Telegram Web Link
السؤال
عندما أقرأ في الصلاة المنفردة أو صلاة الجماعة خلف الإمام ونمر على آيه مثل "فسبح بحمد ربك " أو "سبح اسم ربك الأعلى" هل أقوم بالتسبيح أثناء الصلاة؟

الإجابــة



فهذه المسألة مختلف فيها بين العلماء، فذهب بعضهم إلى أنه يشرع لكل مصل إذا مر بآية تسبيح أن يسبح، وبآية تعوذ أن يتعوذ، وبآية سؤال أن يسأل ونحو ذلك، وعمموا الحكم في كل صلاة فرضا كانت أو نفلا، ولكل مصل إماما أو مأموما أو منفردا، وهذا مذهب الشافعية وحكاه النووي عن جمهور السلف ومن بعدهم، ودليلهم ثبوت ذلك من فعله صلى الله عليه وسلم. ونقل النووي عن أبي حنيفة القول بكراهة ذلك.

والقول الثالث هو التفصيل، فيشرع ذلك في النفل دون الفرض لأنه إنما ثبت فعل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في النفل خاصة فيقتصر على الوارد.

وقد فصل النووي أدلة الشافعية وهو ما نسبه إلى الجمهور فقال ما عبارته: قال الشافعي وأصحابنا: يسن للقارئ في الصلاة وخارجها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى الرحمة أو بآية عذاب أن يستعيذ به من العذاب أو بآية تسبيح أن يسبح أو بآية مثل أن يتدبر، قال اصحابنا: ويستحب ذلك للإمام والمأموم والمنفرد، وإذا قرأ (أليس ذلك بقادر علي أن يحيى الموتى) قال بلي وأنا على ذلك من الشاهدين، وإذا قرأ (فبأي حديث بعده يؤمنون) قال آمنا بالله، وكل هذا يستحب لكل قارئ في صلاته أو غيرها، وسواء صلاة الفرض والنفل والمأموم والإمام والمنفرد، لأنه دعاء فاستووا فيه كالتأمين، ودليل هذه المسألة حديث حذيفة رضي الله عنه قال: " صليت مع النبي صلي الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ثم مضي فقلت يصلي بها في ركعة فمضى فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح وإذا مر بآية سؤال سأل وإذا مر بتعوذ تعوذ، رواه مسلم بهذا اللفظ.

وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال " قمت مع النبي صلي الله عليه وسلم ليلة فقام فقرأ سورة البقرة ولا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه سبحانك ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ثم قال في سجوده مثل ذلك"، رواه أبو داود والنسائي في سننهما والترمذي في الشمائل باسانيد صحيحة. وفى رواية النسائي ثم سجد بقدر ركوعه.

وعن إسماعيل بن أمية قال " سمعت أعرابيا يقول سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ بالتين والزيتون فانتهى إلى آخرها فليقل وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى آخرها أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل بلى، ومن قرأ والمرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل آمنا بالله "، رواه أبو داود والترمذي قال الترمذي هذا الحديث إنما يروى بهذا الإسناد عن الأعرابي عن أبي هريرة ولا يسمى، قلت: فهو ضعيف لأن الأعرابي مجهول فلا يعلم حاله وإن كان أصحابنا قد احتجوا به، هذا تفصيل مذهبنا. وقال أبو حنيفة رحمه الله: يكره السؤال عند آية الرحمة والاستعاذة في الصلاة، وقال بمذهبنا جمهور العلماء من السلف ومن بعدهم. انتهى باختصار يسير.

وهذا القول أيضا هو المعتمد عند الحنابلة ففي الروض المربع ما لفظه: "(وله) أي للمصلي (التعوذ عند آية وعيد والسؤال) أي سؤال الرحمة (عند آية رحمة ولو في فرض لما روى مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، إلى أن قال: إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ قال أحمد: إذا قرأ { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى } في الصلاة وغيرها قال: سبحانك فبلى، في فرض ونفل. انتهى

وممن رأى التفصيل في هذه المسألة العلامة العثيمين رحمه الله، فرأى أن المأموم لا يشرع له ذلك إذا كان مشتغلا بالإنصات للإمام، وأن هذا لا يشرع في صلاة الفرض وإن كان جائزا، قال رحمه الله في الشرح الممتع: " قوله: «عند آية وعيد» أي: إذا مَرَّ بآية وَعيد، فله أن يقول: أعوذ بالله من ذلك، وظاهر كلام المؤلِّف أنه لا فَرْقَ بين الإِمام والمأموم والمنفرد.
أما المنفرد والإِمام فمُسَلَّم أن لهما أن يتعوَّذا عند آية الوعيد، ويسألا عند آية الرحمة.
وأما المأموم فغير مُسلَّم على الإِطلاق، بل في ذلك تفصيل وهو: إن أدَّى ذلك إلى عدم الإنصات للإِمام فإنه يُنهى عنه، وإن لم يؤدِّ إلى عدم الإِنصات فإن له ذلك. انتهى إلى أن قال رحمه الله: والراجح في حكم هذه المسألة أن نقول:
أما في النفل ـ ولا سيما في صلاة الليل ـ فإنه يُسَنُّ له أن يتعوَّذ عند آية الوعيد، ويسأل عند آية الرحمة؛ اقتداءً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولأن ذلك أحضرُ للقلب وأبلغُ في التدبر، وصلاة الليل يُسَنُّ فيها التطويل، وكثرة القراءة والركوع والسُّجود، وما أشبه ذلك.
وأما في صلاة الفرض فليس بسُنَّة وإنْ كان جائزاً. فإن قال قائل: ما دليلك على هذا التفريق، وأنت تقول: إنَّ ما ثبت في النَّفْلِ ثَبَتَ في الفرض، فليكن سُنَّة في الفرض كما هو في النفل.
فالجواب: الدليل على هذا أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم كان يصلي في كلِّ يوم وليلة ثلاث صلوات، كلَّها جهر فيها بالقراءة، ويقرأ آيات فيها وعيد وآيات فيها رحمة، ولم ينقل الصَّحابةُ الذين نقلوا صفة صلاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يفعل ذلك في الفَرْض، ولو كان سُنَّة لفَعَلَهُ ولو فَعَلَهُ لنُقل، فلمَّا لم ينقل علمنا أنه لم يفعله، ولما لم يفعله علمنا أنه ليس بسُنَّة. انتهى.

وبعد هذا البيان فإن مذهب الجمهور هو ما عرفت، وإن كان ما رجحه العلامة العثيمين لا يخلو من قوة واتجاه.

والله أعلم.
نعم، يجوز أخذ الأجر على تحفيظ القرآن الكريم، وهذا قول جماهير العلماء من المذاهب الأربعة، بشرط أن لا يكون القصد من التعليم المال وحده، بل يكون القصد نيل رضا الله ونشر كتابه، ثم لا مانع من أخذ الأجر مقابل الجهد والوقت المبذول.

الأدلة والضوابط:

1. حديث النبي ﷺ في الصحيحين:

> «إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله»
وهذا قيل في الرقية بالقرآن، لكن العلماء عمموه على كل عمل متعلق بالقرآن، كتعليمه وتحفيظه، وقالوا إن أخذ الأجر على التعليم أولى من الرقية.




2. الاجتهاد في العمل لا يمنع الأجر الأخروي:
المال الذي يُأخذ على التحفيظ هو مقابل الجهد والزمن، وليس بيعًا لكلام الله.


3. النية مهمة:
من نوى بتعليمه وجه الله ونشر العلم، فله أجر عظيم حتى مع أخذ الأجرة. أما إن كانت نيته فقط المال، فالأجر الأخروي قد يضعف أو يُحرم منه.



نصيحة:

احرص على تجديد النية دائمًا، واحتسب أنك تسهم في حفظ كتاب الله في صدور الناس، وأنت على خير عظيم.
وإليك دعاء جميل يمكنك أن تنوي به قبل تحفيظ القرآن:


---

دعاء نية تعليم القرآن:

> اللهم إني نويت تعليم كتابك الكريم ابتغاء وجهك الكريم، وطلبًا لمرضاتك، وسعيًا في نشر نورك بين عبادك. اللهم اجعل عملي هذا خالصًا لوجهك، ووفقني لإتقان ما أعلّمه، وبارك لي في وقتي وجهدي، وارزقني الإخلاص والتوفيق، واجعلني سببًا في غرس كلامك في القلوب. اللهم اجعل هذا العلم حجة لي لا علي، وبلغني به الفردوس الأعلى.




---

يمكنك قراءته أو بعضه بنية صالحة، وسيكون لك أجر النية والعمل بإذن الله.
كثير من إخواننا المسلمين لا يقرأ القرآن إلاّ بقصد الثّواب والأجر،
وقصر علمه عن عظيم منافع القرآن،
وأنّه كلّما قرأ القرآن بنيّة نال فضلها،
كما قال النّبي ﷺ:

*"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"* -الحديث-

فالقرآن منهج حياة،
والنية تجارة العلماء، فمن هذا المبدأ والمنطلق أردت أن أذكر نفسي وإخواني ببعض النوايا عند القراءة،
ومنها:

1- أقرأ القرآن لأجل العلم والعمل به.

2- أقرأ القرآن بقصد الهداية من الله.

3- أقرأ القرآن بقصد مناجاة الله تعالى.

4- أقرأ القرآن بقصد الاستشفاء به من الأمراض الظاهرة والباطنة.

5- أقرأ القرآن بقصد أن يخرجني الله من الظلمات إلى النور.

6- أقرأ القرآن لأنه علاج لقسوة القلب، وفيه طمأنينة القلب، وحياة القلب، وعمارة القلب.

7- أقرأ القرآن بقصد أن القرآن مأدبة الله تعالى.

8- أقرأ القرآن حتى لا أكتب من الغافلين وأكون من الذاكرين.

9- أقرأ القرآن بقصد زيادة اليقين والإيمان بالله.

10- أقرأ القرآن بقصد الامتثال لأمر الله تعالى بالترتيل.

11- أقرأ القرآن للثواب حتى يكون لى بكل حرف 10 حسنات، والله يضاعف لمن يشاء.

12- أقرأ القرآن حتى أنال شفاعة القرآن الكريم يوم القيامة.

13- أقرأ القرآن بقصد اتباع وصية النبى ﷺ.

14- أقرأ القرآن حتى يرفعني الله به ويرفع به الأمة.

15- أقرأ القرآن حتى أرتقي في درجات الجنة، وألبس تاج الوقار، ويكسى والداي بحلتين لا تقوم لهما الدنيا.

16- أقرأ القرآن بقصد التقرب إلى الله بكلامه.

17- أقرأ القرآن حتى أكون من أهل الله وخاصته.

18- أقرأ القرآن بقصد أن الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.

19- أقرأ القرآن بقصد النجاة من النار ومن عذاب الله.

20- أقرأ القرآن حتى أكون في معية الله تعالى.

21- أقرأ القرآن حتى لا أرد إلى أرذل العمر.

22- أقرأ القرآن حتى يكون حجة لي لا علىّ.

23- أقرأ القرآن بقصد أن النظر في المصحف عبادة.

24- أقرأ القرآن حتى تنزل علي السكينة وتغشاني الرحمة، ويذكرني الله فيمن عنده.

25- أقرأ القرآن بقصد الحصول على الخيرية والفضل عند الله.

26- أقرأ القرآن حتى يكون ريحي طيبا.

27- أقرأ القرآن حتى لا أضل في الدنيا ولا اشقى في الآخرة.

28- أقرأ القرآن لأن الله يجلي به الأحزان، ويذهب به الهموم والغموم.

29- أقرأ القرآن ليكون أنيسي في قبري، ونورا لي على الصراط، وهادياً لي في الدنيا. 💜
خاطرة عن سياق الآيات فى القرآن الكريم

١- لماذا ذكر الحق سبحانه وتعالى
آيات حافظوا على الصلاة والصلاة والوسطى وسط آيات الفراق سواء بالطلاق( الآية التى قبلها )او الوفاة (الآية التى بعدها)
شقاق اختياري بالطلاق، وإما افتراق قدري بالوفاة
المنهج الإسلامي منهج متكامل. ولأنه سبحانه وتعالى يريد أن ينبهنا إلى أن الطلاق عملية تأتي والنفس فيها غضب وتأتي والزوج والزوجة وأهل الزوج وأهل الزوجة في كدر، فيقول لهم المنهج: لو كنتم تحسنون الفهم لفزعتم إلى الصلاة حين تواجهكم هذه الأمور التي فيها كدر. وساعة تكون في كدر قم وتوضأ وصَلِّ، المسألة صارت أكبر من حيلنا، وأنا أتحدى ألا يوجد الله حلاً لمشكلة لجأ فيها المسلم إلى الصلاة قبلها. لأن الله لايكون في بالكم ساعة ضيقكم وفي ساعة شدتكم فتستسلمون في الوقت الذي يكون فيه الإنسان أحوج ما يكون إلى الصلاة. ، وأقول هذا المثل- ولله المثل الأعلى- إن الولد الذي يضربه أصحابه يذهب إلى أبيه، كذلك زوجتك إذا أغضبتها تذهب إلى أهلها، فكيف لا تذهب إلى ربك وقت شدتك وكربك؟
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يفعل ذلك، كان إذا ما حزبه أمر قام إلى الصلاة. إن المؤمن يذهب إلى الخالق الذي أجرى له أسباب الزواج والطلاق والفراق؛ ليسأله أن يخفف عنه الهم والحزن
الصلاة تَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ، فَلَمّا كانَتْ مُعِينَةً عَلى التَّقْوى، ومَكارِمِ الأخْلاقِ، حَثَّ اللَّهُ عَلى المُحافَظَةِ عَلَيْها

وقالَ بَعْضُهم: (لَمّا ذَكَرَ حُقُوقَ النّاسِ دَلَّهم عَلى المُحافَظَةِ عَلى حُقُوقِ اللَّهِ

٢- وايضأ
واذا سألك عبادى عنى فأنى قريب جاءت وسط آيات الصيام كي تبين لنا أن الصفائية في الصيام تجعل الصائم أهلاً للدعاء، وقد لا يكون حظك من هذا الدعاء الإجابة، وإنما يكون حظك فيه العبادة
وللصائم دعوة لا ترد كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

٣- وهكذا آية الربا، لا تاكلوا الربا اضعافا مضاعفة
جاءت وسط احداث غزوة احد
كي يعرف كل من يريد مالاً زائداً على غير ما شرع الله أنّه سيأتي منه البلاء على نفسه وعلى غيره، فالبلاء في غزوة أُحد شمل الجميع: الرماة وغير الرماة أيضا، والمال الزائد من غير ما شرع الله إن لم يترك فقد آذن بحرب من الله ورسوله لأن الذي كان سبباً في الهزيمة أو عدم النصر في معركة أُحد أنهم حالفوا أمر رسول الله و طمعوا في الغنيمة. والغنيمة مال زائد، والربا فيه طمع في مال زائد.

والقرآن لايؤرخ للأحداث
وحين يعالج هنا قضية حدثية، والأحداث أغيار تمر وتنتهي، فهو سبحانه يريد أن يستبقي عطاء الحدث ليشيع في غير زمان الحدث، والنفس حين تمر بالأحداث تكون ملكاتها متفتحة؛ فحين يستغل القرآن الحدث فإن القضية التي تتعرض لها الموعظة تتمكن من النفس البشرية

*****

فسبحان من علم بالقلم .. علم الإنسان ما لم يعلم

قراءات ف تفاسير بن عاشور والشعراوى وفى ظلال القرآن
🌺*معجزة الهجرة*🌺

بقلم عبد الدائم الكحيل
في مثل هذا اليوم وبعد 13 سنة من الدعوة إلى الله.. هاجر النبي الكريم من مكة إلى المدينة وكان عمره 53 سنة... احفظوا هذين الرقمين جيداً (13-53) لأن معجزة ستتجلى أمامنا بعد قليل.. وفي طريق الهجرة أنزل الله على حبيبه آية يواسيه بها، ويخبره أن الله قد أهلك من هو أشد قوة من قومه الذين أخرجوه..

قال تعالى: { وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ } [محمد: 13].

بعد أن وصل النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة نزلت عليه سورة البقرة وآل عمران والنساء والأنفال والأحزاب... ولكن هذه الآية بقيت في قلب هذا النبي الكريم لم توضع في أي منها.. وبعد سنوات أنزل الله سورة تحمل اسم هذا الحبيب وهي سورة محمد تكريماً له عليه السلام!
فأمره سيدنا جبريل أن يضع هذه الآية اي التي نزلت في طريق الهجرة في سورة محمد وتحديداً في الآية رقم 13 نفس رقم سنة الهجرة (النبي هاجر في السنة 13 للبعثة الشريفة).. هل هذه مصادفة؟
ولكن هناك مفاجأة في عدد حروف هذه الآية... فكلمة (أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ) كُتبت من دون ألف، لماذا؟ وهنا تتجلى الحكمة من طريقة رسم كلمات الآية بهذه الطريقة.. فعندما قمنا بعدّ حروف الآية كان عدد الحروف هو 53 حرفاً.. وهو عمر النبي وقت نزول هذه الآية عليه! كان عمره 53 سنة!
ولو فكر أحد بعمل تحريف بسيط ولا ينتبه له أحد فأضاف حرف الألف لهذه الكلمة فكتبت هكذا اهلكناهم.. لاختفى الرقم 53 وأصبح عدد الحروف 54 واختفت معه هذه المعجزة اللطيفة..
ولكن لماذا وضعت سورة محمد في الرقم 47 في المصحف!
بعد سنوات من نزول سور القرآن ختم الله سور كتابة بآخر سورة وهي سورة النصر ووضعت تحت الرقم 110 في المصحف... (إذا جاء نصر الله والفتح...) وعندما سمعها الصحابة الكرام عرفوا أن أجل النبي قد اقترب وبالفعل مات في نفس السنة التي نزلت فيها سورة النصر.... وهي آخر سورة نزلت من القرآن..
إذاً رقم سورة النصر 110 ورقم سور محمد هو 47 ... ما هي الحكمة وما علاقة هذه الأرقام بعمر النبي الكريم الذي عاش 63 سنة كما في البخاري ومسلم؟

الجواب أن الفرق بين أرقام السورتين: النصر ومحمد هو: 110 – 47 = 63 وهو عمر الرسول عند وفاته!!
ولكن دعوني أنتقل معكم لمعجزة محيرة أكثر تعقيداً...
ففي سورة محمد لو عددنا حرف ( م ح م د ) أي حروف محمد في سورة محمد.. نجد أن:
حرف م تكرر في سورة محمد 223 مرة
حرف ح تكرر في سورة محمد 23 مرة
حرف م تكرر في سورة محمد 223 مرة
حرف د تكرر في سورة محمد 35 مرة
والمجموع 504 حروف.. أي أن حروف اسم محمد تكررت في سورة محمد 504 مرات..
ولكن ما علاقة هذا العدد بعمر الرسول الكريم؟ إنه من مضاعفات العدد 63:
504 = 63 × 8
فالرقم 63 هو عمر النبي.. والرقم 8 هو عدد أبواب الجنة التي جاء وصفها بشكل مفصل في سورة محمد ... مثل الجنة التي وعد المتقون... فمن أطاع هذا النب دخل الجنة... فسبحان الله...
ولكن الغريب أننا لو قمنا بعد حروف عبارة:
محمد رسول الله...
في سورة النصر وبنفس الطريقة.. سوف نجد أن مجموع حروف هذه العبارة في سورة النصر هو 63 حرف بالضبطا! وهو عمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم..
والسؤال... هل جاء رقم هذه الآية في سورة محمد 13 نفس رقم العام الذي هاجر فيه بالصدفة؟
وهل جاء عدد حروف هذه الآية 53 نفس عمر النبي وقت الهجرة بالصدفة؟
وهل جاء الفرق بين سورة محمد وسورة النصر 63 بالصدفة ايضا وهو عمر الرسول وقت نزول سورة النصر؟؟
وهل جاء عدد حروف محمد في سورة محمد مساويا لعمر الرسول 63 مضروبا في عدد أبواب الجنة 8 كل هذا بالصدفة؟
وهل جاء عدد حروف عبارة محمد رسول الله .. في سورة النصر آخر سورة نزلت ليساوي 63 عمر النبي وقت نزول هذه السورة... هل كل هذا مصادفة...
وأخيراً... ألا تشهد هذه المعجزة على صدق هذا النبي الخاتم عليه السلام؟!
وكل عام وأنتم بخير..

محبكم عبد الدائم الكحيل
لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
شهر الله المحرم هو أول شهور السنة الهجرية، وله فضل عظيم وردت به النصوص في القرآن والسنة، ومن فضائله:


---

🌙 1. من الأشهر الحُرُم

قال الله تعالى:

> ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ﴾
[التوبة: 36]



وشهر محرم أحد هذه الأشهر الحرم، التي يُعظم فيها الأجر والوزر، ويُستحب الإكثار فيها من الطاعات وترك المعاصي.


---

🕋 2. سُمِّي "شهر الله"

قال النبي ﷺ:

> «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم»
رواه مسلم.



تسميته بـ"شهر الله" إضافة تشريف وتكريم، ولم يُضف الله تعالى شهراً إلى نفسه إلا المحرَّم، مما يدل على فضله ومكانته الخاصة.


---

3. فيه يوم عاشوراء

وهو اليوم العاشر من محرم، وقد صامه النبي ﷺ وقال:


> «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله»
رواه مسلم.



وكان النبي ﷺ يصومه حتى قبل الهجرة، ولما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه، فقال:


> «نحن أحق بموسى منكم» فصامه وأمر بصيامه.



ويُستحب أيضًا صيام تاسوعاء (اليوم التاسع) معه، مخالفةً لليهود.



---

📌 4. فرصة لبداية جديدة

بداية السنة الهجرية تجعل شهر محرم فرصة:

للتوبة

والتقرب إلى الله

ووضع نوايا صالحة لعامٍ جديد مليء بالطاعة



---

⛔️ تنبيه:

لا توجد عبادات خاصة بشهر محرم لم يثبت فيها دليل إلا الصيام، وما ورد من صلوات أو أدعية أو احتفالات مخصوصة لا أصل لها في السنة.


---
نعم، يُستحب صيام العشر الأوائل من شهر محرم، خاصة التاسع والعاشر (تاسوعاء وعاشوراء)، ولكن يجب التنبيه إلى بعض الأمور المهمة:


---

ما ثبت في السنة:

قال النبي ﷺ:

> «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم»
(رواه مسلم)




وهذا يدل على فضل الصيام في شهر محرم كله، وليس فقط يوم عاشوراء.


---

📌 هل ورد تخصيص "العشر الأوائل"؟

لا يوجد حديث صحيح يخصِّص العشر الأوائل من محرم بالصيام كما ورد في عشر ذي الحجة.

لكن:

صيام أيام من محرم (خصوصًا في بدايته) يدخل في فضل عموم الصيام في هذا الشهر.

صيام أيام متفرقة منه مثل الإثنين والخميس، أو الثلاثة البيض (13-14-15)، أو أكثر من ذلك، كله مستحب.



---

🎯 الخلاصة:

نعم، يُستحب الصيام في الأيام الأولى من محرم، لأنه من شهر محبب عند الله.

ولا يُشترط صيام العشر كاملة، بل من صام منها ما تيسر نال الخير والفضل.

وأفضلها: تاسوعاء (9) وعاشوراء (10).



---
كان أبو طالب يطوف بالبيت ، ومعه النبي وهو في عمر الرابعة عشر ، فرأه أكثم بن صيفي ، وهو حكيم من حكماء العرب ،
فقال لـ أبو طالب ، ما أسرع ما شب أخوك يا أبى طالب ، فقال أنه ليس أخي ، بل إبن أخي
عبد الله ، فقال أكثم ،
إبن الذبيح !!

فقال أبو طالب نعم ؛؛؛؛؛؛
فأخذ أكثم يتأمله ، ثم قال ،
ما تقولون فى فتاكم هذا
يا أبا طالب ؟

فقال :
إنا لنحسن الظن به ،
وإنه لحىٌ جزي ، سخىٌ وفى ٠
قال :
أفغير ذلك يا إبن عبد المطلب ؟
قال :
إنه ذو شدةٍ ولين ،
ومجلس ٍ ركين ، ومفضلٍ مبين •
قال :
أفغير ذلك يا إبن عبد المطلب ؟
قال :
إنا لنتيمن ُ بمشهدهِ ، ونلتمس ُ البركة فيما لمس بيدهِ •
قال :
أفغير ذلك يا إبن عبد المطلب ؟ قال :
إن فتىً مثلهُ حرىٌ به أن يسود ، ويتحرف بالجود •

فقال أكثم ، أما أنا فأقول غير ذلك ، فقال أبو طالب ، قل يا حكيم العرب ، فإنك نفاثُ غيب ،ٍ وجلاءُ ريب •

قال أكثم ، ما خلق لهذا إبن أخيك ، إلا أن يضرب العرب قامطة ، بيدٍ خابطة ، ورجل ٍ لابطه ، ثم ينعق بهم إلى مرتعٍ مريع ، وورد تشريع ، فمن إخرورط إليه هداه ، ومن إخرورق عنه ارداه •

وما إن عاد أكثم بن صيفى إلى أبنائه ، حتى قص عليهم ما رأى فى مكة ، ولقائه برسول الله
وهو في الرابعة عشر من عمره ، وقال والله إنه لنبي ، فإن خرج وأنا فيكم ، فإنى ناصره ، وإن خرج بعد وفاتي ، فعليكم اتباعه والمثول لأمره ٠

وما إن بعث النبى حتى خرج إليه أكثم مع اولاده ، وقد كان فى ذلك الحين طاعناً فى السن ، فوافته المنية وهم فى الطريق ، فقال لهم دعوني وانصرفوا ، فالحقوا برسول الله ،
فقال أحدهم نظل معك حتى ندفنك ونسير اليه ، قال لا ، ابلغوا رسول الله مني السلام ،
ودعوا جسدي للطير أو للدود ، فإنهما يستويان ٠

فلما وصلوا إلى رسول الله ، بادرهم صل الله عليه وسلم ، وقال الآن دفن أباكم ، ثم نزلت فيه أية « وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً ۚ وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا » .

إنى شربت الحب من نبع الهوى
وجعلت حب المصطفى ترياق
يا تاج رسل الله
إنى هائم والقلب يحكى لوعة المشتاق فمتى تصير الروح
عند مقامكم لتطيب نفسى
بعد طول فراقى ..

اللهم صل على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..

السيرة النبوية لإبن هشام
البداية والنهاية لابن كثير
لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
أستغفرالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه
ومِن هَدْي النَّبي صلى الله عليه وسلم في تصحيح الأخطاء الاكتفاءُ بالتلميح، دون التَّصريح أحيانًا؛ فعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطانِي، ثم سألتُه فأعطاني، ثم سألتُه فأعطاني، ثم قال: ((يا حكيم، إنَّ هذا المال خضرة حلوة، فمَن أخذه بِسَخَاوَة نفس بورِكَ له فيه، ومَن أخذه بإشراف نفس لَمْ يبارَكْ له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع، اليدُ العليا خيرٌ منَ اليد السُّفلَى))، قال حكيم: فقلتُ: يا رسول الله، والذي بعثَكَ بالحق، لا أرزأ أحدًا بعدكَ شيئًا حتى أفارقَ الدنيا، فكان أبو بكر رضيَ الله عنه يدعو حكيمًا إلى العَطَاء، فيأبَى أن يقبَلَه منه، ثم إنَّ عمر رضي الله عنه دعاهُ لِيُعْطِيَه، فأبى أن يقبلَ منه شيئًا، فقال عمر: إنِّي أُشْهِدكم يا معشر المسلمين على حكيم، أنِّي أعْرضُ عليه حَقَّه مِن هذا الفَيء، فيأبَى أن يأخذَه، فلم يرزأ حكيم أحدًا منَ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفِّي؛ رواه البخاري (1472)، ومسلم (1035).
فحينما كَرَّرَ حكيم المسألةَ، كَرِه له النَّبي صلى الله عليه وسلم ذلك، لا سِيَّما مع غِناه، فلَمْ يُصَرِّح له النبي صلى الله عليه وسلم بِكَراهة ذلك؛ بل رأى أنَّ التلميحَ كافٍ، فَلَمْ يَجْرح مشاعر حكيم بكلمة، وأَوْصَل ما يُريد إيصاله إليه؛ فلذا الْتَزَم حكيم بهذا التوجيه، ولم يأخُذْ حتى حَقَّه مِنَ العطاء.
إخوتي: الصغير تبدر منه الأخطاء مِن غير قصدِ الإساءَة، وتعمُّد إيذاء الآخرين، فلا ينبغي أن يُكْثَرَ معه العتب والتوبيخ، فضلاً عنِ العقاب، فَأَنَس بن مالك كان صغيرًا، وخَدَمَ النبي صلى الله عليه وسلم حين قدِمَ المدينة حتى لحقَ بالرفيق الأعلى، وكان يَتَوَانَى بالحاجة أحيانًا، ويقع منه ما يقع منَ الصبيان، ولم يَكُن يعتب عليه النبي صلى الله عليه وسلم أو يُوَبِّخه؛ فعَنْه قال: خدمْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، واللهِ ما قال لي: أفٍّ قط، ولا قال لي لشيءٍ فعلتُه: لم فعلتَ كذا، وهلاَّ فعلتَ كذا؛ رواه البخاري (6038)، ومسلم (2309).
وحينما يُخْطئ الصغير، ويحتاج الأمرُ إلى تَنْبيهٍ وتوجيهٍ، كان مِن هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم التَّنبيه بكلماتٍ يسيراتٍ؛ ليتمَّ حِفْظها، وَوَعْيها مع اللُّطْف في العبارة، والرِّفْق بالتَّوجيه؛ فعن عمر بن أبي سلمة، قال: كنتُ غلامًا في حجْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانتْ يدي تطيش في الصَّحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلامُ، سَمِّ الله، وكُل بيمينكَ، وكُل ممَّا يليك))، فما زالتْ تلك طعمتي بعدُ؛ رواه البخاري (5376)، ومسلم (2022).
حين التوجيه وإصلاح الأخطاء تُذْكَرُ محاسن الشخص، وصفات الكمال التي فيه، وأنه قريبٌ منَ الكمال؛ لكنه ينقصه كذا وكذا، بِخِلاف تناسِي الحسنات، والتَّركيز على الأخطاء، فهذا مظنَّة عدم الاستجابة، فالمُوَجَّه يقع في نفسه أنه لا خير فيه، فلا يَحْرص على تصحيح الأخطاء، والتَّرَقِّي في درجات الكمال؛ فعن عبدالله بن عمر، قال: كنتُ غلامًا شابًّا، وكنتُ أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فَرَأَيْتُ في النَّوم كأنَّ مَلَكَينِ أَخَذَانِي، فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطويَّة كَطَيِّ البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلتُ أقول: أعوذ بالله منَ النار، قال: فَلَقِيَنا مَلَكٌ آخر؛ فقال لي: لم ترع، فَقَصَصْتها على حفصة، فَقَصَّتْها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: نِعْم الرَّجل عبدالله، لو كان يُصَلِّي منَ الليل، فكان بعدُ لا ينام منَ اللَّيل إلاَّ قليلاً؛ رواه البخاري (1122)، ومسلم (2479).
حينما يُخْطِئ الشَّخص لا ينظر هذا الخطأ بمعزل عن صاحبه، وبذله، وسابقته في الإسلام؛ بل ينظُر في حسناته، وهل له منَ الأشياء التي تشفع له، فحينما نَقَلَ حاطِب بن أبي بَلْتَعَة أخبارَ المسلمين إلى كُفَّار قريش، قال عمر بن الخطاب: إنَّه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فَدَعنِي أَضْرب عُنُقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا عمر، وما يُدريكَ؟ لعلَّ اللهَ قدِ اطَّلَع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبتْ لكم الجنة))، قال: فدمعتْ عينا عمر، وقال: الله ورسوله أعلم؛ رواه البخاري (6259)، ومسلم (2494).
فعذره النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخطأ، الذي هو في اصطلاح المتأخرين الخيانة العظمى؛ لسابقته في الإسلام، وشهود بَدْر.
خشوع القلوب

قال عَزَّ مِن قائل في كلامه الطائل : ((أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) )) ، الحديد – 16 ، المشهور في سبب نزول هذه الآيات ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود – رضي الله عنهما – قال : " ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية إلا أربع سنين " . وقال ابن عباس – رضي الله عنهما - : " إنَّ الله استبطأ المؤمنين ، فعاتبهم على رأس ثلاث عشرة سنة من نزول القرآن " . وقيل : نزلت في المنافقين بعد الهجرة بسنة ، ورُوي أنَّ المِزاح والضحك كثُر في أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – لمّا ترفهوا بالمدينة ؛ فنزلت الآية .
ومعناها : ألم يَحِنْ للذين صدَّقوا الله ورسوله أن تلين قلوبهم عند الذكر والموعظة وسماع القرآن ، فتفهمه وتنقاد له ، وتسمع له وتُطيعه ، ولا يسلكوا سبيل اليهود والنصارى ؛ فقد أُعطوا التوراة والإنجيل فطالت الأزمان بهم فقست قلوبهم ، فاخترعوا كتاباً من عند أنفسهم ، فاستحقوا غضب الله ونقمته .
جعلنا الله – بفضله وبرحمته – ممّن يقولون بلسان حالهم قبل مقالهم : " بلى يا ربُّ قد آنَ " وهدانا إلى صراط المؤمنين الموحّدين ، غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين ، اللهمّ آمين .

شادي السيّد
لا تُزَكوا أنفسكم

قال الله تعالى : ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً)) ، النساء : 49 .
المشهورُ في سببِ نزولِ هذه الآيةِ الكريمةِ أنها نزلتْ في الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى حِين قَالُوا : ((نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ)) ، وَفِي قَوْلهمْ : (( لَنْ يَدْخُل الْجَنَّةََ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى )) ، وكَانُوا َيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ لا ذُنُوب لَهُمْ ، وقولهم : " آباؤنا سَيشفعونَ لنا ويُزكّوننا " ، وقد ذكرَ أهلُ العلمِ أنها نزلت في ذَمّ التَّمَادُح ، وَالتَّزْكِيَة ، وأنَّ لفظ الآيةِ عَامّ فِي ظَاهِره ، وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ الْمِقْدَادِ بْن الأسْوَد قَالَ : أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ نَحْثُو فِي وُجُوه الْمَدَّاحِينَ التُّرَاب . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ رَسُول اللَّه - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – رأى رَجُلاً يُثْنِي عَلَى رَجُل ؛ فَقَالَ : " وَيْحكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبك " ، ثُمَّ قَالَ :" إِنْ كَانَ أَحَدكُمْ مَادِحًا صَاحِبه لا مَحَالَة ؛ فَلْيَقُلْ : أَحْسَبهُ كَذَا ، وَلا يُزَكِّي عَلَى اللَّه أَحَدًا " ، ولذلك قال الرَّبُّ – جَلَّ ثَناؤه : ((بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاء)) ، وقال في آيةِ النَّجْمِ : ((فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اِتَّقَى)) ، فَإِنَّهُ تَكْذِيبٌ مِنْ اللَّهِ للْمُزَكِّينَ أَنْفُسهمْ مِنْ الْيَهُود ، وَالنَّصَارَى ، وغيرهم ؛ أَيْ الْمَرْجِع فِي ذَلِكَ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ، لأنَّهُ أَعْلَم بِحَقَائِق الأمُور ، وَغَوَامِضهَا ، فَلْيَحْذرِ المسلمُ مِن تزكيةِ نفسه ، أو الاغترار بعمله ، أو مَدحِ الناسِ وتزكيتهم دونَ حاجةٍ ، أو مَقصدٍ شرعيّ ، والقَصْدُ والتوسط في الأمور خير . اللهمَّ زكِّ نفوسنا ، وطَهِّر قلوبنا ، ولا تؤاخذنا بما يقولُ الناسُ عنّا ، واجعلنا عندكَ خيراً ممّا يقولون .

شادي السيّد
2025/06/29 15:01:43
Back to Top
HTML Embed Code: