Telegram Web Link
وأنتِ ترحلين
رأيتُ كل أيامي تعض على أصابعها وتبكي
تدورين في دمي
تملئينَ دمي.
إنّني أحتوي العالَم كلَّهُ
أُحبُّ عليٌ على طريقةِ أُمِّي عندما تقرأُ حديثاً لَهُ وهيَ أمّية وتنصحني به , تقرأه بتلكئٍ ودمعة فهيَ أطهرُ العشاقِ من الكذبِ ,وأحبُ عليٌ بفمها وكأنهُ قطعةِ حلوى نسدُ بها رمقنا , وأحبهما معاً بكاملِ قلبي ,كنتُ أجهلُ كل شيء عندما كان عمري أصغر من السؤال ! أخاف أن تصفعني كف الأجابات الطويلة من هو أبا تراب ؟ وعرفتُ عليٌ من أُمِّي الأمّية العالمة حينَ تعطي قلبها لكلِ عاشق ,
وتسرفُ الدمع مَعَ كُلِّ حزين ، وتبتسم بوجهِ الفقر وحين تلبسُ أياماً رثّة
وتعطينا سنواتٌ جديدة ، وحين تتكلم بفصاحتها الفطرية " هالله هالله بالوادم يمه " عرفتهُ صادقاً سخياً شجاعاً فقيراً
مِثْلَ أُمِّي , حين عطشت معرفتي آخذت بكفِ حاجتي نحو نهراً أزرقُ من السماء
نهرٌ لا يجف وقالت ؛ كُن معهُ بكلِ عطشك .
لكُلِّ ريح تنام في شَعركِ،
مركبٌ يرسو في قلبي
العالم أكثر صعوبة وتعقيدا من أن تكون هناك نهايات سعيدة.

ميازاكي
"أتيت بصحبة الريح
فى أول أيام الصيف

و سوف تأخذني الريح معها
آخر أيام الخريف

أجئ وحيداً
و أشرب وحيداً
و أضحك وحيداً
و أبكي وحيداً
و أذهب وحيداً

لا شرق
ولا غرب
لا شمال
ولا جنوب حيث وقفت

أصيح في قاع الوادي السحيق
منتظرا صدى الصوت

لا يمهلني البكاء
عندما لا يوجد ثمة ما يدعو للبكاء "
‏بادر بالرسائل انا وقلبي بأنتظارك .
الريح لا يأخذ الورق المبلل
وسأكون مفيدًا في نومي النهائي
‏عندئذ قد تلمسني الأشجار مرة ‏
وتجد الأزهار بعض الوقت لي
"أدركنا منذ زمن بعيد، أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم ولا تغييره إلى الأفضل ولا إيقاف جريانه البائس إلى الأمام.. ‏لم تعد هناك سوى مقاومة وحيدة ممكنة: أن لا نأخذ العالم على محمل الجد"
صباح الخير يا فيروز...

صباحكِ وأنتِ ترضعينَ "زياد" من نهدكِ المُبارك. هذا الطِّفل الذي سيقلِّبُ مسارح لبنان والعالم بمسرحياته وموسيقاه ومزاجه. "زياد" الذي لحَّن "سألوني الناس" بِعمر 15 سنةً بينما كان أترابه يركضون في الحارات ويرمون شاحنة البلديَّة بالحجارة. "زياد" الذي قال: أمي مع "حسن نصر الله" بس ما تحب تحكي عندها جنون العظمة تريد أن تكون مثاليَّة!

صباحكِ فيروز...
بفستانكِ الأسود تصدحينَ في باريس؛ (ليلي العيون السُّود بيظلُّو يبكوني) لا أبكاكِ حزنٌ ولا مسَّك زعل.
صباحكِ وأنتِ مهيبة ومعزولة عن العالم كفيروزٌ نادر.
صباحكِ سيِّدتي (نهاد) في كورال الإذاعة اللبنانيَّة طفلةً ضئيلةً برئتي ملاك وحنجرةٍ سماويًّة. لا أحد كان يعلم سوى "حليم الرُّومي" و"محمَّد فليفل" أنَّك ستبهرينَ الدُّنيا وتنقذينها من تعاستها. كيف كان العالم سيدري أنَّ بنتًا بزقاق البلاط سترفعُ البلاء عن قلبهِ المليء بالندبات والجراح والحروب. هذه البنت التي ستُغني للحبُّ والسَّلام، للحجر والطَّير، للغابة والإنسان، للسَّماء والأرض، للنهر والسَّاقية، للبحر والعُشَّاق، للنسَّاك والسُّكارى، للشُّعراء للغاوين والمجانين، لكلِّ شيء، لكلِّ شيء.

صباحكِ وأنتِ تُغنِّينَ يا "جارة الوادي" لتموت أمكِ في نفس اليوم، وبكلّ حزن وألم يلتصقُ موتها بحنجرتكِ العظيمة للأبد كالتّشيلو لتبدئي بعدها رحلتكِ نحو قلوب النَّاس والعباد مع ألحان شابٍ طويلٍ ووسيم اسمهُ يدلُّ عليه وعلى تفرّده "عاصي الرحباني". لتتزوَّجيه بعد ذلك بثلاث سنوات. ليجتمع الصَّوت واللَّحن تحت سقفٍ واحد. لتعيش الموسيقى العربيَّة أعظم أيَّامها وأحلاها. لينتقل اللَّحن مع الأخوين" منصور" و"عاصي" للكونيَّة وليخرج الصَّوت من بعلبك وبيروت إلى جينيف وأمستردام، برلين وموسكو.
صوتكِ الذي هزم حرب لبنان بالسَّبعينات ومرَّغ وجه المآسي. وحملَ قهر الشُّعراء دونَ تكلّفٍ من "الأخطل الصَّغير" و"أبو نواس" إلى "ميخائيل نعيمة"، "نزار قباني" و"سعيد عقل". صوتكِ المنذور للمقاهي والصباحات. كنَّا قبلكِ نُحدِّق ببعض في غضب، كأنَّنا داخل سجن يسعد أيامكِ، أصبحنا نحبُّ بعضنا حبًّا جمًّا.. حتَّى الخال "أبو سمير" الذي كان يشتمُ الكلّ قبل سيجارته يصبحُ وديعًا وأنت تُغنِّينَ (يا جبل اللِّي بعيد خلفك حبابينا).

صباحكِ يا زهرة المدائن وأنتِ تُغنِّينَ لحبيبكِ المريض في غيبوبتهِ (سألوني النَّاس عنك يا حبيبي، كتبوا المكاتيب وأخذها الهوا ) أغنية لحَّنها الإبن "زياد" كتبها الأخ "منصور" وغنَّتها الزَّوجة "فيروز" لكنَّ "عاصي" كان عاصيًا للحياة ومات!

صباحكِ أم "زياد" لوحي لنا بيدكِ لنطمئنَّ. وامسحي على قلوبنا تعب السِّنين. زورينا كلّ سنة مرَّة يا طير الطَّاير ع طراف الدّني.

كيفكِ أنتِ ملا أنتِ!
هذا لأنَّني حزين يا "فيروز" حزين جدًّا.
تايبين..
‏منحتك فكرةً مضيئة لتحبينني بها لكنك لم تفعلي وخلقتِ لي أسباباً جيدة لكي أكرهك ولكنني أيضاً لم أفعل كم هو مؤذٍ فارق القسوة الهائل بيننا
منذ فترة ليست بالبعيدة كنت ممتلئ بالعاطفة والحب و طاقتي كلها الوان، حالياً لم يتبقّى ولا حتى فتافيت، الوادي جفّ بعد ماكان سيل، واتسائل كيف نتصحّر هكذا بعد ما كنا نغرق كل يوم ؟!
لو انك صارحتني بضمور جناحيك يا صاحبي
لاحترمتك ضمن الطيور التي لا تطير
‏أحيانًا
أسير كما
لو كنتُ واقفًا
لا أتعب
ولا أصل.

-علي عكور
أعدك أن أنام
غَير أني مُتعَب
والمشقّةُ في قلبي لا في الطريق
المكان الوحيد
الذي أحسستُ فيه بالوحدة
لم يكن
عندما كنت وحدي.
كان في غرفة
غرب لوس أنجلوس
حينما أحببت شخصًا
لم يكن يحبّني.
أقفلتِ كل شيء خلفكِ
وأنت تخرجين من قلبي
حتى صورنا معًا أزحتها من الجدار؛
وككل الذينَ يغادرون بيوتهم
ويغيرون الأقفال...
نسيتني في الداخل
ونسيتِ صنبور الدمع مفتوحًا!


عبد المنعم عامر
يقول: لا أدري، ولكنِّي مشيت ولم تكُن هناك طريق.
مشيتُ فصارَ المشيُ هو الطَّريق.

أسألُ: إذن إلى أين تذهب؟
يقول: إلى قلبي؛ إذا كان قلبي مكاناً.
2025/10/26 04:19:12
Back to Top
HTML Embed Code: