"ما جبرني جابرّ مثل الله، ولا بقي معي باقٍ سوى الله، ولم يشدد عضدي أحدٌ غير الله ، كان الله من في عوني ولا زال .
قُلت لأصدقائي إنني لا أُحب شيئًا على الإطلاق، وكدت أقول لهم ولا أحب أحدًا كذلك، لا أتذكر متى بدأ ذلك، ولا أعرف ما إذا كان قد وقعَ لي دفعةً واحدة، أم حصل على مراحل محتشمة حتى وصل إلى ذروته في تلك اللحظة المشؤومة، أتذّكر فقط ذلك الشعور الذي لازمني بسبب ما حدث ولفترة طويلة بأن لا أحد يملك شيئًا لأحد، وأن كل شخص في هذا العالم مهما كانت له من علاقاتٍ صلبة و حميمية فإنه لا يواجه مصيره إلا وحيدًا ومعزولاً ، وبإستعداد فطري للإكتئاب والبُكاء على النفس، وأنا لا أحد، أبدًا، لا أحد، يُحقق سعادته بسبب الآخرين مهما كانوا قريبين منه وأحباء، لا تتحقق أي لحظة سعادة كثيفة أو هشة إلا من خلال التفاصيل التي نعثر عليها في دواخلنا .
أحب البقاء بمسافة آمنة عن الجميع ، لستُ بالقريبة التي لا يجدر بها الغياب، ولا بالبعيدة المنسيّة ، موجودة و غير مرئية في الوقت ذاته، مثل شمس الغروب راحل و مريح في آن واحد، لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمتٍ تام، أن تبتسم أمام المواقف التي تستدرجك للبكاء ، لا أحد يفهم ماذا يعني أن يكون الحزن هو العنوان الرئيسي لأغلب أيامك ، أن يصيبك الخذلان من أقرب الأشخاص إليك ، لا أحد يفهم معنى أن تؤذيك الأشياء التي تكتمها داخلك و انت في قمة الثبات .
الدعاء طمأنينة، طمأنينة لا تتعلّق بالإجابة بقدر ما تتعلّق بالشعور الآمن بمعيّة الله حين تشاركه مخاوفك وتطلعه على ضعفك، ثمّة شيء في الدعاء يجعلنا نتعافى، بمجرد أن نرفعه للسماء
الأمر الوحيد الذي يخفف علي من وطأة الآلم هو مشاهدة صوري،فالجمال المذهل وحده قادر على محو الحزن.
عِندما حاول أحدهم وصف شعوره تِجاه من يُحب قال : كُل ما في الأمر إن غيابُها غُربتي .
تَشَاغَلتُمُ عنَّا بصُحبةِ غيرِنا
وأظَهرتُمُ الهِجرانَ ما هكذا كُنَّا
وأقسَمتُمُ ألا تَحولوا عن الهوى
فقد وحياة الحبِّ حُلتُم وما حلنا
لياليَ بِتنَا نَجتني من ثِمارِكم
فقلبي إِلى تلك الليالي لقد حَنَّا.
- أبو بكر الشبلي
وأظَهرتُمُ الهِجرانَ ما هكذا كُنَّا
وأقسَمتُمُ ألا تَحولوا عن الهوى
فقد وحياة الحبِّ حُلتُم وما حلنا
لياليَ بِتنَا نَجتني من ثِمارِكم
فقلبي إِلى تلك الليالي لقد حَنَّا.
- أبو بكر الشبلي