Telegram Web Link
قصة بكاء انس بن مالك وفتح تستر

روي أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان يبكي كلما تذكر فتح "تستر"..

و"تستر" كانت مدينة فارسية حصينة حاصرها المسلمون سنة ونصف بالكامل، ثم سقطت المدينة في أيدي المسلمين، وتحقق لهم فتحاً مبيناً.. وهو من أصعب الفتوح التي خاضها المسلمون..

فإذا كان الوضع بهذه الصورة الجميلة المشرقة فلماذا يبكي أنس بن مالك رضي الله عنه عندما يتذكر موقعة تستر ؟!

لقد فتح باب حصن تستر قبيل ساعات الفجر بقليل، وانهمرت الجيوش الإسلامية داخل الحصن، ودار لقاء رهيب بين ثلاثين ألف مسلم ومائة وخمسين ألف فارس، وكان قتالاً في منتهى الضراوة..

وكانت كل لحظة في هذا القتال تحمل الموت، وتحمل الخطر على الجيش المسلم..

موقف في منتهى الصعوبة.. وأزمة من أخطر الأزمات!..

ولكن في النهاية – بفضل الله - كتب الله النصر للمؤمنين.. وانتصروا على عدوهم انتصاراً باهراً، وكان هذا الانتصار بعد لحظات من شروق الشمس !!

واكتشف المسلمون أن صلاة الصبح قد ضاعت في ذلك اليوم الرهيب !!

لم يستطع المسلمون في داخل هذه الأزمة الطاحنة والسيوف على رقابهم أن يصلوا الصبح في ميعاده!!

ويبكي أنس بن مالك رضي الله عنه لضياع صلاة الصبح مرة واحدة في حياته.. يبكي وهو معذور، وجيش المسلمين معذور، وجيش المسلمين مشغول بذروة سنام الإسلام.. مشغول بالجهاد.. لكن الذي ضاع شئ عظيم!..

يقول أنس: وما تستر ؟! لقد ضاعت مني صلاة الصبح، ما وددت أن لي الدنيا جميعاً بهذه الصلاة !!

هنا نفهم لماذا كان ينتصر هؤلاء ..

ما هو قدر صلاة الفجر فى حياتنا .. ؟؟

هؤلاء الناس ضحوا بحياتهم فى سبيل الله .. هل نقدر نحن أن نضحى بنومة فى سبيل الله ..

اذا لم نقدر .. فأى نصر نأمل ؟

اللهم أهدنا الى ما تحب و ترضى .. اللهم أمين ..

تستر هي ( الأحواز ) حالياً

يوم فقدت الصلاة قيمتها في قلوبنا و حياتنا، فقدنا عزنا و شرفنا و ضاقت علينا الدنيا و تكالبت علينا الأمم .. اللهم ردنا إلى ديننا رداً جميلا
»قصة الحجاج والغلام :-

قال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي هلك بالخشب ؟
فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛ والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.

فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك بالماء ؟
فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا من الماء موسى عليه السلام؛؛ والذي هلك بالماء فرعون.

فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من النار ؟ ومن حُفظ من النار ؟
فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.

فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟
فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى... وكلها تجري في محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب .

فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم في الدنيا ؟
فقال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط.

فقال الحجاج : فما أول قطرة من دم
فقال الغلام : هي حيض حواء.

فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟ والشجاعة ؟ والكرم؟
فقال الغلام : إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء ؛؛والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛ والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛ والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم؛؛

فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟
فقال الغلام : صيام رمضان.

فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟
فقال الغلام : الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا .

فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟
فقال الغلام : الآخرة .

ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام.
فقال الغلام : أنا أهل لذلك.

فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟
فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس.

فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟
فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛ فبنت العشر سنين من الحور العين؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة نعيم ؛؛وبنت الأربعين شحم ولين؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين؛؛ وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛ وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛ وبنت التسعين شيطان رجيم؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم.

فضحك الحجاج وقال:أي النساء أحسن؟
فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي يرتاح لها قلب وعقل رجل

فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟
فقال الغلام : هو بيت حاتم طي.

حيث يقول:ـــ
وأكرم الضيف حتما حين يطرقني ** قبل العيال على عسر و إيسار*
فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة و جارية وسيف وفرس.

وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما قدمها له
ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية.

وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد يقول :ـــ
و قــرقعــت اللجان بـــرأس حــمراً ... أحــــب إلىّ مــما تــغــمـزني
أخـاف إذا وقعــت عــــلى فراشــي ... وطالت علتي لا تصحبينـــي
أخـــاف إذا وقــعــنا فــي مضـــيـق ... وجار الدهر بي لا تنصريني
أخـــاف إذا فـقــدت المــال عــندي ... تــمــيلي للخصام وتهجريني

فأجابته الجارية تقول :ــ
معاذ الله أفـــعــــل مـــا تــــقــول... ولو قطعت شمالي مع يميني
وأكتم سر زوجــي فــي ضميري ... وأقـــنع باليسير وما يــجيني
إذا عاشـــرتني وعرفت طـــبعي ... ستــعــلم أنـــني خــير القرين

فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر.
فقال الغلام : إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.

فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم.
فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.

ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟
فأجابه الحجاج : أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام.

فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟

فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن..

وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه...
#قصة_اليوم

»قصة اصحاب الكهف:-

ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﺍﻵﻥ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺟﺪ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﺸﺮﻛﺔ ﺿﻞ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﻋﺒﺪﻭﺍ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎﻻ ﻳﻀﺮﻫﻢ ﻭﻻ ﻳﻨﻔﻌﻬﻢ.

ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ، ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻬﺎ ﺃﺣﺪ
ﺑﺴﻮﺀ.

ﻭﻳﺆﺫﻭﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻬﺎ، ﻭﻻ ﻳﻌﺒﺪﻫﺎ. ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ، ﻇﻬﺮﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ. قﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﻜّﻤﺖ ﻋﻘﻠﻬﺎ، ﻭﺭﻓﻀﺖ ﺍﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻐﻴﺮ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ، ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ.

ﻓﺘﻴﺔ، ﺁﻣﻨﻮﺍ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻓﺜﺒﺘﻬﻢ ﻭﺯﺍﺩ ﻓﻲ ﻫﺪﺍﻫﻢ. ﻭﺃﻟﻬﻤﻬﻢ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺷﺎﺩ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻻ ﺭﺳﻼ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻓﻲ ﺩﻋﻮﺓ ﺃﻗﻮﺍﻣﻬﻢ.

ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﺭﺍﺳﺦ، ﻓﺄﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻬﻢ ﺷﺮﻛﻬﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻭﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺁﻟﻬﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ.

ﺛﻢ ﻗﺮﺭﻭﺍ ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﺑﺪﻳﻨﻬﻢ ﻭﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻬﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺁﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻪ. ﻓﺎﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﺎﺳﺪﺓ، ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﺿﺎﻟﻮﻥ. ﻋﺰﻡ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﻟﻜﻬﻒ ﻣﻬﺠﻮﺭ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻼﺫﺍ ﻟﻬﻢ.

ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻭﻣﻌﻬﻢ ﻛﻠﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ، ﻟﻠﻜﻬﻒ ﺍﻟﻀﻴﻖ. ﺗﺮﻛﻮﺍ ﻭﺭﺍﺀﻫﻢ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺤﺔ، ﻟﻴﺴﻜﻨﻮﺍ ﻛﻬﻔﺎ ﻣﻮﺣﺸﺎ. ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﻐﺮﻳﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻣﻸ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﻠﺒﻪ.

ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺭﻭﺿﺔ ﺇﻥ ﺃﺣﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻪ. ﻭﻳﺮﻯ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻗﺼﺮﺍ، ﺇﻥ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ
ﺃﻧﻴﺴﺎ. ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻣﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﻟﻄﻠﺐ ﺩﻧﻴﺎ ﺃﻭ ﻣﺎﻝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ.

ﻭﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻴﻞ ﺭﺿﺎﻩ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ. ﺍﺳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﻭﺟﻠﺲ ﻛﻠﺒﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻳﺤﺮﺳﻪ.

ﻭﻫﻨﺎ ﺣﺪﺛﺖ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺇﻟﻬﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻧﺎﻡ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﻭﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ. ﻭﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺸﺮﻕ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ﻛﻬﻔﻬﻢ ﻭﺗﻐﺮﺏ ﻋﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ، ﻓﻼ ﺗﺼﻴﺒﻬﻢ ﺃﺷﻌﺘﻬﺎ ﻻ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﻻ ﺁﺧﺮﻩ.

ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻘﻠﺒﻮﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻧﻮﻣﻬﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ ﻷﻧﻬﻢ ﻧﺎﺋﻤﻮﻥ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﻴﻘﻈﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺗﻘﻠّﺒﻬﻢ.

ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﺓ، ﺑﻌﺜﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ.

ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺪﺭﻛﻮﺍ ﻛﻢ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻧﻮﻣﻬﻢ. ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺑﺎﺩﻳﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ.

ﻓﺘﺴﺎﺀﻟﻮﺍ: ﻛﻢ ﻟﺒﺜﻨﺎ؟! ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻟﺒﺜﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﻳﻮﻡ. ﻟﻜﻨﻬﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ، ﻓﻤﺪﺓ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻤﺔ. ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﻮﺍ ﻭﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ. ﻓﺄﺧﺮﺟﻮﺍ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻬﻢ، ﺛﻢ ﻃﻠﺒﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐ ﺧﻠﺴﺔ ﻟﻠﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺃﻥ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻃﻌﺎﻣﺎ ﻃﻴﺒﺎ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ، ﺛﻢ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺑﺮﻓﻖ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ.

ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻳﻌﺎﻗﺒﻬﻢ ﺟﻨﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺇﻥ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺑﺄﻣﺮﻫﻢ.ﻓﻘﺪ ﻳﺨﻴﺮﻭﻧﻬﻢ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﺸﺮﻙ، ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺟﻢ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ.

ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻣﺘﻮﺟﻬﺎ ﻟﻠﻘﺮﻳﺔ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻛﻌﻬﺪﻩ ﺑﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭﺍﻟﻮﺟﻮﻩ. ﺗﻐﻴّﺮﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﺩ. ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻛﻴﻒ ﻳﺤﺪﺙ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ. ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺴﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﻳﻤﻴﺰﻭﺍ ﺩﻫﺸﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ.

ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺻﻌﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ، ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻭﻧﻘﻮﺩﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ. ﻟﻘﺪ ﺁﻣﻨﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ، ﻭﻫﻠﻚ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ، ﻭﺟﺎﺀ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺭﺟﻞ
ﺻﺎﻟﺢ.

ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ، ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﺍﻷﻣﻮﺍﺕ. ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻨﺖ ﻗﻠﻮﺏ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﻳﻤﻮﺕ، ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﺜﺎﻝ ﻭﺍﻗﻌﻲ ﻣﻠﻤﻮﺱ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ.

ﻗﺒﺾ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﻔﺘﻴﺔ. ﻓﻠﻜﻞ ﻧﻔﺲ ﺃﺟﻞ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ. ﻓﺎﺧﺘﻠﻒ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ.

ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﻹﻗﺎﻣﺔ ﺑﻨﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻛﻬﻔﻬﻢ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﺒﻨﺎﺀ ﻣﺴﺠﺪ. ﻭﻻ ﻧﺰﺍﻝ ﻧﺠﻬﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﻢ. ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺒﻞ ﺯﻣﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺃﻡ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﺪﻩ؟ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﻭﻡ، ﺃﻡ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ؟

ﻫﻞ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺛﻼﺛﺔ ﺭﺍﺑﻌﻬﻢ ﻛﻠﺒﻬﻢ، ﺃﻡ ﺧﻤﺴﺔ ﺳﺎﺩﺳﻬﻢ ﻛﻠﺒﻬﻢ، ﺃﻡ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺛﺎﻣﻨﻬﻢ
ﻛﻠﺒﻬﻢ؟ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺃﻣﻮﺭ ﻣﺠﻬﻮﻟﺔ ﻟﻨﺎ.

ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻨﻬﺎﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺪﺍﻝ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻭﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺈﺭﺟﺎﻉ ﻋﻠﻤﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻓﺎﻟﻌﺒﺮﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﺩ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﺁﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ. ﻓﻼ ﻳﻬﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﻭ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ، ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﻴﺎﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻟﻴﺮﻯ ﻣﻦ ﻋﺎﺻﺮﻫﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺚ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ، ﻭﻟﺘﺘﻨﺎﻗﻞ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺧﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﺟﻴﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﻴﻞ.
»قصة الملكين هاروت وماروت:-

ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻧﺒﺬﻭﺍ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺗﺒﻌﻮﺍ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ .

ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺘﺮﻗﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺛﻢ ﻳﻀﻴﻔﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺃﻛﺎﺫﻳﺐ ﻳﻠﻔﻘﻮﻧﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻠﻘﻮﻧﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﺤﺮﺓ , ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻭﻧﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﻫﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ.

ﻭﻓﺸﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻐﻴﺐ. ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻣﺎ ﺗﻢَّ ﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻥ ﻣﻠﻜﻪ ﺇﻻ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﻪ ﺳﺨﺮ ﻟﻪ ﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﺮﻳﺢ.

ﻓﺎﺧﺘﻠﻂ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺎﻋﺎﺩﻭﺍ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻓﺄﻧﺰﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺍﺑﺘﻼﺀً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ

ﻭﺣﺘﻰ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺑﻴﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ.

ﻭﻛﻠﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻗﺎﻻ ﻟﻪ: ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻤﻦ
ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪﻩ ﻭﻋﻤﻞ ﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﻔﺮ، ﻭﻣﻦ ﺗﻌﻠﻤﻪ ﻟﻴﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻼ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ.

ﻭ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﻭﻣﺎﺭﻭﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮﻣﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺯﻭﺍﺝ, ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺄﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﺎﺗﻌﻠﻤﻮﻩ ﺍﻟﻨﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ
ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺃﻥ ﻳﻀﺮﻭﺍ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ ﺃﺣﺪﺍً ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻥ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺆﺛﺮ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ ﺑﻞ ﺑﺄﻣﺮﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻣﺸﻴﺌﺘﻪ ﻭﺧﻠﻘﻪ.

ﻭﺍﻟﺨﻼﺻﺔ: ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻧﺰﻟﻬﻤﺎ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺭﺷﺎﺩﻫﻤﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ
ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﺃﺗﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺑﻪ ﻣﻠﻜﻪ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺤﺮ.

ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ

ﻭَﺍﺗَّﺒَﻌُﻮﺍ ﻣَﺎ ﺗَﺘْﻠُﻮ ﺍﻟﺸَّﻴَﺎﻃِﻴﻦُ ﻋَﻠَﻰٰ ﻣُﻠْﻚِ ﺳُﻠَﻴْﻤَﺎﻥَ ۖ ﻭَﻣَﺎ ﻛَﻔَﺮَ ﺳُﻠَﻴْﻤَﺎﻥُ ﻭَﻟَٰﻜِﻦَّ ﺍﻟﺸَّﻴَﺎﻃِﻴﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻳُﻌَﻠِّﻤُﻮﻥَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺍﻟﺴِّﺤْﺮَ ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻧﺰِﻝَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﻤَﻠَﻜَﻴْﻦِ ﺑِﺒَﺎﺑِﻞَ ﻫَﺎﺭُﻭﺕَ ﻭَﻣَﺎﺭُﻭﺕَ ۚ ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻌَﻠِّﻤَﺎﻥِ ﻣِﻦْ ﺃَﺣَﺪٍ ﺣَﺘَّﻰٰ ﻳَﻘُﻮﻟَﺎ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻧَﺤْﻦُ ﻓِﺘْﻨَﺔٌ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﻜْﻔُﺮْ ۖ ﻓَﻴَﺘَﻌَﻠَّﻤُﻮﻥَ ﻣِﻨْﻬُﻤَﺎ ﻣَﺎ ﻳُﻔَﺮِّﻗُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﺑَﻴْﻦَ ﺍﻟْﻤَﺮْﺀِ ﻭَﺯَﻭْﺟِﻪِ ۚ ﻭَﻣَﺎ ﻫُﻢ ﺑِﻀَﺎﺭِّﻳﻦَ ﺑِﻪِ ﻣِﻦْ ﺃَﺣَﺪٍ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺈِﺫْﻥِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ۚ ﻭَﻳَﺘَﻌَﻠَّﻤُﻮﻥَ ﻣَﺎ ﻳَﻀُﺮُّﻫُﻢْ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻨﻔَﻌُﻬُﻢْ ۚ ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻋَﻠِﻤُﻮﺍ ﻟَﻤَﻦِ ﺍﺷْﺘَﺮَﺍﻩُ ﻣَﺎ ﻟَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻣِﻦْ ﺧَﻠَﺎﻕٍ ۚ ﻭَﻟَﺒِﺌْﺲَ ﻣَﺎ ﺷَﺮَﻭْﺍ ﺑِﻪِ ﺃَﻧﻔُﺴَﻬُﻢْ ۚ ﻟَﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ (102) ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﺍﺗَّﻘَﻮْﺍ ﻟَﻤَﺜُﻮﺑَﺔٌ ﻣِّﻦْ ﻋِﻨﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺧَﻴْﺮٌ ۖ ﻟَّﻮْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥ (103) ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ

صدق الله العظيم
🌸قصة النبى واليهودى:-

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻭﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ .. ﺇﺫ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺎﺭ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻳﺴﻤﻰ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻨﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ .

ﺩﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﻭﺍﺧﺘﺮﻕ ﺻﻔﻮﻑ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ . ﺣﺘﻰ ﺃﺗﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺟﺬﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻣﻊ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﺷﺪﻩ ﺷﺪﺍ ﻋﻨﻴﻔﺎ . ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﻐﻠﻈﺔ : ﺃﻭﻑ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ..

ﺇﻧﻜﻢ ﺑﻨﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻗﻮﻡ ﺗﻤﺎﻃﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻮﻥ .

ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﻗﺪ ﺍﺳﺘﺪﺍﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﻫﻢ .ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﻣﻮﻋﺪ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻌﺪ ..

ﻓﻘﺎﻡ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ .. ﻭﻫﺰ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺋﺬﻥ ﻟﻲ ﺑﻀﺮﺏ ﻋﻨﻘﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻣﺮﻩ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﻣﺮﻧﻲ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻷﺩﺍﺀ

ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﻷﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺩﻳﻨﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﺌﺖ ﻷﺧﺘﺒﺮ
ﺃﺧﻼﻗﻚ .. ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻮﻋﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﻗﺮﺃﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﺻﺎﻓﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ
ﻓﺮﺃﻳﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﺘﺤﻘﻘﺔ ﻓﻴﻚ ﺇﻻ ﺻﻔﺔﻭﺍﺣﺪﺓ ﻟﻢ ﺃﺟﺮﺑﻬﺎ ﻣﻌﻚ ..

ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻚ ﺣﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ .. ﻭﺃﻥ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺠﻬﺎﻟﺔ ﻻﺗﺰﻳﺪﻙ ﺇﻻ ﺣﻠﻤﺎ .. ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻴﻚ .. ﻓﺄﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﺃﻧﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻙ ﻓﻘﺪ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﺻﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .

ﻭﻗﺪ ﺣﺴﻦ ﺇﺳﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﻭﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺗﺒﻮﻙ .

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ
2025/07/01 12:20:58
Back to Top
HTML Embed Code: