Telegram Web Link
‏في مثل هذا الليل

أنت وحيدةٌ
و أنا أحاول أن أعود مبكراً للبيت

فالحرب انتهت
و أنا وعدتكِ
أن أعيد لك الأغاني كلها
و نعيد ترتيب الحياة بكوب شاي

قولي وداعاً للدموع
تمسّكي مثلي بآخر فرصة للحب
ضميني كآخر ما تبقى منك

فالحرب انتهت
و أنا وعدتكِ
أن نغني
أن أعود مبكراً للبيت
تسبقني خُطاي
‏يؤدب الحُزن قلب صاحبه، و لكن يعلمه الدعاء
يوحشه من الناس و يؤنسه بربه.

-الرافعي
‏ربي لقد بذلت مابوسعي لئلّا انطفئ، خذ بيدي إلى نجمٍ بعيد، واغمرني بضوءٍٍ لا يخفت وهجه ولا ينكمش، يعزّ عليّ هذا التعب والركض الطويل في مدارٍ أجهله، خذ بيدي من التيه، من عبء الوجود الحزين، من بين أنياب القلق، إلى رحابة حنانك وأمانك، واملأني بالسّلام الذي أتوق إليه.
كيف يمكن أن تشرح للآخرين أنك ما عُدت تَصلُح للأحاديث اليومية السطحية ؟ و أنك مُستنزف إلى الحد الذي تحتاجُ معه إلى فُسحةٍ من الوحدة كي تُرَمِم ما دمَّرَتهُ تفاصيل الصراعات المختلفة بداخلك !
كيف تشرح ذلك ؟!
وما الذي يمنعهم أن يَتَفَهَموا ويحترموا أنك ما عُدت قادراً على الإجابة عن سؤال تقليدي ومُكرر و لا يرتقي إلا لكونه ثرثرة ! أو عدم قُدرتك على أن تبتسم لبعض النِكات السخيفة التي يظنون أنها أعلى مراتب الفكاهة !
كيف يمكنك أن تشرح لهم أنك غير قابل للتأقلم أو المشاركة ولو بإيماءة رأسك في تجاذُب أطراف حديث روتيني بَحت مُكرر وتافه ؟
هي بمثابة أعتذار كبير عن بشاعة العالم.
النداء الأخير لكل الناس الما قرت المحاولات السابقة وما وروني رأيهم
I wish that someday I can be needed by someone.
-Gaara (Naruto)
‏لما التقيتكِ

لم يكن للموتِ أغنيةٌ
ولا للحرب لحنٌ يحظر التجوال في قلب المدينة

حين التقيتكِ
كان توقيت الحياة ملائماً للحبِّ
و الأقدارُ في صفِّي
و كل شوارع الخرطوم تمنحكِ السكينة

و كنت أريد أن أحميك من أثر الدموعِ .
أردتُ أن نمشي معاً للبيت
كي أحميكِ من قلق النهايات الحزينةْ

.
‏أعترفُ أن الله أعطاني أكثر مما أستحق، وأكرمني أكثر مِما اجتهدت، وكان معي أضعافَ المرّات التي ناديتهُ بها، ولم يتركني رغم أني ابتعدت، ولم يخذُل ظني الجميل به رغم أن ظني كانَ في كثير مِن المرات أشبه بالمستحيل، وأعترف أنني لو شكرتهُ ما أوفيته عظيم صنعه معي وكرمه عليّ ولطفه بي.
رسائل الليل؟
بعضي-قاسم عُبيد
رسائل الليل؟
الرسالة الأولى!


إليك أنت صديقي، تلعثم الخطوات، ضياع الخريطة، ضبابية الوجهة، رغم كل ذلك ستصل يا صديقي، ما دمت تسير ستصل.
‏"يأخذ الإنسان دروسه المؤلمة، من الأشياء التي أدخلها قلبه و استأمنها عليه."
إلى ماريل.


منذ طفولتي كنت طفل ذو خيال واسع يا ماريل، أعيش في عوالم أخرى، لا أفكر في الإحتمالات بل أعيشها وكأنها حدثت حقاً، أعتقد أن أجواء القرية الهادئة التي ترعرت فيها ساعدت كثيراً في تغذية تلك الخاصية، كنت أستمتع بملء فراغ خلاء القرية الفسيح بقصصي وأبطالها، تنانين تركض، عصافير تتحدث، حل لغز مقتل إمام القرية في ظروف غامضة.
تركت القرية، لكن حتى ضوضاء المدينة لم تستطيع نزع فتيل خيالي ذاك يا ماريل، بل الأمر تحول لكابوس، المدن بطبيعتها مزدحمة، ذلك يعني قصص أكثر، أشخاص جدد أختطفهم بقلمي ليجدوا أنفسهم فجأة أبطالاً لإحدى قصصي تلك، حتى أصدقائي لم ينجو من قصص الإختطاف تلك، لا أنكر إنني بطريقة ما أستفيد من خيالي، يساعدني على تجاوز أحزاني، أسافر وحيداً إلى عوالم موازية، عوالم فيها أنا سعيد، عوالم فيها لم يحدث فيها كُل هذا، لم أسافر فيها إلى العاصمة أول مرة، أبي بجواري ولم يمت، نعم كان يسافر كثيراً لكنه لم يغيب لثلاث أعوام، عوالم أعيش فيها مع أسرتي الصغيرة تحت سقف واحد لا سماء واحدة، عوالم فيها نلتقي كُل يوم يا ماريل، لا يمرض أحد أو يموت، لكن تلك العوالم مثل حلوى غزل البنات، رغم طعمها اللذيذ إلا إنها تتلاشى بسرعة، كل مرة أجد نفسي في هذا العالم، العالم الذي فيه لا نلتقي كُل يوم، وأكتفي فقط بكتابة رسالة غير معنونة إليك.



قاسم عُبيد
"حدوتة ناقصة"


"جزء من النص محذوف"


مرحباً بكم، دعوني أعرف عن نفسي، أنا أبوالقاسم العبيد، أعلم أن هذا ليس الإسم الذي تعرفوني به، ولا الإسم الذي يظهر أسفل أغلفة رواياتي، لكنه إسمي الحقيقي، لماذا إذا قاسم عبيد؟، لإنه أسهل، بهذة البساطة، دعوني أخبركم إذا بسر أخر، اليوم أكملت عامي الستون، ستون عام!، رقم كبير ومخيف أليس كذلك؟، حتى أنا لم أكن موقن من إنني سأصل لهذا الرقم، لكني على الأقل فزت برهاني مع أحد أصدقائي، كما ترون فأنا لم أفقد شعري بعد، نعم تحول كله إلى الأبيض، لكنني أحبه هكذا، المهم، إحتفالاً بعيد ميلادي، أو عقاب لشخص عزول كحالي قررت ولمدة ساعة واحدة فقط دعوتكم إلى جولة حول عالمي، أقصد منزلي، لنبدأ من الخارج، حيث الحديقة، أحرص كُل صباح على قراءة شيء ما هنا، لا تلمسو أي شيء أرجوكم، أنحنى ظهري وأنا أعتني بهذه الشتلات، هذا الكرسي الموضوع أمام الباب، هو في الحقيقة رفيقي الوحيد، أراقب معه غروب الشمس، أحب مراقبة غروب الشمس كثيراً، لماذا ليس شروق الشمس؟، لأن الشروق يعطى أمل زائف لقصة ستنتهي على أي حال، لكن الغروب لا يكذب، الغروب هو النهاية نفسها، الأن لندخل، كما ترون الصالون واسع قليلاً، أكتب هنا، أستمع للموسيقى، على تلك الأريكة الصفراء التي تقع أمام المكتبة الكبيرة أمارس هوايتي المفضلة وهي القراءة، في هذا الصالون أستقبل ضيوفي، وأظنكم تعلمون إنني تقريباً لا أستقبل أي ضيوف، لكن رغم ذلك هنالك غرفة خاصة للضيوف وحمام أيضاً، المضحك إنني أستخدمهم أكثر من غرفتي وحمام المنزل، هل ترون غلاية الماء تلك الموضوعة فوق المنضدة؟ ذاك مطبخي، كيف أكل؟، ماذا أكل؟، نسيت أن أعرفكم على نرجس، لا أدري من يعمل مع من لكن عندما تكون لا تقوم بتوبيخي على الطريقة التي أعيش بها فهي تقوم بجلب طعام جاهز من الخارج، لماذا نطبخ وهنالك مطاعم تعد كل أنواع الطعام؟، عالم غريب حقاً، في الأعلى، توجد ثلاث غُرف، واحدة تعود لي، وأخرى للضيوف، ماذا عن الثالثة؟، أكتب في مكتبي الذي وضعته في الصالون، لأنه أوسع أولاً، لا أدري إذا كنتم تعلمون ولكني أعاني من رهاب الأماكن المغلقة، رغم ذلك لا أخرج من المنزل تقريباً، الأمر مضحك حقاً، لكن مع الوقت أصبح هذا المنزل المتواضع عالمي، ماذا تقول؟ لم أسمعك جيداً، لماذا تكتب؟، أحب الموسيقى الكلاسيكية الهادئة، لمحمد الأمين وقع خاص على قلبي، صوت أم كلثوم أحياناً يتردد في المنزل أكثر من صوتي، وطبعاً فيروز هي الراعي الرسمي للشتاء، هل أعيش وحدي؟، سيدي بسؤالك هذا فأنت تُهين العجوز نرجس، وست صراصير، وفأر، وقط الجيران الذي تقريباً أصبح قطي أنا لا هم، بائع الصحف، عامل توصيل الكُتب، ومحمد الأمين وأم كلثوم وفيروز، وكرسي غروب الشمس، حديقتي، أريكتي الصفراء، كل كتبي، وكل أبطال قصصي، لا داعي للإعتذار، على كل حال إنتهت الزيارة.


-قاسم عُبيد
2024/06/01 01:47:12
Back to Top
HTML Embed Code: