قال ابن عبد الهادي الحنبلي
ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف
ولا عرفوه ولا بينوه للأمة
فإن هذا يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه
واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر !!
فكيف إذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه، وبطلان هذا التأويل أظهر من أن يطنب في رده...
[ الرد على السبكي 1/318 ]
ولا يجوز إحداث تأويل في آية أو سنة لم يكن على عهد السلف
ولا عرفوه ولا بينوه للأمة
فإن هذا يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه
واهتدى إليه هذا المعترض المستأخر !!
فكيف إذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه، وبطلان هذا التأويل أظهر من أن يطنب في رده...
[ الرد على السبكي 1/318 ]
ذكر ابن القيم أقوال الصحابة في مسألة ثم قال :
وهم أعلم الناس بكتاب الله ( عزوجل )
[ إغاثة اللهفان 1 / 488 ]
وهم أعلم الناس بكتاب الله ( عزوجل )
[ إغاثة اللهفان 1 / 488 ]
قال شيخ الإسلام :
وَلِلصَّحَابَةِ فَهْمٌ فِي الْقُرْآنِ يَخْفَى عَلَى أَكْثَرِ الْمُتَأَخِّرِينَ
كَمَا أَنَّ لَهُمْ مَعْرِفَةً بِأُمُورٍ مِنْ السُّنَّةِ
وَأَحْوَالُ الرَّسُولِ لَا يَعْرِفُهَا أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ
فَإِنَّهُمْ شَهِدُوا الرَّسُولَ وَالتَّنْزِيلَ
وَعَايَنُوا الرَّسُولَ وَعَرَفُوا مِنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ مِمَّا يَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَى مُرَادِهِمْ مَا لَمْ يَعْرِفْهُ أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ
[ مجموع الفتاوى 19 / 200 ]
وَلِلصَّحَابَةِ فَهْمٌ فِي الْقُرْآنِ يَخْفَى عَلَى أَكْثَرِ الْمُتَأَخِّرِينَ
كَمَا أَنَّ لَهُمْ مَعْرِفَةً بِأُمُورٍ مِنْ السُّنَّةِ
وَأَحْوَالُ الرَّسُولِ لَا يَعْرِفُهَا أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ
فَإِنَّهُمْ شَهِدُوا الرَّسُولَ وَالتَّنْزِيلَ
وَعَايَنُوا الرَّسُولَ وَعَرَفُوا مِنْ أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ وَأَحْوَالِهِ مِمَّا يَسْتَدِلُّونَ بِهِ عَلَى مُرَادِهِمْ مَا لَمْ يَعْرِفْهُ أَكْثَرُ الْمُتَأَخِّرِينَ
[ مجموع الفتاوى 19 / 200 ]
قال شيخ الإسلام :
مَن عَدَلَ عن تفسير الصحابة وما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك - إمَّا سالكًا طريقًا أخرى إلى فهم القرآن
أو مُعرِضًا عن الجميع
فلا بدَّ له من الجهل والضلال والإفك والمحال
وهو على شفا جُرُفٍ هارٍ يؤديه إلى الكفر والنفاق، فإن انهارَ به وقعَ في نارِ جهنم، وصار من أهل الحراب والشقاق ...
[ جواب الاعتراضات المصرية 1 / 29 ]
مَن عَدَلَ عن تفسير الصحابة وما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك - إمَّا سالكًا طريقًا أخرى إلى فهم القرآن
أو مُعرِضًا عن الجميع
فلا بدَّ له من الجهل والضلال والإفك والمحال
وهو على شفا جُرُفٍ هارٍ يؤديه إلى الكفر والنفاق، فإن انهارَ به وقعَ في نارِ جهنم، وصار من أهل الحراب والشقاق ...
[ جواب الاعتراضات المصرية 1 / 29 ]
قال شيخ الإسلام :
سن للمسلمين السرور في العيد والانبساط.
*مجموع الفتاوى جـ٢٤صـ٢١١
سن للمسلمين السرور في العيد والانبساط.
*مجموع الفتاوى جـ٢٤صـ٢١١
Please open Telegram to view this post
VIEW IN TELEGRAM
قال الحافظ بن رجب رحمه الله : وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عد من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: "رجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه" .
وإنما كان ملازمة المسجد للطاعات مكفرا للذنوب لأن فيه مجاهدة النفس، وكفا لها عن أهوائها فإنها لا تميل إلا إلى الانتشار في الأرض لابتغاء الكسب أو لمجالسة الناس لمحادثتهم أو للتنزه في الدور الأنيقة والمساكن الحسنة ومواطن النزه ونحو ذلك، فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة فهو مرابط لها في سبيل الله، مخالف لهواها وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد.
وقال سعيد بن المسيب: من جلس في المسجد فإنما يجالس الله عز وجل.
[مجموع رسائل ابن رجب ]
وإنما كان ملازمة المسجد للطاعات مكفرا للذنوب لأن فيه مجاهدة النفس، وكفا لها عن أهوائها فإنها لا تميل إلا إلى الانتشار في الأرض لابتغاء الكسب أو لمجالسة الناس لمحادثتهم أو للتنزه في الدور الأنيقة والمساكن الحسنة ومواطن النزه ونحو ذلك، فمن حبس نفسه في المساجد على الطاعة فهو مرابط لها في سبيل الله، مخالف لهواها وذلك من أفضل أنواع الصبر والجهاد.
وقال سعيد بن المسيب: من جلس في المسجد فإنما يجالس الله عز وجل.
[مجموع رسائل ابن رجب ]
(( نزهة الأسماع في مسألة السماع ))
قال بن رجب رحمه الله : ومتى فقدت القلوب غذاءها، وكانت جاهلة به طلبت العوض من غيره، فتغذت به، فازداد سقمها بفقدها ما ينفعها، والتعوض بما يضرها.
فإذا سقمت مالت إلى ما فيه ضررها، ولم تجد طعم غذائها الذي فيه نفعها، فتعوضت عن سماع الآيات بسماع الأبيات، وعن تدبر معاني التنزيل، بسماع الأصوات.
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
_ قال ميمون بن مهران: إن هذا القرآن قد خَلِق في صدور كثير من الناس، والتمسوا حديثا غيره، وهو ربيع قلوب المؤمنين، وهو غض جديد في قلوبهم.
_ قال مالك بن دينار: يا حملة القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟! فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض، فقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض، فيصيب الحش فتكون فيه الحبة، فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن، في "حملة القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟! أين أصحاب سورة؟ أين أصحاب سورتين؟! ماذا عملتم فيهما.
_ قال الحسن: تفقدوا الحلاوة في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر، فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق.
[ مجموع رسائل ابن رجب ]
قال بن رجب رحمه الله : ومتى فقدت القلوب غذاءها، وكانت جاهلة به طلبت العوض من غيره، فتغذت به، فازداد سقمها بفقدها ما ينفعها، والتعوض بما يضرها.
فإذا سقمت مالت إلى ما فيه ضررها، ولم تجد طعم غذائها الذي فيه نفعها، فتعوضت عن سماع الآيات بسماع الأبيات، وعن تدبر معاني التنزيل، بسماع الأصوات.
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
_ قال ميمون بن مهران: إن هذا القرآن قد خَلِق في صدور كثير من الناس، والتمسوا حديثا غيره، وهو ربيع قلوب المؤمنين، وهو غض جديد في قلوبهم.
_ قال مالك بن دينار: يا حملة القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟! فإن القرآن ربيع المؤمن، كما أن الغيث ربيع الأرض، فقد ينزل الغيث من السماء إلى الأرض، فيصيب الحش فتكون فيه الحبة، فلا يمنعها نتن موضعها أن تهتز وتخضر وتحسن، في "حملة القرآن، ماذا زرع القرآن في قلوبكم؟! أين أصحاب سورة؟ أين أصحاب سورتين؟! ماذا عملتم فيهما.
_ قال الحسن: تفقدوا الحلاوة في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر، فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق.
[ مجموع رسائل ابن رجب ]
قال ابن القيم:
لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر، وله عليه فيه نهي، وله فيه نعمة، وله به منفعة ولذة.
فإن قام لله في ذلك العضو بأمره، واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه، وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به.
وإن عطل أمر الله ونهيه فيه عطله الله من انتفاعه بذلك العضو، وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته.
وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه وتقربه منه،
فإن شغل وقته بعبودية الوقت تقدم إلى ربه.
وإن شغله بهوى أو راحة وبطالة تأخر.
[ الفوائد ]
لله على العبد في كل عضو من أعضائه أمر، وله عليه فيه نهي، وله فيه نعمة، وله به منفعة ولذة.
فإن قام لله في ذلك العضو بأمره، واجتنب فيه نهيه فقد أدى شكر نعمته عليه فيه، وسعى في تكميل انتفاعه ولذته به.
وإن عطل أمر الله ونهيه فيه عطله الله من انتفاعه بذلك العضو، وجعله من أكبر أسباب ألمه ومضرته.
وله عليه في كل وقت من أوقاته عبودية تقدمه إليه وتقربه منه،
فإن شغل وقته بعبودية الوقت تقدم إلى ربه.
وإن شغله بهوى أو راحة وبطالة تأخر.
[ الفوائد ]
Forwarded from ابن تيمية وابن القيم ومن جاء بعدهم
قال #ابن_القيم وهو يتكلم عن النصارى الأوائل :
فلو سألت أهل البيت الواحد عن دينهم ومعتقدهم في ربهم ونبيهم
لأجابك الرجل بجواب , وامرأته بجواب , وابنه بجواب , والخادم بجواب !
فما ظنك بمن في عصرنا هذا , وهم نخالة الماضين و وزبالة الغابرين , ونفاية المتحيرين
وقد طال عليهم الأمد , وبعد عهدهم بالمسيح ودينه !
[ إغاثة اللهفان 2 / 1049 ]
قلت : فكيف بنصارى زماننا الذين هم نخالة النخالة وزبالة الزبالة !!
فلو سألت أهل البيت الواحد عن دينهم ومعتقدهم في ربهم ونبيهم
لأجابك الرجل بجواب , وامرأته بجواب , وابنه بجواب , والخادم بجواب !
فما ظنك بمن في عصرنا هذا , وهم نخالة الماضين و وزبالة الغابرين , ونفاية المتحيرين
وقد طال عليهم الأمد , وبعد عهدهم بالمسيح ودينه !
[ إغاثة اللهفان 2 / 1049 ]
قلت : فكيف بنصارى زماننا الذين هم نخالة النخالة وزبالة الزبالة !!
( خوف المحبين العارفين وفضله على سائر الخائفين )
قال الله -تعالى- في حق الفجار: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون () كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون () ثم إنهم لصالوا الجحيم () ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} [المطففين: 14 - 17]
فوصفهم بأن كسبهم ران على قلوبهم، والران هو ما يعلو [على) القلب من الذنوب من ظلمة المعاصي وقسوتها، ثم ذكر جزاءهم على ذلك، وهو ثلاثة أنواع: الحجاب عن ربهم، ثم صلي الجحيم، ثم التوبيخ.
فأعظم عذاب أهل النار حجابهم عن ربهم -عز وجل-، ولما كانت قلوبهم في الدنيا مظلمة قاسية، لا يصل إليها شيء من نور الإيمان وحقائق العرفان كان جزاؤهم على ذلك في الآخرة حجابهم عن الرحمن .
[ مجموع رسائل بن رجب ]
قال الله -تعالى- في حق الفجار: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون () كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون () ثم إنهم لصالوا الجحيم () ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون} [المطففين: 14 - 17]
فوصفهم بأن كسبهم ران على قلوبهم، والران هو ما يعلو [على) القلب من الذنوب من ظلمة المعاصي وقسوتها، ثم ذكر جزاءهم على ذلك، وهو ثلاثة أنواع: الحجاب عن ربهم، ثم صلي الجحيم، ثم التوبيخ.
فأعظم عذاب أهل النار حجابهم عن ربهم -عز وجل-، ولما كانت قلوبهم في الدنيا مظلمة قاسية، لا يصل إليها شيء من نور الإيمان وحقائق العرفان كان جزاؤهم على ذلك في الآخرة حجابهم عن الرحمن .
[ مجموع رسائل بن رجب ]
( الذل و الانكسار للعزيز الجبار )
_ فإن الله سبحانه وتعالى مدح في كتابه المخبتين له، والمنكسرين لعظمته، والخاضعين والخاشعين لها.
فقال الله تعالى: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}
_ وقال تعالى: {والخاشعين والخاشعات} إلى قوله: {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} .
ووصف المؤمنين بالخشوع له في أشرف عباداتهم التي هم عليها يحافظون، فقال: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون} .
_ ووصف الذين أوتوا العلم بالخشوع حيث يكون كلامه لهم مسموعا، فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا} .
_ وأصل الخشوع هو : لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" .
_ فإذا خشع القلب خشع السمع والبصر والرأس والوجه، وسائر الأعضاء وما ينشأ منها حتى الكلام. لهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه في الصلاة: "خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي" .
[ مجموع رسائل بن رجب ]
_ فإن الله سبحانه وتعالى مدح في كتابه المخبتين له، والمنكسرين لعظمته، والخاضعين والخاشعين لها.
فقال الله تعالى: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين}
_ وقال تعالى: {والخاشعين والخاشعات} إلى قوله: {أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} .
ووصف المؤمنين بالخشوع له في أشرف عباداتهم التي هم عليها يحافظون، فقال: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون} .
_ ووصف الذين أوتوا العلم بالخشوع حيث يكون كلامه لهم مسموعا، فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا} .
_ وأصل الخشوع هو : لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء؛ لأنها تابعة له، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" .
_ فإذا خشع القلب خشع السمع والبصر والرأس والوجه، وسائر الأعضاء وما ينشأ منها حتى الكلام. لهذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في ركوعه في الصلاة: "خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي" .
[ مجموع رسائل بن رجب ]
قال شيخ الإسلام :
وكان أئمة المسلمين بالمشرق أعلمُ بحقيقة قوله من علماء الشام والحجاز والعراق ( يعني الجهم )
ولهذا يوجد لعبد الله بن المبارك وغيره من علماء المسلمين بالمشرق من الكلام بالجهمية أكثرُ مما يوجد لغيرهم
مع أن عامة أئمة المسلمين تكلموا فيهم ولكن لم يكونوا ظاهرين إلا بالمشرق وقوي أمرهم لما مات الرشيد وتولى ابنه الملقب بالمأمون بالمشرق
وتلقى عن هؤلاء ما تلقاه
[ الفرقان بين الحق والبطلان ]
وكان أئمة المسلمين بالمشرق أعلمُ بحقيقة قوله من علماء الشام والحجاز والعراق ( يعني الجهم )
ولهذا يوجد لعبد الله بن المبارك وغيره من علماء المسلمين بالمشرق من الكلام بالجهمية أكثرُ مما يوجد لغيرهم
مع أن عامة أئمة المسلمين تكلموا فيهم ولكن لم يكونوا ظاهرين إلا بالمشرق وقوي أمرهم لما مات الرشيد وتولى ابنه الملقب بالمأمون بالمشرق
وتلقى عن هؤلاء ما تلقاه
[ الفرقان بين الحق والبطلان ]
قال شيخ الإسلام لابن سينا :
وكون الواحد منكم حاذقا في طب أو نجوم أو غرس أو بناء ..
هو لقلة معرفتكم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبادته
وقلة نصيبكم وحظكم من هذا المطلب
الذي هو أجل المطالب وأرفع المطالب
فاعتضتم بالأدنى عن الأعلى إما عجزا وإما تفريطا...
درء التعارض ٣ / ٣٤
وكون الواحد منكم حاذقا في طب أو نجوم أو غرس أو بناء ..
هو لقلة معرفتكم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله وعبادته
وقلة نصيبكم وحظكم من هذا المطلب
الذي هو أجل المطالب وأرفع المطالب
فاعتضتم بالأدنى عن الأعلى إما عجزا وإما تفريطا...
درء التعارض ٣ / ٣٤
قال ابن كثير [ في حوادث
726هـ ]
ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل الهيثي على كفره
واستهانته بآيات الله وصحبته الزنادقة.
قال البرازلي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر
والتلاعب بدين الإسلام والاستهانة بالنبوة والقرآن.
وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة،
قال: وكان هذا الرجل قد حفظ
التنبيه، وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم
ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه،
وكان قتله عزاً للإسلام، وذلاً للزنادقة وأهل البدع،
قال ابن كثير:
وقد شهدتُ قتله، وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية حاضراً يومئذ، وقد أتاه وقرّعه
على ما كان يصدر عنه قبل قتله، ثم ضربت عنقه وأنا شاهد ذلك...
726هـ ]
ضربت عنق ناصر بن الشرف أبي الفضل الهيثي على كفره
واستهانته بآيات الله وصحبته الزنادقة.
قال البرازلي: وربما زاد هذا المذكور المضروب العنق عليهم بالكفر
والتلاعب بدين الإسلام والاستهانة بالنبوة والقرآن.
وحضر قتله العلماء والأكابر وأعيان الدولة،
قال: وكان هذا الرجل قد حفظ
التنبيه، وكان يقرأ في الختم بصوت حسن، وعنده نباهة وفهم
ثم إنه انسلخ من ذلك جميعه،
وكان قتله عزاً للإسلام، وذلاً للزنادقة وأهل البدع،
قال ابن كثير:
وقد شهدتُ قتله، وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية حاضراً يومئذ، وقد أتاه وقرّعه
على ما كان يصدر عنه قبل قتله، ثم ضربت عنقه وأنا شاهد ذلك...
الانتصار لأهل الأثر ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذه فوائد من كتاب [ الانتصار لأهل الأثر ] لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى وما بين ( ) للتوضيح :
* قال تعالى { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان , فعُلم قطعاً أنهم المراد بالآية الكريمة .
فقال تعالى { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وقال : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ }
فحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم , ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم , فمن سبيلهم في الاعتقاد : الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه .... إلى آخره
* وكل هذه الطرق , فلأهل الحديث صفوتها وخلاصتها , فهم أكمل الناس عقلاً , وأعدلهم قياساً , وأصوبهم رأياً , وأسدهم كلاماً , وأصحهم نظراً , وأهداهم استدلالاً , وأقومهم جدلاً , وأتمهم فراسة , وأصدقهم إلهاماً , وأحدهم بصراً ومكاشفة , وأصوبهم سمعاً ومخاطبة , وأحسنهم وجداً وذوقاً .... وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم بذلك متصفين , وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه .
* وتجد الإسلام والإيمان كلما ظهر وقوي كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى , وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك .
* كانت البدع في القرون الثلاثة الفاضلة مقموعة , وكانت الشريعة أعز وأظهر , وكان القيام بجهاد أعداء الدين من الكافرين والمنافقين أعظم .
* وقد كان في أيام المتوكل قد عزّ الإسلام , حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية , وأُلزموا الصغار , فعزت السنة والجماعة , وقُمعت الجهمية والرافضة ونحوهم .
* أئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد , لأن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا يسخطه أحد .
* وأهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في نقض أصل عظيم من أصول الشريعة , بل إما في تأييده وإما في فرع من الفروع , وأولئك يحتجون بالحدود والمقاييس الفاسدة في نقض الأصول الحقة الثابتة .
* وإذا كانت سعادة الدنيا والآخرة في اتباع المرسلين , فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك , فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لهم , هم أهل السعادة في كل زمان ومكان , وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة , وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة .
* أهل السنة والحديث الذين هم أعظم الناس علماً ويقيناً وطمأنينة وسكينة , يعلمون ويعلمون أنهم يعلمون وهم بالحق يوقنون , لا يشكون ولا يمترون .
* فأما ما أوتيه علماء أهل الحديث وخواصهم من اليقين والمعرفة والهدى فأمرٌ يجل عن الوصف , وعند عوامهم من اليقين والمعرفة والعلم النافع ما لم يحصل منه شيء لأئمة المتفلسفة المتكلمين وهذا ظاهر مشهود لكل أحد .
* والمقصود أن ما عند عوام المؤمنين وعلمائهم من أهل السنة والجماعة من : المعرفة واليقين والطمأنينة والجزم الحق , والقول الثابت , والقطع بما هم عليه أمرٌ لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين .
* وأما أهل السنة والحديث فما يعلم أحد من علمائهم , ولا من صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده , بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك , وإن امتحنوا بأنواع المحن وفتنوا بأنواع الفتن .
* الثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة .
* وقال تعالى { وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } فأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون , وأهل الرحمة هم أتباع الأنبياء قولاً وفعلاً , وهم أهل القرآن والحديث من هذه الأمة , فمن خالفهم في شيء فقد فاته من الرحمة بقدر ذلك .
* وأبو محمد بن قتيبة في أول كتاب [ مختلف الحديث ] لما ذكر أهل الحديث وأئمتهم وأهل الكلام وأئمتهم , قفى بذكر أئمة هؤلاء ووصف أقوالهم وأعمالهم ووصف أئمة هؤلاء وأقوالهم وأفعالهم , بما يبين لكل أحد أن أهل الحديث هم أهل الحق والهدى , وأن غيرهم أولى بالضلال والجهل والحشو والباطل
* وأيضاً فالمخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال , إما عن سوء عقيدة ونفاق , وإما عن مرض في القلب وضعف إيمان , ففيهم من ترك الواجبات واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلب ما هو ظاهرٌ لكل أحد , وعامة شيوخهم يرمون بالعظائم , وإن كان فيهم من هو معروف بزهد وعبادة , ففي زهد بعض العامة من أهل السنة وعبادة ما هو أرجح مما
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذه فوائد من كتاب [ الانتصار لأهل الأثر ] لشيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني رحمه الله تعالى وما بين ( ) للتوضيح :
* قال تعالى { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } وقد شهد الله لأصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان بالإيمان , فعُلم قطعاً أنهم المراد بالآية الكريمة .
فقال تعالى { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وقال : { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ }
فحيث تقرر أن من اتبع غير سبيلهم , ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم , فمن سبيلهم في الاعتقاد : الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه .... إلى آخره
* وكل هذه الطرق , فلأهل الحديث صفوتها وخلاصتها , فهم أكمل الناس عقلاً , وأعدلهم قياساً , وأصوبهم رأياً , وأسدهم كلاماً , وأصحهم نظراً , وأهداهم استدلالاً , وأقومهم جدلاً , وأتمهم فراسة , وأصدقهم إلهاماً , وأحدهم بصراً ومكاشفة , وأصوبهم سمعاً ومخاطبة , وأحسنهم وجداً وذوقاً .... وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم بذلك متصفين , وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه .
* وتجد الإسلام والإيمان كلما ظهر وقوي كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى , وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك .
* كانت البدع في القرون الثلاثة الفاضلة مقموعة , وكانت الشريعة أعز وأظهر , وكان القيام بجهاد أعداء الدين من الكافرين والمنافقين أعظم .
* وقد كان في أيام المتوكل قد عزّ الإسلام , حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية , وأُلزموا الصغار , فعزت السنة والجماعة , وقُمعت الجهمية والرافضة ونحوهم .
* أئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد , لأن الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا يسخطه أحد .
* وأهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في نقض أصل عظيم من أصول الشريعة , بل إما في تأييده وإما في فرع من الفروع , وأولئك يحتجون بالحدود والمقاييس الفاسدة في نقض الأصول الحقة الثابتة .
* وإذا كانت سعادة الدنيا والآخرة في اتباع المرسلين , فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك أعلمهم بآثار المرسلين وأتبعهم لذلك , فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لهم , هم أهل السعادة في كل زمان ومكان , وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة , وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة .
* أهل السنة والحديث الذين هم أعظم الناس علماً ويقيناً وطمأنينة وسكينة , يعلمون ويعلمون أنهم يعلمون وهم بالحق يوقنون , لا يشكون ولا يمترون .
* فأما ما أوتيه علماء أهل الحديث وخواصهم من اليقين والمعرفة والهدى فأمرٌ يجل عن الوصف , وعند عوامهم من اليقين والمعرفة والعلم النافع ما لم يحصل منه شيء لأئمة المتفلسفة المتكلمين وهذا ظاهر مشهود لكل أحد .
* والمقصود أن ما عند عوام المؤمنين وعلمائهم من أهل السنة والجماعة من : المعرفة واليقين والطمأنينة والجزم الحق , والقول الثابت , والقطع بما هم عليه أمرٌ لا ينازع فيه إلا من سلبه الله العقل والدين .
* وأما أهل السنة والحديث فما يعلم أحد من علمائهم , ولا من صالح عامتهم رجع قط عن قوله واعتقاده , بل هم أعظم الناس صبراً على ذلك , وإن امتحنوا بأنواع المحن وفتنوا بأنواع الفتن .
* الثبات والاستقرار في أهل الحديث والسنة أضعاف أضعاف أضعاف ما هو عند أهل الكلام والفلسفة .
* وقال تعالى { وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ } فأخبر أن أهل الرحمة لا يختلفون , وأهل الرحمة هم أتباع الأنبياء قولاً وفعلاً , وهم أهل القرآن والحديث من هذه الأمة , فمن خالفهم في شيء فقد فاته من الرحمة بقدر ذلك .
* وأبو محمد بن قتيبة في أول كتاب [ مختلف الحديث ] لما ذكر أهل الحديث وأئمتهم وأهل الكلام وأئمتهم , قفى بذكر أئمة هؤلاء ووصف أقوالهم وأعمالهم ووصف أئمة هؤلاء وأقوالهم وأفعالهم , بما يبين لكل أحد أن أهل الحديث هم أهل الحق والهدى , وأن غيرهم أولى بالضلال والجهل والحشو والباطل
* وأيضاً فالمخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال , إما عن سوء عقيدة ونفاق , وإما عن مرض في القلب وضعف إيمان , ففيهم من ترك الواجبات واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلب ما هو ظاهرٌ لكل أحد , وعامة شيوخهم يرمون بالعظائم , وإن كان فيهم من هو معروف بزهد وعبادة , ففي زهد بعض العامة من أهل السنة وعبادة ما هو أرجح مما
هو فيه .
* فمن المعلوم أن العقل والدين يقتضيان أن جانب النبوة والرسالة أحق بكل تحقيق وعلم ومعرفة وإحاطة بأسرار الأمور وبواطنها , هذا لا ينازع فيه مؤمن , ونحن الآن في مخاطبة من فيه إيمان
وإذا كان الأمر كذلك , فأعلم الناس بذلك أخصهم بالرسول وأعلمهم بأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته ومدخله ومخرجه وباطنه وظاهره , وأعلمهم بأصحابه وسيرته وأيامه وأعظمهم بحثاً عن ذلك وعن نقلته , وأعظمهم تديناً به واتباعاً له واقتفاء به
وهؤلاء هم أهل السنة والحديث , حفظاً له ومعرفة بصحيحه وسقيمه وفقهاً فيه , وفهماً يؤتيه الله إياهم في معانيه
وإيماناً وتصديقاً وطاعة وانقياداً واقتداء واتباعا
مع ما يقترن بذلك من قوة عقلهم وقياسهم وتمييزهم وعظيم مكاشفاتهم ومخاطباتهم
فإنهم أسد الناس نظراً وقياساً ورأيا , وأصدق الناس رؤيا وكشفا
أفلا يعلم من له أدنى عقل ودين أن هؤلاء أحق بالصدق والعلم والإيمان والتحقيق ممن يخالفهم
وأن عندهم من العلوم ما ينكرها الجاهل والمبتدع , والذي عندهم هو الحق المبين
وأن الجاهل بأمرهم والمخالف لهم هو الذي معه من الحشو ما معه ومن الضلال
وهذا باب يطول شرحه ..
* فقد تبين أن الذي يسمي هؤلاء – يعني أهل الحديث – وأئمتهم حشوية هم أحق بكل وصف مذموم يذكرونه .
وأئمة هؤلاء – يعني أهل الحديث – هم أحق بكل علم نافع وتحقيق وكشف حقائق واختصاص بعلوم لم يقف عليها هؤلاء الجهال المنكرون عليهم , المكذبون لله ورسوله
* ولا ريب أن أهل الحديث : أعلمُ الأمة , وأخصها بعلم الرسول , وعلم خاصته مثل : الخلفاء الراشدين , وسائر العشرة , ومثل : أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود , ومعاذ بن جبل , وعبد الله بن سلام , وسلمان الفارسي , وأبي الدرداء , وعبادة بن الصامت , وأبي ذر الغفاري , وعمار بن ياسر , وحذيفة بن اليمان , ومثل : سعد بن معاذ , وأسيد بن حضير , وسعد بن عبادة , وعباد بن بشر , وسالم مولى أبي حذيفة , وغير هؤلاء ممن كان أخص الناس بالرسول وأعلمهم بباطن أموره وأتبعهم لذلك .
فعلماء الحديث أعلم الناس بهؤلاء وببواطن أمورهم وأتبعهم لذلك , فيكون عندهم العلم : علم خاصة الرسول وبطانته .
* ومن المستقر في أذهان المسلمين أن ورثة الرسل , وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدين علماً وعملاً ودعوة إلى الله والرسول , فهؤلاء أتباع الرسل حقاً .
وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت , فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكى الناس بها
وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين , والقوة على الدعوة
ولذلك كانوا ورثة الأنبياء الذين قال الله تعالى فيهم : { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }
فالأيدي : القوة في أمر الله , والأبصار : البصائر في دين الله .
فبالبصائر يدرك الحق ويُعرف , وبالقوة يُتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه
فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين والبصر بالتأويل , ففجرت من النصوص أنهار العلوم , واستنبطت منها كنوزها , ورزقت فيها فهماً خاصاً .
كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس ؟
فقال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة , إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه .
فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الذي أنبتته الأرض وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الثانية , وهي التي حفظت النصوص .
فكان همها حفظها وضبطها , فوردها الناس وتلقوها بالقبول , واستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها , واتجروا فيها وبذروها في أرض قابلة للزرع والنبات
ووردوها كلٌّ بحسبه { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ }
وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : [ نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فربَّ حامل فقه وليس بفقيه , وربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ]
وهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم حبر الأمة وترجمان القرآن مقدار ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ نحو العشرين حديثاً الذي يقول فيه : [ سمعت ] و [ رأيت ] وسمع الكثير من الصحابة وبورك له في فهمه والاستنباط منه , حتى ملأ الدنيا فهماً وعلماً
قال أبو محمد بن حزم : [ وجمعت فتاواه في سبعة أسفار كبار ] ( تنبيه : قال المحقق : هذا وهم من الشيخ وذكر نص ابن حزم وهو مختلف تماما – حاشية ص 139 )
وهي بحسب ما بلغ جامعها , وإلا فعلم ابن عباس كالبحر , وفقهه واستنباطه وفهمه بالقرآن بالموضع الذي فاق به بالناس , وقد سمعوا ما سمع , وحفظوا القرآن كما حفظه
ولكن أرضه كانت من أطيب الأراضي وأقبلها للزرع فبذر فيها النصوص فأنبتت من كل زوج كريم { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
* فمن المعلوم أن العقل والدين يقتضيان أن جانب النبوة والرسالة أحق بكل تحقيق وعلم ومعرفة وإحاطة بأسرار الأمور وبواطنها , هذا لا ينازع فيه مؤمن , ونحن الآن في مخاطبة من فيه إيمان
وإذا كان الأمر كذلك , فأعلم الناس بذلك أخصهم بالرسول وأعلمهم بأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته ومدخله ومخرجه وباطنه وظاهره , وأعلمهم بأصحابه وسيرته وأيامه وأعظمهم بحثاً عن ذلك وعن نقلته , وأعظمهم تديناً به واتباعاً له واقتفاء به
وهؤلاء هم أهل السنة والحديث , حفظاً له ومعرفة بصحيحه وسقيمه وفقهاً فيه , وفهماً يؤتيه الله إياهم في معانيه
وإيماناً وتصديقاً وطاعة وانقياداً واقتداء واتباعا
مع ما يقترن بذلك من قوة عقلهم وقياسهم وتمييزهم وعظيم مكاشفاتهم ومخاطباتهم
فإنهم أسد الناس نظراً وقياساً ورأيا , وأصدق الناس رؤيا وكشفا
أفلا يعلم من له أدنى عقل ودين أن هؤلاء أحق بالصدق والعلم والإيمان والتحقيق ممن يخالفهم
وأن عندهم من العلوم ما ينكرها الجاهل والمبتدع , والذي عندهم هو الحق المبين
وأن الجاهل بأمرهم والمخالف لهم هو الذي معه من الحشو ما معه ومن الضلال
وهذا باب يطول شرحه ..
* فقد تبين أن الذي يسمي هؤلاء – يعني أهل الحديث – وأئمتهم حشوية هم أحق بكل وصف مذموم يذكرونه .
وأئمة هؤلاء – يعني أهل الحديث – هم أحق بكل علم نافع وتحقيق وكشف حقائق واختصاص بعلوم لم يقف عليها هؤلاء الجهال المنكرون عليهم , المكذبون لله ورسوله
* ولا ريب أن أهل الحديث : أعلمُ الأمة , وأخصها بعلم الرسول , وعلم خاصته مثل : الخلفاء الراشدين , وسائر العشرة , ومثل : أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود , ومعاذ بن جبل , وعبد الله بن سلام , وسلمان الفارسي , وأبي الدرداء , وعبادة بن الصامت , وأبي ذر الغفاري , وعمار بن ياسر , وحذيفة بن اليمان , ومثل : سعد بن معاذ , وأسيد بن حضير , وسعد بن عبادة , وعباد بن بشر , وسالم مولى أبي حذيفة , وغير هؤلاء ممن كان أخص الناس بالرسول وأعلمهم بباطن أموره وأتبعهم لذلك .
فعلماء الحديث أعلم الناس بهؤلاء وببواطن أمورهم وأتبعهم لذلك , فيكون عندهم العلم : علم خاصة الرسول وبطانته .
* ومن المستقر في أذهان المسلمين أن ورثة الرسل , وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدين علماً وعملاً ودعوة إلى الله والرسول , فهؤلاء أتباع الرسل حقاً .
وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت , فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكى الناس بها
وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين , والقوة على الدعوة
ولذلك كانوا ورثة الأنبياء الذين قال الله تعالى فيهم : { وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ }
فالأيدي : القوة في أمر الله , والأبصار : البصائر في دين الله .
فبالبصائر يدرك الحق ويُعرف , وبالقوة يُتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه
فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين والبصر بالتأويل , ففجرت من النصوص أنهار العلوم , واستنبطت منها كنوزها , ورزقت فيها فهماً خاصاً .
كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس ؟
فقال : لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة , إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في كتابه .
فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الذي أنبتته الأرض وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الثانية , وهي التي حفظت النصوص .
فكان همها حفظها وضبطها , فوردها الناس وتلقوها بالقبول , واستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها , واتجروا فيها وبذروها في أرض قابلة للزرع والنبات
ووردوها كلٌّ بحسبه { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ }
وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : [ نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فربَّ حامل فقه وليس بفقيه , وربَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ]
وهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهم حبر الأمة وترجمان القرآن مقدار ما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ نحو العشرين حديثاً الذي يقول فيه : [ سمعت ] و [ رأيت ] وسمع الكثير من الصحابة وبورك له في فهمه والاستنباط منه , حتى ملأ الدنيا فهماً وعلماً
قال أبو محمد بن حزم : [ وجمعت فتاواه في سبعة أسفار كبار ] ( تنبيه : قال المحقق : هذا وهم من الشيخ وذكر نص ابن حزم وهو مختلف تماما – حاشية ص 139 )
وهي بحسب ما بلغ جامعها , وإلا فعلم ابن عباس كالبحر , وفقهه واستنباطه وفهمه بالقرآن بالموضع الذي فاق به بالناس , وقد سمعوا ما سمع , وحفظوا القرآن كما حفظه
ولكن أرضه كانت من أطيب الأراضي وأقبلها للزرع فبذر فيها النصوص فأنبتت من كل زوج كريم { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
* هكذا ورثتهم من بعدهم اعتمدوا في دينهم على استنباط النصوص , لا على خيال فلسفي , ولا رأي قياسي , ولا غير ذلك من الآراء المبتدعات
لا جرم كانت الدائرة والثناء والصدق والجزاء العاجل والآجل لورثة الأنبياء التابعون لهم في الدنيا والآخرة , فإن المرء على دين خليله { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }
* ونحن لا نعني بأهل الحديث : المقتصرون على سماعه أو كتابته وروايته , بل نعني بهم : كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً , واتباعه باطناً وظاهراً , وكذلك أهل القرآن .
وأدنى خصلة في هؤلاء : محبة القرآن والحديث , والبحث عنهما وعن معانيهما , والعمل بما علموه من موجبهما .
* فقهاء الحديث أخبرُ بالرسول صلى الله عليه وسلم من فقهاء غيرهم , وصوفيتهم ( يعني زهادهم ) أتبع للرسول من صوفية غيرهم , وأمراؤهم أحق بالسياسية النبوية من غيرهم , وعامتهم أحقُّ بموالاة الرسول صلى الله عليه وسلم من غيرهم
* وحدثني ثقة أنه تولى مدرسة مشهد الحسين بمصر بعضُ أئمة المتكلمين رجل يسمى شمس الدين الأصبهاني شيخ الأيكي , فاعطوه جزءاً من الربعة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم المص ! حتى قيل له : ألف لام ميم ص !
فتأمل هذه الحكومة العادلة ليتبين لك أن الذين يعيبون أهل الحديث ويعدلون عن مذهبهم : جهلة زنادقة منافقون بلا ريب !
* لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذكر عنده أهل الحديث بمكة فقال : قوم سوء , فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه , ويقول : زنديق , زنديق , زنديق , ودخل بيته
فإنه عرف مغزاه , وعيب المنافقين للعلماء بما جاء به الرسول قديم من زمن المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وأما أهل العلم فكانوا يقولون : هم الأبدال , لأنهم أبدال الأنبياء أو قائمون مقامهم حقيقة ليسوا من المعدومين الذين لا يعرف لهم حقيقة , كلٌّ منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه , هذا في العلم والمقال , وهذا في العبادة والحال , وهذا في الأمرين جميعاً
وكانوا يقولون : هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة , الظاهرين على الحق , لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم , وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله وكفى بالله شهيداً .
* المخالف لعلماء الحديث علماً وعملاً : إما جاهل , وإما منافق , والمنافق جاهل وزيادة كما سنبينه إن شاء الله , والجاهل هنا فيه شعبة من نفاق وإن كان لا يعلم بها , فالمنكر لذلك جاهل منافق .
* فإن ادعوا أنه لم يكن في خاصة أصحاب الرسل من يمكنه فهم ذلك ( يعني الكلام والفلسفة ) جعلوا السابقين الأولين دون المتأخرين في العلم والإيمان , وهذا من مقالات الزنادقة .
لأنه جعل بعض الأمم الأوائل من اليونان والهند ونحوهم أكمل عقلا وتحقيقا للأمور الإلهية والمعادية , من هذه الأمة , فهذا من مقالات المنافقين , إذ المسلمون متفقون على أن هذه الأمة خير الأمم وأكملهم , وأن أكمل هذه الأمة وأفضلها سابقوها
وإذا سلم ذلك , فأعلمُ الناس بالسابقين وأتبعهم لهم هم أهل الحديث وأهل السنة .
* ولهذا ذكر العلماء أن الرفض أساس الزندقة , وأن أول من ابتدع الرفض إنما كان منافقاً زنديقاً , وهو ابن سبأ .
فإنه إذا قدح في [ السابقين الأولين ] فقد قدح في نقل الرسالة , أو في فهمها , أو في اتباعها
فالرافضة تقدح تارة في علمهم بها , وتارة في اتباعهم لها , وتحيل ذلك على أهل البيت ! والمعصوم الذي ليس له وجود في الوجود !
* فالصحابة كانوا يعلمون ما جاء به الرسول , وفيما جاء به بيان الحجة على بطلان كفر كل كافر , وبيان ذلك بقياس صحيح , أحقُّ وأحسنُ بيانا من مقاييس أولئك الكفار
كما قال تعالى { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا }
أخبر سبحانه أن الكفار لا يأتونه بقياس عقلي لباطلهم إلا جاءه الله بالحق , وجاء من البيان والدليل وضرب المثل بما هو أحسن تفسيراً وكشفاً وإيضاحاً للحق من قياسهم
وجميع ما تقوله الصابئة والمتفلسفة وغيرهم من الكفار من حكم أو دليل , يندرج فيما علمه الصحابة
* فسنة خلفاءه الراشدين هي مما أمر الله به ورسوله , وعليه أدلة شرعية مفصلة .
* وهكذا إذا تدبر المؤمن العليم سائر مقالات الفلاسفة وغيرهم من الأمم التي فيها ضلال وكفر , وجد القرآن والسنة كاشفاً لأحوالهم مبيناً لحقهم مميزاً بين حق ذلك وباطلة .
والصحابة كانوا أعلم الخلق بذلك , كما كانوا أقوم الخلق بجهاد الكفار والمنافقين
كما قال فيهم عبد الله بن مسعود : [ من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات , فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة , أولئك أصحاب محمد كانوا أبر هذه الأمة قلوباً , وأعمقها علماً , وأقلها تكلفاً , قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه , فاعرفوا لهم حقهم , وتمكسوا بهديهم , فإنهم كانوا على الهدي المستقيم ]
فأخبر عنهم بكمال برِّ القلوب , مع كمال عمق العلم , وهذا قليل في المتأخرين .
لا جرم كانت الدائرة والثناء والصدق والجزاء العاجل والآجل لورثة الأنبياء التابعون لهم في الدنيا والآخرة , فإن المرء على دين خليله { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ }
* ونحن لا نعني بأهل الحديث : المقتصرون على سماعه أو كتابته وروايته , بل نعني بهم : كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً , واتباعه باطناً وظاهراً , وكذلك أهل القرآن .
وأدنى خصلة في هؤلاء : محبة القرآن والحديث , والبحث عنهما وعن معانيهما , والعمل بما علموه من موجبهما .
* فقهاء الحديث أخبرُ بالرسول صلى الله عليه وسلم من فقهاء غيرهم , وصوفيتهم ( يعني زهادهم ) أتبع للرسول من صوفية غيرهم , وأمراؤهم أحق بالسياسية النبوية من غيرهم , وعامتهم أحقُّ بموالاة الرسول صلى الله عليه وسلم من غيرهم
* وحدثني ثقة أنه تولى مدرسة مشهد الحسين بمصر بعضُ أئمة المتكلمين رجل يسمى شمس الدين الأصبهاني شيخ الأيكي , فاعطوه جزءاً من الربعة فقرأ : بسم الله الرحمن الرحيم المص ! حتى قيل له : ألف لام ميم ص !
فتأمل هذه الحكومة العادلة ليتبين لك أن الذين يعيبون أهل الحديث ويعدلون عن مذهبهم : جهلة زنادقة منافقون بلا ريب !
* لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذكر عنده أهل الحديث بمكة فقال : قوم سوء , فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه , ويقول : زنديق , زنديق , زنديق , ودخل بيته
فإنه عرف مغزاه , وعيب المنافقين للعلماء بما جاء به الرسول قديم من زمن المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وأما أهل العلم فكانوا يقولون : هم الأبدال , لأنهم أبدال الأنبياء أو قائمون مقامهم حقيقة ليسوا من المعدومين الذين لا يعرف لهم حقيقة , كلٌّ منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه , هذا في العلم والمقال , وهذا في العبادة والحال , وهذا في الأمرين جميعاً
وكانوا يقولون : هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة , الظاهرين على الحق , لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم , وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله وكفى بالله شهيداً .
* المخالف لعلماء الحديث علماً وعملاً : إما جاهل , وإما منافق , والمنافق جاهل وزيادة كما سنبينه إن شاء الله , والجاهل هنا فيه شعبة من نفاق وإن كان لا يعلم بها , فالمنكر لذلك جاهل منافق .
* فإن ادعوا أنه لم يكن في خاصة أصحاب الرسل من يمكنه فهم ذلك ( يعني الكلام والفلسفة ) جعلوا السابقين الأولين دون المتأخرين في العلم والإيمان , وهذا من مقالات الزنادقة .
لأنه جعل بعض الأمم الأوائل من اليونان والهند ونحوهم أكمل عقلا وتحقيقا للأمور الإلهية والمعادية , من هذه الأمة , فهذا من مقالات المنافقين , إذ المسلمون متفقون على أن هذه الأمة خير الأمم وأكملهم , وأن أكمل هذه الأمة وأفضلها سابقوها
وإذا سلم ذلك , فأعلمُ الناس بالسابقين وأتبعهم لهم هم أهل الحديث وأهل السنة .
* ولهذا ذكر العلماء أن الرفض أساس الزندقة , وأن أول من ابتدع الرفض إنما كان منافقاً زنديقاً , وهو ابن سبأ .
فإنه إذا قدح في [ السابقين الأولين ] فقد قدح في نقل الرسالة , أو في فهمها , أو في اتباعها
فالرافضة تقدح تارة في علمهم بها , وتارة في اتباعهم لها , وتحيل ذلك على أهل البيت ! والمعصوم الذي ليس له وجود في الوجود !
* فالصحابة كانوا يعلمون ما جاء به الرسول , وفيما جاء به بيان الحجة على بطلان كفر كل كافر , وبيان ذلك بقياس صحيح , أحقُّ وأحسنُ بيانا من مقاييس أولئك الكفار
كما قال تعالى { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا }
أخبر سبحانه أن الكفار لا يأتونه بقياس عقلي لباطلهم إلا جاءه الله بالحق , وجاء من البيان والدليل وضرب المثل بما هو أحسن تفسيراً وكشفاً وإيضاحاً للحق من قياسهم
وجميع ما تقوله الصابئة والمتفلسفة وغيرهم من الكفار من حكم أو دليل , يندرج فيما علمه الصحابة
* فسنة خلفاءه الراشدين هي مما أمر الله به ورسوله , وعليه أدلة شرعية مفصلة .
* وهكذا إذا تدبر المؤمن العليم سائر مقالات الفلاسفة وغيرهم من الأمم التي فيها ضلال وكفر , وجد القرآن والسنة كاشفاً لأحوالهم مبيناً لحقهم مميزاً بين حق ذلك وباطلة .
والصحابة كانوا أعلم الخلق بذلك , كما كانوا أقوم الخلق بجهاد الكفار والمنافقين
كما قال فيهم عبد الله بن مسعود : [ من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات , فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة , أولئك أصحاب محمد كانوا أبر هذه الأمة قلوباً , وأعمقها علماً , وأقلها تكلفاً , قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه , فاعرفوا لهم حقهم , وتمكسوا بهديهم , فإنهم كانوا على الهدي المستقيم ]
فأخبر عنهم بكمال برِّ القلوب , مع كمال عمق العلم , وهذا قليل في المتأخرين .
* وأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا – مع أنهم أكمل الناس علماً نافعاً وعملاً صالحاً – أقل الناس تكلفاً , تصدر عن أحدهم الكلمة والكلمتان من الحكمة أو المعارف ما يهدي الله به أُمة , وهذا من منن الله على هذه الأمة .
وتجد غيرهم يحشو الأوراق من التكلفات والشطحات ما هو من أعظم الفضول المبتدعة والآراء المخترعة , لم يكن لهم في ذلك سلف إلا رعونات النفوس المتلقّاة ممن ساء قصده في الدين .
* فدل الكتاب والسنة على أن الله يؤتي أتباع هذا الرسول من فضله ما لم يؤتيه لأهل الكتابين قبلهم , فكيف بمن هو دونهم من الصابئة .
* ومن المعلوم أن أهل الحديث والسنة أخصُّ بالرسول وأتباعه , فلهم من فضل الله وتخصيصه إياهم بالعلم والحلم وتضعيف الأجر ما ليس لغيرهم , كما قال بعض السلف : [ أهل السنة في الإسلام , كأهل الإسلام في الملل ]
* والمقصود : التنبيه على أن كلّ من زعم بلسان حاله أو مقالة أن طائفة غير أهل الحديث أدركوا من حقائق الأمور الباطنة الغيبية في أمر الخلق والبعث , والمبدأ والمعاد , وأمر الإيمان بالله واليوم الآخر , وتعرف واجب الوجود , والنفس الناطقة , والعلوم والأخلاق التي تزكوا بها النفوس وتصلح وتكمل , فوق أهل الحديث :
فهو إن كان من المؤمنين بالرسل فهو جاهل فيه شعبة قوية من شعب النفاق , وإلا فهو منافق خالص من الذين إذا { قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ } وقد يكون من الذين { يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } ومن الذين { يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ }
* وقد تبين بالقياس العقلي الصحيح الذي لا ريب فيه , وإن كان ذلك ظاهراً بالفطرة لكل سليم فطرة , فإنه متى كان الرسول أكمل الخلق وأعلمهم بالحقائق وأقومهم قولاً وحالاً , لزم أن يكون أعلم الناس به , أعلم الخلق بذلك , وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداء به : أفضل الخلق .
ولا يقال أن هذه الفطرة يغيرها ما يوجد في بعض المنتسبين إلى السنة والحديث من تفريط وعدوان , فيقال : إن ذلك في غيرهم أكثر , والواجب مقابلة الجملة بالجملة في المحمود والمذموم , هذه هي المقابلة العادلة .
وإنما غير الفطرة : قلة المعرفة بالحديث والسنة واتباع ذلك , مع ما يوجد في المخالفين لها من نوع تحقيق لبعض العلم وإحسان لبعض العمل , فيكون ذلك شبهة في قبول غيره وترجيح صاحبه .
* فاتباع سبيل المعتزلة دون سبيل سلف الأمة ترك للقول السديد الواجب في الدين واتباع لسبيل المبتدعة الضالين .
* لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه , بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق , فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً .
* وأما أهل الحديث , فإنما تذكر مذاهب السلف بالنقول المتواترة , تارة يذكرون من نقل مذهبهم من علماء الإسلام , وتارة يروون نفس قولهم في هذا الباب , كما سلكناه في جواب الاستفتاء
فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين :
- أحدهما : أنا ذكرنا ما تيسر من ألفاظهم ومن روى عنهم ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة .
- والثاني : ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين , من طوائف الفقهاء الأربعة ومن أهل الحديث والتصوف وأهل الكلام كالأشعري وغيره .
فصار مذهب السلف منقولا بإجماع الطوائف وبالتواتر , لم نثبته بمجرد دعوى : الإصابة لنا والخطأ لمن خالفنا ! كما يفعل أهل البدع !
* شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف , ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك : [ أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ]
* لكن كل من كان بالحديث من هؤلاء أعلم , كان بمذهب السلف أعلم وله أتبع , وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استنانها وقلة ابتداعها .
أما أن يكون انتحال السلف من شعائر أهل البدع فهذا باطل قطعاً , فإن ذلك غير ممكن إلا حيث يكثر الجهل ويقل العلم
* يوضح ذلك : أن كثيراً من أصحاب أبي محمد ( العز بن عبد السلام ) من اتباع أبي الحسن الأشعري يصرحون بمخالفة السلف
في مثل : [ مسألة الإيمان ] و [ مسألة تأويل الآيات والأحاديث ]
يقولون : [ مذهب السلف أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص , وأما المتكلمون من أصحابنا فمذهبهم كيت وكيت ] !
وكذلك يقولون : [ مذهب السلف أن هذه الآيات والأحاديث الواردة في الصفات لا تتأول , والمتكلمون يرون تأويلها إما وجوباً وإما جوازاً ]
ويذكرون الخلاف بين السلف وبين أصحابهم المتكلمين !
هذا منطوق ألسنتهم , ومسطور كتبهم ..
أفلا عاقل يعتبر , ومغرور يزدجر !
السلف ثبت عنهم ذلك حتى بتصريح المخالف , ثم يُحدث مقالة تخرج عنهم ؟!
أليس هذا صريحاً أن السلف كانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه , ودلّه المتأخرون !
هذا فاسد بضرورة العقل الصحيح والدين المتين ..
وتجد غيرهم يحشو الأوراق من التكلفات والشطحات ما هو من أعظم الفضول المبتدعة والآراء المخترعة , لم يكن لهم في ذلك سلف إلا رعونات النفوس المتلقّاة ممن ساء قصده في الدين .
* فدل الكتاب والسنة على أن الله يؤتي أتباع هذا الرسول من فضله ما لم يؤتيه لأهل الكتابين قبلهم , فكيف بمن هو دونهم من الصابئة .
* ومن المعلوم أن أهل الحديث والسنة أخصُّ بالرسول وأتباعه , فلهم من فضل الله وتخصيصه إياهم بالعلم والحلم وتضعيف الأجر ما ليس لغيرهم , كما قال بعض السلف : [ أهل السنة في الإسلام , كأهل الإسلام في الملل ]
* والمقصود : التنبيه على أن كلّ من زعم بلسان حاله أو مقالة أن طائفة غير أهل الحديث أدركوا من حقائق الأمور الباطنة الغيبية في أمر الخلق والبعث , والمبدأ والمعاد , وأمر الإيمان بالله واليوم الآخر , وتعرف واجب الوجود , والنفس الناطقة , والعلوم والأخلاق التي تزكوا بها النفوس وتصلح وتكمل , فوق أهل الحديث :
فهو إن كان من المؤمنين بالرسل فهو جاهل فيه شعبة قوية من شعب النفاق , وإلا فهو منافق خالص من الذين إذا { قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ } وقد يكون من الذين { يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ } ومن الذين { يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ }
* وقد تبين بالقياس العقلي الصحيح الذي لا ريب فيه , وإن كان ذلك ظاهراً بالفطرة لكل سليم فطرة , فإنه متى كان الرسول أكمل الخلق وأعلمهم بالحقائق وأقومهم قولاً وحالاً , لزم أن يكون أعلم الناس به , أعلم الخلق بذلك , وأن يكون أعظمهم موافقة له واقتداء به : أفضل الخلق .
ولا يقال أن هذه الفطرة يغيرها ما يوجد في بعض المنتسبين إلى السنة والحديث من تفريط وعدوان , فيقال : إن ذلك في غيرهم أكثر , والواجب مقابلة الجملة بالجملة في المحمود والمذموم , هذه هي المقابلة العادلة .
وإنما غير الفطرة : قلة المعرفة بالحديث والسنة واتباع ذلك , مع ما يوجد في المخالفين لها من نوع تحقيق لبعض العلم وإحسان لبعض العمل , فيكون ذلك شبهة في قبول غيره وترجيح صاحبه .
* فاتباع سبيل المعتزلة دون سبيل سلف الأمة ترك للقول السديد الواجب في الدين واتباع لسبيل المبتدعة الضالين .
* لا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه , بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق , فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقاً .
* وأما أهل الحديث , فإنما تذكر مذاهب السلف بالنقول المتواترة , تارة يذكرون من نقل مذهبهم من علماء الإسلام , وتارة يروون نفس قولهم في هذا الباب , كما سلكناه في جواب الاستفتاء
فإنا لما أردنا أن نبين مذهب السلف ذكرنا طريقين :
- أحدهما : أنا ذكرنا ما تيسر من ألفاظهم ومن روى عنهم ذلك من أهل العلم بالأسانيد المعتبرة .
- والثاني : ذكرنا من نقل مذهب السلف من جميع طوائف المسلمين , من طوائف الفقهاء الأربعة ومن أهل الحديث والتصوف وأهل الكلام كالأشعري وغيره .
فصار مذهب السلف منقولا بإجماع الطوائف وبالتواتر , لم نثبته بمجرد دعوى : الإصابة لنا والخطأ لمن خالفنا ! كما يفعل أهل البدع !
* شعار أهل البدع هو ترك انتحال اتباع السلف , ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك : [ أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ]
* لكن كل من كان بالحديث من هؤلاء أعلم , كان بمذهب السلف أعلم وله أتبع , وإنما يوجد تعظيم السلف عند كل طائفة بقدر استنانها وقلة ابتداعها .
أما أن يكون انتحال السلف من شعائر أهل البدع فهذا باطل قطعاً , فإن ذلك غير ممكن إلا حيث يكثر الجهل ويقل العلم
* يوضح ذلك : أن كثيراً من أصحاب أبي محمد ( العز بن عبد السلام ) من اتباع أبي الحسن الأشعري يصرحون بمخالفة السلف
في مثل : [ مسألة الإيمان ] و [ مسألة تأويل الآيات والأحاديث ]
يقولون : [ مذهب السلف أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص , وأما المتكلمون من أصحابنا فمذهبهم كيت وكيت ] !
وكذلك يقولون : [ مذهب السلف أن هذه الآيات والأحاديث الواردة في الصفات لا تتأول , والمتكلمون يرون تأويلها إما وجوباً وإما جوازاً ]
ويذكرون الخلاف بين السلف وبين أصحابهم المتكلمين !
هذا منطوق ألسنتهم , ومسطور كتبهم ..
أفلا عاقل يعتبر , ومغرور يزدجر !
السلف ثبت عنهم ذلك حتى بتصريح المخالف , ثم يُحدث مقالة تخرج عنهم ؟!
أليس هذا صريحاً أن السلف كانوا ضالين عن التوحيد والتنزيه , ودلّه المتأخرون !
هذا فاسد بضرورة العقل الصحيح والدين المتين ..