كانت تواسي نفسها بيقينٍ بأن كل شيء يمكن أن يتبدّل، و أي تعاسة ستلقاها في أحد الأيام ستتحوّل إلى قصة قديمة في اليوم التالي.
ثم أقبل الألم، فجأة، من كل مكان، من عمق العالم، غمرني، اجتاحني، وبتُّ لا أعرف شيئًا، ولم أعد موجودة إلا بالألم.
"أنضجتني الليالي التي قضيتها وحدي و أنا في حاجةٍ لمن يسمعني أو يهتم لأمري، الليالي التي كانت من مرارتها أيأس من فكرة أنها ستنقضي، و أني سأظل أعيش في متاهاتها كثيرًا، نجوتُ منها لكن الأثر الذي أحدثته بداخلي لا يُنسى لأنها جعلتني أكبُر عن عمري الحقيقي بمراحل."
عندما يضع الله بيدك عطاءً قد ينتفع به غيرك، وقد تُزهِر به أراضٍ مُجدِبَة، وتحيا به بقاع ميّتة؛ فكُن سخيّاً به، مُقَدِّمًا له بكل حُبّ، فإنّ للعطاء لذّة كبيرة، ومشاعر سامية، ولا يوجد في هذه الحياة أجمَل من أن ترى أثرًا طيّبًا، ونَفعًا كريمًا، أنت جُزءٌ منه.
اذا تمنيت شيئاً من الله فاسجد وقول له: ربي اني احببت شيئاً فأرني عجائب قدرتك فيما احببت."
من عانى إهمالًا عاطفيًا في طفولته، يلازمه شعور انعدام أهليّته للحب. فكل محبّة يحصّلها هي مهددة بالزوال عنده، إذ كيف يطمئن لاستحقاقه الحب في حين أنه لم يفهم إلى الآن لمَ لم ينجح في تحصيل محبة أسرته في المقام الأول.