{ وَإِذ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ وَإِنّي جارٌ لَكُم فَلَمّا تَراءَتِ الفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيهِ وَقالَ إِنّي بَريءٌ مِنكُم إِنّي أَرى ما لا تَرَونَ إِنّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَديدُ العِقابِ }[ الأنفال: ٤٨ ]

الشيطان دايما هيزينلك أي معصية على إنها جميلة و دايمه، هيفكرك بلذتها، هيقولك دي بسيطة مش من الكبائر، هيقولك هنغلط المرة دي و مش هنغلط تاني، هيفضل وراك لحد ما يوقعك فيها ولما تقع؛ هيخلع و هيقولك إني أخاف الله والله شديد العقاب.
فبلاش يضحك عليك، قاوم معاه، حاول، استعين بالله، اذكر الله؛ طب لو عملت ده كله و وقعت و ضحك عليك؟
أعزم على التوبة و قوم و اقف تاني و كمل الحرب، عشان هي مش هتخلص غير عند موتك و افتكر إن ربنا باب توبته مفتوح مهما كان فبلاش يضحك عليك في دي كمان و يقولك انت خلاص ضعت لا فكر نفسك ب { قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ }[ الزمر: ٥٣ ]

{ لَقَد تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم ثُمَّ تابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءوفٌ رَحيمٌ }[ التوبه: ١١٧ ]

عامل أي يا صديقي؟

في سورة التوبة و تحديدا ذكرى غزوة تبوك و في ظل الحر الشديد و المسافة الطويلة و قلة النفقة في الوقت ده بسبب إن موسم الحصاد للعرب كان لسه مجاش، وده كله أدى إلى إن الغزوة دي تسمى غزوة العُسرى بسبب صعوبتها، و ساعتها المنافقين اتعرفوا لأن محدش كان يقدر يخرج الغزوة دي غير اللي مؤمن بجد، و هنا بيجي مشاهد عظيمة جدا لصحابة النبي عثمان و عمر و ابو بكر رضي الله عنهم جميعا و المشهد الأول هو مشهد سيدنا عثمان:
يقوم النبيﷺ و يطلع على المنبر و يقول : من يجهز جيش العُسرة و له الجنة؟
فيقوم سيدنا عثمان رضي الله عنه و يقول : عليّ مائة ناقة بأقتابها و أحلاسها.
فيقوم النبيﷺ تاني و يعيد السؤال و يقوم سيدنا عثمان للمرة التانية و يقول: عليّ مائة ناقة بأقتابها و أحلاسها.
فيقوم ﷺ تاني و يعيد السؤال للمرة التالتة و ساعتها سيدنا عثمان يقول عليّ بثلاثمائة ناقة بأقتابها و بأحلاسها.
فيبتسم النبيﷺ و يقول : والله ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم و ظل يكررها.
و ساعتها كان ممكن يوصل الملبغ بتاع الأبل دي لي ملايين الدنانير و لو قارنهم دلوقتي فسيدنا عثمان تقريبا جهز جيش لوحده.
و في المشهد التاني لسيدنا عمر و أبو بكر رضي الله عنهما:
يجي سيدنا عمر و يروح يجيب نص ما يملك من المال عشان يتبرع بيه و يقول للنبي ده نصف مالي لله، فيسأله النبي و ماذا أبقيت لأهلك، فيقول أبقيت لهم مثله.
و كان فاكر ساعتها كده أنه أكتر حد ممكن يتصدق و أكتر واحد في الصحابة و إنه خلاص وللمرة الأولى هيسبق سيدنا أبو بكر في حاجة؛
بس يجي دور أبو بكر و يجيب كل ما يملك من الفلوس و النبي يسأله ماذا أبقيت يا أبا بكر، فيقول ما أبقيت شيئًا إنما أبقيت لهم الله و رسوله؛ فيلتفت سيدنا عمر و يقول والله لا أسبقك في شيء أبدًا.

دايما الصحابة كانوا بيتنافسوا على الجنة و كانت دي أكتر حاجة بتخليهم في مكانة عالية، و يكون عندهم زهد في الدنيا، مش مهم الفلوس، مش مهم نفسنا، المهم الله و رسوله " الدين ".
اخوتنا دلوقتي محتاجين لينا فأوعى تبخل بأي فلوس عليهم لأنك لا تملك دلوقتي غير الدعاء و التبرع بالفلوس.

{ إِنَّ اللَّهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ وَمَن أَوفى بِعَهدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاستَبشِروا بِبَيعِكُمُ الَّذي بايَعتُم بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ }[ التوبه: ١١١ ]

#موضوع_كل_جمعة

{ فَاستَمسِك بِالَّذي أوحِيَ إِلَيكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُستَقيمٍ } { وَإِنَّهُ لَذِكرٌ لَكَ وَلِقَومِكَ وَسَوفَ تُسأَلونَ }[ الزخرف ٤٣ : ٤٤ ]

وسوف تسئلون دي صعبه جدا لما تتدبرها...
يوم القيامة هتتسأل عن كل حاجة أنت عملتها، كل كبيرة و صغيرة مكتوبة، تتسأل أنت ليه مصلتش، ليه عملت الذنب ده و كنت مقيم عليه، ليه عصيت، ليه بعدت عن الطريق، ليه اخدت رشوه، ليه مظبطتيش الحجاب، و أسأله كتيره أوي هتتسأل فيها والصعب ساعتها مش هيكون عند إجابة و مش هنيفعك عذر ولا هينفعك حد لأن خلاص أنت كان جايلك كتاب على الصراط المستقيم لكن أنت أخترت الطريق التاني ف يلا نحاول نتوب قبل فوات الأون .

{ فَفِرّوا إِلَى اللَّهِ إِنّي لَكُم مِنهُ نَذيرٌ مُبينٌ }[ الذاريات: ٥٠ ]

ففروا إلى الله!
اصلك هتروح فين؟ كل حل لمشكلة عنده، الرزق منه، الشفاء منه، الرحمة منه، اللطف منه، التوبة منه...كل حاجة مستعصيه عليك روحله و خلي عندك يقين إنه قادر، وإن لا حول ولا قوة إلا به، أسعى و خد بكل الأسباب، و ارمي كل حملك على ربنا و مش هيخذلك، هتفكر في غلاء اسعار، في ديون، عاوز تتجوز، عاوز تنجح، عاوز تحقق هدفك، خد بالأسباب و روح لربنا و اللي هيخترهولك هو الخير...
اصلك برضو هتروح فين؟

"‏أقصى درجات الحرية، هي ألا تكون لافتاً للنظر."

- سارتر

"‏يحتاج الإنسان أحياناً إلى الصمت حتى وهو بمفرده."

- جاي آشر

"‏عندما يُعَدّ الغباء وطنية ، فمن الخطر أن تكون ذكيّاََ."

- إسحاق آسيموف

‏"لقد كنتُ صامتًا، لكنني لم أكُن أعمى."

- محمود درويش

{ وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم كَذلِكَ نَبلوهُم بِما كانوا يَفسُقونَ }[ الأعراف: ١٦٣ ]

عامل اي يا صديقي؟...
قصة اصحاب السبت وهم قوم من بني إسرائيل، كانوا عايشين على السمك لأنهم ساكنين قرب البحر و كان هو إن مصدر رزقهم الوحيد ،و بني إسرائيل كان عندهم يوم السبت ده يوم مقدس جدا للعبادة مينفعش يعملوا اي حاجة فيه غير العبادة بس، ولكن ربنا حطهم في اختبار صعب جدا، إن السمك ميجيش أي يوم غير يوم السبت بس و باقي ايام الأسبوع مفيش سمك! و جاتلهم فكرة وكانوا فاكرين إنهم هيضحكوا على ربنا و قرروا إنهم كل يوم جمعة هيرموا الشباك في البحر و يوم الأحد هيلموا السمك بقى اللي وقع في الشبكة و بالفعل عملوا كده ولكن ربنا عاقبهم على فعلتهم دي بإنهم تحولوا لقرود!!...
الشاهد من القصة دي إن ديما البلاء هيجيلك في الحاجة اللي بتحبها، في حاجة صعب عليك إنك تسيبها أو تبعد عنها، فلما الأيات تجيلك عشان تبعد عنها بلاش تتكبر و تختار إنك تكمل..

تاني حاجة إن قدر ربنا عظيم جدا و ممكن يبتليك إنه يوفرلك كل سُبل المعصية عشان يختبرك و يشوفك هتقدر تقاوم ول لا، أنت مسلم بجد ولا اي؟

تالت حاجة إنك مش هتعرف تضحك على ربنا لما تغير مسمى المعصية عشان تعملها برحتك، المعصية هتفضل معصية حتى لو الكل بقى بيعملها و أسمها بقى حلو.
فخلي بالك و متأمنش لمكر ربنا و هو خير الماكرين.
{ أَفَأَمِنوا مَكرَ اللَّهِ فَلا يَأمَنُ مَكرَ اللَّهِ إِلَّا القَومُ الخاسِرونَ }[ الأعراف: ٩٩ ]

#موضوع_كل_جمعة

‏"لقد دفنوا قلبي، ولا أحد عنّي سأل."

- فريدريك نيتشه

"‏إن كان ثمّة أيّ بديل عن الحبّ ، فستكون ذكرياته."

ــ جوزيف برودسكي

تدور عجلة الحياة ولا تقف لأحدٍ فلا تُعظمها، فهي لا تراك إلا عابر، كن زاهدًا فيها؛ وستهرول لك لتمتلكها، خذ نصيبك منها وإياك أن ترخي يديك لها؛ فتهلك مثلما هلك العابرون من قبلك.

كريم عبدالعزيز

"‏لا بُدَّ من شيءٍ من الفوضى ؛ كي يفيق الغافلُ من غَفلته."

- نجيب محفوظ

"‏إن أسلوبي في المزاح هو أن أقول الحقيقة."

- جورج برنارد شو

"‏إن كنت ستحاول فاذهب حتي النهاية وإلا فلا تبدأ."

- تشارلز بوكوفسكي

"‏للسفر البعيد ، لا توجد سفينة أفضل من الكتاب."

- إميلي ديكنسون

{ وَلَو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوا فِي الأَرضِ وَلكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبيرٌ بَصيرٌ }[ الشورى: ٢٧ ]

عامل اي يا صديقي؟...
في ظل إن كل حاجة بتغلى في السعر، كل حاجة بقت صعبة، بقى في إحباط، إزاي هنعيش، إزاي هنتجوز، إزاي هنقضي إحتياجتنا، فتعالى اطمنك...

قال رسول الله ﷺ
لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله ؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ : تغدوا خماصًا وتروح بطانًا .
الراوي : عمر بن الخطاب

فأنت خايف من أي بقى الحل عندك وبسيط توكل على الله خد بالأسباب و بلاش تحبط نفسك وهو هيرزقك من حيث لا تحتسب .

و حديث تاني للنبي ﷺ:
ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهُم: المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ، والمُكاتِبُ الَّذي يريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

و ده للشباب اللي عاوز يتجوز، تخيل مديرك في الشغل يقولك قرر بس أنت تتجوز و متشلش هم العفش ولا الدهب ولا المهر ده عليا أنا بس انت خلص شغلك و ملكش دعوة، شوف هتكون مبسوط قد اي أن حد هيشيل معاك حتى لو بيعزم عليك و خلاص لكن الدعم النفسي وتحس أن حد وراك بمصدر مال دي حاجة حلوة أوي، و لله المثل الأعلى، لكن ربنا بالفعل هيساعدك و هتلاقي أبواب رزق بتتفتحلك من كل مكان و من حيث لا تدري بس كل اللي مطلوب منك أسعى أنت بس و ملكش دعوة ده ربنا معاك...

و حديث أخير..
غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، سعر لنا ، قال إن الله هو المسعر ، القابض ، الباسط ، الرزاق ، وإني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد منكم يطلبني بمظلمة في دم ولا مال
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي

فأي حاجة هتحصل في الأسعار ربنا بيكون سبب فيها، ويمكن اللي بيحصل فينا ده حاليا بلاء من ربنا عشان يشوفنا هنعمل أي، هنتصرف ازاي، مش يمكن هو ده الوقت اللي لازم نرجع فيه بقى، و لازم نتوب و نتوكل عليه ولا أي؟
أصل محدش هينقذنا من اللي احنا فيه ده غيره؟

#موضوع_كل_جمعة