Telegram Web Link
#تأصيل

رقم | م / ١٣٢
تاريخ | ١٨ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
السلام عليكم

ما رأيكم بجملة 《الحياة تعطيك ما كافحت لأجله》

جزاكم الله خيرا
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الحياة لا تعطي ولا تمنع، إنما الله سبحانه المعطي الواهب، المانع القابض الباسط جل وعلا.

والمعنى الظاهر للجملة نسبة التفضل والمنح حقيقة للحياة ، مقابل جهدك وكأنها تكافئك على الكفاح!
وهي مخلوقة مربوبة مدبَّرة، لاتملك عطاء ولا منعاً، وفي هذا شبه بقول الدهريين (نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر).

وقد يقال أن هذا استعمال مجازي، لكن هذا بعيد فليس من خصائص الحياة العطاء والمنح، وإنما هي ظرف للعيش.

وهي جملة منقوضة بالواقع فقد يكافح المرء لأجل أمر ويفنى عمره وما حققه.

والصواب أن تمتليء عبارات المؤمن بما يؤكد أن الأمر والفضل بيد الله تعالى، وعليه المعتمد والمتكل، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.

فالنصيحة ترك هذه الألفاظ التي تشعر الاستغناء عن الله تعالى، وتشبه قول الدهريين، ولو على سبيل المجاز وعدم القصد،

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ.هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#رموز #شرك

رقم | م / ١٣٣
تاريخ | ١٩ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
هل هذا الرمز فيه مخالفة عقدية؟
🧿.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الرمز هو ما يُسمى "العين الزرقاء"، وهي من أشهر التمائم في العصر الحديث، يُعقد فيها أنها تدفع الضر وتحفظ من العين والحسد. وهي تنتشر بشكل واسع في بعض البلدان العربية والإسلامية، وكثير من السلع المستوردة منها، كالحلي واللباس والأواني.

أما عن حكمها فداخل في عموم حكم التمائم التي قال فيها النبي ﷺ: [من علّق تميمة فقد أشرك]. ويتفاوت حكم من علّقها - أو وضعها في سيارته أو منزله أو ارتداها - بحسب ما يعتقده فيها، كالتالي:

• أن يعتقد أنها تحفظ وتدفع الشر بذاتها استقلالاً، فهذا شرك أكبر.

• أن يعتقد أنها سبب في الحفظ، مع الإقرار بأن الله هو الحافظ، فهذا ذنبٌ عظيم وشرك أصغر.

• أن يضعها دون اعتقاد نفعها، بل لمجرد الزينة ونحو دلك فهذا تشبّه محرّم، وذريعة إلى الشرك.

• أن لا يعلم أنها تميمة ولا أنها تدل على معنى محرم، فهذا يُعلّم ويُنبه ولا شيء عليه حال جهله. فإن أصرّ على تعليقها عاد الحكم إلى أحد الأقسام السابقة.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#رسائل_منتشرة

رقم | م / ١٣٤
تاريخ | ٢٠ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
وصلتني هذه الرسالة:
الأشياء الجميلة تحدث عندما تنأى بنفسك عن السلبية
Beautiful things happen when you distance yourself from
فما رأيكم ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه العبارة من العبارات المجملة، وتحتمل معاني صحيحة ومعاني غير صحيحة.
فمن المعاني الصحيحة: أن البعد عن الكسل والإحباط واليأس، مما يدفع الإنسان للمبادرة وينشطه للعمل ومن ثم النجاح وتحقيق الطموحات .

ومن المعاني الصحيحة أيضا: الإعراض عن المثبطين، وعدم الاستماع لكلامهم المحبط عند الشروع في معالي الأمور.

مع التنبيه إلى الفرق بين الدعوة لمقاطعة هؤلاء الناس بالكلية -وهو ما ينادي إليه أصحاب فلسفة الوعي-؛ وبين تجاهل كلامهم السيء فقط، مع الاستمرار بالعلاقة أيا كانت والدين أرحام أصدقاء .. وهذا من الصبر على أذى الخلق الذي يؤجر عليه العبد.

أما المعاني الباطلة:
أن يقصد بها معاني روحانية لا علاقة لها ببذل الأسباب ، ولا دليل عليها من الشرع ولا من الحس.
كالتي يقولها أصحاب الطاقة والجذب وأصحاب الوعي وسلم هاوكنز ..
وهي اعتقادهم بوجود طاقة سلبية وهمية تحول دونك ودون تحقيق مرادك ، وبالتالي فما عليك سوى تجنب مصادرها المزعومة، لتحدث وتتجلى الأمنيات في حياتك.
ووصل الأمر ببعضهم أن يقول: لا تستأجر بيتاً كان يسكنه زوجان تطلقا، فإن طاقة الطلاق ستنتقل إليك !
ونحواً منه قول أصحاب الوعي: ابتعد عن منخفضي الوعي السلبيين، ولو كانوا رحماً، لكي لا ينخفض وعيك وحبك وسلامك وتصالحك مع الكون ..

وحقيقة هذه المزاعم :
-الدعوة للكسل والتمني المجرد.
- تعليق القلب بأمر غائب وهمي، من دون الله وهو من قوادح التوحيد .
-قيامها على عقيدة باطلة و فلسفة إلحادية خلاصتها:
أن الوجود كله طاقة أو وعي، فالإنسان والأشياء والإله ... طاقة أو وعي .. وهذه عقيدة وحدة الوجود وهي كفر أكبر، ولمزيد من التفاصيل يراجع:
يراجع:
مرفق ١ | اضغط هنا
مرفق ٢ | اضغط هنا

والأولى ترك مثل هذه العبارات الموهمة والتعبير باللفظ المراد بعينه، فالتعبير عن الإحباط و اليأس يكون بلفظ الإحباط أو اليأس .
والبعد عن اللفظ الموهم مطلب شرعي قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقولوا راعِنا وَقولُوا انظُرنا وَاسمَعوا وَلِلكافِرينَ عَذابٌ أَليمٌ}[البقرة: ١٠٤]، فمع حسن قصد الصحابة؛ إلا أن الله نهاهم عن كلمة كانت اليهود تقولها لمعنى باطل عندهم وأذية النبي ﷺ.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه بكلية الدعوة وأصول الدين.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#رؤيا

رقم | م / ١٣٥
تاريخ | ٢١ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
انتشر مقطع مرئي لشخص يسرد قصة واقعية لامرأة توفي والدها، وأنها رأته بعد موته كأنما يقضي لهم حاجاتهم ويطمئن على أحوالهم تمامًا كأن لم يمت، لكنها لم ترَ وجهه، وحصل تفاعل شبه كبير من المتابعين حول ما ذكره الشخص في المقطع من مواقف مماثلة: من رؤية الأموات بعد فترة من موتهم، وسماع حديثهم، أو رؤيتهم تمامًا كما لم يموتوا… مع الحث في آخر المقطع على العودة إلى كتاب الروح لابن القيم ففيه بيان لما أشكل على الناس في مسألة الروح وإمكان رؤيتها في الدنيا ونحو ذلك، فما رأيكم بمحتوى المقطع ومدى صحة ما ذكره الشخص فيه ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا لا يعدو كونه شعورًا لقوة الإحساس بالفقد ووجعه لدرجة تبلغ بالشخص أن يرى الفقيد ويسمع صوته… الخ
ولا يمكن تفسيره بتفسير آخر إطلاقًا فالروح إذا فارقت الجسد لا يمكن أن تعود إليه في الدنيا وهذا من أصول الإيمان بالغيب: الإيمان باليوم الآخر ومقدماته التي منها الموت وحياة البرزخ، وكل ما في البرزخ غيب لا يعلمه إلا الله وحده، ولا يمكن الاطلاع عليه بأي طريق غير الوحي، وأي دعوى علم في هذا فهي كاذبة.
صحيح قد يرى الإنسان من فقده واشتد حزنه عليه فيكون هذا إما رؤيا في المنام أو تخييل له في الواقع، ولا يتعدى الأمر هاتين الحالتين أبدًا، وطلب تفسير لما وراء هذا هو تكلف لا فائدة فيه…
وقد اطلعت على الردود وهي كثيرة

ولي معها بعض الوقفات والملاحظات:
أولاً: كل الردود بلا استثناء لا تخرج عما ذُكر سابقًا
ثانيًا: التشبيه بحال زكريا عليه السلام ومريم لا يصح إطلاقًا وهو قياس مع الفارق؛ فزكريا نبي الله، ومريم صدِّيقة أي أنها من أولياء الله ويحصل للأولياء من الكرامات وخرق العادة ما هو من جنس آيات الأنبياء، فالذي كان يأتيها من رزق هو كرامة من الله…
ثالثًا: تشبيه كل ما يحصل من رؤية الأموات وأن له تفسيرًا حسيًا بقول الخضر: {ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرًا} لا يصح إطلاقًا، لأن الخضر نبي موحى إليه -على أحد الأقوال-، وكل ما فعله هو من وحي الله تعالى وليس من تلقاء نفسه…
رابعًا: الدعوة إلى قراءة كتاب الروح لابن القيم فيها نظر؛ لأن ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه كثير منه اعتمد فيه على أخبار ومنامات مما لم يقم عليها دليل، فهي محل بحث ونقد بحسب ما يقتضيه الدليل؛ فالكتاب لا يصلح لعامة الناس تمامًا كحال غيره من كتب الاختصاص التي لا يقرؤها إلا مختص، بل يزيد الأمر اختصاصًا في شأن هذا الكتاب بما فيه من أمور غيبية؛ فلا بد فيمن يقرؤه من علم وبصيرة حتى لا يفسر ما لا يفهمه وفق هواه أو أحواله الشخصية… كما حصل ممن تفاعلوا مع المقطع المرسَل…
ولسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله تعليق في هذا الشأن، فليراجع.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
المتابعون الكرام 

تجدون في هذا الوسم: 
#القوانين_الكونية_الروحانية 

أكثر من ١٠٠ سؤال حول قوانين روحانية منتشرة، بإجابات وافية وأدلّة كافية -بإذن الله-، من أستاذات متخصصات.


•اضغط على الوسم أعلاه للتصفّح. 

——————————————-
~ الفهرس. 
 
• قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
#تأصيل

رقم | م / ١٣٦
تاريخ | ٢٤ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
كيف يغفر الله لعبد أصر على فعل معصية حرمها الله؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

على العبد أن يُجاهد نفسه، وأن يُراقب الله سبحانه وتعالى، وأن يعلم أنه له بالمرصاد، وأن التلاعب بمحارمه والإصرار على المعاصي من أعظم أسباب غضبه عليه ، وقد يكون من عقوبة ذلك العبد أن يُطبع على قلبه، حتى لا يرجع إلى الحق -والعياذ بالله- بسبب تساهله في عدم المسارعة إلى التوبة وتكرار المعصية بالإصرار عليها وربما يصل فيه الأمر إلى استحلالها، نسأل الله العافية.

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135- 136].
قال ابن كثير -رحمه الله - :
وقوله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أي : تابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى الله عن قريب ولم يستمروا على المعصية ويصروا مقلعين عنها ولو تكرر منهم الذنب تابوا منه.

وعليه فإن العبد المُصر على الذنب إصراره هذا يمنعه من مغفرة الله جل جلاله، فلابد من البدار والمسارعة بالإقلاع عن تلك الذنوب وعدم الإصرار عليها.

قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- :
"أيها الناس مَن ألمَّ بذنبٍ فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر وليتب ، فإنما هي خطايا مطوَّقة في أعناق الرجال ، وإن الهلاك في الإصرار عليها".

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. لانا بنت مصطفى الطحان
أستاذة أصول فقه.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#مقاطع_منتشرة

رقم | م / ١٣٧
تاريخ | ٢٥ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء الخير
فيه مقطع لبودكاست اسمه ابجورة المهم هالمقطع بالمختصر المفيد(لا تواسي ذوي الميت بالوعظ وذكر الله) بالعكس ساعده انه يتخلص من المشاعر !!
فوحدة عندي منزلته ومدري كيف ابي رد بس ماعرفت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا أعرف الحساب حقيقة ولا صاحبته، لكن اطلاع سريع على حسابها، رغم أنه مخصص بشكل كبير للفاقدين والمتوجعين، لم أرَ فيه ذكر لله واليوم الآخر والقرآن والإيمان (مع العلم أني لم أفحصه كاملا ولكن لمحة سريعة وقاصرة تعطي بعض الانطباعات والتصورات)
ولا أدري قد تزعم أنها توجه نصائح نفسية أو اجتماعية أو سلوكية ... من تجربتها أو من علمها وعلم من تتلقى عنه ... إلا أنها جهلت حقيقة هذه النفس والروح، وأن الإنسان تركيبة معقدة من جسد وروح ومشاعر ونفس تؤثر عليها مؤثرات غيبية من الملائكة والشياطين كما دلت بذلك النصوص الشرعية المستفيضة …

فالتعامل معها جسدا وشعورا مجردا، تعامل قاصر ناتج من جهل بطبيعة هذه النفس وحقيقتها، وجهل بطبيعة هذه الدار ومنغصاتها، والمنهج الرباني الذي جاء من عند الذي خلقها بهرموناتها وأمزجتها ومشاعرها وتعقيداتها وأفكارها وروحها وإيمانها وحزنها وتعبيراتها وانتكاساتها وجروحها وآلامها وأدوائها .... هو الذي يسكنها ويحيها ويصلح بالها وشأنها ويهذبها ويقومها، وهو أصلح المناهج وأقومها على الإطلاق، قال تعالى: {إِنَّ هذَا القُرآنَ يَهدي لِلَّتي هِيَ أَقوَمُ} [الإسراء: ٩]. ولا شيء أصلح للنفس من منهج القرآن والسنة في الركن السادس من أركان الإيمان وهو الرضا بالقضاء والقدر، وعدم الجزع والسخط والاعتراض على قضاء الله وقدره التي منها الفقد، ولا شيء أعون للإنسان على أن يصبر في حالات الفقد والمصائب، من التذكير بالله واليوم الآخر، والتذكير بنعم الله، وبحال من هو أسوأ منه حالا ... حتى يعينه على الرضا بحاله، وأن يذكره بالدار الآخرة وأنها دار مؤقتة ودار اختبار وكلنا راحلون لدار الجزاء ....
والتذكير بأن الصبر واجب وهو حبس النفس عن الجزع والتسخط وقول ما يعترض فيه على القدر كقول: لماذا أنا لماذا ليس فلان .. ونحوها من عبارات الاعتراض والجزع، كما قال النبي ﷺ عند وفاة ابنه إبراهيم: [إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولا نَقُولُ إلّا ما يَرْضى رَبُّنا، وإنّا بفِراقِكَ يا إبْراهِيمُ لَمَحْزُونُونَ] صحيح.
فحبس النفس عن الاعتراض والسخط والجزع واجب، خاصة عند لحظات الفقد الأولى كما جاء في صحيح حديث أنَسَ بنَ مَالِكٍ يقولُ لِامْرَأَةٍ مِن أهْلِهِ: تَعْرِفِينَ فُلَانَةَ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ: فإنَّ النبيَّ ﷺ مَرَّ بهَا وهي تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ، واصْبِرِي، فَقالَتْ: إلَيْكَ عَنِّي، فإنَّكَ خِلْوٌ مِن مُصِيبَتِي، قالَ: فَجَاوَزَهَا ومَضَى، فَمَرَّ بهَا رَجُلٌ فَقالَ: ما قالَ لَكِ رَسولُ اللَّهِ ﷺ؟ قالَتْ: ما عَرَفْتُهُ؟ قالَ: إنَّه لَرَسولُ اللَّهِ ﷺ، قالَ: فَجَاءَتْ إلى بَابِهِ فَلَمْ تَجِدْ عليه بَوَّابًا، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، واللَّهِ ما عَرَفْتُكَ، فَقالَ النبيُّ ﷺ: إنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أوَّلِ صَدْمَةٍ. وفي حديث آخر صحيح قال: [الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولى]. فدلت هذه الأحاديث بأن اللحظات الأولى من الفقد والمصاب، ينبغي حبسها وترويضها وفق المنهج الشرعي الذي بينه النبي ﷺ.

ولا يعني هذا، النهي عن الشعور بالموقف والمبادرة لإنكار الشعور وتجاهله، بل مشهد وفاة ابن النبي صلى الله عليه وسلم وقوله: إن العين تدمع والقلب يحزن .. وإنا لفراقك لمحزنون ... دليل على تقبل الشعور والسماح بمساحة لعيشه دون إنكار أو تسطيح له، ولكن دون تجاوز للحد المشروع.
ولعل المتحدثة في المقطع أرادت هذا، ولكن لم توفق في عباراتها كقولها : لا تواجه الفاقد بعبارات مثل: تعوذ من إبليس أو اذكر الله أو تذكر خسارة فلان أو فقد علان...
فقولها هذا خطأ، وإن كان قصدها حسنا.

فنحن بحاجة للتعوذ من الشيطان في كل وقت خاصة في الحزن، لأنه من الحالات التي يتسلط فيها على الإنسان ليثبطه، ونحن بحاجة لذكر الله مع كل نفس، خاصة في الحزن إذ أنّا أضعف ما نكون وأحوج ما نكون لجبر الله ورحمة الله ولطفه بقلوبنا وحزننا...
فإحسان مواساة الفاقدين، بالمنهج الشرعي أمر مطلوب، مع الموازنة في انتقاء العبارات واختيار الأسلوب والوقت الأمثل...

•تابع قراءة إجابة السؤال في موقع البيضاء: اضغط هنا
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه بكلية الدعوة وأصول الدين.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#أحجار_كريمة #مقاطع_منتشرة

رقم | م / ١٣٨
تاريخ | ٢٦ / ١١ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:
انتشر مقطع لدكتور مصري ينصح باقتناء المرجان للنساء كزينة (قلائد واساور)
لان له القدرة على تنظيم الهرمونات ووو
واستشهد بذكر المرجان في القران إذ لو أن ليس له فائدة لم يذكر
ما رأيكم في ذلك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لم أطلع على المقطع، والجواب بناء على السؤال المكتوب:
أولًا: شرع الله تعالى الزينة للنساء، فكل ما كان من مباح فهو مباح، من الذهب والفضة واللؤلؤ والألماس والأحجار المختلفة ...، مما لا إثم فيه ولا اعتقاد ولا صلبان ولا أرواح، ولا فلسفات؛ ومن ذلك لبس المرجان في الاكسسوارات والمجوهرات بشكل عام فهو مباح على أن يكون خاليا من أي معتقد يحرمه.

ثانيًا: ادعاء قدرة المرجان على تنظيم الهرمونات بمجرد لبسه، فهذا ادعاء خالٍ من الدليل، ويرجع فيه للأطباء أو المتخصصين للتأكد من صدقه وصحته؛ فإن لم تثبت سببيته، ولم يصح أنه سبب في تنظيم الهرمونات، فإن لبسه واعتقاد أنه سبب، يُعد من شرك الأسباب، وتُعدُّ تميمة من التمائم الشركية، التي قال عنها النبي ﷺ: [من علّق تميمة فقد أشرك] أخرجه أحمد وقال الألباني صحيح. فإن اعتقد أنها سبب في تنظيم الهرمونات (وهي لم تثبت) كانت شركًا أصغرًا، وإن اعتقد أنها فاعل بذاتها كان شركًا أكبرًا، وقد قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُ وَمَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَد ضَلَّ ضَلالًا بَعيدًا} [النساء: ١١٦].

ثالثًا: الاحتجاج بذكره في القرآن على أنه ينظم الهرمونات أو أنه نافع، بحجة أن كل ما يذكر في القرآن لابد له من فوائد؛ فإن هذا استدلال غير صحيح، ولا يسير على طريقة السلف في التفسير، فإن القرآن الكريم، كتاب هداية وإيمان وصلاح، وليس كتاب علوم وصحة، كما أن الله قد يذكر في كتابه ما شاء من مخلوقاته، وقد يظهر العلم لها نفعًا وقد لا يُظهر، فصدق كلام الله تعالى لا يحتاج إلى إثبات الفوائد الطبية والصحية، بل هو حق وحجة وبرهان، وإن لم تظهر فوائد طبية أو صحية، فإن ذلك لا ينقص إيماننا ولا يزيده، بأن القرآن من عند الله العليم الخبير المحيط الحكيم، الذي قد تظهر لنا حكمه سبحانه وقد لا تظهر. كما أنّ التفسير العلمي للقرآن، لا يكون إلا بما ثبت من الحقائق العلمية ثبوتًا يقينيًا، وإلا لأصبح كتاب الله كتابًا للفوائد التجريبية القابلة للنقض بحسب تطور العلوم. وهذا باطل.
ومما يشير إلى عدم صحة هذا التفسير المزعوم؛ فإن المفسرين قد اختلفوا في معنى المرجان إلى ٤ أقوال:
عِظامُ اللُّؤْلُؤِ وكِبارُهُ
أنَّهُ صِغارُ اللُّؤْلُؤِ
أنَّهُ الخَرَزُ الأحْمَرُ كالقُضْبانِ
أنَّهُ الجَوْهَرُ المُخْتَلِطُ، مَأْخُوذٌ مِن مَرَجْتُ الشَّيْءَ إذا خَلَطْتُهُ.
ولا يمكن الجزم بأي منهم هو مراد الله تعالى، هذه منهجية السلف في التفسير.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. جمانة بنت طلال محجوب
باحثة دكتوراه بكلية الدعوة وأصول الدين.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#أوراد

رقم | م / ١٣٩
تاريخ | ٢٧ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
عن ما أسمته صاحبته (القوة الثلاثية) وفيه ترديد لسور وأذكار بأعداد معينة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن المسلم يتعبد الله عز وجل بقراءة القرآن والأذكار المشروعة بالصفة التي دلت عليها النصوص الثابتة.

أما تجاوز ذلك إلى تخصيص ذكر محدد لغرض مدعى أو تحديد عدد أو صفة لم يدل عليها الشارع فهذا من الابتداع…
والافتئات على الشرع.
وقد لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار كثير من الحسابات عبر الوسائل المختلفة التي يبتدع أصحابها وسائل وأساليب في الأذكار والأدعية لم يدل عليها الشرع وتربط بنتائج متوهمة كالرزق والتوفيق والزواج وغيره دون دليل أو مستند.
وهذا مع ما فيه من تلبيس وخداع للناس فهو قول على الله بلا أعلم ودعوى بلا دليل.

والسؤال عن سبب التسمية (بالقوة الثلاثية) فلا أعلم سبباً غير أنه شكل من التلبيس والتسويق للدجل، وسواء سمي القوة الثلاثية أو أضيف عليه ذكراً رابعاً وسمي القوة الرباعية لافرق..

والواجب على المسلم أن يأخذ دينه من العلماء الراسخين أصحاب الديانة ولا يتبع كل من ادعى بأن عنده خطة أو طريقة لإزالة الهموم وجلب السعادة.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. عائشة بنت محمد الشمسان
دكتوراه الحسبة والرقابة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#تأصيل

رقم | م / ١٤٠
تاريخ | ٢٨ / ١١ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
السلام عليكم
عندي سؤال مفاده ما هو الكلي الواحد المطلق وهل له صفات وهل هو الله أو لا يرجى توضيح بشيء من التفصيل الواضح بارك الله فيكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة ورحمة وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

المفردات المذكورة مفردات فلسفية، تستخدم غالباً لوصف الآلهة ويقصد بها معاني ذهنية مجردة لا وجود لها حقيقة في الواقع. ومعانيها على التفصيل، كالتالي:

الكلي: من المفاهيم العقلية؛ وتعرّف الكليات الذهنية بأنها: ما لا يمنع نفس تصورها من جواز الشركة فيها، أي أن (الكلي) معنى ذهني يصدق على عدة أفراد كلفظ (الإنسان والإله) مثلاً.
فلفظ (الإنسان) ؛ معنى كلي يصدق على محمد وخالد ومريم…إلخ، فهؤلاء وإن كان يجمعهم المعنى الكلي الذي هو في الذهن (الإنسان)، إلا أن لكل واحد منهم صفات خاصة جعلت له وجوداً حقيقياً خارج الذهن.
وكذلك لفظ ( الإله) إذا توقف فيه على المعنى الكلي الذهني فقط بلا وصف مميز له؛ فهذا يعني إنكار وجوده على الحقيقة، والاعتقاد بأنه مجرد فكرة أو مفهوم ذهني لا وجود له خارج الذهن.

الواحد: لفظ الواحد في اللغة تدور حول معنى الانفراد وانقطاع المثيل والنظير.

المطلق: هو اللفظ الدال على الماهية بلا قيد، أي نفي جميع القيود والمخصصات والمعينات. فالمطلق ما دل على واحد غير معين وهو المتعري عن الصفة والشرط والاستثناء.

واجتماع الألفاظ السابق في وصف شيء؛ يفيد أن هذا الشي واحد وليس اثنين أو أكثر، بلا قيد أو وصف ( أي ليس له صفات) ، مما يجعل وجوده وجوداً ذهنياً غير متعين في الخارج؛ أي ليس له وجود حقيقي خارج الذهن.

والأوصاف المذكورة إنما هي ألفاظ فلسفية تطلق لوصف الإله في بعض الديانات الباطلة، كالديانات الشرقية، فغالباً ما يوصف الإله عندهم بـ ( الكلي أو المطلق) الذي ليس له وصف ولا وجود حقيقي وإنما وجوده ذهني فقط.

وينبه المسلم من اطلاق بعض هذه الأوصاف على الله سبحانه وتعالى، فهو سبحانه الواحد الأحد الفرد الصمد له الأسماء الحسنى والصفات العلا، ووجوده سبحانه وجود حقيقي بصفات حقيقة تليق بجلاله وعظمته سبحانه. ويجب التزام منهج السلف الصالح في هذا الباب؛ وهو ألا يوصف سبحانه إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله - عليه الصلاة والسلام- في الكتاب والسنة.

يقول شيخ الإسلام - رحمه الله - في تقرير مذهب أهل السنة والجماعة في ذلك: " ثم القول الشامل في جميع هذا الباب: أن يوصف الله بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله وبما وصفه به السابقون؛ الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث قال الإمام أحمد رضي الله عنه‏:‏ لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث‏.‏ ومذهب السلف‏:‏ أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي؛ بل معناه يعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه؛ لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق في بيان العلم وأفصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد‏.‏ وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته ولا في أفعاله فكما نتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة وله أفعال حقيقة‏:‏ فكذلك له صفات حقيقة وهو ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله وكل ما أوجب نقصا أو حدوثا فإن الله منزه عنه حقيقة فإنه سبحانه مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه" ( مجموع الفتاوى: ٥/ ٢٦).

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. نسرين بنت علي الجطيلي
باحثة دكتوراه بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#مصطلحات

رقم | م / ١٤١
تاريخ | ٢ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ


• السؤال:

هل كلمة تقدير الذات كلمة شرعية؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا أعلم أن كلمة " تقدير الذات" وردت عن أحد من السلف، وهي ليست من الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، بل هي من المصطلحات الحادثة التي يغلب على ظني أنها ترجمت من الثقافة الغربية.
فهي ليست "شرعية" بهذا المعنى.

أما من حيث جواز استعمالها: فهي كلمة مجملة يختلف حكمها بحسب المراد بها.

~ فإن كان المقصود "بتقدير الذات": معرفة القدرات والإمكانات الطبيعية والمكتسبة، أو كان المقصود احترام الإنسان لنفسه واستشعاره تكريم الله -جل جلاله- له، فتلك معان صحيحة، ما لم تتجاوز المشروع.

~ وإن كان المقصود: الاعتماد على النفس بمعنى الاتكال على قوتها، فهذا لا يجوز - بل هو من الشرك.

~ وإن كان المقصود الاعتقاد بألوهية النفس أو اتصافها بشيء من خصائص الربوبية، فهذا كفر ظاهر بلا شك.
ولكن التعبير "بتقدير الذات" عن هذا المعنى غير شائع، وكذلك هذا المعتقد الخطير غير منتشر ولله الحمد، وإنما ذكرته للتنبيه فقط.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#تأصيل

رقم | م / ١٤٢
تاريخ | ٣ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
أرى بعض الأخوات يضعن اقتباسات واستوقفني هذا الاقتباس وشعرت في قرارة نفسي انه كلام مخالف للعقيدة واردت مشورتكم حتى اعلم بما ارده على الأخت
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فقد أصابت السائلة في ظنها أن هذا الكلام مخالف للعقيدة الصحيحة، فإن الله تعالى قال في محكم كتابه: {وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
وهذه الآية واضحة جلية في قصر الغاية من الخلق على عبادة الله وحده لاشريك له
وأما زعم الكاتب فهو مخالف لهذه الغاية .
كما أن زعمه بأن الهدف النهائي من الخلق بقوله :(ليحبنا ويعطينا) غير صحيح
، فقد خلق الله كل الخلق ، ومنهم الشيطان "إبليس" فهل يحب اللهُ إبليسَ؟! وهو أكفر الخلق بالله وهل يحب اللهُ فرعونَ والنمرودَ ؟!
وهل يحب اللهُ أعداءه وأعداء أنبيائه ؟! ومن يتطاول عليه وينسب إليه النقائص؟!

بل إن الله تعالى نفى المحبة عن بعض خلقه، ولن تجد في القرآن الكريم أن محبة الله تعالى مبذولة لكل الخلق، أو لكل البشر !
ولكنك تجدها للذين آمنوا بالله وأطاعوه، وقد ذكر الله لنا صفات من يحبهم الله تعالى وأعمالَهم حتى يكون ذلك باعثا لنا إلى الاتصاف بتلك الصفات، والقيام بتلك الطاعات، حتى نفوز بمحبة الله تعالى لنا .
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة/٢٢٢.
{فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} آل عمران /٧٦.
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} آل عمران /١٣٤.
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران /١٥٩.
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} المائدة /٤٢.

وفي المقابل تجد في القرآن الكريم صفات وأعمالا كثيرة أخبرنا الله تعالى أنه لا يحب أهلها، وذلك حتى نتجنب تلك الصفات والأعمال ونحذر من الاتصاف بها، قال الله تعالى:
{وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} البقرة/٢٧٦.
{فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} آل عمران /٣٢.
{وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران /٥٧.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} النساء /٣٦.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً} النساء/١٠٧.
{وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} المائدة/٦٤.
{وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأنعام /١٤١.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} الأنفال /٥٨.
{إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ} النحل/٢٣.
{إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} الحج/٣٨.
{وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} البقرة/١٩٠.

ولابد أن ُيعلَم أنه وإن كانت الغاية من خلق الله للإنسان عبادته وحده لاشريك له فإن هذه العبادة لها ثلاثة أركان وهي: محبة الله مع التعظيم والذل له سبحانه، وخوفه، ورجاؤه؛ وأدلة هذه الأركان جلية في كتاب الله وسنة نبيه، ولهذا حذر العلماء من الاقتصار على أحد هذه الأركان دون غيره،
وحذرنا العلماء من ذلك المزلق، وقال من قال منهم: " مَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْحُبِّ وَحْدَهُ: فَهُوَ زِنْدِيقٌ، وَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْخَوْفِ وَحْدَهُ: فَهُوَ حروري، وَمَنْ عَبْدَهُ بِالرَّجَاءِ وَحْدَهُ: فَهُوَ مُرْجِئٌ وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ: فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُوَحِّدٌ".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في شرح ذلك:

"وَذَلِكَ لِأَنَّ الْحُبَّ الْمُجَرَّدَ تَنْبَسِطُ النُّفُوسُ فِيهِ حَتَّى تَتَوَسَّعَ فِي أَهْوَائِهَا ، إذَا لَمْ يَزَعْهَا وَازِعُ الْخَشْيَةِ لِلَّهِ ، حَتَّى قَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى : {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ}
وَيُوجَدُ فِي مُدَّعِي الْمَحَبَّةِ مِنْ مُخَالَفَةِ الشَّرِيعَةِ مَا لَا يُوجَدُ فِي أَهْلِ الْخَشْيَةِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (٨١/١٠) .

وبهذا يتبين أن "محبة الله تعالى" ليست لكل الخلق، ولا لكل البشر، وإنما هي لمن آمن بالله ورسله، وأطاع الله تعالى، واتصف بالصفات التي يحبها الله.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا محبته،
والذي ننصح به السائلة أن تحث وتحرص على سلامة المصدر الذي تتلقى منه عقيدة التوحيد نسأل الله لنا ولها الثبات على التوحيد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. ثريا بنت إبراهيم السيف
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#رسائل_منتشرة

رقم | م / ١٤٣
تاريخ | ٤ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
هل مافي الصورة من كلام صحيح ومقبول في الشرع 👆
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الكلام غير صحيح
فهو يفسِّر الشرع بتفسيرات علمية طبيعية وهذا لا يصح؛ فالشرع مصدره الوحي الذي هو أسمى وأعلى وأسلم مصادر المعرفة على الإطلاق، أما بقية المعارف والمعلومات فمصادرها شتى؛ منها ما هو صحيح، ومنها ما هو خاطئ، ومنه الذي يخضع للتجربة والاختبار ومنه الذي لا يخضع لذلك…
والخاضع للتجربة والاختبار قد يصح إطلاق كلمة العلم عليه، بينما الذي لا يخضع، فقد تكون المعرفة الحاصلة منه ما هو من قبيل الصدفة فلا يصدّق ولا يلتفت إليه؛ لأنه لا يمكن تعيين أي تجربة -بالضبط- هي التي ستكون مصدرًا لجميع الخلق!

ومع هذا فلا يصح أن تفسَّر الشريعة وشرائعها إلا بالنصوص التي وردت فيها.
▪️كما أن في الصورة المرفقة كلامًا -وإن كان علميًا- لا يسلَّم به إلا في مجاله وهو علم النفس السلوكي.
ومع ذلك فهو كغيره من العلوم يحتوي على نظريات قابلة للقبول أو الرد، ومحتملة للصواب أو الخطأ…!
وهنا قد يتقلب شأن الصلاة وفوائدها بناءً على تقلب حال صحة المعلومة النفسية من خطئها… وهذا مسلك خطير!
▪️لكن حسب علم النفس: فإن زعم تأثير الصلاة على الجهاز العصبي وربطه بمبدأ الإشراط الكلاسيكي، ربط لا وجه له وهو مقحم في السياق لغرض التدليل العلمي وإقناع القارئ، والحال أن المقام هنا لا علاقة له بهذا المبدأ؛ فالإشراط الكلاسيكي يعني التعلم من خلال الربط بين منبه خارجي واستجابة سلوكية أصلية.. وما ورد في المنشور يتحدث عن سبب ونتيجة، وشتان بين الأمرين.

▪️ وقد تم توضيح حكم ربط الشرع بشيء من الفلسفة الوثنية
كما في الروابط الآتية:
• تفسير الصلاة بالطاقة
اضغط هنا
• السجود لتفريغ الطاقة عبادة وثنية
اضغط هنا
فالواجب على المسلم هو الاستجابة لأمر الله تعالى بالصلاة؛ لأنها عمود الدين، وصلة العبد بينه وبين ربه، وبها خير الدنيا والآخرة، فيأخذ من فوائد الصلاة وثمراتها العظيمة حسبما ورد في الشرع ودون تجاوز، كما قال تعالى: {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت:٤٥]، وأنها تغسل الخطايا وتمحوها كما قال النبي ﷺ في الحديث الذي رواه مسلم: [مثل الصلوات الخمس كمثل نهرٍ غمرٍ على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات]
فمثل هذه النصوص -وغيرها كثي- هو ما ينبغي أن يشاع للناس ويذكَّروا به في فضل الصلاة، لا بربطها بأمور دنيوية قد تكون صحيحة أو غير صحيحة؛ لما في هذا الفعل من جناية على الشرع وتهوين من شأنه، ويكون صاحبه قد أساء من حيث أراد الإحسان.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#كتب

رقم | م / ١٤٤
تاريخ | ٥ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
السلام عليكم، ما قولكم في محتوى هذا الكتاب؟ وما حكم من سأل نفسه سؤال ثم وجد الإجابة في صفحة من الصفحات وآمن وصدق بأنها رسالة من الكون؟
هو كتاب يعطي أجوبة كرسائل كونيه ، سؤالي ماحكم من يؤمن ويصدق مافيه من رسائل وأجوبة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

"الكتاب السحري للإجابات" Magic Notebook for Answers هو كتاب كهانة أنتجته شركة صينية، ويتكون من مئتي ورقة تقريبا.
تحتوي كل صفحة على عبارة توجيهية مجملة، مثل:
( هذا سيجعلك تندم )
( اسأل والدتك )
( نعم، بالتأكيد )
ونحو ذلك.
يهدف الكتاب لإعطاء القارئ إجابات على تساؤلاته اليومية، ويوجهه - إذا احتار في أمر ما - بأن:
- يركز على السؤال.
- يضع الكتاب بين يديه.
- يقلب الصفحات ويقف عند صفحة عشوائية، سيجد فيها الجواب.

وهذه -بلا شك- من طرق الكهانة الحديثة التي حرمها الشرع. بل غلظ تحريمها حتى عوقب من سأل الكاهن والعراف ( ولو بتصفح مكتوب ) من غير تصديق، بأن لا تقبل صلاته ٤٠ يوما.
قال رسول الله ﷺ: [مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً] رواه مسلم.
أما من صدق الكاهن أو العراف فقد قال فيه النبي ﷺ: [مَنْ أَتَى كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] رواه أبو داود.
كما أن هذا الفعل يشبه التطير والاستقسام بالأزلام الذي كان يفعل في الجاهلية، وجاء الإسلام بتحريمه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فهذه الأنواع التي تدخل في ذلك، مثل: الضرب بالحصى والشعير واللوح والخشب والورق المكتوب عليه حروف أبجد أو أبيات من الشعر أو نحو ذلك مما يطلب به الخيرة فيما يفعله الرجل ويتركه يُنهى عنها لأنها من باب الاستقسام بالأزلام.
وإنما يُسنّ له استخارة الخالق، واستشارة المخلوق، والاستدلال بالأدلة الشرعية التي تبين ما يحبه الله ويرضاه وما يكرهه وينهى عنه. وهذه الأمور تارة يُقصد بها الاستدلال على ما يفعله العبد: هل هو خير أم شر؟ وتارة الاستدلال على ما يكون فيه نفع في الماضي والمستقبل. وكلاً غير مشروع، والله سبحانه وتعالى أعلم".

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
#كتب

رقم | م / ١٤٥
تاريخ | ٦ / ١٢ / ١٤٤٥ هـ



• السؤال:
ما حكم قراءة رواية حوجن التي تدور حول لعبة ويجا ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يحرم اللعب بما يسمى " لعبة الويجا "، حتى لو كان واقعها أنها من الحركات اللاإرادية؛ لأن لاعبها قصد نداء الجن ، فهي داخلة في حكم الاستعانة بالجن، كما أن فيها ادعاء معرفة الغيب فاللعبة تٌبدأ بالنداء على " ويجا "، وواضح في أذهان لاعبيها أنه يستدعي " روحا " أو " جنا " بحسب اعتقاد اللاعب، ويتم سؤاله عما غاب عنهم معرفته مما حصل.
وقد قال رسول الله ﷺ:
[من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل صلاته أربعين يوما]
رواه مسلم
وقال: [من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة في دبرها، فقد برئ مما أنزل على محمد ﷺ].

ولا يجوز لمسلم أن يستعين بالجن في معرفة المغيَّبات حتى لو لم يتقرب إليهم بطاعة أو قربة ؛ إذ مجرد الاستعانة بهم محرمة.

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة:
ما حكم الإسلام في الذي يستعين بالجن في معرفة المغيبات كضرب المندل؟
فأجاب علماء اللجنة:
" لا يجوز الاستعانة بالجن وغيرهم من المخلوقات في معرفة المغيبات لا بدعائهم والتزلف إليهم ولا بضرب مندل أو غيره، بل ذلك شرك؛ لأنه نوع من العبادة، وقد أعلم الله عباده أن يخصوه بها فيقولوا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وثبت عن النبي ﷺ أنه قال لابن عباس: [إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله …] الحديث انتهى .
"فتاوى اللجنة" (1/345-348).

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. مديحة بنت إبراهيم السدحان
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#متفرقات

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tg-me.com/ask_albaydha
.
2024/06/14 02:05:40
Back to Top
HTML Embed Code: