قناة الزيدية 15218

【 حديث الغدير ودلالاته وأهميته والمقصود منه 】
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم غدير خم، بعد أن أمر الناس بالتوقف، وأمر بردِّ من تقدَّم وإيقاف من تأخَّر. في ذلك المكان المسمى غدير خم :
« أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟»
قالوا: بلى يا رسول الله.
فقال: «فمن كنتُ مولاه، فهذا عليٌّ مولاه. اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله».

إن كلمة "مولى" في هذا الحديث الشريف، وإن كانت في اللغة تحتمل معاني متعددة كالمحبّة، والقرابة، والنصرة، وملك التصرف، فإن السياق والمقام والمقدمة التقريرية لا يتركون مجالًا للشك في أن المراد بها الولاية العامة، والإمامة العظمى، وحق الطاعة والتصرف في شؤون الأمة، لا مجرد المحبة العاطفية فقط.

فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مهّد لهذا الإعلان المصيري بسؤال تقريري بالغ الدقة:
«ألست أولى بكم من أنفسكم؟»
أي: ألست أحقّ بكم من أنفسكم في الأمر والنهي والتصرف؟
فلما أقرّوا بذلك، ألحق مباشرة قوله الحاسم:
«فمن كنتُ مولاه، فهذا عليٌّ مولاه»،
معلنًا بذلك أن ولاية علي عليه السلام امتداد لولايته، وأنه الإمام والخليفة من بعده، ليس في المحبة فقط، بل في التصرف والقيادة.

ثم ختم صلى الله عليه وآله وسلم كلامه ذلك بالدعاء، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله، و ... إلخ».
وفي ذلك من التأكيد والتشديد ما لا يخفى، فإن المؤمن إذا سمع ذلك الدعاء النبوي يعلم أنه دعاء مجاب لا محالة، فيدعوه ذلك إلى العناية في القيام بموالاة علي عليه السلام ونصرته، ويخاف أشد الخوف من التفريط في ذلك؛ حذراً من أن تصيبه الدعوة النبوية.
وفي هذا الدعاء أيضاً دليل واضح على أن المفرط في ولاية أمير المؤمنين والداخل في عداوته خارج عن ولاية الله إلى عداوته، وأنه ليس من الله في شيء.

فهذا الحديث الجليل، بما فيه من مقدّمة تقريرية، ونصّ صريح، وجموع شاهدة في رمضاء غدير خم ، لا يدع موضعًا للتأويل أو الإنكار أو أنه مجرد عن تعبير عن محبة ، بل هو نصّ نبوي قطعي بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هو الخليفة الشرعي والولي المأذون بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ولايته جزء من ولاية النبي، لا يتم الإيمان إلا بالإذعان لها.

فـ«من كنت مولاه، فهذا علي مولاه» ليست عبارة مودة، ولا شعار محبة، بل وثيقة إمامة، وإعلان نبوي ، عن الولاية بعد النبوة لمن هي ببلاغ إلهي، أمر الله به نبيّه فقال:
{يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمك من الناس}.
فلما بلّغ، أنزل الله آية إتمام النعمة وكمال الدين فقال:
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}.
وهي آخر آية نزلت من كتاب الله.
فكان يوم الغدير يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، بتثبيت الولاية والإمامة، وإتمام الحجة على الأمة إلى يوم الدين.
➖➖➖➖➖
#حديث_الغدير #حديث_المنزلة
#حديث_الثقلين
#الزيدية #اليمن
#الغدير #يوم_الولاية #ولاية_أمير_المؤمنين ع
#العروة_الوثقى_الزيدية
@alorwahalwuthqa

1.3K views03:45