وفي تلك الليلة، نَقل النبي يعقوب زوجتَيْه وجواريْه وأولاده الأحد عشر، واجتازوا نُهَير يَبُّوقَ (الذي يعرف الآن بنهر الزرقاء في وادي الأردن). ونقل معهم كل ما تبقيَ من ممتلكاتِه إلى الضفة الأخرى عَبْرَ الوادِي. وبَقيَّ النبي يعقوب بعدها وحده، فظهر له ملاك في هيئة رجل، فصارعه النبي يعقوب حتى طلوع الفجر فلما رأىَ ذلك الشخص جهد النبي يعقوب في مصارعتِه، ضَرَبَ مِفْصَلَ فَخذِ النبي يَعقُوبَ فانخَلَعَ وهو يصارعه. ثم قال للنبي يعقوب: «ها وقد طلع الفجر، فدعني أذهب». فتَشَبَّثَ به النبي يعقوب وقال: «لن أتركك إلا بعد أن تدعو لي بالبركة». فسأل الملاك النبي يعقوب وقال: «ما هو أسمك؟» فَأجابه: «أسمي يَعْقُوبُ». فقال له الملاك: «لا. لن يكون أسمك بعد الآن يعقوب، بل سيكون أسمك إِسْرَائِيلَ، لأنك ثابرت واجتهدت مع الله والبشر وأفلحت». فقال له النبي يعقوب: «رجاءًا أَخْبِرْني بِٱسْمِكَ؟». فأجابه: «ولماذا تسأل عن أسمي!». وبعد أن باركه، ذهب عنه وتركه.
وأطلق النبي يعقوب على ذلك المكان «فنيئيل» (الذي يعني: وجه الله)، لأنه قال: «رأيت وجه الملاك ونجوت من الهلاك». وأشرقت الشمس والنبي يعقوب يَعْبُر من منطقة «فنيئيل» وهو يعرج على ساقِه بسبب الإصابه التي لحقت فخذِه. ولهذا لا يأكل بني إسرائيل عصب الفخذ من اللحوم، تذكاراً لتلك الواقعة التي حدثت للنبي يعقوب
وأطلق النبي يعقوب على ذلك المكان «فنيئيل» (الذي يعني: وجه الله)، لأنه قال: «رأيت وجه الملاك ونجوت من الهلاك». وأشرقت الشمس والنبي يعقوب يَعْبُر من منطقة «فنيئيل» وهو يعرج على ساقِه بسبب الإصابه التي لحقت فخذِه. ولهذا لا يأكل بني إسرائيل عصب الفخذ من اللحوم، تذكاراً لتلك الواقعة التي حدثت للنبي يعقوب
*لقاء النبي يعقوب مع أخيه عيسو*
ثم نظر النبي يعقوب فرأىَ اخيه عيسو ومعه أربعُ مئةِ رَجُلٍ من بعيدٍ قادمين، فقسم أهل بيته وجعل كل أمٍ من زوجاتهِ ليئة وراحيل مع أولادِها، وكذلك فعل مع أولاد الجاريتين. ثم فرق بينهم وقَدَم الجاريتين وأولادَهُما، ومن ورائِهم ليئة وأولادَها، ثم راحيل ويوسف أخر الواقفين. أما النبي يعقوب فتقدمهم، ومشىَ وانحنىَ سبع مرات بإحترام إلى أن أقترب من أخوه عيسو . فجرىَ عيسو نحو النبي يعقوب ويضُمَه إلى صدرِه ويقَبله، وَبَكَى الِاثْنَانِ. وحين رأى عيسو النساء والأولاد، سأل النبي يعقوب: «مَن هَؤُلَاءِ؟» فأجابه النبي يعقوب: «هَؤُلَاءِ أولادي الذين أنعم عليَّ بهم رب العالمين». فدَنَت الجاريتان وأولادَهما وانحنوا أمام عيسو. وبعدهم دَنَت ليئة أيضًا وأولادها وانحنوا أمام عيسو، ومن بعدها تقدمت راحيل ويوسف وانحنيا أمام كما فعل الآخرون.
فسأل عيسو النبي يعقوب: «ما الذي قصدته بتلك القطعان من البهائم والأنعام التي قابلتها في الطريق ونحن قادمون؟» فأجابه النبي يعقوب: «إنما أردت أن تسبقني هديتي عسى أن يعفو عني أخي الكريم». فقال له عيسو: «فلتحتفظ أنت بما لديك يا أخي، فإن لدي الآن منها الكثير». فأجابه النبي يعقوب: «لا يا سيدي، فإن كنت رضيت عني، فلتتفضل بقبول هديتي. فالرضا الذي رأيته على وجهك وكأنني قد رأيت الرضا في وجهِ الله. تَكَرَم وباركني واقبل هديتي. فإن الله بالكثير أكرمني ومن كل النْعَم رزقني». فتقبلها عيسو منه بعد أن شدد النبي يعقوب في الإلحاح عليه.
ثم قال عيسو للنبي يعقوب: «دعنا أذن نرحل من هنا وأنا سأَسير أمامك ونحن في طَريقِنا». فقال يعقوب لعيسو: «يا سيدي، إنما أولادي كما ترى مازالوا صغار ضعفاء، وماشيتي مُرضعة أصابها العناء، وربما هلكت إن زدت عليها يومًا آخر من العناء. فلتتفضل أنت أخي الكريم وتسبقَني، ومن ورائِك أسوقُ ماشيتي وامشي على قدر طاقةَ أهل بيتي، حتى أصل بهم إلى جبل سعير وهناك نلتقي.» فَقالَ عيسو للنبي يعقوب: «دعني أذن أترك بعض رجالي في صُحبتك.» فأجابه النبي يعقوب: «ولما ذلك؟ لا داعي ويكفيني أنك راضي عني.» فمشَى عيسو في نفس اليوم راجعًا إلى سعير أما يعقوب فلم يكن قلبهُ مُطمئنًا، وبدلاً من أن يمشي وراء عيسو، توجه للغرب ناحية نهر الأردن، ونصب لمواشيه مِظلات وبنىَ له ولأهلهِ بيتًا. ولذلك سُمّي ذلك المكان سُكُّوت (ومعنى الأسم: الْمِظَلات).
ومن هناك أرتحل النبي يعقوب حتى أتم رحلته من بلاد أرام أرض بين النهرين ووصل سالمًا إلى أرض الكنعانين، وَنَصَبَ خِيَامَهُ عند أطراف مدينة شَكيم (التي تُعرف الآن بإسم مدينة نابلس). ثم أشترى مِنْ أَبْنَاءِ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ قطعة الأرض التي نَصَبَ عليها خِيَامَهُ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ. ثم بنى هناك مكانًا لتقديم القرابين تقربًا لله، وسماه مكان عبادة الإله رب يعقوب.
ثم نظر النبي يعقوب فرأىَ اخيه عيسو ومعه أربعُ مئةِ رَجُلٍ من بعيدٍ قادمين، فقسم أهل بيته وجعل كل أمٍ من زوجاتهِ ليئة وراحيل مع أولادِها، وكذلك فعل مع أولاد الجاريتين. ثم فرق بينهم وقَدَم الجاريتين وأولادَهُما، ومن ورائِهم ليئة وأولادَها، ثم راحيل ويوسف أخر الواقفين. أما النبي يعقوب فتقدمهم، ومشىَ وانحنىَ سبع مرات بإحترام إلى أن أقترب من أخوه عيسو . فجرىَ عيسو نحو النبي يعقوب ويضُمَه إلى صدرِه ويقَبله، وَبَكَى الِاثْنَانِ. وحين رأى عيسو النساء والأولاد، سأل النبي يعقوب: «مَن هَؤُلَاءِ؟» فأجابه النبي يعقوب: «هَؤُلَاءِ أولادي الذين أنعم عليَّ بهم رب العالمين». فدَنَت الجاريتان وأولادَهما وانحنوا أمام عيسو. وبعدهم دَنَت ليئة أيضًا وأولادها وانحنوا أمام عيسو، ومن بعدها تقدمت راحيل ويوسف وانحنيا أمام كما فعل الآخرون.
فسأل عيسو النبي يعقوب: «ما الذي قصدته بتلك القطعان من البهائم والأنعام التي قابلتها في الطريق ونحن قادمون؟» فأجابه النبي يعقوب: «إنما أردت أن تسبقني هديتي عسى أن يعفو عني أخي الكريم». فقال له عيسو: «فلتحتفظ أنت بما لديك يا أخي، فإن لدي الآن منها الكثير». فأجابه النبي يعقوب: «لا يا سيدي، فإن كنت رضيت عني، فلتتفضل بقبول هديتي. فالرضا الذي رأيته على وجهك وكأنني قد رأيت الرضا في وجهِ الله. تَكَرَم وباركني واقبل هديتي. فإن الله بالكثير أكرمني ومن كل النْعَم رزقني». فتقبلها عيسو منه بعد أن شدد النبي يعقوب في الإلحاح عليه.
ثم قال عيسو للنبي يعقوب: «دعنا أذن نرحل من هنا وأنا سأَسير أمامك ونحن في طَريقِنا». فقال يعقوب لعيسو: «يا سيدي، إنما أولادي كما ترى مازالوا صغار ضعفاء، وماشيتي مُرضعة أصابها العناء، وربما هلكت إن زدت عليها يومًا آخر من العناء. فلتتفضل أنت أخي الكريم وتسبقَني، ومن ورائِك أسوقُ ماشيتي وامشي على قدر طاقةَ أهل بيتي، حتى أصل بهم إلى جبل سعير وهناك نلتقي.» فَقالَ عيسو للنبي يعقوب: «دعني أذن أترك بعض رجالي في صُحبتك.» فأجابه النبي يعقوب: «ولما ذلك؟ لا داعي ويكفيني أنك راضي عني.» فمشَى عيسو في نفس اليوم راجعًا إلى سعير أما يعقوب فلم يكن قلبهُ مُطمئنًا، وبدلاً من أن يمشي وراء عيسو، توجه للغرب ناحية نهر الأردن، ونصب لمواشيه مِظلات وبنىَ له ولأهلهِ بيتًا. ولذلك سُمّي ذلك المكان سُكُّوت (ومعنى الأسم: الْمِظَلات).
ومن هناك أرتحل النبي يعقوب حتى أتم رحلته من بلاد أرام أرض بين النهرين ووصل سالمًا إلى أرض الكنعانين، وَنَصَبَ خِيَامَهُ عند أطراف مدينة شَكيم (التي تُعرف الآن بإسم مدينة نابلس). ثم أشترى مِنْ أَبْنَاءِ حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ قطعة الأرض التي نَصَبَ عليها خِيَامَهُ بِمِئَةِ قِطْعَةٍ مِنَ الْفِضَّةِ. ثم بنى هناك مكانًا لتقديم القرابين تقربًا لله، وسماه مكان عبادة الإله رب يعقوب.
*دينة بنت النبي يعقوب*
ثم حدث أن خرجت دينة ٱبنةُ النبي يعقوب من زوجتِه ليئة لتزورَ بنات الجيران في المنطقة. فرآها شكيم بن حمور، ابن كبير المنطقة التي سكنوها، فاخذها غصبًا واعتدىَ عليها، لكنه أحبها وتعلق بها فابقاها عنده. ثم ذهب إلى أبيه وقال له: «يا أبي، أريد أن أتزوج هذه الفتاة». وعرف النبي يعقوب أنَّ شكيم اعتدَى علَى ابنتِهِ دينة. فتمهل حتى يعود أبنائَه الذين كانوا وقتها في الحقول يرعونَ الغنم.
وذهب حَمور وأبنه شَكيم إلى النبي يعقوب ليتكلموا معه. وحين رجع أبناء النبي يعقوب من المَرعىَ وعرفوا بما حَدث ، ثاروا وتملكهم الغضب، لأن شَكيم ارتكب كبيرة من الكبائر في حق اهل بيت النبي يعقوب حين أعتدى على أختهم. فقال لهم حمور: «قد وقعت محبة أبنتكم في قلب أبني شكيم، وهو يريد أن يتزوجها. ولتكن مصاهرة بيننا، نتزوج من بناتكم وتتزوجوا من بناتنا وَاسْتَقِرُّوا بَينَنا. فها هي الأرض أمامكم واسعة، فتملكوا منها وتاجروا فيها كما شئتم». ثمّ أضاف شَكيم على كلامِ أبيه وقال لهم: «ليتكم ترضون وتقبلوا زواجي مِنَها، وكل ما تطلبون مني أعطيه لكم من أجلِها. أطلبوا ما شئتم وعلى قدر استطاعتكم مهراً لها، وأنا أعطيه لكم لكن زوجوني منها». فَمكر اولاد النبي يعقوب بهم في جوابهِم ، لأن شَكيم اعتدىَ على دِينَةَ أُخْتَهُمْ. فقالوا لشكيم: «لكنك رجل غير مختون وعار عندنا أن نزوجك أختنا. إنما إن ختنتم ذكوركم مْثلَنَا، يُمكن حينها أن نَقبَل ونُزَوجَك أختنا. وحينها نزوجكم بناتنا ونتزوج من بناتكم ونصير شعبًا واحدًا وَنَسْكُن بينكم. وإن أَبَيتُم ولم تفعلوا كما قلنا لكم، نأخذ ابنتنا ونرحل عن أرضكم». فَوافق حَمُور وابنه شكيم على شَرطهِم. وكان شَكيم مُكْرَمًا بين جَميعِ بَيتِ أبيهِ، وكان مُتَيَمًا بمحبة دِينَةَ بنتهم، فلم يتردد في تنفيذ طلبهم.
فذهب حمور وٱبْنهُ شكيم عند باب المدينة حيث كان قادة المدينة يجتمعون، وقالوا لهم: «إِنَّ يعقوب وأهل بيتهِ قَوْم مُسالمون، فلندعهم أذن يسكنوا بيننا، وليتاجروا كما يشاءوا فها هي مترامية الأطراف أرضنا. نتزوج من بناتهِم، ويتزوجوا من بناتِنا. لكنهم لن يخالطونا ويسكنوا معنا إلا على شرط أن يَختَتّنَ مثلهم كل ذكورنا. إن هكذا فعلنا، بمرور الزمن تنتقل أملاكهم أيضاً إلينا، فلنُوافِقَ عَلَى شَرْطِهِم لِيَستَقِروا بَينَنا.» فوافقَ كلُّ الموجودينَ عِندَ بابِ المدينةِ علَى كلام حَمورَ وابنهِ شكيمَ، وختنوا كلَّ ذكرٍ في المدينةِ.
وبعد ثلاثة أيام، وبينما رجال المدينة وكل ذكورها متوجعونَ من أثر ألم الختان، تَسَلَح كل من شِمْعُونَ وَلَاوِيَ أولاد النبي يعقوب واشقاء دينة بسيوفهما، وهجما على المدينة واهلها غافلون وقتلا كل الرجال الموجودين، كما قَتَلَا حَمُورَ وَٱبْنَهُ شكيم بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ، وَأَخَذَا دِينَةَ من بيت شكيم وخرجا بها. وحين علم بقية أولاد يعقوب أن شِمْعُونَ وَلَاوِيَ ذهبوا لينتقموا لأختهِم، وانتهزوا الفرصة ونهبوا المدينة والحقول، وآسرو نسائهم وأطفالهم، واستولوا على كل مواشيهم وأغنامهم.
وحين عَلم النبي يعقوب بما حدث، قال لِشَمْعُونَ وَلَاوِي: «جلبتما عليَّ الشقاء وأسئتم لسُمعتي عند أهل البلاد من ٱلْكَنعانيين وٱلْفرزيينَ بفعلكم المُشّين، نحن قْلةٌ بينهم ولو اجتمعوا علينا اهلكوني واهلكوا أهل بيتي اجمعين». فقالَ شمعون ولَاوِي: «يا أبانا، وهل ترضا لنا أن يُنتهك عرض أختَنا ولا نكون ثائرين؟».
ثم حدث أن خرجت دينة ٱبنةُ النبي يعقوب من زوجتِه ليئة لتزورَ بنات الجيران في المنطقة. فرآها شكيم بن حمور، ابن كبير المنطقة التي سكنوها، فاخذها غصبًا واعتدىَ عليها، لكنه أحبها وتعلق بها فابقاها عنده. ثم ذهب إلى أبيه وقال له: «يا أبي، أريد أن أتزوج هذه الفتاة». وعرف النبي يعقوب أنَّ شكيم اعتدَى علَى ابنتِهِ دينة. فتمهل حتى يعود أبنائَه الذين كانوا وقتها في الحقول يرعونَ الغنم.
وذهب حَمور وأبنه شَكيم إلى النبي يعقوب ليتكلموا معه. وحين رجع أبناء النبي يعقوب من المَرعىَ وعرفوا بما حَدث ، ثاروا وتملكهم الغضب، لأن شَكيم ارتكب كبيرة من الكبائر في حق اهل بيت النبي يعقوب حين أعتدى على أختهم. فقال لهم حمور: «قد وقعت محبة أبنتكم في قلب أبني شكيم، وهو يريد أن يتزوجها. ولتكن مصاهرة بيننا، نتزوج من بناتكم وتتزوجوا من بناتنا وَاسْتَقِرُّوا بَينَنا. فها هي الأرض أمامكم واسعة، فتملكوا منها وتاجروا فيها كما شئتم». ثمّ أضاف شَكيم على كلامِ أبيه وقال لهم: «ليتكم ترضون وتقبلوا زواجي مِنَها، وكل ما تطلبون مني أعطيه لكم من أجلِها. أطلبوا ما شئتم وعلى قدر استطاعتكم مهراً لها، وأنا أعطيه لكم لكن زوجوني منها». فَمكر اولاد النبي يعقوب بهم في جوابهِم ، لأن شَكيم اعتدىَ على دِينَةَ أُخْتَهُمْ. فقالوا لشكيم: «لكنك رجل غير مختون وعار عندنا أن نزوجك أختنا. إنما إن ختنتم ذكوركم مْثلَنَا، يُمكن حينها أن نَقبَل ونُزَوجَك أختنا. وحينها نزوجكم بناتنا ونتزوج من بناتكم ونصير شعبًا واحدًا وَنَسْكُن بينكم. وإن أَبَيتُم ولم تفعلوا كما قلنا لكم، نأخذ ابنتنا ونرحل عن أرضكم». فَوافق حَمُور وابنه شكيم على شَرطهِم. وكان شَكيم مُكْرَمًا بين جَميعِ بَيتِ أبيهِ، وكان مُتَيَمًا بمحبة دِينَةَ بنتهم، فلم يتردد في تنفيذ طلبهم.
فذهب حمور وٱبْنهُ شكيم عند باب المدينة حيث كان قادة المدينة يجتمعون، وقالوا لهم: «إِنَّ يعقوب وأهل بيتهِ قَوْم مُسالمون، فلندعهم أذن يسكنوا بيننا، وليتاجروا كما يشاءوا فها هي مترامية الأطراف أرضنا. نتزوج من بناتهِم، ويتزوجوا من بناتِنا. لكنهم لن يخالطونا ويسكنوا معنا إلا على شرط أن يَختَتّنَ مثلهم كل ذكورنا. إن هكذا فعلنا، بمرور الزمن تنتقل أملاكهم أيضاً إلينا، فلنُوافِقَ عَلَى شَرْطِهِم لِيَستَقِروا بَينَنا.» فوافقَ كلُّ الموجودينَ عِندَ بابِ المدينةِ علَى كلام حَمورَ وابنهِ شكيمَ، وختنوا كلَّ ذكرٍ في المدينةِ.
وبعد ثلاثة أيام، وبينما رجال المدينة وكل ذكورها متوجعونَ من أثر ألم الختان، تَسَلَح كل من شِمْعُونَ وَلَاوِيَ أولاد النبي يعقوب واشقاء دينة بسيوفهما، وهجما على المدينة واهلها غافلون وقتلا كل الرجال الموجودين، كما قَتَلَا حَمُورَ وَٱبْنَهُ شكيم بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ، وَأَخَذَا دِينَةَ من بيت شكيم وخرجا بها. وحين علم بقية أولاد يعقوب أن شِمْعُونَ وَلَاوِيَ ذهبوا لينتقموا لأختهِم، وانتهزوا الفرصة ونهبوا المدينة والحقول، وآسرو نسائهم وأطفالهم، واستولوا على كل مواشيهم وأغنامهم.
وحين عَلم النبي يعقوب بما حدث، قال لِشَمْعُونَ وَلَاوِي: «جلبتما عليَّ الشقاء وأسئتم لسُمعتي عند أهل البلاد من ٱلْكَنعانيين وٱلْفرزيينَ بفعلكم المُشّين، نحن قْلةٌ بينهم ولو اجتمعوا علينا اهلكوني واهلكوا أهل بيتي اجمعين». فقالَ شمعون ولَاوِي: «يا أبانا، وهل ترضا لنا أن يُنتهك عرض أختَنا ولا نكون ثائرين؟».
*النبي يعقوب يعود إلى أرض كنعان*
ثم حدث بعد ذلك أن أوحىَ الله إلى النبي يعقوب: «يا يعقوب، قُم وأرحل إلى بيت إيل واسكن هناك إلى حين، في نفس المكان الذي تجليت لك فيه حين كنتَ هاربًا من وجه عيسو أخِيكَ. وإكرامًا لإسمي تبني لي هناك مكانًا لتقديم القرابين.» فَجمع النبي يَعقُوبُ أهلِ بَيتِهِ وَكُلِّ جماعتِه وقالَ لهم: «تخلصوا من أي أوثانٍ لديكم، وتطهروا وغيروا ثيابكم، وهيا قوموا لنرحل من هنا ونرحل إلى بيت إيل، وهناك سأبني مكانًا تقربًا لله الذي أينما ارتحلت أحسن رفقتي، واستجاب لدعوتي وقت محنَتي». فوضعوا بين يدي النبي يعقوب كل الأوثان التي كانت لديهم وأقراط الأوثان التي في آذَانِهِمْ. فأخذهم النبي يعقوب ودفنهم تحت شجرة بلوط ناحية شَكِيمَ. ثم بدأ النبي يعقوب وجماعته رحلتهم، وأنزل الله الرهبة في قلوب الساكنين في المدن التي كانت حولهم، فلم يطاردوهم ولا سعوا ورائهم.
ووصل النبي يعقوب وجماعته إلى بلدة لُوزَ، التي سماها النبي يعقوب بيت إيل حين كان هاربًا من أخيه عيسو، وحيث تجلى له وحي الله هناك في أرض الكنعانيين. فبنى النبي يعقوب مكانًا مخصصًا لله ليقدم عليه الآضاحي. وهناك توفيت دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ أم النبي يعقوب، فدفنوها تحت شجرة بلوط بالقرب من بيت إيل، وسموها بلوطة الأنين. وحين كان النبي يعقوب في طريقِة راجعًا من بلاد ما بين النهرين، تجلى له وحي الله، كما سبق وتجلى له في محنايم، حين كان هاربًا من وجه أخيه، وباركه وقال له: «لَن يكون أسمكَ بعد الآن يعقوب، بل أسمك سيكون إسرائيل. أنا هو الله القدير والأرض التي وهبتها لأبوك إسحاق وجدك إبراهيم، أهبَها لك ولنسلك من بعدِك. وأُكَثر نسلك كرمل البحر، ومن نسلِك تخرج أممً كثيرةً وملوك وبذريتك تتبارك أمم الأرض أجمعين.» ثم عرج الوحي إلى السماء. فأقام النبي يعقوب حجراً ونصبه، وسكب الزيت عليه ومسحه، وسمى المكان بيت إيل وجعل مكانًا مخصصًا لعبادة الله.
وخرج النبي يعقوب مع جماعته من بيت إيل في إتجاه قرية بيت لحم في منطقة أفراتة، وبينما هم في الطريق جاء المخاض راحيل زوجة النبي يعقوب المُحببة وتعسرت ولادتها. وحين أشتدت عليها ألام ولادتها، بشرتها ٱلْقَابِلَةَ وقالت لها: «لا تخافي، فهذا ولد آخر لك.» وقبل أن تَلفُظَ رَاحِيلُ أنفاسها سَمَّت الطفل بن أُونِي (ومعنى الأسم: ابن تعاستي)، لكن النبي يعقوب سماه بن يمين (ومعنى الأسم: ابن يميني). وتوفيت راحيل بعدما ولدت ثاني أولادهَا، ودفنوها في منطقة أفراتة القريبة من بيت لحم. فَأقامَ النبي يَعقُوبُ عَمُوداً فَوقَ قَبْرِها، وَهُوَ المَعرُوفٌ حَتَّى اليَوْمِ بِاسْمِ عَمُودِ قَبْرِ راحِيلَ ليكون تذكاراً لها. ثم أستمر النبي يعقوب في رحلته، ونصب خيامه بعد أن مر بمنطقة بُرج عِدْرٍ. وبينما النبي يعقوب وأهله في تلك المنطقة، حدث أن ذهب رَأُوبَيْنَ بِكْرُ النبي يَعقُوبَ من زوجته لَيْئَة وفعل الفاحشة مع بِلْهَة جارية أبيه. فبلغ النبي يعقوب الخبر، فغضب وأخفى الأمر في نفسهِ وبعدها اسقط حق البكورية عن رأوبين.
وكان للنبي يعقوب اثنا عشر ابناً، والمعرفون بأسباط بني إسرائيل وهم: أبناء النبي يعقوب مِنْ لَيئَةَ بنت خاله لابان: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعقُوبَ، وَشِمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذا وَيَسّاكَرُ وَزَبُولُونُ. وَابْناهُ مِنْ راحِيلَ أخت ليئة الصغرى: يُوسُفُ وَبَنْيامِيْنُ. وَابْناهُ مِنْ بِلْهَةَ، خادِمَةِ راحِيلَ، هُما دانُ وَنَفْتالِي. وَابْناهُ مِنْ زِلْفَةَ، خادِمَةِ لَيئَةَ، هُما جادُ وَأشِيرُ. هؤلاء جميعًا أبناء النبي يعقوب الَّذين رَزقهُ الله بهم في أرض ما بين النهرين.
وأتم النبي يعقوب رحلته حين رجع إلى أبيه إسحاق في مَمْرا، حَبْرُونَ الخليل، حيث كان أباؤه إبْراهِيمُ وَإسْحاقُ مغتربين. وحين توفىَ الله النبي إسحاق كان قد بلغ من العمر مئةً وثمانين سنة وبحُسن الخاتمة لحق النبي إسحاق بسلفه الصالحين. ودفنه ابناه عيسو ويعقوب.
ثم حدث بعد ذلك أن أوحىَ الله إلى النبي يعقوب: «يا يعقوب، قُم وأرحل إلى بيت إيل واسكن هناك إلى حين، في نفس المكان الذي تجليت لك فيه حين كنتَ هاربًا من وجه عيسو أخِيكَ. وإكرامًا لإسمي تبني لي هناك مكانًا لتقديم القرابين.» فَجمع النبي يَعقُوبُ أهلِ بَيتِهِ وَكُلِّ جماعتِه وقالَ لهم: «تخلصوا من أي أوثانٍ لديكم، وتطهروا وغيروا ثيابكم، وهيا قوموا لنرحل من هنا ونرحل إلى بيت إيل، وهناك سأبني مكانًا تقربًا لله الذي أينما ارتحلت أحسن رفقتي، واستجاب لدعوتي وقت محنَتي». فوضعوا بين يدي النبي يعقوب كل الأوثان التي كانت لديهم وأقراط الأوثان التي في آذَانِهِمْ. فأخذهم النبي يعقوب ودفنهم تحت شجرة بلوط ناحية شَكِيمَ. ثم بدأ النبي يعقوب وجماعته رحلتهم، وأنزل الله الرهبة في قلوب الساكنين في المدن التي كانت حولهم، فلم يطاردوهم ولا سعوا ورائهم.
ووصل النبي يعقوب وجماعته إلى بلدة لُوزَ، التي سماها النبي يعقوب بيت إيل حين كان هاربًا من أخيه عيسو، وحيث تجلى له وحي الله هناك في أرض الكنعانيين. فبنى النبي يعقوب مكانًا مخصصًا لله ليقدم عليه الآضاحي. وهناك توفيت دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ أم النبي يعقوب، فدفنوها تحت شجرة بلوط بالقرب من بيت إيل، وسموها بلوطة الأنين. وحين كان النبي يعقوب في طريقِة راجعًا من بلاد ما بين النهرين، تجلى له وحي الله، كما سبق وتجلى له في محنايم، حين كان هاربًا من وجه أخيه، وباركه وقال له: «لَن يكون أسمكَ بعد الآن يعقوب، بل أسمك سيكون إسرائيل. أنا هو الله القدير والأرض التي وهبتها لأبوك إسحاق وجدك إبراهيم، أهبَها لك ولنسلك من بعدِك. وأُكَثر نسلك كرمل البحر، ومن نسلِك تخرج أممً كثيرةً وملوك وبذريتك تتبارك أمم الأرض أجمعين.» ثم عرج الوحي إلى السماء. فأقام النبي يعقوب حجراً ونصبه، وسكب الزيت عليه ومسحه، وسمى المكان بيت إيل وجعل مكانًا مخصصًا لعبادة الله.
وخرج النبي يعقوب مع جماعته من بيت إيل في إتجاه قرية بيت لحم في منطقة أفراتة، وبينما هم في الطريق جاء المخاض راحيل زوجة النبي يعقوب المُحببة وتعسرت ولادتها. وحين أشتدت عليها ألام ولادتها، بشرتها ٱلْقَابِلَةَ وقالت لها: «لا تخافي، فهذا ولد آخر لك.» وقبل أن تَلفُظَ رَاحِيلُ أنفاسها سَمَّت الطفل بن أُونِي (ومعنى الأسم: ابن تعاستي)، لكن النبي يعقوب سماه بن يمين (ومعنى الأسم: ابن يميني). وتوفيت راحيل بعدما ولدت ثاني أولادهَا، ودفنوها في منطقة أفراتة القريبة من بيت لحم. فَأقامَ النبي يَعقُوبُ عَمُوداً فَوقَ قَبْرِها، وَهُوَ المَعرُوفٌ حَتَّى اليَوْمِ بِاسْمِ عَمُودِ قَبْرِ راحِيلَ ليكون تذكاراً لها. ثم أستمر النبي يعقوب في رحلته، ونصب خيامه بعد أن مر بمنطقة بُرج عِدْرٍ. وبينما النبي يعقوب وأهله في تلك المنطقة، حدث أن ذهب رَأُوبَيْنَ بِكْرُ النبي يَعقُوبَ من زوجته لَيْئَة وفعل الفاحشة مع بِلْهَة جارية أبيه. فبلغ النبي يعقوب الخبر، فغضب وأخفى الأمر في نفسهِ وبعدها اسقط حق البكورية عن رأوبين.
وكان للنبي يعقوب اثنا عشر ابناً، والمعرفون بأسباط بني إسرائيل وهم: أبناء النبي يعقوب مِنْ لَيئَةَ بنت خاله لابان: رَأُوبَيْنُ بِكْرُ يَعقُوبَ، وَشِمْعُونُ وَلاوِي وَيَهُوذا وَيَسّاكَرُ وَزَبُولُونُ. وَابْناهُ مِنْ راحِيلَ أخت ليئة الصغرى: يُوسُفُ وَبَنْيامِيْنُ. وَابْناهُ مِنْ بِلْهَةَ، خادِمَةِ راحِيلَ، هُما دانُ وَنَفْتالِي. وَابْناهُ مِنْ زِلْفَةَ، خادِمَةِ لَيئَةَ، هُما جادُ وَأشِيرُ. هؤلاء جميعًا أبناء النبي يعقوب الَّذين رَزقهُ الله بهم في أرض ما بين النهرين.
وأتم النبي يعقوب رحلته حين رجع إلى أبيه إسحاق في مَمْرا، حَبْرُونَ الخليل، حيث كان أباؤه إبْراهِيمُ وَإسْحاقُ مغتربين. وحين توفىَ الله النبي إسحاق كان قد بلغ من العمر مئةً وثمانين سنة وبحُسن الخاتمة لحق النبي إسحاق بسلفه الصالحين. ودفنه ابناه عيسو ويعقوب.
*أولاد عيسو بن النبي إسحاق*
هذا سجلّ ذرية عيسو بن النبي إسحاق، ويُعرف أيضًا باسم أدوم. تزوّج عيسو أبن النبي إسحاق اثنتين من بناتِ كنعان: واحدة أسمها عَدَّة بنت أيْلون الحِثّيّ، فأنجبت له عَدَّةُ ولدًا سمّته أليفاز، ومنه خرج سبعة رؤساء قبائل. ثم تزوج أَهوليبامَة بنت عَنَّة وحفيدة صِبْعون الحِوِّيِّ. فأنجبت له أَهوليبامَة يَعوش ويَعلام وقورَح وهم رؤساء قبائلهم. ثم تزوّج عيسو بن النبي إسحاق أيضًا بَسمَة أخت نَبايوت ابنة عمّهِ إسماعيل. وأنجبت له بَسمَة ولدًا سمّته رَعوئيل ومن نسله خرج أربعة رؤساء قبائل. وهؤلاء كانوا أبناء عيسو الّذين ولدوا في أرضِ كنعان.
ثمّ أخذ عيسو زوجاته وأولاده وبناته وجميع أهل بيته ومواشيه، وكلّ املاكه في أرض كنعان، ورحل إلى منطقة أخرى بعيدًا عن أخيه يعقوب. لأنّ الأرض الّتي كانا يقيمان فيها معًا، ضاقت بهما من كثرة أملاكهما. فأقام عيسو بمنطقة سَعير الجبلية جنوب شرق البحر الميت الّتي سُمّيت فيما بعد أدوم. في البداية عاش نسل عيسو أبن النبي إسحاق رؤساء على قبائلهِم، ثم صاروا ملوكًا حكموا في أرض أدومَ قبل أن يملكَ أحَدٌ على بني إسرائيل، وهذه أسماءُ هؤلاء الملوكِ: بالَعُ بْنُ بَعُورَ، وَيُوبابُ بْنُ زارَحَ، وحُوشامُ، وهَدادُ بْنُ بَدادَ الَّذِي هَزَمَ مِدْيانَ فِي بِلادِ مُوآبَ جنوب أرض عَمان، وسَملَةُ، وشَاوُلُ، وبَعلُ حانانَ بْنُ عَكْبُورَ، ثم أخرهم كان اسمه هَدَارُ.
تمت بحمد الله 🌹🌹
هذا سجلّ ذرية عيسو بن النبي إسحاق، ويُعرف أيضًا باسم أدوم. تزوّج عيسو أبن النبي إسحاق اثنتين من بناتِ كنعان: واحدة أسمها عَدَّة بنت أيْلون الحِثّيّ، فأنجبت له عَدَّةُ ولدًا سمّته أليفاز، ومنه خرج سبعة رؤساء قبائل. ثم تزوج أَهوليبامَة بنت عَنَّة وحفيدة صِبْعون الحِوِّيِّ. فأنجبت له أَهوليبامَة يَعوش ويَعلام وقورَح وهم رؤساء قبائلهم. ثم تزوّج عيسو بن النبي إسحاق أيضًا بَسمَة أخت نَبايوت ابنة عمّهِ إسماعيل. وأنجبت له بَسمَة ولدًا سمّته رَعوئيل ومن نسله خرج أربعة رؤساء قبائل. وهؤلاء كانوا أبناء عيسو الّذين ولدوا في أرضِ كنعان.
ثمّ أخذ عيسو زوجاته وأولاده وبناته وجميع أهل بيته ومواشيه، وكلّ املاكه في أرض كنعان، ورحل إلى منطقة أخرى بعيدًا عن أخيه يعقوب. لأنّ الأرض الّتي كانا يقيمان فيها معًا، ضاقت بهما من كثرة أملاكهما. فأقام عيسو بمنطقة سَعير الجبلية جنوب شرق البحر الميت الّتي سُمّيت فيما بعد أدوم. في البداية عاش نسل عيسو أبن النبي إسحاق رؤساء على قبائلهِم، ثم صاروا ملوكًا حكموا في أرض أدومَ قبل أن يملكَ أحَدٌ على بني إسرائيل، وهذه أسماءُ هؤلاء الملوكِ: بالَعُ بْنُ بَعُورَ، وَيُوبابُ بْنُ زارَحَ، وحُوشامُ، وهَدادُ بْنُ بَدادَ الَّذِي هَزَمَ مِدْيانَ فِي بِلادِ مُوآبَ جنوب أرض عَمان، وسَملَةُ، وشَاوُلُ، وبَعلُ حانانَ بْنُ عَكْبُورَ، ثم أخرهم كان اسمه هَدَارُ.
تمت بحمد الله 🌹🌹
من أعجب ما قرأت !!
هل التسبيح يرد القدر؟
قرأت شيئا لفت نظري فأحببت أن الفت نظرك اليه ،تتبعت التسبيح في القرآن فوجدت عجبا، وجدت أن
التسبيح يرد القدر كما في قصة يونس عليه السلام……
قال تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
وكان يقول في تسبيحه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
والتسبيح هو الذكر الذي كانت تردده الجبال والطير مع داود عليه السلام
قال تعالى " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير " .
التسبيح هو ذكر جميع المخلوقات قال تعالى " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض " .
ولما خرج زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح قال " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " .ودعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا له يعينه على التسبيح والذكر قال " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا " .
ووجدت أن التسبيح ذكر أهل الجنة قال تعالى " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " .
والتسبيح هو ذكر الملائكة قال تعالى " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض" .
حقا التسبيح شأنه عظيم وأثره بالغ لدرجة أن الله غير به القدر كما حدث ليونس عليه السلام .
اللهم اجعلنا ممن يسبحك كثيرا ويذكرك كثيرا.
فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
هاتين الظاهرتين ( التسبيح والرضا النفسي )
لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، ولكن مرّت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سرّ هذا المعنى، وكيف يكون التسبيح في سائر اليوم سببًا من أسباب الرضا النفسي
يقول الحق تبارك وتعالى:
"وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها ومن آنائ الليل فسبّح وأطراف النهار لعلّك ترضى"
لاحظ كيف استوعب التسبيح سائر اليوم ..
قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره
ماذا بقي من اليوم لم تشمله هذه الآية بالحثّ على التسبيح !
والرضا في هذه الآية عام في الدنيا والآخرة .
وقال في خاتمة سورة الحجر: "ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين
فانظر كيف أرشدت هذه الآية العظيمة إلى الدواء الذي يُستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذي تستطبّ به النفوس .
ومن أعجب المعلومات التي زودنا بها القرآن أننا نعيش في عالم يعجّ بالتسبيح :
"ويسبح الرعد بحمده"
وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"
"تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
سبحانك يارب ..ندرك الآن كم فاتتنا كثير من لحظات العمر عبثًا دون استثمارها بالتسبيح !
اذا اتممت القراءة ، سبح بحمد ربك وكن من الذاكرين وشاركنا في الأجر وساهم بنشر الموضوع لعل لك نهر جاري من الحسنات
وفي الختام ..
لن يبقى لنا في هذه الدنيا الا السمعة الطيبة والعمل الصالح، ولن ينفعنا اذا اصبحنا تحت التراب الا مثل هذه الاعمال....
هل التسبيح يرد القدر؟
قرأت شيئا لفت نظري فأحببت أن الفت نظرك اليه ،تتبعت التسبيح في القرآن فوجدت عجبا، وجدت أن
التسبيح يرد القدر كما في قصة يونس عليه السلام……
قال تعالى " فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "
وكان يقول في تسبيحه "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
والتسبيح هو الذكر الذي كانت تردده الجبال والطير مع داود عليه السلام
قال تعالى " وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير " .
التسبيح هو ذكر جميع المخلوقات قال تعالى " ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض " .
ولما خرج زكريا عليه السلام من محرابه أمر قومه بالتسبيح قال " فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا " .ودعا موسى عليه السلام ربه بأن يجعل أخاه هارون وزيرا له يعينه على التسبيح والذكر قال " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا " .
ووجدت أن التسبيح ذكر أهل الجنة قال تعالى " دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام " .
والتسبيح هو ذكر الملائكة قال تعالى " والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في اﻷرض" .
حقا التسبيح شأنه عظيم وأثره بالغ لدرجة أن الله غير به القدر كما حدث ليونس عليه السلام .
اللهم اجعلنا ممن يسبحك كثيرا ويذكرك كثيرا.
فسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.
هاتين الظاهرتين ( التسبيح والرضا النفسي )
لم تكونا مرتبطتين في ذهني بصورة واضحة، ولكن مرّت بي آية من كتاب الله كأنها كشفت لي سرّ هذا المعنى، وكيف يكون التسبيح في سائر اليوم سببًا من أسباب الرضا النفسي
يقول الحق تبارك وتعالى:
"وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمسِ وقبل غروبها ومن آنائ الليل فسبّح وأطراف النهار لعلّك ترضى"
لاحظ كيف استوعب التسبيح سائر اليوم ..
قبل الشروق وقبل الغروب وآناء الليل وأول النهار وآخره
ماذا بقي من اليوم لم تشمله هذه الآية بالحثّ على التسبيح !
والرضا في هذه الآية عام في الدنيا والآخرة .
وقال في خاتمة سورة الحجر: "ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين
فانظر كيف أرشدت هذه الآية العظيمة إلى الدواء الذي يُستشفى به من ضيق الصدر والترياق الذي تستطبّ به النفوس .
ومن أعجب المعلومات التي زودنا بها القرآن أننا نعيش في عالم يعجّ بالتسبيح :
"ويسبح الرعد بحمده"
وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير"
"تسبح له السماوات والأرض ومن فيهن، وإن من شيءٍ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم"
سبحانك يارب ..ندرك الآن كم فاتتنا كثير من لحظات العمر عبثًا دون استثمارها بالتسبيح !
اذا اتممت القراءة ، سبح بحمد ربك وكن من الذاكرين وشاركنا في الأجر وساهم بنشر الموضوع لعل لك نهر جاري من الحسنات
وفي الختام ..
لن يبقى لنا في هذه الدنيا الا السمعة الطيبة والعمل الصالح، ولن ينفعنا اذا اصبحنا تحت التراب الا مثل هذه الاعمال....
قصة يوسف عليه السلام تُعَدّ قصة يوسف عليه السلام هي إحدى قصص الأنبياء القرآنيّة التي ذُكرت أحداثها بالتفصيل؛ حيث أنزل الله -تعالى- فيها سورة كاملة منفصلة تتحدث عن قصّة نبي الله يوسف وأبيه يعقوب -عليهما السلام- وإخوته،[١] كان ليوسف -عليه السلام- مكانة كبيرة في قلب أبيه يعقوب -عليه السلام-، وقد حظي منه على حب كبير ظاهر، وقد جعل ذلك أخوته يحسدونه على ذلك الحبّ ودبّت في قلوبهم الغيرة منه، وقد جاء يوسف -عليه السلام- إلى أبيه وأخبره بأنّه رأى في منامه الشمس والقمر، كما ورأى أحد عشر كوكباً يسجدون له؛ فأمره أبوه ألّا يخبر إخوته بهذه الرؤيا خوفاً عليه منهم، كون ذلك سيزيد من حقدهم عليه وغيرتهم منه...
تطوّر حقد وكره أخوة يوسف له حتّى قرروا أن يتخلّصوا منه وينفردوا بأبيهم ليصبح حبّه لهم وحدهم، حيث رأوا أنّ حبّ والدهم ليوسف -عليه السلام- وأخيه وتفضيلهما عنهم خطأ وليس من الرشد في شيئ؛ فتشاوروا بينهم على الطريقة الأفضل للتخلّص من يوسف -عليه السلام- دون أن يلومهم والدهم أو يعلم بفعلتهم؛ فاقترحوا قتله؛ فقال أحدهم أنّ إلقائه في البئر أفضل من قتله، وطلبوا من والدهم أن يسمح لهم باصطحاب يوسف معهم ليلعب؛ فرفض يعقوب -عليه السلام- ذلك بداية الأمر خوفاً من أن يأكله الذئب وهم ساهون عنه، لكنهم أقنعوه ثم خرجوا به وفي نيّتهم إلقاءه في البئر، ولما وصلوا ألقوه في البئر، ثم عادوا إلى أبيهم ليلاً يمثّلون له الحزن والبكاء على ما حصل ليوسف، وأخرجوا له قميص يوسف ملطّخاً بالدماء زاعمين أنّه قد أكله الذئب، إلّا أنّ يعقوب -عليه السلام- لم يصدقهم وقال لهم:
تطوّر حقد وكره أخوة يوسف له حتّى قرروا أن يتخلّصوا منه وينفردوا بأبيهم ليصبح حبّه لهم وحدهم، حيث رأوا أنّ حبّ والدهم ليوسف -عليه السلام- وأخيه وتفضيلهما عنهم خطأ وليس من الرشد في شيئ؛ فتشاوروا بينهم على الطريقة الأفضل للتخلّص من يوسف -عليه السلام- دون أن يلومهم والدهم أو يعلم بفعلتهم؛ فاقترحوا قتله؛ فقال أحدهم أنّ إلقائه في البئر أفضل من قتله، وطلبوا من والدهم أن يسمح لهم باصطحاب يوسف معهم ليلعب؛ فرفض يعقوب -عليه السلام- ذلك بداية الأمر خوفاً من أن يأكله الذئب وهم ساهون عنه، لكنهم أقنعوه ثم خرجوا به وفي نيّتهم إلقاءه في البئر، ولما وصلوا ألقوه في البئر، ثم عادوا إلى أبيهم ليلاً يمثّلون له الحزن والبكاء على ما حصل ليوسف، وأخرجوا له قميص يوسف ملطّخاً بالدماء زاعمين أنّه قد أكله الذئب، إلّا أنّ يعقوب -عليه السلام- لم يصدقهم وقال لهم:
قصص 🌹الانبياء🌙
قصة يوسف عليه السلام تُعَدّ قصة يوسف عليه السلام هي إحدى قصص الأنبياء القرآنيّة التي ذُكرت أحداثها بالتفصيل؛ حيث أنزل الله -تعالى- فيها سورة كاملة منفصلة تتحدث عن قصّة نبي الله يوسف وأبيه يعقوب -عليهما السلام- وإخوته،[١] كان ليوسف -عليه السلام- مكانة كبيرة…
إلّا أنّ يعقوب -عليه السلام- لم يصدقهم وقال لهم: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ).
التقاط القافلة ليوسف
تستمر أحداث قصّة يوسف في القرآن؛ فبعد أن ألقاه أخوته في البئر، جلس يوسف -عليه السلام- هناك منتظراً رحمة الله -تعالى- وفرجه؛ حتّى مرّت مجموعة من المسافرين؛ فألقوا دلوهم في البئر ليشربوا وحين أخرجوه خرج لهم يوسف -عليه السلام-، فاستبشر الرجل الذي رآه وقال: (يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ)،[٥] وتظاهروا بأنّه بضاعة من بضاعته التي جلبوها، ورأوا أنّهم يمتلكونه، وحين علم أخوة يوسف بأنّ هناك أناساً أخذوه، لحقوا بهم وبيّنوا لهم أنّ الغلام يعود إليهم؛ فشروه منهم ببضع دراهم، ثم باعوه لرجل من مصر، وقد كان وزيراً فيها، وقد وصف الله -تعالى- المشهد حين عاد لزوجته وقال لها: (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ)،[٦] وبذلك نزلت رحمة الله -تعالى- ولطفه على يوسف -يوسف عليه السلام- ومُكّن له في الأرض.
بيت العزيز فتنة امرأة العزيز ترعرع يوسف -عليه السلام- وكبر في بيت العزيز وزوجته، وحين بلغ أشدّه حاولت امرأة العزيز فتنته وأرادت أن توقعه في الفاحشة، فراودته عن نفسه واستدرجته، لكنّ يوسف -عليه السلام- تذكّر الله -سبحانه وتعالى- وتذكّر فضل العزيز عليه وقال: (مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)،[٨] فقد اعتبر يوسف -عليه السلام- فعل ذلك خيانةً وظلماً لنفسه وظلماً للعزيز الذي أكرمه وآواه في بيته، واستعاذ بالله -تعالى- من هذه الفتنة ولجأ إليه ليحصّنه منها، وهرع إلى الباب هرباً منها ولكنها لحقته وأمسكت بقميصه من الخلف فانشق في يدها، قال -تعالى-: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ)،[٩] وحينها ظهر زوجها؛ فاشتكت يوسف -عليه السلام- إليه واتّهمته بأنّه يحاول أن يغويها.[١٠]
تستمر أحداث قصّة يوسف في القرآن؛ فبعد أن ألقاه أخوته في البئر، جلس يوسف -عليه السلام- هناك منتظراً رحمة الله -تعالى- وفرجه؛ حتّى مرّت مجموعة من المسافرين؛ فألقوا دلوهم في البئر ليشربوا وحين أخرجوه خرج لهم يوسف -عليه السلام-، فاستبشر الرجل الذي رآه وقال: (يَا بُشْرَىٰ هَٰذَا غُلَامٌ)،[٥] وتظاهروا بأنّه بضاعة من بضاعته التي جلبوها، ورأوا أنّهم يمتلكونه، وحين علم أخوة يوسف بأنّ هناك أناساً أخذوه، لحقوا بهم وبيّنوا لهم أنّ الغلام يعود إليهم؛ فشروه منهم ببضع دراهم، ثم باعوه لرجل من مصر، وقد كان وزيراً فيها، وقد وصف الله -تعالى- المشهد حين عاد لزوجته وقال لها: (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ)،[٦] وبذلك نزلت رحمة الله -تعالى- ولطفه على يوسف -يوسف عليه السلام- ومُكّن له في الأرض.
بيت العزيز فتنة امرأة العزيز ترعرع يوسف -عليه السلام- وكبر في بيت العزيز وزوجته، وحين بلغ أشدّه حاولت امرأة العزيز فتنته وأرادت أن توقعه في الفاحشة، فراودته عن نفسه واستدرجته، لكنّ يوسف -عليه السلام- تذكّر الله -سبحانه وتعالى- وتذكّر فضل العزيز عليه وقال: (مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)،[٨] فقد اعتبر يوسف -عليه السلام- فعل ذلك خيانةً وظلماً لنفسه وظلماً للعزيز الذي أكرمه وآواه في بيته، واستعاذ بالله -تعالى- من هذه الفتنة ولجأ إليه ليحصّنه منها، وهرع إلى الباب هرباً منها ولكنها لحقته وأمسكت بقميصه من الخلف فانشق في يدها، قال -تعالى-: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ)،[٩] وحينها ظهر زوجها؛ فاشتكت يوسف -عليه السلام- إليه واتّهمته بأنّه يحاول أن يغويها.[١٠]
_بيت العزيز_
*فتنة امرأة العزيز*
ترعرع يوسف -عليه السلام- وكبر في بيت العزيز وزوجته، وحين بلغ أشدّه حاولت امرأة العزيز فتنته وأرادت أن توقعه في الفاحشة، فراودته عن نفسه واستدرجته، لكنّ يوسف -عليه السلام- تذكّر الله -سبحانه وتعالى- وتذكّر فضل العزيز عليه وقال: (مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)،[٨] فقد اعتبر يوسف -عليه السلام- فعل ذلك خيانةً وظلماً لنفسه وظلماً للعزيز الذي أكرمه وآواه في بيته، واستعاذ بالله -تعالى- من هذه الفتنة ولجأ إليه ليحصّنه منها، وهرع إلى الباب هرباً منها ولكنها لحقته وأمسكت بقميصه من الخلف فانشق في يدها، قال -تعالى-: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ)،[٩] وحينها ظهر زوجها؛ فاشتكت يوسف -عليه السلام- إليه واتّهمته بأنّه يحاول أن يغويها.[١٠]
*امرأة العزيز ومكر النسوة*
وصل خبر إغواء امرأة العزيز ليوسف -عليه السلام- إلى نسوة المدينة، وبدأ الحديث يدور بينهن عمّا فعلت، وحين سمعت بما يدور بينهنّ أرادت أن تبيّن لهنّ سبب فعلتها تلك؛ فقررت إعداد سفرة من الطعام ودعوتهنّ إليها، وحين جلسن أعطت كلّ واحدة منهنّ سكيناً لاستخدامها في الأكل، ثم طلبت من يوسف -عليه السلام- أن يخرج عليهنّ، وحين ظهر ورأينه لم يصدّقن أعينهنّ من جماله، ومع ذهاب عقلهنّ في ذلك جرحن أيدينّ بالسكاكين التي معهنّ، ولم يصدّقن أنّ هذا بشر وإنما هو ملاك، قال -تعالى- واصفاً ذلك: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)،[١١] ووقفت متعذرةً عمّا فعلته من مراودة يوسف -عليه السلام- عن نفسه، وبيّنت لهنّ أن جماله هو سبب فتنتها، وحين رأى يوسف -عليه السلام- ذلك دعا الله -تعالى- قائلاً: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ).[١٢][١٣]
*يوسف في السجن*
دخل يوسف -عليه السلام- السجن ظلماً، وهناك التقى العديد من البشر، وقد اشتهر عنه فيما بينهم؛ بأنّه شخص صالح، صادق الحديث، كثير العبادة، كما أنّه أمين ومُحسن، ودخل في تلك الفترة فتيان؛ الأوّل ساقي الملك، والثاني خبّاز الملك، وقد رأى كلّ واحد منهما في المنام حلماً، وأتيا إلى يوسف -عليه السلام- وقصّ كل منهما خبره عليه وطلبا منه تأويل ذلك، وكان الله -سبحانه وتعالى- قد علّم يوسف التفسير، ولأن يوسف -عليه السلام- نبيّ فقد استغل هذه الفرصة ليدعوا إلى الله -تعالى-، فذكّرهما بالله -تعالى- وبوحدانيته، ودعاهما إلى عبادته وحده وترك ما يعبدون من غيره، وأورد لهم دلائل التوحيد وبراهينه ومبطلات الشرك، وقال لهم: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).[١٥][١٦]
*فتنة امرأة العزيز*
ترعرع يوسف -عليه السلام- وكبر في بيت العزيز وزوجته، وحين بلغ أشدّه حاولت امرأة العزيز فتنته وأرادت أن توقعه في الفاحشة، فراودته عن نفسه واستدرجته، لكنّ يوسف -عليه السلام- تذكّر الله -سبحانه وتعالى- وتذكّر فضل العزيز عليه وقال: (مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)،[٨] فقد اعتبر يوسف -عليه السلام- فعل ذلك خيانةً وظلماً لنفسه وظلماً للعزيز الذي أكرمه وآواه في بيته، واستعاذ بالله -تعالى- من هذه الفتنة ولجأ إليه ليحصّنه منها، وهرع إلى الباب هرباً منها ولكنها لحقته وأمسكت بقميصه من الخلف فانشق في يدها، قال -تعالى-: (وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ)،[٩] وحينها ظهر زوجها؛ فاشتكت يوسف -عليه السلام- إليه واتّهمته بأنّه يحاول أن يغويها.[١٠]
*امرأة العزيز ومكر النسوة*
وصل خبر إغواء امرأة العزيز ليوسف -عليه السلام- إلى نسوة المدينة، وبدأ الحديث يدور بينهن عمّا فعلت، وحين سمعت بما يدور بينهنّ أرادت أن تبيّن لهنّ سبب فعلتها تلك؛ فقررت إعداد سفرة من الطعام ودعوتهنّ إليها، وحين جلسن أعطت كلّ واحدة منهنّ سكيناً لاستخدامها في الأكل، ثم طلبت من يوسف -عليه السلام- أن يخرج عليهنّ، وحين ظهر ورأينه لم يصدّقن أعينهنّ من جماله، ومع ذهاب عقلهنّ في ذلك جرحن أيدينّ بالسكاكين التي معهنّ، ولم يصدّقن أنّ هذا بشر وإنما هو ملاك، قال -تعالى- واصفاً ذلك: (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)،[١١] ووقفت متعذرةً عمّا فعلته من مراودة يوسف -عليه السلام- عن نفسه، وبيّنت لهنّ أن جماله هو سبب فتنتها، وحين رأى يوسف -عليه السلام- ذلك دعا الله -تعالى- قائلاً: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ).[١٢][١٣]
*يوسف في السجن*
دخل يوسف -عليه السلام- السجن ظلماً، وهناك التقى العديد من البشر، وقد اشتهر عنه فيما بينهم؛ بأنّه شخص صالح، صادق الحديث، كثير العبادة، كما أنّه أمين ومُحسن، ودخل في تلك الفترة فتيان؛ الأوّل ساقي الملك، والثاني خبّاز الملك، وقد رأى كلّ واحد منهما في المنام حلماً، وأتيا إلى يوسف -عليه السلام- وقصّ كل منهما خبره عليه وطلبا منه تأويل ذلك، وكان الله -سبحانه وتعالى- قد علّم يوسف التفسير، ولأن يوسف -عليه السلام- نبيّ فقد استغل هذه الفرصة ليدعوا إلى الله -تعالى-، فذكّرهما بالله -تعالى- وبوحدانيته، ودعاهما إلى عبادته وحده وترك ما يعبدون من غيره، وأورد لهم دلائل التوحيد وبراهينه ومبطلات الشرك، وقال لهم: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).[١٥][١٦]
من قصة النبي يوسف عليه السلام
*رؤيا صاحبي السجن* وتعبيرها دخل يوسف -عليه السلام- السجن ظلماً، وهناك التقى العديد من البشر، وقد اشتهر عنه فيما بينهم؛ بأنّه شخص صالح، صادق الحديث، كثير العبادة، كما أنّه أمين ومُحسن، ودخل في تلك الفترة فتيان؛ الأوّل ساقي الملك، والثاني خبّاز الملك، وقد رأى كلّ واحد منهما في المنام حلماً، وأتيا إلى يوسف -عليه السلام- وقصّ كل منهما خبره عليه وطلبا منه تأويل ذلك، وكان الله -سبحانه وتعالى- قد علّم يوسف التفسير، ولأن يوسف -عليه السلام- نبيّ فقد استغل هذه الفرصة ليدعوا إلى الله -تعالى-، فذكّرهما بالله -تعالى- وبوحدانيته، ودعاهما إلى عبادته وحده وترك ما يعبدون من غيره، وأورد لهم دلائل التوحيد وبراهينه ومبطلات الشرك، وقال لهم: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).[١٥][١٦]
وقد أخبر يوسف -عليه السلام- بعد ذلك كلّ واحد منهما تفسير منامه، وكانت رؤيا الأوّل أنه يعصر الخمر بيديه ثم يقدمه لسيده؛ فكانت بشارته أنّه سيخرج من السجن ويعود إلى عمله، أمّا الآخر الذي رأى أنّه يحمل الخبز وتأكل الطيور من ذلك الخبز فوق رأسه؛ فقد أخبره بأنّه سوف يصلب عقاباً له ويبقى مصلوباً إلى أن تأكل رأسه الطيور، ثم طلب يوسف -عليه السلام- ممّن سيخرج أن يذكره عند الملك وأن يذكر بأنّه بريء من التهمة ليخرج من السجن، إلّا أنّ الفتى نسي الأمر وبقي يوسف -عليه السلام- في سجنه بضعة سنوات.[١٦] رؤيا الملك وتعبيرها يستمر القرآن في سورة يوسف بسرد تفاصيل هذه القصّة؛ فبعد أن لبث يوسف -عليه السلام- سنوات أخريات في السجن، رأى عزيز مصر في حُلمه أنّ هناك سبع بقرات هزيلات ضعاف يأكلن سبع بقرات كبيرات سمان، ثم رأى سبع سنبلات خضر وأخرى مثلهنّ لكن يابسات، وحين طلب من حاشيته أن يخبروه عن تفسير هذه الرؤيا اعتذروا بأنّهم لا يعلمون تفسير الرؤيا، وأنّ ذلك الحلم قد يكون مجرد خربطة أحلام، وسمع الفتى الذي كان مع يوسف -عليه السلام- في السجن ذلك وأشار عليهم بمن يفسّر لهم تلك الرؤيا، وأخبرهم أنّ يوسف قادر على تأويلها، قال -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ).[١٧][١٨] وقد فسرّ يوسف -عليه السلام- حلم العزيز وأخبرهم بأنّهم ستمّر عليهم سبع سنين فيهنّ رزق وبركة بسبب الخصب والأمطار، ونصحهم بأن يحفظوا من هذا الحصاد ما يكفيهم للسنين القادمة، وأشار عليهم بأن يتركوا الحصاد في سنبله حفظاً له من الفساد، وأن يبقوا قليلاً منه للأكل، ثمّ أخبرهم أنّ السنوات التي ستأتي بعد هذه السنين سنواتٌ سبع فيهنّ جدب وشدّة؛ فيستهلكون ما حفظوه من غلّة السنين الماضية، وبعد هذه السبع العجاف ستأتيهم سبع سنين ينزل فيها عليهم الغيث، وتخصب الأرض وتغلّ ويعصر الناس مما يخرج من الأرض من زيت وعنب ونحوه.[١٩]
*رؤيا صاحبي السجن* وتعبيرها دخل يوسف -عليه السلام- السجن ظلماً، وهناك التقى العديد من البشر، وقد اشتهر عنه فيما بينهم؛ بأنّه شخص صالح، صادق الحديث، كثير العبادة، كما أنّه أمين ومُحسن، ودخل في تلك الفترة فتيان؛ الأوّل ساقي الملك، والثاني خبّاز الملك، وقد رأى كلّ واحد منهما في المنام حلماً، وأتيا إلى يوسف -عليه السلام- وقصّ كل منهما خبره عليه وطلبا منه تأويل ذلك، وكان الله -سبحانه وتعالى- قد علّم يوسف التفسير، ولأن يوسف -عليه السلام- نبيّ فقد استغل هذه الفرصة ليدعوا إلى الله -تعالى-، فذكّرهما بالله -تعالى- وبوحدانيته، ودعاهما إلى عبادته وحده وترك ما يعبدون من غيره، وأورد لهم دلائل التوحيد وبراهينه ومبطلات الشرك، وقال لهم: (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).[١٥][١٦]
وقد أخبر يوسف -عليه السلام- بعد ذلك كلّ واحد منهما تفسير منامه، وكانت رؤيا الأوّل أنه يعصر الخمر بيديه ثم يقدمه لسيده؛ فكانت بشارته أنّه سيخرج من السجن ويعود إلى عمله، أمّا الآخر الذي رأى أنّه يحمل الخبز وتأكل الطيور من ذلك الخبز فوق رأسه؛ فقد أخبره بأنّه سوف يصلب عقاباً له ويبقى مصلوباً إلى أن تأكل رأسه الطيور، ثم طلب يوسف -عليه السلام- ممّن سيخرج أن يذكره عند الملك وأن يذكر بأنّه بريء من التهمة ليخرج من السجن، إلّا أنّ الفتى نسي الأمر وبقي يوسف -عليه السلام- في سجنه بضعة سنوات.[١٦] رؤيا الملك وتعبيرها يستمر القرآن في سورة يوسف بسرد تفاصيل هذه القصّة؛ فبعد أن لبث يوسف -عليه السلام- سنوات أخريات في السجن، رأى عزيز مصر في حُلمه أنّ هناك سبع بقرات هزيلات ضعاف يأكلن سبع بقرات كبيرات سمان، ثم رأى سبع سنبلات خضر وأخرى مثلهنّ لكن يابسات، وحين طلب من حاشيته أن يخبروه عن تفسير هذه الرؤيا اعتذروا بأنّهم لا يعلمون تفسير الرؤيا، وأنّ ذلك الحلم قد يكون مجرد خربطة أحلام، وسمع الفتى الذي كان مع يوسف -عليه السلام- في السجن ذلك وأشار عليهم بمن يفسّر لهم تلك الرؤيا، وأخبرهم أنّ يوسف قادر على تأويلها، قال -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ).[١٧][١٨] وقد فسرّ يوسف -عليه السلام- حلم العزيز وأخبرهم بأنّهم ستمّر عليهم سبع سنين فيهنّ رزق وبركة بسبب الخصب والأمطار، ونصحهم بأن يحفظوا من هذا الحصاد ما يكفيهم للسنين القادمة، وأشار عليهم بأن يتركوا الحصاد في سنبله حفظاً له من الفساد، وأن يبقوا قليلاً منه للأكل، ثمّ أخبرهم أنّ السنوات التي ستأتي بعد هذه السنين سنواتٌ سبع فيهنّ جدب وشدّة؛ فيستهلكون ما حفظوه من غلّة السنين الماضية، وبعد هذه السبع العجاف ستأتيهم سبع سنين ينزل فيها عليهم الغيث، وتخصب الأرض وتغلّ ويعصر الناس مما يخرج من الأرض من زيت وعنب ونحوه.[١٩]
*براءة يوسف وخروجه من السجن*
طلب الملك من حاشيته أن يأتوه بيوسف -عليه السلام- بعد أن فسّر له رؤياه، إلّا أن يوسف -عليه السلام- رفض ذلك حتى تظهر براءته للناس ويعلموا أنّه عفيف ولم يقترف شيئاً، وحتّى لا يبقى في نفس الملك على يوسف شيئاً، فقال لرسول الملك: (ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيدِهِنَّ عَلِيمٌ)،[٢٠] وحين سألهن الملك اعترفن بأنّ يوسف -عليه السلام- كان بريئاً واعترفت امرأة العزيز أنّها هي من رادوته عن نفسه، ولمّا ظهرت للملك براءة يوسف أمر بإخراجه من السجن، فخرج -عليه السلام-.[٢١]
*تولية يوسف على خزائن الأرض*
طلب يوسف -عليه السلام- من الملك بعد أن أخرجه من السجن وأكرمه بأن يجعله وزيراً للخزينة، فقال: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)،[٢٢] فقبل الملك ذلك وأعطاه مفاتيح الخزينة، وهذا من رحمة الله -تعالى- وتمكينه ليوسف -عليه السلام- وفضله عليه.[٢٣]
لقاء يوسف بإخوته
قدّر الله سبحانه أن يكون لقاء يوسف بأخوته في سنين الجدب، حين عمّ القحط واشتدّت السنين على الناس؛ فخرج أهل فلسطين وفيهم أخوة يوسف إلى مصر لعلهم يجدون هناك مؤونة يرجعون بها إلى أهلهم، وحين دخلوا على أخيهم يوسف -عليه السلام- وكان حينها وزيراً لم يعرفوه، ولكنّه عرفهم، وطلب منهم أن يأتوا بأخيه بنيامين، وإن امتنعوا عن ذلك فلن يعطيهم المؤونة، فرجعوا إلى أبيهم ليقنعوه وأخبروه أنّ الوزير طلب جلب أخيهم؛ ليعطيهم من المؤن، وطلبوا من أبيهم أن يأخذوا معهم بينامين لكنّه رفض بدايةً عندما تذكّر ما فعلوه بيوسف -عليه السلام- قبلاً، ثمّ فتّشوا أمتعتهم ووجدوا أموالهم ومؤنهم موجودة؛ فأخبروا أباهم بذلك وبيّنوا أنّ أخذهم لأخيهم سيزيد من المؤن التي سيحصلون عليها؛ فقبل بعد ذلك وقال لهم: (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).[٢٤][٢٥]
طلب الملك من حاشيته أن يأتوه بيوسف -عليه السلام- بعد أن فسّر له رؤياه، إلّا أن يوسف -عليه السلام- رفض ذلك حتى تظهر براءته للناس ويعلموا أنّه عفيف ولم يقترف شيئاً، وحتّى لا يبقى في نفس الملك على يوسف شيئاً، فقال لرسول الملك: (ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيدِهِنَّ عَلِيمٌ)،[٢٠] وحين سألهن الملك اعترفن بأنّ يوسف -عليه السلام- كان بريئاً واعترفت امرأة العزيز أنّها هي من رادوته عن نفسه، ولمّا ظهرت للملك براءة يوسف أمر بإخراجه من السجن، فخرج -عليه السلام-.[٢١]
*تولية يوسف على خزائن الأرض*
طلب يوسف -عليه السلام- من الملك بعد أن أخرجه من السجن وأكرمه بأن يجعله وزيراً للخزينة، فقال: (اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)،[٢٢] فقبل الملك ذلك وأعطاه مفاتيح الخزينة، وهذا من رحمة الله -تعالى- وتمكينه ليوسف -عليه السلام- وفضله عليه.[٢٣]
لقاء يوسف بإخوته
قدّر الله سبحانه أن يكون لقاء يوسف بأخوته في سنين الجدب، حين عمّ القحط واشتدّت السنين على الناس؛ فخرج أهل فلسطين وفيهم أخوة يوسف إلى مصر لعلهم يجدون هناك مؤونة يرجعون بها إلى أهلهم، وحين دخلوا على أخيهم يوسف -عليه السلام- وكان حينها وزيراً لم يعرفوه، ولكنّه عرفهم، وطلب منهم أن يأتوا بأخيه بنيامين، وإن امتنعوا عن ذلك فلن يعطيهم المؤونة، فرجعوا إلى أبيهم ليقنعوه وأخبروه أنّ الوزير طلب جلب أخيهم؛ ليعطيهم من المؤن، وطلبوا من أبيهم أن يأخذوا معهم بينامين لكنّه رفض بدايةً عندما تذكّر ما فعلوه بيوسف -عليه السلام- قبلاً، ثمّ فتّشوا أمتعتهم ووجدوا أموالهم ومؤنهم موجودة؛ فأخبروا أباهم بذلك وبيّنوا أنّ أخذهم لأخيهم سيزيد من المؤن التي سيحصلون عليها؛ فقبل بعد ذلك وقال لهم: (لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).[٢٤][٢٥]
رجع أخوة يوسف إلى مصر ودخلوا عليه ومعهم أخوه بنيامين، ولأنّه أراد أن يُبقي أخاه عنده احتال لذلك حيلة، فأمر الذين عنده أن يضعوا كأس الملك الذي يشرب به في متاع أخيه بينامين، ولمّا بدؤوا بالسير خارجين؛ نادى عليهم وكيل يوسف -عليه السلام- متهماً إياهم بالسرقة، ولكنّهم بيّنوا أنّهم لم يسرقوا، وقد أُخبروا أنّ السارق سيصير عبداً عند الملك، وحين بحث الجند في متاعهم وجدوا الكأس في متاع أخيه، فأبقاه يوسف -عليه السلام- عنده جزاء سرقته.[٢٦] ورجع أخوة يوسف إلى أبيهم وأخبروه بما حصل، وطلبوا منه أن يسأل القافلة التي كانت معهم أو أن يسأل القرية التي كانوا فيها عن صدق ما قالوا، فلم يصدّقهم وقال لهم: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)،[٢٧] وحزن حزناً شديداً وبكى حتى أفقده البكاء نظره، وقد لامه أولاده على كثرة ذكره ليوسف -عليه السلام-، وسلّم أمره لله -تعالى-، ثم أمر أولاده بأن يعودوا إلى مصر ويبحثوا عن إخوانهم يوسف وبينامين وأخبرهم ألّا ييأسوا من رحمة الله -تعالى-؛ فأطاعوا أبيهم وخرجوا إلى مصر مرّة أخرى
تعارف الإخوة والتقاء الأسرة
رجع أخوة يوسف إليه كما أمرهم أبوهم وحين دخلوا عليه قالوا: (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)،[٢٩] فرجوه أن يتصدّق عليهم ويرحم ضعف أبيهم الذي فقد بصر عينيه من فراق أبنائه، وحين علموا أنّه أخيهم يوسف طلبوا منه الاستغفار لهم، فقال: (لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)،[٣٠] وقد أرجع يوسف -عليه السلام- فعلهم إلى جهلهم وظلمهم لأنفسهم،[٣١] ثم أعطاهم قميصه وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ويلقوا القميص على وجهه وبشّرهم أنّه سيعود له بصره، وحين رجعوا أحسّ أبوهم بريح يوسف، وألقى البشير القميص على وجه يعقوب -عليه السلام- فعاد له بصره، وطلبوا من أبيهم الاستغفار لهم ففعل، وخرجوا جميعهم إلى مصر ليلتقوا بيوسف -عليه السلام-، وعندما دخلوا إليهم سارع إلى أبويه وأمّنهم من الخوف والقحط، وجعلهم بجانبه على العرش، وألقي إخوته له ساجدين، ولمّا رفعوا رؤوسهم ذكّر أباه برؤياه من قبل، وحمد الله -تعالى- على ما أنعمه عليه من الحرّية والمُلك، وبأن أصلح الله -تعالى- بينه وبين إخوته.[٣٢]
رجع أخوة يوسف إليه كما أمرهم أبوهم وحين دخلوا عليه قالوا: (يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)،[٢٩] فرجوه أن يتصدّق عليهم ويرحم ضعف أبيهم الذي فقد بصر عينيه من فراق أبنائه، وحين علموا أنّه أخيهم يوسف طلبوا منه الاستغفار لهم، فقال: (لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)،[٣٠] وقد أرجع يوسف -عليه السلام- فعلهم إلى جهلهم وظلمهم لأنفسهم،[٣١] ثم أعطاهم قميصه وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم ويلقوا القميص على وجهه وبشّرهم أنّه سيعود له بصره، وحين رجعوا أحسّ أبوهم بريح يوسف، وألقى البشير القميص على وجه يعقوب -عليه السلام- فعاد له بصره، وطلبوا من أبيهم الاستغفار لهم ففعل، وخرجوا جميعهم إلى مصر ليلتقوا بيوسف -عليه السلام-، وعندما دخلوا إليهم سارع إلى أبويه وأمّنهم من الخوف والقحط، وجعلهم بجانبه على العرش، وألقي إخوته له ساجدين، ولمّا رفعوا رؤوسهم ذكّر أباه برؤياه من قبل، وحمد الله -تعالى- على ما أنعمه عليه من الحرّية والمُلك، وبأن أصلح الله -تعالى- بينه وبين إخوته.[٣٢]
عظات وعبر من قصة يوسف عليه السلام
امتلأت قصّة يوسف بالعبر والمعاني التي ترفع من المستوى الإيمانيّ والأخلاقيّ والسلوكيّ للمؤمن، وقد ارتكزت هذه القصة على ثلاث محاور أساسية؛ هي الثقة بتدبير الله، والصبر على المصيبة، وترك اليأس؛ فيتوكّل العبد على الله -تعالى- ويعلم أنّ كل ما يحصل له فيه حكمة قد يعلمها وقد تخفى عنه، وهو في ذلك كلّه صابر محتسب متوكل على الله -تعالى- مستسلم لقضائه وقدره، وهو لا ييأس من تنزل رحمة الله -تعالى- عليه، فيُبقي اتّصاله بالله -تعالى- ودعاءه له حاضراً، كما يشكر الله -تعالى- دائماً، ويُرجع الفضل له أولاً وآخراً
امتلأت قصّة يوسف بالعبر والمعاني التي ترفع من المستوى الإيمانيّ والأخلاقيّ والسلوكيّ للمؤمن، وقد ارتكزت هذه القصة على ثلاث محاور أساسية؛ هي الثقة بتدبير الله، والصبر على المصيبة، وترك اليأس؛ فيتوكّل العبد على الله -تعالى- ويعلم أنّ كل ما يحصل له فيه حكمة قد يعلمها وقد تخفى عنه، وهو في ذلك كلّه صابر محتسب متوكل على الله -تعالى- مستسلم لقضائه وقدره، وهو لا ييأس من تنزل رحمة الله -تعالى- عليه، فيُبقي اتّصاله بالله -تعالى- ودعاءه له حاضراً، كما يشكر الله -تعالى- دائماً، ويُرجع الفضل له أولاً وآخراً
سورة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم
تُعَدّ سورة يوسف السورة الثالثة من حيث نزولها بعد سورة الإسراء، وهي مكيّة نزلت بعد، أمّا المرتبة التي تحتلّها من حيث ترتيب النزول، فهي الثالثة والخمسون، وعدد آياتها هو مئة وإحدى عشرة آية، وقد نزلت في وقتٍ كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يعاني فيه من الحزن والألم بسبب موت عمَه أبي طالب وزوجته خديجة -رضي الله عنها-، وهذه السورة كغيرها من السور التي تحتوي على القصص القرآني الذي يعدّ طريقة بيان للأسلوب الدعويّ الذي اتّبعه الأنبياء -عليهم السلام-، كما تعدّ مصدراً إلهيّاً لمعرفة أنبيائه -عليهم السلام- وقصصهم، وبهذه المعرفة تستقيم حال العبد، وتصحّ هدايته وإيمانه؛ لأنّه يتّبع الأنبياء -عليهم السلام- ويقتدي بهم عند معرفته لحقيقة ما حصل معهم
تُعَدّ سورة يوسف السورة الثالثة من حيث نزولها بعد سورة الإسراء، وهي مكيّة نزلت بعد، أمّا المرتبة التي تحتلّها من حيث ترتيب النزول، فهي الثالثة والخمسون، وعدد آياتها هو مئة وإحدى عشرة آية، وقد نزلت في وقتٍ كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يعاني فيه من الحزن والألم بسبب موت عمَه أبي طالب وزوجته خديجة -رضي الله عنها-، وهذه السورة كغيرها من السور التي تحتوي على القصص القرآني الذي يعدّ طريقة بيان للأسلوب الدعويّ الذي اتّبعه الأنبياء -عليهم السلام-، كما تعدّ مصدراً إلهيّاً لمعرفة أنبيائه -عليهم السلام- وقصصهم، وبهذه المعرفة تستقيم حال العبد، وتصحّ هدايته وإيمانه؛ لأنّه يتّبع الأنبياء -عليهم السلام- ويقتدي بهم عند معرفته لحقيقة ما حصل معهم