وقف الزمان على ضريحك سائلا
ما السر فيك كل يوم يخطرُ
والناس تبكي بالمجالس كلما
إسم الحسين على المنابر يُذكرُ
والمجد لا يهوى البقاء بمعزلٍ
بل كان فيك المجدُ دوماً يفخر
قف يا زمان الآن فخراً وانحني
هذا الذي أفنى ملوكاً سيطروا
باقٍ على مر السنين وكلما
ينهار جيلٌ ألف جيل يظهرُ
هذا الحسينُ وكم حسينٍ عندنا
ما بال هذا الجهل منا يسخر
أفلا يرون برغم كل جهودهم
حب الحسين بكل قلب يكبر
فهو السبيل الى محبةِ ربنا
ينجينا من نار جحيم تُسعرُ
هذا الحسينُ وبالحسينٍ عزنا
هذا الحسين وبالحسين نفتخر
ما السر فيك كل يوم يخطرُ
والناس تبكي بالمجالس كلما
إسم الحسين على المنابر يُذكرُ
والمجد لا يهوى البقاء بمعزلٍ
بل كان فيك المجدُ دوماً يفخر
قف يا زمان الآن فخراً وانحني
هذا الذي أفنى ملوكاً سيطروا
باقٍ على مر السنين وكلما
ينهار جيلٌ ألف جيل يظهرُ
هذا الحسينُ وكم حسينٍ عندنا
ما بال هذا الجهل منا يسخر
أفلا يرون برغم كل جهودهم
حب الحسين بكل قلب يكبر
فهو السبيل الى محبةِ ربنا
ينجينا من نار جحيم تُسعرُ
هذا الحسينُ وبالحسينٍ عزنا
هذا الحسين وبالحسين نفتخر
انتقلت روحه الطاهرة إلى رحمة الله يوم الاثنين 19/ ذو الحجة/ 1435 هـ في وقت الظهر بعد بلاء شديد قابله بصبر عظيم ورضا عن الله، وعمره (77) عامًا. واجتمع للصلاة عليه في يوم 20/ 12/ 1435 هـ جموع كبيرة لا تحصى لم تجتمع على غيره مثل ما اجتمع على الصلاة عليه.
رحمة الله تغشاه
وألحقنا به صالحين
وثبتنا وجميع المؤمنين
على الحق ومنهاج الحق
وطريق الحق…
رحمة الله تغشاه
وألحقنا به صالحين
وثبتنا وجميع المؤمنين
على الحق ومنهاج الحق
وطريق الحق…
الفاتحة وسورة الإخلاص وآية الكرسي وما تيسر من القرآن الكريم نهدي ثوابها إلى روح سيدي الحسين بن يحيى وإلى روح نبينا محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم .
الأنوار المحمديه
الفاتحة وسورة الإخلاص وآية الكرسي وما تيسر من القرآن الكريم نهدي ثوابها إلى روح سيدي الحسين بن يحيى وإلى روح نبينا محمد وآله صلى الله عليه وآله وسلم .
من قرأ الفاتحة والإخلاص وآية الكرسي لطفا فليتفاعل بقلب(❤️) ، لننظر عدد من قرأ
🔴قَالَ أميرُ المؤمنين علي عليه السلام :
يَا ابْنَ آدَمَ إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَه يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَه وأَنْتَ تَعْصِيه فَاحْذَرْه.
يَا ابْنَ آدَمَ إِذَا رَأَيْتَ رَبَّكَ سُبْحَانَه يُتَابِعُ عَلَيْكَ نِعَمَه وأَنْتَ تَعْصِيه فَاحْذَرْه.
🔴قَالَ أمير المؤمنين علي عليه السلام لِابْنِه الْحَسَنِ عليه السلام:
يَا بُنَيَّ احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وأَرْبَعاً لَا يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ وأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ وأَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ وأَكْرَمَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ.
يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الأَحْمَقِ فَإِنَّه يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ فَإِنَّه يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْه وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّه يَبِيعُكَ بِالتَّافِه وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّه كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ ويُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.
يَا بُنَيَّ احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وأَرْبَعاً لَا يَضُرُّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ وأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ وأَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ وأَكْرَمَ الْحَسَبِ حُسْنُ الْخُلُقِ.
يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الأَحْمَقِ فَإِنَّه يُرِيدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ فَإِنَّه يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْه وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ فَإِنَّه يَبِيعُكَ بِالتَّافِه وإِيَّاكَ ومُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ فَإِنَّه كَالسَّرَابِ يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ ويُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.
🔴قَالَ أمير المؤمنين علي عليه السلام:
لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هَذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي ولَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي وذَلِكَ أَنَّه قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّه قَالَ يَا عَلِيُّ لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ ولَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.
لَوْ ضَرَبْتُ خَيْشُومَ الْمُؤْمِنِ بِسَيْفِي هَذَا عَلَى أَنْ يُبْغِضَنِي مَا أَبْغَضَنِي ولَوْ صَبَبْتُ الدُّنْيَا بِجَمَّاتِهَا عَلَى الْمُنَافِقِ عَلَى أَنْ يُحِبَّنِي مَا أَحَبَّنِي وذَلِكَ أَنَّه قُضِيَ فَانْقَضَى عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّه قَالَ يَا عَلِيُّ لَا يُبْغِضُكَ مُؤْمِنٌ ولَا يُحِبُّكَ مُنَافِقٌ.
تمسكُنا بمبادئ الإسلام ودعوة الآخرين إليها هو :
( أمر بالمعروف)
ومحاربة ثقافة الكفر هي ( نهي عن المنكر)
وهذان الأمران من أعظم وسائل التصدي لثقافة الكفر التي تتسرب لمجتمعات الإسلام فتسبب للأمة الذلة والهوان ، ومن ثقافة الكفر ومبادئه ترك المنكرات تسري في المجتمعات
*(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)*
🖊️ السيد العلامه #عبدالله_المؤيدي
#الانوار_المحمديه
https://www.tg-me.com/anwarmohamdih
( أمر بالمعروف)
ومحاربة ثقافة الكفر هي ( نهي عن المنكر)
وهذان الأمران من أعظم وسائل التصدي لثقافة الكفر التي تتسرب لمجتمعات الإسلام فتسبب للأمة الذلة والهوان ، ومن ثقافة الكفر ومبادئه ترك المنكرات تسري في المجتمعات
*(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)*
🖊️ السيد العلامه #عبدالله_المؤيدي
#الانوار_المحمديه
https://www.tg-me.com/anwarmohamdih
Telegram
الأنوار المحمديه
@alanwar/almohmmdiah
قناة تهتم بنشر علوم وفقه آل البيت عليهم السلام وشيعتهم الكرام فهدفها ليس للربح او لزياده المتابعين إنما نريد حب الخير والهداية للناس اجمعين
فتاوئ- دروس صوتيه - حكم وأقوال وخواطر _ دروس فقهية _ أحاديث نبويه وحكم علويه _ علم الباطن
قناة تهتم بنشر علوم وفقه آل البيت عليهم السلام وشيعتهم الكرام فهدفها ليس للربح او لزياده المتابعين إنما نريد حب الخير والهداية للناس اجمعين
فتاوئ- دروس صوتيه - حكم وأقوال وخواطر _ دروس فقهية _ أحاديث نبويه وحكم علويه _ علم الباطن
حكومات وأنظمة الكفر ضللت على جهلة المسلمين ردحاً من الزمن ولا زالت ، فتراهم يصدرون للناس مبادئهم على أنها قمة العدالة والرحمة فيصورون لنا فيديو تقف فيه طوابير السيارات أمام بطة تعبر الشارع خوفا عليها من الدهس ..
ولكنهم يشاهدون في فلسطين وغيرها من بلدان الاسلام عشرات الآلاف من البشر أطفالاً ونساء وشيوخاً تحت أنقاض الخرسانات المسلحة وقد مزقت أجسادهم و جماجمهم آلاف الأطنان من القنابل التي صنعوها لقتل البشر ثم لا يرفعون لذلك رأساً ولا تتحرك فيهم ذرة ضمير *(لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُون)*
🖊️ * السيد العلامة #عبدالله_المؤيدي
#الانوار_المحمديه
https://www.tg-me.com/anwarmohamdih
ولكنهم يشاهدون في فلسطين وغيرها من بلدان الاسلام عشرات الآلاف من البشر أطفالاً ونساء وشيوخاً تحت أنقاض الخرسانات المسلحة وقد مزقت أجسادهم و جماجمهم آلاف الأطنان من القنابل التي صنعوها لقتل البشر ثم لا يرفعون لذلك رأساً ولا تتحرك فيهم ذرة ضمير *(لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُون)*
🖊️ * السيد العلامة #عبدالله_المؤيدي
#الانوار_المحمديه
https://www.tg-me.com/anwarmohamdih
Telegram
الأنوار المحمديه
@alanwar/almohmmdiah
قناة تهتم بنشر علوم وفقه آل البيت عليهم السلام وشيعتهم الكرام فهدفها ليس للربح او لزياده المتابعين إنما نريد حب الخير والهداية للناس اجمعين
فتاوئ- دروس صوتيه - حكم وأقوال وخواطر _ دروس فقهية _ أحاديث نبويه وحكم علويه _ علم الباطن
قناة تهتم بنشر علوم وفقه آل البيت عليهم السلام وشيعتهم الكرام فهدفها ليس للربح او لزياده المتابعين إنما نريد حب الخير والهداية للناس اجمعين
فتاوئ- دروس صوتيه - حكم وأقوال وخواطر _ دروس فقهية _ أحاديث نبويه وحكم علويه _ علم الباطن
ثقافةُ الكفر ـ على اختلاف مللها ـ التي غمطت وأنكرت حقوق الإله العظيم الذي خلقهم وكرمهم لا يمكن لها يوما أن تؤدي حقوق نظرائها من البشر و تعترف بها حتى تسايرها البشرية في انحرافها وتدين لها بالتبعية في جميع أنحاء حياتها ..
وصدق الله القائل :
*( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )*
السيد العلامه #عبدالله_المؤيدي
#الانوار_المحمديه
https://www.tg-me.com/anwarmohamdih
وصدق الله القائل :
*( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )*
السيد العلامه #عبدالله_المؤيدي
#الانوار_المحمديه
https://www.tg-me.com/anwarmohamdih
Telegram
الأنوار المحمديه
@alanwar/almohmmdiah
قناة تهتم بنشر علوم وفقه آل البيت عليهم السلام وشيعتهم الكرام فهدفها ليس للربح او لزياده المتابعين إنما نريد حب الخير والهداية للناس اجمعين
فتاوئ- دروس صوتيه - حكم وأقوال وخواطر _ دروس فقهية _ أحاديث نبويه وحكم علويه _ علم الباطن
قناة تهتم بنشر علوم وفقه آل البيت عليهم السلام وشيعتهم الكرام فهدفها ليس للربح او لزياده المتابعين إنما نريد حب الخير والهداية للناس اجمعين
فتاوئ- دروس صوتيه - حكم وأقوال وخواطر _ دروس فقهية _ أحاديث نبويه وحكم علويه _ علم الباطن
الخطبة الأولى
في عظمة الله ورحمته
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
╝
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله جبار السماوات والأرضين، الحمد لله الذي كل شيء خاشع له، وكل شيء قائم به: غنى كل فقير، وعز كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف، من تكلم سمع نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه، لم ترك العيون فتخبر عنك، بل كنت قبل الواصفين من خلقك، لم تخلق الخلق لوحشة، ولا استعملتهم لمنفعة، ولا يسبقك من طلبت، وما أصغر كل عظيمة في جنب قدرتك! وما أهول ما نرى من ملكوتك! وما أحقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك! وما أسبغ نعمك في الدنيا، وما أصغرها في نعم الاخرة!
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه، ولا منازع له في ربوبيته، ولا مضاد له في حكمه، خلق الخلق حين خلقهم غنيًا عن طاعتهم، آمنًا من معصيتهم، لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد ÷ مرسل من خالق الكون، إلى البشرية جمعاء، ناصحًا لهم، ومبشرًا ومنذرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح هذه الأمة، حتى أتاه اليقين، فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى عترته المنتجبين الأخيار.
أَمَّا بَعْد ـ عِبَادَ ٱللَّهِ:-
علينا بتقوى الله كما أمرنا سبحانه وتعالى بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ واعلموا أيها الإخوة المؤمنون إن الله سبحانه تفضل على الانسان بأن جعله خليفته في الارض، وكرمه وفضله على سائر من خلق وأنعم عليه بشتى النعم الكبرى، ﴿وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.
إخوة الإسلام:-
لقد وصل العالم إلى أعلى مستوى من التطور والتقدم في الطب، وفي أحدث الصناعات وأفتك الأسلحة وأحدث الأجهزة، صنعوا لهم آلات متطورة، استطاعوا من خلالها أن يصلوا إلى الفضاء الخارجي، حصنوا أنفسهم وأموالهم وأولادهم وممتلكاتهم بأحدث الأجهزة وأقوى الأسلحة والترسانات، يأكلون نعم الله ويعصون الله، أنعم الله عليهم بشتى النعم، وقابلوها بأشد الكفر والطغيان، أعطاهم الله سعة في الأرزاق وكثرة في الأولاد، فاستعملوها في محاربة الله، أمهلهم الله فتمادوا في غيهم وطغيانهم، خضع العالم لسطوتهم وأدخلوا الخوف والرعب في قلوب الناس، تجبروا وقتلوا وظلموا ونهبوا واستباحوا، أصبحوا قوة عظمى في هذا الكوكب، جاهروا بعصيانهم لخالقهم، نشروا المنكرات، سارعوا في نشر الفساد بين الناس بلغوا غايتهم في إفساد المسلمين، وإبعادهم عن خالقهم بعد معرفتهم له، حتى أصبح المسلمون اليوم يقلدون الغرب، خرجوا عن أوامر الله وأوامر رسوله ليقتدوا بالمشركين، تخلوا عن دينهم وعن عقائدهم الدينية، انسلخوا عن الدين، ونافسوا مع أهل الشرك في الظلم والطغيان، ونشروا الفساد في المجتمعات العربية، صاروا مع الغرب حزب واحد، وصار جميعهم حزب الشيطان، ولم يكتفوا بهذا؛ بل أصبح أكثر المسلمين معاديًا للإسلام، وساندوا المشركين من اليهود وغيرهم في طمس هذا الدين، نشروا العقائد الباطلة، نسبوا الفواحش إلى الله، ونزهوا أهل الشرك والعصيان من أفعالهم، نزهوا إبليس اللعين من فعله وأضافوه إلى الله، حتى إبليس اللعين لم يفكر في هذا الأمر، أن المسلمين سيقومون بدوره في إضلال العباد وإفسادهم.
عبادَ ٱللَّهِ:-
ﺇﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ اﻟﻠﺒﻴﺐ اﻟﻤﺤﺐ ﻟﺮﺑﻪ، ﻭاﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﻐﺎﺷﻢ، ﻭﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻌﺼﻴﺐ، ﻭﻫﺬا اﻟﺠﻮ اﻟﺨﺎﻧﻖ، ﻭﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ اﻟﻘﺎﺗﻢ، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺮﺛﻴﺔ، ﻭﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻋﺼﺮ اﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭاﻟﺼﺮاﻉ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ، ﻋﺼﺮ اﻟﻀﻴﺎﻉ، ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻱ ﻋﺼﻔﺖ ﻓﻴﻪ ﺭﻳﺢ اﻟﻔﺘﻦ، ﻭﻫﺎﺟﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﻮاﺝ اﻟﺨﺮاﻓﺎﺕ ﻭاﻷﺑﺎﻃﻴﻞ، ﻭﻃﻐﻰ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﻓﺎﻥ اﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺧﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ ﻏﻤﺎﻣﺔ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭﻣﺎ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻧﻔﻼﺕ ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺗﻬﺎﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻫﺠﺮ ﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺗﻠﺒﻴﺲ ﻟﻠﺤﻖ، ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻃﻤﺲ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ اﻹﺳﻼﻡ، -ﺑﻼ ﺷﻚ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ- ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﺗﻌﺪ ﻓﺮاﺋﺼﻪ، ﻭﺗﻬﺘﺰ ﺃﺭﻛﺎﻧﻪ، ﻭﻳﺮﺟﻒ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻳﺘﺠﻤﺪ اﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻪ، ﻭﺗﻨﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﺑﺮاﻛﻴﻦ اﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭاﻟﺘﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺤﻤﺪﻱ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﺴﺘﻐﻴﺜًﺎ ﻧﺎﺩﺑًﺎ: ﻭا ﺇﺳﻼﻣﺎﻩ ﻭاﻣﺤﻤﺪاﻩ، ﻭﻗﺪ ﺗﻠﻌﺜﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﻭاﻣﺘﻸﺕ ﺟﻮاﻧﺤﻪ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ.
أيها المؤمنون:
مهما بلغ الانسان ما بلغ فهو لا زال محتاجًا الى ربه وهو في أشد الضعف وفي أشد الحاجة مصداقًا لقول الله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾
في عظمة الله ورحمته
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
╝
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله جبار السماوات والأرضين، الحمد لله الذي كل شيء خاشع له، وكل شيء قائم به: غنى كل فقير، وعز كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف، من تكلم سمع نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه، لم ترك العيون فتخبر عنك، بل كنت قبل الواصفين من خلقك، لم تخلق الخلق لوحشة، ولا استعملتهم لمنفعة، ولا يسبقك من طلبت، وما أصغر كل عظيمة في جنب قدرتك! وما أهول ما نرى من ملكوتك! وما أحقر ذلك فيما غاب عنا من سلطانك! وما أسبغ نعمك في الدنيا، وما أصغرها في نعم الاخرة!
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه، ولا منازع له في ربوبيته، ولا مضاد له في حكمه، خلق الخلق حين خلقهم غنيًا عن طاعتهم، آمنًا من معصيتهم، لا تضره معصية من عصاه، ولا تنفعه طاعة من أطاعه.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد ÷ مرسل من خالق الكون، إلى البشرية جمعاء، ناصحًا لهم، ومبشرًا ومنذرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح هذه الأمة، حتى أتاه اليقين، فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى عترته المنتجبين الأخيار.
أَمَّا بَعْد ـ عِبَادَ ٱللَّهِ:-
علينا بتقوى الله كما أمرنا سبحانه وتعالى بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ واعلموا أيها الإخوة المؤمنون إن الله سبحانه تفضل على الانسان بأن جعله خليفته في الارض، وكرمه وفضله على سائر من خلق وأنعم عليه بشتى النعم الكبرى، ﴿وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ﴾ ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾.
إخوة الإسلام:-
لقد وصل العالم إلى أعلى مستوى من التطور والتقدم في الطب، وفي أحدث الصناعات وأفتك الأسلحة وأحدث الأجهزة، صنعوا لهم آلات متطورة، استطاعوا من خلالها أن يصلوا إلى الفضاء الخارجي، حصنوا أنفسهم وأموالهم وأولادهم وممتلكاتهم بأحدث الأجهزة وأقوى الأسلحة والترسانات، يأكلون نعم الله ويعصون الله، أنعم الله عليهم بشتى النعم، وقابلوها بأشد الكفر والطغيان، أعطاهم الله سعة في الأرزاق وكثرة في الأولاد، فاستعملوها في محاربة الله، أمهلهم الله فتمادوا في غيهم وطغيانهم، خضع العالم لسطوتهم وأدخلوا الخوف والرعب في قلوب الناس، تجبروا وقتلوا وظلموا ونهبوا واستباحوا، أصبحوا قوة عظمى في هذا الكوكب، جاهروا بعصيانهم لخالقهم، نشروا المنكرات، سارعوا في نشر الفساد بين الناس بلغوا غايتهم في إفساد المسلمين، وإبعادهم عن خالقهم بعد معرفتهم له، حتى أصبح المسلمون اليوم يقلدون الغرب، خرجوا عن أوامر الله وأوامر رسوله ليقتدوا بالمشركين، تخلوا عن دينهم وعن عقائدهم الدينية، انسلخوا عن الدين، ونافسوا مع أهل الشرك في الظلم والطغيان، ونشروا الفساد في المجتمعات العربية، صاروا مع الغرب حزب واحد، وصار جميعهم حزب الشيطان، ولم يكتفوا بهذا؛ بل أصبح أكثر المسلمين معاديًا للإسلام، وساندوا المشركين من اليهود وغيرهم في طمس هذا الدين، نشروا العقائد الباطلة، نسبوا الفواحش إلى الله، ونزهوا أهل الشرك والعصيان من أفعالهم، نزهوا إبليس اللعين من فعله وأضافوه إلى الله، حتى إبليس اللعين لم يفكر في هذا الأمر، أن المسلمين سيقومون بدوره في إضلال العباد وإفسادهم.
عبادَ ٱللَّهِ:-
ﺇﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ اﻟﻠﺒﻴﺐ اﻟﻤﺤﺐ ﻟﺮﺑﻪ، ﻭاﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎﻥ اﻟﻐﺎﺷﻢ، ﻭﻫﺬا اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻌﺼﻴﺐ، ﻭﻫﺬا اﻟﺠﻮ اﻟﺨﺎﻧﻖ، ﻭﻫﺬا اﻟﻄﻘﺲ اﻟﻘﺎﺗﻢ، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺮﺛﻴﺔ، ﻭﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻋﺼﺮ اﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭاﻟﺼﺮاﻉ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ، ﻋﺼﺮ اﻟﻀﻴﺎﻉ، ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺬﻱ ﻋﺼﻔﺖ ﻓﻴﻪ ﺭﻳﺢ اﻟﻔﺘﻦ، ﻭﻫﺎﺟﺖ ﻓﻴﻪ ﺃﻣﻮاﺝ اﻟﺨﺮاﻓﺎﺕ ﻭاﻷﺑﺎﻃﻴﻞ، ﻭﻃﻐﻰ ﻓﻴﻪ ﻃﻮﻓﺎﻥ اﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﺧﻴﻤﺖ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ ﻏﻤﺎﻣﺔ اﻟﺠﻬﻞ، ﻭﻣﺎ ﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ اﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﻦ اﻧﻔﻼﺕ ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺗﻬﺎﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺪﻧﻴﺎ اﻟﻔﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻫﺠﺮ ﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﺬﻛﺮ، ﻭﺗﻠﺒﻴﺲ ﻟﻠﺤﻖ، ﻭﺗﺰﻳﻴﻒ ﻟﻤﻌﺎﻟﻢ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻭﻃﻤﺲ ﻟﻤﺒﺎﺩﺉ اﻹﺳﻼﻡ، -ﺑﻼ ﺷﻚ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ- ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﺗﻌﺪ ﻓﺮاﺋﺼﻪ، ﻭﺗﻬﺘﺰ ﺃﺭﻛﺎﻧﻪ، ﻭﻳﺮﺟﻒ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻳﺘﺠﻤﺪ اﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻪ، ﻭﺗﻨﻔﺠﺮ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﺑﺮاﻛﻴﻦ اﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭاﻟﺘﺄﺳﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﻤﺤﻤﺪﻱ، ﻭﻳﺮﻓﻊ ﺻﻮﺗﻪ ﻣﺴﺘﻐﻴﺜًﺎ ﻧﺎﺩﺑًﺎ: ﻭا ﺇﺳﻼﻣﺎﻩ ﻭاﻣﺤﻤﺪاﻩ، ﻭﻗﺪ ﺗﻠﻌﺜﻢ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﻭاﻣﺘﻸﺕ ﺟﻮاﻧﺤﻪ ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ.
أيها المؤمنون:
مهما بلغ الانسان ما بلغ فهو لا زال محتاجًا الى ربه وهو في أشد الضعف وفي أشد الحاجة مصداقًا لقول الله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾
أيها المؤمنون:
إن هذه الإبتلآئات التي حلت بهذه الأمة، مثل الزلازل والفيضانات والبراكين وما نراه اليوم من شحة الأمطار ونضوب الأبار وانتهاﺀ الزروع والثمار وقلة الارزاق وغيرها من الآفات ما هي إلا رحمة لعباده ليتوبوا ليرجعوا إلى خالقهم، قبل أن يستحقوا العذاب الأكبر، وهو الخلود في النيران، كما قال تعالى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ﴾ و يقول الله عز وجل: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ فكم من الآيات والعبر ولكن نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة.
فقدرة الله محيطة بنا ، لا مفر من الله إلا إليه!
إنذارت من الله متتاليه، وجنوده متوالية، لكي تصحو هذه الأمة من غفلتها، لا نظن أننا في مأمن عن الله، فكل شيء في قبضة الله، ونحن في قبضة الله، ومصيرنا إلي الله، فالله إذا أراد أمرًا كان لا محاله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾.
فاتقوا الله -عباد الله- تقوى ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻗﺮﺏ الله ﻣِﻨْﻪُ ﻭَﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ، وآمنوا ﺑِﻪِ ﺇِﻳﻤَﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺪ أقر ﻟَﻪُ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ﻭاﻷﺯﻟﻴﺔ، ﻟﻤﺎ ﻇﻬﺮ له ﻣﻦ ﻣُﺸَﺎﻫﺪَﺓ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ، ﻭﺷﻮاﻫﺪ ﺳُﻠْﻄَﺎﻧﻪ، ﻭَﻛَﺜْﺮَﺓ اﻟﺪَّﻻَﺋِﻞ ﻋَﻠَﻴْﻪ،ِ ﻭاﻵﻳﺎﺕ اﻟَّﺘِﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻧﻔﺎﺫ ﻣَﺸِﻴﺌَﺘﻪ ﻭﺇﺣﻜﺎﻡ ﺻَﻨﻌﺘﻪ، ﻭَﺑَﻴَﺎﻥ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟَﻤِﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﻭَﺣﺴﻦ ﺗَﺪْﺑﻴﺮﻩ ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾.
وثقوا ﺑِﻪِ ﺛِﻘَﺔ ﻣﻦ ﻗﺪ ﺣﺴُﻦ ﻇَﻨّﻪ ﺑِﻪِ ﻭَﻗﻠﺖ ﺗﻬﻤﺘﻪ ﻟَﻪ، ﻭَﺻﺪّﻕ ﺑﻮﻋﺪﻩ ﻭﻭﺛﻖ ﺑﻀﻤﺎﻧﻪ، ﻭَﺳﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻋَﻦ اﻻِﺿْﻄِﺮَاﺏ ﺇِﻟَﻰ ﻭﻋﺪﻩ، ﻭَﻋﻈﻢ ﻭﻋﻴﺪﻩ ﻓِﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭاﺷﻜﺮوﻩ ﺷﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻓَﻀﻠﻪ ﻭَﻛَﺜُﺮﺕ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ ﻋِﻨْﺪﻩ ﻭﺑﺮﻩ ﺑِﻪ، ﻭﺗﻌﺮّﻑ ﻧﻌﻤﻪ اﻟﻈَّﺎﻫِﺮَﺓ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻨﺔ اﻟْﺨَﺎﺻَّﺔ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻭاﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭأﺧﻠﺺ ﻟَﻪُ ﺇﺧﻼﺹ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺃَﻧﻪ ﻻَ ﻳﻘﺒﻞ ﻟَﻪُ ﻋﻤﻼً ﺇِﻻَّ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ الآفات، ﻭﺇﺧﻼﺻﻪ لله ﻻَ ﺷﺮﻳﻚ ﻟَﻪُ ﻭَﻻَ ﻳُﺸْﺮﻙ ﻓِﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﺣﺪًا ﺳﻮاﻩ وتوكلوا ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺗﻮﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻭﺛﻖ ﺑﻮﻋﺪﻩ، واطمأن ﺇِﻟَﻰ ﺿَﻤَﺎﻧﻪ، ﺛِﻘَﺔ ﻣِﻨْﻪُ ﺑﻮﻓﺎﺋﻪ، ﻭﺭﺿًﺎ ﻣِﻨْﻪُ ﺑِﻘَﻀَﺎﺋِﻪ،ِ ﻭاﺳﺘﺴﻼﻣًﺎ ﻣِﻨْﻪُ لأمره، ﻭﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﺑِﻘَﺪﺭِﻩ،ِ ﻭﻳﻘﻴﻨًﺎ ﺻَﺎﺩِﻗًﺎ ﻣِﻨْﻪُ ﺑﺠﻨﺘﻪ ﻭﻧﺎﺭﻩ، وخافوه ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺳﻄﻮﺗﻪ ﻭَﺷﺪَّﺓ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﻭﺃﻟﻴﻢ ﻋَﺬَاﺑﻪ، ﻭَﻭَﻗَﺎﺋﻌﻪ، ﻟﻤﻦ ﺧَﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮﻩ ﻭَﻋَﺼَﺎﻩُ، ﻭﺗﻌﺮفوا أﻧﻪ ﻻَ ﺗَﻤﺴُّﻚ ﻷﺣﺪ ﺧﺬﻟﻪ، ﻭَﻻَ ﺻَﻨِﻴﻌَﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻭَﻓﻘﻪ ﻭﺳﺪﺩﻩ، ﻭﺣﺎﻃﻪ ﻭَﺣﻔﻈﻪ، ﻭَﺃَﻧﻪ ﻻَ ﺻَﺒﺮ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻋُﻘُﻮﺑَﺘﻪ ﻭﻧﻜﺎﻟﻪ، ﻭَﺗﻐَﻴﺮ ﻧﻌﻤﻪ، وارجوه ﺭَﺟَﺎء ﻣﻦ ﻗﺪ ﺻﺪّﻕ ﺑﻮﻋﺪﻩ، ﻭﻋﺎﻳﻦ ﺛَﻮَاﺑﻪ، ﻭاﺷﻜﺮوﻩ ﺷﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻗﺒﻞ ﻣِﻨْﻪُ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ، ﻭأﺻﻠﺢ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﺣﺒﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﺰِﻳﺪ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ، ﻭﺃﻧﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺰِﻳﺪ ﻛﺮاﻣﺎﺗﻪ ﻣَﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺄﻫﻠﻪ ﺑِﻌَﻤَﻠِﻪ. واستحيوا منه ﺣَﻴَﺎء ﻣﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﻑ ﻛَﺜْﺮَﺓ ﺗﻔﻀﻠﻪ، ﻭﺟﺰﻳﻞ ﻣﻮاﻫﺒﻪ، ﻭَﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻧَﻔﺴﻪ اﻟﺘَّﻘْﺼِﻴﺮ ﻓِﻲ ﺷﻜﺮﻩ، ﻭَﻗﻠﺔ اﻟْﻮَﻓَﺎء ﻣِﻨْﻪُ ﺑﻌﻬﺪﻩ، ﻭَاﻟْﻌﺠﺰ ﻋَﻦ اﻟْﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄَﺩَاء ﻣَﺎ ﻟﺰﻣَﻪ ﻣﻦ ﺣَﻘﻪ. ﺛﻢَّ ﻻَ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﺇِﻻَّ ﺟﻤﻴﻞ ﺳﺘﺮﻩ ﻭﻋﻈﻴﻢ اﻟْﻌَﺎﻓِﻴَﺔ، ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻨﻌﻢ ﻭﺩﻭاﻡ اﻹِْﺣْﺴَﺎﻥ ﺇِﻟَﻴْﻪ،ِ ﻭﻋﻈﻴﻢ اﻟْﺤﻠﻢ ﻭاﻟﺼﻔﺢ ﻋَﻨﻪ.
معاشر المسلمين:
من السنن الماضية والحقائق المسلمة أن العذاب والبلاﺀ أيًا كان نوعه لا يصيب أمة من الأمم إلا بذنب تورطوا فيه، ولا يرتفع عنهم البلاﺀ إلا بتوبة صادقة خالصة لله.
عباد الله:
فلا زالت أبواب السماء مفتحة، ولا زال الله يدعونا إلى رحمته ﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ فمن أراد الدنيا فهي من الله، ومن أراد الآخرة فهي من الله، ولكن ابتعدنا عن جبار السماوات والأرضين، فحل بنا ما نستحقه بسبب ذنوبنا، ولكن لا زال المجال مفتوح أمامنا، لنرجع إلى رحمة الله، التي وسعت كل شيء، كما قال تعالى: ﴿وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ لا نعرض عن نداء الله وهو يدعونا، يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾.
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ ٧ أُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٨﴾
﴿فسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى ملك برٌ رؤوف رحيم، هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إن هذه الإبتلآئات التي حلت بهذه الأمة، مثل الزلازل والفيضانات والبراكين وما نراه اليوم من شحة الأمطار ونضوب الأبار وانتهاﺀ الزروع والثمار وقلة الارزاق وغيرها من الآفات ما هي إلا رحمة لعباده ليتوبوا ليرجعوا إلى خالقهم، قبل أن يستحقوا العذاب الأكبر، وهو الخلود في النيران، كما قال تعالى: ﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ﴾ و يقول الله عز وجل: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآَيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ فكم من الآيات والعبر ولكن نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة.
فقدرة الله محيطة بنا ، لا مفر من الله إلا إليه!
إنذارت من الله متتاليه، وجنوده متوالية، لكي تصحو هذه الأمة من غفلتها، لا نظن أننا في مأمن عن الله، فكل شيء في قبضة الله، ونحن في قبضة الله، ومصيرنا إلي الله، فالله إذا أراد أمرًا كان لا محاله، كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ﴾.
فاتقوا الله -عباد الله- تقوى ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻗﺮﺏ الله ﻣِﻨْﻪُ ﻭَﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋَﻠَﻴْﻪِ، وآمنوا ﺑِﻪِ ﺇِﻳﻤَﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺪ أقر ﻟَﻪُ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪاﻧﻴﺔ ﻭاﻷﺯﻟﻴﺔ، ﻟﻤﺎ ﻇﻬﺮ له ﻣﻦ ﻣُﺸَﺎﻫﺪَﺓ ﻣﻠﻜﻮﺗﻪ، ﻭﺷﻮاﻫﺪ ﺳُﻠْﻄَﺎﻧﻪ، ﻭَﻛَﺜْﺮَﺓ اﻟﺪَّﻻَﺋِﻞ ﻋَﻠَﻴْﻪ،ِ ﻭاﻵﻳﺎﺕ اﻟَّﺘِﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻮﺑﻴﺘﻪ، ﻭﻧﻔﺎﺫ ﻣَﺸِﻴﺌَﺘﻪ ﻭﺇﺣﻜﺎﻡ ﺻَﻨﻌﺘﻪ، ﻭَﺑَﻴَﺎﻥ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺟَﻤِﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﻭَﺣﺴﻦ ﺗَﺪْﺑﻴﺮﻩ ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾.
وثقوا ﺑِﻪِ ﺛِﻘَﺔ ﻣﻦ ﻗﺪ ﺣﺴُﻦ ﻇَﻨّﻪ ﺑِﻪِ ﻭَﻗﻠﺖ ﺗﻬﻤﺘﻪ ﻟَﻪ، ﻭَﺻﺪّﻕ ﺑﻮﻋﺪﻩ ﻭﻭﺛﻖ ﺑﻀﻤﺎﻧﻪ، ﻭَﺳﻜﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻋَﻦ اﻻِﺿْﻄِﺮَاﺏ ﺇِﻟَﻰ ﻭﻋﺪﻩ، ﻭَﻋﻈﻢ ﻭﻋﻴﺪﻩ ﻓِﻲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭاﺷﻜﺮوﻩ ﺷﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﻓَﻀﻠﻪ ﻭَﻛَﺜُﺮﺕ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ ﻋِﻨْﺪﻩ ﻭﺑﺮﻩ ﺑِﻪ، ﻭﺗﻌﺮّﻑ ﻧﻌﻤﻪ اﻟﻈَّﺎﻫِﺮَﺓ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻨﺔ اﻟْﺨَﺎﺻَّﺔ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻭاﻟﻌﺎﻣﺔ، ﻭأﺧﻠﺺ ﻟَﻪُ ﺇﺧﻼﺹ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺃَﻧﻪ ﻻَ ﻳﻘﺒﻞ ﻟَﻪُ ﻋﻤﻼً ﺇِﻻَّ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ الآفات، ﻭﺇﺧﻼﺻﻪ لله ﻻَ ﺷﺮﻳﻚ ﻟَﻪُ ﻭَﻻَ ﻳُﺸْﺮﻙ ﻓِﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﺃﺣﺪًا ﺳﻮاﻩ وتوكلوا ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺗﻮﻛﻞ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻭﺛﻖ ﺑﻮﻋﺪﻩ، واطمأن ﺇِﻟَﻰ ﺿَﻤَﺎﻧﻪ، ﺛِﻘَﺔ ﻣِﻨْﻪُ ﺑﻮﻓﺎﺋﻪ، ﻭﺭﺿًﺎ ﻣِﻨْﻪُ ﺑِﻘَﻀَﺎﺋِﻪ،ِ ﻭاﺳﺘﺴﻼﻣًﺎ ﻣِﻨْﻪُ لأمره، ﻭﺇﻳﻤﺎﻧًﺎ ﺑِﻘَﺪﺭِﻩ،ِ ﻭﻳﻘﻴﻨًﺎ ﺻَﺎﺩِﻗًﺎ ﻣِﻨْﻪُ ﺑﺠﻨﺘﻪ ﻭﻧﺎﺭﻩ، وخافوه ﺧﻮﻑ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺳﻄﻮﺗﻪ ﻭَﺷﺪَّﺓ ﻧﻘﻤﺘﻪ ﻭﺃﻟﻴﻢ ﻋَﺬَاﺑﻪ، ﻭَﻭَﻗَﺎﺋﻌﻪ، ﻟﻤﻦ ﺧَﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮﻩ ﻭَﻋَﺼَﺎﻩُ، ﻭﺗﻌﺮفوا أﻧﻪ ﻻَ ﺗَﻤﺴُّﻚ ﻷﺣﺪ ﺧﺬﻟﻪ، ﻭَﻻَ ﺻَﻨِﻴﻌَﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﻭَﻓﻘﻪ ﻭﺳﺪﺩﻩ، ﻭﺣﺎﻃﻪ ﻭَﺣﻔﻈﻪ، ﻭَﺃَﻧﻪ ﻻَ ﺻَﺒﺮ ﻷﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻋُﻘُﻮﺑَﺘﻪ ﻭﻧﻜﺎﻟﻪ، ﻭَﺗﻐَﻴﺮ ﻧﻌﻤﻪ، وارجوه ﺭَﺟَﺎء ﻣﻦ ﻗﺪ ﺻﺪّﻕ ﺑﻮﻋﺪﻩ، ﻭﻋﺎﻳﻦ ﺛَﻮَاﺑﻪ، ﻭاﺷﻜﺮوﻩ ﺷﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻗﺒﻞ ﻣِﻨْﻪُ ﻣﺤﺎﺳﻨﻪ، ﻭأﺻﻠﺢ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﺣﺒﺎﻩ ﻣﻦ ﻣﺰِﻳﺪ ﺃﻳﺎﺩﻳﻪ، ﻭﺃﻧﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺰِﻳﺪ ﻛﺮاﻣﺎﺗﻪ ﻣَﺎ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺄﻫﻠﻪ ﺑِﻌَﻤَﻠِﻪ. واستحيوا منه ﺣَﻴَﺎء ﻣﻦ ﻗﺪ ﺗﻌﺮﻑ ﻛَﺜْﺮَﺓ ﺗﻔﻀﻠﻪ، ﻭﺟﺰﻳﻞ ﻣﻮاﻫﺒﻪ، ﻭَﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻧَﻔﺴﻪ اﻟﺘَّﻘْﺼِﻴﺮ ﻓِﻲ ﺷﻜﺮﻩ، ﻭَﻗﻠﺔ اﻟْﻮَﻓَﺎء ﻣِﻨْﻪُ ﺑﻌﻬﺪﻩ، ﻭَاﻟْﻌﺠﺰ ﻋَﻦ اﻟْﻘﻴﺎﻡ ﺑﺄَﺩَاء ﻣَﺎ ﻟﺰﻣَﻪ ﻣﻦ ﺣَﻘﻪ. ﺛﻢَّ ﻻَ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻘﻪ ﺇِﻻَّ ﺟﻤﻴﻞ ﺳﺘﺮﻩ ﻭﻋﻈﻴﻢ اﻟْﻌَﺎﻓِﻴَﺔ، ﻭﺗﺘﺎﺑﻊ اﻟﻨﻌﻢ ﻭﺩﻭاﻡ اﻹِْﺣْﺴَﺎﻥ ﺇِﻟَﻴْﻪ،ِ ﻭﻋﻈﻴﻢ اﻟْﺤﻠﻢ ﻭاﻟﺼﻔﺢ ﻋَﻨﻪ.
معاشر المسلمين:
من السنن الماضية والحقائق المسلمة أن العذاب والبلاﺀ أيًا كان نوعه لا يصيب أمة من الأمم إلا بذنب تورطوا فيه، ولا يرتفع عنهم البلاﺀ إلا بتوبة صادقة خالصة لله.
عباد الله:
فلا زالت أبواب السماء مفتحة، ولا زال الله يدعونا إلى رحمته ﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ فمن أراد الدنيا فهي من الله، ومن أراد الآخرة فهي من الله، ولكن ابتعدنا عن جبار السماوات والأرضين، فحل بنا ما نستحقه بسبب ذنوبنا، ولكن لا زال المجال مفتوح أمامنا، لنرجع إلى رحمة الله، التي وسعت كل شيء، كما قال تعالى: ﴿وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ﴾ لا نعرض عن نداء الله وهو يدعونا، يقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾.
بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا وَرَضُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَٱطۡمَأَنُّواْ بِهَا وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِنَا غَٰفِلُونَ ٧ أُوْلَـٰٓئِكَ مَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ٨﴾
﴿فسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، إنه تعالى ملك برٌ رؤوف رحيم، هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
╝
الحمد لله الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، الحمد لله الذي يسبح له في الغداة والعشي، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، الحمد لله عالم السر والنجوى، وكاشف الضر والبلوى، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، الحمد لله الفاشي في الخلق نعمه، الباسط بالجود يده، اللهم لك الحمد بما حمدت به نفسك، وأضعاف ذلك بالأضعاف التي لا يحصيها غيرك يا رب العالمين، حمدًا تتقبله منا، وترضى به عنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد له ولاند، تعالى عما ينسبه إليه الظالمون، من الظلم لعباده والتشبيه له بخلقه،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً ÷، خاتم الأنبياء والمرسلين، ختم الله به الرسالة، وطمس به الجهل والضلالة، فأنار الإسلام في جميع البلدان، وصدع بفضله نور الإيمان، وأشرق العدل بعد الظلم والطغيان، وظهر أمر الله وهم كارهون، فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار، ما اختلف الليل والنهار.
أَمَّا بَعْد ـ عِبَادَ ٱللَّهِ:-
يقول الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ وَاقٍ﴾.
أمة القرآن:- لقد تجاهلنا كتاب الله ونبذناه خلف ظهورنا، نسينا أنه من الله دستورًا لنا وقائدًا وبرهان وهادي، ألا قرأنا القرآن وتأملناه؟! فإن فيمن مضى لنا عبرة، كيف صرعهم الله وهم في طغيانهم يعمهون، ترك ديارهم خالية، وقراهم مقفرة، وآثارهم باقية، كما قال تعالى: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ وقال أيضًا: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَـمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ منهم من خسف الله به الأرض، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من أغرقه الله، ألم نسمع إلى كتاب الله حيث يقول: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ يقول: أمرناهم بالطاعة فعصوا، فاستحقوا العذاب أليم بما كسبته أيديهم، وقال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾
ألم نقرأ قوله تعالى عندما أخبر عن قارون? حيث قال: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْـمٍ عِنْدِي أَوَلَـمْ يَعْلَـمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْـمُجْرِمُونَ﴾ ثم قال تعالى بعد ما أعرض قارون: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْـمُنْتَصِرِينَ﴾.
إذا نفذ أمر الله فلا يمكن رده، ولكن يمكن رده بالتوبة قبل حلوله، أما إذا نزل فلا رادّ لإمره، عندما رأى المؤمنون رزق قارون قال: يا ليت لنا مثلما أوتي قارون، ولكن لما نزل بقارون ما يستحقه قالوا كما قال تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِـمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾.
كفانا تماديًا على الله، كفانا ابتعادًا عن الله، لقد أعرضنا عن القرآن الكريم، وعن سنة رسوله الأمين، قلت الأمطار فلم نستغفر ونتوب، ذهبت البركة من الثمار والأولاد فلم نرجع إلى علام الغيوب، إنها رحمة الله تنادينا لنقلع عن الذنوب، أرسل الله علينا الجراد والضرَب والبرَد، لنصحح مسارنا، ثبتنا على العصيان ثبات الجبال الراسية، حتى ظهر في وقتنا هذا إنذار من الله ليخبرنا بعظمة الله وقدرته، هكذا تتجلى عظمة الله، ولكن كما قال تعالى: ﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَـمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
أيها الاخوة المسلمون:-
إنَّ البشرية الحائرة اليوم لو أرادت أن تخرج ممَّا هي فيه من صراعات وحروب مدمِّرة أهلكت الحرث والنسل، وقضت على الأخضر واليابس، ولو أرادت البشرية الحائرة أن تخرج من كبوتها، وتُقيل عثرتها، فلا بد عليها أن تقبل على الدين الذي حمل لواءه سيدنا محمد ÷ وأهل بيته والعلماء من بعده، فيتعلم أحكام الدين وشرائعه تعيش البشرية آمنةً مطمئنةً، يعمُّها الرخاء، ويحدوها الأمل، وينتشر فيها السلام.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
╝
الحمد لله الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته، الحمد لله الذي يسبح له في الغداة والعشي، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، الحمد لله عالم السر والنجوى، وكاشف الضر والبلوى، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، الحمد لله الفاشي في الخلق نعمه، الباسط بالجود يده، اللهم لك الحمد بما حمدت به نفسك، وأضعاف ذلك بالأضعاف التي لا يحصيها غيرك يا رب العالمين، حمدًا تتقبله منا، وترضى به عنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ضد له ولاند، تعالى عما ينسبه إليه الظالمون، من الظلم لعباده والتشبيه له بخلقه،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً ÷، خاتم الأنبياء والمرسلين، ختم الله به الرسالة، وطمس به الجهل والضلالة، فأنار الإسلام في جميع البلدان، وصدع بفضله نور الإيمان، وأشرق العدل بعد الظلم والطغيان، وظهر أمر الله وهم كارهون، فصلاة ربي وسلامه عليه وعلى آله الأطهار، ما اختلف الليل والنهار.
أَمَّا بَعْد ـ عِبَادَ ٱللَّهِ:-
يقول الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ وَاقٍ﴾.
أمة القرآن:- لقد تجاهلنا كتاب الله ونبذناه خلف ظهورنا، نسينا أنه من الله دستورًا لنا وقائدًا وبرهان وهادي، ألا قرأنا القرآن وتأملناه؟! فإن فيمن مضى لنا عبرة، كيف صرعهم الله وهم في طغيانهم يعمهون، ترك ديارهم خالية، وقراهم مقفرة، وآثارهم باقية، كما قال تعالى: ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ وقال أيضًا: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَـمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ﴾ منهم من خسف الله به الأرض، ومنهم من أخذته الصيحة، ومنهم من أغرقه الله، ألم نسمع إلى كتاب الله حيث يقول: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ يقول: أمرناهم بالطاعة فعصوا، فاستحقوا العذاب أليم بما كسبته أيديهم، وقال تعالى: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾
ألم نقرأ قوله تعالى عندما أخبر عن قارون? حيث قال: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْـمٍ عِنْدِي أَوَلَـمْ يَعْلَـمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْـمُجْرِمُونَ﴾ ثم قال تعالى بعد ما أعرض قارون: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْـمُنْتَصِرِينَ﴾.
إذا نفذ أمر الله فلا يمكن رده، ولكن يمكن رده بالتوبة قبل حلوله، أما إذا نزل فلا رادّ لإمره، عندما رأى المؤمنون رزق قارون قال: يا ليت لنا مثلما أوتي قارون، ولكن لما نزل بقارون ما يستحقه قالوا كما قال تعالى: ﴿وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِـمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾.
كفانا تماديًا على الله، كفانا ابتعادًا عن الله، لقد أعرضنا عن القرآن الكريم، وعن سنة رسوله الأمين، قلت الأمطار فلم نستغفر ونتوب، ذهبت البركة من الثمار والأولاد فلم نرجع إلى علام الغيوب، إنها رحمة الله تنادينا لنقلع عن الذنوب، أرسل الله علينا الجراد والضرَب والبرَد، لنصحح مسارنا، ثبتنا على العصيان ثبات الجبال الراسية، حتى ظهر في وقتنا هذا إنذار من الله ليخبرنا بعظمة الله وقدرته، هكذا تتجلى عظمة الله، ولكن كما قال تعالى: ﴿هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَـمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.
أيها الاخوة المسلمون:-
إنَّ البشرية الحائرة اليوم لو أرادت أن تخرج ممَّا هي فيه من صراعات وحروب مدمِّرة أهلكت الحرث والنسل، وقضت على الأخضر واليابس، ولو أرادت البشرية الحائرة أن تخرج من كبوتها، وتُقيل عثرتها، فلا بد عليها أن تقبل على الدين الذي حمل لواءه سيدنا محمد ÷ وأهل بيته والعلماء من بعده، فيتعلم أحكام الدين وشرائعه تعيش البشرية آمنةً مطمئنةً، يعمُّها الرخاء، ويحدوها الأمل، وينتشر فيها السلام.
ولن يتغيَّر هذا الحال إلَّا إذا غيَّرنا ما بأنفسنا، واتَّبعنا قرآنَ ربِّنا، وأخذنا بعترة نبينا، كما قال رسولُ الله ÷: ((ﺇﻧﻲ ﺗﺎﺭﻙ ﻓﻴﻜﻢ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺗﻤﺴﻜﺘﻢ ﺑﻪ ﻟﻦ ﺗﻀﻠﻮا ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻱ ﺃﺑﺪًا ﻛﺘﺎﺏ الله ﻭﻋﺘﺮﺗﻲ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻲ، ﺇﻥ اللطيف اﻟﺨﺒﻴﺮ ﻧﺒﺄﻧﻲ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻟﻦ ﻳﻔﺘﺮﻗﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺩا ﻋﻠﻲ اﻟﺤﻮﺽ)).
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله، من الصلاة والسلام على النبي وآله، امتثالاً لقول الله جل جلاله: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
اللهم صل وسلم وبارك وترحم وتحنن على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، وصل وسلم على أخيه ووصيه بعده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهم الأمامين السيدين السعيدين الشهيدين، الحسن والحسين، وعلى آل بيت رسولك الأخيار، دعاة منهم ومقتصدين، وارضي اللهم عن الصحابة الأخيار، من المهاجرين والأنصار، وعنا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنا وأغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين.
اللهم وأنصر الإسلام والمسلمين وأيد شرعية سيد المرسلين، وأنصر من نصر الدين، وأخذل من خذل الدين، يا عزيز يا غفار، يا منتقم يا جبار إنك على كل شيء قدير، واهلك الكفرة الملحدين، واليهود والنصارى والظالمين، ومن أعانهم أو تولاهم من المخلوقين، والصادين عن دينك والمتقطعين في سبيلك، والمعادين لأوليائك، والمحاربين لأهل بيت نبيئك من الجنة والناس أجمعين.
اللهم عليك باليهود الانجاس المعتدين، اللهم إنهم قد أكثروا في الارض الفساد، اللهم فصب عليهم سوط عذاب وانكس كبرتهم وفرق جمعهم وشتت شملهم واقذف الرعب في قلوبهم، ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ومزقهم كل ممزق يا منتقم يا جبار يا عزيز يا قهار، اللهم رد كيدهم في نحورهم وسلط عليهم سيف انتقامك ياجبار، آمين اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فاذْكُرُوا اللهَ العَظيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله، من الصلاة والسلام على النبي وآله، امتثالاً لقول الله جل جلاله: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
اللهم صل وسلم وبارك وترحم وتحنن على عبدك ورسولك وخيرتك من خلقك محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، وصل وسلم على أخيه ووصيه بعده أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهم الأمامين السيدين السعيدين الشهيدين، الحسن والحسين، وعلى آل بيت رسولك الأخيار، دعاة منهم ومقتصدين، وارضي اللهم عن الصحابة الأخيار، من المهاجرين والأنصار، وعنا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار، ربنا لا تؤخذنا إن نسينا أو أخطنا، ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنا وأغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فأنصرنا على القوم الكافرين.
اللهم وأنصر الإسلام والمسلمين وأيد شرعية سيد المرسلين، وأنصر من نصر الدين، وأخذل من خذل الدين، يا عزيز يا غفار، يا منتقم يا جبار إنك على كل شيء قدير، واهلك الكفرة الملحدين، واليهود والنصارى والظالمين، ومن أعانهم أو تولاهم من المخلوقين، والصادين عن دينك والمتقطعين في سبيلك، والمعادين لأوليائك، والمحاربين لأهل بيت نبيئك من الجنة والناس أجمعين.
اللهم عليك باليهود الانجاس المعتدين، اللهم إنهم قد أكثروا في الارض الفساد، اللهم فصب عليهم سوط عذاب وانكس كبرتهم وفرق جمعهم وشتت شملهم واقذف الرعب في قلوبهم، ﻭﺃﻫﻠﻚ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﻭﺁﺧﺮﻫﻢ ومزقهم كل ممزق يا منتقم يا جبار يا عزيز يا قهار، اللهم رد كيدهم في نحورهم وسلط عليهم سيف انتقامك ياجبار، آمين اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عباد الله:
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ فاذْكُرُوا اللهَ العَظيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا.
خطبة_معاد_نشرها_عن_عظمة_الله_ورحمته.pdf
461.1 KB
مشاركة 'خطبة معاد نشرها عن عظمة الله ورحمته.pdf'
✳️سؤال
هل يجوز الدعاء على الأم أو الأب بسبب ظلمهم لأولادهم؟
↕️الجواب
لا يجوز ذلك.
هل يجوز الدعاء على الأم أو الأب بسبب ظلمهم لأولادهم؟
↕️الجواب
لا يجوز ذلك.
✳️ سؤال:
هناك نوع من الإندومي بسعر 100، وهو مختلف عن الإندومي الأخضر بسعر 150، ومكتوب في بهاراته "نكهة خضار صناعية"، ولم يُذكر "نكهة دجاج" أو "نكهة لحم بقر".
فهل يجوز أكله، أم أن له نفس حكم الأول؟
↕️ الجواب:
لا مانع من أكل أندومي الخضار إذا اطمأن القلب بسلامته مما حرمه الله.
هناك نوع من الإندومي بسعر 100، وهو مختلف عن الإندومي الأخضر بسعر 150، ومكتوب في بهاراته "نكهة خضار صناعية"، ولم يُذكر "نكهة دجاج" أو "نكهة لحم بقر".
فهل يجوز أكله، أم أن له نفس حكم الأول؟
↕️ الجواب:
لا مانع من أكل أندومي الخضار إذا اطمأن القلب بسلامته مما حرمه الله.
✳️سؤال
هل صح في مذهب أهل البيت عليهم السلام أن عمر قال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه يهجر وغلبه الوجع؟
↕️الجواب
نعم ذلك صحيح.
هل صح في مذهب أهل البيت عليهم السلام أن عمر قال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه يهجر وغلبه الوجع؟
↕️الجواب
نعم ذلك صحيح.
🤔عن الإمام علي عليه السلام قال: نزل القرآن على أربعة أرباعٍ: ربعٌ حلالٌ، وربعٌ حرامٌ، وربعٌ مواعظٌ وأمثالٌ، وربعٌ قصصٌ وأخبارٌ.