Telegram Web Link
‏"تخافُ أنْ تسأل لأنك تخاف أنْ تتأكد، لا يوجدُ فزع ينافس فزع انتظارك لِسماع جوابٍ تعرفه مُسبقاً ."
"كلّ مايعذبني غير موجود. تعذبني الشوارع التي لم تعد هناك، الوجوه التي ارتدت وجوها أخرى، حكايا الحب التي لم أعرف كيف أعيشها، ولم أنجح في حفظها محنطة، داخل صناديق الذاكرة الموصدة. فظلت نصف حيّة تهيم في قاع روحي."
"تدور الارض وْتمرّ السنين وتكثر الاحزان
‏وانا للحين واقف عند حزنك، مِعلن حْدادي ..

‏ولا غرّتني الدنيا ومرّ الذاكره نسيان ..
‏وانا اذكر يوم موتِك زين وانسى يوم ميلادي"
"لم ينبّهنا أحد قبل أن نكبر أننا سنتذكر طفولتنا مثلما يتذكر سجين رائحة المنزل."
" تظل تشعر أن حضوره يزداد، كلَّما تفقّدْتَهُ في مكان دون أن تجدهُ فيه. ترى غيابه في الأمكنة ليس لأنك تفكر بل لأنك تظن كل مرة أنك تجده حتمًا في أحد الأمكنة الأليفة. وحين تتأكد يخطر لك دائما أنك أخطأت، وأنك إذ ترى غيابه، رويدا، في أجزاء المكان، فلابد أن يكون هذا الغياب. "
"الوحشية ليست في الخروج إلى البرية، يكفي أن يستنكرك الفؤاد الذي عرفته."
"مثلما يحمل المرء ولاءً تجاه وطنه، كذلك أحمله في قلبي تجاه وجهك."
"‏إليك.. حين تخطو عائدًا إلى القلب الذي سيعرفكَ دائمًا، وإليك مجددًا حين تنام وتترك الوجود ينبش جراحي بهدوء في انتظارك."
‏”إن ما يبحث عنه العاقلون في العلاقات ليس خلوها من المشكلات ولا ورديّتها الأبدية، وإنما الأمان الذي حين يحل اختلاف أو خلاف لم تخشَ فيه انتهاء الود ولا انقطاع الوصل ولا فجر الخصومة؛ وحبيبك ليس من أحببته، وإنما من أمِنته.“
‏"كنّا نقلّد أصوات الحيوانات اليوم، حين طلب منّي ابني فجأةً، أن أقلِّدَ له "صوت المنزل". ثمّ أخذ يضحك. فكانت ضحكته هي الجواب الدّقيق."
Forwarded from الزاوية الحمراء (T M)
‏ما يصنعه الحضور:
"ويوم ما تسعدني بقربك الاقى كل الناس احباب".
ما يصنعه الغياب:
"في غيبتك كل الملا عندي اغراب".

*أم كلثوم- عودت عيني
*محمد عبده -لا تجرحيني
Channel name was changed to «غــرام»
Forwarded from الزاوية الحمراء (T M)
اقتباس اليوم:

" لقد كانت تبدو لي بلا نقائص على الإطلاق، وأظن أني كنت أبدو كذلك في نظرها أو أنني ربما كنت أرى عيوبها وترى عيوبي، ولكن بفضل تحوّل عجيب معزو إلى الحب كانت تلك العيوب تبدو لنا كلينا مغتفرة، بل محبوبة، كما لو أنها بدلاً من أن تكون نقائص كانت مزايا من نوع خاص".
Forwarded from الزاوية الحمراء (T M)
امرأة مرهقة من النجاح

عندما فتحت النافذة وتأملت الشارع الغارق في الهدوء، تسللت إليها تلك المشهدية السينمائية الإغوائية والتي كانت تراها في الأفلام، عندما يجافي النوم أحدهم يفتح النافذة، يشعل سيجارته، يتأمل المدينة وهي تلتحف الهدوء المؤقت.  تغريه الأسرار التي تخبو في النوافذ المقابلة. يهدئه ذلك الصخب القليل من الناس والسيارات.
كانت تريد أن تفعل مثلهم. لكنها خجلت من هذا التفكير. ثم تبدد الخجل وحل محله يقين أنها ترفض التدخين ليس بسببٍ صحي أو اجتماعي ولكن لأن مثل هذه الأشياء لا تثمر بالمباهج في داخلها. كانت تفكر أن المباهج تأتي بالجدية وليس عن طريق الأشياء المسلية.
تأزمت واستغربت هذا التأزم الطارئ بسب أن النوم جفاها. لم تجرب هذا الإحساس كثيراً. لم تجرب إن شيئا من نظامها اليومي يتمرد عليها.  كانت لها القدرة على ضبط كل تفاصيل حياتها. تفعل كل هذا بدقة وبجدية متناغمة لم تشعر يوما بأنها تتكلف في هذا النظام الذي صنعته في عالمها الصغير. كانت تعتقد بيقين أنها امرأة ترأس نفسها وبجدارة.
اعتقدت أنها بحاجة إلى سماع موسيقى هادئة كما تفعل دائما. لكنها كانت تدرك أن الموسيقى لا تهدئ دواخلها ولا تغمرها بحالة من السلام. وأن طقس الموسيقى ما هو إلا طقسا خارجيا لا يتسلل إليها. ربما كانت بحاجة إلى موسيقى أكثر صخبا، موسيقى تحرض على الرقص، على التجلي على أن ينفعل الجسد ويتحرر من سكينته. لكنها شعرت بالأسى على ذاتها وهي تدري بأن الرقص لا يمنحها ذلك الوهج الذي تشاهده على أجساد النساء وهن يرقصن بإغوائية فاتنة. ولا يمنحها الحيوية والرشاقة التي تتكدس في ملامحهن. كانت تشاركهن الرقص لكن دون أن تشعر بأن إحساسا بهيجا زاد في سعادتها.
تذكرت صديقتها التي التقت بها مؤخرا والتي قدمت لها شريط فيديو من زمن الطفولة. تلك الصديقة في ذلك الشريط كانت ترقص بجذل. ذلك الرقص العابث الذي يحمل نكهة التمرد أكثر من أن يكون رقصا طربيا أو اغوائيا.  بينما هي كانت الطفلة التي تتأملها بعين ناقدة. بعين ترى في تلك الفتاة التي تكبرها بعدة سنوات نموذجاً في الحياة المختلفة والمغايرة. أو أنها تمثل الحياة الأخرى التي لا تجيدها أو لا تسطيعها.
شاهدا سويا ذلك المقطع. وتذكرتا طفولتهما وتذكرتا كيف عبرت كل منهما عن أسلوبها في الحياة. أحدهما بالرقص والأخرى بالتأمل كانت تلك هي المسافة الأبدية بينهما.
قالت صديقتها وهي ترى انغماسها في إعادة ذلك المشهد:
"كنت أتوقع أنك ستصبحين امرأة ناجحة وهذا ما تحقق".
عندما قالت عبارتها وكأنها تمتدح قدراتها التنبؤية بنجاحها. ابتسمت لها وشكرتها بلطافة، لكن عندما جاء وقت النوم أفرزت عبارة الصديقة تساؤلات وهواجس أجهدت تفكيرها، لم تتوقع أنها سوف تشعر بالألم. الألم الذي لا يرى ولا أحد يستطيع أن يلمسه. الآن كيف تخبرها بأن نبوءتها بنجاحها كانت أشبه بالذم. أو أنها شعرت كأن النجاح أصبح في داخلها كالتهمة التي تدفعها بعيدا عنها.
تذكرت بأنها موصوفة دائما بالمرأة الناجحة. نجحت بتفوق في دراستها، في زواجها، في وظيفتها. لكنها في تلك الليلة التفتت إلى نجاحها. إلى مساءلة سر ذلك النجاح وكيف تحقق!
افترضت لو أن أحد سألها: ما أسباب كل هذا النجاح؟ يا ترى بماذا ستجيب!
حتما. ستكون إجابتها الإجابة الكلاسيكية التي عادة يقولها الناجحون في حياتهم. لكنها تدرك أن هناك شيء ما سيكون ناقص في إجابتها. شيء لا تعرفه ولكنها تحس بأنه هو التعبير الحقيقي عن سر نجاحها.
هدأت. تأملت معالم الصالة المعتمة بنور خافت. كأنها ذهبت إلى البعيد. اقترب منها المعنى الناقص الذي كانت تفتش عنه في إدراك سر نجاحه.  اكتمل المعنى. عرفته. السر هو الجدية.
نعم هذا هو المعنى الذي يفسر نجاحها في الحياة. جديتها مع نفسها ومع كل الأشياء التي تحيط بها هي التي خلقت كل هذا النجاح.
لكن هل عليها أن تتباهى وهي تجيب لمن يسألها:
نجحت، لأنني امرأة جادة.
فكرت في مفردة الجدية وماذا تعني. ثم بعد ذلك أحست بالضيق. وشعرت بإحساس مريب تجاه ذاتها. بأنها وحيدة. وإن هذا النجاح لم يتحقق إلا لأنها امرأة جادة. ليس لأنها محبوبة، ليس لأنها محظوظة. ليس لأنها ممن ينالون كرامات الصدف الباهرة. فقط لأنها امرأة جادة نجحت. هيمن عليها الأسى. هيمن عليها إحساس بالضياع. كيف الآن ستستعيد الألفة مع كل تفاصيلها التي كانت تفخر وتزهو بها.
أضاءت النور، فتحت النافذة، كانت تريد أن تصرخ، أو تهمس. بشيء ما، لأحد ما. بأن عدوتها الأبدية هي الجدية.
Forwarded from غــرام
‏"أصبح العالم مشهداً لا يعنيني"

‏- سيمون دي بوفوار
Forwarded from الزاوية الحمراء (T M)
المرأة التي تكذب


عندما اكذب اشعر أنني إنسانة ناقصة بل ويغمرني إحساس أشد فداحة بأنني امرأة خاطئة، حينها أتمنى ألا يعرف أنني كذبت ولكن يؤلمني أنه لا يدرك ذلك الأمر. ويزيد ألمي اعتقادي بأنني أصبحت عفوية إلى هذا الحد وكأنني محترفة للأكاذيب.
 عندما أكون صادقة لا يشعر بصدقي وهذه هي المفارقة التي تعذبني، لا  أرى في عينيه البريق الذي يبجلني ولا أشعر بالبهجة التي يحس بها أي كائن يعامل بطريقة صادقة. في إحدى المرات كدت أقول له ذات يوم:
- الدفء في عيني من تحدثه هو يشعرك من  بصدقه وهو غاية أي علاقة ولا تتحقق إلا عندما تعامل على أنك إنسان صادق. 
لكنني تخليت عن هذا الهاجس الذي يؤرقني. لأنني أدركت أنه لا يفترض إحساسا محددا سواء كنت أكذب أو أنني صادقة تساوت الحالتان عنده تماما.
 لا أظنه يصدقني؛ فهو يتمنى أن أكون كاذبة ليختلق القصص والحكايات التي يرغب بها. ولكنني اعتقد بأنه رجل شكاك، مهووس بفكرة أن المرأة لا تقول كل الحقيقة. لذا خيالاته تكمل أنصاف الحقائق التي يفترض أنني أخفيها عنه. إنه يحيل هواجسه إلى أسئلة. مدفوعاً بيقين أن الأسئلة ستعري وتفضح أفكاري ونواياي الملتبسة، بل ويزداد يقينياً أنّ بأسئلته سوف تجعله يعرف كيف افكر وأنّ بمعرفته لتفكيري يستطيع معرفة أسراري.
فعندما يسألني يتحايل علي بلعبة المسميات، أطيعه فأجيبه كما يرغب، وقد أجيبه بطريقة مواربة أعرف مدى سطوتها التي تستثير خيالاته، وتوهمه بأنه الرجل الذي يعرفني. دوما يتبجح ويظن أن له قدرة على صياغة الأسئلة الباهرة التي تعريني أمامه، فيسألني:
- تؤمنين بالصدق؟            
- أؤمن أنه موجود.
- موجود فيك؟
-  أعتقد، لكن هذا لا يعني أنّي منزهة.
 أتعمد أن أجيبه بهذه المواربة التي تفتنه، عندها يتأمل ملامحي وعباراتي الأخيرة التي تترك آثارها عليه وعلى صوته. إنه الأثر الذي يثيره ويجعله يلهث ويركض.  وأعرف أنه سيتمادى في التخيل وسوف يؤجج لحظته وسوف يتجلى بهذا السؤال:
-ماذا يعني أنني لست منزهة!
 أتأمله وخيالاتي تتداعى  بالاحتمالات التي ستبتدعها ظنونه الهوجاء، ستعذبه أسئلته التي جعلته يفتح نوافذ لا تغلقها الإجابات.
 
2024/05/29 04:49:41
Back to Top
HTML Embed Code: