ ﺳﻴﺪ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻴﻘﻴﻦ، ﻓﻬﻨﺄﻙ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺃﻋﻄﺎﻙ، ﻓﻤﺎ ﻓﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﻣﻔﺨﺮ. ﻭﻟﻮ ﻇﻔﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﺤﺠﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﻪ اﻟﺮﺳﻮﻝ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺇﻟﻰ اﻟﺤﺠﺮ ﺛﻢ ﻗﺒﻞ ﻣﺤﺠﻨﻪ، ﻟﺤﻖ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺰﺩﺣﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﺤﺠﻦ ﺑﺎﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﻭاﻟﺘﺒﺠﻴﻞ. ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺪﺭﻱ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻴﻞ اﻟﺤﺠﺮ ﺃﺭﻓﻊ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺗﻘﺒﻴﻞ ﻣﺤﺠﻨﻪ ﻭﻧﻌﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺖ اﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﺇﺫا ﺭﺃﻯ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺃﺧﺬ ﻳﺪﻩ، ﻓﻘﺒﻠﻬﺎ، ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺪ ﻣﺴﺖ ﻳﺪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-. ﻓﻨﻘﻮﻝ ﻧﺤﻦ ﺇﺫ ﻓﺎﺗﻨﺎ ﺫﻟﻚ: ﺣﺠﺮ ﻣﻌﻈﻢ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻳﻤﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﺴﺘﻪ ﺷﻔﺘﺎ ﻧﺒﻴﻨﺎ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻻﺛﻤﺎ ﻟﻪ. ﻓﺈﺫا ﻓﺎﺗﻚ اﻟﺤﺞ، ﻭﺗﻠﻘﻴﺖ اﻟﻮﻓﺪ، ﻓﺎﻟﺘﺰﻡ اﻟﺤﺎﺝ، ﻭﻗﺒﻞ ﻓﻤﻪ، ﻭﻗﻞ: ﻓﻢ ﻣﺲ ﺑﺎﻟﺘﻘﺒﻴﻞ ﺣﺠﺮا ﻗﺒﻠﻪ ﺧﻠﻴﻠﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-. اﮪ.
الشفاء الرابع: الحديث الشريف قراءة وتدبراً واسترقاء:
الحديث النبوي العظيم قراءته شفاء للروح والجسد معاً، قراءته تريح العقل والقلب فيرتاح البدن؛ لإنه مثل القرآن الكريم حُكماً وحِكمة، ولاشتماله على الصلاة على النبي ﷺ، وبتدبر الحديث يشفى الفكر من جميع علله، والدعاء بالمأثور النبوي ٲنفع من غيره بعد الدعاء الوارد في القرآن الكريم، هذا من الناحية العامة كونه حديث نبوي، وأما ما فيه من أحاديث خاصة بالرقية والتشافي والتداوي فإننا سنورد هنا ما تيسر إن شاء الله.
والدليل على ما ذكرتُ ما ثبت ﻋﻦ اﻟﻤﻘﺪاﻡ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﻱ ﻛﺮﺏ اﻟﻜﻨﺪﻱ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﺃﻻ ﻳﻮﺷﻚ ﺭﺟﻞ ﻳﻨﺜﻨﻲ ﺷﺒﻌﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ باﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﻓﺄﺣﻠﻮﻩ، ﻭﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮاﻡ ﻓﺤﺮﻣﻮﻩ، ﺃﻻ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻜﻢ ﻟﺤﻢ اﻟﺤﻤﺎﺭ اﻷﻫﻠﻲ، ﻭﻻ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻧﺎﺏ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻉ، ﺃﻻ ﻭﻻ ﻟﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺑﻘﻮﻡ، ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ، ﻓﻠﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﺒﻮﻫﻢ ﺑﻤﺜﻞ ﻗﺮاﻫﻢ ". حديث صحيح رواه أحمد وغيره.
ﻭﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﺎﺽ ﺑﻦ ﺳﺎﺭﻳﺔ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻴﺒﺮ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺧﻴﺒﺮ ﺭﺟﻼ ﻣﺎﺭﺩا ﻣﻨﻜﺮا، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ , ﺃﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺤﻮا ﺣﻤﺮﻧﺎ ﻭﺗﺄﻛﻠﻮا ﺛﻤﺮﻧﺎ , ﻭﺗﻀﺮﺑﻮا ﻧﺴﺎءﻧﺎ؟ , " ﻓﻐﻀﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﻮﻑ، اﺭﻛﺐ ﻓﺮﺳﻚ ﺛﻢ ﻧﺎﺩ: ﺃﻻ ﺇﻥ اﻟﺠﻨﺔ ﻻ ﺗﺤﻞ ﺇﻻ ﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻭﺃﻥ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻟﻠﺼﻼﺓ "، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮا، " ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﺤﺴﺐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ ﻳﻈﻦ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺮﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﺃﻻ ﻭﺇﻧﻲ ﻭاﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﻋﻈﺖ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻭﻧﻬﻴﺖ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎء ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻟﻢ ﻳﺤﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻠﻮا ﺑﻴﻮﺕ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﻭﻻ ﺿﺮﺏ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻻ ﺃﻛﻞ ﺛﻤﺎﺭﻫﻢ ﺇﺫا ﺃﻋﻄﻮﻛﻢ اﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ". حديث صحيح رواه أبو داود.
ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " ﺗﺮﻛﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﺷﻴﺌﻴﻦ ﻟﻦ ﺗﻀﻠﻮا ﺑﻌﺪﻫﻤﺎ ـ وفي رواية للذهبي في العلو: (ﺇﻥ ﺗﻤﺴﻜﺘﻢ ﺑﻬﻤﺎ) ـ: ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺘﻲ، ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩا ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ ". حديث صحيح رواه الدارقطني والحاكم والبيهقي.
ﻭﻋﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻲ ﻗﺎﻝ: " ﻛﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ - ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑاﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ". حديث صحيح مرسل رواه الدارمي وابن بطة.
فتدبر في هذه الأحاديث قوله ﷺ: (ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ)، وقوله ﷺ: (ﺃﻻ ﻭﺇﻧﻲ ﻭاﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﻋﻈﺖ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻭﻧﻬﻴﺖ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎء ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ)، وقوله ﷺ: (ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺘﻲ، ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ)، وقول المحاربي: (ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ)، فهذه وغيرها قضت أن الحديث الشريف مثل القرآن الكريم كونه شفاء ورحمة ولله الحمد والمنة.
الحديث النبوي العظيم قراءته شفاء للروح والجسد معاً، قراءته تريح العقل والقلب فيرتاح البدن؛ لإنه مثل القرآن الكريم حُكماً وحِكمة، ولاشتماله على الصلاة على النبي ﷺ، وبتدبر الحديث يشفى الفكر من جميع علله، والدعاء بالمأثور النبوي ٲنفع من غيره بعد الدعاء الوارد في القرآن الكريم، هذا من الناحية العامة كونه حديث نبوي، وأما ما فيه من أحاديث خاصة بالرقية والتشافي والتداوي فإننا سنورد هنا ما تيسر إن شاء الله.
والدليل على ما ذكرتُ ما ثبت ﻋﻦ اﻟﻤﻘﺪاﻡ ﺑﻦ ﻣﻌﺪﻱ ﻛﺮﺏ اﻟﻜﻨﺪﻱ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﺃﻻ ﻳﻮﺷﻚ ﺭﺟﻞ ﻳﻨﺜﻨﻲ ﺷﺒﻌﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﻋﻠﻴﻜﻢ باﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻼﻝ ﻓﺄﺣﻠﻮﻩ، ﻭﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮاﻡ ﻓﺤﺮﻣﻮﻩ، ﺃﻻ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻜﻢ ﻟﺤﻢ اﻟﺤﻤﺎﺭ اﻷﻫﻠﻲ، ﻭﻻ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻧﺎﺏ ﻣﻦ اﻟﺴﺒﺎﻉ، ﺃﻻ ﻭﻻ ﻟﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﻣﺎﻝ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻧﺰﻝ ﺑﻘﻮﻡ، ﻓﻌﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﻭﻫﻢ، ﻓﻠﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻘﺒﻮﻫﻢ ﺑﻤﺜﻞ ﻗﺮاﻫﻢ ". حديث صحيح رواه أحمد وغيره.
ﻭﻋﻦ اﻟﻌﺮﺑﺎﺽ ﺑﻦ ﺳﺎﺭﻳﺔ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻧﺰﻟﻨﺎ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺧﻴﺒﺮ ﻭﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻪ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺐ ﺧﻴﺒﺮ ﺭﺟﻼ ﻣﺎﺭﺩا ﻣﻨﻜﺮا، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ , ﺃﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺬﺑﺤﻮا ﺣﻤﺮﻧﺎ ﻭﺗﺄﻛﻠﻮا ﺛﻤﺮﻧﺎ , ﻭﺗﻀﺮﺑﻮا ﻧﺴﺎءﻧﺎ؟ , " ﻓﻐﻀﺐ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﻮﻑ، اﺭﻛﺐ ﻓﺮﺳﻚ ﺛﻢ ﻧﺎﺩ: ﺃﻻ ﺇﻥ اﻟﺠﻨﺔ ﻻ ﺗﺤﻞ ﺇﻻ ﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻭﺃﻥ اﺟﺘﻤﻌﻮا ﻟﻠﺼﻼﺓ "، ﻗﺎﻝ: ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮا، " ﻓﺼﻠﻰ ﺑﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻳﺤﺴﺐ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻣﺘﻜﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ ﻳﻈﻦ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺮﻡ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ؟ ﺃﻻ ﻭﺇﻧﻲ ﻭاﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﻋﻈﺖ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻭﻧﻬﻴﺖ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎء ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ، ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻟﻢ ﻳﺤﻞ ﻟﻜﻢ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻠﻮا ﺑﻴﻮﺕ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﻭﻻ ﺿﺮﺏ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ، ﻭﻻ ﺃﻛﻞ ﺛﻤﺎﺭﻫﻢ ﺇﺫا ﺃﻋﻄﻮﻛﻢ اﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ". حديث صحيح رواه أبو داود.
ﻭﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " ﺗﺮﻛﺖ ﻓﻴﻜﻢ ﺷﻴﺌﻴﻦ ﻟﻦ ﺗﻀﻠﻮا ﺑﻌﺪﻫﻤﺎ ـ وفي رواية للذهبي في العلو: (ﺇﻥ ﺗﻤﺴﻜﺘﻢ ﺑﻬﻤﺎ) ـ: ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺘﻲ، ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩا ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ ". حديث صحيح رواه الدارقطني والحاكم والبيهقي.
ﻭﻋﻦ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻄﻴﺔ اﻟﻤﺤﺎﺭﺑﻲ ﻗﺎﻝ: " ﻛﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ - ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ - ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺑاﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ". حديث صحيح مرسل رواه الدارمي وابن بطة.
فتدبر في هذه الأحاديث قوله ﷺ: (ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ)، وقوله ﷺ: (ﺃﻻ ﻭﺇﻧﻲ ﻭاﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻭﻋﻈﺖ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻭﻧﻬﻴﺖ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎء ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻤﺜﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ)، وقوله ﷺ: (ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺘﻲ، ﻭﻟﻦ ﻳﺘﻔﺮﻗﺎ)، وقول المحاربي: (ﻭﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ)، فهذه وغيرها قضت أن الحديث الشريف مثل القرآن الكريم كونه شفاء ورحمة ولله الحمد والمنة.
الشفاء الخامس: الرقية الشرعية من القرآن والسنة:
الرقية الشرعية تكون من القرآن والسنة وباللسان العربي، وتكون لرفع البلاء، ودفع أعين الإنس والجن، ورد كيد شياطين الإنس والجن، وفك السحر وتدمير مفعوله، فعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺄﺩﺑﺔ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻗﺒﻠﻮا ﻣﻦ ﻣﺄﺩﺑﺘﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ، ﺇﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺒﻞ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻨﻮﺭ اﻟﻤﺒﻴﻦ، ﻭاﻟﺸﻔﺎء اﻟﻨﺎﻓﻊ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ، ﻭﻧﺠﺎﺓ ﻟﻤﻦ ﺗﺒﻌﻪ، ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﻓﻴﺴﺘﻌﺘﺐ، ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺝ ﻓﻴﻘﻮﻡ، ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ، ﻭﻻ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ اﻟﺮﺩ، اﺗﻠﻮﻩ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﺟﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺗﻪ ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ، ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ اﻟﻢ ﺣﺮﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻟﻒ ﻭﻻﻡ ﻭﻣﻴﻢ». رواه الحاكم وقال: «ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ». ورواه البيهقي والطبراني والدارمي مرفوعاً وموقوفاً.
وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻣﺴﺢ اﻟﺒﺎﺱ ﺭﺏ اﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻴﺪﻙ اﻟﺸﻔﺎء، ﻻ ﻛﺎﺷﻒ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ». رواه البخاري.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺿﻤﺎﺩاً رضي الله عنه، ﻗﺪﻡ ﻣﻜﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺯﺩ ﺷﻨﻮءﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻳﺢ، ﻓﺴﻤﻊ ﺳﻔﻬﺎء ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪاً ﻣﺠﻨﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﺸفيه ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ، ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻘﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻗﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻳﺢ، ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺸﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﺷﺎء، ﻓﻬﻞ ﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ» ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻋﺪ ﻋﻠﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﻫﺆﻻء، ﻓﺄﻋﺎﺩﻫﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮﻝ اﻟﻜﻬﻨﺔ، ﻭﻗﻮﻝ اﻟﺴﺤﺮﺓ، ﻭﻗﻮﻝ اﻟﺸﻌﺮاء، ﻓﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﻫﺆﻻء، ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﻦ ﻧﺎﻋﻮﺱ اﻟﺒﺤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺎﺕ ﻳﺪﻙ ﺃﺑﺎﻳﻌﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺎﻳﻌﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻚ»، ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺮﻳﺔ، ﻓﻤﺮﻭا ﺑﻘﻮﻣﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ: ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺘﻢ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻡ: ﺃﺻﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻄﻬﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺩﻭﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻء ﻗﻮﻡ ﺿﻤﺎﺩ. رواه مسلم.
الرقية الشرعية تكون من القرآن والسنة وباللسان العربي، وتكون لرفع البلاء، ودفع أعين الإنس والجن، ورد كيد شياطين الإنس والجن، وفك السحر وتدمير مفعوله، فعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺄﺩﺑﺔ اﻟﻠﻪ ﻓﺎﻗﺒﻠﻮا ﻣﻦ ﻣﺄﺩﺑﺘﻪ ﻣﺎ اﺳﺘﻄﻌﺘﻢ، ﺇﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﺒﻞ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻨﻮﺭ اﻟﻤﺒﻴﻦ، ﻭاﻟﺸﻔﺎء اﻟﻨﺎﻓﻊ ﻋﺼﻤﺔ ﻟﻤﻦ ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻪ، ﻭﻧﺠﺎﺓ ﻟﻤﻦ ﺗﺒﻌﻪ، ﻻ ﻳﺰﻳﻎ ﻓﻴﺴﺘﻌﺘﺐ، ﻭﻻ ﻳﻌﻮﺝ ﻓﻴﻘﻮﻡ، ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ، ﻭﻻ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ اﻟﺮﺩ، اﺗﻠﻮﻩ ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺄﺟﺮﻛﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻼﻭﺗﻪ ﻛﻞ ﺣﺮﻑ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ، ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ اﻟﻢ ﺣﺮﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻟﻒ ﻭﻻﻡ ﻭﻣﻴﻢ». رواه الحاكم وقال: «ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ ﺑﺼﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ». ورواه البيهقي والطبراني والدارمي مرفوعاً وموقوفاً.
وﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﻲ ﻳﻘﻮﻝ: «اﻣﺴﺢ اﻟﺒﺎﺱ ﺭﺏ اﻟﻨﺎﺱ، ﺑﻴﺪﻙ اﻟﺸﻔﺎء، ﻻ ﻛﺎﺷﻒ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺃﻧﺖ». رواه البخاري.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺿﻤﺎﺩاً رضي الله عنه، ﻗﺪﻡ ﻣﻜﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺯﺩ ﺷﻨﻮءﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺮﻗﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻳﺢ، ﻓﺴﻤﻊ ﺳﻔﻬﺎء ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﻣﻜﺔ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺇﻥ ﻣﺤﻤﺪاً ﻣﺠﻨﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻮ ﺃﻧﻲ ﺭﺃﻳﺖ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﺸفيه ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ، ﻗﺎﻝ ﻓﻠﻘﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻗﻲ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻳﺢ، ﻭﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﺸﻔﻲ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻱ ﻣﻦ ﺷﺎء، ﻓﻬﻞ ﻟﻚ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪاً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ» ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﻋﺪ ﻋﻠﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﻫﺆﻻء، ﻓﺄﻋﺎﺩﻫﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﻮﻝ اﻟﻜﻬﻨﺔ، ﻭﻗﻮﻝ اﻟﺴﺤﺮﺓ، ﻭﻗﻮﻝ اﻟﺸﻌﺮاء، ﻓﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺜﻞ ﻛﻠﻤﺎﺗﻚ ﻫﺆﻻء، ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻠﻐﻦ ﻧﺎﻋﻮﺱ اﻟﺒﺤﺮ، ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﺎﺕ ﻳﺪﻙ ﺃﺑﺎﻳﻌﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼﻡ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﺎﻳﻌﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻚ»، ﻗﺎﻝ: ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻲ، ﻗﺎﻝ: ﻓﺒﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺮﻳﺔ، ﻓﻤﺮﻭا ﺑﻘﻮﻣﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻟﻠﺠﻴﺶ: ﻫﻞ ﺃﺻﺒﺘﻢ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﺷﻴﺌﺎ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻡ: ﺃﺻﺒﺖ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻄﻬﺮﺓ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺭﺩﻭﻫﺎ، ﻓﺈﻥ ﻫﺆﻻء ﻗﻮﻡ ﺿﻤﺎﺩ. رواه مسلم.
الشفاء السادس: الحبة السوداء حبة البركة:
حبة السوداء سميت بذلك للونها الأسود، وسميت حبة البركة لعظيم فوائدها حباً أكلها واستخدامها أم زيتاً، وتسمى أيضاُ بالشونيز وغيرها حسب تسمية الناس، فعن ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﺃﺑﺠﺮ ﻓﻤﺮﺽ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺪﻣﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ، ﻓﻌﺎﺩﻩ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺘﻴﻖ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻨﺎ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ اﻟﺴﻮﺩاء، ﻓﺨﺬﻭا ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻤﺴﺎ ﺃﻭ ﺳﺒﻌﺎ ﻓﺎﺳﺤﻘﻮﻫﺎ، ﺛﻢ اﻗﻄﺮﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﻪ ﺑﻘﻄﺮاﺕ ﺯﻳﺖ، ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻭﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ، ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ: ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺇﻥ ﻫﺬﻩ الحبة اﻟﺴﻮﺩاء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء، ﺇﻻ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻡ» ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ اﻟﺴﺎﻡ؟ ﻗﺎﻝ: اﻟﻤﻮﺕ. رواه البخاري.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنهما، ﺃﺧﺒﺮﻫﻤﺎ: ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻓﻲ الحبة اﻟﺴﻮﺩاء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء، ﺇﻻ اﻟﺴﺎﻡ». ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ: ﻭاﻟﺴﺎﻡ اﻟﻤﻮﺕ، ﻭالحبة اﻟﺴﻮﺩاء: اﻟﺸﻮﻧﻴﺰ. رواه البخاري.
وعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﺮﻳﺪﺓ رضي الله عنه ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺒﺔ اﻟﺴﻮﺩاء، ﻭﻫﻲ اﻟﺸﻮﻧﻴﺰ، ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻔﺎء ". رواه أحمد وأبو يعلى والعراقي.
حبة السوداء سميت بذلك للونها الأسود، وسميت حبة البركة لعظيم فوائدها حباً أكلها واستخدامها أم زيتاً، وتسمى أيضاُ بالشونيز وغيرها حسب تسمية الناس، فعن ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ، ﻗﺎﻝ: ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻭﻣﻌﻨﺎ ﻏﺎﻟﺐ ﺑﻦ ﺃﺑﺠﺮ ﻓﻤﺮﺽ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻓﻘﺪﻣﻨﺎ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ، ﻓﻌﺎﺩﻩ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺘﻴﻖ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻨﺎ: ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺒﻴﺒﺔ اﻟﺴﻮﺩاء، ﻓﺨﺬﻭا ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻤﺴﺎ ﺃﻭ ﺳﺒﻌﺎ ﻓﺎﺳﺤﻘﻮﻫﺎ، ﺛﻢ اﻗﻄﺮﻭﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﻪ ﺑﻘﻄﺮاﺕ ﺯﻳﺖ، ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻭﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺠﺎﻧﺐ، ﻓﺈﻥ ﻋﺎﺋﺸﺔ، ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ: ﺃﻧﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺇﻥ ﻫﺬﻩ الحبة اﻟﺴﻮﺩاء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء، ﺇﻻ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﻡ» ﻗﻠﺖ: ﻭﻣﺎ اﻟﺴﺎﻡ؟ ﻗﺎﻝ: اﻟﻤﻮﺕ. رواه البخاري.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ، ﻗﺎﻝ: ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ، ﻭﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ اﻟﻤﺴﻴﺐ، ﺃﻥ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنهما، ﺃﺧﺒﺮﻫﻤﺎ: ﺃﻧﻪ ﺳﻤﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﻓﻲ الحبة اﻟﺴﻮﺩاء ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء، ﺇﻻ اﻟﺴﺎﻡ». ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ: ﻭاﻟﺴﺎﻡ اﻟﻤﻮﺕ، ﻭالحبة اﻟﺴﻮﺩاء: اﻟﺸﻮﻧﻴﺰ. رواه البخاري.
وعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﺑﺮﻳﺪﺓ رضي الله عنه ﻳﻘﻮﻝ: ﺳﻤﻌﺖ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﺒﺔ اﻟﺴﻮﺩاء، ﻭﻫﻲ اﻟﺸﻮﻧﻴﺰ، ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻔﺎء ". رواه أحمد وأبو يعلى والعراقي.
الشفاء السابع: ورق السنى:
السنى هو ورق ﻧﺒﺎﺕ ﻛﺄﻧﻪ اﻟﺤﻨﺎء، ﺯﻫﺮﻩ ﺇﻟﻰ اﻟﺰﺭﻗﺔ، ﻭﺣﺒﻪ ﻣﻔﻠﻄﺢ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﻮﻝ ﻭﺃﺟﻮﺩﻩ اﻟﺤﺠﺎﺯﻱ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺴﻨﻰ اﻟﻤﻜﻲ، وتستخدم شرباً كالقهوة، أو تدﻕ ﻭتـﺨﻠﻂ ﺑﻌﺴﻞ ﻭﺳﻤﻦ ﻭتـﻠﻌﻖ لعلاج وتنظيف المعدة والأمعاء إذ هما بيت العلل والداء، ويعمل على التسهيل وإخراج كل بلاء في المعدة وما وراءها، فعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﻡ ﺣﺮاﻡ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻘﻮﻝ: " ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻨﻰ ﻭاﻟﺴﻨﻮﺕ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء ﺇﻻ اﻟﺴﺎﻡ " , ﻓﻘﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ اﻟﺴﺎﻡ؟ , ﻗﺎﻝ: " اﻟﻤﻮﺕ ". حديث صحيح رواه ابن ماجه.
وﻋﻦ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺣﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫاﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﺒﺮﻡ ﺗﺪﻗﻪ ﻓﻘﺎﻝ: «ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻴﻦ ﺑﻬﺬا؟» ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻳﺸﺮﺑﻪ ﻓﻼﻥ ﻓﻘﺎﻝ: «ﻟﻮ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺕ ﻧﻔﻊ اﻟﺴﻨﺎ». رواه الحاكم وقال: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ.
السنى هو ورق ﻧﺒﺎﺕ ﻛﺄﻧﻪ اﻟﺤﻨﺎء، ﺯﻫﺮﻩ ﺇﻟﻰ اﻟﺰﺭﻗﺔ، ﻭﺣﺒﻪ ﻣﻔﻠﻄﺢ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﻮﻝ ﻭﺃﺟﻮﺩﻩ اﻟﺤﺠﺎﺯﻱ ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺴﻨﻰ اﻟﻤﻜﻲ، وتستخدم شرباً كالقهوة، أو تدﻕ ﻭتـﺨﻠﻂ ﺑﻌﺴﻞ ﻭﺳﻤﻦ ﻭتـﻠﻌﻖ لعلاج وتنظيف المعدة والأمعاء إذ هما بيت العلل والداء، ويعمل على التسهيل وإخراج كل بلاء في المعدة وما وراءها، فعن ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﻡ ﺣﺮاﻡ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻳﻘﻮﻝ: " ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺴﻨﻰ ﻭاﻟﺴﻨﻮﺕ ﻓﺈﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء ﺇﻻ اﻟﺴﺎﻡ " , ﻓﻘﻴﻞ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ اﻟﺴﺎﻡ؟ , ﻗﺎﻝ: " اﻟﻤﻮﺕ ". حديث صحيح رواه ابن ماجه.
وﻋﻦ ﺯﺭﻋﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺎﺩ، ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺣﺪﺛﻪ ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎء ﺑﻨﺖ ﻋﻤﻴﺲ، ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫاﺕ ﻳﻮﻡ ﻭﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﺒﺮﻡ ﺗﺪﻗﻪ ﻓﻘﺎﻝ: «ﻣﺎ ﺗﺼﻨﻌﻴﻦ ﺑﻬﺬا؟» ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻳﺸﺮﺑﻪ ﻓﻼﻥ ﻓﻘﺎﻝ: «ﻟﻮ ﺃﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻳﺪﻓﻊ اﻟﻤﻮﺕ ﺃﻭ ﻳﻨﻔﻊ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺕ ﻧﻔﻊ اﻟﺴﻨﺎ». رواه الحاكم وقال: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ.
الشفاء الثامن: حليب الإبل:
حليب الإبل من أفضل الأدوية وأقواها في تقوية البدن والعظام والجلد وصحة المعدة وذهاب رطوبة الجسم وغير ذلك كما هو مبسوط في كتب الطب النبوي، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ رضي الله عنه: ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﺳﻘﻢ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺁﻭﻧﺎ ﻭﺃﻃﻌﻤﻨﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺤﻮا، ﻗﺎﻟﻮا: ﺇﻥ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺧﻤﺔ، ﻓﺄﻧﺰﻟﻬﻢ اﻟﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻭﺩ ﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: «اﺷﺮﺑﻮا ﺃﻟﺒﺎنها» ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺤﻮا ﻗﺘﻠﻮا ﺭاﻋﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭاﺳﺘﺎﻗﻮا ﺫﻭﺩﻩ، ﻓﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ، ﻓﻘﻄﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ، ﻭﺳﻤﺮ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ، ﻓﺮﺃﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻜﺪﻡ اﻷﺭﺽ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮﺕ ﻗﺎﻝ ﺳﻼﻡ: ﻓﺒﻠﻐﻨﻲ ﺃﻥ اﻟﺤﺠﺎﺝ ﻗﺎﻝ ﻷﻧﺲ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﺄﺷﺪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﺎﻗﺒﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺤﺪﺛﻪ ﺑﻬﺬا ﻓﺒﻠﻎ اﻟﺤﺴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺑﻬﺬا». رواه البخاري.
حليب الإبل من أفضل الأدوية وأقواها في تقوية البدن والعظام والجلد وصحة المعدة وذهاب رطوبة الجسم وغير ذلك كما هو مبسوط في كتب الطب النبوي، ﻋﻦ ﺃﻧﺲ رضي الله عنه: ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﺳﻘﻢ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺁﻭﻧﺎ ﻭﺃﻃﻌﻤﻨﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺤﻮا، ﻗﺎﻟﻮا: ﺇﻥ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺧﻤﺔ، ﻓﺄﻧﺰﻟﻬﻢ اﻟﺤﺮﺓ ﻓﻲ ﺫﻭﺩ ﻟﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: «اﺷﺮﺑﻮا ﺃﻟﺒﺎنها» ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺤﻮا ﻗﺘﻠﻮا ﺭاﻋﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭاﺳﺘﺎﻗﻮا ﺫﻭﺩﻩ، ﻓﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ، ﻓﻘﻄﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ، ﻭﺳﻤﺮ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ، ﻓﺮﺃﻳﺖ اﻟﺮﺟﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻜﺪﻡ اﻷﺭﺽ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﻮﺕ ﻗﺎﻝ ﺳﻼﻡ: ﻓﺒﻠﻐﻨﻲ ﺃﻥ اﻟﺤﺠﺎﺝ ﻗﺎﻝ ﻷﻧﺲ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺑﺄﺷﺪ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﺎﻗﺒﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺤﺪﺛﻪ ﺑﻬﺬا ﻓﺒﻠﻎ اﻟﺤﺴﻦ، ﻓﻘﺎﻝ: «ﻭﺩﺩﺕ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺛﻪ ﺑﻬﺬا». رواه البخاري.
الشفاء التاسع: أبوال الإبل:
تقدم أن حليب الإبل من أفضل الأدوية وأقواها في تقوية البدن والعظام والجلد وصحة المعدة وذهاب رطوبة الجسم، فإذا اجتمع بول الإبل مع حليبها كانت أجود وأعظم فائدة وشفاء، وبول الإبل لوحده طاهر مفيد وخاصة لعلاجات أمراض الجلد، وفي ذلك ثبت حديث حسن ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنهما ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " «ﺇﻥ ﻓﻲ ﺃﻟﺒﺎﻥ اﻹﺑﻞ ﻭﺃﺑﻮاﻟﻬﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﺬﺭﺑﺔ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ» ". ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ.
وﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: «ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ اﺟﺘﻮﻭا ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻘﻮا ﺑﺮاﻋﻴﻪ - ﻳﻌﻨﻲ اﻹﺑﻞ - ﻓﻴﺸﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺎنها ﻭﺃﺑﻮاﻟﻬﺎ، ﻓﻠﺤﻘﻮا ﺑﺮاﻋﻴﻪ، ﻓﺸﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﻭﺃﺑﻮاﻟﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺻﻠﺤﺖ ﺃﺑﺪاﻧﻬﻢ، ﻓﻘﺘﻠﻮا اﻟﺮاﻋﻲ ﻭﺳﺎﻗﻮا اﻹﺑﻞ، ﻓﺒﻠﻎ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻓﺠﻲء ﺑﻬﻢ، ﻓﻘﻄﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ، ﻭﺳﻤﺮ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ» ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ: ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ: «ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺤﺪﻭﺩ». رواه البخاري.
تقدم أن حليب الإبل من أفضل الأدوية وأقواها في تقوية البدن والعظام والجلد وصحة المعدة وذهاب رطوبة الجسم، فإذا اجتمع بول الإبل مع حليبها كانت أجود وأعظم فائدة وشفاء، وبول الإبل لوحده طاهر مفيد وخاصة لعلاجات أمراض الجلد، وفي ذلك ثبت حديث حسن ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنهما ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: " «ﺇﻥ ﻓﻲ ﺃﻟﺒﺎﻥ اﻹﺑﻞ ﻭﺃﺑﻮاﻟﻬﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﺬﺭﺑﺔ ﺑﻄﻮﻧﻬﻢ» ". ﺭﻭاﻩ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ.
وﻋﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: «ﺃﻥ ﻧﺎﺳﺎ اﺟﺘﻮﻭا ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻠﺤﻘﻮا ﺑﺮاﻋﻴﻪ - ﻳﻌﻨﻲ اﻹﺑﻞ - ﻓﻴﺸﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺎنها ﻭﺃﺑﻮاﻟﻬﺎ، ﻓﻠﺤﻘﻮا ﺑﺮاﻋﻴﻪ، ﻓﺸﺮﺑﻮا ﻣﻦ ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﻭﺃﺑﻮاﻟﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺻﻠﺤﺖ ﺃﺑﺪاﻧﻬﻢ، ﻓﻘﺘﻠﻮا اﻟﺮاﻋﻲ ﻭﺳﺎﻗﻮا اﻹﺑﻞ، ﻓﺒﻠﻎ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺒﻌﺚ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻓﺠﻲء ﺑﻬﻢ، ﻓﻘﻄﻊ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻭﺃﺭﺟﻠﻬﻢ، ﻭﺳﻤﺮ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ» ﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ: ﻓﺤﺪﺛﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ: «ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻝ اﻟﺤﺪﻭﺩ». رواه البخاري.
الشفاء العاشر: ألبان البقر:
حليب البقر من أجود أنواع حليب المأكولات بعد الإبل؛ لإن البقر تأكل من شتى الشجر التي يخلص الله فوائدها في حليبها فيخرجه لعباده لبناُ خاصلاً سائغاً شفاء للشاربين، عن ﺯﻫﻴﺮ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮﻭ، اﻟﺰﻳﺪﻳﺔ رضي الله عنها ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺯﻳﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻟﺖ: «اﺷﺘﻜﻴﺖ ﻭﺟﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﺎ ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﺳﻤﻦ ﺑﻘﺮ، ﻗﺎﻟﺖ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: " ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﺷﻔﺎء، ﻭﺳﻤﻨﻬﺎ ﺩﻭاء، ﻭﻟﺤﻤﻬﺎ ﺩاء» ". ﻗﻠﺖ: ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ: ﺇﻥ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﺗﺖ ﻣﻠﻴﻜﺔ. حديث حسن ﺭﻭاﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ في الكبير والبغوي وأبو نعيم في الطب.
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: «ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺄﻟﺒﺎﻥ اﻟﺒﻘﺮ ﻭﺳﻤﻨﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﻟﺤﻮﻣﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﻭﺳﻤﻨﺎﻧﻬﺎ ﺩﻭاء ﻭﺷﻔﺎء ﻭﻟﺤﻮﻣﻬﺎ ﺩاء». رواه الحاكم وقال: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ.
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﺩاء ﺇﻻ ﺃﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﺷﻔﺎء ﺇﻻ اﻟﻬﺮﻡ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺄﻟﺒﺎﻥ اﻟﺒﻘﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺸﺠﺮ». رواه الدارمي
حليب البقر من أجود أنواع حليب المأكولات بعد الإبل؛ لإن البقر تأكل من شتى الشجر التي يخلص الله فوائدها في حليبها فيخرجه لعباده لبناُ خاصلاً سائغاً شفاء للشاربين، عن ﺯﻫﻴﺮ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﺘﻨﻲ اﻣﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻲ ﻋﻦ ﻣﻠﻴﻜﺔ ﺑﻨﺖ ﻋﻤﺮﻭ، اﻟﺰﻳﺪﻳﺔ رضي الله عنها ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺯﻳﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﻗﺎﻟﺖ: «اﺷﺘﻜﻴﺖ ﻭﺟﻌﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻲ، ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﺎ ﻓﻮﺿﻌﺖ ﻟﻪ ﺳﻤﻦ ﺑﻘﺮ، ﻗﺎﻟﺖ: ﺇﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﻗﺎﻝ: " ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﺷﻔﺎء، ﻭﺳﻤﻨﻬﺎ ﺩﻭاء، ﻭﻟﺤﻤﻬﺎ ﺩاء» ". ﻗﻠﺖ: ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺄﺗﻴﺘﻬﺎ ﻳﻌﻨﻲ: ﺇﻥ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﺗﺖ ﻣﻠﻴﻜﺔ. حديث حسن ﺭﻭاﻩ اﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ في الكبير والبغوي وأبو نعيم في الطب.
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻗﺎﻝ: «ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺄﻟﺒﺎﻥ اﻟﺒﻘﺮ ﻭﺳﻤﻨﺎﻧﻬﺎ، ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻭﻟﺤﻮﻣﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻟﺒﺎﻧﻬﺎ ﻭﺳﻤﻨﺎﻧﻬﺎ ﺩﻭاء ﻭﺷﻔﺎء ﻭﻟﺤﻮﻣﻬﺎ ﺩاء». رواه الحاكم وقال: ﻫﺬا ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺢ اﻹﺳﻨﺎﺩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﺎﻩ.
وﻋﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺰﻝ ﺩاء ﺇﻻ ﺃﻧﺰﻝ ﻟﻪ ﺷﻔﺎء ﺇﻻ اﻟﻬﺮﻡ ﻓﻌﻠﻴﻜﻢ ﺑﺄﻟﺒﺎﻥ اﻟﺒﻘﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺮﻡ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺸﺠﺮ». رواه الدارمي
الشفاء الحادي عشر: جناح الذباب:
الذباب مخلوق ضرب الله به مثل عجز الآلهة من دونه، فإنهم إن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه لضعفهم مع ضعف الذباب، وخلقه الله وجعل في إحدى أجنحته داء وبلاء إذا سقط في الشراب لوثه ونقل للشارب أمراض قد تكون خطيرة، ولهذا جعل الله اللقاح والعلاج الشافي معه في جناحه الثاني، فثبت عن ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﺫا ﻭﻗﻊ اﻟﺬﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺷﺮاﺏ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﻐﻤﺴﻪ ﺛﻢ ﻟﻴﻨﺰﻋﻪ، ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﺩاء ﻭاﻷﺧﺮﻯ ﺷﻔﺎء». رواه البخاري. وفي رواية له: «ﺇﺫا ﻭﻗﻊ اﻟﺬﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺇﻧﺎء ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﻐﻤﺴﻪ ﻛﻠﻪ، ﺛﻢ ﻟﻴﻄﺮﺣﻪ، ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﺷﻔﺎء، ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﺩاء».
الذباب مخلوق ضرب الله به مثل عجز الآلهة من دونه، فإنهم إن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه لضعفهم مع ضعف الذباب، وخلقه الله وجعل في إحدى أجنحته داء وبلاء إذا سقط في الشراب لوثه ونقل للشارب أمراض قد تكون خطيرة، ولهذا جعل الله اللقاح والعلاج الشافي معه في جناحه الثاني، فثبت عن ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﻴﻦ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﺎ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﺇﺫا ﻭﻗﻊ اﻟﺬﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺷﺮاﺏ ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﻐﻤﺴﻪ ﺛﻢ ﻟﻴﻨﺰﻋﻪ، ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﺩاء ﻭاﻷﺧﺮﻯ ﺷﻔﺎء». رواه البخاري. وفي رواية له: «ﺇﺫا ﻭﻗﻊ اﻟﺬﺑﺎﺏ ﻓﻲ ﺇﻧﺎء ﺃﺣﺪﻛﻢ ﻓﻠﻴﻐﻤﺴﻪ ﻛﻠﻪ، ﺛﻢ ﻟﻴﻄﺮﺣﻪ، ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺟﻨﺎﺣﻴﻪ ﺷﻔﺎء، ﻭﻓﻲ اﻵﺧﺮ ﺩاء».
الشفاء الثاني عشر: ماء الكمأة:
الكمأة من المن وهو ﻧﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﺪﺭﻧﻴﺎﺕ ﻭاﻟﺠﺬﻭﺭ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻭﺭﻕ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺳﺎﻕ، ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﺯﺭﻉ، ﻭﺗﻜﺜﺮ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﺨﺼﺐ ﻭﻛﺜﺮﺓ اﻟﻤﻄﺮ ﻭاﻟﺮﻋﺪ، وقد ثبت فيها حديث ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﻜﻤﺄﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻦ، ﻭﻣﺎﺅﻫﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻌﻴﻦ». متفق عليه.
وﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﻜﻤﺄﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻭﻣﺎﺅﻫﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻌﻴﻦ». رواه مسلم. وفي رواية له: «اﻟﻜﻤﺄﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻭﻣﺎﺅﻫﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻌﻴﻦ».
الكمأة من المن وهو ﻧﻮﻉ ﻣﻦ اﻟﺪﺭﻧﻴﺎﺕ ﻭاﻟﺠﺬﻭﺭ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻭﺭﻕ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﺳﺎﻕ، ﺗﺨﺮﺝ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺑﺪﻭﻥ ﺯﺭﻉ، ﻭﺗﻜﺜﺮ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﺨﺼﺐ ﻭﻛﺜﺮﺓ اﻟﻤﻄﺮ ﻭاﻟﺮﻋﺪ، وقد ثبت فيها حديث ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﻜﻤﺄﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻦ، ﻭﻣﺎﺅﻫﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻌﻴﻦ». متفق عليه.
وﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻧﻔﻴﻞ رضي الله عنه، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «اﻟﻜﻤﺄﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، ﻭﻣﺎﺅﻫﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻌﻴﻦ». رواه مسلم. وفي رواية له: «اﻟﻜﻤﺄﺓ ﻣﻦ اﻟﻤﻦ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺳﻰ، ﻭﻣﺎﺅﻫﺎ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻌﻴﻦ».
الشفاء الثالث عشر: الوسم:
الوسم هو الكي وله أحكام شرعية وهو شفاء من كثير من الأمراض إذا علم باليقين دواؤه للمرض، ويتجنب الوسم في الوجه وأماكن العروق ومضان القتل، ولا يسم إلا خبير بالوسم، وإلا فقد نهى عنه رسول الله ﷺ نهي كراهة لما فيه من تعذيب وألم، فعن ﺳﺎﻟﻢ اﻷﻓﻄﺲ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: " الشفاء ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ: ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﻭﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﻭﻛﻴﺔ ﻧﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻬﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ ". رواه البخاري.
الوسم هو الكي وله أحكام شرعية وهو شفاء من كثير من الأمراض إذا علم باليقين دواؤه للمرض، ويتجنب الوسم في الوجه وأماكن العروق ومضان القتل، ولا يسم إلا خبير بالوسم، وإلا فقد نهى عنه رسول الله ﷺ نهي كراهة لما فيه من تعذيب وألم، فعن ﺳﺎﻟﻢ اﻷﻓﻄﺲ، ﻋﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻗﺎﻝ: " الشفاء ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ: ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﻭﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﻭﻛﻴﺔ ﻧﺎﺭ، ﻭﺃﻧﻬﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ ". رواه البخاري.
الشفاء الرابع عشر: الحجامة:
الحجامة أخف ألماً من الكي، ولها فوائد عظيمة جداً، ولذا احتجم رسول الله ﷺ وأمر بها وحدد وقتها بالشهر واليوم، فعن ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: أنه ﻋﺎﺩ اﻟﻤﻘﻨﻊ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﺑﺮﺡ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺘﺠﻢ، ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺇﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء». رواه البخاري.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " الشفاء ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ: ﻓﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻬﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ ". رواه البخاري.
وعن ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺟﺎﺑﺮا رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺃﺩﻭﻳﺘﻜﻢ ﺷﻔﺎء، ﻓﻔﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﺃﻭ ﻟﺬﻋﺔ ﺑﻨﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﻮﻱ». رواه البخاري.
وﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رضي الله عنهما ﻗﺎﻝ: " ﻳﺎ ﻧﺎﻓﻊ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻎ ﺑﻲ اﻟﺪﻡ، ﻓﺎﻟﺘﻤﺲ ﻟﻲ ﺣﺠﺎﻣﺎ، ﻭاﺟﻌﻠﻪ ﺭﻓﻴﻘﺎ ﺇﻥ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺷﻴﺨﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻭﻻ ﺻﺒﻴﺎ ﺻﻐﻴﺮا، ﻓﺈﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " اﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻳﻖ ﺃﻣﺜﻞ ﻭﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ ﻭﻓﻲ اﻟﺤﻔﻆ،
ﻓﺎﺣﺘﺠﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻛﺔ اﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻭاﺟﺘﻨﺒﻮا اﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ﻳﻮﻡ اﻷﺭﺑﻌﺎء ﻭاﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭاﻟﺴﺒﺖ ﻭﻳﻮﻡ اﻷﺣﺪ ﺗﺤﺮﻳﺎً، ﻭاﺣﺘﺠﻤﻮا ﻳﻮﻡ اﻻﺛﻨﻴﻦ ﻭاﻟﺜﻼﺛﺎء، ﻓﺈﻧﻪ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﻋﺎﻓﻰ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻳﻮﺏ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﻼء ﻳﻮﻡ اﻷﺭﺑﻌﺎء، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺟﺬاﻡ ﻭﻻ ﺑﺮﺹ ﺇﻻ ﻳﻮﻡ اﻷﺭﺑﻌﺎء ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺔ اﻷﺭﺑﻌﺎء ". رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻭاﻟﺨﻄﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭاﻟﻤﺘﻔﻘﻪ بسند حسن بالمتابعات.
الحجامة أخف ألماً من الكي، ولها فوائد عظيمة جداً، ولذا احتجم رسول الله ﷺ وأمر بها وحدد وقتها بالشهر واليوم، فعن ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ: أنه ﻋﺎﺩ اﻟﻤﻘﻨﻊ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻻ ﺃﺑﺮﺡ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺘﺠﻢ، ﻓﺈﻧﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: «ﺇﻥ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء». رواه البخاري.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: " الشفاء ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ: ﻓﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ، ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻬﻰ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ ". رواه البخاري.
وعن ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻗﺘﺎﺩﺓ، ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺟﺎﺑﺮا رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺃﺩﻭﻳﺘﻜﻢ ﺷﻔﺎء، ﻓﻔﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ، ﺃﻭ ﻟﺬﻋﺔ ﺑﻨﺎﺭ، ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﻮﻱ». رواه البخاري.
وﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ رضي الله عنهما ﻗﺎﻝ: " ﻳﺎ ﻧﺎﻓﻊ ﻗﺪ ﺗﺒﻴﻎ ﺑﻲ اﻟﺪﻡ، ﻓﺎﻟﺘﻤﺲ ﻟﻲ ﺣﺠﺎﻣﺎ، ﻭاﺟﻌﻠﻪ ﺭﻓﻴﻘﺎ ﺇﻥ اﺳﺘﻄﻌﺖ ﻭﻻ ﺗﺠﻌﻠﻪ ﺷﻴﺨﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻭﻻ ﺻﺒﻴﺎ ﺻﻐﻴﺮا، ﻓﺈﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ: " اﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻳﻖ ﺃﻣﺜﻞ ﻭﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻭﺑﺮﻛﺔ ﻭﺗﺰﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻞ ﻭﻓﻲ اﻟﺤﻔﻆ،
ﻓﺎﺣﺘﺠﻤﻮا ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻛﺔ اﻟﻠﻪ ﻳﻮﻡ اﻟﺨﻤﻴﺲ، ﻭاﺟﺘﻨﺒﻮا اﻟﺤﺠﺎﻣﺔ ﻳﻮﻡ اﻷﺭﺑﻌﺎء ﻭاﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭاﻟﺴﺒﺖ ﻭﻳﻮﻡ اﻷﺣﺪ ﺗﺤﺮﻳﺎً، ﻭاﺣﺘﺠﻤﻮا ﻳﻮﻡ اﻻﺛﻨﻴﻦ ﻭاﻟﺜﻼﺛﺎء، ﻓﺈﻧﻪ اﻟﻴﻮﻡ اﻟﺬﻱ ﻋﺎﻓﻰ اﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻳﻮﺏ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺒﻼء ﻳﻮﻡ اﻷﺭﺑﻌﺎء، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺟﺬاﻡ ﻭﻻ ﺑﺮﺹ ﺇﻻ ﻳﻮﻡ اﻷﺭﺑﻌﺎء ﺃﻭ ﻟﻴﻠﺔ اﻷﺭﺑﻌﺎء ". رواه اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﻭاﻟﺨﻄﻴﺐ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭاﻟﻤﺘﻔﻘﻪ بسند حسن بالمتابعات.
الشفاء الخامس عشر: العسل بمختلف أنواعه:
العسل من أقدم الغذاء للروح والجسد، واتخاذه للتداوي عند مختلف الأمم البشرية منذ القِدم، وقد تحدث عنه الله في قوله تعالى: { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) } [ سورة النحل : 68 إلى 69 ]
أورد السيوطي في الدر المنثور الكثير من الأحاديث والآثار عن العسل كونه شفاء، منها ما ﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﺪﻱ ﺭحمه الله ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﺎﺳﻠﻜﻲ ﺳﺒﻞ ﺭﺑﻚ ﺫﻟﻻ} ﻗﺎﻝ: ﺫﻟﻴﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﺷﺮاﺏ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮاﻧﻪ} ﻗﺎﻝ: ﻫﺬا اﻟﻌﺴﻞ {ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ} ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء اﻷﻭﺟﺎﻉ اﻟﺘﻲ ﺷﻔﺎﺅﻫﺎ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﺷﺮاﺏ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮاﻧﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ} ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻌﺴﻞ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺭحمه الله ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺷﺮاﺏ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮاﻧﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ} ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ اﻟﻌﺴﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻔﺎء ﻭﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭاﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: (ﺇﻥ اﻟﻌﺴﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﺷﻔﺎء ﻟﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻭﺭ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭاﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻭاﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: (ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎءﻳﻦ: اﻟﻌﺴﻞ ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭاﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎءﻳﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ: (اﻟﺸﻔﺎء ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻬﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭاﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﺧﻲ اﺳﺘﻄﻠﻖ ﺑﻄﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: (اﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ): ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻋﺴﻼ ﺛﻢ ﺟﺎء ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯاﺩﻩ ﺇﻻ اﺳﺘﻄﻼﻗﺎ: ﻗﺎﻝ: (اﺫﻫﺐ ﻓﺎﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ) ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻋﺴﻼ ﺛﻢ ﺟﺎء ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯاﺩﻩ ﺇﻻ اﺳﺘﻄﻼﻗﺎ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ ﻭﻛﺬﺏ ﺑﻄﻦ ﺃﺧﻴﻚ اﺫﻫﺐ ﻓﺎﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ) ﻓﺬﻫﺐ ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻓﺒﺮﺃ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻣﻦ ﻟﻌﻖ اﻟﻌﺴﻞ ﺛﻼﺙ ﻏﺪﻭاﺕ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻭﻋﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﻲ ﺃﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﻪ ﺩﻭاء ﻭﺷﻔﺎء، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻲ ﺑﻌﻜﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻧﺠﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺸﻜﻮ ﻗﺮﺣﺔ ﻭﻻ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺴﻼ ﺣﺘﻰ اﻟﺪﻣﻞ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﻃﻼﻩ ﻋﺴﻼ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﺗﺪاﻭﻱ اﻟﺪﻣﻞ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ}.
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺧﺪﻳﺞ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (إﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻲء ﺷـفـﺎء ﻓﻔﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺠﻢ ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ ﺗﺼﻴﺐ ﺃﻟﻤﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﻮﻯ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺣﺸﺮﻡ اﻟﻤﺠﻤﺮﻱ: ﺃﻥ ﻣﻼﻋﺐ اﻷﺳﻨﺔ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رضي الله عنه ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺴﺄﻟﻪ اﻟﺪﻭاء ﻭاﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ ﺩاء ﻧﺰﻝ ﺑﻪ، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺴﻞ ﺃﻭ ﺑﻌﻜﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ.
العسل من أقدم الغذاء للروح والجسد، واتخاذه للتداوي عند مختلف الأمم البشرية منذ القِدم، وقد تحدث عنه الله في قوله تعالى: { وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) } [ سورة النحل : 68 إلى 69 ]
أورد السيوطي في الدر المنثور الكثير من الأحاديث والآثار عن العسل كونه شفاء، منها ما ﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻋﻦ اﻟﺴﺪﻱ ﺭحمه الله ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﺎﺳﻠﻜﻲ ﺳﺒﻞ ﺭﺑﻚ ﺫﻟﻻ} ﻗﺎﻝ: ﺫﻟﻴﻠﺔ ﻟﺬﻟﻚ. ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﺷﺮاﺏ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮاﻧﻪ} ﻗﺎﻝ: ﻫﺬا اﻟﻌﺴﻞ {ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ} ﻳﻘﻮﻝ: ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء اﻷﻭﺟﺎﻉ اﻟﺘﻲ ﺷﻔﺎﺅﻫﺎ ﻓﻴﻪ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻧﻬﺎ ﺷﺮاﺏ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮاﻧﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ} ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻌﺴﻞ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺭحمه الله ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺷﺮاﺏ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺃﻟﻮاﻧﻪ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ} ﻗﺎﻝ: ﻫﻮ اﻟﻌﺴﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﺸﻔﺎء ﻭﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭاﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: (ﺇﻥ اﻟﻌﺴﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻣﻦ ﻛﻞ ﺩاء ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﺷﻔﺎء ﻟﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺼﺪﻭﺭ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻭاﺑﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭ ﻭاﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻭاﻟﻄﺒﺮاﻧﻲ ﻭاﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: (ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎءﻳﻦ: اﻟﻌﺴﻞ ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭاﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻭاﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﺷﻌﺐ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎءﻳﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﻗﺎﻝ: (اﻟﺸﻔﺎء ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﺤﺠﻢ ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻋﺴﻞ ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻧﻬﻲ ﺃﻣﺘﻲ ﻋﻦ اﻟﻜﻲ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﻭاﺑﻦ ﻣﺮﺩﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ اﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﺃﺗﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﺃﺧﻲ اﺳﺘﻄﻠﻖ ﺑﻄﻨﻪ ﻓﻘﺎﻝ: (اﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ): ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻋﺴﻼ ﺛﻢ ﺟﺎء ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯاﺩﻩ ﺇﻻ اﺳﺘﻄﻼﻗﺎ: ﻗﺎﻝ: (اﺫﻫﺐ ﻓﺎﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ) ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻋﺴﻼ ﺛﻢ ﺟﺎء ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯاﺩﻩ ﺇﻻ اﺳﺘﻄﻼﻗﺎ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ ﻭﻛﺬﺏ ﺑﻄﻦ ﺃﺧﻴﻚ اﺫﻫﺐ ﻓﺎﺳﻘﻪ ﻋﺴﻼ) ﻓﺬﻫﺐ ﻓﺴﻘﺎﻩ ﻓﺒﺮﺃ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻭاﺑﻦ اﻟﺴﻨﻲ ﻭاﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (ﻣﻦ ﻟﻌﻖ اﻟﻌﺴﻞ ﺛﻼﺙ ﻏﺪﻭاﺕ ﻛﻞ ﺷﻬﺮ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﻪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﺒﻼء).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﺑﻌﺜﺖ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻭﻋﻚ ﻛﺎﻥ ﺑﻲ ﺃﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﻪ ﺩﻭاء ﻭﺷﻔﺎء، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻲ ﺑﻌﻜﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ.
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﺯﻧﺠﻮﻳﻪ ﻋﻦ ﻧﺎﻓﻊ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺸﻜﻮ ﻗﺮﺣﺔ ﻭﻻ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺟﻌﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺴﻼ ﺣﺘﻰ اﻟﺪﻣﻞ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺑﻪ ﻃﻼﻩ ﻋﺴﻼ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ: ﺗﺪاﻭﻱ اﻟﺪﻣﻞ ﺑﺎﻟﻌﺴﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﻟﻴﺲ ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ: {ﻓﻴﻪ ﺷﻔﺎء ﻟﻠﻨﺎﺱ}.
ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺣﻤﺪ ﻭاﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺧﺪﻳﺞ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: (إﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﻲء ﺷـفـﺎء ﻓﻔﻲ ﺷﺮﻃﺔ ﻣﻦ ﻣﺤﺠﻢ ﺃﻭ ﺷﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ ﺃﻭ ﻛﻴﺔ ﺑﻨﺎﺭ ﺗﺼﻴﺐ ﺃﻟﻤﺎ ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﻮﻯ).
ﻭﺃﺧﺮﺝ اﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺣﺸﺮﻡ اﻟﻤﺠﻤﺮﻱ: ﺃﻥ ﻣﻼﻋﺐ اﻷﺳﻨﺔ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رضي الله عنه ﺑﻌﺚ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺴﺄﻟﻪ اﻟﺪﻭاء ﻭاﻟﺸﻔﺎء ﻣﻦ ﺩاء ﻧﺰﻝ ﺑﻪ، ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺴﻞ ﺃﻭ ﺑﻌﻜﺔ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ.
الشفاء السادس عشر: التمر بمختلف أنواعه:
التمر غذاء الأنبياء وشبع الجائع، وكله شفاء عظيم بمختلف أنواعه، وأفضله وأجوده تمر العجوة من عالية المدينة النبوية، فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﻓﻲ ﻋﺠﻮﺓ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺷﻔﺎء - ﺃﻭ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺎﻕ - ﺃﻭﻝ اﻟﺒﻜﺮﺓ». رواه مسلم.
وﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺳﺒﻊ ﺗﻤﺮاﺕ ﻣﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻻﺑﺘﻴﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﺒﺢ، ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺳﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺴﻲ». رواه مسلم. وفي رواية له: «ﻣﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﺴﺒﻊ ﺗﻤﺮاﺕ ﻋﺠﻮﺓ، ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ ﺳﻢ، ﻭﻻ ﺳﺤﺮ».
التمر غذاء الأنبياء وشبع الجائع، وكله شفاء عظيم بمختلف أنواعه، وأفضله وأجوده تمر العجوة من عالية المدينة النبوية، فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﺇﻥ ﻓﻲ ﻋﺠﻮﺓ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺷﻔﺎء - ﺃﻭ ﺇﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺎﻕ - ﺃﻭﻝ اﻟﺒﻜﺮﺓ». رواه مسلم.
وﻋﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﻗﺎﺹ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ رضي الله عنه، ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ: «ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺳﺒﻊ ﺗﻤﺮاﺕ ﻣﻤﺎ ﺑﻴﻦ ﻻﺑﺘﻴﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﺒﺢ، ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺳﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻤﺴﻲ». رواه مسلم. وفي رواية له: «ﻣﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﺑﺴﺒﻊ ﺗﻤﺮاﺕ ﻋﺠﻮﺓ، ﻟﻢ ﻳﻀﺮﻩ ﺫﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ ﺳﻢ، ﻭﻻ ﺳﺤﺮ».
الشفاء السابع عشر: الدعاء:
الدعاء سلاح المؤمن ومن سبب الشفاء به حب الله سماع إلحاح عبده بالدعاء، فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها، ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻏﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻱ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻣﺴﺤﻪ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻟﻪ ﺑﺎلشفاء، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﺑﻞ ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﻓﻴﻖ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻭﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ، ﻭﺇﺳﺮاﻓﻴﻞ». رواه ابن حبان والنسائي في الكبرى.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: " ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺃﺟﻠﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺳﺒﻊ ﻣﺮاﺕ: ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺭﺏ اﻟﻌﺮﺵ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﻚ، ﺇﻻ ﻋﻮﻓﻲ ". رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن السني كلاهما في عمل اليوم والليلة وأبو داود والحاكم. وفي رواية لأحمد وغيره: " ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﺎﺩ ﺃﺧﺎﻩ، ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺃﺟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺭﺏ اﻟﻌﺮﺵ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻲ ﻓﻼﻧﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻌﻪ، ﺳﺒﻌﺎ، ﺇﻻ ﺷﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻨﻪ ".
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ رضي الله عنهما، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺇﺫا ﺟﺎء اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﻳﻀﺎ، ﻓﻠﻴﻘﻞ: اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﻋﺒﺪﻙ ﻳﻨﻜﺄ ﻟﻚ ﻋﺪﻭا، ﺃﻭ ﻳﻤﺸﻲ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺯﺓ ". رواه أبو داود.
وﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺤﻤﻴﺮﻱ، ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ رضي الله عنه: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻜﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻗﺪ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﺑﺎﻷﺭﺽ اﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺳﻌﺪ اﺑﻦ ﺧﻮﻟﺔ، ﻓﺎﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸفيني. ﻗﺎﻝ: " اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﺳﻌﺪا، اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﺳﻌﺪا، اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﺳﻌﺪا " ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﻟﻲ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮا ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻭاﺭﺙ ﺇﻻ اﺑﻨﺔ. ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﻤﺎﻟﻲ ﻛﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: " ﻻ ". ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﺜﻠﺜﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: " ﻻ ". ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﻨﺼﻔﻪ؟ ﻗﺎﻝ: " ﻻ " ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ؟ ﻗﺎﻝ: " اﻟﺜﻠﺚ، ﻭاﻟﺜﻠﺚ ﻛﺜﻴﺮ، ﺇﻥ ﻧﻔﻘﺘﻚ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻚ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺇﻥ ﻧﻔﻘﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻚ ﻟﻚ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺇﻥ ﻧﻔﻘﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻚ ﻟﻚ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺇﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻉ ﺃﻫﻠﻚ ﺑﻌﻴﺶ - ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺨﻴﺮ - ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻬﻢ ﻳﺘﻜﻔﻔﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ ". رواه أحمد وابن سعد وهو عند مسلم.
الدعاء سلاح المؤمن ومن سبب الشفاء به حب الله سماع إلحاح عبده بالدعاء، فعن ﻋﺎﺋﺸﺔ رضي الله عنها، ﻗﺎﻟﺖ: ﺃﻏﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﻓﻲ ﺣﺠﺮﻱ، ﻓﺠﻌﻠﺖ ﺃﻣﺴﺤﻪ ﻭﺃﺩﻋﻮ ﻟﻪ ﺑﺎلشفاء، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻗﺎﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﺑﻞ ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﻓﻴﻖ اﻷﻋﻠﻰ ﻣﻊ ﺟﺒﺮﻳﻞ، ﻭﻣﻴﻜﺎﺋﻴﻞ، ﻭﺇﺳﺮاﻓﻴﻞ». رواه ابن حبان والنسائي في الكبرى.
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ رضي الله عنه، ﻋﻦ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ: " ﻣﺎ ﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺃﺟﻠﻪ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺳﺒﻊ ﻣﺮاﺕ: ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺭﺏ اﻟﻌﺮﺵ اﻟﻌﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻴﻚ، ﺇﻻ ﻋﻮﻓﻲ ". رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن السني كلاهما في عمل اليوم والليلة وأبو داود والحاكم. وفي رواية لأحمد وغيره: " ﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻋﺎﺩ ﺃﺧﺎﻩ، ﻓﻴﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺃﺟﻠﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺄﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺭﺏ اﻟﻌﺮﺵ اﻟﻌﻈﻴﻢ، ﺃﻥ ﻳﺸﻔﻲ ﻓﻼﻧﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻌﻪ، ﺳﺒﻌﺎ، ﺇﻻ ﺷﻔﺎﻩ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﻨﻪ ".
وﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ رضي الله عنهما، ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: " ﺇﺫا ﺟﺎء اﻟﺮﺟﻞ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﺮﻳﻀﺎ، ﻓﻠﻴﻘﻞ: اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﻋﺒﺪﻙ ﻳﻨﻜﺄ ﻟﻚ ﻋﺪﻭا، ﺃﻭ ﻳﻤﺸﻲ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺎﺯﺓ ". رواه أبو داود.
وﻋﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺤﻤﻴﺮﻱ، ﻋﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﻭﻟﺪ ﺳﻌﺪ، ﻋﻦ ﺳﻌﺪ رضي الله عنه: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻌﻮﺩﻩ ﻭﻫﻮ ﻣﺮﻳﺾ، ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻜﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻗﺪ ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﺑﺎﻷﺭﺽ اﻟﺘﻲ ﻫﺎﺟﺮﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻣﺎﺕ ﺳﻌﺪ اﺑﻦ ﺧﻮﻟﺔ، ﻓﺎﺩﻉ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺸفيني. ﻗﺎﻝ: " اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﺳﻌﺪا، اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﺳﻌﺪا، اﻟﻠﻬﻢ اﺷﻒ ﺳﻌﺪا " ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﻟﻲ ﻣﺎﻻ ﻛﺜﻴﺮا ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻲ ﻭاﺭﺙ ﺇﻻ اﺑﻨﺔ. ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﻤﺎﻟﻲ ﻛﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: " ﻻ ". ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﺜﻠﺜﻴﻪ؟ ﻗﺎﻝ: " ﻻ ". ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﻨﺼﻔﻪ؟ ﻗﺎﻝ: " ﻻ " ﻗﺎﻝ: ﺃﻓﺄﻭﺻﻲ ﺑﺎﻟﺜﻠﺚ؟ ﻗﺎﻝ: " اﻟﺜﻠﺚ، ﻭاﻟﺜﻠﺚ ﻛﺜﻴﺮ، ﺇﻥ ﻧﻔﻘﺘﻚ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻚ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺇﻥ ﻧﻔﻘﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺎﻟﻚ ﻟﻚ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺇﻥ ﻧﻔﻘﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻚ ﻟﻚ ﺻﺪﻗﺔ، ﻭﺇﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﻉ ﺃﻫﻠﻚ ﺑﻌﻴﺶ - ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺨﻴﺮ - ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻬﻢ ﻳﺘﻜﻔﻔﻮﻥ اﻟﻨﺎﺱ ". رواه أحمد وابن سعد وهو عند مسلم.