Telegram Web Link
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من يقرأ القرآن والسنّة بصدق ودون تعصّب لمألوف بيئته العلمية سيجد أن صيانة التوحيد عند الأنبياء كانت تمنع ماهو دون هذه التصرفات الشركية بكثير، وأن من فضيلة معتقد أهل السنة إمساكه بالمُحكم المطّرد الذي يفهمه الجميع بفطرته.
متفائل بأنّ هذا الجيل قد عرف عمليًا ما قرأناه نظريًا، وأن الشدائد لن تؤتي ثمارها حتى تعاش مهما أحسن المرء فهمها.
ما كنتُ أعلم أن سلامة الصدر علمٌ يُطلب حتى جالست شيخًا أحسبه من الصالحين، ما عُرض عليه موقف لمسلمٍ إلا حمله على محمل جميل وفيه منطق، واليوم قال له أحد زملائي: اغتبناك شيخنا، وأراد أن يكمل مزحته.
فردّ الشيخ مبادرًا بابتسامة: يجوز يجوز، وبدأ يفصّل في أحوال يُعذر فيها المغتاب وقد يُثاب؛ حتى لوهلة ظننا الغيبة فضيلة.

اللهم حسّن أخلاقنا واسلل سخيمة قلوبنا وارزقنا سلامة الصدر.
تعلّمتُ في فترة عزلتي شيئًا أسمّيه "أدب القعود"؛ فأحترم عمل أهل الميدان، وألتمس عذرًا للمتصدر، وأحسن الظنّ بكل عامل لدين الله.
وإن العبد ليدعو لإخوانه الذين يفعلون ما لا يستطيع، ويتولاهم، ويذبّ عن أعراضهم، ويقيل عثراتهم، ويحبهم؛ حتى إنه ليرجو بذلك الولاء أن يبلغ ما لا يبلغه عمله.
وما مثل الناقد منا إلا كالعروضي الذي يقول كسرٌ هنا وزحاف هناك؛ والمجد كل المجد للشاعر وإن غلط في بعض أبياته.
فضل كفالة من أضرّ طلبه العلم بدنياه:


عوتب ابن المبارك لأنه يفرّق من المال في بلدان دون بلده فقال:
"إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق، طلبوا الحديث، فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم، احتاجوا، فإن تركتاهم ضاع علمهم، وإن أعنّاهم بثوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم بعد النبوة أفضل من بث العلم"
بعض رسائل العلماء السابقين سهلة المعنى يسيرة المبنى ليس بها مزيد نظر وتركيب، لكن الله نفع بها، وصارت منطلقًا لشروحات دقيقة تنبجس منها أنهار التحقيق.
كانوا يكتبون لعز الإسلام، واستبقاء جذوته في النفوس، وهداية الناس للحق، وصرنا -وما أبرئ نفسي- نكتب لعز أنفسنا، واستبقاء جاهنا، وهداية الناس لتبجيلنا.
لا تغترّ بانتشار درسك أو كتابك أو منشورك، هذا رزق المتلقي، وأنت سبب لإيصاله ممن فتَح لك سبحانه.
2025/10/24 06:48:43
Back to Top
HTML Embed Code: