إلقاء النبي إبراهيم في النار
لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا هي حجارة ولم تستطع أن تدفع الأذى عن نفسها وعلموا أنَّ إبراهيم -عليه السلام- كان محقًّا تكبروا أكثر؛ إذ لا يُريدون أن يعترفوا أنَّ للكون إلهًا واحدًا، فثاروا يقولون يجب أن نُحرق إبراهيم بالنَّار حتى لا يتجرأ أيُّ أحدٍ ويفعل مثل فعلته، وهكذا بدأ القوم يجمعون الحطب لإحراق إبراهيم عليه السلام، حتَّى إنَّ المرأة منهم إذا مرضت تقول: لو عافتني الآلهة سأذهب لجمع الحطب لحرق إبراهيم، وصاروا يجمعون الكثير من الحطب، وأشعلوا نارًا عظيمة.
وبدؤوا يتفكَّرون في الطريقة التي يجب أن يُلقوا بها إبراهيم في النَّار، إذ لا يستطيعون الاقتراب من لهيبها ولو اقتربوا لاحترقت، فجاء الشيطان ودلَّهم على صناعة المنجنيق، ووقتها أول مرة كان يُصنع المنجنيق وهو أداة من الخشب يضعون فيها ما يُريدون ومن ثم يقذفونه من بعيد.
الله تعالى ينجّي نبيه إبراهيم
بدأ القوم بالتجهيز لقذف إبراهيم -عليه السلام- في النَّار، فقال إبراهيم حسبي الله ونعم الوكيل، إبراهيم كان يعلم أنَّ الله لن يتخلَّى عنه في هذا الوضع الصَّعب، فسلَّم كامل الأمر لربه تعالى، وأراد كل شيء على الأرض أن يدافع عن إبراهيم عليه السلام، فملائكة المطر تُريد أن تُهطل المطر والملائكة ما بين السماء والأرض تريد نجدته ودواب الأرض تريد مساعدته، ولكنَّ إبراهيم ما طلب المساعدة والنَّجدة إلا من ربِّه.
ولكنَّ حكمة الله -تعالى- أن جعل النَّار نفسها لا تُحرق أبدًا وهذه معجزة من الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام، فأمر الله النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فمعنى بردًا أي باردة وسلامًا أي لا يُؤذيه بردها، فالله هو الذي يُدبر الأساليب للدفاع عن أوليائه الصالحين وأنبيائه، فصارت النَّار حوله مثل البستان الأخضر الجميل، ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا إبراهيم.
لمَّا تبيَّن للكافرين أنَّ أصنامهم فعلًا هي حجارة ولم تستطع أن تدفع الأذى عن نفسها وعلموا أنَّ إبراهيم -عليه السلام- كان محقًّا تكبروا أكثر؛ إذ لا يُريدون أن يعترفوا أنَّ للكون إلهًا واحدًا، فثاروا يقولون يجب أن نُحرق إبراهيم بالنَّار حتى لا يتجرأ أيُّ أحدٍ ويفعل مثل فعلته، وهكذا بدأ القوم يجمعون الحطب لإحراق إبراهيم عليه السلام، حتَّى إنَّ المرأة منهم إذا مرضت تقول: لو عافتني الآلهة سأذهب لجمع الحطب لحرق إبراهيم، وصاروا يجمعون الكثير من الحطب، وأشعلوا نارًا عظيمة.
وبدؤوا يتفكَّرون في الطريقة التي يجب أن يُلقوا بها إبراهيم في النَّار، إذ لا يستطيعون الاقتراب من لهيبها ولو اقتربوا لاحترقت، فجاء الشيطان ودلَّهم على صناعة المنجنيق، ووقتها أول مرة كان يُصنع المنجنيق وهو أداة من الخشب يضعون فيها ما يُريدون ومن ثم يقذفونه من بعيد.
الله تعالى ينجّي نبيه إبراهيم
بدأ القوم بالتجهيز لقذف إبراهيم -عليه السلام- في النَّار، فقال إبراهيم حسبي الله ونعم الوكيل، إبراهيم كان يعلم أنَّ الله لن يتخلَّى عنه في هذا الوضع الصَّعب، فسلَّم كامل الأمر لربه تعالى، وأراد كل شيء على الأرض أن يدافع عن إبراهيم عليه السلام، فملائكة المطر تُريد أن تُهطل المطر والملائكة ما بين السماء والأرض تريد نجدته ودواب الأرض تريد مساعدته، ولكنَّ إبراهيم ما طلب المساعدة والنَّجدة إلا من ربِّه.
ولكنَّ حكمة الله -تعالى- أن جعل النَّار نفسها لا تُحرق أبدًا وهذه معجزة من الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام، فأمر الله النَّار أن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، فمعنى بردًا أي باردة وسلامًا أي لا يُؤذيه بردها، فالله هو الذي يُدبر الأساليب للدفاع عن أوليائه الصالحين وأنبيائه، فصارت النَّار حوله مثل البستان الأخضر الجميل، ولمَّا خرج من النَّار سليمًا قال له أبوه آزر نعم الرّب ربك يا إبراهيم.
*قصّة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع النمرود*
اعتمد إبراهيم -عليه السلام- في نقاشه مع الكفّار أسلوب نقاشٍ يعتمد المناظرةَ؛ حيث ناظر النمرود؛ وهو ملك بابل، وكان جبّاراً مُتمرِّدًا مُدَّعِيًا للربوبيّة، وقد وردت مناظرته إيّاه في سورة البقرة، حيث قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
إذ استدلّ إبراهيم -عليه السلام- على وجود الله بالمشاهدات التي حوله من الكون؛ من موت، وحياة، فرَدّ عليه النمرود أنّ بإمكانه أن يأتيَ برجُلَين حُكِم عليهما بالقتل؛ فيقتل أحدهما، ويعفو عن الآخر، فيكون بذلك قد أمات الأول، وأحيا الثاني، وهذا خارج عن مقام المناظرة، إلّا أنّ إبراهيم -عليه السلام- ألجمَه حين ضرب له مثلاً بالشمس التي تُشرق من المشرق، وتحدّاه أن يأتيَ بها من المغرب إن استطاع، ولكنّ النمرود كان أضعف من ذلك، فبُهِت، وسكت
اعتمد إبراهيم -عليه السلام- في نقاشه مع الكفّار أسلوب نقاشٍ يعتمد المناظرةَ؛ حيث ناظر النمرود؛ وهو ملك بابل، وكان جبّاراً مُتمرِّدًا مُدَّعِيًا للربوبيّة، وقد وردت مناظرته إيّاه في سورة البقرة، حيث قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ).
إذ استدلّ إبراهيم -عليه السلام- على وجود الله بالمشاهدات التي حوله من الكون؛ من موت، وحياة، فرَدّ عليه النمرود أنّ بإمكانه أن يأتيَ برجُلَين حُكِم عليهما بالقتل؛ فيقتل أحدهما، ويعفو عن الآخر، فيكون بذلك قد أمات الأول، وأحيا الثاني، وهذا خارج عن مقام المناظرة، إلّا أنّ إبراهيم -عليه السلام- ألجمَه حين ضرب له مثلاً بالشمس التي تُشرق من المشرق، وتحدّاه أن يأتيَ بها من المغرب إن استطاع، ولكنّ النمرود كان أضعف من ذلك، فبُهِت، وسكت
*قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الملائكة*
وردت قصّة لقاء إبراهيم -عليه السلام- مع الملائكة في القرآن الكريم في عدّة مواضع؛ حيث جاءه الملائكة زائرين مُبشِّرين، ومن حُسن إكرامه للضيف، سارع وجاءهم بطعام يأكلونه، وحين امتنعوا عن الأكل شعر -عليه السلام- بالخوف، والريبة منهم، فأخبروه أنّهم رُسُل الله -تعالى- إلى قوم لوط الذين حقّ عليهم عذاب الله -تعالى-، فراجعهم إبراهيم في ذلك؛ لأنّ فيهم لوطًا -عليه السلام-، وأهله، وهم مؤمنون، فبشّروه وزوجته بدايةً بأبناء إبراهيم عليه السلام، فقالوا له إنّ الله سيرزقهم إسحاقَ -عليه السلام-، ومن بعد إسحق يعقوبَ -عليه السلام-، فسكن قلبه، واطمأنَّ لهم، ثمّ عاد يجادلهم في عذاب قوم لوط، فرَدّوا عليه بأنّ هذا أمر الله -تعالى-، فقُضِي الأمر، وانتهى الجدال
وردت قصّة لقاء إبراهيم -عليه السلام- مع الملائكة في القرآن الكريم في عدّة مواضع؛ حيث جاءه الملائكة زائرين مُبشِّرين، ومن حُسن إكرامه للضيف، سارع وجاءهم بطعام يأكلونه، وحين امتنعوا عن الأكل شعر -عليه السلام- بالخوف، والريبة منهم، فأخبروه أنّهم رُسُل الله -تعالى- إلى قوم لوط الذين حقّ عليهم عذاب الله -تعالى-، فراجعهم إبراهيم في ذلك؛ لأنّ فيهم لوطًا -عليه السلام-، وأهله، وهم مؤمنون، فبشّروه وزوجته بدايةً بأبناء إبراهيم عليه السلام، فقالوا له إنّ الله سيرزقهم إسحاقَ -عليه السلام-، ومن بعد إسحق يعقوبَ -عليه السلام-، فسكن قلبه، واطمأنَّ لهم، ثمّ عاد يجادلهم في عذاب قوم لوط، فرَدّوا عليه بأنّ هذا أمر الله -تعالى-، فقُضِي الأمر، وانتهى الجدال
*قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام والطيور الأربعة*
ورد في القرآن الكريم الكثير ممّا يدلّ على قدرة الله -عزّ وجلّ- على البعث، ومنها ما ورد في قصّة إبراهيم -عليه السلام-؛ فقد طلب من الله -سبحانه- أن يُرِيَه كيفيّة إحياء الموتى، فعلى الرغم من أنّه كان مُؤمناً بذلك تمام الإيمان، إلّا أنّه أراد أن يطمئنّ قلبه بالأدلّة اليقينيّة، قال -تعالى- في كتابه الكريم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
فأمره الله -تعالى- أن يأخذ أربعة طيور، ويمزّقها، ويخلط أجزاءها معًا، ثمّ يجل كلّ جزء من هذه الأجزاء على جبل، وأمره بعد ذلك أن يدعوها إليه، ففَعَل -عليه السلام- ما أمره الله به، فجاءته الطيور وقد عادت إلى ما كانت عليه من الصورة، والحركة، والحياة، قال -تعالى-: (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
ورد في القرآن الكريم الكثير ممّا يدلّ على قدرة الله -عزّ وجلّ- على البعث، ومنها ما ورد في قصّة إبراهيم -عليه السلام-؛ فقد طلب من الله -سبحانه- أن يُرِيَه كيفيّة إحياء الموتى، فعلى الرغم من أنّه كان مُؤمناً بذلك تمام الإيمان، إلّا أنّه أراد أن يطمئنّ قلبه بالأدلّة اليقينيّة، قال -تعالى- في كتابه الكريم: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
فأمره الله -تعالى- أن يأخذ أربعة طيور، ويمزّقها، ويخلط أجزاءها معًا، ثمّ يجل كلّ جزء من هذه الأجزاء على جبل، وأمره بعد ذلك أن يدعوها إليه، ففَعَل -عليه السلام- ما أمره الله به، فجاءته الطيور وقد عادت إلى ما كانت عليه من الصورة، والحركة، والحياة، قال -تعالى-: (قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).
*هجرة إبراهيم عليه السلام*
ذكر الله -سبحانه- هجرة إبراهيم في ثلاثة مواضع من القرآن؛ حيث قال على لسان إبراهيم: (وأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ)،وقال: (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي)،وقال: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)، وفي ما يأتي بيان الهجرات الثلاث:
*هجرة إبراهيم إلى الشام*
خرج إبراهيم -عليه السلام- بنفسه، وزوجته سارة، وابن أخيه لوط -عليه السلام- إلى بلاد الشام، وقِيل إنه نزل حرّانَ فارًّا بدينه يدعو إلى الله، ويعبده، فأقام فيها مدّة، إلّا أنّ هذه البلاد تعرّضت للقحط، والجوع، فارتحل -عليه السلام- وأهله إلى مصر.
*هجرة إبراهيم إلى مصر*
خرج إبراهيم -عليه السلام- من أرض الشام إلى مصر سارة زوجة سيدنا إبراهيم، وحين علم ملك مصر آنذاك بقدوم إبراهيم ومعه امرأة حَسنة جميلة، بعثَ في طلبها؛ ليتزوّجها، وكان هذا الملك يأخذ نساء الرجال غصبًا، فأخبره إبراهيم بأنّها أخته، فحاول الملك أن يلمس سارة، فلم يستطع؛ إذ تحجّرت يداه، فطلب منها أن تدعوَ الله أن يعيدهما إلى ما كانتا عليه، ففعلت، وكرّر فعلته مرّة أخرى، فلمّا تحجّرت يداه مرّة أخرى، طلب منها أن تدعو له، فدعَت له، فأُطلِقت يداه مرّة أخرى.
*هجرة إبراهيم إلى مكّة*
أهدَت سارة زوجها إبراهيم -عليه السلام- هاجر الجارية؛ ليتزوّجها، فحملَت منه، وأنجبَت نبيّ الله إسماعيل -عليه السلام-، ولأنّ سارة كانت عاقرًا فقد غارت من هاجر، فأخذ إبراهيم هاجر وابنها، وخرج بهم إلى الشام، ثمّ إلى مكّة المُكرَّمة وتركهم هناك، ثمّ عاد، وحين نفد ما كان عندهم من الماء والطعام، صار طفلها يتلوّى من شدّة العطش، وطفقت هاجر تسعى بين جبليَن، وهما ما يُعرَفان بالصفا، والمروة، وتدعو الله، فأتاها جبريل بعد أن أنهَت سبعة أشواط عند موضع زمزم، وفجّرَ لها بأمر الله ماء زمزم، فجعلت تحوطه بيدها.
أمّا قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، فقد مرّت السنين وهاجر في مكّة، ولمّا كبر إسماعيل -عليه السلام-، وبلغ أَشدّه، رأى إبراهيم -عليه السلام- في المنام أنّه يذبحه، فامتثل أمرَ الله، وأخبر ابنَه برؤياه، فامتثل الآخر لأمر الله، وحين وضعه على الأرض، وأمسك السكّين؛ ليذبحَ ابنه، أنزل الله ذِبحًا عظيمًا؛ فداءً له؛ إذ لم يكنِ القصد إزهاق روح إسماعيل، بل كان ابتلاءً من الله لهما؛ ليرى إخلاصهما، واستسلامهما لأوامره
ذكر الله -سبحانه- هجرة إبراهيم في ثلاثة مواضع من القرآن؛ حيث قال على لسان إبراهيم: (وأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ)،وقال: (وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَىٰ رَبِّي)،وقال: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)، وفي ما يأتي بيان الهجرات الثلاث:
*هجرة إبراهيم إلى الشام*
خرج إبراهيم -عليه السلام- بنفسه، وزوجته سارة، وابن أخيه لوط -عليه السلام- إلى بلاد الشام، وقِيل إنه نزل حرّانَ فارًّا بدينه يدعو إلى الله، ويعبده، فأقام فيها مدّة، إلّا أنّ هذه البلاد تعرّضت للقحط، والجوع، فارتحل -عليه السلام- وأهله إلى مصر.
*هجرة إبراهيم إلى مصر*
خرج إبراهيم -عليه السلام- من أرض الشام إلى مصر سارة زوجة سيدنا إبراهيم، وحين علم ملك مصر آنذاك بقدوم إبراهيم ومعه امرأة حَسنة جميلة، بعثَ في طلبها؛ ليتزوّجها، وكان هذا الملك يأخذ نساء الرجال غصبًا، فأخبره إبراهيم بأنّها أخته، فحاول الملك أن يلمس سارة، فلم يستطع؛ إذ تحجّرت يداه، فطلب منها أن تدعوَ الله أن يعيدهما إلى ما كانتا عليه، ففعلت، وكرّر فعلته مرّة أخرى، فلمّا تحجّرت يداه مرّة أخرى، طلب منها أن تدعو له، فدعَت له، فأُطلِقت يداه مرّة أخرى.
*هجرة إبراهيم إلى مكّة*
أهدَت سارة زوجها إبراهيم -عليه السلام- هاجر الجارية؛ ليتزوّجها، فحملَت منه، وأنجبَت نبيّ الله إسماعيل -عليه السلام-، ولأنّ سارة كانت عاقرًا فقد غارت من هاجر، فأخذ إبراهيم هاجر وابنها، وخرج بهم إلى الشام، ثمّ إلى مكّة المُكرَّمة وتركهم هناك، ثمّ عاد، وحين نفد ما كان عندهم من الماء والطعام، صار طفلها يتلوّى من شدّة العطش، وطفقت هاجر تسعى بين جبليَن، وهما ما يُعرَفان بالصفا، والمروة، وتدعو الله، فأتاها جبريل بعد أن أنهَت سبعة أشواط عند موضع زمزم، وفجّرَ لها بأمر الله ماء زمزم، فجعلت تحوطه بيدها.
أمّا قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل، فقد مرّت السنين وهاجر في مكّة، ولمّا كبر إسماعيل -عليه السلام-، وبلغ أَشدّه، رأى إبراهيم -عليه السلام- في المنام أنّه يذبحه، فامتثل أمرَ الله، وأخبر ابنَه برؤياه، فامتثل الآخر لأمر الله، وحين وضعه على الأرض، وأمسك السكّين؛ ليذبحَ ابنه، أنزل الله ذِبحًا عظيمًا؛ فداءً له؛ إذ لم يكنِ القصد إزهاق روح إسماعيل، بل كان ابتلاءً من الله لهما؛ ليرى إخلاصهما، واستسلامهما لأوامره
*بناء إبراهيم الكعبةَ مع ابنه إسماعيل*
بيّن الله -تعالى- لإبراهيم وإسماعيل أساسات البيت الحرام التي كانت قد دُفِنت في الأرض منذ وقت طويل، ثمّ أمرهما ببناء الكعبة المُشرَّفة؛ فكان إسماعيل يجمع الحجارة، ويأتي بها إلى أبيه الذي كان يرفع البناء، فلمّا ارتفع البناء وضعَ إبراهيم حجرًا ووقف عليه، وقد عُرِفَ هذا المكان ب(مقام إبراهيم)، وتجدر الإشارة إلى أنّهما -عليهما السلام- كانا يبنيان الكعبة، ويدعوان الله -تعالى- ويقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
وقد طهّرا البيت ممّا لا يليق به من النجاسات، والقذارات؛ امتثالاً لأمر الله؛ ليكون مكانًا مناسبًا للصلاة، والعبادة، ودعَوا الله أن يجعل من ذريّتهما أمّة مسلمة مُوحِّدة لله لا تُشرك به شيئاً، فاستجاب -سبحانه- لهما، وجعل في ذُرّية العرب من نَسل إسماعيل أمّة مُوحِّدة، كما بعث من ذُرّيته محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث ورد في قوله -تعالى-: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
بيّن الله -تعالى- لإبراهيم وإسماعيل أساسات البيت الحرام التي كانت قد دُفِنت في الأرض منذ وقت طويل، ثمّ أمرهما ببناء الكعبة المُشرَّفة؛ فكان إسماعيل يجمع الحجارة، ويأتي بها إلى أبيه الذي كان يرفع البناء، فلمّا ارتفع البناء وضعَ إبراهيم حجرًا ووقف عليه، وقد عُرِفَ هذا المكان ب(مقام إبراهيم)، وتجدر الإشارة إلى أنّهما -عليهما السلام- كانا يبنيان الكعبة، ويدعوان الله -تعالى- ويقولان: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
وقد طهّرا البيت ممّا لا يليق به من النجاسات، والقذارات؛ امتثالاً لأمر الله؛ ليكون مكانًا مناسبًا للصلاة، والعبادة، ودعَوا الله أن يجعل من ذريّتهما أمّة مسلمة مُوحِّدة لله لا تُشرك به شيئاً، فاستجاب -سبحانه- لهما، وجعل في ذُرّية العرب من نَسل إسماعيل أمّة مُوحِّدة، كما بعث من ذُرّيته محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث ورد في قوله -تعالى-: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
*الدروس والعبر المستفادة من قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام*
تجلَّت في حوار إبراهيم مع أبيه وقومه في القرآن الكريم دروسٌ كثيرة، من الأهمِّيَّة عرض بعضها، ومن ذلك:
ضرورة الصدع بالحق: فما النفع إن كان الإنسان يعلم الحق ويخفيه؟ فهذا إبراهيم صدع بالحق ووقف بوجه قومه وأبيه.
اتخاذ الأساليب يكون حسب رؤية الداعية : فأسلوب إبراهيم اختلف بين قومه وأبيه، فهو مع قومه كان في العموم أشدَّ منه مع أبيه، حيث رقَّق في بعض المواقف خطابه لأبيه تألُّفًا له وتليينًا لقلبه.
كل من يحمل دعوة فإنه معرّض للخطر والإيذاء، فهذا إبراهيم قد حاربه قومه وآذوه وشتموه وانتهى بهم المطاف لرميه في النَّار.
الصبر على الدعوة، فلا ينبغي للداعية ترك الدعوة إن رأى قومه لا يستجيبون له، وهذا ما قام به إبراهيم حين هدَّده أبوه فأجابه إبراهيم: "سلام عليك سأستغفر لك ربي".
الهداية من عند الله تعالى، فعلى الداعية أن يدعوَ إلى الله، وعلى الله الهداية، فرغم كلِّ محاولات إبراهيم لهداية أبيه إلا أنَّ أباه رفض دعوته، وتكبَّر عليها.
جاهزيّة الداعية للرَّدِّ على دعوات المبطلين وشبهاتهم بما يتوفَّر له من أدوات وطرق للإقناع، فإبراهيم حاول التوجُّه بخطاب عقلاني للقوم، ثم بعد التكذيب حاول تغيير الواقع بيده عبر تكسير الأصنام، قال تعالى: "وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ" الأنعام 80.
دِينُ المسلم أعظم من الأرحام والأحباب والمكاسب، فإن خُيِّر المسلم بين دينه ودنياه فعليه اختيار الدِّين لأنَّ فيه صلاح دنياه وآخرته، وهذا ما فعله إبراهيم
تجلَّت في حوار إبراهيم مع أبيه وقومه في القرآن الكريم دروسٌ كثيرة، من الأهمِّيَّة عرض بعضها، ومن ذلك:
ضرورة الصدع بالحق: فما النفع إن كان الإنسان يعلم الحق ويخفيه؟ فهذا إبراهيم صدع بالحق ووقف بوجه قومه وأبيه.
اتخاذ الأساليب يكون حسب رؤية الداعية : فأسلوب إبراهيم اختلف بين قومه وأبيه، فهو مع قومه كان في العموم أشدَّ منه مع أبيه، حيث رقَّق في بعض المواقف خطابه لأبيه تألُّفًا له وتليينًا لقلبه.
كل من يحمل دعوة فإنه معرّض للخطر والإيذاء، فهذا إبراهيم قد حاربه قومه وآذوه وشتموه وانتهى بهم المطاف لرميه في النَّار.
الصبر على الدعوة، فلا ينبغي للداعية ترك الدعوة إن رأى قومه لا يستجيبون له، وهذا ما قام به إبراهيم حين هدَّده أبوه فأجابه إبراهيم: "سلام عليك سأستغفر لك ربي".
الهداية من عند الله تعالى، فعلى الداعية أن يدعوَ إلى الله، وعلى الله الهداية، فرغم كلِّ محاولات إبراهيم لهداية أبيه إلا أنَّ أباه رفض دعوته، وتكبَّر عليها.
جاهزيّة الداعية للرَّدِّ على دعوات المبطلين وشبهاتهم بما يتوفَّر له من أدوات وطرق للإقناع، فإبراهيم حاول التوجُّه بخطاب عقلاني للقوم، ثم بعد التكذيب حاول تغيير الواقع بيده عبر تكسير الأصنام، قال تعالى: "وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ" الأنعام 80.
دِينُ المسلم أعظم من الأرحام والأحباب والمكاسب، فإن خُيِّر المسلم بين دينه ودنياه فعليه اختيار الدِّين لأنَّ فيه صلاح دنياه وآخرته، وهذا ما فعله إبراهيم
*اليوم راح انشر لكم قصة نبي الله إسماعيل عليه السلام*
بطريقة مبسطة نتعرف على قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام، ونتقرب من صفاته وسيرته، ونفهم حكاية الذبح وحكمة الله تعالى في أمرها.
كيف يمكن أن يطيع ابنا والده وهو يقبل على ذبحه؟ وكيف يتحمل وأمه العطش والجوع في صحراء خاوية؟ بينما قلوبهم عامرة مؤمنة "إن الله لن يضيعنا". تحمل قصة سيدنا إسماعيل عِبر وعظات عن معنى الطاعة وبر الوالدين، والرضا بقضاء الله وقدره، نسردها لكم ونتذكر معا محطاتها.
بطريقة مبسطة نتعرف على قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام، ونتقرب من صفاته وسيرته، ونفهم حكاية الذبح وحكمة الله تعالى في أمرها.
كيف يمكن أن يطيع ابنا والده وهو يقبل على ذبحه؟ وكيف يتحمل وأمه العطش والجوع في صحراء خاوية؟ بينما قلوبهم عامرة مؤمنة "إن الله لن يضيعنا". تحمل قصة سيدنا إسماعيل عِبر وعظات عن معنى الطاعة وبر الوالدين، والرضا بقضاء الله وقدره، نسردها لكم ونتذكر معا محطاتها.
قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام كاملة
يعود نسب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- باتفاق العلماء ووفقا للسيرة النبوية- إلى جده الأكبر عدنان، وهو أحد أحفاد سيدنا إسماعيل عليه السلام.
وفي حديث عن رسول الله قال: "أنا ابن الذبيحين"، الأول هو أبيه عبد الله بن عبد المطلب، بعد أن نذر عبد المطلب جد الرسول- في عهد ما قبل الإسلام- أن يذبح أحد أبنائه تقربا إلى الله إذا رزقه بعشرة من الأولاد.
وعندما وقعت القرعة على عبد الله، كاد أن يُذبح حتى افتداه والده بمائة من الإبل، أما الذبيح الثاني فهو إسماعيل عليه السلام- الجد الأكبر لرسول الله- حين جاء الأمر لإبراهيم بذبحه، ثم فداه الله تعالى بذبح عظيم.
من بداية قصة سيدنا إسماعيل مرورا ببقائه مع أمه هاجر في مكة وحدهما، وتأسيسه لحياة جديدة في شعبها.
ثم زواجه وبناء بيت الله وأخيرا وفاته، كانت أيامه تترنح بين الألم والمعاناة وكان يستقبلها بالصبر والطاعة.
يعود نسب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم- باتفاق العلماء ووفقا للسيرة النبوية- إلى جده الأكبر عدنان، وهو أحد أحفاد سيدنا إسماعيل عليه السلام.
وفي حديث عن رسول الله قال: "أنا ابن الذبيحين"، الأول هو أبيه عبد الله بن عبد المطلب، بعد أن نذر عبد المطلب جد الرسول- في عهد ما قبل الإسلام- أن يذبح أحد أبنائه تقربا إلى الله إذا رزقه بعشرة من الأولاد.
وعندما وقعت القرعة على عبد الله، كاد أن يُذبح حتى افتداه والده بمائة من الإبل، أما الذبيح الثاني فهو إسماعيل عليه السلام- الجد الأكبر لرسول الله- حين جاء الأمر لإبراهيم بذبحه، ثم فداه الله تعالى بذبح عظيم.
من بداية قصة سيدنا إسماعيل مرورا ببقائه مع أمه هاجر في مكة وحدهما، وتأسيسه لحياة جديدة في شعبها.
ثم زواجه وبناء بيت الله وأخيرا وفاته، كانت أيامه تترنح بين الألم والمعاناة وكان يستقبلها بالصبر والطاعة.
*أين ولد إسماعيل عليه السلام*
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام قد تزوج سارة ابنة عمه، واستقرا معا في فلسطين بعد أن تركا مصر هربا من ملكها ومعهما خادمتهما هاجر، كانوا جميعا يعيشون حياة هادئة راضية في بلاد الشام.
لكن كانت أمنية إبراهيم أن يرزقه الله بالذرية الحسنة، واعتقدت سارة أنها حُرمت الإنجاب، فوهبته هاجر.
وبالفعل، حملت هاجر فغارت منها سارة وشكتها لسيدنا إبراهيم، الذي أخبرها أن تفعل بها ما تريد، فخشيت هاجر على نفسها وهربت.
لكنها عادت بعد أن بشرها ملكٌ بابن يملك جميع بلاد إخوته، فعادت مرة أخرى، ووضعت إسماعيل عليه السلام في فلسطين.
*كم كان عمر سيدنا ابراهيم لما رزق باسماعيل؟
*
وفقًا لما جاء في البداية والنهاية لابن كثير، فقد فرح سيدنا إبراهيم بابنه الأول إسماعيل، الذي رُزق به وعمره 86 عاما، وخرّ لله ساجدا شاكرا، فقال له الله:
"استجبت لك في إسماعيل، وباركت عليه، وكثرته،
ونميته جدا كثيرا، يولد له اثنا عشر عظيما، وأجعله رئيسا لشعب عظيم".
لهذا كانت قصة سيدنا إسماعيل هي بداية نسل محمد صلى الله عليه وسلم، وكان هو "أبو العرب".
ما معنى اسم اسماعيل في الكتاب المقدس؟
ولأن سيدنا إسماعيل هو استجابة الله لدعوة إبراهيم عليه السلام، فاسمه يعني "سمع الله" أو "سميع الله" أو "الله يسمع"، وهو يعني ذلك بالعربية والعبرية.
أسماء الأنبياء والرسل... لتختار من بينهم اسم مولودك
قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر
بعد أن ولدت هاجر سيدنا إسماعيل، شعرت سارة بالغيرة والغضب ولم ترغب أن ترى وجهها، فأوحى الله إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسير بها وبابنه إلى جبال، حيث مكة الآن، وكان إسماعيل رضيعا ما زال، ولا تملك هاجر من أمرها شيئا في وادي لا زرع به ولا ماء ولا ناس.
ترك سيدنا إبراهيم هاجر وولى ظهره عنها، ولما تعلقت بثيابه تسأله لماذا؟ وكيف يذهب ويدعها مع ابنهما الرضيع في صحراء خالية؟
لم يجيبها، حتى سألته: الله أمرك بهذا؟ فقال إبراهيم: نعم، فردت هاجر: فإنه لن يضيعنا، واستسلمت القبطية المصرية لأمر الله وحكمته.
كان سيدنا إبراهيم عليه السلام قد تزوج سارة ابنة عمه، واستقرا معا في فلسطين بعد أن تركا مصر هربا من ملكها ومعهما خادمتهما هاجر، كانوا جميعا يعيشون حياة هادئة راضية في بلاد الشام.
لكن كانت أمنية إبراهيم أن يرزقه الله بالذرية الحسنة، واعتقدت سارة أنها حُرمت الإنجاب، فوهبته هاجر.
وبالفعل، حملت هاجر فغارت منها سارة وشكتها لسيدنا إبراهيم، الذي أخبرها أن تفعل بها ما تريد، فخشيت هاجر على نفسها وهربت.
لكنها عادت بعد أن بشرها ملكٌ بابن يملك جميع بلاد إخوته، فعادت مرة أخرى، ووضعت إسماعيل عليه السلام في فلسطين.
*كم كان عمر سيدنا ابراهيم لما رزق باسماعيل؟
*
وفقًا لما جاء في البداية والنهاية لابن كثير، فقد فرح سيدنا إبراهيم بابنه الأول إسماعيل، الذي رُزق به وعمره 86 عاما، وخرّ لله ساجدا شاكرا، فقال له الله:
"استجبت لك في إسماعيل، وباركت عليه، وكثرته،
ونميته جدا كثيرا، يولد له اثنا عشر عظيما، وأجعله رئيسا لشعب عظيم".
لهذا كانت قصة سيدنا إسماعيل هي بداية نسل محمد صلى الله عليه وسلم، وكان هو "أبو العرب".
ما معنى اسم اسماعيل في الكتاب المقدس؟
ولأن سيدنا إسماعيل هو استجابة الله لدعوة إبراهيم عليه السلام، فاسمه يعني "سمع الله" أو "سميع الله" أو "الله يسمع"، وهو يعني ذلك بالعربية والعبرية.
أسماء الأنبياء والرسل... لتختار من بينهم اسم مولودك
قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل وزوجته هاجر
بعد أن ولدت هاجر سيدنا إسماعيل، شعرت سارة بالغيرة والغضب ولم ترغب أن ترى وجهها، فأوحى الله إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يسير بها وبابنه إلى جبال، حيث مكة الآن، وكان إسماعيل رضيعا ما زال، ولا تملك هاجر من أمرها شيئا في وادي لا زرع به ولا ماء ولا ناس.
ترك سيدنا إبراهيم هاجر وولى ظهره عنها، ولما تعلقت بثيابه تسأله لماذا؟ وكيف يذهب ويدعها مع ابنهما الرضيع في صحراء خالية؟
لم يجيبها، حتى سألته: الله أمرك بهذا؟ فقال إبراهيم: نعم، فردت هاجر: فإنه لن يضيعنا، واستسلمت القبطية المصرية لأمر الله وحكمته.
*قصة السيدة هاجر وابنها اسماعيل*
وفي رحلة عودته إلى فلسطين، دعا إبراهيم ربه:
*"رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
*
وتمر هاجر مع ابنها بواحد من أقسى المواقف في قصة سيدنا إسماعيل وهو أيضا من أعظمها، حين نفد منها الماء وجف لبنها، واحتارت كيف تطعم ابنها الرضيع في الوادي المُقفر؟
فتطلعت حولها لم يكن هناك سوى الجبال، وبدأ صراخ الطفل يعلو فصعدت إلى أقرب جبل لها وهو الصفا تتطلع لترى أحدا، فلم تجد.
ثم نزلت إلى الوادي، وصعدت إلى أقرب جبل آخر لها وهو المروة، كي تلحظ أي مارة يساعدونها.
ظلت هكذا تسعى متلهفة بين الصفا والمروة سبع مرات، وإذا بماء يظهر عند قدمي إسماعيل الرضيع، بعد أن بحث عنه ملكٌ بجناحه.
وكان هذا موضع زمزم، وظلت هاجر تنبش الأرض وتغرف الماء وتُسقي ولدها، وظلت هكذا في سلام تعيش مع إسماعيل ويزورهما إبراهيم عليه السلام من حين للآخر.
حتى مرّت قبيلة "جُرهُم" في طريق سفرها ووجد طائر أعلى جبل، فأيقنت أن هناك ماء في هذا المكان، فنزلوا في الوادي، حيث هاجر وإسماعيل واستاذنوا أن يقيموا جوارهم.
وفي رحلة عودته إلى فلسطين، دعا إبراهيم ربه:
*"رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"
*
وتمر هاجر مع ابنها بواحد من أقسى المواقف في قصة سيدنا إسماعيل وهو أيضا من أعظمها، حين نفد منها الماء وجف لبنها، واحتارت كيف تطعم ابنها الرضيع في الوادي المُقفر؟
فتطلعت حولها لم يكن هناك سوى الجبال، وبدأ صراخ الطفل يعلو فصعدت إلى أقرب جبل لها وهو الصفا تتطلع لترى أحدا، فلم تجد.
ثم نزلت إلى الوادي، وصعدت إلى أقرب جبل آخر لها وهو المروة، كي تلحظ أي مارة يساعدونها.
ظلت هكذا تسعى متلهفة بين الصفا والمروة سبع مرات، وإذا بماء يظهر عند قدمي إسماعيل الرضيع، بعد أن بحث عنه ملكٌ بجناحه.
وكان هذا موضع زمزم، وظلت هاجر تنبش الأرض وتغرف الماء وتُسقي ولدها، وظلت هكذا في سلام تعيش مع إسماعيل ويزورهما إبراهيم عليه السلام من حين للآخر.
حتى مرّت قبيلة "جُرهُم" في طريق سفرها ووجد طائر أعلى جبل، فأيقنت أن هناك ماء في هذا المكان، فنزلوا في الوادي، حيث هاجر وإسماعيل واستاذنوا أن يقيموا جوارهم.
*ما هي لغة سيدنا اسماعيل؟*
لم يكن سيدنا إسماعيل عربيا، ويقال إنه كان يتكلم الآرامية أو العبرانية، ولكنه بعد أن انتقل مع أمه هاجر إلى مكة، احتك بقبيلة "جُرهُم" والعماليق وأهل اليمن، وما يُعرفون بالعرب العاربة، أو أهل قحطان، وتعلم من أهلها اللغة العربية.
وكان سيدنا إسماعيل أول من نطق باللغة العربية الفصحى وهو بعمر 14 عاما، وأول من ركب الخيل واستأنسها.
ومن صلبه ظهرت العرب المستعربة أي العدنانيون المنتسبين إلى عدنان حفيد إسماعيل، ومنشأهم الحجاز وهم أصل أغلب العرب الآن.
لم يكن سيدنا إسماعيل عربيا، ويقال إنه كان يتكلم الآرامية أو العبرانية، ولكنه بعد أن انتقل مع أمه هاجر إلى مكة، احتك بقبيلة "جُرهُم" والعماليق وأهل اليمن، وما يُعرفون بالعرب العاربة، أو أهل قحطان، وتعلم من أهلها اللغة العربية.
وكان سيدنا إسماعيل أول من نطق باللغة العربية الفصحى وهو بعمر 14 عاما، وأول من ركب الخيل واستأنسها.
ومن صلبه ظهرت العرب المستعربة أي العدنانيون المنتسبين إلى عدنان حفيد إسماعيل، ومنشأهم الحجاز وهم أصل أغلب العرب الآن.
*تتلخص قصة سيدنا إسماعيل*
في طاعته لوالده، واعتباره "أبو العرب"، الذي يرجع إليه نسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويتذكرها الأطفال دوما بأنها الذبيح الذي فداه الله بكبش عظيم.
لماذا امر الله ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل؟
كان سيدنا إسماعيل له مكانة خاصة بقلب أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام، فهو الابن الأول الذي رزقه الله به بعد أن بلغه الكِبر.
فكان أمر الله لسيدنا إبراهيم بذبحه ابتلاء كبير واختبار أكبر لإيمانه وطاعته لله سبحانه وتعالى، وأن يكون إخلاصه لله وحده لا شريك له.
في رؤياه وهو نائم، يرى إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه الأكبر، فيخبر ولده ويأتيه الرد بالطاعة "يا أبتِ افعل ما تؤمر".
لتكن واقعة الذبح من أهم محطات قصة سيدنا إسماعيل وبيان على قوة إيمانه وثقته في حكمة الله، فلم يرفض أو يستنكر، بل كان صابرا لحكم الله وقدره "ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، ففداه الله بكبش عظيم.
قصة ذبح سيدنا إسماعيل كاملة مكتوبة
ووفقا للقرآن الكريم، تبدأ قصة سيدنا إسماعيل وواقعة ذبحه برؤيا رآها والده سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو نائم.
فبعد أن رزقه الله بغلام حليم طيب ومطيع يحب العمل الصالح ويسعى فيه، وفور أن بدأ الغلام يكبر ويصبح في طور الشباب والسعي، جاء الأمر من الله في رؤية لإبراهيم بأن يذبح ابنه.
ورغم ثقل الأمر وفجيعته، لم يكن من إبراهيم سوى الطاعة لأمر الله، فذهب إلى ابنه إسماعيل يخبره برؤياه. الذي جاء رده سريعا دون تفكير بأن يفعل ما امره الله به، وأنه ممتثلا معه لاختبار الله وابتلائه.
وعندما همّ إسماعيل بذبح ابنه، إذا بالسكين لا تمر من حلقه، ويقال إن صفيحة من نحاس حالت بين حلقه وبين السكين، وفداءا له، ظهر كبش ليُذبح مكانه.
في أي سورة وردت قصة ذبح إسماعيل؟
وظهرت تفاصيل قصة سيدنا إسماعيل في سورة الصافات بداية من الآية 100 إلى 110:
"رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ *
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ *
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ *
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ *
سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ *
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"
كم كان عمر سيدنا إسماعيل عند الذبح
في قوله تعالى: "فلما بلغ معه السعي.." تم تفسيره على أن سيدنا إسماعيل كان قد بلغ من العمر ما يسمح له بالسعي مع والده، عندما كان ذبيحا.
ومن الراجح أن يكون قد بلغ الـ 13 عاما أو يزيد.
في طاعته لوالده، واعتباره "أبو العرب"، الذي يرجع إليه نسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويتذكرها الأطفال دوما بأنها الذبيح الذي فداه الله بكبش عظيم.
لماذا امر الله ابراهيم عليه السلام بذبح ابنه اسماعيل؟
كان سيدنا إسماعيل له مكانة خاصة بقلب أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام، فهو الابن الأول الذي رزقه الله به بعد أن بلغه الكِبر.
فكان أمر الله لسيدنا إبراهيم بذبحه ابتلاء كبير واختبار أكبر لإيمانه وطاعته لله سبحانه وتعالى، وأن يكون إخلاصه لله وحده لا شريك له.
في رؤياه وهو نائم، يرى إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه الأكبر، فيخبر ولده ويأتيه الرد بالطاعة "يا أبتِ افعل ما تؤمر".
لتكن واقعة الذبح من أهم محطات قصة سيدنا إسماعيل وبيان على قوة إيمانه وثقته في حكمة الله، فلم يرفض أو يستنكر، بل كان صابرا لحكم الله وقدره "ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، ففداه الله بكبش عظيم.
قصة ذبح سيدنا إسماعيل كاملة مكتوبة
ووفقا للقرآن الكريم، تبدأ قصة سيدنا إسماعيل وواقعة ذبحه برؤيا رآها والده سيدنا إبراهيم عليه السلام وهو نائم.
فبعد أن رزقه الله بغلام حليم طيب ومطيع يحب العمل الصالح ويسعى فيه، وفور أن بدأ الغلام يكبر ويصبح في طور الشباب والسعي، جاء الأمر من الله في رؤية لإبراهيم بأن يذبح ابنه.
ورغم ثقل الأمر وفجيعته، لم يكن من إبراهيم سوى الطاعة لأمر الله، فذهب إلى ابنه إسماعيل يخبره برؤياه. الذي جاء رده سريعا دون تفكير بأن يفعل ما امره الله به، وأنه ممتثلا معه لاختبار الله وابتلائه.
وعندما همّ إسماعيل بذبح ابنه، إذا بالسكين لا تمر من حلقه، ويقال إن صفيحة من نحاس حالت بين حلقه وبين السكين، وفداءا له، ظهر كبش ليُذبح مكانه.
في أي سورة وردت قصة ذبح إسماعيل؟
وظهرت تفاصيل قصة سيدنا إسماعيل في سورة الصافات بداية من الآية 100 إلى 110:
"رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ *
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ *
فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ *
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ *
سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ *
كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ"
كم كان عمر سيدنا إسماعيل عند الذبح
في قوله تعالى: "فلما بلغ معه السعي.." تم تفسيره على أن سيدنا إسماعيل كان قد بلغ من العمر ما يسمح له بالسعي مع والده، عندما كان ذبيحا.
ومن الراجح أن يكون قد بلغ الـ 13 عاما أو يزيد.
أبناء إسماعيل عليه السلام
نشأت بين إسماعيل عليه السلام وأهل قبيلة "جُرهُم" علاقة ود واحترام وتبجيل، فتزوج منهم.
يقال تزوج من العماليق عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليقي.
وحينما مرّ إبراهيم عليه السلام على بيته ولم يجده، سأل زوجته عن أحوالهم، فشكت الضيق والشدة، فأخبرها أن يوصي إسماعيل بتغيير عتبة بابه.
عندما عاد إسماعيل أخبرته زوجته أن رجلا كبيرا قد زارهم أوصافه كذا وكذا، وتلت عليه وصيته.
ففهم أنه والده إبراهيم يوصيه بفراق زوجته، وبعد فترة زاره إبراهيم مرة ثانية، فوجد زوجا غير الأولى وكانت السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي.
سألها إبراهيم عليه السلام عن الأحوال، فقالت له أنهم في خير وسعة وطعامهم اللحم والماء، فقال لها اقرئي زوجك مني السلام واخبريه أن يثبت عتبة بابه.
بعد رحيله، جاء إسماعيل وأخبرته زوجته بما حدث وبوصية الشيخ الذي زارهم، ولم تكن تعلم أنه إبراهيم، فقال لها: إنه أبي وامرني أن أمسكك.
ورُزق إسماعيل باثني عشر ولدا، هم:
نابت.
قيذار.
ازبل.
ميشي.
مسمع.
ماش.
دوصا.
ارر.
يطور.
نبش.
طيما.
قذيما.
وينتسب العرب إلى أبنائه نابت وقيذار.
نشأت بين إسماعيل عليه السلام وأهل قبيلة "جُرهُم" علاقة ود واحترام وتبجيل، فتزوج منهم.
يقال تزوج من العماليق عمارة بنت سعد بن أسامة بن أكيل العماليقي.
وحينما مرّ إبراهيم عليه السلام على بيته ولم يجده، سأل زوجته عن أحوالهم، فشكت الضيق والشدة، فأخبرها أن يوصي إسماعيل بتغيير عتبة بابه.
عندما عاد إسماعيل أخبرته زوجته أن رجلا كبيرا قد زارهم أوصافه كذا وكذا، وتلت عليه وصيته.
ففهم أنه والده إبراهيم يوصيه بفراق زوجته، وبعد فترة زاره إبراهيم مرة ثانية، فوجد زوجا غير الأولى وكانت السيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمي.
سألها إبراهيم عليه السلام عن الأحوال، فقالت له أنهم في خير وسعة وطعامهم اللحم والماء، فقال لها اقرئي زوجك مني السلام واخبريه أن يثبت عتبة بابه.
بعد رحيله، جاء إسماعيل وأخبرته زوجته بما حدث وبوصية الشيخ الذي زارهم، ولم تكن تعلم أنه إبراهيم، فقال لها: إنه أبي وامرني أن أمسكك.
ورُزق إسماعيل باثني عشر ولدا، هم:
نابت.
قيذار.
ازبل.
ميشي.
مسمع.
ماش.
دوصا.
ارر.
يطور.
نبش.
طيما.
قذيما.
وينتسب العرب إلى أبنائه نابت وقيذار.
بناء الكعبة على يد إبراهيم وإسماعيل
عُرف عن إسماعيل عليه السلام الطاعة لوالده في كل أمر،
وعندما جاءه إبراهيم عليه السلام ليخبره بأمر الله ببناء بيت في مكة.
ما كان منه إلا أن أطاعه وأعانه، فأشار إبراهيم إلى أكمة مرتفعة وما حولها ليكون مكان بيت الله.
بدأ ومعه إسماعيل في رفع القواعد. يأتي إسماعيل بالحجارة ويبنيها إبراهيم وهما يرددان:
"ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم"
وبعد أن ارتفع البناء وضع إسماعيل حجرا لولده صعد عليه
واستكمل البناء، وبعد أتما بناء البيت دارا معا حوله مرددين:
"ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم"
وفاة إسماعيل عليه السلام
قبل أن يموت إسماعيل عليه السلام أوصى أن تتزوج ابنته نسمة من العيص بن أخيه إسحاق، ويقال من سلالتها أتت الروم.
بعد أن حضرت الوفاة، تم دفته في الحجر بالحجاز جوار أمه هاجر، وكان عمره وقتها 137 سنة.
معجزات إسماعيل عليه السلام
في قصة سيدنا إسماعيل تبدو المعجزات نتاجا لطاعته وقبوله لقضاء الله وقدره، مثل:
انفجار عين زمزم تحت قدميه،
بعد سعي أمه هاجر بين الصفا والمروة.
أن يُفدى بكبش عظيم يحول دون ذبحه على يد أبيه إبراهيم،
بعد أن كان ممتثلا لأمر ربه.
أول من ركب الخيل.
"أبو العرب" الذي أتى من نسله محمد صلى الله عيه وسلم.
قصة سيدنا إسماعيل واختبار إيمانه من قصص الأنبياء التي يأتي مع ذكرها تقدير لنعم الله،
وضرورة السعي للعمل الصالح الطيب المشمول بالطاعة والتسليم لأمر الله، والتي ما زلنا نؤدي شعائر الحج وفقا لأحداثها.
هذا والله اعلم
عُرف عن إسماعيل عليه السلام الطاعة لوالده في كل أمر،
وعندما جاءه إبراهيم عليه السلام ليخبره بأمر الله ببناء بيت في مكة.
ما كان منه إلا أن أطاعه وأعانه، فأشار إبراهيم إلى أكمة مرتفعة وما حولها ليكون مكان بيت الله.
بدأ ومعه إسماعيل في رفع القواعد. يأتي إسماعيل بالحجارة ويبنيها إبراهيم وهما يرددان:
"ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم"
وبعد أن ارتفع البناء وضع إسماعيل حجرا لولده صعد عليه
واستكمل البناء، وبعد أتما بناء البيت دارا معا حوله مرددين:
"ربنا تقبل منّا إنك أنت السميع العليم"
وفاة إسماعيل عليه السلام
قبل أن يموت إسماعيل عليه السلام أوصى أن تتزوج ابنته نسمة من العيص بن أخيه إسحاق، ويقال من سلالتها أتت الروم.
بعد أن حضرت الوفاة، تم دفته في الحجر بالحجاز جوار أمه هاجر، وكان عمره وقتها 137 سنة.
معجزات إسماعيل عليه السلام
في قصة سيدنا إسماعيل تبدو المعجزات نتاجا لطاعته وقبوله لقضاء الله وقدره، مثل:
انفجار عين زمزم تحت قدميه،
بعد سعي أمه هاجر بين الصفا والمروة.
أن يُفدى بكبش عظيم يحول دون ذبحه على يد أبيه إبراهيم،
بعد أن كان ممتثلا لأمر ربه.
أول من ركب الخيل.
"أبو العرب" الذي أتى من نسله محمد صلى الله عيه وسلم.
قصة سيدنا إسماعيل واختبار إيمانه من قصص الأنبياء التي يأتي مع ذكرها تقدير لنعم الله،
وضرورة السعي للعمل الصالح الطيب المشمول بالطاعة والتسليم لأمر الله، والتي ما زلنا نؤدي شعائر الحج وفقا لأحداثها.
هذا والله اعلم
قصة النبي اسحاق ويعقوب
إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يعْلَمُونَ ﴿٦٨ يوسف﴾
النبي إسحاق في مدينة جرار
حين سكن النبي إسحاق في منطقة بئر السبع في أرض كنعان، حدثت مجاعة مثل التي حدثت في زمن النبي إبراهيم. وحين فكر النبي إسحاق في أن يرحل إلى أرض مصر، أوحَى له الله وقال: «يا إسحاق، لآ ترحل إلى أرض مصر، لكن أسكن في الأرض التي أقول لك عليها. أقم في الأرض مغتربًا فترة، وأنا أكون معك وأبارك فيك وفي نسلك، وأعطيكم كل هذه الأرض وأوفي بالعهد الذي عاهدت عليه أبيك إبراهيم. كل هذه الأرض أعطيها لكم، وأُكثِّر نسلك فيكونوا كعدد نجوم السماء، وبذريتك تتبارك أمم الأرض أجمعين. لأن أبيك إبراهيمَ أطاعَني وحفظَ وصيتي وأقام فرائضي وشرعي». فلم يذهب النبي إسحاق إلى مصر كما أمره الله، وسكن فترة طويلة في منطقة جَرار التي على الساحل جنوب ارض كنعان.
إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا ۚ وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يعْلَمُونَ ﴿٦٨ يوسف﴾
النبي إسحاق في مدينة جرار
حين سكن النبي إسحاق في منطقة بئر السبع في أرض كنعان، حدثت مجاعة مثل التي حدثت في زمن النبي إبراهيم. وحين فكر النبي إسحاق في أن يرحل إلى أرض مصر، أوحَى له الله وقال: «يا إسحاق، لآ ترحل إلى أرض مصر، لكن أسكن في الأرض التي أقول لك عليها. أقم في الأرض مغتربًا فترة، وأنا أكون معك وأبارك فيك وفي نسلك، وأعطيكم كل هذه الأرض وأوفي بالعهد الذي عاهدت عليه أبيك إبراهيم. كل هذه الأرض أعطيها لكم، وأُكثِّر نسلك فيكونوا كعدد نجوم السماء، وبذريتك تتبارك أمم الأرض أجمعين. لأن أبيك إبراهيمَ أطاعَني وحفظَ وصيتي وأقام فرائضي وشرعي». فلم يذهب النبي إسحاق إلى مصر كما أمره الله، وسكن فترة طويلة في منطقة جَرار التي على الساحل جنوب ارض كنعان.
وكانت رفقة زوجة النبي إسحاق فاتنة الجمال، فخاف النبي إسحاق أن يقتله أحد من أهل جرار ليأخذها، فكان يقول أنها أخته لكل مَن يسأله عنها. وبعد أن طالت إقامة النبي إسحاق في جَرَار، حدث في يوم أن نظر أبيمالِك ملك جرار من شُرفة بيته، فرأىَ النبي إسحاق يداعب زوجته رفقة. فاستدعَى أبيمالِك النبي إسحاق وقال له: «يا إسحاق، هي زوجتك أذن! فلما أدعيت إنها أختك؟» فقال النبي إسحاق: «يا أبيمالك، ظننت أن أحدهم قد يقتلني ليأخذها» فقال أبيمالِك: «ما هذا الذي فعلته بنا؟ كان من الممكن أن يأخذها أحد من شعبي ويعاشرها، فيكون ذنبًا عظيمًا علينا كلنا» فأصدر أبيمالِك أمرًا لكل الشعب قال فيه: «أي شخص يتعرّض لهذا الرجل أو لزوجته بالأذىَ، يُعدم فورًا».
وبعد فترة زرع النبي إسحاق في أرض جرار فبارك له الله، وحصد مئة ضعف في السنة نفسها. فزادت ثروتَهُ وأصبح غنيًا جدًا، وعَلَت بين الناسِ مكانتَهُ. وأصبح يملك قطعان غنم وأبقار والكثير من الخدم، حتَى حقد عليه أهل جرار الكنعانين. فقال أبيمالِك للنبي إسحَاق: «ارحل يا إسحاق عن أرضنا لأنك أصبحت أقوى كثيرًا منا». فرحل النبي إسحاق من مدينتهم ونزل إلى الوادي وسكن هناك. وكان أهل جرار قد ردموا بالتراب كل الآبار التي كان حفرها خدم النبي إبراهيم. فأعاد النبي إسحاق حفر الآبار، وسماها بنفس الأسماء التي سماها بها النبي إبراهيم.
وحين كان خدم النبي إسحاق يحفرون في الوادي، عثروا على نبع ماء عذب. لكن رُعاة جَرَار الكنعانين تنازعوا مع خدم النبي إسحاق وقالوا لهم أن هذا الماء من حقهِم. فسمىَ النبي إسحاق البئر «بئر النزاع». ثم حفر خدم النبي إسحاق بئرًا أخرَى فنازعه عليها أيضًا رُعاة جَرَار الكنعانين، فسماها النبي إسحاق «بئر الكراهية». فرَحل النبي إسحاق لمنطقة أخرى وحفر بئر آخرىَ فلم ينازعوه عليها، فسماها «بئر سَعَة»، لأنه قال: «قد وسع الله علينا وجعلنا مُثمرين». وبعد فترة رحل النبي إسحاق من هناك إلى منطقة بئر السبع. وفي ليلة وصوله إلى بئر السبع، ظهر وحي الله للنبي إسحاق وقال: «يا إسحاق، لا تخاف. أنا هو ربّ أبيك إبراهيم. وأنا معك أباركك وأكثر نسلك وأوفي بعهدي مع أبيك إبراهيم». فبنَى النبي إسحاق لله هُنَاكَ مَكاناً لتقديم الأضحية وسبح بسم الله الحي القيوم. ثم نصب خيامه وحفر خدمه بئر ماء.
المعاهدة بين النبي إسحاق وأبيمالك
وبعد فترة من إقامة النبي إسحاق في بئر السبع، جاء إليه أَبِيمَالِك ملك مدينة جَرَار ومعه أَحُزَّاتُ مستشاره الخاص وفيكولُ قائدُ جيشه. فقال لهم النبي إسحَق: «ما الذي جاء بكم عندي الآن يا كبراء جرار؟ ألم تكرهوني وَمنْ أرضكُمْ طردتونِي؟» فقالوا: «يا إسحاق، الآن نعلم بالحق أن الله معك، فجئنا لنعقد إتفاقاً معك ونقيم معاهدة سلام بيننا وبينك. فعاهدنا أنك لا تؤذينا، كما لم نؤذيك حين كنت تعيش بيننا. وحين صرفناك خرجت بسلام من عندنا، وها أنت الآن في بركة الرب منعماً». فوافق النبي إسحاق على الأتفاق، وأقام لهم وليمةً، فأكلوا وشربوا واحتفلوا بالمعاهدة. وفي صباح اليوم التالي أقسموا يمين العهد فيما بينهم، ثم رحلوا بسلام راجعين في طريقهم.
وفي نفس اليوم جاء خدم النبي إسحاق إليه قائلين: «يا سيدنا، عثرنا على الماء»، وبشروه بأنهم وجدوا الماء في البقعة التي كانوا على حفرها قائمين. فسمّاها النبي إسحاق «سبع» ومعناها قَسَم ومن بعدها وهي تُعرف ببئر السبع. وحين كان عيسو أبن النبي إسحاق قد بلغ سن الأربعين أتخذ زوجتين، وهما بَسمة بِنْتَ إِيلُونَ، يهوديت بنت بيري من بنات الحثِّيّين، فكانتا سببًا في تكدير حياة النبي إسحاق وزوجته رِفقة.
*النبي إسحاق يبارك أبنه يعقوب بدلاً من عيسو*
في يوم من الأيام، وحين شاخ النبي إسحاق وعجزَ بصرَهُ، نادى على عيسو ابنه البكر وقال له: «يَا ولدي». فَقَالَ لَهُ عيسو: «نعم يا أبي». فقال له النبي إسحاق: «يا ولديَّ لقد تقدم بي العمر ولا أعلم متى يتوفاني ربي. فالآن جهز للصيد أسلحتك، وخذ سهامك وقوسك، واخرجْ إلى البرّيّة لتصيد لي بيدك، ثم جهز لي طعاماً مما أحب لأكل ، فأدعو لك بالبركة قبل أن يتوفاني ربي».
وبعد فترة زرع النبي إسحاق في أرض جرار فبارك له الله، وحصد مئة ضعف في السنة نفسها. فزادت ثروتَهُ وأصبح غنيًا جدًا، وعَلَت بين الناسِ مكانتَهُ. وأصبح يملك قطعان غنم وأبقار والكثير من الخدم، حتَى حقد عليه أهل جرار الكنعانين. فقال أبيمالِك للنبي إسحَاق: «ارحل يا إسحاق عن أرضنا لأنك أصبحت أقوى كثيرًا منا». فرحل النبي إسحاق من مدينتهم ونزل إلى الوادي وسكن هناك. وكان أهل جرار قد ردموا بالتراب كل الآبار التي كان حفرها خدم النبي إبراهيم. فأعاد النبي إسحاق حفر الآبار، وسماها بنفس الأسماء التي سماها بها النبي إبراهيم.
وحين كان خدم النبي إسحاق يحفرون في الوادي، عثروا على نبع ماء عذب. لكن رُعاة جَرَار الكنعانين تنازعوا مع خدم النبي إسحاق وقالوا لهم أن هذا الماء من حقهِم. فسمىَ النبي إسحاق البئر «بئر النزاع». ثم حفر خدم النبي إسحاق بئرًا أخرَى فنازعه عليها أيضًا رُعاة جَرَار الكنعانين، فسماها النبي إسحاق «بئر الكراهية». فرَحل النبي إسحاق لمنطقة أخرى وحفر بئر آخرىَ فلم ينازعوه عليها، فسماها «بئر سَعَة»، لأنه قال: «قد وسع الله علينا وجعلنا مُثمرين». وبعد فترة رحل النبي إسحاق من هناك إلى منطقة بئر السبع. وفي ليلة وصوله إلى بئر السبع، ظهر وحي الله للنبي إسحاق وقال: «يا إسحاق، لا تخاف. أنا هو ربّ أبيك إبراهيم. وأنا معك أباركك وأكثر نسلك وأوفي بعهدي مع أبيك إبراهيم». فبنَى النبي إسحاق لله هُنَاكَ مَكاناً لتقديم الأضحية وسبح بسم الله الحي القيوم. ثم نصب خيامه وحفر خدمه بئر ماء.
المعاهدة بين النبي إسحاق وأبيمالك
وبعد فترة من إقامة النبي إسحاق في بئر السبع، جاء إليه أَبِيمَالِك ملك مدينة جَرَار ومعه أَحُزَّاتُ مستشاره الخاص وفيكولُ قائدُ جيشه. فقال لهم النبي إسحَق: «ما الذي جاء بكم عندي الآن يا كبراء جرار؟ ألم تكرهوني وَمنْ أرضكُمْ طردتونِي؟» فقالوا: «يا إسحاق، الآن نعلم بالحق أن الله معك، فجئنا لنعقد إتفاقاً معك ونقيم معاهدة سلام بيننا وبينك. فعاهدنا أنك لا تؤذينا، كما لم نؤذيك حين كنت تعيش بيننا. وحين صرفناك خرجت بسلام من عندنا، وها أنت الآن في بركة الرب منعماً». فوافق النبي إسحاق على الأتفاق، وأقام لهم وليمةً، فأكلوا وشربوا واحتفلوا بالمعاهدة. وفي صباح اليوم التالي أقسموا يمين العهد فيما بينهم، ثم رحلوا بسلام راجعين في طريقهم.
وفي نفس اليوم جاء خدم النبي إسحاق إليه قائلين: «يا سيدنا، عثرنا على الماء»، وبشروه بأنهم وجدوا الماء في البقعة التي كانوا على حفرها قائمين. فسمّاها النبي إسحاق «سبع» ومعناها قَسَم ومن بعدها وهي تُعرف ببئر السبع. وحين كان عيسو أبن النبي إسحاق قد بلغ سن الأربعين أتخذ زوجتين، وهما بَسمة بِنْتَ إِيلُونَ، يهوديت بنت بيري من بنات الحثِّيّين، فكانتا سببًا في تكدير حياة النبي إسحاق وزوجته رِفقة.
*النبي إسحاق يبارك أبنه يعقوب بدلاً من عيسو*
في يوم من الأيام، وحين شاخ النبي إسحاق وعجزَ بصرَهُ، نادى على عيسو ابنه البكر وقال له: «يَا ولدي». فَقَالَ لَهُ عيسو: «نعم يا أبي». فقال له النبي إسحاق: «يا ولديَّ لقد تقدم بي العمر ولا أعلم متى يتوفاني ربي. فالآن جهز للصيد أسلحتك، وخذ سهامك وقوسك، واخرجْ إلى البرّيّة لتصيد لي بيدك، ثم جهز لي طعاماً مما أحب لأكل ، فأدعو لك بالبركة قبل أن يتوفاني ربي».
وسمعت رِفْقَةُ زوجة النبي إسحاق ما دار بين عيسو والنبي إسحاق. فلمّا خرج عيسو للصيد في البرّيّة، قالت رِفْقَة لابنِها يَعْقُوب: « يا ولدي قد سَمعْت أَباكَ يُكلم عيسو وقال له: اخرجْ للبرّيّة لتصيَّد لي بيدك، ثم جهز لي طعامًا مما أحب لأكل منه وأدعو لك بالبركة قبل أن يتوفاني ربي. فالآن يا ولدي أسمع لقولي وأطع أمري. اذهب إلى قطيع الغنم وانتقي جَدْيَيْنِ، وأنا سأجهز لأبيك الطعام الذي يحبه. ثم تُقَدْم أنت إليه الطعام ليأكل، فيأكل ويدعو لك أنت بالبركة قبل أن ينتهي أجله».
فرد يَعْقُوب على أمِّهِ وقال لها: «يا أمي إنما أخي عيسو أَشْعَر وأنا أَجْرَد ليس على جسدي شعراً. وربما لمسني أبي فيجدَني أحتال عليه، وبدلاً من البركة أجلبُ على نفسي لعنة». فقالت له أمه رِفْقَةَ: «إن كانت لعنة فلتنزل عليَّ انا. هيا أذهب واحضر لي الجدييْن كما أَمُرتك فوراً». فذهب يعقوب وأنتقى جديين وأحضرهما لأمِه، فجهزت رفقة الطعامَ الشهيَّ الذي يحبهُ أبوه. ثم أخذت رِفْقَةُ من أفضل ملابس أبنها البكر عيسو التي في خيمتِها، وعلى أبنها الصغير يعقوب وضعتها، وغطت ذراعيه وعنقِه بفروةٍ من شعرِ الغنم. ثم أعطت ليعقوب الخبز والأطعمة التي جهزتها. فدخل يعقوب على أبيه وناداه: «يَا أَبِي»، فأجابه النبي إسحاق: «ها أنا، أي ابن من أبنائي تكون؟» فقال له يعقوب: «أنا عيسو ابنك البكر، وقد فعلت كما أمرتني، قم وأجلس لتأكُل من صيد يدي ثم تدعو لي وتباركني». فقال له النبي إسحاق: «يا بُنيَّ كيف لك أن تنال صيداً بهذه السرعة ؟»، فأجاب يعقوب: «اكرمني ربك ويَسَر لي صيدي». فقال له النبي إسحاق: «أقترب يا ولدي ودعني ألمسك، لأتحقق إن كنت أنت أبني عيسو فعلاً». فأقترب يعقوب من أبيه، فتلمسه النبي إسحاق ثم قال: «الصوت صوت يعقوب، أما اليدان فهما يدا عيسو حتماً». فلم يتعرف عليه النبي إسحاق لأن يداه كانت مغطاة بالشعر كَيَدَيْ عيسو، وظن أنه أبنه البكر فتهيأ ليدعو له بالبركة. ثم سأله قائلاً: «هل أنت ابني عيسو حقاً؟». فأجابه يعقوب: «أَنَا هُوَ فعلاً». فقال له النبي إسحاق: «قدم لي أذن يا ولدي من صيد يدك فأكل وأدعو لك بالبركة». فقرب إليه يعقوب الطعام فأكل النبي إسحاق وشرب. ثم قال له النبي إسحاق: «اقترب مني يا ولدي لأقبلك». فَاقترَب منهُ ليُقَبله، فتشمم النبي إسحاق رائحة رداء عيسو الذي ارتداه يعقوب فدعا له بالبركة وقال:
«هذه هي رائحة ولدي،
كرائحة بستانٍ باركه ربي.
لينُزّل عليك ربي من ندىَ السماء فيضاً،
ويجعل لك من طرح الأرض خيراً،
ويكفي قوتك بالوفرة عنباً وقمحاً.
ولتصير لك الناس خَدَماً،
وتنحني لك الأمم خاضعين.
على أخوتك تكون سيداً،
ويتواضع لك أبناء أمك راكعين.
مَن دعى لك بالبركة كان مباركاً،
ومَن لعنك يكون من الملعونين!
وبمجرد ما انتهى النبي إسحاق من دعائِه، وخروج يعقوب من خيمتِه، إلا وكان عيسو قد عاد من الصيد. فجهز عيسو الطعام الذي يحبه أبوه، ودخل على أبيه وقال له: «تفضل أبي وقُم لـتأكل من صيد يدي، ثم تدعو لي وتباركني». فسأله النبي إسحاق: «ومَن تكون أنت؟». فأجابه عيسو: «أنا عيسو أبنك البكر». فارتعد النبي إسحاق وقال وهو يرتجف: «مَن كان أذن الذي جاءني بالطعام الذي طلبته قبل منك! لقد أكلت من كل ما قدم لي، فدعوت له بالبركة وقد نال بركتي حقاً!» فلمّا سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخةٍ تقطر مراً ثم قال: «وأنا يا أبي! أدعو لي بالبركة أنا أيضاً!». لكن النبي إسحاق رد عليه قائلاً: «يا ولدي أخوك إحتال وسرق بركتك». فقال عيسو: «أليس أسمه يعقوب؟ هو أسمٌ علىَ مُسمَى! فقد إحتال وغشني مرتين. أولاً أبتزني في حق بكوريتي، وها هو الآن وقد سلبني بركتي أيضاً. فهل يا أبي من بركة أخرى لا زلت تحتفظ بها من أجلي؟» فقال له النبي إسحاق: «يا أبني، قد جعلته سيداً عليك وعلى كل إخوته ، وكل أخوتَهُ سيكونون في خدمته. ودعوت له بالوفرة من كل ما يحتاج. فما الذي تبقىَ أذن لأفعله من أجلك؟». فقال عيسو لأبيه: «وهل عندك بركةً واحدةً فقط يا أبي؟ باركني يا أبي أنا أيضًا!». ثم بكَى عيسو بكاءاً مُراً. فقال أبوه النبي إسحاق:
«الأرض حيث تسكن لا تطرح لك خيراً
جدباء لا ترى من ندىَ السماء قطراً
تعيش حياتك بسيفك، ولأخيك تكون عَبْداً،
لكن حين تقرر أن تتحرر، تُحطم قيده وتصير حراً.
🦋للقصة بقية سيتم النشر قريبا🦋
فرد يَعْقُوب على أمِّهِ وقال لها: «يا أمي إنما أخي عيسو أَشْعَر وأنا أَجْرَد ليس على جسدي شعراً. وربما لمسني أبي فيجدَني أحتال عليه، وبدلاً من البركة أجلبُ على نفسي لعنة». فقالت له أمه رِفْقَةَ: «إن كانت لعنة فلتنزل عليَّ انا. هيا أذهب واحضر لي الجدييْن كما أَمُرتك فوراً». فذهب يعقوب وأنتقى جديين وأحضرهما لأمِه، فجهزت رفقة الطعامَ الشهيَّ الذي يحبهُ أبوه. ثم أخذت رِفْقَةُ من أفضل ملابس أبنها البكر عيسو التي في خيمتِها، وعلى أبنها الصغير يعقوب وضعتها، وغطت ذراعيه وعنقِه بفروةٍ من شعرِ الغنم. ثم أعطت ليعقوب الخبز والأطعمة التي جهزتها. فدخل يعقوب على أبيه وناداه: «يَا أَبِي»، فأجابه النبي إسحاق: «ها أنا، أي ابن من أبنائي تكون؟» فقال له يعقوب: «أنا عيسو ابنك البكر، وقد فعلت كما أمرتني، قم وأجلس لتأكُل من صيد يدي ثم تدعو لي وتباركني». فقال له النبي إسحاق: «يا بُنيَّ كيف لك أن تنال صيداً بهذه السرعة ؟»، فأجاب يعقوب: «اكرمني ربك ويَسَر لي صيدي». فقال له النبي إسحاق: «أقترب يا ولدي ودعني ألمسك، لأتحقق إن كنت أنت أبني عيسو فعلاً». فأقترب يعقوب من أبيه، فتلمسه النبي إسحاق ثم قال: «الصوت صوت يعقوب، أما اليدان فهما يدا عيسو حتماً». فلم يتعرف عليه النبي إسحاق لأن يداه كانت مغطاة بالشعر كَيَدَيْ عيسو، وظن أنه أبنه البكر فتهيأ ليدعو له بالبركة. ثم سأله قائلاً: «هل أنت ابني عيسو حقاً؟». فأجابه يعقوب: «أَنَا هُوَ فعلاً». فقال له النبي إسحاق: «قدم لي أذن يا ولدي من صيد يدك فأكل وأدعو لك بالبركة». فقرب إليه يعقوب الطعام فأكل النبي إسحاق وشرب. ثم قال له النبي إسحاق: «اقترب مني يا ولدي لأقبلك». فَاقترَب منهُ ليُقَبله، فتشمم النبي إسحاق رائحة رداء عيسو الذي ارتداه يعقوب فدعا له بالبركة وقال:
«هذه هي رائحة ولدي،
كرائحة بستانٍ باركه ربي.
لينُزّل عليك ربي من ندىَ السماء فيضاً،
ويجعل لك من طرح الأرض خيراً،
ويكفي قوتك بالوفرة عنباً وقمحاً.
ولتصير لك الناس خَدَماً،
وتنحني لك الأمم خاضعين.
على أخوتك تكون سيداً،
ويتواضع لك أبناء أمك راكعين.
مَن دعى لك بالبركة كان مباركاً،
ومَن لعنك يكون من الملعونين!
وبمجرد ما انتهى النبي إسحاق من دعائِه، وخروج يعقوب من خيمتِه، إلا وكان عيسو قد عاد من الصيد. فجهز عيسو الطعام الذي يحبه أبوه، ودخل على أبيه وقال له: «تفضل أبي وقُم لـتأكل من صيد يدي، ثم تدعو لي وتباركني». فسأله النبي إسحاق: «ومَن تكون أنت؟». فأجابه عيسو: «أنا عيسو أبنك البكر». فارتعد النبي إسحاق وقال وهو يرتجف: «مَن كان أذن الذي جاءني بالطعام الذي طلبته قبل منك! لقد أكلت من كل ما قدم لي، فدعوت له بالبركة وقد نال بركتي حقاً!» فلمّا سمع عيسو كلام أبيه صرخ صرخةٍ تقطر مراً ثم قال: «وأنا يا أبي! أدعو لي بالبركة أنا أيضاً!». لكن النبي إسحاق رد عليه قائلاً: «يا ولدي أخوك إحتال وسرق بركتك». فقال عيسو: «أليس أسمه يعقوب؟ هو أسمٌ علىَ مُسمَى! فقد إحتال وغشني مرتين. أولاً أبتزني في حق بكوريتي، وها هو الآن وقد سلبني بركتي أيضاً. فهل يا أبي من بركة أخرى لا زلت تحتفظ بها من أجلي؟» فقال له النبي إسحاق: «يا أبني، قد جعلته سيداً عليك وعلى كل إخوته ، وكل أخوتَهُ سيكونون في خدمته. ودعوت له بالوفرة من كل ما يحتاج. فما الذي تبقىَ أذن لأفعله من أجلك؟». فقال عيسو لأبيه: «وهل عندك بركةً واحدةً فقط يا أبي؟ باركني يا أبي أنا أيضًا!». ثم بكَى عيسو بكاءاً مُراً. فقال أبوه النبي إسحاق:
«الأرض حيث تسكن لا تطرح لك خيراً
جدباء لا ترى من ندىَ السماء قطراً
تعيش حياتك بسيفك، ولأخيك تكون عَبْداً،
لكن حين تقرر أن تتحرر، تُحطم قيده وتصير حراً.
🦋للقصة بقية سيتم النشر قريبا🦋
*لابان يخدع يعقوب*
وبعد أن أنجبت رَاحِيلُ أبنها يُوسُفَ بفترة، حدث أَنَّ قال النبي يَعْقُوبَ لِلَابَانَ: «يا خال، اسمح لي أرجع لبلادي، واسمح لي أيضاً بأن أخذ نسائي وأولادي، ودعنا نرحل إلى أرض بلادي، فقد خدمتك من أجلهم وأنت تعرف قَدْر خدماتي». لكن لابان قَال لَهُ: «لعلك ترضىَ يا يعقوب فتُكرمني وتبقى عندي. فقد علمت أن الله بسببك باركني. حدد لي الأجر الذي يرضيك فأدفعه إليك وتقيم عندي». فأجابه يعقوب: أنت تعلم مدى إخلاصي لك في خدمتي، وكَم تكاثرت ماشيتك تحت رعايتي، فما كان قليلاً بعد مجيئي قد زاد، والنعمة التي حلت عليك كانت من الله بسببي. والآن متى سأعمل من أجل أولادي وأسرتي؟» فقال له لابان: «قل لي ما الذي تريد لتبقىَ عندي؟» فقال النبي يعقوب: «ليس عليك أن تدفع أجرتي، لكن إن وافقتني على أن اَمُر اليوم بين غنمِكَ كلِها واُصَنفها، فأفصلُ الأغنام صافية اللون فتكون لك، والأغنام المُبَقَعة تكون أجرة خدمتي. حينها ابقى في خدمتك وتبقى ماشيتك تحت رعايتي. كما أنك بذلك تتمكن من الثقة في أمانتي، فإن رأيت يوماً عندي غنماً صافية اللون غير التي جعلتها أجرتي، فهي مسروقة وعلىَ عُهدَتي». فأجابه لابان: «أتفقنا، لك ما طلبت». لكن قبل أن يذهب النبي يعقوب كان لابان قد سَبَقَه إلى الغنم، وفي ذات اليوم عزل كل الغنم مُبَقعة اللون وأعطاها لأولادهِ، فأخذوا الغنم المبقعة وابتعدوا بها عن مكان النبي يعقوب مسيرة ثلاثة أيام. فلم يجد النبي يعقوب غير ما تبقى من غنم صافية اللون ليرعاها، بعد أن أخفى لابان كل الغنم المبقعة التي كانت لتكون من نصيب النبي يعقوب.
فجاءت الفكرة في الرؤيا للنبي يعقوب، فعرف أنه إن تَزاوجَت الغنم أمامَ الأغصانِ المكشوف عن بياضِ جذعها، جائت الأغنام مبقعة عند ولادتها. فأخذ أغصان من شجرة اللُبْنى وشجر الدُلَّب واللوز، وقشرها فكشف عن البياض الذي تحت قشرتها. وكلما جاءت أغنام قوية للتزاوج عند الماء، كان النبي يعقوب ينصب لها الأغصان المكشوف عن بياض جذعها لتكون حين التزاوج في مُقابلتها، فتأتي الأغنام قويةً ومبقعة اللون عند ولادتها. وكان النبي يعقوب لا يَنْصب تلك الأغصان حين تتزاوج الضعيف من الأغنام، فأصبح القوي من الأغنام يدخل في نصيب النبي يعقوب والضعيف من نصيب لابان. فزادت ثروة النبي يعقوب، وأصبح يَمْلُك خدّمٌ وَخادِماتٌ، وَجِمالٌ وَحَمِيرٌ، والكثير من العبيد والأغنام.
*رحيل النبي يعقوب من حاران*
وعرف النبي يعقوب ما يدور بين أبناء لابان وأنهم يقولون: «قد أستولىَ يعقوب على مال أبينا، وجمع منه ثروتِه كلهَا». كما أن النبي يعقوب وجدَ في وجِه لابان تغيير وأن معاملته معه ليست كسابقِ عهدِها. فأوحى الله للنبي يعقوب و قال: «يا يعقوب أرجع إلى أرض أبوك وقومك ، وأنا أكون معك وأحسن إليك».
وكان النبي يعقوب يرعىَ الغنم في الحقول، فأرسل إلى راحيل وليئة أن تأتيا إليه. ثم قال لهما: «أسمعا، قد وجدت في وجِه أبيكما تغيير وأنه ليس كسابق عهدِه في معاملتي، لكن إله أبائي كان معي. وأنتما تعلمان كيف كان إخلاصي لأبيكما في خدمتي، أما هو فقد غشني وعشر مرات غَيَّر أجرتي. إلا أن الله لم يسمح بَمَضَرتي، فحين قال لي أبيكم: الغنم المُبقعة أجرتك، كانت مشيئة الله أن تولَد الغنم القوية مُبقعة. ولما قال لي أبيكم: الغنم المُخططة أجرتك، كانت مشيئة الله أن تولد الغنم القوية مُخططة. وهكذا أخذها الله من أبيكم وشاء لي أمتلاكِها. فحين جاء موسم تزاوج الغنم، رأيت في المنام الذكور من الفحول تنكح الأناث من الأغنام. وفي الرؤيا ناداني ملاك الله: يا يعقوب! فأجبت: ها أنا ذا! فقال لي المَلَك: تطلع وأنظر تلك الفحول تنكح الإناث المُبقعة من الأغنام. وأعلم أن الله مُطلع على ما فعله معك لابان وأن الله تعالى يبلغك ويقول: أنا الذي تجلى لك في قرية بيت إيل، حيث مسحت العمود بالزيت ونذرت لي نذراً هناك. حان الوقت أن ترحل عن هذه الأرض وتعود إلى أرض مولدك. فأجابَت راحيل وليئة وقالتا: وهل هناك شيء تبقىَ لنا لنرثَهُ من أبينا؟ فها هو يعاملنا كالأغراب وكأننا لسنا بناته، قد باعنا وأكل أيضاً ثَمَنَنَا! والآن أفعل كما أمرك الله، فكل هذه الثروة من حقّنا وحقّ أبنائنا، بعد أن أخذها الله من أبينا ووضعها في أيادينا.
فقام النبي يعقوب، وجهز الجمال، ووضع عليها زوجتيه والأطفال، وساق النبي يعقوب أمامه أغنامه ومواشيه وكل ما تحصل عليه من لابان في بلاد ما بين النهرين، ورحلوا متوجهين إلى أبيه إسحاق في أرض الكنعانيين. وقبل أن يرحلوا، وبينما لابان يَجُز صوف غنمه في مكان يبعد عن مكان النبي يعقوب بثلاثة أيام، أستغلت رَاحِيلُ غياب أبيها، وسرقت الأصنام التي كان يتبارك بها. وهكذا رحل النبي يعقوب دون علم لابان متوجهاً إلى أبيه إسحاق في أرض الكنعانيين. فعبر النبي يعقوب نهر الفرات ومعه حريمه وبنيه وكل ما تحصل عليه متوجهًا إلى أرض جِلْعادَ الجبليَّة في شرق نهر الأردن.
وبعد أن أنجبت رَاحِيلُ أبنها يُوسُفَ بفترة، حدث أَنَّ قال النبي يَعْقُوبَ لِلَابَانَ: «يا خال، اسمح لي أرجع لبلادي، واسمح لي أيضاً بأن أخذ نسائي وأولادي، ودعنا نرحل إلى أرض بلادي، فقد خدمتك من أجلهم وأنت تعرف قَدْر خدماتي». لكن لابان قَال لَهُ: «لعلك ترضىَ يا يعقوب فتُكرمني وتبقى عندي. فقد علمت أن الله بسببك باركني. حدد لي الأجر الذي يرضيك فأدفعه إليك وتقيم عندي». فأجابه يعقوب: أنت تعلم مدى إخلاصي لك في خدمتي، وكَم تكاثرت ماشيتك تحت رعايتي، فما كان قليلاً بعد مجيئي قد زاد، والنعمة التي حلت عليك كانت من الله بسببي. والآن متى سأعمل من أجل أولادي وأسرتي؟» فقال له لابان: «قل لي ما الذي تريد لتبقىَ عندي؟» فقال النبي يعقوب: «ليس عليك أن تدفع أجرتي، لكن إن وافقتني على أن اَمُر اليوم بين غنمِكَ كلِها واُصَنفها، فأفصلُ الأغنام صافية اللون فتكون لك، والأغنام المُبَقَعة تكون أجرة خدمتي. حينها ابقى في خدمتك وتبقى ماشيتك تحت رعايتي. كما أنك بذلك تتمكن من الثقة في أمانتي، فإن رأيت يوماً عندي غنماً صافية اللون غير التي جعلتها أجرتي، فهي مسروقة وعلىَ عُهدَتي». فأجابه لابان: «أتفقنا، لك ما طلبت». لكن قبل أن يذهب النبي يعقوب كان لابان قد سَبَقَه إلى الغنم، وفي ذات اليوم عزل كل الغنم مُبَقعة اللون وأعطاها لأولادهِ، فأخذوا الغنم المبقعة وابتعدوا بها عن مكان النبي يعقوب مسيرة ثلاثة أيام. فلم يجد النبي يعقوب غير ما تبقى من غنم صافية اللون ليرعاها، بعد أن أخفى لابان كل الغنم المبقعة التي كانت لتكون من نصيب النبي يعقوب.
فجاءت الفكرة في الرؤيا للنبي يعقوب، فعرف أنه إن تَزاوجَت الغنم أمامَ الأغصانِ المكشوف عن بياضِ جذعها، جائت الأغنام مبقعة عند ولادتها. فأخذ أغصان من شجرة اللُبْنى وشجر الدُلَّب واللوز، وقشرها فكشف عن البياض الذي تحت قشرتها. وكلما جاءت أغنام قوية للتزاوج عند الماء، كان النبي يعقوب ينصب لها الأغصان المكشوف عن بياض جذعها لتكون حين التزاوج في مُقابلتها، فتأتي الأغنام قويةً ومبقعة اللون عند ولادتها. وكان النبي يعقوب لا يَنْصب تلك الأغصان حين تتزاوج الضعيف من الأغنام، فأصبح القوي من الأغنام يدخل في نصيب النبي يعقوب والضعيف من نصيب لابان. فزادت ثروة النبي يعقوب، وأصبح يَمْلُك خدّمٌ وَخادِماتٌ، وَجِمالٌ وَحَمِيرٌ، والكثير من العبيد والأغنام.
*رحيل النبي يعقوب من حاران*
وعرف النبي يعقوب ما يدور بين أبناء لابان وأنهم يقولون: «قد أستولىَ يعقوب على مال أبينا، وجمع منه ثروتِه كلهَا». كما أن النبي يعقوب وجدَ في وجِه لابان تغيير وأن معاملته معه ليست كسابقِ عهدِها. فأوحى الله للنبي يعقوب و قال: «يا يعقوب أرجع إلى أرض أبوك وقومك ، وأنا أكون معك وأحسن إليك».
وكان النبي يعقوب يرعىَ الغنم في الحقول، فأرسل إلى راحيل وليئة أن تأتيا إليه. ثم قال لهما: «أسمعا، قد وجدت في وجِه أبيكما تغيير وأنه ليس كسابق عهدِه في معاملتي، لكن إله أبائي كان معي. وأنتما تعلمان كيف كان إخلاصي لأبيكما في خدمتي، أما هو فقد غشني وعشر مرات غَيَّر أجرتي. إلا أن الله لم يسمح بَمَضَرتي، فحين قال لي أبيكم: الغنم المُبقعة أجرتك، كانت مشيئة الله أن تولَد الغنم القوية مُبقعة. ولما قال لي أبيكم: الغنم المُخططة أجرتك، كانت مشيئة الله أن تولد الغنم القوية مُخططة. وهكذا أخذها الله من أبيكم وشاء لي أمتلاكِها. فحين جاء موسم تزاوج الغنم، رأيت في المنام الذكور من الفحول تنكح الأناث من الأغنام. وفي الرؤيا ناداني ملاك الله: يا يعقوب! فأجبت: ها أنا ذا! فقال لي المَلَك: تطلع وأنظر تلك الفحول تنكح الإناث المُبقعة من الأغنام. وأعلم أن الله مُطلع على ما فعله معك لابان وأن الله تعالى يبلغك ويقول: أنا الذي تجلى لك في قرية بيت إيل، حيث مسحت العمود بالزيت ونذرت لي نذراً هناك. حان الوقت أن ترحل عن هذه الأرض وتعود إلى أرض مولدك. فأجابَت راحيل وليئة وقالتا: وهل هناك شيء تبقىَ لنا لنرثَهُ من أبينا؟ فها هو يعاملنا كالأغراب وكأننا لسنا بناته، قد باعنا وأكل أيضاً ثَمَنَنَا! والآن أفعل كما أمرك الله، فكل هذه الثروة من حقّنا وحقّ أبنائنا، بعد أن أخذها الله من أبينا ووضعها في أيادينا.
فقام النبي يعقوب، وجهز الجمال، ووضع عليها زوجتيه والأطفال، وساق النبي يعقوب أمامه أغنامه ومواشيه وكل ما تحصل عليه من لابان في بلاد ما بين النهرين، ورحلوا متوجهين إلى أبيه إسحاق في أرض الكنعانيين. وقبل أن يرحلوا، وبينما لابان يَجُز صوف غنمه في مكان يبعد عن مكان النبي يعقوب بثلاثة أيام، أستغلت رَاحِيلُ غياب أبيها، وسرقت الأصنام التي كان يتبارك بها. وهكذا رحل النبي يعقوب دون علم لابان متوجهاً إلى أبيه إسحاق في أرض الكنعانيين. فعبر النبي يعقوب نهر الفرات ومعه حريمه وبنيه وكل ما تحصل عليه متوجهًا إلى أرض جِلْعادَ الجبليَّة في شرق نهر الأردن.