* ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة , وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف , أن خير قرون هذه الأمة في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة
أن خيرها القرن الأول , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه .
وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة , وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل .
هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام , وأضله الله على علم
كما قال عبد الله بن مسعود : [ من كان منكم مستناً فليستن بمن قد مات , فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة , أولئك أصحاب محمد أبرُّ هذه الأمة قلوباً , وأعمقها علماً , وأقلها تكلفاً , قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وإقامة دينه , فاعرفوا لهم حقهم وتمسكوا بهديهم , فإنهم كانوا على الهدي المستقيم ]
وقال غيره : [ عليكم بآثار من سلف فإنهم جاؤوا بما يكفي وما يشفي ولم يحدث بعدهم خيرٌ كامن لم يعلموه ]
هذا , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم ] فكيف يحدث لنا زمان في الخير في أعظم المعلومات وهو معرفة الله تعالى ؟! هذا لا يكون أبداً .
وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته : [ هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل , وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى , ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا ]

* عامة ما عند السلف من العلم والإيمان ما استفادوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي أخرجهم الله به من الظلمات إلى النور , وهداهم إلى صراط العزيز الحميد .

* ( الحنابلة ) أقل الطوائف تنازعاً وافتراقاً , لكثرة اعتصامهم بالسنة والآثار , ولأن للإمام أحمد في باب أصول الدين من الأقوال المبينة لما تنازع فيه الناس ما ليس لغيره , وأقواله مؤيدة بالكتاب والسنة واتباع سبيل السلف الطيب , ولهذا كان جميع من ينتحل السنة من طوائف الأمة وفقهائها ومتكلمتها وصوفيتها ينتحلونه .

* وأما أهل الجهل والضلال الذين لا يعرفون ما بعث الله به الرسول صلى الله عليه وسلم , ولا يميزون بين صحيح المنقول وصريح المعقول وبين الروايات المكذوبة والآراء المضطربة , فأولئك جاهلون قدر الرسول صلى الله عليه وسلم والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين نطق بفضلهم القرآن
فهم بمقادير الأئمة المخالفين لهؤلاء أولى أن يكونوا جاهلين إذ كانوا أشبه بمن شاق الرسول واتبع غير سبيل المؤمنين من أهل العلم والإيمان , وهم في هذه الأحوال إلى الكفر أقرب منهم للإيمان .

* وتجد عامة أهل الكلام ومن أعرض عن جادة السلف إلا من عصم الله , يعظمون أئمة الاتحاد , بعد تصريحهم في كتبهم بعبارات الاتحاد , ويتكلفون لها محامل غير ما قصدوه ولهم في قلوبهم من الإجلال والتعظيم والشهادة بالإمامة والولاية لهم وأنهم أهل الحقاق , ما الله به عليم !

* ولهذا كان السلف يسمون أهل البدع والتفرق المخالفين للكتاب والسنة : أهل الأهواء , حيث قبلوا ما أحبوه , وردوا ما أبغضوه بأهوائهم بغير هدى من الله .

* وأما نقل المعترض عن أبي الفرج ( ابن الجوزي ) : كأنهم يخاطبون الأطفال !
فلم تخاطب الحنابلة إلا بما ورد عن الله ورسوله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان , الذين هم أعرف بالله وأحكامه .
وسلمنا لهم أمر الشريعة , وهم قدوتنا فيما أخبروا عن الله وشرعه , وقد أنصف من أحال عليهم
وقد شاقق من خرج عن طريقهم , وادعى أن غيرهم أعلم بالله منهم , أو أنهم علموا وكتموا !
أو أنهم لم يفهموا ما أخبروا به , وأن عقل غيرهم في باب معرفة الله أتم وأكمل وأعلم مما نقلوه وعقلوه , وقد قدمنا ما فيه كفاية في هذا الباب , والله الموفق , ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ...

* ليس في القرون الثلاثة من هذه الأمة التي هي خير أمة أخرجت للناس - وأفضلها القرون الثلاثة – من كان يلتفت إلى المنطق أو يعرج عليه , مع أنهم في تحقيق العلوم وكمالها بالغاية التي لا يدرك أحد شأوها , كانوا أعمق الناس علماً , وأقلها تكلفاً , وأبرها قلوباً , لا يوجد لغيرهم كلام فيما تكلموا فيه إلا وجدت بين الكلامين من الفرق أعظم مما بين القدم والفرق
( يعني قدم الإنسان –رجله- وفرق رأسه من الأعلى )
* أما الأنبياء فلا ريب في استغنائهم عنها ( يعني حدود أهل الكلام ) وكذلك أتباع الأنبياء من العلماء والعامة , فإن القرون الثلاثة من هذه الأمة الذين كانوا أعلم بني آدم علوماً ومعارف , لم يكن تكلف هذه الحدود من عاداتهم , لم يبتدعوها ولم تكن عربت الكتب الأعجمية الرومية لهم وإنما حدثت من المتكلمين والفلاسفة , ومن حيث حدثت فيهم صار بينهم من الاختلاف والجهل ما لا يعلمه إلا الله .

والحمد لله رب العالمين ...
يقول ابن القيم رحمه الله :

في كراهة تسخط البنات...


قال الله تعالى {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير}


فقسم سبحانه حال الزوجين إلى أربعة أقسام اشتمل عليها الوجود وأخبر أن ما قدره بينهما من الولد فقد وهبهما إياه وكفى بالعبد تعرضا لمقته أن يتسخط ما وهبه

وبدأ سبحانه بذكر الإناث
فقيل جبرا لهن لأجل استثقال الوالدين لمكانهن

وقيل وهو أحسن إنما قدمهن لأن سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الأبوان فان الأبوين لا يريدان إلا الذكور غالبا وهو سبحانه قد أخبر أنه يخلق ما يشاء فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء ولا يريده الأبوان

وعندي وجه آخر وهو أنه سبحانه قدم ما كانت تؤخره الجاهلية
من أمر البنات حتى كانوا يئدوهن أي هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي في الذكر

وتأمل كيف نكر سبحانه الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير بالتعريف فإن التعريف تنويه كأنه

قال ويهب لمن يشاء الفرسان الأعلام المذكورين الذين لا يخفون عليكم ثم لما ذكر الصنفين معا قدم الذكور إعطاء لكل من الجنسين حقه من التقديم والتأخير والله أعلم بما أراد من ذلك


والمقصود أن التسخط بالإناث من أخلاق الجاهلية الذين ذمهم الله تعالى

في قوله {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون}

وقال {وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم}

ومن هاهنا عبر بعض المعبرين لرجل قال له رأيت كأن وجهي أسود فقال ألك امرأة حامل قال نعم قال تلد لك أنثى

وفي صحيح مسلم من حديث أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا وضم إصبعيه

وروى عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت جاءت امرأة ومعها ابنتان لها تسألني فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فأخذتها فشقتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا ثم قامت فخرجت هي وابنتاها فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على تفيئة ذلك فحدثته حديثها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار

رواه ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة وهو في الصحيح
والحديث في مسند أحمد

وفيه أيضا من حديث أيوب بن بشير الأنصاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكون لأحد ثلاث بنات أو ثلاث أخوات أو بنتان أو أختان فيتقي الله فيهن ويحسن إليهن إلا دخل الجنة

ورواه الحميدي عن سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أيوب بن بشير عن سعيد الأعشى عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم من كان له ثلاث بنات أو أخوات أو بنتان أو أختان فأحسن صحبتهن وصبر عليهن واتقى الله فيهن دخل الجنة

وقال محمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن جريج حدثني أبو الزبير عن عمر بن نبهان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن وعلى ضرائهن دخل الجنة

وفي رواية فقال رجل يا رسول الله واثنتين قال واثنتين قال يا رسول الله وواحدة قال وواحدة

وقال البيهقي حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا الأصم حدثنا الحسن بن مكرم حدثنا عثمان بن عمر أنبأ النهاس عن شداد أبي عمار عن عوف بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان له ثلاث بنات ينفق عليهن حتى بين أو يمتن كن له حجابا من النار

وقال علي بن المديني حدثنا يزيد بن زريع حدثنا النهاس بن قهم حدثنا شداد أبو عمار عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يكون له ثلاث بنات فينفق عليهن حتى يبن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار فقالت امرأة يا رسول الله وابنتان قال وابنتان

قال وقال أبو عمار عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين في الجنة

وروى فطر بن خليفة عن شرحبيل بن سعد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يكون له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبهما وصحبتاه إلا أدخلتاه الجنة

وقال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن المنكدر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان له ثلاث بنات أو أخوات فكفهن وآواهن وزوجهن دخل الجنة قالوا وابنتان قال وابنتان حتى ظننا أنهم لو قالوا أو واحدة قال أو واحدة
هذا مرسل

وقال عبد الله بن المبارك عن حرملة بن عمران قال سمعت أبا عشانة قال سمعت عقبة بن عامر الجهني يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كانت له ثلاث بنات فصبر عليهن فأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار رواه الإمام أحمد في مسنده

وقد قال تعالى في حق النساء {فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}
وهكذا البنات أيضا قد يكون للعبد فيهن خير في الدنيا والآخرة ويكفي في قبح كراهتهن أن يكره ما رضيه الله وأعطاه عبده

وقال صالح بن أحمد كان أبي إذا ولد له ابنة يقول الأنبياء كانوا آباء بنات
ويقول قد جاء في البنات ما قد علمت
وقال يعقوب بن بختان ولد لي سبع بنات فكنت كلما ولد لي ابنة دخلت على أحمد بن حنبل فيقول لي يا أبا يوسف الأنبياء آباء بنات
فكان يذهب قوله همي...انتهى
[جدول ابن تيمية اليومي]

قال تلميذه البزار في الأعلام العلية في ترجمة ابن تيمية:


أما تعبده فإنه قل أن سمع بمثله لأنه كان قد قطع جل وقته وزمانه فيه، حتى أنه لم يجعل لنفسه شاغلة تشغله عن الله تعالى ما يراد له لا من أهل ولا من مال..


وكان في ليله متفرداً عن الناس كلهم خالياً بربه ضارعاً مواظباً على تلاوة القرآن العظيم، مكرراً لأنواع التعبدات الليلية والنهارية..


وكان إذا ذهب الليل وحضر مع الناس بدأ بصلاة الفجر، يأتي بسنتها قبل إتيانه إليهم..

- وكان إذا أحرم بالصلاة تكاد تتخلع القلوب لهيبة إتيانه بتكبيرة الإحرام..

- فإذا دخل في الصلاة ترتعد أعضاؤه حتى يميله يمنة ويسرة..

- وكان إذا قرأ يمدّ قراءته مداً كما صح في قراءة رسول الله ﷺ..

- وكان ركوعه وسجوده وانتصابه عنهما من أكمل ما ورد في صلاة الفرض..

- وكان يخفف جلوسه للتشهد الأول خفة شديدة..

- ويجهر بالتسليمة الأولى حتى يسمع كل من حضر..

- فإذا فرغ من الصلاة أثنى على الله تعالى هو ومن حضر بما ورد من قوله: (اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)..

- ثم يقبل على الجماعة..

- ثم يأتي بالتهليلات الواردات حينئذٍ..

- ثم يسبح الله ويحمده ويكبره ثلاثاً وثلاثين، ويختم المائة بالتهليل كما ورد، وكذا الجماعة..

- ثم يدعو الله تعالى له ولهم وللمسلمين أجناس ما ورد، وكان غالب دعائه: (اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، اللهم اجعلنا لك شاكرين لك، ذاكرين لك، أوّاهين لك، مخبتين إليك، راغبين إليك، راهبين لك مطاويع، ربنا تقبل توباتنا، واغسل حوباتنا، وثبت حجتنا، واهدِ قلوبنا، اسلل سخيمة صدورنا..
يفتتحه ويختمه بالصلاة على النبي ﷺ..

- ثم يشرع في الذكر..

- وكان قد عُرفت عادته، لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر، فلا يزال في الذكر يسمع نفسه، وربما يسمع ذكره من إلى جانبه، مع كونه في خلال ذلك يُكثر من تقليب بصره نحو السماء، هكذا دأْبه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة..


وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جُلّ النهار وكثيراً من الليل، وكان يُدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه، وكنت أسمع ما يتلو وما يذكر حينئذٍ، فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها، ويقطع ذلك الوقت كله أعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها..

ففكرت في ذلك لمَ قدْ لزِم هذه السورة دون غيرها، فبَانَ لي - والله أعلم- أن قصدهُ بذلك أن يجمع بتلاوتها حينئذٍ بين ما ورد في الأحاديث وما ذكره العلماء: هل يُستحب حينئذٍ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن، أو العكس، فرأى - رحمه الله - أن في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعاً بين القولين، وتحصيلاً للفضيلتين، وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته..

- ثم إنه كان يركع..

- فإذا أراد سماع حديثٍ في مكان آخر سارع إليه من فوره مع من يصحبه..

فقل أن يراه أحد ممن له بصيرة إلا وانكب على يديه يقبلهما، حتى إنه كان إذا رآه أرباب المعايش يتخطون من حوانيتهم للسلام عليه والتبرك به، وهو مع هذا يعطي كلاً منهم نصيباً وافراً من السلام وغيره..

- وإذا رأى منكراً في طريقه أزاله..

- أو سمع بجنازة سارع إلى الصلاة عليها، أو تأسف على فواتها، وربما ذهب إلى قبر صاحبها بعد فراغه من سماع الحديث فصلى عليه..

- ثم يعود إلى مسجده، فلا يزال تارة في إفتاء الناس وتارة في قضاء حوائجهم حتى يصلي الظهر مع الجماعة..

- ثم كذلك بقية يومه..

وكان مجلسه عاماً للكبير والصغير، والجليل والحقير، والحر والعبد، والذكر والأنثى، قد وسع على كل من يرد عليه من الناس يرى كل منهم في نفسه أن لم يكرم أحدا بقدره..

- ثم يصلي المغرب..

- ثم يتطوع بما يسره الله..

- ثم أقرأ عليه من مؤلفاته أو غيري فيفيدنا بالطرائف، ويمدنا باللطائف، حتى يصلي العشاء..

- ثم بعدها كما كُنّا وكان من الإقبال على العلوم إلى أن يذهب هويّ من الليل طويل..

- وهو في خلال ذلك كله في النهار والليل لا يزال يذكر الله تعالى ويوحده ويستغفره..

وكان -رحمه الله- كثيراً ما يرفع طرفه إلى السماء، لا يكاد يفتر من ذلك، كأنه يرى شيئاً يثبته بنظره..

- فكان هذا دأبه مدة إقامتي بحضرته..

فسبحان الله ما أقصر ما كانت!، يا ليتها كانت طالت!..

ولا والله ما مرّ على عمري إلى الآن زمانٌ كان أحب إلي من ذلك الحين، ولا رأيتني في وقت أحسن حالاً مني حينئذٍ، وما كان إلا ببركة الشيخ رحمه الله..

- وكان في كل أسبوع يعود المرضى خصوصاً الذين بالبمارستان (المستشفى)..

وأخبرني غير واحد ممن لا يُشك في عدالته: أن جميع زمن الشيخ ينقضي على ما رأيتُه..

فأي عبادة وجهاد أفضل من ذلك!!..
فسبحان الموفق من يشاء لما يشاء!!..

      (رحمه الله تعالى)


..منقول للفائدة ...
قال #ابن_القيم رحمه الله كما في "إعلام الموقعين" :

"التفاوت بين علوم المتقدمين والمتأخرين كالتفاوت الذي بينهم في الفضل والدين".
قال ابن رجب رحمه الله :

فمن ملك نفسه وقهرها ودانها عز بذلك؛ لأنه انتصر على أشد أعدائه وقهره، وأسره واكتفى شره، قال تعالى: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} (1) فحصر الفلاح في وقاية شح نفسه، وتطلعها إلى ما منعت منه، وحرصها على ما يضيرها مما تشتهيه: من علو وترفع، ومال وجاه، وأهل ومسكن، ومأكل ومشرب، وملبس وغير ذلك.
فإنها تطلع إلى ذلك كله وتشتهيه، وهو عين هلاكها، ومنه ينشأ البغي والحسد والحقد؛ فمن وقي شح نفسه فقد قهرها، وقصرها على ما أبيح لها وأذن لها فيه، وذلك عين الفلاح.
كان بعض العارفين ينشد:
إذا ما (عدلت) (*) النفس ... عن الحق زجرناها
وإن مالت عن الأخرى ... إلى الدنيا منعناها
تخادعنا ونخدعها ... وبالصبر غلبناها
لها خوف من الفقر ... وفي الفقر أنخناها

وبكل حال، فلا يقوى العبد على نفسه إلا بتوفيق الله إياه وتوليه له، فمن عصمه الله وحفظه تولاه، ووقاه شح نفسه وشرها، وقواه على مجاهدتها ومعاداتها.
ومن وكله إلى نفسه غلبته وقهرته، وأسرته وجرته إلى ما هو عين هلاكه، وهو لا يقدر على الامتناع كما يصنع العدو الكافر إذا ظفر بعدوه المسلم؛ بل شر من ذلك؛ فإن المسلم إذا قتله عدوه الكافر كان شهيدا، وأما النفس إذا تمكنت من صاحبها قتلته قتلا يهلك به في الدنيا والآخرة.


[ شرح حديث لبيك اللهم لبيك ]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وأكثر ما يفسد المُلك والدول : طاعةُ النساء..

[ الفتاوى الكبرى 2 / 485 ]
قال ابن رجب رحمه الله :

اعلم أن الله تعالى خلق الجنة والنار، ثم خلق بني آدم، وجعل لكل واحد من الدارين أهلا منهم.
ثم بعث الرسل مبشرين ومنذرين، يبشرون بالجنة من آمن وعمل صالحا، وينذرون بالنار من كفر وعصى.
وأقام أدلة وبراهين دلت على صدق رسله فيما أخبروا به عن ربهم من ذلك.
وأشهد عباده في هذه الدار آثارا من الجنة، وآثارا من النار.
فأشد ما يجده الناس من الحر من فيح جهنم، وأشد ما يجدونه من البرد من زمهرير جهنم!
كما صح ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم .
وروي أن برد السحر الذي يشهده الناس كل ليلة من برد الجنة حين تفتح سحرا كل ليلة.

وروي عن عبد الله بن عمرو أن الجنة معلقة بقرون الشمس، تنشر كل عام مرة. يشير إلى زمن الربيع، وما يظهر فيه من الأزهار والثمار، وطيب الزمان واعتداله، في الحر والبرد، وأبلغ من هذا كله، أن الله تعالى أشهد عباده في نفوسهم، آثارا محسوسة، يجدونها ويحسونها من آثار الجنة والنار.
فأما ما يجدونه من آثار الجنة، فما يتجلى لقلوب المؤمنين، من آثار أنوار الإيمان، وتجلي الغيب لقلوبهم، حتي يصير الغيب كالشهادة لقلوبهم في مقام الإحسان.
فربما تجلت الجنة أو بعض ما فيها لقلوبهم أحيانا، حتي يرونها كالعيان، وربما استنشقوا من أراييحها، كما قال أنس بن النضر يوم أحد: واها لريح الجنة، والله إني لأجد ريح الجنة من قبل أحد !!
وأما ما يجدونه من آثار النار، فما يجدونه من الحمى، فإنها من فيح جهنم، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: الحمى من فيح جهنم، فاطفئوها بالماء" .
وهي نوعان: حارة وباردة.
فالحارة من آثار سموم جهنم، والباردة من آثار زمهرير جهنم.
وروى ابن إسحاق عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي السائب - مولى عبد الله بن زهرة- عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن النار استأذنت ربها في نفسين، فأذن لها، فأما أحدهما فهذه (الجذوة) التي تصبيكم من السماء، وأما الآخر فهذه الحمى التي تصيبكم، فإذا اشتدت على أحدكم،فليطفئها عنه بالماء البارد".

[ البشارة العظمى من أثار الجنة والنار ]
قال شيخ الإسلام :

كثير من الناس إذا رأى المنكر أو تغير كثير من أحوال الإسلام جزع وكل وناح كما ينوح أهل المصائب ..!

وهو منهى عن هذا

بل هو مأمور بالصبر والتوكل والثبات على دين الإسلام
وأن يؤمن بالله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون
وأن العاقبة للتقوى
وأن ما يصيبه فهو بذنوبه فليصبر إن وعد الله حق
وليستغفر لذنبه
وليسبح بحمد ربه بالعشى والأبكار ..

[ مجموع الفتاوى 18 /195 ]
قال ابن رجب رحمه الله تعالى :

ولما كان النفع الحاصل بإرسال الرسل، وإنزال الكتب أمرا لا نظير له، قرر الله تعالى الرسالة على المنكرين لها بهذه الطريقة، وهي شدة الحاجة إليها في غير موضع من القرآن كما في قوله: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء} .
ولهذا نسب تعالى منكري إرسال الرسل وإنزال الكتب إلى القدح في كماله وعظمته وحكمته، وإلى الجهل به وبأسمائه وصفاته، وأنهم ما قدروه حق قدره.

والمقصود ها هنا أن جميع الرسل كان دينهم الإسلام، ولهذا ثبت في "الصحيح" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد" فإنهم كلهم متفقون على أصول التوحيد وتوابعه، وإنما تختلف شرائعهم في الأحكام العلمية التي يسميها كثير من الناس الفروع، وتنوع الشرائع في ذلك كتنوع الشريعة الواحدة التي فيها ناسخ ومنسوخ. كما كانت القبلة في أول الإسلام إلى صخرة بيت المقدس، ثم صارت إلى الكعبة....

وقال أيضاً ولذلك أوجب الله على جميع من بلغته هذه الدعوة من جميع الأمم الانقياد إليها ولم يقبل من أحد منهم دينا سواها.

ولما كانت هذه الشريعة خاتمة الشرائع، وعليها تقوم الساعة، ولم يكن بعدها شريعة ولا رسالة أخرى، تبين ما تبدل منها، وتجدد ما درس من آثارها، كما كانت الشرائع المتقدمة تجدد بعضها آثار بعض، وتبين بعضها ما تبدل من بعض، تكفل الله بحفظ هذه الشريعة، ولم يجمع أهلها على ضلالة، وجعل منهم طائفة قائمة بالحق لا تزال ظاهرة على من خالفها حتى تقوم الساعة، وأقام لها من يحملها ويذب عنها بالسيف واللسان والحجة والبيان، فلهذا أقام الله تعالى لهذه الأمة من خلفاء الرسل وحملة الحجة في كل زمان من يعتني بحفظ ألفاظ الشريعة وضبطها، وصيانتها عن الزيادة والنقصان، ومن يعتني بحفظ معانيها ومدلولات ألفاظها، وصيانتها عن التحريف والبهتان.

قلت : فنرى كثيراً ممن يدعي أنه من هذه الأمة وهو على غير ملة الإسلام من أولئك الرافضة والأشاعرة والداعين إلى البيت الإبراهيمي من زنادقة الأزهر وغيرهم من علماء السوء والنفاق الذين بدلوا وحرفوا في دين الله عزوجل ونسبوا من أشرك بالله العظيم ودعا غير الله تعالى أنه من أهل الإسلام .




[ جميع الرسل دينهم واحد ]
قال #ابن_القيم :

لما كانت الرافضة من أبعد الناس عن العلم والدين ، عمروا المشاهد ، وأخربوا المساجد ...!


إغاثة اللهفان [ ١ / ٣٥٩ ]
قال #شيخ_الإسلام :

وسَعْي المسلمين في قَهْر ( التتار ) و ( النصارى )  و ( الروافض ) مِنْ أعظم الطاعات والعبادات .


جامع المسائل [ 7 / 435 وما بعدها ]
قال #شيخ_الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4/ 471)

َّ الرَّافِضَةَ أُمَّةٌ

لَيْسَ لَهَا عَقْلٌ صَرِيحٌ؛ وَلَا نَقْلٌ صَحِيحٌ

وَلَا دِينٌ مَقْبُولٌ؛ وَلَا دُنْيَا مَنْصُورَة

ٌ بَلْ هُمْ مِنْ أَعْظَمِ الطَّوَائِفِ كَذِبًا وَجَهْلًا

وَدِينُهُمْ يُدْخِلُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ كُلَّ زِنْدِيقٍ وَمُرْتَدٍّ

كَمَا دَخَلَ فِيهِمْ الْنُصَيْرِيَّة؛ وَالْإسْماعيليَّةُ وَغَيْرُهُمْ

فَإِنَّهُمْ يَعْمِدُونَ إلَى خِيَارِ الْأُمَّةِ يُعَادُونَهُم

ْ وَإِلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ يُوَالُونَهُمْ

وَيَعْمِدُونَ إلَى الصِّدْقِ الظَّاهِرِ الْمُتَوَاتِرِ يَدْفَعُونَهُ

وَإِلَى الْكَذِبِ الْمُخْتَلَقِ الَّذِي يُعْلَمُ فَسَادُهُ يُقِيمُونَهُ

فَهُمْ كَمَا قَالَ فِيهِمْ الشَّعْبِيُّ - وَكَانَ مِنْ أَعْلَمِ

النَّاسِ بِهِمْ - لَوْ كَانُوا مِنْ الْبَهَائِمِ لَكَانُوا حُمْرًا
وَلَوْ كَانُوا مِنْ الطَّيْرِ لَكَانُوا رَخَمًا.اهـ
قال #شيخ_الإسلام :

فَلْيَنْظُرْ كُلُّ عَاقِلٍ فِيمَا يَحْدُثُ فِي زَمَانِهِ

وَمَا يَقْرُبُ مِنْ زَمَانِهِ مِنَ الْفِتَنِ وَالشُّرُورِ وَالْفَسَادِ فِي الْإِسْلَامِ

فَإِنَّهُ يَجِدُ مُعْظَمَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الرَّافِضَةِ

وَتَجِدُهُمْ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ فِتَنًا وَشَرًّا

وَأَنَّهُمْ لَا يَقْعُدُونَ عَمَّا يُمْكِنُهُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَالشَّرِّ

وَإِيقَاعِ الْفَسَادِ بَيْنَ الْأُمَّةِ.

[ منهاج السنة 6 / 372 ]
قال #شيخ_الإسلام :

ولهذا كانت الرافضة ملجأً لعامة الزنادقة : القرامطة والإسماعيلية والنصيرية ونحوهم


فلا يصلح لولاة الأمور أن يولوهم على المسلمين

ولا استخدامهم في عسكر المسلمين


بل إذا استبدل بهم من هو من أهل السنة والجماعة , كان أصلح للمسلمين في دينهم ودنياهم


وإذا أظهر التوبة والبراءة من الرفض , لم يوثق بمجرد ذلك , بل يحتاط في أمرهم

فيفرق جموعهم , ويُسكنون في مواضع متفرقة بين أهل السنة

بحيث لو أظهروا ما في أنفسهم , عُرِفوا , و لا يتمكنون من التعاون على الإثم والعدوان

فإنهم إذا كان لهم قوة وعدد في مكان , كانوا عدوا للمسلمين , مجتمعين يعادونهم أعظم من عداوة التتر بكثير ...

إلى أن قال :

وأما الرافضة فإن من دينهم السعي في إفساد جماعة المسلمين وولاة أمورهم , ومعاونة الكفار عليهم

لأنهم يرون أهل السنة كفاراً مرتدين , والكافر المرتد أسوأ حالاً من الكافر الأصل

ولأنهم يرجون في دولة الكفار ظهور كلمتهم وقيام دعوتهم , بما لا يرجونه في دولة المسلمين

فهم أبداً يختارون ظهور كلمة الكفر على كلمة أهل السنة والجماعة



[ جامع المسائل 7 / 209 وما بعدها والفتوى أطول من هذا فارجع لها  ]
قال #شيخ_الإسلام في المنهاج [ 7 / 415 ] وما بعدها :

والرافضة ليس لهم سعيٌ إلا في هدم الإسلام ، ونقض عراه ، وإفساد قواعده

*

وقال :

وليس للإنسان منهم ( يعني الرافضة ) شيء يختص به إلا ما يسرُ عدو الإسلام ، ويسوء وليه ، فأيّامهم في الإسلام كلها سود


*


وقال :

وهم ( يعني الرافضة ) الغاية في الجهل ، وقلة العقل .
يبغضون من الأمور ما لا فائدة لهم في بغضه ، ويفعلون من الأمور ما لا منفعة لهم فيه ...!
قال #شيخ_الإسلام :

قَدْ أُضِيفَ إلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَلَيْسَ هُوَ بِنَبِيٍّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ جِنْسِ هَذِهِ الْأُمُورِ، مَا يَعْلَمُ كُلُّ عَالِمٍ بِحَالِ جَعْفَرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ ذَلِكَ كَذِبٌ عَلَيْهِ


فَإِنَّ الْكَذِبَ عَلَيْهِ مِنْ أَعْظَمِ الْكَذِبِ


حَتَّى يُنْسَبَ إلَيْهِ أَحْكَامُ الْحَرَكَاتِ السُّفْلِيَّةِ، كَاخْتِلَاجِ الْأَعْضَاءِ، وَجَوَاذِبِ الْجَوِّ مِنْ الرَّعْدِ وَالْبَرْقِ، وَالْهَالَةِ وَقَوْسِ اللَّهِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: قَوْسُ قُزَحٍ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ


وَالْعُلَمَاءُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَرِيءٌ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَكَذَلِكَ يُنْسَبُ إلَيْهِ الْجَدْوَلُ الَّذِي تَبْنِي عَلَيْهِ الضُّلَّالُ طَائِفَةٌ مِنْ الرَّافِضَةِ، وَهُوَ كَذِبٌ مُفْتَعَلٌ عَلَيْهِ افْتَعَلَهُ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، أَحَدُ الْمَشْهُورِينَ بِالْكَذِبِ مَعَ رِيَاسَتِهِ وَعَظَمَتِهِ عِنْدَ أَتْبَاعِهِ


وَكَذَلِكَ أُضِيفَ إلَيْهِ كِتَابُ الْجَفْرِ، وَالْبِطَاقَةِ وَالْهَفْتِ، وَكُلُّ ذَلِكَ كَذِبٌ عَلَيْهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ


حَتَّى أُضِيفَ إلَيْهِ رَسَائِلُ إخْوَانِ الصَّفَا، وَهَذَا فِي غَايَةِ الْجَهْلِ، فَإِنَّ هَذِهِ الرَّسَائِلَ إنَّمَا وُضِعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ سَنَةٍ، فَإِنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهَذِهِ الرَّسَائِلُ وُضِعَتْ فِي دَوْلَةِ بَنِي بُوَيْهٍ فِي أَثْنَاءِ الْمِائَةِ الرَّابِعَةِ فِي أَوَائِلِ دَوْلَةِ بَنِي عُبَيْدٍ الَّذِينَ بَنَوْا الْقَاهِرَةِ، وَضَعَهَا جَمَاعَةٌ، وَزَعَمُوا أَنَّهُمْ جَمَعُوا بِهَا بَيْنَ الشَّرِيعَةِ وَالْفَلْسَفَةِ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا.


وَأَصْحَابُ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ الَّذِينَ أَخَذُوا عَنْهُ الْعِلْمَ، كَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، وَأَمْثَالُهُمَا مِنْ الْأَئِمَّةِ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ بَرَاءٌ مِنْ هَذِهِ الْأَكَاذِيبِ.


وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِمَّا يَذْكُرُهُ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي كِتَابِ [ حَقَائِقِ التَّفْسِيرِ ] عَنْ جَعْفَرٍ مِنْ الْكَذِبِ الَّذِي لَا يَشُكُّ فِي كَذِبِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِذَلِكَ.


وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ الْمَذَاهِبِ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَحْكِيهَا عَنْهُ الرَّافِضَةُ، وَهِيَ مِنْ أَبْيَنِ الْكَذِبِ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ فِي فِرَقِ الْأُمَّةِ أَكْثَرُ كَذِبًا وَاخْتِلَافًا مِنْ الرَّافِضَةِ


مِنْ حِينِ تَبِعُوا إلَى أَوَّلِ مَنْ ابْتَدَعَ الرَّفْضَ، وَكَانَ مُنَافِقًا زِنْدِيقًا يُقَالُ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَبَأً، فَأَرَادَ بِذَلِكَ فَسَادَ دِينِ الْمُسْلِمِينَ، كَمَا فَعَلَ بولص صَاحِبُ الرَّسَائِلِ الَّتِي بِأَيْدِي النَّصَارَى

[ الفتاوى الكبرى ]
قال #شيخ_الإسلام :

ولكن شأن أهل البدع أنهم يبتدعون بدعة

ويوالون عليها ويعادون !

ويذمون بل يفسقون بل يكفرون من خالفهم !

كما تفعل [ الخوارج ] و [ الرافضة ] و [ والجهمية ] وأمثالهم ..

[ جامع المسائل ٥ / ١٢٢ ]
قال #شيخ_الإسلام :

وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن ( الرافضة) أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم.
ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب
سئل مالك عن الرافضة فقال : لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون.
وقال الشافعي : لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة...

[ منهاج السنة ١ / ٥٩]
2025/06/30 08:59:21
Back to Top
HTML Embed Code: